نتاق وهرار ونفاق وجنون المهووس عون وصهره باسيل العجيب ليوم أمس

311

عون : قاتلت لأحافظ على حريتكم وسيادتكم واستقلالكم أما أنتم فـ70 مليار دولار دين وضرب لأشرف العقود بين اللبنانيين
الثلاثاء 07 تموز 2015

وطنية – عقد “تكتل التغيير والإصلاح” اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في الرابية، وبعد اللقاء تحدث عون إلى الإعلاميين عن آخر المستجدات، وقال:”أريد أن أتطرق إلى موضوعين قبل الحديث عن موضوعنا الأساسي. أولا، الدس الإعلامي الذي يتناولنا يوميا، حيث إنتشر في وسائل الإعلام أمس أن غبطة البطريرك إتصل بي ونصحني بعدم اللجوء إلى التحركات في الشارع.. وهنا أريد أن أؤكد أن لا صحة لكل هذا الكلام، ومن المعيب أن تستعمل وسائل الإعلام هذا الأسلوب في نقل الأخبار غير الصحيحة.. ولكن أعلم أن أبناء التيار لا يصدقون الإشاعات، وينتظرون دائما المواقف الرسمية التي تصدر عنا. ثانيا، إنقطع إرسال قناة الـ”OTV” مساء أمس وصباح اليوم في عدة مناطق لبنانية، وهنا نشكر أجهزة التشويش التابعة لأجهزة رسمية، التي تقوم بواجبها حفاظا على حرية الإعلام، وغيرة على الديمقراطية. نريد أن نذكر اللبنانيين بنص الرسالة التي أرسلناها بتاريخ 10/7/2014 إلى ملوك ورؤساء الدول الضامنة لاتفاق الطائف، وحسن تنفيذه وأعني ملكي السعودية والمغرب والرئيس الجزائري، وقد تضمنت مناشدة لهم بوقف المسار الانحداري لتنفيذ اتفاق الطائف والذي قد يؤدي في حال استمراره إلى انهياره. (نص الرسالة في آخر كلمة العماد عون). سمعنا اليوم من يقول إن العماد عون خائف من الإنشقاق والإحراج الذي سيحصل في لبنان، لذا لن يذهب بعيدا في هذا الموضوع.. أقول لهم “أنا انشقيت.. وإذا إنشق العماد عون سينشق الوطن” لأنهم يعرفون ماذا يمثل العماد عون في هذا الوطن. أجزم لكم أن العماد عون سيذهب في هذا الموضوع حتى النهاية، لذا من يريد يمكنه أن يسمعنا، ولكن من يرفض ذلك، هو حر بقراره، إلا أننا لن نتراجع.

قالوا بالأمس إن العماد عون “إبن النظام ولن يخل به”.. أريد أن أصحح لمن قال هذا الكلام، إن العماد عون هو ابن الدولة وليس النظام، ونعني بالدولة أي الوطن والمؤسسات، أما النظام فهو إدارة المؤسسات وفقا للعقود بين الشعب اللبناني المتمثلة في الدستور والقوانين. إن ما يحصل اليوم هو مس مباشر بالدولة، فلا تنفيذ للدستور ولا إحترام للقوانين، لذلك لست “إبن النظام” وقد حاولت مرارا إيجاد النظام ولم أفلح وإن نجح أحدكم بإيجاده، فليطلعنا عليه.. عندما تتم الإطاحة بالدستور، لا يعد هناك من مكان للنظام أو للمؤسسات. نحن اليوم نقف أمام أزمة نعرف أين بدأت، ولكنها لن تنتهي في نفس المكان. إن المادة 62 من الدستور اللبناني نصت على “إناطة صلاحيات رئيس الجمهورية لمجلس الوزراء وكالة عند خلو سدة الرئاسة” .. لقد أعطيت هذه الصلاحية اليوم إلى كل الوزراء، حيث تم الإتفاق أيضا على آلية تنفيذها.. ولكننا نلاحظ اليوم ان رئيس الحكومة يقوم بصلاحياته وصلاحيات رئيس الجمهورية معا.. هذا الأمر مرفوض تماما.. بالإضافة إلى ذلك، في البدء كانوا يحترمون الدستور بالتفاهم على الآلية، أما اليوم فانتهى التفاهم وانتهت الآلية معه. لن نقبل ولن نسمح، فهذا حق ثابت نريده وليس طلبا قابلا للنقاش. كما ونريد إقرار قانون إنتخاب يؤمن المناصفة والتمثيل الصحيح، لأنه الوحيد القادر على حل مشكلة النظام، ولن نقبل بغير ذلك. وبعد إقرار قانون الإنتخاب، نتجه إلى إنتخابات نيابية، لأن الأكثرية الحالية غير شرعية، ولا يحق لها أن تنتخب رئيسا للجمهورية، فمجلس النواب بالكامل غير شرعي، بمن فيهم أنا. فلا يجوز لمجلس النواب المنتخب عام 2009 والذي مرت عليه كل الأزمات الدولية أن يستمر وهو فاقد للشرعية.

