فايزة دياب: فيديو روميه: كيف تنقل النقاش إلى الملعب السني//علي وهبي: الشريط – الفتنة//نسرين مرعب: الشارع السني : بين تسلط حزب الله وميوعة تيار المستقبل

339

الشارع السني : بين تسلط حزب الله وميوعة تيار المستقبل
 نسرين مرعب/المدن/23 حزيران/15

إنّ حالة الإحباط التي يعانيها الشارع السني، الذي وجد نفسه فارغاً سياسياً ومحاصراً أمنياً ، ليصبح السني في لبنان معرضاً للتهميش والذل والمظلمة، وهذا الواقع السوداوي الذي حلّ بالطائفة والذي حوّلها لمكسر عصا، ترافق مع “كف اليد” عن كل سياسي يرفع الصوت لحمايتها، فمن خالد ضاهر الذي علّق المستقبل عضويته، لكبارة والمرعبي، وهما “إسمياً” في تيار المستقبل لا “فعلياً” يظهر الأداء السياسي الهش لهذا التيار والذي إنعكس سلباً على سنة لبنان. فخط الإعتدال الذي إتخذه نهجاً كل من الحريري وأتباعه، لا يعني أن نبالغ في المثل ونحكم بقوانين أفلاطونية، بل علينا ان نظل أرضاً وأن نحاكي مشاكل الشعب الذي يوماً ما صدق عبارة “زي ما هي”وللأسف إنتخبها ” زي ما هي”. إنّ الممارسة السياسية الخاطئة لتيار المستقبل، صبّت بشكل أو بآخر لمصلحة حزب الله، الذي إستغل الثغرات بين صفوف تيار الحريري، وعمل على تعزيزها مضعفاً بذلك إستراتيجيته السياسية، كما وأدى التخبط داخل التيار بين أسلوب المداهنة مع حزب التي يقودها وزير الداخلية وبين أسلوب التصدي وإثبات الذات الذي يقوده وزير العدل ، هذا “الإنفصام” إضافة ممارسات المشنوق الحازمة في الشمال والمتراخية في الضاحية أدت إلى فقدان الثقة ليس فقط بالحريري ، بل بكل القوى الأمنية وأجهزة الدلوة. ولعل أوضح مثال على ذلك ، ردة الفعل الشعبية في حمل أعلام النصرة وداعش في إعتصام ساحة النور الأخير المندد بالفيديوهات المسربة لعمليات التعذيب الوحشية التي طالت موقوفين بعضهم من طرابلس وعكار… اليوم، طرابلس ليست تحت لواء المستقبل، لا سياسياً ولا جماهيرياً ، وخط التيار “المغيب” بات عبئاً على أهل الشمال الذين ملّوا حالة الذل والغبن وتداعياتها، كما، فاض كيلهم من قيود القوى الأمنية التي لا تستهدف إلا أبنائهم وبدعم مستقبلي … فهل يصحو الحريري من غيبوبته السياسية؟  أم سيظل، بسكرة “الحوار الميت” مع الحزب ، حتى إنتهاء صلاحيته الشعبية – السنية؟! على تيار المستقبل العودة لمدرسة الشهيد رفيق الحريري، وإتخاذ موقفاً واضحاً يعيد للسني كرامته ويحمي حقوقه في ظل دولة ، وتحت قوانين تحميه لا تتحامل عليه!

