خالد موسى: المقال لم يعد كافياً لمواجهة حزب الله بدأ التحرك//حميد غريافي: حزب الله يتجه للموافقة على نشر اليونيفيل على حدود سورية

225

“حزب الله” يتجه للموافقة على نشر “اليونيفيل” على حدود سورية
لندن- كتب حميد غريافي:السياسة/17 حزيران/15

بعد فشله الذريع في استقطاب مقاتلي “جبهة النصرة” و”الجيش السوري الحر” لدخول عرسال بعد انتشار الجيش حولها على نطاق واسع, بدأ “حزب الله” في نهاية الاسبوع الفائت توجيه دفة المعارك نحو البلدات المسيحية مثل القاع ورأس بعلبك, التي شهدت معارك وصفتها أبواق الحزب الايراني بأنها “عنيفة وطاحنة” زاعمة ان ميليشيات الحزب قتلت من المهاجمين السوريين العشرات وأصابت عددا من آلياتهم, فيما أكدت المعارضة السورية خسارة عصابات حسن نصرالله في مرتفعات البلدتين وتكبدها عدداً من القتلى والجرحى اضافة الى ثلاثة اسرى.

وأكدت أوساط أمنية لبنانية, أمس, أن فتح “حزب الله” جبهتين قتاليتين أخريين الى جانب جبهة عرسال السنية مع المناطق المسيحية, “هدفه إشغال الجيش اللبناني بجبهة حربية أوسع تزيل عن كاهل الحزب الخسائر التي يتكبدها في الارواح والعتاد, وتنزل عنه عبء عمليات التجنيد شبه الاجبارية التي لم تعد أبداً بنفس المستوى السابق من المتحمسين والمغشوشين والشيعة الشباب”, فيما تؤكد جماعات مقربة من “حركة أمل” الشيعية بقيادة نبيه بري “ان حسن نصرالله لم يعد بذلك الرفض القاطع لنقل قوات دولية من “اليونيفيل” الى جبهة الحرب على الحدود السورية شرق لبنان, بل قد يكون أوصل موافقته المبدئية على نشر نحو خمسة آلاف جندي دولي في مرتفعات عرسال وصولا الى حدود البقاع الغربي الجبلية جنوباً وحدود عكار شمالاً, ما سيزيل عن كاهله ضخامة المسؤولية لإنقاذ جماعاته وإخراجهم من أوحال سورية”.

وقالت الأوساط الامنية ل¯”السياسة” إن “قيادتي الجيش واستخباراته وقوى الأمن الداخلي تدرك جيداً ألاعيب “حزب الله” التي لم تعد تنطلي على أحد, وهي – حسب بعض قادتها – لن تهب لمد يد المساعدة لجرائم نصرالله في سورية خصوصاً في قرى وبلدات القلمون السورية التي طالما كانت صديقة للقرى اللبنانية وتتشارك معها بعض جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية في غياب نظامي البلدين عنها, وها هو “حزب الله” مع شبيحة الاسد يقتحمون هذه القرى ويقتلون شبابها ويدمرون منازلها ويحرقون محاصيلها”.

من جهتها, أعربت مصادر روحية مسيحية لبنانية عن قناعتها بأن هجمة نائب الأمين العام ل¯”حزب الله” نعيم قاسم “الشرسة والخارجة على الأخلاق السياسية والاعراف المتبعة في التخاطب بين الناس, قد لا يكون هدفها الوحيد سوى إشعال البلاد من الداخل, فيما الجيش يحاول إطفاء حرائق “حزب الله” على حدود لبنان الشرقية والجنوبية, وجر الاطراف السنية والمسيحية والدرزية إلى خوض حرب قبل أوانها تغطي فشل قاسم ومعلميه في الضاحية وطهران في ما يقومان به من اعتداءات وقتل وتخريب في سورية, حيث أكدت التنسيقيات المعارضة في حمص ان 74 من أصل 82 قتيلا وجريحا سقطوا لجبهة النصرة والجيش السوري الحر في القلمون منذ بداية الحرب فيها قبل نحو شهر, هم من السوريين الملتحقين بالثوار, وان الباقين هم لبنانيون بينهم دروز, وهذا ينفي كل مزاعم “حزب الله” الكاذبة عن وجود داعش هناك”.

وقالت المصادر الروحية ل¯”السياسة” إن “ثورة التجريح والحقد والتطرف المذهبي والديني التي أصابت لوثتها نعيم قاسم, إنما جاءت على خلفية إصابته بخسائر فادحة في معارك جرود عرسال ورأس بعلبك خلال الاسابيع الثلاثة الماضية التي حصدت نحو 40 من ميليشيات الحزب بينهم اربعة من القادة البارزين المحسوبين على قاسم الذي شارك شخصياً في تشييع اثنين منهم في الجنوب والبقاع”.

