من أرشيف عام 2010/نبذه عن حياة المكرّم الأخ اسطفان نعمه وملف تطويبه باللغتين العربية والإنكليزية/Robert Cusack: The life and journey of Estephan Nehme

803

The life and journey of Estephan Nehme
Robert Cusack /Special to The Daily Star
Monday, June 28, 2010

BEIRUT: Located 950 meters above sea level in a wooded area rich in groundwater and natural sunlight, the mountain village of Lehfed (meaning “The flat land” in Aramaic) would appear to the casual visitor beautiful if not dissimilar to its surrounding neighbors.

Occupied in succession by the Phoenicians and Byzantines, Lehfed was then inhabited by Syriac and Maronite Christians. Its calm and tranquil environment combined with its hidden location was felt by many Christians to be an ideal location in which one could lead a life of devout existence.

It was in this village that Youssef Nehme, recently beatified by the Catholic Church, was born on March 8, 1889, to his Christian parents Estephanos Bou Haykal Nehme and Christina Badawi Hanna Khaled.

He was the youngest son of six children and according to sources was apparently loved and pampered by all; in short, and for want of better information, it could be said that he had an uncharacteristically happy and loving childhood.

As a child, Nehme preferred solitude and prayer to gatherings and parties and it would appear that from a young age that he would meditate and pray in silence in the woods surrounding his home.

It was at this age that Nehme adopted his life’s prayer – the reminder “God can see me,” that remains his most famous mantra. It is said that later in his life Nehme intensified this prayer through imagining that God was watching him like a foreman and would work and live at all times accordingly.

Although from an agricultural background, Nehme learned to read and write at the village school and in the Maronite school “Our Lady of Grace” in the town of Sakii Rishmaya nearby.

Following the death of his father in 1903, Nehme pertained to becoming a novice monk at the Monastery of Saints Cyprian and Justine in Kfifane nearby at the age of 16 in the year 1905.

It was at this time that Youssef Nehme adopted the name of “Estephanos” after his father’s name and the name of his village’s patron saint.

Following two years in the Novitiate, Nehme adopted the cassock and became a monk after taking his vows on August 23, 1907.

He then became an associate brother, where he worked as a carpenter and in construction as well as with agriculture in the Monastery’s fields.

Nehme then spent the rest of his life working in silence in the Lebanese Maronite Order as the head of the gardens and fields in the monasteries in which he lived.

According to his biographers at “Our Lady of Good Help,” Nehme changed monasteries on occasion – he lived firstly at the monastery of “Our Lady” in Mayfouk for 12 years, before spending 10 years at the “Monastery of Notre Dame des Secours” in Jbeil and 10 months in“Saint Antonios” in Hoob.

He also served at “Saint Challita” monastery in Kattara and “Saint Maroun” in Aanaya.

It is said that he braved through the harsh realities that presented themselves during World War I in Lebanon, preferring instead to reflect inward on the pains of Christ and upon thoughts of the divine. It is felt by some that this is a just summary of his life’s philosophy and mission.

Having suffered from extreme sunstroke and exhaustion caused by his monastic lifestyle, Nehme suffered a severe fever that eventually lead to an apoplexy and his untimely death at the age of only 49.

Following his death, Reverend Father Antonios Nehme, superior of Kfifane monastery wrote in his epitaph: “He left the perishable life on Tuesday at 7 pm on the 30 of August, Brother Estephan Nehme the Lehfedian. He was a brother who worked diligently and zealously for the benefit of the monastery benefit. He was of strong built, good health, peaceful, far from hostilities, modest, knowledgeable in handwork, reserving his duties and attached to his vows, accomplishing his requirements the best way.”

