اللواء أشرف ريفي: نخشى ان يكون الهدف من التعطيل الانقلاب على الدستور

314

اللواء أشرف ريفي: نخشى ان يكون الهدف من التعطيل الانقلاب على الدستور
السبت 12 أيلول 2015 /وطنية – أقامت جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان، حفل تخريج طلابها في منتجع الميرامار في طرابلس، برعاية وزير العدل اللواء اشرف ريفي، وحضور النائبين احمد فتفت وكاظم الخير، عقيلة الوزير ريفي المحامية سليمى أديب، مدير الجامعة في لبنان الدكتور عدنان حمزه، مدير فرع الجامعة في الشمال الدكتور جان عبدالله، رئيس هيئة الطوارىء لانقاذ مدينة طرابلس الدكتور جمال بدوي، مدير مكتب الوزير اشرف ريفي السيد رشاد ريفي، الناشط في الجالية اللبنانية في استراليا الدكتور جمال ريفي وحشد من الفاعليات واهالي المتخرجين. بعد دخول الطلاب على وقع الموسيقى التقليدية للمتخرجين، النشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية من غريس حاوي، وكلمة من الطالبة هند جباخنجي القتها باسم المتخرجين شكرت فيها القيمين على الجامعة وقالت: “ادارة الجامعة حريصة على مصلحة الطالب وعلى إعداد كوادر شبابية ذات كفاءة عالية وتنافسية في سوقِ العمل. جامعة خاضت معركة إيمانية بفكر علمي تقدمي من الاندماج والانصهار والتعايش الوطني، وقدمت لطلابها مستويات عالية من العلم، على الرغم من إمكاناتها المادية المتواضعة، وتسعى الآن إلى متابعة الطلاب حتى بعد تخرجهم كي لا تقطع صلة الوصل بينها وبين أبنائها الخريجين. جامعة يتمتع طلابها بدرجة عالية من الانضباط والأخلاق الطيبة، واليوم تقف الجامعة عند محطة بارزة بتخريجنا للانطلاق الى العمل والدخول الى المجتمع حاملين سلاح العلم والأخلاق” .
بدوره شكر الدكتور حمزه الوزير ريفي على رعايته حفل التخرج وقال: “عليكم ان تنظروا الى التخرج على انه الانتقال من مرحلة دراسية جامعية ومرحلة تحصيل مبرمجة الى مرحلة حافلة بالعمل الدؤوب لخدمة مصالح الوطن وقضاياه العادلة، فمن الاعتماد على الأستاذ المحاضر، الى الاعتماد على النفس واستثمار ما سبق تحصيله من علم وكفاءة من اجل الدخول الى معترك الحياة بقوة وصلابة وايمان بالذات” .
ريفي
وشدد راعي الاحتفال الوزير ريفي في كلمته على “اهمية سلاح العلم والمعرفة في مواجهة الجهل والفوضى والتخلف”، لافتا الى ان “الازمات السياسية والمعيشية الصعبة تجاوزت كل الخطوط الحمر”. وقال: “شرفتني جامعة العلوم والاداب والتكنولوجيا برعاية حفل تخريج دفعة جديدة من طلابها، الذين سوف يكونون بإذن الله رجال المستقبل والبناء في هذا الوطن. لا يسعني الا الثناء على هذا الصرح التعليمي وما يضيفه من انجازات الى الجسم التربوي في لبنان، الذي نحتاج فيه لأن نعلي أولويات الارتقاء الى مصاف الدول الكبرى، بحيث تتطور جامعاتنا ومعاهدنا، الى المستوى الذي يليق بأجيالنا، فالعلم هو سلاحنا في مواجهة الجهل والفوضى والتخلف، وبالعلم نؤمن لشبابنا فرص النجاح، والبقاء في وطنهم، اذ ان اكثر ما يقلقنا جميعا هجرة شبابنا الجامعي، الذي يضطر تحت وطأة الازمات السياسية والمعيشية، وفقدان فرص العمل، الى الهجرة، وهذا يشكل نزيفا خطيرا، لا بد من تداركه والعمل لمعالجته، لأنه بسواعد الشباب وعلمهم تبنى الاوطان”. وخاطب ريفي الطلاب قائلا: “اتطلع في وجوهكم، فأرى فيها تصميما وعزما وإرادة، واتمنى لكم كل الخير والنجاح في بداية مشواركم في الحياة. وإني في الوقت عينه اشارككم القلق مما نعيشه هذه الايام من أزمات سياسية ومعيشية تجاوزت كل الخطوط الحمر، وأدعوكم كي نبقى معا في مواجهة كل الصعوبات، فلا خيار لنا الا التمسك بهذا الوطن والعيش فيه، والنضال من أجل حمايته، ليبقى نموذجا للعيش المشترك، وصيانة الدولة والمؤسسات، ومكافحة الفساد، والاستمرار في مواجهة منطق الدويلات والسلاح غير الشرعي”. اضاف: “ان بناء الدولة يشكل هدفا يجب أن نسعى جميعا لتحقيقه، والدولة لا تبنى بمنطق التعطيل والفساد والمحسوبيات والمحاصصة. لهذا رأينا في الحراك الشعبي تحركا في الاتجاه الصحيح، على طريق العمل على اصلاح حقيقي للمؤسسات يؤمن انتظام عملها، ويعطي المواطن حقه البديهي والطبيعي في المواطنة، ويعيد دورة الحياة الاقتصادية، ويؤمن فرص العمل، ويفعل الخدمات العامة من ماء وكهرباء واتصالات وبنية تحتية على الصعد كافة”.
