طارق السيد: حزب الله يلاحق والد الطفل الشهيد منير حزينة/منير الربيع: إيران تحرج حزب الله في سوريا: الأجندات تتباعد/مفاوضات الزبداني توقفت.. لاشتراطات غير قابلة للتنفيذ

627

حزب الله يلاحق والد الطفل الشهيد منير حزينة
طارق السيد/موقع 14 آذار/15 آب/15
لم تعد الامور بالنسبة الى حزب الله تقتصرعلى ترويع الناس وارهابها سواء في السلم او الحرب، ولم تعد تقتصر على قتل الاطفال برصاص طائش اثناء تشييع قتلاه والتي كان اخرها الطفل منير حزينة ابن السنوات الخمسة.
لم تكد دماء الطفل منير تجف من ارض حرج منطقة “قصقص” ولا عن مدخل مستشفى المقاصد التي وصلها وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل ان يدخل غرفة الانعاش فيها، حتى بدء حزب الله يتنصل من الحادثة ان من خلال تجاهل اعلامه للقضية من اساسها او من خلال جمهوره الذي شن حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتهم فيها اهالي منطقة محددة في بيروت باطلاق الرصاص بشكل عشوائي مما ادى الى اصابة حزينة.
اليوم وبعد شهرين تقريباً على اصابة الطفل منير، يجري تهديد والده مازن حزينة وعائلته الهاربة من بطش النظام في سوريا وتحديدا من مخيم اليرموك الذي يشارك حزب الله في حصاره، وذلك من باب اخضاعه للتنازل عن الدعوى التي اقامها ضد عناصر من الحزب حملهم فيها مسؤولية دماء ولده ومطالبته باظهار حقيقة مقتل ابنه وعدم التكتم عن الفتلى وحمايتهم داخل مربعات امنية تتبع لجهات معروفة.
المعلومات التي حصل عليها “موقعنا” تفيد ان اشخاص مقربين من حزب الله طلبوا من مازن حزينة اسقاط الدعوى التي اقامها بحق عناصر من حزب الله كخطوة اولى ومن ثم الظهور في مقابلة عبر شاشة المنار يتهم خلالها تيار المستقبل بتحريضه ضد الحزب والقول بأن كل ما سبق واعلنه سواء هو او زوجته كان تحت ضغط مارسه “المستقبل” ضده، على ان يعفي الحزب عنه لاحقا ويسمح له بالاقامة في بيروت تحت رعايته.
هذه الشروط واجهها والد الطفل الشهيد برفض قاطع حيث اجاب احد المقربين منه ومن حزب الله بالحرف الواحد “لن اساوم على دم ابني وليفعلوا ما يشاؤون”. لكن اجابته هذه كلفته في اليوم ذاته الفرار من منزله في صور ومن منزل شقيقته في مخيم صبرا حيث لجأ بعد استشهاد نجله، وذلك نتيجة التهديد العلني الذي وجهه له عناصر من امن الحزب.
وتقول المعلومات ان حزينة توجه في الليلة ذاتها الى مدينة طرابلس حاملا معه ما تيسر من امتعة ومال كان جمعه نتيجة التبرعات التي تلقاها بعد مقتل ولده على ان ينتقل عبر البحر من طرابلس الى تركيا ومنها الى دولة اروربية عن طريق “التهريب” لعدم حيازته جواز سفر او تصريح ما عدا بعض الاوراق الثبوتية، لكن المفاجأة كانت أن من تعهد بنقله خارج لبنان تبين انه ينتمي الى حزب الله مع ثلاثة شبان سوريين تابعين لنظام بشار الاسد حيث عمدوا الى سحب الاموال من عائلة حزينة مع اخرين كانوا ينوون الهروب بالطريقة نفسها، وقاموا بإحراق اوراقهم الثبوتية لمنعهم من تقديم شكوى ضده. وقد ذكرت المعلومات اسم الشخص الذي يقف وراء هذه الجريمة الانسانية لكن الموقع يتحفظ عن ذكره الى وقت لاحق.
وعن الوضع الحالي لعائلة الطفل الشهيد منير حزينة، تشير الى ان والدا حزينة وشقيقتيه موجودين اليوم في مكان امن بعيدين عن اعين حزب الله ينتظرون التفاتة من الدولة اللبنانية التي عجزت عن حمايتهم، لإكمال حياتهم خارج بلد لم يحمي دماء طفل سقط اثناء لهوه على الارجوحة امام اعين شقيقته وعجزها عن فعل اي شيء له سوى التوسل اليه “منير الله يخليك ما تموت”.