لقد غيرت الأزمة آراء كثيرة في هذا الوطن، سيما الأزمات التي شهدتها سوريا، والدول العربية المحيطة بنا، مما أدى إلى ظهور الدواعش والنصرة.. فالنتائج التي أصابت الدول العربية من الخليج إلى المحيط غيرت كل الآراء والمواقف.. لذا على الأقل يجب إستفتاء الشعب اللبناني لنسأله عن طلباته. إذا من غير المقبول بقاء هذه الأكثرية النيابية وتقوم بانتخاب رئيس للجمهورية. أولا نريد قانونا للانتخاب، لإجراء إنتخابات نيابية، وبعدها يصبح للنواب الحق في إختيار رئيس للجمهورية، يجب إحترام التسلسل الزمني في إنتاج السلطة.. من أعطاهم الحق بالذهاب مباشرة إلى إنتخاب رئيس للجمهورية قبل المرور في الإنتخابات النيابية، يريدون تنفيذ هذه الحيل كي يتمكنوا من السيطرة على عملية إنتخاب الرئيس.. الإستحقاق الزمني هو الأساس، وهو نقطة دستورية مهمة. هناك عدة أمور أخرى يجب الحديث عنها، ومنها تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، والمساواة في الضرائب والرسوم، والدفع مقابل ثمن الخدمات.. فلا يوجد إلا القليل من الأشخاص الذين يدفعون. تساهم مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان في دفع 600 مليون دولار مقابل سد جنة وسد بسري، أما الأزمة المالية كبيرة جدا في الكثير من الأماكن، ومنهم من يسرق المياه والكهرباء وغيرها.. لا يمكننا أن نسامح دائما هؤلاء الأشخاص، فلم نتمكن هذه السنة من تأمين الزفت لشارع في كسروان والمتن.. أين ذهبت الموازنة وأين صرفت؟ لقد صرفت جميعها في جهة واحدة، ودفع الضرائب ما كان يتم إلا في مناطقنا. أريد أن أتوجه الآن إلى اللبنانيين، فأقول إني طلبت منكم أن تتحضروا للمساهمة بهذه المعركة التي هي عبارة عن معركة مصير. ولا تظنوا أن القضية سهلة أو عابرة. أذكر أنه في ليلة عيد الاستقلال في 21 تشرين الثاني من العام 2004، وجهت دعوة لكل السياسيين اللبنانيين معارضين وموالين للاجتماع خارج لبنان، حتى نحضر للخروج السوري بطريقة مشرفة، حيث طلبت منهم بألا يكابروا أو يرفضوا لأنه يترتب على الرفض مسؤوليات كبيرة نتيجة أحداث سابقة. وبالطبع فقد رفض واعتذر الجميع وكان ما كان.

