أوباما يواجه إنشقاقاً ديموقراطياً في الكونغرس ضد الاتفاق النووي/أحمد الأسعد: الجار ثم الدارالحقوا النظام الإيراني حتى باب داره /ماذا يريد «الظريف» من لبنان؟

371

أوباما يواجه إنشقاقاً ديموقراطياً في الكونغرس.. ضد الاتفاق النووي
المدن /الجمعة 07/08/2015 

خسر الرئيس الأميركي باراك أوباما صوت أحد أكبر الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، الذي أعلن أنه سيصوّت ضد الاتفاق النووي الإيراني. وشومر الديموقراطي رقم 3، مرشح لخلافة زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد عام 2017، وهو من أكثر الأصوات المؤثرة في الكونغرس، مما يمكن أن يمهد الطريق أمام مزيد من الديموقراطيين لـ”الانشقاق” عن صف أوباما في موضوع النووي، بالتصويت على رفض الاتفاق قبل 17 أيلول/سبتمبر المقبل. بذلك، يكون شومر أول سيناتور ديموقراطي يعلن معارضته للإتفاق، في ضربة قوية للرئيس باراك أوباما، الذي يعتمد على أصوات المعسكر الديموقراطي لتثبيت الفيتو الرئاسي، في حال صوّت الكونغرس ضد الاتفاق. وسبق إعلان شومر، لقاءات مطوّلة عقدها مع الفريق الأميركي الذي خاض مفاوضات فيينا، قدّم خلالها 14 صفحة تحوي أسئلة تفصيلية عن الاتفاق. وخلص شومر بإعلان رفضه الاتفاق في بيان، معتبراً أن “الإجابات التي تلقيتها لا تقنعني بأن هذا الاتفاق سيبقي سلاحاً نووياً بعيداً عن أيدي ايران، بل ربما يعزز في الواقع موقف ايران بوصفها قوة لها نفوذ مزعزع للاستقرار ومدمر في أرجاء الشرق الاوسط”، وأضاف إن “الخطر الحقيقي جداً، هو أن إيران لن تعتدل وبدلاً من ذلك فإنها ستستخدم الاتفاق سعياً إلى تحقيق أهدافها الشريرة”. وأوضح شومر أن اعطاء إيران مهلة 24 يوماً، قبل أن يتمكن المفتشون من دخول منشآتها النووية، وحقيقة أن بلاده لن تستطيع طلب القيام بعمليات تفتيش بشكل أحادي من دون تصويت مجموعة القوى الدولية الست، “يشكلان مبعث قلق”. وأكد إنه سيحاول “إقناع” زملائه الديموقراطيين برفض الاتفاق، لكنه شدد على أن قرارات كلّ فرد ستنبع من استنتاجاته. وفي ضربة أخرى للبيت الأبيض في معركته مع الكونغرس، أعلن النائب في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، أحد أبرز الديموقراطيين إيليوت إينغل، نيته التوصيت ضد الاتفاق النووي أيضاً. لكن في المقابل، يبدو أوباما واثقاً من قدرته على تثبيت الفيتو الرئاسي، وتعمل زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، على جمع عدد من الأصوات الكافية لعدم تجاوز الفيتو. وبموجب هذا السيناريو، فإنه في حال صوّت جميع الأعضاء الجمهوريين على تجاوز الفيتو الرئاسي، سيكون أوباما بحاجة إلى أصوات 165 نائباً ديموقراطياً من أصل 188، أو صوت 34 سيناتوراً ديموقراطياً من أصل 44 في مجلس الشيوخ، مع العلم أن تثبيت الفيتو يتطلب التصويت على ذلك في أي من الغرفتين التشريعتين (مجلس النواب أو مجلس الشيوخ). في المقابل، يحتاج الجمهوريون إلى تأييد 13 ديموقراطياً على الأقل في مجلس الشيوخ، و44 ديموقراطياً في مجلس النواب لإبطال فيتو أوباما. وحتى الآن، أعلن 16 نائباً و12 سناتوراً ديمقراطياً، وسيناتوراً مستقلاً، موافقتهم على الاتفاق. في السياق، تشتدّ المعركة الخطابية بين أوباما وزعيم الجمهوريين في مجلس النواب، ميتشل مكونيل، الذي طالب الرئيس الأميركي بالتراجع عن وصف الجمهوريين بإنهم سواسية مع المتشددين في إيران. ووصف مكونيل خطاب أوباما الأخير أمام الجامعة الأميركية في واشنطن بأنه خطاب “هجومي ومهين”، وقال إن لأعضاء كلا الحزبين “مخاوف جدية حول اتفاق إيران”، مضيفاً أن “الجمهوريين والديموقراطيين يستحقون إجابات جدية لهذه المخاوف، وليس محاولات مشينة لمساواة بحثهم عن الإجابات بأولئك الذين يهتفون الموت لأمريكا”.من جهته، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، أن أوباما متمسك بموقفه، وقال إن أفضل طريقة للحكم على تصريح أوباما، كان عدد إعلان 10 من أعضاء الكونغرس المترددين، موافقتهم على الاتفاق. وأضاف في تغريدة على تويتر رداً على أسئلة صحافي في شبكة “NBC” الأميركية، إن 7 أعضاء في مجلس النواب و3 في مجلس الشيوخ خرجوا بالموافقة على الصفقة مع إيران، عقب خطاب أوباما.

