سهى جفّال/جنوبية/هؤلاء مثقفون “حذرون” من حراك وسط بيروت

541

هؤلاء مثقفون “حذرون” من حراك وسط بيروت

ازدحم وسط بيروت منذ السبت الفائت بحشود خرجت من سُباتها العميق لمواجهة “فساد النظام الحاكم”. بدأ الحرك مع حملة “طلعت ريحتكم” الّتي فتحت الباب أمام الآلاف من المتظاهرين للنزول والمطالبة بحقوقهم المهدورة يوم السبت الماضي تحديداُ، رافعين الصوت ضدّ نظام لم يهمّش مواطنيه فقط بل ما زاد الطين بلّة معارضتهم للنزول إلى الشارع للمطالبة بأبسط حقوقهم.

إقرأ أيضاً: بالصور: هؤلاء أفسدوا تحرك #طلعت_ريحتكم

 هكذا بدأ التحرّك وهكذا أثيرت نقمة الشارع وترجمت على أرض الواقع من قبل بعض المندسين كما قيل، فكل محاولات المجتمع المدني قبل أسبوع لم تهزّ ضمير اللبنانيين ولم يتحرّكوا إلاّ عندما رأوا هذا المشهد المرفق بمظاهر الحياد الملتبس. ومع أن الحراك بدأ مع “طلعت ريحتكم” إلّا أنه أكمل حتّى بعد أن تراجعت وأجّلت تحركاتها بعد الفوضى والخراب الّذي عمّ وسط بيروت.

حراك “طلعت ريحتكم” أثار الكثير من الاتقادات إن كان من ناحية اعداد برامج التظاهرات وخططها او لناحية تضارب الأهداف والمطالب وفشل المنظمين بضبط الشارع وعجزهم عن أبعاد المندسين. غير علامات الإستفهام التي أثيرت حول الجهة الداعمة ودخول ناشطين على خطها ينتمون إلى المجتمع المدني التابع لـ “8 أذار” !

فعلى الرغم من حرص الجمعيات الداعية على إبقاء التظاهرة مستقلة عن 8 و 14 أذار، فان اشاعات وصور فوتوغرافية ظهرت تجمع بعض هؤلاء الناشطين مع شخص جواد حسن نصرالله نجل أمين عام حزب الله قوى من شأن هذه الفرضيات، ومن ناحية أخرى لا أحد يستطيع إنكار أحقية هذه المطالب التي تستأهل الانتفاض والتظاهر من اجلها والنزول إلى الشارع.

كان أيضًا للنخب اللبنانية أراؤهم ومآخذهم حول تجمّع “طلعت_ريحتكم” : فكتب الصحافي خيرالله خيرالله في المستقبل ” مقالا بعنوان “حلقة أخرى من حلقات الانقلاب” إنتقد فيها أداء الحملة قائلاً:طلعت ريحتكم

“كان واضحا في لحظة بدأ متظاهرون يطلقون شعار «الشعب يريد اسقاط النظام» أن تظاهرات وسط بيروت خرجت من يد منظميها الذين رفعوا، في الأصل، شعار «طلعت ريحتكم«.
لا يمكن إلّا التضامن مع مطالب المتظاهرين، كما كانت عليه في بداية التحرّك. ولكن عندما بدأ تحطيم المحلات والإعتداء على املاك المواطنين. تبيّن أن هناك من يريد اسقاط الحكومة من أجل غاية محددة. هذه الغاية واضحة كلّ الوضوح وهي تتمثّل في أن السلم الأهلي في لبنان تحت رحمة «حزب الله» الذي يستطيع الإمساك بادواته المسيحية وغير المسيحية واطلاقها أو كبحها ساعة يشاء”.

ديانا مقلدوانتقدت الصحافية ديانا مقلد على صفحتها الفيسبوكية بعض من سياسة الحملة إذ قالت ” اكيد فينا نحس بغضب حقيقي من وضع البلد في تظاهرة الامس. اكيد لازم نرفض وندين التعرض لاي متظاهر بالرصاص.. بس الاكيد كمان انو لما نشوف صورة باسم منظمي الاعتصام بتدين الطبقة السياسية وبترفع صورهم مستثنية حسن نصر الله فساعتها لازم نعترف انو بعدنا ما نضجنا كفاية لنواجه واقعنا..”

كما وانتقدت أيضًا عدم تنسيق الأهداف  وتابعت: “سيفيد تحرك معتصمي وسط بيروت عدم الاسراف في رفع اهداف وشعارات عامة من غير المنطقي ومن الصعب انجازها (مثل اسقاط النظام الساقط اصلا).. حصر التحرك بقضية النفايات والضغط باتجاهها..”