 

نبذه عن حياة المكرّم الأخ اسطفان نعمه وملف تطويبه
موقع القوات اللبنانية/سنة 2010
اختارته الرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة ديرًا للإبتداء، ووضعت ثقتها فيه لاعطاء التنشئة اللازمة والضروريّة لطالبي الترهّب وأصحاب الدعوات الصادقة، نظرا الى كونه حقلا خصبا لكلمة الله ومدرسة قداسة.
ففي كلّ زاوية من رحاب الدير، يقع نظرك على طيف القدّيس نعمة الله والمكرّم الأخ اسطفان نعمه، حيث يسود جوّ الصلاة والتأمّل والصمت والسكون. فالابتداء بحسب قانون الرهبانيّة: “عبارة عن مرحلة اختيار رهبانيّ، فيها يمتحن المبتدء نفسه وتختبره الرهبانيّة، وفيها يتدرّب على الاصغاء الى كلام الله، ويتمرّس على عيش الحياة الرهبانيّة والسير بموجب قوانينها، ويتعرّف الى متطلباتها وقيمتها، في جوّ جدّيّ من التأملّ والصلاة والعمل”.
كما أنّ امتداد الأراضي الزراعيّة وأحراش السنديان وأشجار الزيتون والصنوبر وكروم العنب التي تحيط بالدير، تخلق جوّا مناسبا للابتداء وتفتح أفاقا جديدة للمبتدء، يتطلّع من خلالها الى اكتشاف دعوته، فيتيقّن أكثر فأكثر معنى الحياة الرهبانيّة والوجود وأهميّة تسلّق سلّم الكمال والسابق الى السماء. ويضم دير كفيفان ضريح القديس نعمة الله كساب الحرديني وضريح الأخ المكرم إسطفان نعمة.
نشأته
الأخ إسطفان نعمه هو يوسف بن إسطفان نعمه وكريستينا بدوي حنّا خالد من قرية لحفد في جبال بلاد جبيل. هو صغير العائلة المؤلفة من أربعة شبّان: نعمة الله، سركيس، هيكل ويوسف؛ ومن شقيقتين: توفيقة وفروسينا.
ولد في 8 آذار سنة 1889. اقتبل سرّ العماد بعد أسبوع من ولادته، في كنيسة السيّدة في لحفد، على يد الخوري جرجس فاضل. وكان عرّابه طنّوس البدوي يوحنا، وعرّابته حرمة طنّوس بو شبلي.
تعلم مبادئ القراءة، فكان يُرى يقرأ في كتاب صلاته الصغير (الشبيّة)، الذي لا يفارق جيبه. كما كان يرعى البقر في الحقول المتاخمة لبيته الوالدي. وكان يتردّد دائمًا على معبد مار سابا ويصلّي.
مرّةً بينما كان يوسف في الحقل، رأى حيوانًا برّيًّا صغيرًا، يسمّى “غرَير”، فتبعه. دخل الغرير مغارةً محفورةً في الأرض ولاحظ يوسف أنّ هناك آثار مياه في هذه المغارة، فعمل على نبشها، وأخرجها من جوف الأرض؛ وأصبحت نبعه تعرف إلى اليوم بـ “نبع الغرير”.
فقد والدَه سنة 1903، ووالدته سنة 1914.
دخوله الرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة
بعد سنتين من وفاة والده، وكان له من العمر 16 سنة، دخل يوسف دير مار قبريانوس ويوستينا كفيفان لينخرط في سلك المبتدئين في الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة. واتخذ في الابتداء اسم اسطفان، تيمّنا بشفيع بلده وأبيه. وتنشّأ على يد الأباتي اغناطيوس داغر التنّوري الذي وضع قوانين حديثة مليئة بالروحانيّة وبالعيش الرهباني المثالي.
أبرز الأخ إسطفان نذوره الرهبانية في 23 آب سنة 1907، وكان له من العمر 19 سنة. وأتقن الأخ إسطفان بعد مرحلة الإبتداء مهنة النجارة ومهنة البناء بالاضافة الى اشغال الحقل، وكان معروفا ببنيته الجسديّة القويّة. حتّى كان يقال عنه: “الأخ إسطفان ما في يدشِّر المنشار، بتبرُد مسكتو”. ثم مع النجارة، أمضى الأخ إسطفان حياتَه في الرهبانيّة عاملاً في الجنائن والكروم. وكان معروفًا ببنيته الجسديّة القويّة.