“الجار ثم الدار”؟ الحقوا النظام الإيراني “حتى باب داره”!
أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب ” الإنتماء اللبناني ”
من لا يعرف الواقع الإقليمي القائم راهناً والسياسة التخريبية التي يتبعها النظام الإيراني، لكان يمكن أن يخدعه الكلام المعسول الذي أورده وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف في مقاله قبل ايام بعنوان “الجار ثم الدار: توصية أخلاقية أم ضرورة استراتيجية؟”. ومن لا يعرف تاريخ النهج الإيراني منذ نحو 36 عاماً في المنطقة، لكان يمكن أن يقتنع بأن النظام الإيراني حمامة سلام، ولا أطماع أو أهداف توسعية أو عدوانية له.
ومن يلحق النظام الإيراني “إلى باب داره”، يدرك زيف كلامه عن أن الجار قبل الدار. فالوزير الظريف يدّعي أن “أولى أولويات إيران منذ البداية، هي أنها تنشد علاقات طيبة ووطيدة مع جيرانها”، وهذا ما يتناقض تماماً مع محاولات النظام الإيراني، منذ نشأته، لتصدير الثورة، ولزعزعة أمن واستقرار دول الخليج العربية الجارة. وعلى كل حال، بين سطور مقال ظريف، وقوله أن إيران “لا يمكنها الوقوف موقف اللامبالاة أمام الدمار الهائل في أطرافها”، يمكن أن نقرأ تبريراً واضحاً- ومرفوضاً طبعاً- لتدخّل النظام الإيراني السلبي في دول عديدة من المنطقة، لأن هذا التدخل بالذات هو الذي يخلق الإضطراب والتوتر والحروب في هذه الدول. والغريب أن وزير الخارجية الإيراني يتحدث عن “أهداف مشتركة ومبادئ عامة” يقول إن الحوار الإقليمي الذي يدعو إليه يجب أن يكون مبنياً على أساسها، ومن ابرز هذه المبادىء “احترام سيادة ووحدة تراب جميع الدول (…) والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى (…)والسعي لإحلال السلام والاستقرار (…) في المنطقة”! والمفارقة المؤسفة أن النظام الإيراني الذي يدعو إلى هذه المبادىء، ينفذ عكسها تماماً عملياً. فهو لاعب أساسي في كل حروب المنطقة وتوتراتها، من اليمن إلى سوريا، مروراً بالعراق ولبنان والبحرين وسواها، وليس طبعاً عامل “سلام واستقرار”. وهو أيضاً يمعن في التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، وبالتالي لا يحترم طبعاً سيادتها، ولم يمض وقت طويل بعد على تباهيه بأنه “امبراطورية”، وتأكيده استمراره رغم الإتفاق النووي، في دعم الحكومات التي يسيطر عليها، ضد شعوبها، أو في رعاية هذا التنظيم أو ذاك في دول أخرى، تحت مسمى دعم الشعوب! في النتيجة، من كل مقالة الوزير الإيراني، لا نفهم مقولة “الجار ثم الدار” بمعناها الإيجابي، اي الإهتمام بمصلحة الجار قبل مصلحة الدار، بل نفهمها بالمعنى السلبي، أي التدخل في شؤون الجار… قبل حل مشاكل الدار.