ثم أرسلت كتابا للرئيس السوري عارضا عليه إرسال موفد ليشارك في المؤتمر لبحث كيفية تنفيذ القرار 1559، ومعالجة هواجس ما بعد الإنسحاب بما يتلاءم ومصلحة سوريا ولبنان. يومها تجاهل دعوتي الجميع وحصل ما حصل، ودفع البعض اثمانا غالية، ونجد اليوم أشخاصا نسوا أو تناسوا هناك اننا نحن الأساس في إعادة السيادة إلى لبنان… من هنا نقول إننا لن نتواضع بعد اليوم”. اضاف:”من الممكن ان تكون بعض الأحداث قد سرعت الخروج السوري من لبنان، ولكننا كنا قد دعونا الجميع بمن فيهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان أول من دعي لهذا الإجتماع، بينما آخرون قالوا بأننا لا نستطيع أن نعيد السوريين إلى ضهر البيدر، فكيف سنعيدهم إلى سوريا، مضيفين أننا نحلم ونقوم بدعاية او بروبغاندا لأنفسنا. إذا، هذا كان الفصل الأول. أما الفصل الثاني، فكان عندما قررت أن أعود إلى لبنان، غير أن وفدا من تيار المستقبل ذهب مع 10 نواب من تجمع 14 آذار الحالي ودعوني إلى الفندق الذي كانوا ينزلون فيه في فرنسا، فتناولنا الفطور سويا وودعنا بعضنا البعض. وقد توجه البعض منهم بعد ذلك إلى وزارة الخارجية الفرنسية للمطالبة بتأخير عودتي إلى ما بعد الانتخابات النيابية، وقد وصلتني آنذاك رسائل رسمية تدعوني للحذر لأن الوضع الأمني غير مؤات لي، وطلبت مني أن أتأخر بالرحلة كي تهدأ الحالة، فشكرتهم، وقلت لهم بيروت تستحق معركة، وهذه المعركة لن تكون أصعب من معارك سوق الغرب.

ثم جئت إلى لبنان، فوجدت أنني أمام حائط اسمه الحلف الرباعي، حيث عزلونا في الانتخابات، إلا أننا خرقنا الحائط. وعند تأليف الحكومة، كان هناك 72% من المسيحيين غير ممثلين في الحكم حتى بوزير واحد. لماذا؟! لأنهم يريدون أن يقطعوا أجنحتنا ولا يريدون إعطاءنا ما يحق لنا نسبيا من الحكومة. بعدها استقال وزراء الشيعة، واستمروا في الحكومة على الرغم من فقدانها ميثاقيتها إثر الغياب المسيحي – الشيعي الكامل منها. وفي العام 2007، عندما وصلنا إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، توافد الجميع إلى لبنان، وكان السفير الأميركي أولهم، فقمنا بمفاوضات مطولة ونصحني بالابتعاد عن حزب الله فأضمن الرئاسة، بعدها قمت بمفاوضات مع الرئيس سعد الحريري في فرنسا، وقد أسمعني الحديث نفسه لكي أبتعد عن حزب الله. أجبت الجميع آنذاك إن الوحدة الوطنية أهم من رئاسة الجمهورية. لذلك من يقول اليوم إنني أفعل أي شيء لكي أحصل على رئاسة الجمهورية فهو مخطئ. وكذلك كان الأمر في العام 2007، حيث خرج فيلتمان في حديث تلفزيوني، وقال إن العماد عون غير بعيد عن الرئاسة في حال ابتعد عن حزب الله، ولكنني عدت وكررت على مسمع الجميع بأن الوحدة الوطنية أهم من رئاسة الجمهورية. من هنا نقول اليوم لكل هؤلاء الأقزام الذين يخرجون في الإعلام ويتطاولون علينا، “إننا لطالما وضعنا الهدف الوطني نصب أعيننا”.

وتابع:”في أيام الصدام مع السوريين، أتى رسول من دمشق ليخبرني بأن الخيار قد وقع علي لكي أكون رئيسا للجمهورية، (وهذا الكلام موثق في شهادات بعض من ظهروا في برنامج الرواية الكاملة) وكان جوابي حينها على شكل سؤال: إذا كنت أنا رئيسا للجمهورية، لمن ستكون الجمهورية؟ ووقعت المشكلة على أثر هذا السؤال وكان ما كان واندلعت حرب التحرير. أعيد التذكير بهذه الأمور لأؤكد أنه ما من مرة كانت رئاسة الجمهورية تعنينا أكثر من إعادة مؤسسات الدولة للعمل واكثر من محاربة الفساد. نحن لم “نشحد” السلطة يوما…

في العام 2007، تدخلت كل من فرنسا واسبانيا وروما وبعدها شخصيا الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي شخصيا، بالإضافة مع السفير الأميركي جيفري فيلتمان للضغط علي لكي أتنازل عن الرئاسة للعماد ميشال سليمان. ولم يفلحوا آنذاك بضغطهم.. بعدها انتقلنا إلى الدوحة وازدادت الضغوطات لتصلنا من الجامعة العربية بإيفاد 10 من وزراء الخارجية العرب ليضغطوا علينا مع حكومة قطر لكي نؤيد سليمان للرئاسة، وبقينا حينها 4 أيام هناك غير قادرين على تحصيل قانون انتخاب أو تأليف حكومة وحدة وطنية لكي يستقيم الوضع. وكثرت الإتهامات بأنني أريد رئاسة الجمهورية، ولذلك أنا أعرقل. فلتتصوروا إلى أي مدى وصلت إليه الحقارة، خصوصا أننا كنا نطلب أمورا محددة أمام الجميع.