الشريط – الفتنة
علي وهبي/لبنان الجديد/23 حزيران/15

إنّ أحداً لا يستطيع إلا أن يستنكر المشاهد الوحشية التي تضمنتها الأشرطة المسربة عن تعذيب وإهانة السجناء في سجن رومية ، ولا حاجة للتأكيد على أنّ مثل هذه الممارسات مرفوضة جملة وتفصيلاً  ، وهي موضع شجب وإدانة بأقسى عبارات الإستنكار ، ولا بد من إنزال العقوبات اللازمة بحق العناصر الأمنية التي ارتكبت مثل هذه التجاوزات الغير إنسانية كي تكون عبرة لكل من يخرج عن حدود الوظيفة والمهمة الموكولة إليه. إلا أنّ الظروف ألتي أحاطت بهذه الأشرطة وتوقيت تسريبها وردات الفعل الغاضبة على هذه المشاهد الإستفزازية في عدة مناطق لبنانية ، من طرابلس إلى أماكن في بيروت الغربية إلى سعدنايل في البقاع وصولاً إلى مدينة صيدا حيث قام الأهالي بالتجمهر والاحتجاج وقطع الطرقات استنكاراً وشجباً . والشعارات التي رفعت منددة بوزير الداخلية نهاد المشنوق ، بدت وكأنّ هناك استهداف للطائفة السنية بعدما أوحت مشاهد الأشرطة على أن السجناء المستهدفين بالضرب والإهانة هم من المساجين الإسلاميين ، وكذلك للنيل من رموز الإعتدال في هذه الطائفة وللتيار الذي ينتمون إليه . وبالتالي التصويب على مؤسسة قوى الأمن الداخلي وخصوصاً شعبة المعلومات المتهمة أصلاً بأنّها محسوبة على التيار المستهدف ، وفي مكان ما بدا وكأنّ هناك محاولة لدق اسفين في العلاقة بين وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي ، وهما ينتميان إلى فريق سياسي واحد ويمثلان تيار المستقبل في الحكومة السلامية . وذهب البعض إلى حد تحميل وزير الداخلية تبعات ما يحصل داخل سجن رومية ومطالبته بالإستقالة بحجة الحرص على حياة العسكريين المختطفين لدى تنظيم داعش وجبهة النصرة وخوفاً من مغبة إقدام هذه الجماعات الإرهابية على أيّ عمل إنتقاماً لسجناء رومية ويستهدف هؤلاء العسكريين . كل هذا يفرض سؤالاً كبيراً حول من يقف وراء تسريب هذه الأشرطة المذلة؟ ولماذا إختيار هذا التوقيت وبعد مرور عدة أشهر على حصول الواقعة ونشر هذه المشاهد المؤذية؟ أيا تكن الإجابة إلا أنّه لا بد من الإشادة بالسرعة في التحرك من قبل المعنيين لتطويق ذيول وتداعيات مشاهد هذه الأشرطة – الفتنة ، بحيث  أظهرت التحقيقات التي قام بها النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود بأنّ عمليات تعذيب السجناء الثلاثة هي فردية وغير ممنهجة ولم تكن بناءً على طلب أحد. والمصادر القضائية قالت إن التحقيقات أظهرت ان اثنين من السجناء الذين تعرضوا للضرب لا علاقة لهما بالموقوفين الإسلاميين . ولا بد من الاشارة إلى أنّ جهود وزير الداخلية إستطاعت ملاقاة مساعي وزير العدل في إطفاء نيران الفتنة وقطع الطريق على المصطادين في الماء العكر ، وتفويت الفرصه على محاولات الإيقاع بين الوزيرين مع الدعم الكامل لهما من قبل رئيس الحكومة تمام سلام وعلى الجهود المبذولة لتجنيب البلد شرور أيّ فتنة مذهبية ، مع التأكيد على أنّ الجهة التي قامت بعملية تسريب الأشرطة الفتنة لا تقل وحشية ولا هدف لها غير إثارة الفتن داخل المجتمع اللبناني .

فيديو روميه: كيف تنقل النقاش من الملعب الشيعي إلى الملعب السني
فايزة دياب/جنوبية/الثلاثاء، 23 يونيو 2015

ROUMIEH, LEBANON: A Lebanese man arrives to pay a visit to a prisoner at Roumieh prison, northeast of Beirut, 07 April 2006. The detention centre, one of the biggest in the Middle East, holds 4,500 inmates but has a capacity of only 1,500. Lebanese writer Omar Nashabeh wrote a book about Roumieh prison, which took four years to be published, and is an attempt to reveal the inmate culture, their relations with guards and with colleagues. AFP PHOTO/RAMZI HAIDAR (Photo credit should read RAMZI HAIDAR/AFP/Getty Images)

ROUMIEH, LEBANON: A Lebanese man arrives to pay a visit to a prisoner at Roumieh prison, northeast of Beirut, 07 April 2006. The detention centre, one of the biggest in the Middle East, holds 4,500 inmates but has a capacity of only 1,500. Lebanese writer Omar Nashabeh wrote a book about Roumieh prison, which took four years to be published, and is an attempt to reveal the inmate culture, their relations with guards and with colleagues. AFP PHOTO/RAMZI HAIDAR (Photo credit should read RAMZI HAIDAR/AFP/Getty Images)

فيديو تعذيب مسجونين في سجن روميه بوصلة غيّرت مسار الرأي العام اللبناني وخصوصاً السني. فبعدما كان مترقبًا لهزيمة حزب الله وبشار الأسد في سوريا تحوّل اليوم إلى مناهض لتيار المستقبل وسياسته الداخلية أو تحوّل إلى مواطن لم يعد يرى في وطنه فسحة للحياة.

