لينا الخطيب: تحديات حزب الله في سورية//علي رباح: حين يستفيق حزب الله على إرهاب داعش

268

تحديات «حزب الله» في سورية
لينا الخطيب/الحياة/12 حزيران/15

يقف «حزب الله» اليوم على مفترق طرق. فهو من جهة، لا يزال أقوى حزب سياسي في لبنان. ومن جهة أخرى، كانت تكلفة ضلوعه في الصراع السوري لدعم نظام بشار الأسد باهظة من الناحيتين المادية والسياسية، إذ أدّت مشاركته العسكرية في سورية إلى خسارة دعمه الشعبي في العالم العربي، وانحسار حضوره السياسي من كونه بطلاً قومياً عربياً إلى مجرّد لاعب محلي في لبنان. وعلى رغم قوته مقارنةً بمنافسيه السياسيين في الداخل اللبناني، إلا أن مسار الصراع السوري يعني، في ظل غياب نصر واضح في الأفق لنظام الأسد واحتمال أن ينتهي الصراع من خلال حلّ وسط بين الأطراف الخارجية المؤثّرة، بمَا فيها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وإيران، أن «حزب الله» سيحافظ على وجوده مستقبلاً ولكن باستقلالية متقلّصة للغاية.

سلاح «حزب الله» هو الدافع الرئيسي وراء مشاركته في الصراع السوري. ذلك أن هذا السلاح الآتي من إيران يمرّ عبر سورية، وهي المكان الذي يخزّن فيه الحزب بعض تلك الأسلحة، فضلاً عن كونها المكان الذي يدرّب فيه قواته. وقد هدّدت الانتفاضة السورية بإسقاط نظام الأسد، الأمر الذي من شأنه، بالنسبة إلى «حزب الله»، أن ينطوي على خطر فقدان شريان الحياة المهم هذا. لذلك، طلبت إيران من «حزب الله» مساعدة نظام الأسد في محاولة لسحق المعارضة السورية. في البداية، ظنّ «حزب الله» وإيران أنهما سيتمكّنان من التغلّب بسهولة على المعارضة، على أساس تجربة إيران الخاصة في سحق «الحركة الخضراء» في عام 2009. غير أن تدخّل أطراف إقليمية لمساعدة المعارضة، فضلاً عن الجهات المانحة الخاصة الكثيرة التي موّلت إنشاء مجموعات جهادية مختلفة لمحاربة النظام، عنى أن الانتفاضة السورية تطوّرت إلى مواجهة عسكرية عنيفة جرّت إيران و «حزب الله» إلى أتون الصراع، حيث أثبت الأسد عجزه عن التصدّي لكل أولئك المعارضين بمفرده. وسرعان ما تصاعدت مشاركة «حزب الله»، من إرسال مستشارين عسكريين لمساعدة الجيش السوري، إلى نشر قوات النخبة وبأعداد كبيرة للقتال على الخطوط الأمامية.

شكّلت حسابات التقليل من قدرة المعارضة على التحمّل والتكيّف ضربة كبيرة لنظام الأسد، حيث لم يتمكّن الجيش السوري من الوقوف في وجه «الجيش السوري الحر»، فضلاً عن مئات الجماعات الجهادية التي تحارب ضده. تم دفع الأسد إلى الاعتماد على روسيا وإيران و «حزب الله» لدعم نظامه. وهذا حوّل الأسد من حليف استراتيجي للحزب ولإيران إلى زبون لهما، ما أعطى «حزب الله» اليد الطولى في علاقته مع سورية، ووفّر له قوة سياسية داخلية في لبنان.

في الماضي، لم يكن انتخاب أي رئيس في لبنان ممكناً من دون مباركة سورية. أما اليوم، فلا تزال البلاد من دون رئيس بسبب قرار «حزب الله»، وليس بسبب قرار الأسد. ومن ثم أصبح سلاح «حزب الله» مرة أخرى أداة سياسية. وفي حين تم استخدام السلاح في أيار (مايو) 2008 محلياً لفرض السياسة اللبنانية التي يريدها «حزب الله»، يجري استخدامه اليوم في الخارج، ولكن لتحقيق النتيجة نفسها. مع ذلك، كانت تكلفة هذا الصعود في قوة «حزب الله» السياسية مقابل الأسد، فضلاً عن منافسيه في لبنان، كبيرة. فحتى عام 2011، كان «حزب الله» يصف نفسه بأنه بطل المضطهدين في الكفاح ضد الظلم. لكن دعمه لنظام يذبح شعبه جماعياً أسفر في نهاية المطاف عن خسارته القبول الواسع الذي كان يحظى به في العالم العربي.