واليوم يحصل الأمر نفسه معنا، حيث ثارت ثورة الإعلام علي وقال البعض إنني أريد أن آتي بصهري إلى قيادة الجيش. ولكنني أقول لكم، فلتحضروا سجلات الضباط الذين تعتقدون أنهم الأفضل للقيادة، ولتختاروا أحدهم. افتحوا السجلات واختاروا الأفضل. لا نطلب منهم أن يطرحوا 3 أسماء إنما 5، ليأتوا بهم ويطلعوا على سجلاتهم. ولكن قلة السفاهة وصلت حتى إلى صحف غير لبنانية، فكتبت بعضها أن العماد عون لا يريد فقط رئاسة الجمهورية لنفسه، إنما يريد أيضا أن يكون صهره قائدا للجيش. يقولون صهره ولا يقولون العميد شامل روكز، الذي يملأ باسمه لبنان والدول العربية. والآن أريد أن أذكرهم من هو ميشال عون: ميشال عون هو وحده من وقف بوجه السوريين عندما كانوا جميعا يزحفون إلى سوريا ليقدموا لهم ربطات عنق وأحذية إيطالية وما شابه ذلك. فمن هم هؤلاء؟! من هم هؤلاء الذين يقفون بوجهي؟!

من الممكن أن تكون “كثرة الواجب” تقلل من قيمة الشخص، فقد “وجبناهم” كثيرا فقلت قيمتنا. ولكن كلا. فأنا العماد ميشال عون، وقد قاتلت لكي أحافظ على سيادتكم واستقلالكم وحريتكم ودفعت مخاطر جمة و15 عاما إبعادا وليس نفيا أو لجوءا، وسفرات ورحلات الى الخارج، وأمضيت عامين أحاول مع أميركا لنحصل في النهاية على قرار يحرر لبنان.. أما أنتم، فمن تكونون؟ وماذا فعلتم؟ أنتم من امتصيتم مالنا وتعبنا، أنتم 70 مليار دين على لبنان. أنتم خرقتم العقود بين اللبنانيين والتي هي الأشرف. فما يجعلنا نتعايش مع بعضنا البعض هو العقد الأول الذي يسمى الدستور والعقد الثاني أي القوانين التي تحدد حقوق كل مواطن، التي يجب على أكبر شخص في الدولة أن يحترمها. اذهبوا وانظروا إلى قضائكم وأمنكم ومواقفكم الخجولة لكي تحموا حدود لبنان. أنتم غير قادرين على تحرير بلدة من يد الارهابيين، فكيف سنتكل عليكم لكي تدافعوا عن حدودنا وأمننا؟. لا تدافعون ولا تدعون أحدا يدافع هذا الأمر عار… عار علينا إذا قبلنا بهذا الأمر الواقع الآن ولو كان لديكم ذرة كرامة لكنتم قدمتم استقالتكم ورحلتم إلى بيوتكم. ومن هنا نقول إن الأيام بيننا وبينكم.

ووزع العماد عون نص الرسالة للدول الضامنة لاتفاق الطائف وفيها:
خمسة وعشرون عاما إنقضت على وضع وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، وما زال لبنان يعاني من أزمة نظام تعذر معها إجراء انتخابات نيابية وانتخاب رئيس للجمهورية، بنتيجة الإنتقائية في تطبيق وثيقة الوفاق الوطني، التي تجسد البعض من مضمونها في تعديلات دستورية لم يطبق معظمها.. وما زال البعض الآخر، مما يعتبر من أبرز بنود الوثيقة لإعادة تكوين السلطة، مجرد حبر على ورق، فلا مناصفة تحققت بين المسيحيين والمسلمين، ولا شراكة بين مكونات المجتمع اللبناني، ولا قانون انتخاب يحترم بنود الوثقية، ولا لامركزية إدارية موسعة، ولا إنماء متوازنا بين المناطق اللبنانية كافة.. وباختصار لا تطبيق للبنود الأساسية في هذه الوثيقة.