إشغل الشارع اللبناني في اليومين الماضيين بقضية الفيديوهين اللذين سرّبا من داخل سجن روميه، وهما تسجيلات تضمّنت مشاهد تعذيب وضرب مبرح لسجناء «اسلاميين». هذه المشاهد التي لم نعتد عليها في لبنان، أثارت غضب الشارع السني تحديداً على اعتبار أنّ السجناء ينتمون إلى الطائفة السنية، فانطلقت حملات لم تتوقف حتى اليوم، مطالبة باستقالة وزير الداخلية نهاد المشنوق ومحاكمة كل المتورطين بتعذيب السجناء ومن وراءهم.

هذه الحملات التي بدأت على مواقع التواصل الإجتماعي وانتقلت إلى الشارع في بيروت وطرابلس والبقاع وصيدا.. حوّلت الرأي العام اللبناني من مترقب ومتابع ومتأثر بقضايا خارجية، إلى محرّك ومطالب ومهتم بقضية داخلية.

تحوّل الرأي العام اللبناني من مترقب ومتابع ومتأثر بقضايا خارجية، إلى محرّك ومطالب ومهتم بقضية داخلية

بغض النظر عن هدف تسريب فيديو تعذيب سجناء روميه، ومن وراء التسريب وعن التوقيت خصوصاً أنّ هذه اللقطات صوّرت منذ حوالي الشهرين، إلاّ أنّ الأكيد أنّ هذه التسجيلات صنعت خللاً في الرأي العام اللبناني والسني تحديداً.هكذا إذا تحوّلت الأنظار بعدما كان هذا الشارع يوجه أنظاره إلى أحداث سوريا والمعارك فيها، ينتظر هزيمة حزب الله المنغمس في الحرب السورية، ويعدّ خسائره وانتصاراته أحياناً البشرية والميدانية. يراقب التصريحات الدولية والتحليلات المحلية التي تبشّر بسقوط نظام بشار الأسد. سقوطٌ سينسحب بطبيعة الحال على حزب الله، وبالتالي تغيير المعادلة أقليمياً ومحلياً لصالح طموحات هذا الرأي العام لبناء لبنان أفضل.أمّا بعد هذه التسجيلات، ومن يراقب حركة مواقع التواصل الإجتماعي والشارع يلاحظ أنّ الشارع السني انقسم بين من رفع الصوت ضدّ تيار المستقبل وحمّل المسؤولية للرئيس سعد الحريري، وطالب باستقالة نهاد المشنوق، وبين من تغنّى بالحكمة وينتظر محاسبة الفاعلين. أمّا التحوّل الأكثر خطراً هم من باتوا يرون أنّ لبنان لم يعد بلدهم لأنّه لم يحفظ كرامتهم ويعيشون على أمل “فيزا” تنقلهم بأقرب وقت لأي بلد آخر.

علّقوا بأنّ لبنان لم يعد بلدهم لأنّه لم يحفظ كرامتهم ويعيشون على أمل “فيزا” بأقرب وقت تنقلهم لأي بلد آخر

مصطفى فحص

في هذا السياق رأى الصحافي مصطفى فحص أنّ هذا التحول طبيعي، فقال لجنوبية: «بعدما كانت الأولوية سوريا وما يجري فيها من صراعات تنعكس بشكل مباشر على الوضع اللبناني، انتقلت الأنظار إلى الداخل اللبناني لأنّ طبيعة الحدث تفرض أن تتصدر اهتمام اللبنانيين، ويصبح الإهتمام بالشأن السوري ثانوي».

وتابع فحص: «هذا الرأي العام هو موجه سياسياً وأمنياً وإجتماعياً، وإضافة إلى الإحتقان المذهبي الذي يسيطر على عالمنا العربي، لذلك ردّة الفعل طبيعية لأن الحساسيات والعصبيات المذهبية في مثل هذه الحالات تتغلب على التفكير المنطقي والعقلاني».