احمد بيضونوكتب أحمد بيضون عن #طلعت_ريحتكم على صفحته الفايسبوكية : عن كذب إسقاط النظام والاندساس. فرأى أن ” حركة طلعت ‫ #طلعت _ريحتكم بدأت بما يصلح لفرض حلّ لمشكل النفايات، لكنّها استَدرجت، عامدةً متعمدة، ردّاً مقابلاً لإعلانها الرغبة في إتلاف الطبقة السياسية وإسقاط النظام. هذا فيما لم تكن مهيّأة قطعاً – لا هي ولا “الشعب” الذي زعم له متظاهروها وجوداً ناجزاً وادَّعوا النطق باسمه – لمباشرة هذه المهمة…
وسمعنا كلاماً مفاده أن”الاندساس” قرينٌ للتظاهر وتهكماً بمن يجرؤون على تخيّل تظاهرٍ بلا مندسّين وعنفٍ. وهذا كلامُ مكابرةٍ وكذب إذ شهدت هذه البلاد في العقد الأخير تظاهرات كثيرة مختلفة الأهداف والأحجام نجحت حيث نجحت وأخفقت حيث أخفقت ولكنها انقضت بلا عنفٍ يُذكر أو اندساسٍ يُعتبر”.

ناصر قنديلأما النائب السابق ناصر قنديل المعروف بانتمائه إلى خط 8 آذار، والذي يمثّل “روح” مثقفي هذا الخطّ، فكان له طرح جديد إذ اتّهم تحرّك “طلعت ريحتكم” بأنه مؤامرة أميركية قائلاً في مقابلة تلفزيونية التالي: “ما هي هوية هذا التحرّك الذي كنّا أمامه هل كنّا أمام فيلم أمريكي طويل؟ هل ثمت رسالة أمريكية تقول” فلار مرشح رئاسي أو الفوضى؟” وبالتالي يجب أن تأتي الفوضى ويصبح بالنسبة للناس البحث عن أي خلاص. هناك من يقول الآن أن هذا الأي “خلاص” هوشيئ واحد الجيش هو الحلّ”.

محمد حجيريوكتب محمد حجيري، رئيس القسم الثقافي في موقع “المدن” الإلكتروني: “عن مأزق “سوكلينات” الحكومة.. ومأزق شعوب الشارع”، وفيه أنّه “لدى مجموعة لا بأس بها من المجتمع المدني صادقة للعمل، لكن المُضمَر تكشَّف مع بدايات التحركات، فكثير من جهابذة المجتمع المدني يتبعون سياسيين بشكل مباشر أو غير مباشر. فيما يزعمون أنهم يقودون حركة غير مسيَّسة، نجد مطالبهم غارقة في السياسة. سريعاً ما اكتشفنا أقنعة لأي تحرك في لبنان، سواء من التصريحات أو المطالب أو حتى السلوكية، وسريعاً ما يسأل المرء عن سر مشاركة بعض الفنانين اللبنانيين من “عَبَدة الرينجر العسكري” أو من المطالبين بحكم العسكر، أو من مقبّلي يد “الجنرال” .

زياد ماجدوكتب زياد ماجد بموقع (NOW LEBANON) تحت عنوان “القفز نحو شعارات “إسقاط النظام” دفعة واحدة”، أنّه في وقت يحاذر “الثوريّون الجذريّون” إضافة صورة أمين عام أكبر حزب لبناني وأشدّ الأحزاب مذهبيةً وأكثرها تأثيراً في الشأن العام وأوحدها حضوراً عسكرياً وتدخّلاً في صراعات المنطقة منذ العام 2005 الى صوَر باقي الزعماء الذين يريدون إسقاطهم ونظامهم، ففي هذا القفز ما يدعو الى إضعاف التحرّك وجعله نهباً للاختلافات وعرضةً للاستغلال وللنزعات الطائفية”

.

دلال البزريوكان للكاتبة والباحثة دلال البزري مقال في موقع “المدن” ومنه نقتطع: “الديناميكية الجديدة التي أطلقتها حملة “طلعت ريحتكم” أخطأت في نقطتين: الأولى، انها حصرت مطالبها بإزالة النفايات وحسب، دون الإستعصاءات الخدمية الأخرى، الكهربائي مثلاً. والنقطة الثانية ان “تواضع” مطلبها هذا تلازم مع “ضخامة” شعاراتها أثناء اعتصاماتها؛ شعارات من نوع “إسقاط النظام الطائفي”…إقتصار الشعار الحراكي للحملة على النفايات وضع زعماء 14 آذار في واجهة ممتهني الفساد، وأعفى زعماء من معسكر 8 آذار من المسؤولية”.