نعود اليكم اليوم يا صاحب الجلالة، وكلنا امل بأنكم قادرون، بصفتكم الوريث الضامن باسم اللجنة العربية الثلاثية العليا، على إصلاح الخلل الذي نتج عن عدم تنفيذ مضمون الإتفاق في أغلبية بنوده.

صاحب الجلالة،من المؤسف أن يكون الذين تولوا الحكم منذ بداية التسعينات لم ينفذوا القسم الأكبر من بنود اتفاق الطائف الإصلاحية واكتفوا ببعضها، كنقل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء، وإقرار قوانين إنتخابية تخالف نصوص الإتفاق وروحه منتقصة من حق المسيحيين التمثيل الصحيح، حيث إنتخبت غالبية النواب المسيحييين من غير المسيحيين، مما إنعكس سلبا في مختلف قطاعات الدولة والعلاقات بين مكونات الشعب اللبناني، فضرب المشاركة والتوازن في مواقع الحكم وما نتج عنه من أزمات تأليف الحكومات والإنتخابات الرئاسية ليس سوى مظاهر لهذا الخلل.إن معظم السياسيين في لبنان يعرفون ويصرحون بأن إتفاق الطائف لم ينفذ، والآليات البرلمانية لم تعمل بإتجاه التنفيذ.

صاحب الجلالة،لقد بدأ الحديث بين السياسيين حول سقوط إتفاق الطائف، ووجوب التذكير بحلول أخرى، وبالرغم من تحفظاتي السابقة على هذا الإتفاق، أشعر بقلق شديد حول الموضوع، إذا ما تعممت هذه الفكرة وخرجت إلى العلن وعلت الأصوات المطالبة بإتفاق جديد، فالوضع لا يتحمل مثل هذه المتغيرات التي تثير الجدل وتسبب إنشقاقات في مجتمعنا من دون تأمين التوافق اللازم حولها..لهذه الأسباب، ننشادكم جلالة الملك بصفتكم الضامن لتنفيذ قرارات الطائف، أن تساعدونا على إحترام تنفيذها نصا وروحا عبر إستصدار قوانين إنتخابية تحترم إتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني..وتفضلوا يا صاحب الجلالة بقبول فائق الإحترام والتقدير..
العماد ميشال عون”.

