مدونة كمال ريشا: وفي اليوم السابع والعشرين استراح الجنرال عون/عماد قميحة: شانتال مبروك مبروك شانتال/عوني الكعكي: ديموقراطية الجنرال عون/باسيل والدولاب واليانصيب على البورش

423

شانتال مبروك … مبروك شانتال 
عماد قميحة/جنوبية/الجمعة، 28 أغسطس 2015

انتهت الانتخابات الحرة الديمقراطية والشفافة والنزيهة والعادلة والمتوازنة (وكل ما الله خلق صفات مدح وثناء) لرئاسة التيار الوطني الحر، بفوز لائحة شانتال ميشال عون وبالتزكية.  لائحة مؤلفة من زوجها رئيسا واثنان معه ليس بالضرورة أن نذكر اسمهما بعد ذكر الرئيس المفدّى. طبعا هذه النتيجة لم تفاجىئ احدا على مجرّة درب التبّانة، فلو سألت تلك المرأة صاحبة الفستان الاحمر التي قيل أنها اكتشفت حديثا على ضهر المريخ عن مصير رئاسة التيار الوطني الحر، لجاوبتك بدون تردّد إنها من نصيب زوج السيدة شانتال!ألا أنّ المستهجن بكل الموضوع هو الاخراج السّمج والممجوج للعملية الانتخابية، بالخصوص من تيار لا يزال يدّعي التغير والاصلاح.  فالتزكية التي أوصلت زوج شانتال الى الرئاسة، تعتبر من وسائل العصر الحجري التي عفا عنها الزمان والمكان، فحتى أبشع الانظمة الدكتاتورية بالعالم صارت تستحي من استعمالها بهذا الشكل الفاضح والمبتذل.  فجارنا بشار الاسد مثلا، صاحب بلد سوريا الاسد، ومالك نظام البعث بالوراثة، وجد نفسه مضطرا لاجراء انتخابات رئاسية بكل تفاصيلها المزعجة وايجاد منافس، ثم الى القيام بحملات السّوا الانتخابية وصولا الى فتح صناديق الاقتراع واحصاء عدد الاصوات. على كل الاحوال، فان ما نستطيع قوله في هذا المجال هو ان كل جماعة بشرية حرّة بما تختاره من اساليب عيش، وحرة أيضا أن تختار المرحلة الزمنيّة التي تفضّل العيش فيها.  ولا يسعنا في هذا المجال إلا إرسال (عبر الحمام الزاجل) أفضل التبريكات وأحرّ التهاني للسيدة الأولى في التيار الوطني الحر، ولزوجها المصون والقول لكليهما، مبروك شانتال .. شانتال مبروك.

ديموقراطية الجنرال
عوني الكعكي/ الشرق/28 آب/15

كنا نتمنى لو جاء انتخاب الوزير جبران باسيل رئيساً لـ»التيار الوطني الحر» بالانتخاب المباشر من القاعدة كما تنص أنظمة التيار، وكما كنا موعودين، وكما يجب أن يكون ولكن العماد ميشال عون أراد شيئاً آخر. نقول هذا ولا تشكيك في كفاءات باسيل المشهودة منذ «نجاحه» في الانتخابات، الى «نجاحه» في الحقائب الوزارية: الكهرباء، والنفط، والديبلوماسية…؟؟!! ونترك هذا كله جانباً، لنقول إنّ من يقول بالديموقراطية… ويطالب بشدة بالانتخابات، نراه يفرض التزكية في انتخاباته الحزبية، لم يمر على لبنان في تاريخه الاستقلالي تهريج مثلما نراه اليوم، فحتى السوريون كانوا يحافظون على حد أدنى من شكل الانتخابات. إنّ ميشال عون واضح: «أنا أو لا أحد»! وهذه حقيقة تتجلّى كل يوم أكثر من اليوم الذي يسبقه. ومن لا يقدر أن يتحمّل أي إنسان آخر كيف يمكنه أن يكون رئيساً للجمهورية؟!. إنّ أبرز مواصفات رئيس الجمهورية اللبنانية القبول بالآخر، لأنّ لبنان قائم على التعايش بين الأطياف والطوائف، فإذا كان غير قابل أحداً في طائفته وفي حزبه، فكيف يقبل الغير؟!. تكراراً نحن لا نشك في كفاءات باسيل المالية والوزارية ولكن على الأقل كان يجب أن يترشح أحد ضدّه لحفظ الحد الأدنى من المظاهر الديموقراطية التي يقولون بها ليلاً ونهاراً. ويحضرني الآن أننا كنا نهزأ من انتخابات الـ99% في سوريا وفي بلدان عربية عديدة… وها هي انتخابات جبران باسيل تستعيد هذا المشهد العربي بعدما أسقطته الشعوب العربية ذاتها في بلدانها التي كانت تحسدنا على ديموقراطيتنا. على كل حال… هم أحرار في ما يعود الى حزبهم.