أثار تدخّل «حزب الله» في سورية أيضاً سلسلة من الهجمات المضادّة من جانب الجماعات الجهادية السنّية، التي نفّذت عدداً من التفجيرات في معاقل الحزب داخل لبنان عام 2013 وفي أوائل عام 2014. أضعفت الهجمات صورة «حزب الله» باعتباره حصناً منيعاً للدفاع والمقاومة، غير أن الأهم من ذلك أنها ساهمت في زيادة التوتّرات الطائفية في لبنان. لم يكن السبب في ذلك أن اللبنانيين السنّة تعاطفوا مع الجهاديين السنّة – سنّة لبنان معتدلون في معظمهم – بل لأنهم كانوا يعتبرون أن تورّط «حزب الله» في سورية هو السبب وراء امتداد الصراع السوري إلى لبنان.

حاول «حزب الله» استغلال الهجمات من طريق تصوير تدخّله في سورية على أنه يتعلق بحماية لبنان من خطر «الجهاديين التكفيريين». بيد أن خصوم الحزب وجدوا أن هذه الحجّة غير مقنعة، وبدأت الخلافات العلنية في شأن هذه المسألة بين الساسة ووسائل الإعلام المؤيدة والمناهضة لـ «حزب الله» تنذر بتأجيج التوتّرات الطائفية. ومع استمرار الهجمات الإرهابية، أصبح الساسة اللبنانيون من مختلف ألوان الطيف السياسي يشعرون بالقلق إزاء تدهور الاستقرار في البلاد. لذلك، شرعوا بالتشاور والتعاون مع «حزب الله» في شأن الوضع الأمني في محاولة لحماية لبنان من أنشطة الجهاديين، لأنهم شعروا بالقلق من أن استمرارها وتداعياتها الطائفية ستجر البلاد في نهاية المطاف إلى حرب أهلية جديدة. نجح هذا التعاون العملي في وقف الهجمات إلى حدّ كبير، لكنه لم يمهّد السبيل للحيلولة دون حصول المواجهة بين «حزب الله» وخصومه. تكبّد «حزب الله» أيضاً خسائر مادية كبيرة في سورية. وبسبب عدم قدرة النظام السوري على مواجهة التحدّيات العسكرية المختلفة، بات لزاماً على الحزب زيادة مستوى مشاركته، حيث أرسل المزيد من القوات للقتال في سورية، بمن فيها قوات النخبة وكذلك المقاتلون الشباب. «حزب الله» يعتبر استخدام المقاتلين الشباب في المعارك، في العادة، تطوراً إيجابياً، لأنه يمنح هؤلاء المقاتلين خبرة عسكرية قيّمة. ومع ذلك، فهذه الاستراتيجية لا تعمل بنجاح إلا عندما يكون التدخّل على نطاق محدود. لكن في سورية، تكبّد «حزب الله» خسائر في الأرواح تقدّر بالآلاف، ربعهم من قوات النخبة في الحزب (اعترف الحزب نفسه بخسارة بضع مئات من مقاتليه في سورية، ولكن على الأرض تقدّر التقارير الواردة من مصادر أخرى أن الرقم أكبر من ذلك بكثير. ولم يؤكد أي مسؤول وجود هذه الأرقام لأن «حزب الله» يحرص على عدم نشر معلومات حسّاسة عن جناحه العسكري).

