بادية فحص: خفايا حياة خامنئي (5): نجله مجتبى الأغنى والأقوى//محمد سعيد الحايك: حزب الله وصناعة التطرف

975

خفايا حياة خامنئي (5): نجله مجتبى …الأغنى والأقوى
بادية فحص/جنوبية/  الأحد، 5 يوليو 2015

مقتطف: في الحلقة الخامسة والأخيرة من الفيلم الوثائقي الإيراني “خفايا حياة خامنئي” للمخرج المنفي محسن مخملباف، والذي يتبع الجزء الرابع من الحلقة في كشف نفوذ أبناء المرشد وثرواتهم، يظهر السيّد مجتبى الابن الثاني حائزا على أكثرية تلك الامتيازات فهو الأغنى والأقوى بينهم.ثروة مجتبى: تبلغ ثروة مجتبی 3 مليارات دولار، أودع معظم المبالغ في بنوك المملكة المتحدة وسوريا وفنزويلا وعدد من الدول الافريقية، مقدار ثروته من الذهب والألماس يبلغ ثلاثمئة مليون دولار. مليار دولار من مجموع هذه الثروة حصل عليه من الضريبة الخاصة على مبيعات النفط، فهو يفرض دولارا واحد على كل برميل نفط صادر إلى الصين والهند، وما بين 5 إلى 15 دولار على مبيعات النفط الإيراني بشكل عام.

الأموال غير المنقولة:
وضع مجتبى يده على أراض واسعة ملك الدولة، في مدينة مشهد، محولا إياها إلى ملكيته الخاصة، وأهداه رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف هكتارات واسعة من أراضي الدولة في أعالي منطقة عباس آباد في العاصمة ومناطق أخرى، ويملك في مدينة مشهد أكبر مركز تسوق “مول” إضافة إلى أضخم مشروع سكني تجاري، وطائرة سفر خاصة وطائرة هليكوبتر للرحلات المستعجلة، ورتل من سيارات المرسيدس الحديثة الصنع، وأحصنة.مسعود:
الابن الثالث لخامنئي، درس الحقوق في جامعة طهران، كان متزوجا من سوسن خرازي ابنه آية الله خرازي لكنه طلقها بعد أحداث حزيران 2009 بسبب مواقف والدها السياسية المحرجة لبيت المرشد. مسؤول عن عدد من مؤسسات والده، ومدير موقعه الإلكتروني.ثروته: يملك مسعود في بنوك فرنسا والمملكة المتحدة ما يفوق 400 مليون دولار، وفي بنوك طهران مئة مليون دولار فقط.أعماله: يملك حصرية مبيعات شركة “رينو” الفرنسية في إيران، وكانت عصابة النظام قد أقفلت معارض الشركة في البلاد في عهد محمد خاتمي، ثم بعد تولي محمود أحمدي نجاد رئاسة الجمهورية، أرسل المرشد وفدا إلى باريس برئاسة نجله ميثم وعضويه شقيقه محمد، واستطاعوا اقناع الفرنسيين بالعودة إلى طهران، ثم وضعوا لاحقا يدهم على مبيعات الشركة العائدة.میثم:
أصغر الأبناء الذكور، متزوج من ابنة أحد أشهر تجار البازار، درس مادة الإلهيات في جامعة طهران، هو المسؤول التنفيذي في مؤسسات قيادة الثورة، وشريك شقيقه مسعود في شركة “رينو” بما أنه كان عراب الصفقة، ينقده شقيقه مبلغ 500 ألف تومان على كل عملية بيع سيارة.
ثروته: تتجاوز ثروة ميثم 200 مليون دولار بقليل، ويملك سيولة تناهز 10 مليون دولار لتجارات في السوق المحلية.بشری:
متزوجة من ابن رئيس مكتب خامنئي محمد كلبايكاني، تتمتع منذ صغرها بحماية خاصة واهتمام زائد من قبل والديها، كونها أول أنثى في العائلة، دللتها العائلة لدرجة أنها كانت حين تخرج إلى المدرسة تغلق الطرقات التي يسلكها موكبها، وينتشر الحرس عند باب المدرسة، ويقف اثنان منهم خلف باب الصف طوال مدة الحصة. ثروة بشرى تتجاوز بقليل رقم 100 مليون دولار، دون أي جهد أو عمل.هدی:
آخر حبة في العنقود، أصغر الأبناء والبنات، متزوجة من شخص من عائلة دينية معروفة، هي الأخرى مدللة كونها الصغرى، تهتم هدى بالأزياء والموضة والأكسسوارات ولديها في منزلها صالون تزيين نسائي، حفاظا على أمنها لأنها كثيرة التردد إلى هكذا أماكن. ثروتها تعادل ثروة شقيقتها، ودون جهد أو عمل مثل شقيقتها تماما.وفي ايران يشار أيضا الى أخوال أبناء خامنئي كأقارب يستفيدون من سلطة العائلة وعدد هؤلاء الأخوال ثلاثة، أشهرهم حسن، وهو متعهد أعمال تلفزيون إيران الرسمي، ومسؤول عمليات شراء الكاميرات والكهربائيات وماكينات المونتاج فيه. وهو الوكيل الحصري لشركة “سوني” اليابانية على كامل الأراضي الإيرانية. يتراوح مجموع مشتريات التلفزيون الإيراني من شركة “سوني” سنويا ما بين 50 إلى 60 مليون دولار، بينما يصل مبلغ مبيعات هذه الشركة في الجمهورية الإسلامية إلى 600 مليون دولار، يقتطع منها “الخال” نسبة 7 بالمئة. أما أصغر الأخوال فقد فرّ إلى السويد بسبب انتمائه لمنظمة “مجاهدي خلق” المحظورة.انتهى