وتابع: “في وقت لم يتردد فيه المعطلون بمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ها هم يستمرون اليوم بمحاولة تعطيل عمل الحكومة، التي أقرت بالأمس وبعد أسابيع من التعطيل مشروع معالجة النفايات، وهذا يعطي مثالا عن حجم الاضرار التي سببتها المطامع الشخصية والعائلية للبعض، فلولا هذا التعطيل لأمكن تسيير أمور الناس عبر هذه الحكومة ولو بحدها الأدنى”. اردف: “إن هذا التعطيل المتمادي بات يصيب حياتنا اليومية أبلغ الاضرار، ونخشى ما نخشاه ان يكون الهدف من كل هذا المسلسل الاسود، الانقلاب على الدستور، ونسمع طروحات كثيرة تحاول الالتفاف على الطائف واعتباره كأنه لم يكن، ولأصحاب هذه الطروحات نقول: نحن متمسكون بالشرعية والدستور، وبأولوية انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، والاتفاق على قانون انتخاب تجرى على اساسه انتخابات نيابية جديدة، وسوى ذلك سيكون انقلابا على الدستور والشرعية والمؤسسات، ولن يكون هناك معنى لأي حوار اذا لم يرتكز حول اولوية انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وان اصلاح مؤسسات الدولة يجب أن يكون في مرتبة الأولوية الدائمة لنا جميعا كمسؤولين ومواطنين. لقد حرصت، بدوري، من خلال تولي المسؤولية في وزارة العدل على القيام بمحاولات جدية على طريق اصلاح النظام القضائي الذي يشكل الاساس في بناء دولة المؤسسات”. واشار الى انه “انطلاقا من ذلك، قمت باعداد مشروع قانون لانشاء محاكم ودوائر متخصصة في قضايا الارهاب والجرائم الكبرى، سأتقدم به قريبا الى مجلس الوزراء. هذا المشروع ينتقل بنا الى قضاء جديد، حيث تلغى المحاكم الاستثنائية التي لم يعد لها وجود في الدول المتقدمة، كما تلغى المحاكم التي تنظر بالقضايا والملفات وفق نظام الدرجة الواحدة من المحاكمة. وانا أضع هذا المشروع بتصرف اللبنانيين جميعا، وخصوصا بتصرف قوى المجتمع المدني والاهلي التي نطلب مواكبتها، للمساعدة والضغط لاقرار هذا المشروع، نظرا لما يمثل من قوة تغيير كبيرة في نظامنا القضائي، باتجاه ضمان اعتماد المعايير القضائية العالمية، التي تحفظ حق الانسان البديهي في العدالة والمساواة امام القانون”. وختم: “اعلن امامكم أنني سأتقدم للمرة الثانية بمشروع قانون لتعديل قانون الاثراء غير المشروع، لضمان الشفافية الكاملة، بحيث يلزم كل من يتسلم زمام المسؤولية أن يكشف امام الرأي العام، وخارج الظرف المختوم، ما لديه من اموال وممتلكات. اعتقد ان هذا التعديل يشكل خطوة نوعية في مكافحة الفساد، واضعة ايضا بتصرف الرأي العام، وقوى المجتمع المدني التي يفترض أن تلتقي على دعمه والسير به حتى اقراره. ايها الخريجون الاعزاء، نراهن عليكم وعلى الشباب اللبناني ان يشكل قوة التغيير. فالوطن يحتاجكم والمستقبل امامكم، فاصنعوه بايديكم وعقولكم، فانتم المثل والقدوة الصالحة، وكلنا ثقة انكم ستكونون على قدر هذه المسؤولية الكبيرة، هنيئا لكم تخرجكم، وهنيئا للبنان بكم”. وفي ختام الحفل، قدم الدكتور حمزه درعا تكريمية للوزير ريفي تقديرا لجهوده وعطاءاته ومواقفه الوطنية، ثم اقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.