ماذا يريد «الظريف» من لبنان؟
سهى جفّال/جنوبية/الجمعة، 7 أغسطس 2015
في زيارةٍ هي الأولى من نوعها، يصل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاسبوع المقبل إلى لبنان للقاء المسؤولين وذلك في ظلّ الانفتاح والدبلوماسية التي عكستها ايران بعد الإتفاق النووي، فهل سيأتي الظريف حاملاً معه سلّة طروحات وحلولا تنهي الأزمة السياسية في البلاد؟ وسط هذا الحراك والمناخ الذي تشهده المنطقة بعد الاتفاق النووي تأتي زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاسبوع المقبل إلى بيروت والتي اعلن عنها في 12 آب الجاري للقاء المسؤولين اللبنانيين ووضعهم في أجواء الاتفاق النووي الذي وقّع بين ايران ومجموعة 5+1 منتصف االشهر الفائت. ووفق مصادر دبلوماسية، سيمضي ظريف 24 ساعة يلتقي خلالها، على المستوى الرسمي، كلّا من الرئيسين نبيه بري وتمام سلام ونظيره جبران باسيل. أما على المستوى غير الرسمي فسيقابل الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله. ومن المتوقّع أن ترتدي زيارة ظريف القصيرة لبيروت أهمية خاصة، إذ إن موعد الزيارة يأتي بعد الاجتماع الثلاثي الذي شهدته طهران و جمعه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمشرف على الملف السوري في الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، سعيًا لإيجاد حلول تنهي الأزمة. وعلى المستوى المحلّي، تأتي الزيارة في وقت يشهد لبنان مرحلة حساسة للغاية، لا سيما في ضوء ارتفاع وتيرة الازمات السياسية المتعلقة بالفراغ الرئاسي بالدرجة الأولى وعمل المؤسسات فضلاً عن أزمة المراكز العسكرية والأمنية. مما يدفعنا للتساؤل : هل ستثمِر هذه الزيارة نتائج إيجابية على صعيد حلحلة الملفات الداخلية اللبنانية؟ يجيب الكاتب والمحلل السياسي علي سبيتي “لا شك أن الإتفاق النووي يعكس نوعا من الدبلوماسية الايرانية الجديدة، ومن الطبيعي أن نشهد مثل هذا الحراك الذي له انعكاس ايجابي على المنطقة وخاصة لبنان في ظل الفراغ الرئاسي”. ويتابع “إيران لها دور كبير في هذه الملفات لكن لا تستطيع وحدها حلّ هذه الأزمات”. ولفت سبيتي إلى أنه “طالما انه لا يوجد بعد تقاطع سعودي – إيراني فلا حلحلة وستبقى الأمور عالقة”. ورأى أن “هذه الزيارة تعطي صورة إيجابية ولكن لن تثمر حلولا وهي تميل أكثرلإبراز نوع من المرونة الإيرانية الجديدة إذ سيكون لها حركة جديدة من خلال التواصل مع كلّ المكونات السياسية اللبنانية”. هل ستثمِر هذه الزيارة نتائج إيجابية على صعيد حلحلة الملفات الداخلية اللبنانية كما إعتبر أن “تأثير وزير الخارجية الإيراني على اللبنانيين ليس فعلي إذ أن التأثير يأتي من الحرس الثوري الإيراني”.
وبرأي سبيتي فـ” أننا أمام مشهد سياسي لا يملك حلولا جذرية، وكل هذه الزيارات الدبلوماسية على الصعيد الدولي لن تثمرقبل وقف إطلاق النار في المنطقة، وكلها تثبت إن الدبلوماسية في وادٍ وصوت المدافع والصواريخ في وادٍ آخر”. وتابع “يجب أن لا نذهب بعيداً بالنسبة لما يجري من زيارات في المنطقة لأنها لا تحمل مبادرات”. وفق مصادر دبلوماسية، سيمضي ظريف 24 ساعة في لبنان وعن موقف 14 أذار يقول سبيتي إنها “مع أي نموذج إيراني جديد في حال كانت تسعى طهران لإزالة العقبات حتّى تُسخّر الحلّ الذي يقرّب بين الطرفين”. مشيراً إلى أن فريق” 14 أذار مكوّن سياسي داخل في المحاور الإقليمية وهو منسجم مع الموقف والسياسة للسعودية ولا تستطيع بالتالي أن تخرج منها وبالتالي حركة إيران وحدها لا تكفي”.
الاتفاق النووي الايراني
وختامًا يخلص سبيتي للقول إن “إيران تبحث عن مصالحها ومن بينها بناء علاقة جيّدة مع الولايات المتحدة، أي أنّ إيران تتجاوب مع أميركا وليس مع غيرها”.