المصدر : خاص موقع 14 آذار

إيران تحرج “حزب الله” في سوريا: الأجندات تتباعد
منير الربيع/المدن/السبت 15/08/2015
بمجرد الدخول في هدنة الزبداني يعني ذلك أن “حزب الله” تعرّض لهزيمة أولى في سوريا وفق منطلقاته القتالية هناك. ثلاثة أيام من وقف القتال بعد أربعين يوماً من القصف الصاروخي والمدفعي العنيف بمساندة الطيران الذي يلقي البراميل المتفجرة ناهيك عن عشرات محاولات الإقتحام للمدينة والتي باءت جميعها بالفشل. جرى التوصل إلى الهدنة خلال مفاوضات إيرانية مع حركة “أحرار الشام” في تركيا، قد تكون القناعة الإيرانية غلّبت مفهوم تحقيق المصالح بالحوار بدلاً من القوة (على غرار الإتفاق النووي مع الدول الكبرى) وفق ما تشيع دوماً إدارة الرئيس حسن روحاني. جملة أمور كسرت مفاهيم “حزب الله” في سوريا، في فترة ما بعد الإتفاق النووي، أولها الموافقة على الهدنة بعد فشله باقتحام المدينة، ثانيها دخول الإيراني على خط التفاوض للجم الخسائر، ثالثها الشروط التي تقدم بها الإيراني لإنجاز التسوية والتي تنطوي على رغبة ورؤية تقسيمية ما يتناقض مع كلام الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، فيما رابعها يكاد يكون دحضاً لكل ما حاول الحزب بناءه طوال السنوات الثلاث الماضية من مجد وبطولات عسكرية في سوريا للتأكيد أن كل المناطق التي سيطر عليها كانت نتاج مفاوضات وصفقات كانت سرية وأخرجتها الزبداني اليوم إلى العلن. ثمة إحباط في صفوف “حزب الله”، فلم يتعود مقاتلوه ولا مناصروه على هدن ومفاوضات وحوارات وتسويات، على الأقل في السياق العلني للأمور، لانهم تربوا على أن النصر حليفهم الدائم. في معركة الزبداني وطريقة إدارة أبناء المدينة للمعارك بالإضافة إلى فتح جبهات أخرى لمساندة المدينة ونصرتها، كان النصر يبتعد والحزب يركض خلفه متكبداً كبرى الخسائر، ولم يكن اللجوء إلى الهدنة لو أن النصر ممكن أو حاصل.
كل ما جرى أعاد جمهور “حزب الله” ومقاتليه إلى ما كان يبثّه الإعلام الحربي، عن الإنتصار والتقدم والقضم وما إلى هنالك، شيء من ذلك لم يكن واقعياً، لا في جرود القلمون ولا في جرود عرسال واليوم في الزبداني ما تسبب بضربة معنوية وعسكرية ل”حزب الله”.
الضربة الأخرى، هي في طريقة التفاوض التي قادها الحرس الثوري الإيراني مع حركة “أحرار الشام”، والتي تركزت المطالب الإيرانية خلالها على إخراج أهالي المدينة من منطقتهم إلى مناطق أخرى في مقابل إخراج أهالي كفريا والفوعة من منطقتيهم إلى دمشق، وهذا يشكل بوضوح المسعى الإيراني لتغيير الديموغرافيا السورية، إذ أن من بين الشروط هي إفراغ الزبداني وسرغايا ومضايا في ريف دمشق من أهاليها وذلك لتصبح هذه المنطقة خاضعة للنظام بشكل صرف ويتم جلب اهالي مناطق أخرى من طائفة معينة إليها.
هذه المطالب الإيرانية التي لم يوافق عليها مقاتلو المعارضة، هي دليل على الإنتقال الإيراني إلى “الخطة ب” أي لرسم معالم الدويلة العلوية، وهو اعتراف ضمني بعدم القدرة على استعادة سوريا كلها، وهذا يعني اللجوء إلى خيار التقسيم الذي افرز نصرالله حيزا كبيرا للحديث عنه في خطاب الامس بوصفه مخططاً اميركياً – صهيونياً – سعودياً عبر “داعش”. سقطت الهدنة، عادت الإشتباكات، تضغط المعارضة على معاقل النظام و”حزب الله” والإيرانيين في أكثر من منطقة، بخلاف ما كان يجري في السابق، وتحديداً في القصير والقلمون التي سيطر الحزب عليهما بتسويات وصفقات، هو الإنكسار المعنوي والعسكري الأول للحزب في سوريا، ومع عودة الإشتباكات في أكثر من منطقة ربطاً بالزبداني فإن الأمور ستبقى بانتظار مبادرة جديدة تفضي إلى هدنة جديدة.

