إيران والغرب على أعتاب اتفاق تاريخي لكن قضايا صعبة عالقة/بعد عامين من المفاوضات.. كيري وظريف يحسمان النووي اليوم

267

بعد عامين من المفاوضات.. كيري وظريف يحسمان النووي اليوم
فيينا: بثينة عبد الرحمن واشنطن: «الشرق الأوسط»/13 تموز/15

بعد أكثر من أسبوعين من المفاوضات الماراثونية، تقترب إيران والقوى العالمية الكبرى، اليوم، من «اتفاق نووي تاريخي»، سيخفف العقوبات المفروضة على طهران مقابل الحد من أنشطة برنامجها النووي. وحذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من بقاء بعض الصعوبات في اليوم السادس عشر من المفاوضات التي تجري على مستوى وزاري بين إيران وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين (5+1). وأبلغ كيري الصحافيين في العاصمة النمساوية: «أعتقد أننا بصدد اتخاذ قرارات حقيقية.. لذا سأقول إنني ما زلت متفائلا». من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم أمس إنه يأمل أن تكون المحادثات النووية بين القوى العالمية وإيران قد دخلت مراحلها الأخيرة. إلى ذلك، ألقى زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي، أمس، ظلالا من الشك بشأن قدرة الرئيس الأميركي باراك أوباما على نيل موافقة الكونغرس على أي اتفاق يجري التفاوض بشأنه مع إيران. وقال السناتور ميتش مكونيل: «أعتقد أنها ستكون – إذا ما تمت – عملية صعبة للغاية في الكونغرس، ونحن نعرف بالفعل أن الاتفاق سيترك إيران دولة على أعتاب امتلاك قدرة نووية».

 

مفاوضات الملف النووي الإيراني تدخل «مرحلتها الأخيرة»
فيينا – أ ف ب /الحياة/13 تموز/15

دخلت المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى في فيينا اليوم الأحد مرحلتها الأخيرة حيث بدت امكانية التوصل الى اتفاق تاريخي يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني «في متناول اليد»، لكن واشنطن حذرت من ان «مسائل اساسية» تبقى عالقة. وبعد الحركة الديبلوماسية المكثفة قبل انتهاء المهلة المحددة لإبرام اتفاق الإثنين، ظهرت اجواء تفاؤل بإمكانية تحقيق اختراق في المفاوضات. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن اعتقاده ان المفاوضات الدولية حول برنامج ايران النووي دخلت «مرحلتها الأخيرة». وقال عند عودته الى فيينا «آمل بأن نكون دخلنا المرحلة الأخيرة من هذه المفاوضات الماراتونية. اعتقد ذلك». وهدف المفاوضات الحد من نشاطات طهران النووية وضمان انها لا تسعى لامتلاك سلاح ذري وهو ما تنفيه طهران على الدوام، مقابل رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية.

ورغم اجواء التفاؤل في العاصمة النمساوية بدد مسؤولون اميركيون وإيرانيون الآمال بأن الاتفاق بات وشيكاً. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية «لم نصدر ابداً تكهنات حول توقيت اي شيء خلال هذه المفاوضات ولن نقوم بذلك الآن بالتأكيد، خصوصاً حين لا تزال هناك مسائل اساسية عالقة». وكتب الديبلوماسي الإيراني علي رضا ميريوسفي الموجود في فيينا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ان التوصل الى اتفاق بحلول مساء الأحد «مستحيل لوجستياً» كون مشروع الاتفاق يتألف من نحو مئة صفحة. وكان وزير الخارجية الأميركية جون كيري قال في وقت سابق «نقترب من قرارات فعلية» وعبر مرتين عن «تفاؤله» رغم «بعض النقاط التي لا تزال عالقة». وكتبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ان المفاوضات وصلت الى «الساعات الحاسمة». واعتبر الديبلوماسي الإيراني رضا ميريوسفي الموجود في فيينا ان التوصل الى اتفاق حول برنامج طهران النووي بات «في متناول اليد» لكنه لا يزال يتطلب «ارادة سياسية».  وكتب ميريوسفي على حسابه على «تويتر» ان «الاتفاق في متناول اليد. انه يتطلب فقط ارادة سياسية في هذه المرحلة». ومنذ خمسة عشر يوماً تسعى مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، بريطانيا وألمانيا) الى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع ايران يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران. وكان يفترض ان تنتهي المفاوضات في 30 حزيران (يونيو) لكنها ارجئت  مرات عدة وتم تحديد مهلة نهائية تنتهي الإثنين.