خدمته في الرّهبانيّة
امضى حياته في الرّهبانيّة يعمل في جنائن الأديار التي تنقّل فيها: دير مار أنطونيوس- حوب، دير مار شليطا- القطّارة، دير ما مارون-عنّايا، دير سيدة المعونات- جبيل ودير مار قبريانوس ويوستينا- كفيفان.
في كل هذه الأديار كان يتسلّم مهمّة رئيس الحقلة. وكان يعمل مع اخوته الرّهبان والعمّال بصمت ومحبّة واحترام، ويشهد الجميع على عدله واستقامته. فكان التلميذ الأمين ليسوع المسيح، عاكسا صورته أينما حلّ، وناقلا بشارته الى من عايشهم.
لم يعرف البطالة أبدا، بل عاش قانون الرّهبانيّة اللبنانية المارونية وروحانيتها بدقة وأمانة، مقتفيا خطى الرّهبان القدّيسين، موزعا أوقاته بين عمل وصلاة، الى أن توفّي في 30 آب 1938 عن 49 سنة. ودفن في دير كفيفان حيث بقي جثمانه سالما. بوشر التحقيق في قداسته في 27 تشرين الثاني 2001، وصدّق البابا بندكتوس السادس عشر على فضائله البطوليّة في 17 كانون الأوّل 2007، وهو الرابع بعد اخوته أبناء الرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، شربل ورفقا ونعمة الله.
روحانيّة الأخ اسطفان
“الله يراني”
“الله يراني” كلمات لطالما رددها الأخ اسطفان في كل عمل كان يقوم به. فهذا ما ميّز الأخ اسطفان بحضور صامت يعكس حياته المستترة مع المسيح، صابرا على اوجاعه، لا يشكو من ألم أو مرض، متقشفاً ومتجرّداً خصوصا في طعامه، قنوعا لا يطلب الاّ العيش في حضرة من كان يراه، فرحاً في حياته- وهذا ما انعكس نشاطا في عمله- فطناً في تصرّفاته، عادلا محبّا للمساواة فكان يعطي كلّ صاحب حقّ حقّه فنال احترام ومحبة من كانوا يعملون معه. كان رجل صلاة، تلميذا للارض التي كانت له مدرسة قداسة ومصدر روحانيّة.
عرف أهميّة الأرض وقيمتها الحقيقيّة. كدّ وجاهد وعجن التراب بعرقه، وسعى سعيا دؤوبا من أجل بلوغ سلّم الكمال الرّهبانيّ وللّقاء بنور الله وكلمته الأزليّة. كان “فلاحا مكفيّا وسلطانا مخفيّا”، يقوم قبل بزوغ الفجر وشروق الشمس للصلاة والعمل، على مثال معلّمه الأوّل يسوع المسيح.
البسمة الصافية النيّرة لا تفارقه، صامت، متأمّل في سنابل القمح وخيرات الأرض، وضيع القلب، هادئ، رصين، صلب صلابة الصخور. بنى حياته مدماكا تلو مدماك على أساس متين وثابت، كما كان يرصف حجارة الجلول والحقول.
وجهه وجه البراءة والحكمة، وجه السلام والحبّ، أضاء عينيه بنور الانجيل، ونور الايمان: ايمان الأرز وابن القرية اللّبنانيّة، ايمان الأجداد والاباء والأمهات، ايمان البساطة والفرح. ليّن في المحبّة والرحمة والحنان والعطاء كليونة السنابل أمام نسيم الصباح، وصلب في الايمان والجهاد والعدل والقداسة كتجذّر السنديان في عمق التراب. فكلما نظر الى الشمس، تطلع الى السعادة في نور وجه المسيح وبهائه وجماله.
أما محبته للسيدة العذراء فكانت كبيرة جدًّا، فكان يردد سبحتها طوال النهار، ويقضي ساعات طويلة من نهاره ساجدًا أمام القربان الأقدس في الكنيسة.
أدوات صقل حياته
أدوات عمله اليوميّ، كانت المنجل والمعول والشوكة والمخل والمنشار والمطرقة… يستعملها في اصلاح الأرض وحراثة التربة وتشذيب الصخور وهندستها وفبركة الأبواب والشبابيك. أما أدوات صقل حياته فكانت كلمة الانجيل والصلاة والتأمّل، وسبحة البتول مريم وخدمة المحبّة والشراكة مع اخوته الرّهبان والقدّاس الالهيّ، متشوقا دوما الى اللّقاء بالحبّ الالهيّ. كانت حياته فعل شكر وتقدمة مقدّسة لله ومشورا من الأرض الى السماء، زارعا دروبه سنابل قمح.
