محمد جواد: سبع أدلّة على أنّ حزب الله في أضعف أيّامه ويفقد توازنه/نادين مهروسة: عونيون: باسيل قطع طريق روكز الى اليرزة والرابية/باسمة عطوي: التعيينات والآلية أو.. «الإجازة» الحكومية

321

التعيينات والآلية أو.. «الإجازة» الحكومية
باسمة عطوي/المستقبل/05 آب/15
تنعقد جلسة مجلس الوزراء اليوم في السرايا الحكومية تحت ظلال المطالب نفسها، التي يتمسك بها وزيرا التيار «الوطني الحر« ويتضامن معهما فيها وزراء «حزب الله« و«المردة«، وتكاد ان تودي بها إلى حافة الشلل، أي الإتفاق على آلية عمل الحكومة والتعيينات الامنية، في الوقت الذي ينأى وزيرا حركة «أمل« بنفسيهما عن هذا التعطيل ويعارض وزراء قوى «14 آذار« و«اللقاء الديمقراطي« و«اللقاء التشاوري« هذه المطالب، معتبرين أن عدم التوافق على بند التعيينات يجب ألا يجرّ الشلل على سائر البنود، وعلى الحكومة أن تبقى منتجة وترعى شؤون المواطنين طالما أن شبح الفراغ الرئاسي لا يزال مخيما، وطالما ان المظلة الدولية والعربية للحكومة مستمرة وتشدد على ضرورة عدم التفريط بها.
هذا المشهد السوريالي لمجلس الوزراء لا يزال قائما منذ أكثر من شهرين وهو مرشح للإستمرار هذا الاسبوع أيضا، مع فارق أن رئيس الحكومة تمام سلام قد يجد نفسه مضطرا الى إعطاء الحكومة «إجازة«، لأن عواقب إستقالتها أكبر من خطر إستمرارها، خصوصا أن الإتصالات الجارية لم تفض إلى جديد، علما أن الجلسة من المفروض أن تبحث ثلاثة بنود ملتهبة أي النفايات وتعيين رئيس جديد للأركان والآلية الحكومية، ولذلك يُجمع العديد من الوزراء لـ«المستقبل» على أن المشهد المحيط بجلسة اليوم ضبابي، وأن لا إتصالات جدية جرت بين قوى 14 و8 آذار، بل ان الطرفين لا يزالان على موقفهما السابق، وأن القطبة المخفية تكمن في أزمة الثقة القائمة بين التيار «الوطني الحر« وتيار «المستقبل«. هذا الكلام يوافق عليه وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، إذ يقول لـ»المستقبل»: «لم تتغير المعطيات السابقة ولا تزال على حالها وسيدعم وزراء حزب الله موقف التيار الوطني الحر حول ضرورة البت ببند آلية الحكومة»، من جهته يكتفي عريجي بالتأكيد أنهم «لا يزالون على موقفهم المتضامن مع التيار».
من جهته يشدد عضو تكتل «التغيير والاصلاح« النائب ناجي غاريوس على أن «ما يريده التيار هو الاتفاق على سلة التعيينات قبل مجلس الوزراء لتمر بسلاسة في الجلسة، وبالتالي فالعقدة مفتعلة من قبل قوى 14 آذار لأنهم لا يريدون أن يتفقوا معنا على هذه التعيينات وهذا أمر لا يجوز».
هذا التضامن بين قوى 8 آذار يخرقه وزير الاشغال العامة غازي زعيتر بالتأكيد انه «على الحكومة الاستمرار في عملها وتكثيف جهودها لحل قضايا الناس ونحن مع الرئيس سلام وموقفنا واضح في هذا المجال».
على ضفة قوى 14 آذار يلفت وزير الاعلام رمزي جريج إلى أن «الرئيس سلام يمكن أن يعلق جلسات مجلس الوزراء لفترة معينة إذا وجد أن تعطيل عمل الحكومة سيبقى مستمرا«، ويرى أن «إنتخاب رئيس جديد للجمهورية هو السبيل لإستعادة حقوق المسيحيين وليس تعطيل عمل الحكومة».
ويصف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس جلسة اليوم، بأنها «جلسة عقيمة ولن تُعقد بعدها جلسات «، ويوافقه الرأي وزير السياحة ميشال فرعون الذي يقول: «يبدو أن خيار التعطيل قد أتخذ من قبل قوى 8 آذار».