 عون يبتلع الخيبات وحزب الله يتضامن معه في الشكل/باسيل و”الدولاب” واليانصيب على “البورش”

موقع تلفزيون المر/28 آب/15/نام جبران باسيل مرهقاً ليل أمس. بان التعب بوضوح على الرجل الذي جال في الأشهر الأخيرة على مختلف المناطق اللبنانيّة وركب حماراً في إحدى القرى، وذُبح تحت أقدامه عددٌ كبير من الخراف، تعبيراً عن حسن الاستقبال، ووقف حافياً في حاصبيا وهتف وسمع صدى صوته!نام باسيل رئيساً للتيّار الوطني الحر، بعد أن أضاف الى سجلات أحزاب الوراثة في لبنان اسماً جديداً، مع فارق أنّ إخراج التوريث أتى سيّئاً جدّاً في حالته، حتى ذكّرنا ببعض المشاهد الانتخابيّة في زمن الوجود السوري في لبنان، وهي مشاهد كان “التيّار” في طليعة الشاكين منها. قال جبران باسيل في احتفال إعلان برنامجه الانتخابي أمس كلاماً كبيراً يوحي بأنّه المخلص للمسيحيّين واللبنانيّين والمشرقيّين. اعتمد خطابه، كسابقيه، على التخويف من الآخر. “الآخر” في هذه الأيّام هو “داعش”. نائبه الأول، الوزير السابق نقولا الصحناوي، الذي نشر منذ أسابيع صورةً له واضعاً في رأسه إطار سيّارة (!) حمل في التظاهرة البرتقاليّة الأخيرة لافتة تتّهم تيّار المستقبل بأنّه “داعشيّ” بربطة عنق. نسي الحضور في مركز اميل لحود للثقافة والمؤتمرات في النقاش أمس الصورة واللافتة، إلا أنّهم ضحكوا طويلاً أثناء سماع كلمة الصحناوي الذي أساء لفظ عددٍ من الكلمات، ومنها كلمة “نضال” التي سأل عنها بعض الناشطين العاتبين على اختيار نائبَي الرئيس، بعد أن عوّلوا على أن يحفظ العماد ميشال عون من خلالهما ماء وجه “التيّار”، فإذا بالخيارين يضافان الى السقطات الكثيرة السابقة، منذ الإعلان عن الانتخابات الحزبيّة. أما نائب الرئيس الثاني، فسأل الكثيرون عن هويّته و”شو بيعمل؟”. تحوّل اسم رومل صابر على لسان كثيرين الى رومل صادر. همس أحد الحاضرين في الاحتفال بأنّ الرجل هو “تبع المزاد العلني” في العشاء السنوي الأخير للتيّار الوطني الحر. كاد أحد الشبّان الحاضرين يسأله عن مصير أوراق اليانصيب على سيّارة الـ “بورش”…ووصف أحد منسّقي “التيّار” الإدارة الانتخابيّة بـ “الغباء”. قال إنّه حتى لو كانت أوراق المرشّحين المعارضين غير مكتملة فإنّ ترشّحهم يجب أن يُقبل لتتمّ المحافظة على الحدّ الأدنى من صورة الديمقراطيّة داخل “التيّار” المتحوّل الى حزب.أما النائب زياد أسود الذي كان خطيباً في المعارضين قبل ساعات، فجلس في الصف الأمامي والتقط صوراً تذكاريّة مع شابٍ حمل لافتة كُتب عليها “جبران باسيل التيّار القويّ”، ليصفه أحدهم بـ “صاحب مبدأ”. في المقابل، كان كثيرون بين الحضور، نوّاباً وكوادر وناشطين، يبتسمون بأفواههم، ويصفّقون بأيديهم. ولكن، آهٍ لو يعرف جبران باسيل ما يخفونه في قلوبهم…

