علي الحسيني: عن جنرال موهوم وتظاهرة عشرينية//خالد موسى: عون دونكيشوت خاسر

276

عون “دونكيشوت” خاسر
خالد موسى/ موقع 14 آذار
يبدو أن قيادة التيار “الوطني الحر” برئاسة النائب ميشال عون تخطط الى أبعد من تحرك الخميس، إلا ان مسار الجلسة والتسوية التي حصلت أفشلت المخطط العوني ودفعت بإنهاء تحركهم بسرعة وفي وقت سريع لم يتجاوز الدقائق المعدودة على اصابع اليد.
تسوية أفشلت مخطط باسيل بالإنقضاض على صلاحيات رئيس الحكومة بحجة حماية صلاحيات رئيس الجمهورية. ويخرج باسيل في نهاية المطاف ليقول انه “وكيل رئيس الجمهورية” وأنه يحق له الدفاع عن حقوق الرئيس.
سعد: مطالب عون غير محقة وشخصية
يعتبر عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب انطوان سعد، في حديث خاص لموقع “14 آذار” أن “المطالب الذي نزل بها الجنرال عون الى الشارع على قاعدة أنا أو لا أحد وأصهرتي أولاً هي غير محقة وليست بحقوق للمسيحيين”، مشدداً على ان “هناك الكثير من أصحاب الكفاءة غير ميشال عون في البلد وغير أصهرته”. وأكد أن “حقوق المسيحيين لا تسترد بهذه الطريقة التي نزل بها الجنرال عون الى الشارع، فهو السبب الأول والاساس في تهجير المسيحيين من البلد بعد الإحتلال الإسرائيلي والإحتلال السوري الذي أخرجهم من الإدارات، وهو آخر من يحق له الحديث عن حقوق المسيحيين طالما أنه حتى الساعة يعطل إنتخاب رئيس جديد للجمهورية بالتعاون مع حلفائه”، مشيراً الى “أنني أحترم وأقدر وصول العميد شمال روكز الى قيادة الجيش، ولكن عمه أحرقه بهذه الطريقة، وكان يجب أن لا يقول أنه يسميه لهذا المنصب ويترك الآخرين أن يسموه”.
حروب خاسرة
ولفت الى انه “مع تعيين قائد جيش جديد ولكن في حال لم يتوصل مجلس الوزراء الى حل في هذا الشأن، فأيهما افضل؟ إبقاء هذا المنصب شاغراً او التمديد للجنرال جان قهوجي؟!”، مشدداً على أن “الجنرال عون منذ عام 1989 وهو يقوم بحروب خاسرة مثل دونكيشوت وهو يفكر ان هذه الحروب ستوصله الى ما يريد، ونحن قد اعتدنا عليه وبسبب حروبه الخاسرة فإنه أفقد المسيحيين أغلبية حقوقهم في الدولة والمؤسسات”. ورأى أن “الحل يكمن بانتخاب رئيس جديد للجمهورية ونزول عون وحلفائه الى المجلس لإنتخاب رئيس بدل اتهام الغير بالتعطيل”، معتبراً أنه “بات واضحاً أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان ليس وارداً في قاموس حزب الله اليوم قبل التوصل الى إتفاق في الشأن المشروع النووي الإيراني بين إيران ودول الخمس زائد واحد”.
الأمل بالمؤتمر التأسيسي
ولفت الى أن “حزب الله يأمل في الوصول الى مؤتمر تأسيسي لتغيير النظام في لبنان والإطاحة بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين التي أقرها اتفاق الطائف إبان الحرب الأهلية”، مشدداً على “أننا كمسيحيين نحن مع اتفاق الطائف الذي ارس أسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونحن مع المناصفة بين المسيحيين والمسلميين لأنها الضمانة الأساسية لإستمرار البلد”.
الهبر : مطالب الجنرال عون ليست محقة
من جهته، يعتبر عضو كتلة “الكتائب اللبنانية” النائب فادي الهبر، في حديث خاص لموقعنا، أن ” مطالب الجنرال عون ليست هي مطالب المسيحيين وإن لامس بعضها مطالب المسيحيين في حقوقهم ودورهم في إدارات الدولة”، مشدداً على ان “العودة الى الدولة والتوازن داخل النظام اللبناني تكون بالعودة الى اتفاق الطائف الذي أرسى قواعده الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي قال أن بعد هذا الإتفاق أوقفنا العد، وهذه الاساسيات هي التي يبنى عليها في المستقبل وهذه المناصفة هي أهم ما هو مطلوب منا تنفيذه اليوم”.
تطبيق غب الطلب
ورأى أن ” الجنرال عون يطبق الدستور غب الطلب، خصوصاً في الأسلوب والطريقة، وما نحن به اليوم من شغور في سدة الرئاسة، فاعله الرئيسي هو ميشال عون لأنه السبب في تغييب انتخاب رئيس جديد للجمهورية وإستمرار الشغور في سدة الرئاسة وإيصال المسيحيين إلى ما هم به اليوم”، معتبراً ان “الجنرال عون ينطبق عليه المثل القائل ضرب الوطن وبكى وسبق الوطن واشتكى، اي هو ما اوصلنا ما نحن به اليوم وهو اليوم الخاسر الاكبر من هذا الأمر ويشتكي بأن هناك انتقاصاً من صلاحيات رئيس الجمهورية ويدعي بأنه يدافع عنها”.
تكامل أدوار
ولفت الى ان ” ما نحن به اليوم هو لعب في الوقت الضائع تديره إيران بقيادة حزب الله، والبلد معتقل اليوم من حزب الله على جميع المستويات بإنتظار إتفاق إيران مع دول الخمس زائد واحد بشأن برنامجها النووي”، مشيراً الى ان “الفاجر في البلد يأكل مال التاجر، وهناك تكامل ادوار بين حزب الله والجنرال عون ، فالحزب متفلت على الحدود الشرقية ويستبيح كرامة الدول وسيادتها وكرامة اللبنانيين تماما كما يفعل الجنرال في الداخل حيث يتفلت بالشارع وفي مجلس الوزراء ويستبيح وينتهك كرامة اللبنانيين”.