ومع اقتراب انتهاء المهلة، تسارعت وتيرة الاجتماعات على المستوى الوزاري حتى منتصف ليل السبت. وتوجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأحد الى فيينا للانضمام الى المفاوضات وفق ما اعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم على موقع «تويتر». لكن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند غادر فيينا على ان يعود صباح الإثنين. وعقد اجتماع مساء السبت لمجموعة خمسة زائد واحد ثم لقاء بين ظريف وكيري ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فاجتماع أخير لمجموعة 5+1 قبيل منتصف الليل. والهدف من كل هذه الجهود هو التوصل الى اقفال ملف يسمم العلاقات الدولية منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة. ومنذ 2006، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة حزمات عدة من العقوبات على طهران تخنق اقتصاد البلاد التي تعد حوالى 77 مليون نسمة. وفي العام 2013 بدأ الطرفان مفاوضات جدية للخروج من هذه الأزمة. وتفاهما في نيسان (ابريل) على الخطوط الكبرى لخفض عدد اجهزة الطرد المركزي او مخزون اليورانيوم المخصب لدى طهران. ومنذ ذلك الحين واصل خبراء من الجانبين محادثات لتحديد الأطر العملية للاتفاق النهائي الذي كان مقرراً اصلاً التوصل اليه في مهلة اقصاها 30 حزيران (يونيو) لكن المهلة مددت ثلاث مرات. وتتعثر المفاوضات حتى الآن برفع القيود عن الأسلحة كما تطالب طهران بدعم من موسكو. لكن الغربيين يعتبرون ان هذا المطلب حساس بسبب ضلوع ايران في نزاعات عدة بخاصة في سورية والعراق واليمن.

وهناك نقطة خلاف اخرى تتعلق بوتيرة رفع العقوبات. ففيما يرغب الإيرانيون في رفعها على الفور دفعة واحدة يريد الغربيون ان يكون رفعها تدريجياً مع امكانية العودة اليها في حال انتهاك الاتفاق. وتطالب مجموعة 5+1 ايضاً بأن يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول مواقع عسكرية «ان اقتضت الضرورة» وهو ما يرفضه بعض المسؤولين العسكريين الإيرانيين. وأخيراً يختلف الجانبان على مدة البنود المفروضة على ايران وتصاعدت حدة النبرة يوم الخميس مع اتهام كل جانب للآخر بعدم اتخاذ القرارات اللازمة. وبدا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي اكثر تشدداً يوم السبت، اذ دعا في كلمة له امام طلاب في طهران الى الاستمرار في التصدي للولايات المتحدة التي اعتبر انها «افضل مثل على الغطرسة». ورأى المحلل كيلسي دافنبورت، المتخصص في هذا الملف، ان «الوقت ليس للمزايدة والمواقف المتصلبة. هذه لحظة تاريخية، ويمكن ان تكون هناك عواقب وخيمة اذا فوّت المفاوضون الفرصة لإبرام اتفاق جيد».

إيران والغرب على أعتاب اتفاق تاريخي لكن قضايا صعبة عالقة
عواصم – وكالات: 13 تموز/15

دخلت المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى في فيينا, أمس, مرحلتها الأخيرة لكن لا يزال يتعين على الطرفين تجاوز آخر نقاط الخلاف التي لا تزال عالقة من اجل التوصل الى اتفاق تاريخي يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني. وبعد الحركة الديبلوماسية المكثفة قبل انتهاء المهلة المحددة لابرام اتفاق اليوم, ظهرت أجواء تفاؤل بامكانية تحقيق اختراق في المفاوضات. وفي هذا الإطار, أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس, أمس, عن اعتقاده أن المفاوضات الدولية بشأن برنامج إيران النووي دخلت “مرحلتها الأخيرة”.