باسيل في المؤتمر الأول للجمعية الطبية العالمية: النجاحات اللبنانية مستهدفة ونحن معرضون لأن نكون منتشرين
الثلاثاء 07 تموز 2015 /وطنية – شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في المؤتمر العلمي الأول للجمعية الطبية العالمية اللبنانية ILMA الذي عقد في “بيت الطبيب”، الى جانب نقيب الأطباء البروفيسور انطوان بستاني وفي حضور النائب فادي كرم، والدكتور عماد باسيل ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وعدد من الأطباء اللبنانيين المغتربين والمقيمين. وألقى باسيل كلمة قال فيها: “يسعدني ان التقي معكم اليوم، مع أطباء ناجحين وملتزمين بلبنانيتهم، إنها مبادرة ذاتية وفردية قمتم بها بدافع من لبنانيتهم ومحبتهم للبنان وشعورهم انهم يجب ان يلتقوا واختاروا مركز النقابة في لبنان لشخص النقيب الذي يعمل على المحافظة على السمعة الطيبة للجسم الطبي في ظل ما يتعرض له من هجمة كما يتعرض كل شي ناجح في لبنان لهجمة. والقطاع الطبي يتعرض لهجمة عنيفة اليوم، إنما ما نستطيع قوله الآن ان هؤلاء الأطباء أختاروا هذا المعلم الطبي كي يقولوا ان لبنانيتنا وإجتماعنا العالمي نركزه في وطننا وذلك تمسكا منا بالنجاح الطبي فيه. وهذا التكامل ما بين اللبنانيين المغتربين والمنتشرين هو أساس لبقاء وإستمرار لبنان. اعرف ان الجهد الذي قمنا به للملمة أطراف الاغتراب اللبناني وجمعه، من خلال زياراتنا التفقدية والمؤتمرين الذين عقدناهما، هو جهد متواضع، ولكن لمؤتمر الطاقة الاغترابية الذي عقد في بيروت في شهر آيار الماضي، تكملة وذلك من 5 الى 7 ايار 2016”.
واشار الى ان “الإمكانيات في المجال الطبي هائلة جدا وواسعة، ومن خلال الجولات التي قمت بها لمست النجاحات الطبية اللبنانية الكبيرة في دول الانتشار، منها أكبر مستشفى في اميركا اللاتينية في ساو باولو ثم في بوينس إيريس، و5600 طبيب في فرنسا، 10 الف طبيب في اميركا، و550 في بلجيكا وغيرهم ..إنما تشير هذه النجاحات الى ان اللبناني ليس بالصدفة استطاع تحقيقها إنما هذا الامر هو بتكوينه الإنساني، ان مهنة الطبابة تختزن الكثير من القيم الانسانية تدفعه الى هذه النجاحات والخدمة الانسانية المتطورة”.
أضاف: “من هنا علينا ان نسأل كيف يمكننا تثمير هذه النجاحات الطبية، فمثلا في افريقيا هناك حاجة لتطوير القطاع الطبي فيها، وفي مقابل النجاح الذي يحققه اللبناني المنتشر فيها في كل القطاعات لم يستثمر بعد في القطاع الطبي. ان اليوم هناك حاجة للنجاح اللبناني وللتبادل الطبي والعلمي والجامعي والأكاديمي. هناك حاجة أيضا اليوم من أن نمكن أنفسنا ونحافظ على المستوى الطبي في لبنان، لانه وكما قلنا نحن نتعرض لهجمة بشرية تغير معالم وطننا، وهي طبعا ستطال القطاع الطبي. وانا اعرف ما يفد إلينا من عدم كفاءات طبية نتيجة هذه الهجمة، لتأخذ مكان الطبيب اللبناني. ان الخوف ليس على الطبيب اللبناني الناجح الذي يستطيع الذهاب الى الخارج والنجاح هناك، إنما الخوف على لبنان لأنه حينها سينحدر فيه المستوى الطبي. ان هذا الامر يجب ان ندركه اولا من خلال مناعة الطبيب والمؤسسات الطبية التي يجب ان تحافظ عليه”.