ما يمكن إستنتاجه مما سبق أن إحتمالات عدم التوافق على البنود التي ستطرح داخل مجلس الوزراء لا تزال أكبر من إمكانية التوصل إلى النتائج المرجوة، وأن المخرج أمام سلام إما إعطاء الحكومة إجازة مفتوحة أو إبتداع مخرج آخر بعيدا عن الاستقالة، هذا التوصيف يتقاطع مع كلام فنيش الذي يلفت إلى أن «شيئا جديدا لم يتغير والامور لا تزال على حالها ووزراء حزب الله سيدعمون موقف التيار الوطني الحر حول ضرورة البت ببند آلية الحكومة«.
ويضيف: «ان أمر البت في بند التعيينات لا يتعلق بموقفنا بل بموقف الفريق الآخر، في حين أن إعطاء الحكومة إجازة هو أمر منوط بالرئيس سلام وحده». كما يكتفي عريجي بالقول» سنكون إلى جانب التيار الوطني الحر في الجلسة».
ويؤكد غاريوس أن وزراء التيار لا يتصرفون بكيدية ، بل جل ما نريده هو الاتفاق على سلة التعيينات قبل طرحها داخل الجلسة، لتمر بعدها بسلاسة وبدون عقبات، والإتصالات جارية حول هذا الموضوع ونأمل أن تؤتي ثمارها لأنها الطريقة الاسلم والاكثر منطقية وتفتح أبواب الحل للعديد من الملفات العالقة، وأعتقد أن الرئيس سلام لا يمانع هذه الآلية لكن العقدة مفتعلة من قبل أطراف قوى 14 آذار الذين لا يريدون أن يبحثوا ملف التعيينات بجدية معنا وهذا أمر لا يجوز ، كما أنه لا يجوز أن يبقى التمديد مخيما على كل مراكز الجمهورية لأن ذلك يؤدي إلى عقم الحياة السياسية وما يجري حاليا هو تكثيف الاتصالات لإيجاد مخرج للتعيينات والاتفاق عليها كسلة متكاملة علّ هذه المحاولة تبصر النور».
من جهته يفضل زعيتر «عدم التكهن بمجريات الجلسة، لكن ليس من الضروري أن تكون آخر جلسة للحكومة، فالبرغم من كل الصعوبات على هذه الحكومة الاستمرار لمعالجة قضايا الناس وشؤونهم بل أيضا أن تكثف عملها، خصوصا في ما يتعلق بملفات شائكة كالنفايات».
ويضيف: «مناقشة آلية عمل الحكومة من حق الرئيس سلام ونحن سنكون إلى جانبه وموقفنا واضح في هذا المجال، ولن نغادر الجلسة إلا بعد مغادرة رئيس الحكومة «.
ويشير جريج إلى أنه «سيطرح في الجلسة ثلاثة مواضيع مهمة، الاول ملف النفايات لإطلاع كامل مجلس الوزراء على مستجداته خصوصا أن هناك آراء وزارية متعددة حول كيفية معالجته، بند تعيين رئيس أركان جديد للجيش حيث سيطرح وزير الدفاع سمير مقبل الاسماء المرشحة بحسب الاصول القانونية ، وفي حال تم التوافق كان به، وإذا تعذر الامر لن نقبل بالفراغ «.
ويضيف: «في ما يتعلق بآلية عمل الحكومة، والتي سيعاد الكلام فيها، فإن موقف الرئيس سلام معروف أي التوافق من دون تعطيل ولا إجماع خصوصا في القضايا الحياتية التي تهم شؤون الناس، في حين أن القضايا السياسية يمكن التوافق عليها من خارج مجلس الوزراء، ولا يجوز بحجة حقوق المسيحيين تعطيل عمل مجلس الوزراء، وأعتقد أن إنتخاب رئيس جديد للجمهورية هو ما يعيد حقوق المسيحيين، ورغم ذلك أعتقد ان الجلسة ستكون هادئة وإذا لم نتوصل إلى حلول فيمكن للرئيس سلام أن يوقف إنعقاد جلسات مجلس الوزراء لفترة ، لأنه لا ضرورة لجلسات مجلس الوزراء في ظل منطق التعطيل وقبل التفاهم على آلية عمل مجلس الوزراء».
ويصف درباس جلسة اليوم «بأنها عقيمة سلفا، وإذا تم عرض ملف النفايات فلن يكون هناك تجاذب كبير حولها، إذا فشل مجلس الوزراء في تعيين رئيس أركان جديد فسيكون العلاج بالطرق القانونية المنصوص عليها، علما أن الرئيس سلام سيصر على بحث المواضيع الحياتية التي تهم الناس أي القروض والهبات والرواتب التي هي الاهم ، وإعتقادي الشخصي أنه بعد هذه الجلسة لن يكون هناك جلسات أخرى».
