الياس بجاني/البطريرك بشارة الراعي من خطيئة إلى أخرى//مع بيان القمة الروحية وعظة للراعي من دمشق

478

البطريرك بشارة الراعي من خطيئة إلى أخرى
الياس بجاني/08 حزيران/15

مهما قيل بقصد اللفلفة والتعمية وبذمية وتقية على وعن وحول زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى سوريا فلن يحجب الحقيقة وهي أنها زيارة لا تمت للروح المسيحية بشيء كون المسيحية لا يمكن أن تكون مع القتلة والمجرمين والكيماويين من أمثال المجرم بشار الأسد. إذاً الزيارة وباختصار إيماني مفيد هي برأينا المتواضع خطيئة مميتة ولا تخدم سوى المجرم ونظامه.

وفي سياق ما يقوم به هذا البطريرك يتبين أنه في السياسة غير سوي ويجهل ألف بائها وهو منذ يومه الأول كبطريرك وممارساته وتصرفاته ومواقفه وخطابه وتحالفاته كلها لا تمت للمارونية بصلة ولا علاقة لها لا بضمير ولا بوجدان الموارنة وبالتأكيد هي 100% مناقضة كلياً لثوابت الصرح البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان. هذا الرجل للأسف يفتقد إلى كل مقومات المسيحية الحقة التي في مقدمها نعمة المحبة، والإنجيل يعلمنا أن المحبة هي الله، والله متواضع ومحب وغفور.

البطريرك الراعي عملياً وواقعاً ملموساً وممارسات وخطاب لا يعرف المحبة ولا هو متواضعاً بالمرة ولا هو من الذين انعم الله عليهم بثقافة التسامح والغفران. من هنا فإن كل زياراته للخارج كما جولاته الاستعراضية في الداخل اللبناني كانت للتسوّيق لبشار الأسد ولحلف الأقليات وللإيرانيين ولجيشهم  الذي هوحزب الله.

هذا الرجل يعيش بعمق وبتأصل ثقافة المؤامرة وبالتالي لا يتقبل النقد وهو يتصرف بأملاك الكنيسة وكأنها ملكه الشخصي ويوزعها حصصاً على المحظين من الأقرباء ومنهم زوج ابنة شقيقته الغياط الذي أهداه قصر والقصة هذه هي على كل لسان.

نشير هنا إلى أن الأحزاب المارونية تحديداً تماشيه وتتملقه ولا تغضبه وتتغاضى عن كل أعماله الشاردة وهي مقتنعة بعكس ما تفعل وذلك كون رؤساء هذه الأحزاب جميعهم يحلمون بكرسي رئاسة الجمهورية ولا يريدون وضع البطريرك ضدهم. هذا المفهوم هو قمة في الأنانية والنرسيسية وعبادة تراب الأرض والجري وراء الأبواب الواسعة.

في المسيحية الحق مقدس كما الكلمة التي هي الله ومن هنا فإن من لا يقدس الكلمة ولا يشهد للحق فهو مغرب وغريب عن المسيحية وعن تعاليمها.

محزن جداً أن بعض الإعلاميين السياديين ولأسباب معيشية وعلى خلفية الارهاب يؤيدون زيارة بشارة الراعي إلى سوريا الخطيئة ويدافعون عنها بكذب ونفاق وتعد على الحق والحقيقة.

في الخلاصة وفي رأينا المتواضع ونحن موارنة أب عن جد فإن بشارة الراعي لا يمثل لا الوجدان ولا الضمير ولا التاريخ ولا الثوابت المارونية، ونقطة على السطر.

في أسفل مواضيع تتعلق بالقمة الروحية التي شارك فيها الراعي في سوريا

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com

 

 القمة الروحية في دمشق اختتمت بنداء المريمية: لإيجاد حلول سلمية للنزاعات والعمل الجدي على إعادة النازحين
الإثنين 08 حزيران 2015

وطنية – اختتمت القمة المسيحية المشرقية في دمشق والتي عقدت بدعوة من بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، بإصدار نداء المريمية الذي طالب فيه البطاركة المجتمع الدولي “بتحمل مسؤولياته في إيقاف الحروب”، والى “إيجاد حلول سلمية وسياسية للنزاعات القائمة والعمل الجدي على إعادة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم وممتلكاتهم وحماية حقوقهم كمواطنين”.

وشارك في القمة وهي الأولى التي تجري في سوريا واستضافتها الكنيسة المريمية في دمشق، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك انطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان.

كذلك، شارك فيها القاصد الرسولي في سوريا ماريو زناري ورؤساء الطوائف المسيحية في دمشق والوفود المرافقة.

إستهلت القمة بالصلاة، وافتتحت بكلمة البطريرك يوحنا العاشر جاء فيها: “أصحاب القداسة والغبطة، المسيح قام، حقا قام.