وقال فابيوس عند عودته إلى فيينا في اليوم السادس عشر من المفاوضات, “آمل أن نكون دخلنا المرحلة الأخيرة من هذه المفاوضات الماراثونية, أعتقد ذلك”. من جهتها, كتبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على حسابها بموقع “تويتر” للتواصل الإجتماعي, إن المفاوضات وصلت الى “الساعات الحاسمة”. ورغم أجواء التفاؤل في فيينا, بدد مسؤولون أميركيون وإيرانيون الآمال بأن الإتفاق بات وشيكا. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية “لم نصدر أبدا تكهنات بشأن توقيت أي شيء خلال هذه المفاوضات ولن نقوم بذلك الان بالتاكيد, وخصوصاً حين لا تزال هناك مسائل أساسية عالقة”. وفي وقت سابق, قال وزير الخارجية الاميركية جون كيري “نقترب من قرارات فعلية”, وعبر مرتين عن “تفاؤله” برغم “بعض النقاط التي لا تزال عالقة”.

كما كتب الديبلوماسي الإيراني علي رضا ميريوسفي الموجود في فيينا على موقع “تويتر”, أن “الاتفاق في متناول اليد, إنه يتطلب فقط ارادة سياسية في هذه المرحلة”, مضيفاً إنه “مستحيل لوجستيا” التوصل الى اتفاق (مساء أمس) كون مشروع الاتفاق يتألف من نحو مئة صفحة.

من جهته, أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن لا تمديد في المفاوضات, فيما رأى الرئيس حسن روحاني أنه “لا تزال هناك اجراءات أخرى يتعين اتخاذها في مفاوضات فيينا”. في سياق متصل, كشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي, أن بلاده قبلت ببعض القيود من دون أن تؤثر على سير برنامجها النووي السلمي. وأعلن صالحي في تصريحات لقناة “الميادين” الفضائية عن انتهاء المفاوضات التقنية بشأن برنامج إيران النووي المثير للجدل, مضيفاً إنه “تتم حالياً مراجعة النصوص للتأكد من مطابقتها المفاوضات الشفهية”, وكاشفا عن دخول بلاده نادي الدول المستفيدة من التكنولوجيا النووية تجارياً.

ولفت إلى أنه سيتم تشكيل فريق دولي بإدارة الصين لإعادة تصميم مفاعل “آراك”, وأن أي دولة راغبة يمكنها الانضمام إليه. وأضاف صالحي إن إيران قبلت ببعض القيود من دون أن تؤثر على سير برنامجها النووي السلمي, بل إنه سيتطور بشكل أسرع, مؤكداً أنه تم أخذ موضوعات محطات الطاقة وإنتاج الوقود بعين الاعتبار في الاتفاق. وأكد أنه “تم التوافق في المفاوضات على خطوات مهمة في مجال الاختبارات الإشعاعية”. إلى ذلك, انضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس, إلى مفاوضات فيينا, التي غادرها وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على أن يعود اليوم. وفي واشنطن, شكك زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ميتش مكونيل, في قدرة الرئيس باراك أوباما على نيل موافقة الكونغرس على أي اتفاقمع ايران. وقال مكونيل “أعتقد أنها ستكون, اذا ما تمت, عملية صعبة للغاية في الكونغرس”, مضيفاً “نعرف بالفعل أنه (الاتفاق) سيترك إيران دولة على أعتاب امتلاك قدرة نووية”. من جهته, أعرب العضو مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي روبرت منينديز, عن القلق من إمكانية التوصل لإتفاق, قائلاً إن “المفاوضات انتقلت من السعي لمنع ايران من امتلاك قدرات نووية إلى احتوائها”. وتهدف المفاوضات إلى الحد من أنشطة طهران النووية وضمان أنها لا تسعى لامتلاك سلاح ذري وهو ما تنفيه طهران على الدوام, مقابل رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية. ومنذ 15 يوما تسعى مجموعة “5+1″ (الولايات المتحدة, وروسيا, وفرنسا, والصين, وبريطانيا وألمانيا) إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع ايران يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.