ويلفت فرعون إلى أن الاتصالات بين القوى السياسية لإخراج الحكومة من عنق الزجاجة لم تتوقف، لكنها في الوقت ذاته لم توصل إلى حل ، ويبدو أن هناك قرارا أتخذ من قبل قوى 8 آذار بتعطيل الحكومة».

سبع أدلّة على أنّ حزب الله في أضعف أيّامه ويفقد توازنه
محمد جواد/جنوبية/الثلاثاء، 4 أغسطس 2015
لا داعي للحديث في السياسة. ثمّة أدلّة على أنّ حزب الله يفقد توازنه في الميدان والسياسة. أدلّة دامغة لا يجوز بعدها التصديق أنّ حزب الله في أقوى أيّامه وأنّه لا يزال فتيّاً و”بيّيعاً” على المستوى الشعبي.
1 – شيّع حزب الله القاصرَيْن طارق موسى ومحمد علي نعمة. وكلّ العارفين بأمور الحروب الأهلية يعرفون أنّ زجّ القاصرين في المعارك يعني أنّ هناك أزمة في تجنيد الأكبر سنّاً، أو أزمة في أعداد العسكر. وهذه الأزمة تعني أنّ الحزب بات ضعيفاً.
2 – تعرّض وفدان رسميان من “حزب الله” إلى “الطرد” من مراسم تشييع مقاتلَيْن آخرَيْن، الأوّل هو ياسر علي شهلا، الذي اتّهمت والدته وفد الحزب بأنّ حزبهم “سرق ابني وقتله في سوريا”. والثاني خلال تشييع الضحية شاب من آل المقداد. وهذا يدلّ على أنّ “بيئة حزب الله”، أي أهالي المقاتلين، ما عادوا يثقون بالحزب ولا بأدائه. ونُقِلَ أنّ والدة المقداد قالت لمسؤول في “حزب الله” كان يهنّئها: “ع قبال ابنك”. فانسحب الوفد بدل أن يفرح!
“بيئة حزب الله”، أي أهالي المقاتلين، ما عادوا يثقون بالحزب ولا بأدائه
3 – دخلت مجموعة من “حزب الله” إلى كنيسة في بلدة مليخ جنوب لبنان، ومنعت الحاضرين من الاستماع إلى التراتيل و”شرب الخمر” بحجة أنّ هذا الأمر “يزعج بقية أبناء البلدة” من الشيعة طبعا. رغم أنّ “حزب الله” هو الحزب الأكثر إزعاجا على المستوى الصوتي، في القرى والمدن، منذ تأسيس لبنان. بمواكبه الحسينية والأصوات التي لا تتوقف حسينياته عن بثّها، ليلا ونهاراً، من مكبّرات الصوت، خصوصاً في القرى الريفية.
4 – بعد أشهر من “الادّعاء” بإنهاء معركة القلمون وجرود عرسال، لا يزال أهالي العسكريين المخطوفين على يد “جبهة النصرة” و”داعش” يداومون على “الكزدرة” في هذه الجرود برفقة “داعش” و”النصرة” لرؤية أبنائهم. ما يؤكّد أنّ “حزب الله” لا يزال يعاني من عدم قدرته على “حسم” هذه المعركة في الجرود كلّها. وهو “خفّف” ادّعاءاته في الأسابيع الأخيرة.
أنّ “حزب الله” هو الحزب الأكثر إزعاجًا
5 – بعد سنوات من حصار بلدة الزبداني وبعد أشهر من قصفها بكلّ ما ملكت أيمان “حزب الله” و”النظام السوري”، يعجز “حزب الله” عن اقتحامها وبدأت “روايات أسطورية” تشيع في أوساط بيئته عن “صمود” أهلها في وجه محاولات احتلالها. وفي هذا انعكاس لآية “أساطير رجال الله”.