وتابع: “من هنا اهمية ILMA التي تكمن في نقل التكنولوجيا والخبرات وتبادلها. انا اشجعكم وأشكركم واقول لكم ان الطريق ما زال طويلا أمامكم انتم اليوم 15 دولة، ونحن لم نستطع الوصول إلا الى 73 دولة في مؤتمر الطاقة الاغترابية، ولا يوجد بلد في العالم الا ووجد فيه طبيب لبناني ناجح. ان الأمثلة كثيرة في العالم، في كوبا مثلا يوجد اهم مركز للابحاث العلمية الطبية ومؤسسه لبناني. وفي كندا واميركا وغيرهم… وعلينا ان نجمع كل هذا النجاحات معا وبهذا تتضاعف نجاحاتكم وتفيدكم وتفيد بلدكم وتمكنه من المحافظة على صورته وسمعته الطيبة”. وإذ رأى باسيل ان “النجاحات اللبنانية هي المستهدفة”، قال: “نحن مستهدفون اليوم بتميزنا، لذلك نرى ان اللبناني الناجح مستهدف، وما يطالنا في لبنان هو نتيجة تميزنا اذ وجدنا في هذه البقعة من الارض وميزناها عن غيرها، وهذا التميز يواجه اليوم بأحادية تسعى الى إلغائه، وهذا هو الصراع بين التميز والأحادية بين الرجعية بفكر متخلف عنوانه التكفير، وبين فكر متطور يواكب الانسانية وعنوانه الحرية المطلقة للانسان. ونحن مستهدفون بهذه القيمة. اعرف ان اللبناني المستهدف في لبنان بإمكانه ان يذهب وينجح في الخارج، وانه أينما وجدنا تكون بقعة الحرية. واعرف المقولة التي تقول انه بإمكاننا العيش على صخرة ونكون احرارا او بإمكاننا اختيار اي بقعة في العالم ونمارس فيها حريتنا، إنما عندما نصبح مستهدفين بسبب تلك القيمة حينها سنكون ملاحقين أينما وجدنا لأننا نحمل هذه القيمة. وهذه اهمية الارض في لبنان انها اذا تركناها سنلاحق على اي ارض اخرى، واهميتها في لبنان انها تلازمت مع القيم المطلقة والحرية على رأسها، لذلك نحن مدعوون اليوم للتمسك اكثر بأرضنا لأننا سنلاحق أينما كنا ولأن هذه الارض منبع ثقافتنا وحضارتنا”.
واردف: “اليوم يعيش المنتشرون والمقيمون اللبنانيون المعاناة نفسها. بإمكان المنتشر اللبناني القول ان دولته لا تريده ولم تقم بالجهد اللازم كي تسترده عندما ترك وطنه. كما نفكر نحن اليوم في ظل هذا النظام اللبناني أننا مرفوضون بغض النظر عن رأينا فيه. تمد يدك الى وطنك كمنتشر ولا تعلم بالمقابل الى اي مدى يده ممدودة لك. ما قمنا به نحن اليوم اننا مددنا يدنا إليكم، ونعرف انه ليس لدينا العضل الكافي لسحبكم كلكم. نحن ندرك انه حين سنمد يدنا إليكم هناك من سيسعى الى كسرها، كي لا تصل إليكم، وهذا ما يترك لديكم شعورا انكم غير مرغوب فيكم من كل وطنكم. نحن نتحدث عنكم إنما الى اي مدى نحن نعمل لأجلكم؟ هذا هو السؤال الأساسي، مثل قانون إستعادة الجنسية لأنه حقكم، وغيره من الحوافز التي لا تعطيكم فقط حقوقكم إنما تعطي المنعة الكبيرة للبنان وتميزه وهذا الامر الذي لا يريدونه، لأنها مرفوضة في منطقة يرسم لها الذهاب في صراعات لا تنتهي وبأحاديات تتصارع مع بعضها البعض. وليس المطلوب النموذج المتعدد والقادر على الاندماج والعيش في كل المجتمعات”.
وتابع باسيل: “إننا نعرف اهميتكم ونعرف اننا لا نستطيع في معادلة تقوم على التعويض عن اللبنانيين في الداخل اللبناني بالاغتراب اللبناني، عندما سنخير بخيارات كهذه ما هو البديل المعروض علينا؟ ان يصبح لبنان بقعة ارض من دون اللبنانيين ويصبح ارضا للنزوح واللجوء ويصبح اللبنانيون الاصيلون لاجئين في كل دول العالم. لقد سبق وعشنا هذه المرحلة. انتم أبناء هذه الهجرة ونحن اليوم نسعى خلفكم لنرد لبنان الى اللبنانيين. نحن معرضون اليوم الى موجة جديدة من التهجير باسم العسكرة والسيف والسلاح وباسم السياسة، لأن مفعولهم علينا هو ذاته، لأن ارتباطنا هو بالحرية، ليس حرية الحياة فقط إنما حرية العيش بكرامة والدور والرسالة التي نحملها. من هنا أهمية الاغتراب لنا ولكم. لذلك، لبنان لا يمكنه الاستمرار من دون منتشريه لأنهم اساسه. نحن اليوم معرضون لأن نكون بعد مئة سنة منتشرين، ونخسر جنسيتنا ولا يعود لدينا الحق بأرضنا ووطننا. عندما نفكر بكم نفكر بأنفسنا وأولادنا. لذلك، لدينا هذا الشغف والاهتمام بكم، لأن التكامل بين الأجيال يجب المحافظة عليه كي نحافظ على وطننا، وبالتالي عندما نخسركم ونخسر أنفسنا نخسر لبنان وتخسر المنطقة القيمة المتميزة فيها. البعض يفكر انه سبب لترحيلنا، وبعضنا يفكر وللاسف انه بإمكانه مغادرة لبنان، انما نحن نرفض ذلك ونحن مصممون على البقاء لأن قيمتنا المطلقة مرتبطة بهذه الارض ومنها نشع الى العالم، وعندما نفقد المنبع نخسر الانتشار وميزتنا ولبنانيتنا”.