عن “جنرال” موهوم وتظاهرة “عشرينية”
علي الحسيني/موقع 14 آذار/15
بعد سقوطه في العسكر ولاحقاً في السياسة، ها هو الجنرال ميشال عون يسقط في الشارع بلكمة من تحت الحزام سددها اليه جمهوره الذي خذله في مخطط كان يرمي إلى إدخال البلد في صراع مذهبي تحت شعار المطالبة بـ”حقوق المسيحيين”. تسعة جرحى للجيش اللبناني. هذا هو حصيلة يوم عون الماراتوني الذي بدأ بكلمة سر أطلقها الصهر الوزير جبران باسيل من خلال مشادة كلامية افتعلها مع الرئيس تمام سلام مع بدء جلسة مجلس الوزراء وليُكمل بعدها المُسلسل العوني الهزلي بحلقة مثيرة للشفقة لم يتخطى عدد الممثلين فيه اصابع اليدين او ربما أكثر يقليل إذا ما تم احتساب أطفال ظنّوا انهم في يوم نزهة الى وسط البلد. بشكل مُفاجئ تحرك ضمير عون المسيحي وايقظه من سبات الصفقات السياسية التي ما زال يعقدها على حساب المسيحيين ومصالحهم وهو الذي امتهن هذا الطريق بعد عودته من المنفى الباريسي بصفقة عقدها من فوق الطاولة وتحتها مع النظام السوري عن طريق حزب الله الذي ما زال يُسلّفه عون مواقف تغطي جرائمه في سوريا مقابل السكوت عن هدره لمال الدولة واغراقها في فراغ مؤسساتي تحت شعار “إمّا انا، أو لا رئيس”. حلمه بالكرسي أضناه وأشقاه، وانبت له العشب بين أسنانه. هو جنرال يهوى المواربة واللعب على التناقضات تماما كما حلفائه في الثامن من آذار على رأسهم “حزب الله”. يعشق أفلام “الكارتون” لدرجة ظن نفسه بأنه احد أبطالها. يُشاكس ويُعاند ويتلقى بعدها ضربات متعددة على راسه حتى يغيب عن وعيه، وما ان يستفيق حتى يشكر نعمة بقائه حيّاً، ثم ما يلبث أن يعود مجددا إلى مغامراته والى تلقّى الضربات على الرأس من دون إعتبار لأي ضربة يُمكن ان تكون القاضية فلا تُعيده الى الصورة مُجددا. في السياسة لم يقتنع الجنرال بكلام شركائه في الوطن أرادوا نصحه ذات يوم بعدم الفائدة من محاولاته للجلوس على كرسي الرئاسة ولا بدعوتهم له للبحث عن مخرج للأزمة التي يتسبب هو بها. وأيضاً لم يقتنع بإستحالة مناداته بـ “الفخامة” بدل دولة رغم محاولة مضنية لإقناعه قامت بها إحدى “العرّافات” على مدى ثلاثة ساعات في منزله في الرابية قبل أن تُطرد من دون ان تتلقى “أتعابها”. بينما اختار ان يعيش في هذه المرحلة حالة من الوهم زرعها في رأسه “حزب الله” “الرئاسة لك”. بالأمس فشل الجنرال الموهوم في حشد مناصريه وهو الذي لطالما ادّعى تمثيله شارع بحاله، تماما كما فشل حلفائه في تجيير انصارهم لدعمه في شارع أسقط الإدعاءات وأظهر حقائق تقول، ان في لبنان شعب قرّر يقف خلف دولته وأمام جيشه لا خلفه في معركته ضد الإرهاب وضد مخططات بعض من هم في الداخل، وما الدماء التي سالت من عناصر الجيش خلال التظاهرة “العشرينية” سوى تأكيد إضافي بأن من هرب من القيادة بالأمس، هو نفسه الذي يُمعن في إضعاف وضرب المؤسسة العسكرية اليوم.