مفاوضات الزبداني توقفت.. لاشتراطات غير قابلة للتنفيذ
المدن/السبت 15/08/2015
بعد تجديدها لمدة 24 ساعة، إنهارت السبت الهدنة التي أعلنت الأربعاء الماضي، في مدينة الزبداني بريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، بعد مفاوضات بين حركة “أحرار الشام الإسلامية”، والوفد الإيراني، وذلك بعد وصول المفاوضات بين الطرفين إلى طريق مسدود. وعادت المعارك لتندلع مجدداً، حيث نفّذ مقاتلو “جيش الفتح” قصفاً على كفريا والفوعة، ورد النظام كذلك بقصف على الزبداني بالبراميل المتفجرة، والقذائف المدفعية من الحواجز التي تحاصر المدينة.
وقالت مصادر من الزبداني لـ”المدن”، إن المفاوضات التي خاضها المكتب السياسي لحركة “أحرار الشام” بوساطة تركية مع الوفد الإيراني، كانت تشهد خلافات كثيرة في عدد من الملفات، أبرزها “مصير المقاتلين داخل الزبداني، والجرحى، والمدنيين، والمعتقلين في سجون النظام”، ولم يتوصل الطرفان إلى حل توافقي حول أي من تلك النقاط. ولفتت المصادر إلى أن عودة المعارك إلى المناطق التي يجري التفاوض عليها لا يعني انهيار المفاوضات نهائياً، وأشارت إلى أن وساطات كثيرة تجري من أجل إعادة المفاوضين إلى الطاولة وبحث الملف بشروط يمكن تنفيذها. ونقلت وكالة “السورية نت” عن المكتب الإعلامي لحركة “أحرار الشام” قوله إن المفاوضات مع الجانب الإيراني انهارت، وهي كانت تهدف “إلى وقف العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام وحزب الله على مدينة الزبداني في ريف دمشق، مقابل وقف ضربات قوات المعارضة وهجماتها على قريتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب”. والسبب الأساسي لوقف هذه المفاوضات، وفق “أحرار الشام”، “تركيز الجانب الإيراني على سياسة إفراغ مدينة الزبداني من أهلها وإصرارهم على التغيير الديموغرافي بقصد التقسيم، إضافة إلى رفضهم الإفراج عن النساء والأطفال المعتقلين في سجون النظام”. من جهة ثانية، قال موقع “زمان الوصل” إن مجلس الشورى لـ”مجاهدي القلمون” سحب تفويض التفاوض من “أحرار الشام”، مؤكداً رفض المجلس “بشكل نهائي لكل المقترحات الإيرانية، المتعلقة بخروج آمن للمدنيين والعسكريين وتسليم أسلحتهم، منعاً لتكرار سيناريو حمص (أحياء حمص القديمة) والقصير”. في هذا السياق، صدر بيان موقع من قبل عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية في الزبداني بخصوص “الاتفاق الذي تجري صياغة تفاصيله في تركيا بين القيادة السياسية لأحرار الشام ودولة إيران المحتلة”، رفض الموقعون عليه الهدنة ضمن الشروط التي يتم تداولها، والتي تقضي بإخراج المقاتلين وأهالي الزبداني من مدينتهم. وقال البيان “لقد بات أدعى إلى الريبة انتزاع تفويض جديد بالانسحاب غير المشروط، واذاعته كبيان استسلام صادر عن أهالي الزبداني، يقدر له أن يستبق توقيع أي اتفاق مشبوه دُبِّر في ليل”. وأضاف البيان “إننا نحن أبناء الزبداني التي قاتلت، وستقاتل النظام وقوات الاحتلال الإيراني، في كل شبر، وكل بيت، لا نقبل لأي مواطن سوري أن يخرج من دياره، ولا نقبل أن نخرج من ديارنا. وكل ما نطلبه هو العيش الحر الكريم في بلدنا أو الموت بشرف دفاعاً عنها”. واعتبر البيان أن النظام والميليشيات الموالية له هم من بدأوا المعارك ضد الزبداني، مطالباً بحل يحفظ “حقنا في البقاء بمنازلنا وحاراتنا وبساتيننا، التي لا نقبل تسليمها لأي كان وضمن أي صيغة”.
وتابع البيان “من يريد الاستسلام أو الهروب من المعركة، أو العودة لحضن النظام، أو تشكيل إمارة خاصة به في مكان بعيد، فليفعل ذلك باسمه هو، وليس باسم أهالي الزبداني”، مؤكداً على أن أهالي الزبداني “لم ولن يفوضوا أحداً إخراجهم من ديارهم، ولن يكرروا ما حصل مع أهالي حمص”. وخاطب البيان الفريق المفاوض من حركة “أحرار الشام” بالقول “على المفوِّض والمفوَّض أن يحترم الدماء التي سالت، و الأمانة التي أعطيت له، و ليس له الحق بالتفريط في وجودنا وحقوقنا. كما أننا ندين أي تفاهم إقليمي، أو دولي مشبوه، لتقاسم الهيمنة على سوريا الجريحة”.