لم يتراجع يوما ولم تهزّه الرياح العاتية التي عصفت بلبنان ابّان الحرب العالميّة الاولى، بل حمل الصليب ناكرًا ذاته وتابعا معلّمه، واضعا ثقته فيه من دون تردّد أو خوف. تجرّد من كل ما يعرقل وصوله الى النّور الحقيقي، شمس الرّحمة والعدل. لذلك رفعه الله جدّا وسيرفعه على مذابح الكنيسة قدّيسا وشفيعا للكنيسة والرّهبانيّة ولبنان والعمّال أجمعين.
بعض ما ورد في روزنامة الدير عن الأخ اسطفان نعمه
كتب الأب أنطونيوس نعمه رئيس الدير، بعد وفاته، ما يأتي: “غادر هذه الفانية نهار الثلاثاء الساعة الرابعة مساء في الثلاثين من آب، الأخ اسطفان نعمه اللّحفدي. وكان أخا عاملا نشيطا غيورا على مصلحة الدير، قويّ البنية، صحيح الجسم، مسالما، بعيدا عن الخصومات، قنوعا، فطنا بالأعمال اليدويّة، محافظا على واجباته ونذوراته، قائما بما عهد اليه حقّ القيام”.
وفاته
استمر الأخ إسطفان يعمل في أرزاق الدير حتى وفاته في رائحة القداسة في 30 آب سنة 1938، عن عمر 49 سنة. وكان قريبًا من كلّ يتيم ومحتاج وعضضًا لكلّ جائع خاصةً في فترة الحرب العالميّة الأولى التي أصابت اللبنانيين بالجوع والفاقة والعوز. إنه بحق كان أبًا لليتيم.
تمّت بشفاعته عدة شفاءات خارقة وعجائب مختلفة جعلت صيته ينتشر في لبنان والخارج وله محبّين في الكنيسة جمعاء.
كان مثالاً في بطولة فضائله اللاهوتيّة والإنسانيّة. ويبقى المثال الحي للإلتزام الرهباني في الحياة الرهبانيّة في الشرق. وإن هذا القرار لمؤتمر المجمع اللاهوتي يضعنا أمام تهيئة الإحتفال بتطويبه وطلب شفاعته لكل محتاجٍ ومتألم وهو نورٌ جديد يطل علينا من لبنان القداسة والقدّيسين.
من أقوال المكرّم
“الله يراني”
“هنيئا لمن تزيّن بالعلم الذي يقود الى الله”
“المحبّة لا تحتاج الى علم لأنّها من القلب تخرج”
ملف تطويبه
انعقد صباح اليوم الثلاثاء 16/3/2010 مؤتمر الكرادلة في مجمع القدّيسين في الفاتيكان خصيصًا لدراسة ملف تطويب المكرّم الأخ إسطفان نعمة والأعجوبة المنسوبة إلى شفاعته وبعد المناقشة ودرس مراحل الدعوى، جاء تصويت الكرادلة على ملف تطويب المكرّم الأخ إسطفان نعمة إبن الرهبانية اللبنانية المارونية البار بالإجماع الكامل. وهكذا ينتقل الملف في نهاية الأسبوع الحالي ويوضع على طاولة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر للموافقة وتحديد تاريخ التطويب النهائي.
ومن المتوقع أن يكون تاريخ التطويب بين نهاية شهر حزيران 2010 وبداية شهر تموز المقبلين، كما سيكون الإحتفال بإعلان التطويب في لبنان. وبهذه المرحلة يكون مجمع القدّيسين قد أنهى كل الدراسات المتعلقة بملف دعوى تطويب المكرم الأخ إسطفان نعمة. وأصبح القرار النهائي بين أيدي قداسة البابا بندكتوس السادس عشر.
ويأتي تصويت اليوم، علامة رضى من الرب القدوس وشهادة حق للرهبانية اللبنانية المارونية، رهبانية القديسين، وللموارنة خصوصًا، وللّبنانيين عمومًا عشية عيد القيامة المباركة.
وهكذا ينضم المكرم الأخ إسطفان نعمة إلى لائحة الطوباويين والقديسين في الكنيسة المارونية والكنيسة الجامعة.
قداسات شكر رُفعت، وقرعت أجراس الفرح للمناسبة شاكرة الرب على عطاياه للبنان بلد القداسة والطوباويين.