وقد أدّى ذلك إلى اعتماد الحزب على المقاتلين الشباب بدافع الضرورة لا بدافع الاستراتيجية، وأضعف قدرته العسكرية. تسبّبت الخسائر التي تكبّدها «حزب الله» بدرجة من عدم الارتياح داخل الطائفة الشيعية في لبنان، التي دفعت ثمناً باهظاً خلال المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل عام 2006. على رغم ذلك، لن يؤدّي عدم الارتياح إلى ظهور معارضة علنية. فقد شكّلت استمالة مكونات هذه الطائفة وتخويفها جزءاً من استراتيجية «حزب الله» طيلة فترة وجوده، وتمكّن من إسكات مَن حاولوا تأسيس أحزاب سياسية أخرى داخل الطائفة الشيعية، ومن السيطرة على الحزب السياسي الشيعي الآخر الموجود في لبنان، «حركة أمل»، بحيث أصبح «حزب الله» الصوت الفعلي الوحيد للشيعة اللبنانيين. غير أن الحزب يشعر الآن بأنه محاصر نتيجة الصراع السوري، ولا يمكنه إنهاء تورّطه فيه من دون توجيه من المرشد الأعلى في إيران، لأنه وفقاً لنظام ولاية الفقيه الذي يشكّل «حزب الله» جزءاً منه، لا يمكن أحداً سوى الولي الفقيه أن يتخذ جميع قرارات المشاركة في الحرب. وطالما أن إيران ترى أهمية في دعم نظام الأسد عسكرياً، سيبقى «حزب الله» في الميدان في سورية. لا يستطيع «حزب الله» الانسحاب من سورية إلى أن يتم التوصّل إلى حلّ للصراع السوري يكون مقبولاً بالنسبة إلى إيران. ومن المرجّح أن يكون هذا الحلّ تسوية سياسية تباركها الأطراف الخارجية المؤثّرة (المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وروسيا) وتؤدّي إلى تشكيل نظام حكم جديد يحافظ على مصالح إيران. وبما أن سلاح «حزب الله» هو العمود الفقري لقوته السياسية، فإن إيران لن تقبل حلاً للنزاع السوري من شأنه أن يهدّد شريان الحياة هذا. وهذا يعني أن وضع «حزب الله» كأقوى لاعب سياسي في لبنان سيتعزّز. لكن في الوقت نفسه، وفيما يلوح الاتفاق في شأن البرنامج النووي الإيراني في الأفق، فإن قبول المجتمع الدولي المتوقّع لإيران في صفوفه سيكون على حساب خسارتها حرية التصرّف في منطقة الشرق الأوسط. وكلما زاد ارتباط إيران بالمجتمع الدولي، وجب أن تكون عرضة للمساءلة على تصرّفاتها الداخلية والخارجية. بالنسبة إلى «حزب الله»، هذا يعني فرض قيود جديدة على قدرته على العمل في الداخل وكذلك في الخارج. وهكذا، فإن مستقبل «حزب الله» بعد انتهاء الصراع السوري ينطوي على آفاق أكثر تواضعاً. فللمرة الأولى في تاريخه، سيضطرّ الحزب لأن يأخذ في الاعتبار تأثير سلوكه في موقف إيران الدولي، لأنه إذا كان سلاح «حزب الله» خطاً أحمر بالنسبة إلى إيران، فإن عافية إيران هي الأخرى خط أحمر بالنسبة إلى «حزب الله».
* كاتبة لبنانية ومديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت

حين يستفيق «حزب الله» على إرهاب «داعش»
علي رباح/المستقبل/12 حزيران/15

أعلن الأمين العام لـ»حزب الله« السيّد حسن نصرالله بدء المعركة مع تنظيم «داعش« على الحدود اللبنانية-السورية، بعد أيام قليلة على خطاب قال فيه إن المعركة القادمة ستكون مع «داعش» في «القلمون الشمالي». فما الذي سرّع هذا الاشتباك ؟ هل فعلاً بادر «داعش» الى مقاتلة «حزب الله« كما قال السيّد؟ ام أن الحزب استدرج داعش الى «فخّ الفجر» كما اعلنت منظومته الاعلامية؟ ام أن كلام نصرالله هو عبارة عن حرب دعائية صار بحاجة اليها بعد الشواهد الكثيرة المحرجة على ان «داعش« ليس من اولويات «حزب الله« في سوريا؟

على وقع انتصارات المعارضة المسلحة في الجنوب السوري، أطلّ نصرالله في مؤتمر «التجديد والجهاد»، ليتحدّث بشكل مقتضب عن انتصارات «رجال الله» في جبال القلمون وتطورات المعارك فيها. كلام السيّد تمحور حول 3 نقاط رئيسية: أولاها والأهم أن معركة الحزب مع «داعش« انطلقت، وثانيتها أن الحزب خسر مقاتلين في جولة المعارك مع التنظيم، والثالثة أن المعركة قد تطول، رافضاً مجدداً الالتزام بجدول زمني. في إعلانه «انطلاق المعركة مع داعش»، دخل نصرالله في تناقضات كثيرة مع منظومته الإعلامية. ففيما أعلنت احدى الصحف الموالية للحزب ان «رجال الله« استدرجوا «داعش» الى «فخّ الفجر»، أكد نصرالله أن «داعش« هو من بادر الى القتال، وبأن «تبدأ جماعة بقتال أفضل لنا من أن نبدأها «! هذه ليست أكبر التناقضات. فأحد كتّاب «حزب الله« ومن يعملون في مطبخه الاعلامي (إيليا ج. مغنيار- علي مغنية)، قال في ردّه على رئيس الاستخبارات الاسرائيلي «الموساد» أفريم هالفي، الذي اعتبر ان «حزب الله يساهم في أمن اسرائيل في كل يوم يصطدم فيه مع داعش»، قال:»هالفي بعيد عن الواقع لأن حزب الله لم يشتبك مع داعش ولا توجد خطوط تماس مباشرة معه، ما عدا بعض المجموعات في جرود عرسال«!