6 – يعاني “حزب الله” من ازدواجية واضحة في خطابه بين “الاتفاق النووي” الذي وقّعته إيران مع الولايات المتحدة الأميركية، إيران مموّلة الحزب والآمر الناهي له، وبين مكابرة الأمين العام السيد حسن نصر الله، وإصراره على أنّ “أميركا عدوّ” و”شيطان” و”لنا الشرف أن تصنّفنا على أننا إرهابيون”. وفي هذا الوقت بدأ الجمهور يستغرب ويسأل: أولادنا يقتلون في سوريا ضدّ حلف “أميركي – تكفيري – صهيوني” وقادتنا في إيران يتحالفون مع أميركا!؟
أولادنا يقتلون في سوريا ضدّ حلف “أميركي – تكفيري – صهيوني” وقادتنا في إيران يتحالفون مع أميركا!؟
7 – للمرّة الأولى منذ الانسحاب السوري من لبنان، يهدّد رئيس حكومة محسوب على “تيار المستقبل” هو تمام سلام بالاستقالة، فيما يخرج نصر الله ليقول إنّ الحكومة باقية. بعدما كان “حزب الله” هو من يهدّد بفرط الحكومات. وفي هذا دلالة على أنّ الحزب ما عاد يملك استقراراً غير في “مرابض خيم” عائلات المقاتلين في لبنان. وباتت الفوضى الأمنية أو السياسية في لبنان تخيفه.

عونيون: باسيل قطع طريق روكز الى اليرزة.. والرابية
نادين مهروسة/المدن/ الثلاثاء 04/08/2015
يحاول “التيار الوطني الحرّ” حصر معاركه بمعركة وحيدة. بدا التشتت واضحاً منذ فترة لا سيما مع فتحه جبهات عديدة، تبدأ بملف التعيينات الأمنية والإعتراض على آلية الحكومة وصولاً إلى مسألة النفايات وتداعياتها، وربطاً بالخلاف السياسي مع حليف الحليف رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بالإضافة إلى المعركة الأبرز التي بدأت على جبهات “التيار” إنطلاقاً من الإستعداد إلى الإنتخابات الداخلية في العشرين من أيلول المقبل.
يعمل “التيار الوطني الحرّ” على استثمار أي صراع سياسي في الإنتخابات الداخلية، هذا ما يحسن فعله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وهو المرشّح المدعوم من رئيس التيار النائب ميشال عون. إذ تقول مصادر التيار لـ”المدن” إن باسيل يخطو كل خطوة تخدمه في الوصول إلى رئاسة التيار، إن على صعيد المزايدة في الإشتباك مع الحكومة، أو حين تقتضي المصلحة المهادنة والتي تمثّلت بتوقيع مرسوم ترقية الضباط المتخرجين من المدرسة الحربية.
وتشير المصادر إلى أن باسيل اتخذ قراراً بالتوقيع على مرسوم ترقية الضباط لأنه لا يمكن معارضته ويشكل نقمة لدى القواعد الشعبية، لأنه يأتي في سياق إيقاف مستقبل المئات، ومن هنا فإن المصادر تذهب إلى اعتبار أن التيار بات منشغلاً عن التعيينات العسكرية بينما كانت مطالبه الأساسية تدور حول حقبة التعيينات ولكنه الآن يقع في دوامة الإنتخابات وأصبح لديه قناعة أن قضية تعيين شامل روكز قائداً للجيش لم تعد ممكنة وفق ما تؤكد المصادر.
ووفق معلومات “المدن” فإنه خلال إجتماع لكوادر التيار قبل أيام، جرت مداولات حول آخر المستجدات، وأشار بعض القياديين إلى أن تحديد موعد الإنتخابات في ٢٠ أيلول أتى مقصوداً قبل موعد إنتهاء ولاية العميد شامل روكز من قيادة فوج المغاوير وإحالته على التقاعد وذلك لتجنيبه تقديم ترشيحه لرئاسة التيار وفق ما تؤكد مصادر ”المدن”، والتي تشير إلى أن أحد العونيين البارزين قال لروكز: “نظن بعد كل ما جرى أنك تعلم من يعرقل وصولك إلى قيادة الجيش”، مشيراً في هذا السياق الى باسيل.
وعليه، فإن التيار يصب اهتماماته على الإنتخابات الداخلية، التي يخوضها مرشحان، هم باسيل والنائب آلان عون، وتنقسم قواعد التيار ما بينهما وتشير المصادر إلى أن آلان عون مدعوم من قبل مؤسسي “التيار” وهذا يشكل قاعدة قوية له وهو يشعر بالإرتياح تجاه الدعم الذي يتلقاه من التكتل. أما بالنسبة للوزير جبران بسيل فهو مدعوم من قبل ميشال عون، وأعضاء التكتل أبرزهم الوزير الياس بو صعب.