كان يساعد الناس ويقدم زاده للفقراء والمحتاجين للطعام
«البابا» أصدر قرارًا بتطويب «المكرّم الأخ إسطفان نعمة» من كفيفان
لميا شديد/البترون/سنة 2010
http://www.maronite-heritage.com/Brother%20Estephan%20Nehme.php

تستعد منطقة كفيفان والبترون والرهبانية اللبنانية المارونية ومعهم لبنان إلى إحياء عرس قداسة جديد بعد تطويب القديسين شربل ورفقا ونعمة الله. وبأجواء من الرهبة والخشوع والفرح ينتظر اللبنانيون والرهبانية اللبنانية المارونية قراءة ملف الاعجوبة التي تمت على يد الاخ اسطفان نعمه أمام قداسة الحبر الاعظم وإعلانه طوباويا على مذابح الكنيسة في لبنان والعالم.
وها هي الرهبانية اللبنانية المارونية تعطي القديس تلو الآخر، من القديس شربل الى القديسة رفقا فالقديس نعمة الله. فبالأمس القريب، وعلى قرع أجراس بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان وعشية أحد الشعانين، أصدر البابا بنديكتوس السادس عشر عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا، قرارًا بتطويب المكرّم الأخ إسطفان نعمة، إبن الرهبانيّة اللبنانيّة، وأمر بنشر قرار تثبيت الأعجوبة المنسوبة إلى شفاعته في الجريدة الرسمية L’osservatore Romano
وعُمِّم قرار قداسة البابا بتطويب الأخ إسطفان على الدوائر الفاتيكانيّة وفي وسائل الإعلام المرئي والمكتوب، وذلك بعد استقباله رئيس مجمع القدّيسين في روما المطران «أنجلو أماتو، Angelo AMATO الذي سيستقبل بدوره طالب دعاوى قديسي الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّ الاب بولس القزي صباح اليوم الاثنين في تهيئةً لإقامة احتفالات التطويب في لبنان في نهاية شهر حزيران المقبل.
وعمّت الفرحة لبنان والكنيسة المارونيّة والرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة التي شكرت الربّ على الطوباوي الجديد بعد أن أنعم عليها بالقدّيس شربل والقدّيسة رفقا والقدّيس نعمة الله كساب الحرديني. وأتى قرار البابا عشية عيد الفصح كهدية روحيّة ثمينة إلى الكنيسة في لبنان والموارنة والكنيسة الجامعة، في وقت يتهيأ أبناء الكنيسة في الشرق الأوسط لسينودوس الأساقفة في شهر تشرين الأول المقبل لأن المكرّم الأخ إسطفان بمثله وحياته قد جسّد علاوةً على الفضائل الإلهية والإنسانيّة مثالية الراهب المحب الذي بذل ذاته في سبيل الآخرين وأعلى شأن الحياة الرهبانيّة منارة الشرق الحقيقية. وبدأ محبو المكرّم الأخ إسطفان في لبنان والعالم مسيرتهم الروحيّة تهيئةً للاحتفالات بتطويبه في آواخر شهر حزيران المقبل بانتظار صدور الملحق الخاص ببرنامج الاحتفالات الروحيّة على ضريحه في دير مار قبريانوس ويوستينا، كفيفان في لبنان. وهكذا ينضم المكرّم الأخ إسطفان نعمة إلى لائحة الطوباويين والقدّيسين في الكنيسة المارونيّة والكنيسة الجامعة.