ميدانياً (وكالات), سيطر جيش النظلم السوري و”حزب الله”, أمس, على تلة رأس الكوش, وقرنة رأس الصعبة, في جرد الجراجير في القلمون. إلى ذلك, تحدثت معلومات صحافية غير مؤكدة عن مقتل امير القلمون في “داعش” ابو بلقيس البغدادي في وادي حميد شرق عرسال, في ظروف غامضة. كما أكدت معطيات ان المسؤول العسكري ابو بكر والمفتي الشرعي السابق ابو الوليد المقدسي اللذين اتيا من الرقة, قضيا أيضاً, فيما لا يزال حيا ابو موفق ابو السوس وهو من القصير, وهو المسؤول العسكري الذي قاد الهجوم ضد “حزب الله” في جرود رأس بعلبك.

المقال.. لم يعد كافياً لمواجهة “حزب الله”.. بدأ التحرك!
 خالد موسى/موقع 14 آذار/17 حزيران/15

تحت شعار “عملاً للوحدة ورفضاً للفتنة وللانشقاق المذهبي وخطاب التخوين والحفاظ على الهويّة الوطنيّة الجامعة بوجه الهويّات العابرة للحدود”، دعت مجموعة من الناشطين وصحافيين تحت اسم “لبنانيّون” بصفتهم الشخصيّة، إلى وقفة حرّة ومسؤولة لتحييد لبنان عن خط الزلازل في المنطقة وذلك عند الخامسة من بعد ظهر اليوم الاربعاء في ساحة رياض الصلح – وسط بيروت.

هذه الدعوة انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، هي تأتي ضمن التحركات الإعتراضية التي بدأت تخرج في لبنان في الآونة الاخيرة للتعبير عن حال القلق الذي يعيشه الشعب اللبناني بكل أطيافه وتلاوينه المذهبيّة والسياسيّة من جرّاء إنغماس “حزب الله” المتواصل في الحرب السوريّة والإنعكاسات السلبيّة التي نتجت من مشاركته هذه على لبنان واللبنانيين، بعدما عمل الى جر الإرهاب الى الداخل اللبناني.

الأمين : لا حل للتقوقع بمنطق الدولة
الصحافي علي الأمين، هو احد اعضاء اللجنة التحضيرية لمجموعة “لبنانيّون” التي تنوي التحرّك اليوم ضمن الإطار الفردي البعيد عن تنميق الأحزاب السياسيّة، ويعتبر في حديث خاص لموقع “14 آذار” أن “هذا التحرك يأتي في إطار قول كلمة لمجموعة من الناشطين في الشأن العام في وجه تمدد المخاطر التى نراها على مستوى الوضع السوري والتي تنعكس على البلد، سواء إنعكاسها بما نراه من تعطيل اساسي بمسألة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وما يجري على مستوى الحكومة اليوم، والخطر الذي نراه وكأن مؤسسات الدولة تتآكل على حساب ظواهر مرضية متمثلة في الحالة المذهبية التي تتقدم اليوم في السلوك وفي الأداء وفي السياسة على الهوية الوطنية”، مشيراً الى ان “طريقة التعاطي مع الأحداث السورية تزيد من خطر الإنقسام الداخلي وتزيد من مخاطر إنهيار الدولة وتلاشي الهوية الوطنية لحسابات الهويات الضيقة أو الهويات الدينية”.

العودة الى شروط الدولة
وشدد على “أننا كنشطاء وصحافيين نحاول أن نقول من خلال هذه الوقفة أن لا حل للتقوقع والهروب الى الأمام ولو عبر تجاوز الحدود وعبر خلق عناوين قد تبدو بلحظة ما مجال حماية وطمأنينة على طريقة الحديث عن الولاء المذهبي أو الهوية المذهبية التي تبرر تجاوز الحدود، فهذا المسار الذي نراه هو مدمر للجماعات اللبنانية الطائفية أو الطوائف اللبنانية ومدمر لفكرة المواطن والدولة، علماً أننا نريد أن نقول من خلال هذا التحرك أن لا خيار أمام اللبنانيين عموماً ولكل من خرج على قواعد وشروط الدولة، إلا في العودة الى الدولة وقواعدها الدستورية والقانونية، والإلتزام بمقتضيات الشراكة الوطنية”، لافتاً الى “أننا لا نريد من خلال هذا الكلام التحدي ولا المساجلة، ولكننا نطلق صرخة ونخاطب ضمير الجميع من دون إستثناء بأن المطلوب في هذه المرحلة وفي ظل المخاطر الوجودية على البلد، أن يكون هناك وقفة ضمير والعودة الى معايير وشورط المواطنة والدولة والمؤسسات الدستورية، لأنه بغير ذلك فإن الخطر لا يهدد فئة من اللبنانيين فحسب بل يهدد الجميع”.