حزب الله» … وصناعة التطرف
محمد سعيد الحايك/جنوبية/ الإثنين، 6 يوليو 2015

الاعتدال صفة جيدة إذا ما قُوبل باعتدال مماثل، لكن حين يصار إلى استغلال هذا الاعتدال بالطريقة التي حدثت وتحدث في لبنان، يصبح حينذاك “اعتلالاً” يستوجب إعادة النظر في كيفية التعاطي مع تطرف “حزب الله”.
في ظل بركان “التطرف” الذي يحرق المنطقة العربية برمتها، يتساءل كثيرون عما إذا كانت حمم هذا البركان ستطال لبنان، ومن البوابة السنّية تحديداً؟ إذ إنه وكما جرت العادة لا “متطرفين” ولا “إرهابيين” ولا سجناء “إسلاميين” ولا حتى ملتحين إلا في صفوف الطائفة السنّية.
في الحالة اللبنانية حصراً، ثمة خيط رفيع يفصل بين “التطرف” و”الاعتدال” الذي لم يجد زعماء الطائفة غيره سبيلاً لممارسة عملهم السياسي منذ نشأة الدولة قبل أكثر من سبعة عقود.
قد يبدو الربط بين النقيضين التطرف والاعتدال غير منطقي على الإطلاق، إلا أن التجربة على مدى الأعوام العشرة الماضية تحديداً، أثبتت أن “التطرف” وهو يعني اصطلاحاً القيام بأعمال وأفكار غير مبررة بهدف تغيير الوضع القائم، نَجم بشكل واضح عن “الاعتدال” المبالغ فيه.
فالشارع أي شارع بصرف النظر عن لونه وعرقه ودينه يحب القائد القوي والمنتصر دوماً، أو على أقل تقدير ذاك الذي يجيد الدخول في تسويات لا تُشعرُ المُناصرين والأتباع بأنهم مغبونون أو بأنهم في منزلة دون منزلة نظرائهم وأقرانهم في المجتمع والوطن نفسه. هذا الأمر يبدو أنه ضلّ طريقه إلى نفوس أبناء الطائفة السنّية على وقع تساهل وتفريط القيادة السياسية، وعلى رأسها تيار المستقبل ومن خلفه كل الأحزاب والحركات الأخرى “معارضة وموالاة” بحقوق ومكتسبات أساسية ما كان ينبغي المسّ بها.
في البداية، جاهر أبناء الطائفة أو السواد الأعظم منهم باتهام النظام السوري باغتيال زعيهم الاستثنائي رفيق الحريري، فكان أن خرج عليهم زعيم طائفة أخرى ليقول “شكراً سوريا … شكراً سوريا بشار الأسد”، وكأن به بطريقة أو بأخرى يقول شكراً لقاتل رفيق الحريري !
بعد المجاهرة بالوقوف إلى جانب النظام السوري من دون أدنى اعتبار لمقتضيات ما يُعرف بـ “العيش المشترك”، عطّل نفس الفريق عمل الحكومة بغية منع إقامة محكمة دولية تنشد تحقيق العدالة !
أشهر قليلة ومضى “حزب الله” في حرب مدمرة، لم يعرف أحدٌ لماذا بدأت وكيف توقفت. في نهاية المطاف خرج علينا أحدهم بعد 33 يوماً من القصف والقتل، ليعلن النصر “الإلهي” المذيّل بعبارة لو كنت أعلم! فكان أن تم توزيع شهادات بالوطنية للبعض وبالعمالة للبعض الآخر !