من هو الأخ اسطفان نعمه؟
هو يوسف بن اسطفان نعمه وكريستينا البدوي حنا خالد من بلدة لحفد في منطقة جبيل، صغير عائلة مؤلفة من أربعة صبيان: سركيس، نعمة الله، هيكل ويوسف، وابنتين: توفيقة وفروسينا. ولد في شهر آذار من سنة 1889 ونشأ في بيئة جـــبلية زراعية ولكنه تـــلقى بعض مبادئ القراءة والكتابة في مدرسة القــــرية وفي مدرسة سيدة النعم التابعة للرهبانية اللبنانية المارونية في سقي رشميا.
نبع الغرير
في أحد الأيام كان يوسف (الأخ اسطفان) يرعى البقرات في الحقول المتاخمة لبيته الوالدي، فرأى حيوانا بريا صغيرا اسمه «غرير»، فلحق به الى أن دخل مغارة محفورة في الارض، ولاحظ يوسف أن هناك آثار مياه في تلك المغارة، فباشر حفر المكان الى أن نبعت المياه من جوف الأرض، وهذا النبع ما زال حتى يومنا هذا يعرف بـ»نبع الغرير».
دخوله الرهبانية اللبنانية المارونية
بعد وفاة والده، دخل يوسف الرهبانية في دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان (حيث ضريحه) واتخذ في الابتداء اسم اسطفان تيمنا بشفيع بلدته واسم أبيه، أمضى حياته في الرهبانية يعمل في جنائن الاديار التي تنقل بينها والتي تسلم فيها مهمة رئيس حلقة، لم يعرف البطالة أبدا، وعاش قانون الرهبانية اللبنانية المارونية وروحانيتها بدقة وأمانة، مقتفيا خطى الرهبان القديسين، موزعا أوقاته بين شغل وصلاة الى أن توفي في 30 آب 1938 عن 49 عاما. ودفن في دير كفيفان حيث بقي جثمانه سالما، وبوشر التحقيق في قداسته في 27 تشرين الثاني 2001 وصدق البابا بندكتوس السادس عشر على فضائله البطولية أي اعلانه مكرما في 17 كانون الاول 2007.
الاب اليان (رئيس الدير)
ويشير رئيس دير كفيفان الاب ميشال اليان الى «أن بقاء جثمان الاخ اسطفان سالما هو من العوامل والاشارات التي تدل على القداسة». ويقول: «ان الروحانية التي عاشها الأخ اسطفان وطبيعة ونمط حياته التي عاشها ونوعية الخدمات التي قدمها والتي كانت تنطلق من الروح المسيحية خصوصا في العام 1914 خلال سنوات الحرب العالمية الاولى عندما كان يساعد الناس ويقدم زاده للفقراء والمحتاجين للطعام، هذا بالاضافة الى الروحانية التي عاشها في حياته كل ذلك ساهم في تقدم ملف دعواه من اعلان بطولة الفضائل الى حدث تطويبه المنتظر وعلى أمل حصول أعاجيب جديدة بعد تطويبه ليصار الى اعلانه قديسا». ولفت الاب اليان الى «وجود أعاجيب كثيرة تحصل على يده ولكننا لم نعد بحاجة اليها قانونيا لملف التطويب بعد اعتماد أعجوبة الاخت مارينا، ولكن الاعجوبة التي سوف يتم اعتمادها للتقديس يجب أن تحصل بعد التطويب».