وختم: “نأمل ان نراكم في المؤتمر القادم في ايار 2016، انه التزام منا ومنكم وذلك بغض النظر عن السياسات، لا تدعو السياسة تدخل الى جسمكم الطبي الاغترابي، انما لا تتخلوا عن تميزكم واستمروا في مبادرتكم هذه بغض النظر عما تقوم به الوزارة او الدولة لكم، لأنكم انتم الدولة، انتم لبنان في العالم وأنتم العالم في لبنان، وهذه قيمة لا يمكن لأحد المس بها طالما انتم تحافظون عليها”.
بستاني
ثم ألقى بستاني كلمة عرض فيها لتاريخ الهجرة اللبنانية ونجاحات الأطباء اللبنانيين في بلاد الانتشار، وقال: “سنعمل جاهدين سويا كي يتوسع اللقاء بين جمعيات الاطباء اللبنانيين في بلاد الانتشار والعاملين في قطاع الصحة فيشمل جميع بلدان التواجد وما أكثرها، وان تنظم الامور وأن تمأسس حتى لا تبقى منوطة بأفراد أو بمناسبات تهب ّوتغيب تبعا لظروف وأوضاع ومتغيرات. ونتمنى أيضا أن يتم التواصل والتعاون وخاصة التنسيق بين كافة القطاعات الطبية والاقتصادية والصناعية والثقافية والاجتماعية والسياسية في رؤية واضحة بين المقيمين والمنتشرين. حينذاك يكون عملنا فعالا وجهودنا مثمرة فنحافظ فعلا لا قولا على ما أؤتمنا عليه، على لبنان، وذلك وفاء واحتراما لأجدادنا وأسلافنا وحبا بأولادنا وذريتنا”.
أضاف: “نعرف ان الفضل الاكبر لتلك الانطلاقة ما كان ليحصل بهذه السرعة وهذا التنظيم وتلك الفعالية لولا جهود وزير خارجية قلما شهد لبنان منذ استقلاله مثيلا في دينامية عمله وبعد نظره ومواظبته في متابعة الامور حتى خواتيمها (واجتماعنا اليوم مثال لذلك) وخصوصا في جرأته وإقدامه حين يكون الحق بجانبه او الخطر محدق بمواطنيه، وهذا ما نحن بأمس الحاجة اليه عند المسؤولين من سياسيين ورجال دين وتربويين وباقي القطاعات. فباسم الجميع، مقيمين ومنتشرين، أقول شكرا جبران باسيل”.
وسأل: “لكن هل يمكننا اختصار الحياة او الوطن او المصير بمهنة مهما علا شأنها وسمت مهمتها؟”. وقال: “ما يدفعني لتلك التساؤلات الوضع الشديد الخطورة والحالة المحرجة التي يمر بها لبنان والمنطقة وتقلق اللبنانيين وبالطبع تشغل بالكم. وفي هذا السياق تذكرت قول السيد المسيح في إنجيله المقدس: “ماذا ينفع الانسان إن خسر نفسه وربح العالم” لأطبقه على ما نمر به ونعيشه منذ فترة منتظرين الآتي الاعظم حسب ما بشرونا: “ماذا ينفع اللبناني إن ربح مهنة الطب أو أي قطاع آخر وخسر لبنان؟”.
وختم: “الوضع من الخطورة بمكان تحول فيه الى قضية وجودية تنتفي أو تصغر باقي القضايا أمامه. أغتنمها فرصة أثير تلك المقاربة مخافة أن تجدوا أنفسكم يوما، إذا ما تمت التنبؤات التي يعمل الغرب لها حسب ما فهمنا، امام غزوة جماعية من الاطباء اللبنانيين لا امكانية لكم لاحتوائهم ولا مجال لتركهم. حال شبيهة بالتي يعيشها لبنان اليوم بلاجئيه ومهجريه”.
وكان المؤتمر افتتح بالنشيد الوطني اللبناني وكلمة لعريفة الحفل الزميلة رولا معوض، بعدها كلمة ترحيبية للدكتور بول واكيم.
وكانت مداخلات لعدد من الأطباء، من اوستراليا وليد الأحمر، ومن البرازيل توفيق سليمان، ومن فرنسا جورج نصر، ومن كندا دونالد أده، ومن اميركا راي هاشم، ومن إيطاليا وليد سروجي، شددت على ان الجمعية اللبنانية العالمية ستكون على مستوى التحدي العلمي، وستسعى على العمل جاهدة للاستمرار بالمشاركة الفعالة في كل القضايا المتعلقة في مجال الطب مع كل النقابات الطبية والجامعات بهدف خدمة المواطن اللبناني”.
ثم جرى التوقيع على اتفاقية تأسيس الجمعية الطبية اللبنانية العالمية ILMA.