جاء فجر السابع من أيار 2008 ليستيقظ أهل بيروت “السنّة” على اجتياح مدينتهم، اجتياح ذكّرهم بالاجتياح الإسرائيلي تحت ذريعة حماية شبكة اتصالات “المقاومة”، فكان أن كوفئ المحتل باتفاق الدوحة، قبل أن يطل الرجل علينا مرة جديدة محتفلاً بيوم التحرير “المجيد”! في حزيران 2009 كرّست الانتخابات النيابية سعد الحريري زعيماً لـ “السنّة” ولأكبر كتلة نيابية مؤلفة من 35 عضواً، فمدّ الرجل يده إلى شركائه في الوطن، فجاء الجواب تعطيلاً لتشكيل الحكومة التي ترأسها “الشيخ”، قبل أن يُغلّف هذا التعطيل بتهديد يحذّر من مجرد التفكير باختيار رئيس للبرلمان غير نبيه بري ! في كانون الثاني من العام 2011 انقلب الحزب وحلفاؤه على اتفاق الدوحة وأطاحوا بزعيم السنّة، قبل أن يمنع بـ”قمصانه السود” إعادة تسمية الحريري رئيساً للوزراء مرة ثانية، ليأتي بعد أيام قليلة بنجيب ميقاتي رئيساً للحكومة، وكأن به يقول للسنّة “أنا أعيّن وأنا أُقيل ممثلكم ساعة … وكيف أشاء”.
وبين التعطيل والإقصاء أُجبر سعد الحريري على الهروب أو الهجرة القسرية، خوفاً من أن يلقّى مصيراً مشابهاً لمصير والده.

في منتصف العام 2013 استدرج “الحزب الإلهي” الشيخ أحمد الأسير إلى معركة خاسرة، وشرع بمعاونة الجيش اللبناني بقصف عبرا ومسجد بلال بن رباح بالمدفعية الثقيلة، قبل أن يعيد الكرة مرة أخرى مع عرسال، وبينهما احتلال مباشر لبلدة الطفيل واحتلال مقنّع لعشرات القرى الأخرى. أما الثورة السورية فتلك قصة تحتاج مجلدات ومجلدات، خمس سنوات مرت وحسن نصرالله يخرج علينا كل يوم بخطاب يتحدث عن ضرورة الوقوف صفاً واحداً بوجه “الإرهابيين” و”التكفيريين” السنّة، ويرسل شبابه “الشيعة” لقتل وذبح السوريين بمباركة أجهزة الدولة، فيما تُفتح السجون على مصراعيها لكل مناصر للثورة اليتيمة ! لا يمكن معرفة وقّع كل الأحداث السابقة على نفوس شريحة بعينها إلا من خلال طرح الأسئلة بطريقة معاكسة. فعلى سبيل المثال ماذا كان سيحصل لو أن أحد زعماء الشيعة أو المسيحيين أو الدروز قد اغتيل، وخرج قائد الطائفة السنّية ليوجّه الشكر لقاتله؟ ماذا لو أن هذه الطائفة حاولت منع محاكمة قتلة هذا الزعيم أو ذاك؟
من يجرؤ من الأحزاب اللبنانية بخلاف “حزب الله” على المضي قدماً في حرب مدمرة ساعة وكيفما يشاء، على أن يوزّع شهادات في الوطنية والخيانة! من ذا الذي يجرؤ على قتل عنصر واحد من عناصر “سرايا المقاومة” وليس استباحة مدينة أو حي أو شارع بكامله، وتمر الحادثة دون عقاب؟ لو أن السنّة على سبيل المثال فكروا وفي إطار اللعبة الديمقراطية بتغييب نبيه بري عن المشهد، والإتيان برئيس آخر للبرلمان، ترى ماذا كان سيحدث؟

ماذا كان سيحصل لو أن ميليشيات سنّية قامت بالتعاون مع الجيش اللبناني بقصف حسينية بهدف التخلص من رجل دين شيعي؟ ماذا لو أن السنّة دعموا السلطات البحرينية بالرجال والسلاح للقضاء على شيعة المملكة، كما يفعل الحزب مع بشار الأسد الذي يُبيد سنّة سوريا؟ ماذا كان سيحدث لو أن الطائفة السنّية شكرت معمر القذافي وأقامت له تمثالاً ورفعت له صوراً في كل زمان ومكان وكذلك فعل للرئيس العراقي السابق صدام حسين؟
الاعتدال صفة جيدة إذا ما قُوبل باعتدال مماثل، لكن حين يصار إلى استغلال هذا الاعتدال بالطريقة التي حدثت وتحدث في لبنان، يصبح حينذاك “اعتلالاً” يستوجب إعادة النظر في كيفية التعاطي مع تطرف “حزب الله”.