وفي اليوم السابع والعشرين استراح الجنرال عون
مدونة كمال ريشا/28 آب/15

وفي الثامن والعشرين من الجاري خرج بخطاب هاديء غير متوتر، مستعيدا بعضا من ادبياته السابقة عن الابراء المستحيل، والفساد، وتظاهرات الايام السابقة، متهما المتظاهرين ب “سرقة” شعارت التيار العوني، من دون ان يبرر حتى هزائمه التتالية وكيف ابتلع تهداديته التي امطر اللبنانيين بها في الاشهر السابقة. معلومات تشير الى ان الجنرال إستراح، بعد ان سلم الامانة لصهره الوزير جبران باسيل، وأمن شر إنقسام اكبر في العائلة، سينعكس حتما على التيار، فأزاح إبن شقيقته النائب ألآن عون، وهو الامر الاسهل، إزاء ما كان يمكن ان يكون الحال عليه في ما لو تقاعد العميد شامل روكز، وقرر ان يتعاطى السياسة قبل ان يتسلم باسيل رئاسة التيار ولو بسبعة ايام، وفي السابع والعشرين من الجاري، نصـّب الجنرال عون صهره باسيل رئيسا للتيار، وفي العشرين من ايلول سبتمبر المقبل يحال العميد روكز الى التقاعد ام تمدد مهماته في صفوف الجيش، او تتم ترقيته فهذا لم يعد مهما، واصبح وراء الجنرال والوزير باسيل، وبعد العشرين من سبتمبر يبنى على الشيء ممقتضاه. وفي سياق متصل تضيف المعلومات ان الجنرال وباسيل اتخذا قرارات بالتصعيد ضد الحكومة على خلفية اتخاذ قرارات وإصدار مراسيم وفقا للمادة 65 من الدستور اللبناني، وليس طبقا للآلية التي حددها التيار العوني، أي باجماع الوزراء، وأجرى الجنرال سلسلة اتصالات بالقادات المسيحية ليستدرجها الى تأييده في هذا الموقف، إلا أن الاجوبة جاءته مخيبة لآماله، فلا أحد يستطيع ان يقف في وجه عدم إصدار مرسوم لتأمين إعتمادات لرواتب القطاع العام، ولا لأي شأن آخر يتصل بمصالح المواطنين وهمومهم، فانكفأ الجنرال شكلا، وإبتلع خيبة جديدة، فصدرت المراسيم بغياب وزراء عون، الذين انضم اليهم شكلا أيضا وزرا حزب الله، وشكل وزراء حركة امل برئاسة نبيه بري رئيس المجلس النيابي اللبناني، غطاءا شيعيا لقرارات الحكومة، فكان على الجنرال ان يخفي صراخه، وينسى تهديداته ووقع “أقدام” محازبيه، وتشكيكه بشرعية المجلس النيابي ورئيسه نبيه بري. وتقول المعلومات إن الرئيس بري، لم يتحمل إنتقادات عون على خلفية قانونية المجلس النيابي وعدم شرعيته، وهذا ما يسمح لكثيرين من غير العونيين بالتطاول عليه، لذلك هو اوفد محازبيه يوم السبت الفائت حين كان التيار العوني يسعى الى ركوب موجة التظاهرات وشارك وزراء التيار باسيل وابو صعب في التظاهر ضد الحكومة، عندها أوعز بري الى مشاغبي حركة امل بتأديب المتظاهرين، والى العناصر الامنية المولجة حماية المجلس النيابي من إطلاق النار على كل من تسول له نفسه حتى الفتكير في النظر الى مبنى مجلس النواب. وتضيف المعلومات انه بعد ان تلقى عون صفعتين الاولى حكومية، بإقرار مراسيم حكومية وفقا للمادة 65 من الدستور بأغلبية ثلثي الوزراء، وصفعة الرئيس نبيه بري في الشارع، إنكفأ الى مقره في الرابيه واتهم المتظاهرين بسرقة الشعارات العونية، والتي لم يوفر المتظاهرون مسؤولي تيار عون من اتهامهم بالفساد أسوة بمن اتهموهم من سائر السياسيين.