اذا كان فعلاً لا وجود لخطوط تماس مباشرة بين الحزب والتنظيم، واذا كان نصرالله قد اعلن منذ يومين فقط عن «بدء المواجهة مع داعش»، فمن هو اذن الذي قاتله نصرالله طوال سنتين في سوريا ؟ من قاتل نصرالله في القصير ودمشق والغوطة ودرعا وحلب ؟ سنتان ونصرالله يبيع المسيحيين والمسلمين كلاماً عن حمايتهم من «سيف داعش». لكن الميدان يقول بأن «داعش« والنظام حاربا على الجبهات نفسها طوال سنوات، وفي اي جبهة يكون وضع النظام فيها حرجاً، يظهر «داعش« فجأة ليهاجم الثوار. حتى ان «حزب الله« ومنذ اعلانه رسمياً دخول المعارك السورية، لم يخض حروباً الا بوجه «الجيش الحر» وتشكيلات المعارضة الاسلامية، غير المنضوية في متفرعات تنظيم «القاعدة». ولم تصدر اي معلومة تفيد أن «حزب الله» خاض المعارك مع «التكفيريين» لا في القصير ولا في ريف دمشق ولا في حلب. فكيف يمكن لـ»داعش« الذي استخدمه النظام السوري في حروبه على المعارضة ان يواجه حلفاء الاسد؟ وكيف يمكن لتنظيم ارهابي تسلّل الى مخيّم اليرموك والغوطة تحت أعين النظام وشبيحته دون ان يلقى اي مواجهة من هؤلاء، ان يشتبك مع حلفاء الاسد؟ وكيف يمكن لداعش «المحظوظ» الذي لم يحظ بحصة من البراميل المتفجرة بعد سيطرته على تدمر ان يشتبك مع حلفاء النظام؟ وكيف يمكن للتنظيم الذي فجّر سجن تدمر وطَمَسَ تاريخ الاسد الاجرامي ان يواجه حلفاء الاسد؟ ستتباهى الممانعة بأن هذا التنظيم الارهابي اشتبك مع النظام في موقعين فقط على كامل الاراضي السورية، الاول في مطار الطبقة في الرقة والثاني في حقل شاعر في حمص؟ صحيح، لا غبار على هذا الكلام. لكن «داعش« هَدَفَ في هاتين المعركتين للسيطرة على السلاح والنفط فقط. نفط «داعش« الذي يُباع للنظام ويُغرِق مناطق نفوذ الاسد بحاجياتها. فماذا طرأ على المشهد، حتى بات «حزب الله« بحاجة الى الاشتباك مع «داعش»؟

بحسب معلومات لـ»المستقبل»، فإن الاشتباك بدأ عندما استهدف «حزب الله« موقعاً لـ»داعش» في منطقة مقابلة لجرود القاع، ما استدعى رداً من هذا التنظيم الارهابي على مواقع للحزب في جرود بلدة القاع في الجهة السورية وفي جرود رأس بعلبك. وبحسب مصادر مراقبة، فإن حزب الله الذي يعاني تهمة عدم محاربة الجماعات «التكفيرية»، استدرج «داعش» الى معركة «موضعية»، لاستثمارها إعلامياً، وبخاصة ان معركة القلمون الغربي لم تنتهِ بعد لصالح «حزب الله« حتى ينتقل الى القلمون الشمالي لمحاربة «داعش»، بحسب استراتيجية نصرالله التي كشف عنها الاسبوع الماضي. وجد «حزب الله« نفسه مُلزماً بفتح معركة مع تنظيم إرهابي، تسلّل الى القلمون قبل شهور قليلة لمحاربة أعداء الاسد كما فعل في جبهات كثيرة على مساحة سوريا. وهذا ما بدا واضحاً مع اطلاق «حزب الله« معركة القلمون، حيث حاصر والتنظيم «جيش الفتح« في اكثر من جبهة. وتزامناً مع كل هذا، يتقدّم الجيش الحر جنوباً، ويسيطر، بالاضافة الى اللواء 52 ومطار الثعلة، على قريتين مسيحيتين (الدارة ورخم)، دون وقوع ضربة كف واحدة، ولم يتعرّض اي فرد من سكان القريتين لأي اهانات او ممارسات ارهابية، لطالما حذّر نصرالله السوريين منها! ألصق نصرالله تهمة الارهاب بكافة المعارضين. فالسوري «المعتدل» الذي لا ينتمي الى «داعش« او «النصرة« ولا يرفع رايات سوداء، هو عميل لإسرائيل، بنظر الحزب. ومن الشواهد على ذلك، محاربته لأهالي القصير وقتلهم وتهجيرهم قبل ان يعرف العالم بـ «داعش« و«النصرة«. أحرق مدناً بأكملها. عمل على تقوية الارهاب ليخوض تحت ستاره حرباً على المجتمع السوري وكافة فصائل المعارضة، وليصبح ومحوره البديل الطبيعي عن هذا الإرهاب، الذي اصبح لا بد من مواجهته، حتى لو كانت هذه مواجهة موضعية وإعلامية، علّه ينجح في التنصّل من حقيقة واحدة : تنظيم «داعش« يحقق مصالح ايران الاستراتيجية ويتقاطع معها في الحرب على الثوار والاعتدال !