وقفة ضمير
وأشار الى أن “السلوك السياسي ما بين الأحزاب اللبنانية لم يصل الى الذي يتعاطى مع المخاطر المحدقة بالبلد بما تقتضيه من وقفة على مستوى تأكيد وحدة البلد، وهذه الوحدة لا يمكن تأكيدها إلا من خلال الإلتزام بقواعد وشروط الدولة والدستور وبشروط الشراكة الوطنية”، مشدداً الى ان “هذه الدعوة موجهة لكل اللبنانيين الذين يشعرون بأنهم مثلنا لا ننتمي الى اي جهة سياسية أو حزبية، بل مواطنون لبنانيون عاديون خائفون على مصالح وطننا”.

بركات: المجزرة آتية لتأخذنا جميعاً
بدوره، يعتبر الصحافي محمد بركات، وهو أحد اعضاء اللجنة أيضاً، في حديث خاص لموقعنا، أن ” هذا التحرك ياتي ضمن سلسلة من التحركات نتيجة المجزرة الحاصلة في سوريا، في حق السوريين وجزء من الطائفة الشيعية، وهذه المجزرة مستمرة وفي أي وقت يمكننا التحرك”، مشيراً الى “أننا قررننا التحرك اليوم لأننا لم نعد مؤمنين بأن المقال يكفي والكتابة على مواقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك وتيتر” تكفي، وبرأينا ان لم نعلي الصوت أكثر فالمجزرة آتية لتأخذنا جميعاً”.

دفاعاً عن وجودنا
وشدد على أن “هذا التحرك هو للدفاع عن وجودنا كمعترضين في هذه البيئة، لأننا كما نرى من خلال البروباغندا الإعلامية وكلام إعلام “حزب الله” الذي يخون كل معترض داخل بيئتهم ويتهموه بالعمالة، وما حملة المقالات والكلام السياسي الأخير كأنه ينذر بموجة اغتيالات جديدة أو بموجة اعتداءات تحت أسماء وأشكال مبهمة ومتنوعة على كل من يعترض أو يرفع صوته”، مشيراً الى أن ” الحزب يلجأ الى هذا المسار لأنه أحس أن منطقه بدأ ينهار بالتزامن مع إنهياراتهم العسكرية ونظام الاسد في الداخل السوري، فنحن نريد أن نقول من خلال وقفتنا هذه أن هناك إمكانية لإستخدام العقل، وهناك إمكانية لحصول تراجع والعودة الى لبنان وإقامة مصالحة تاريخية مع الشعب السوري، قبل أن يصبح العمق الوحيد للبنانيين وللشيعة البقاع الغربي والشمال والجنوب تحديداً هو العدو الإسرائيلي في المقبل الثاني، لأن الجرح مع السوريين ومع اي نظام سوري جديد سيأتي سيكون كبير ولن يبقى أي منفذ لشيعة البقاع والجنوب سوى العدو الإسرائيلي”.

لينتبه الحزب الى اين هو ذاهب؟
ورأى أنه “قبل الوصول الى هذا المكان، نربد القول فلينتبهوا الى اين هم ذاهبون ونريد أن نسجل موقفاً تاريخياً أن هناك قلة قليلة من أبناء الجنوب والبقاع ليسوا مع الحرب في سوريا وتريد القول وترف صوتها من أجل أن تقول رأيها، وهي تريد أن تقول ان هذه الأقلية تدفع ثمنا كبيراً، ففي حال خسر حزب الله ستدفع الثمن معه وفي حال انتصر فستدفع الثمن أضعافً، فسيقوم بالهجوم علينا نتيجة فائض القوة لديه”، مشدداً على ان ” حزب الله عندما ينتصر، ينتصر وحده، وعندما يخسر يخسر لبنان بأكمله ويتدمر، وهذا ما حصل فعلاً إبان حرب تموز 2006 بعد وصفه أهالي الضاحية بأشرف الناس وأطهر الناس والصامدون، فيما الآخرون لم يصنفهم في صفوف هؤلاء بل في صفوف العملاء والخونة، فكل هذا المنطق مرفوض، فنحن لبنانيون بالدرجة الأولى والأخيرة وما يجمعنا هو الهوية الوطنية”.

دعوة لجميع اللبنانيين
ولفت الى أن “هذه الدعوة موجهة الى كل اللبنانيين من دون استثناء للمشاركة معنا اليوم، فنحن لا يهمنا العدد ولا يهمنا النوعية، بقدر ما تهمنا الرسالة التي سنوجهها من خلال هذا التحرك”، مشدداً على أننا نريد أن نقول لحزب الله وهو عائد من سوريا بعد ان أصبح اليوم في جرود عرسال في حين كان في السابق في جسر الشغور وفي درعا وإدلب، ألا يجلب الحرب معه إلينا، فكما دخل من دون أن يستشيرنا، فعليه ان لا يأتي بالحرب الى الداخل”.