لقد تميز الأخ اسطفان بحضور صامت يعكس حياته المستترة مع المسيح، كان صابرا على أوجاعه، لم يشك من ألم أو مرض، متقشفا ومتجردا، عرف أهمية الارض وقيمتها الحقيقية، كد وجاهد وعجن التراب بعرقه وسعى سعيا دؤوبا من أجل بلوغ سلم الكمال الرهباني واللقاء بنور الله وكلمته الأزلية، كان فلاحا مكفيا وسلطانا مخفيا، يقوم قبل بزوغ الفجر وشروق الشمس للصلاة والعمل على مثال معلمه الأول يسوع المسيح. لذلك رفعه الله وسيرفعه على مذابح الكنيسة قديسا وشفيعا للكنيسة والرهبانية ولبنان والعمال.
الاستعداد لإحياء الحدث
وسيلاقي الاخ اسطفان الطوباوي القديس نعمة الله، وسيجمعان أمام ضريحيهما كل الزائرين والمؤمنين في القبو المعقود الذي ستنفتح جدرانه الداخلية الفاصلة بين الضريحين أمام اشعاع القداسة فيتسنى للمصلين أن يقفوا في مكان موحد أمام قديس وطوباوي من الرهبانية اللبنانية المارونية. ويقول الاب اليان: «هذا الجمع للضريحين بشكل أن يبقى كل منهما في مكانه سيسهل على المؤمنين الزيارة والصلاة. وسنقوم بإلغاء الجدار الخــــلفي لضريح الاخ اسطفان والفاصل عن ضريح القديس نعـــمة الله، ويصبح كل ضريح على طرف من طــــرفي المكان الذي سيجـــمعهما ويجمع المؤمنـــين ويحتضنهم أمام القـــديس نعـــمة الله والاخ اسطــفان ـ الطوباوي المنتظـــر ان شاء لله.»
ويشير الاب اليان إلى «أن كل التحضيرات اللوجستية اكتملت ووضعنا الخطة التي سنعتمدها لتنفيذ كل المراحل مرحلة بمرحلة، الساحات ستجهز لتستوعب 50 ألف شخص، والمواقف ستؤمن ركن 10 آلاف سيارة، وحاليا ورشة العمل في كنيسة القديسين قائمة، وسنقوم بحفر طريق حول الدير مع المداخل والمخارج تسهيلا لوصول الناس وتفاديا لحصول زحمة سير.
أما على الصعيد الليتورجي فسيتم تجهيز كل كتب الصلاة والملبوسات البيعية والمنشورات التي تعرّف بالأخ اسطفان، بالاضافة الى بطاقات الدعوة ولوائح المدعوين، وتحضير لجان الاستقبال وتوزيع المهام والادوار على كافة المستويات، بالاضافة الى الترتيبات على المستوى الامني، الامــــن الداخلي اي على المذبح ومحيطه، والامن الخارجي على المـداخل والمخارج والطرقات المؤدية الى الدير وتأمين مرور السيارات وتسهيل وصول المواطنين.
نعش الأخ اسطفان
وليس بعيدا عن حرم دير كفيفان وفي المنشرة الخاصة بالدير ينشط الاخ العملي نعمة الله بركات (من جمهور الدير) في عمله في المنشرة لانجاز النعش الخاص الذي سينقل اليه الاخ اسطفان، واللافت أن النعش سيصنع من خشب الارزة المعمرة التي كانت مزروعة أمام الدير في أيام الاخ اسطفان وربما كان