لعل الكلمة تعجز عن التعبير في كثير من المواقف فتختبئ وراء المشهد، وما أحلاه مشهدا وشاهدا لقاء الإخوة معا. وما أصدقها رسالة لشعبنا وللمشرق والعالم أجمع أن يجتمع بطاركة أنطاكية في هذا الظرف في سوريا وفي دمشق تحديدا. أردناه لقاء في دمشق لنطلق من هنا نداء المريمية. لنطلق في الوقت نفسه نداء سلام ورسالة مصارحة ووقفة تاريخ أمام ما يجري وما يتسارع من أحداث. أهلا وسهلا بكم أصحاب الغبطة والقداسة وأهلا بالإخوة ممثلي الطوائف المسيحية. أهلا بالجميع في دار مريم العذراء في دمشق، في المريمية. أهلا بكم إخوة أعزاء في رحاب أنطاكية الشاهدة للمسيح شهادة واحدة. نطل اليوم بمعية الإنسان المحارب بلقمة عيشه، والذي يدفع من حياته فواتير الإرهاب والتكفير والخطف الأعمى والحصار الخانق وفقدان الأحبة وتدمير أوابد العيش المشترك. نطل لنقول كفى دمارا ووأدا للبشرية وللحضارة البشرية في موطنها. نطل لنقول إن قدس أقداسنا هو الإنسان. وقلب المسيح وقلب المسيحية هو قلب الإنسان الذي تكتنفه ظلمة ومحن هذا العالم والذي ومن عتمة ظلمته يلمس رب النور”.

أضاف: “أخاطب من هنا ضمير العالم وكواليس ومنابر الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية والحكومات وأقول يكفينا هزا لسيادة الأوطان في مشرقنا. أخاطب البشرية بكرامة كنيسة أنطاكية المجروحة لخطف مطارنتها، مطارنة حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي وتهجير مسيحييها في أكثر من بقعة وتحميلهم الجزية، أخاطبها بأوابد التاريخ المشرقية، وأوابد التاريخ هذه ليست أوابد آثار فحسب بل هي أوابد وحاضر قيم. أخاطبها بأرواح شهداء سوريا الموجوعة باستهداف جيشها وناسها وأوابدها وبحرقة لبنان واللبنانيين الذين ينتظرون عسكرهم المخطوف ورئاستهم المعلقة وبالعراق المستنزف ومصر وليبيا واليمن الذين يئنون تحت نار الاضطرابات. أخاطبها بجراح فلسطين التي لم تندمل منذ أكثر من ستين عاما. أخاطبها لا بداعي الخوف مما يحدث بل بداعي الوجل أمام هذه اللا اكتراثية تجاه إنسان هذا المشرق من أي صنف كان. المسيحية وغيرها من أصوات الاعتدال، ومن الأقليات والأكثريات، تدفع ضريبة غالية من التهجير والإرهاب والتكفير. لكن ورغم ذلك، نحن واضعون نصب أعيننا، أننا أقوياء بالحق وبنور الرب وبقوة الإرادة الحق بالرسوخ بالأرض والدفاع عنها مهما عتا وجه الزمن. وقوة الإرادة هذه هي التي أوصلت لنا إيمان وأمانة أجدادنا منذ ألفي عام”.

وتابع: “نحن كمسيحيين أنطاكيين، حملنا الشهادة للمسيح في حياتنا وحملناها محبة لكل الناس. نحن مدعوون أن نكون دوما، كما كنا ونبقى، خميرا راسخا متجذرا في هذا الشرق. وخميرنا خمير محبة ولقيا مع الجار والأخ المسلم. خميرنا خمير أوطان يذوب فيها الدين كعامل فرقة ويسمو فيها لبنة محبة ومدماك تلاق على اختلاف الملل والمذاهب. خميرنا أيضا هو خمير الوحدة المسيحية التي ابتدأنا مشوارها من يوم سمعنا مقولة الرب: “ليكونوا واحدا كما نحن واحد” (يو17: 11) وما اجتماعنا الحاضر إلى دليل على عملنا الدؤوب من أجلها. نحن نؤمن أن الوحدة المسيحية هي خيار وجود وخصوصا لنا نحن مسيحيي الشرق الأوسط. نصلي ونعمل أن تجد هذه الوحدة كمالها. وهذا اللقاء ما هو إلا لبنة في مسيرة بدأت وستبقى. وخمير مسيرة الوحدة هذه هو المحبة المسيحية التي قال مار بولس عنها: “لن تسقط أبدا” (1 كور 13: 8).

ولأبنائنا في هذا الشرق، أسمح لنفسي باسمكم جميعا، أن أبعث سلام قيامة وسلام رجاء. نحن لا نهاب وجه تاريخ. وإذا ما كتبت لنا الأقدار أن نكون أمام سؤال مصيري: أنبقى أم نرحل؟ فإن جوابنا: إننا باقون والشدة إلى زوال عاجلا أم آجلا. نقول هذا رغم تفهمنا لكل ما دفع ويدفع كثيرا من أبنائنا للهجرة. نقوله رغم قساوة وبؤس الأيام الحاضرة”.

وقال: “نقول ونكرر إن الوطن هوية والأرض بالنسبة لنا هي هوية. فكيف بها إذا كانت أرض المسيح وأرض تلاميذه! نحن نقدر الضيق الحاصل هنا وفي كل مكان. هذي الأرض صبغت قبل ألفي عام أتباع يسوع بلقب “مسيحيين”، وهي إلى اليوم تصبغ المسيحية بألق المشرق وألق صدق الشهادة ليسوع المسيح. فلنقرأ التاريخ جيدا ولنتعلم أن أمانة الإيمان التي تشربها الرسل من فم الرب وأورثوها لأجدادنا لم تأتنا على أكف الراحات. وأن الشدة الحاصلة هنا وفي أي مكان هي الكفيلة بأن تظهر معدن الناس. ونحن أناس لقبنا مسيحيين في هذي الأرض. ومن كان معدنه المسيح فهو المغير وجه التاريخ رغم كل قساوته.

صلاتنا من هذا المكان المقدس، من هذه الدار البطريركية، من الكنيسة المريمية في دمشق، من جارة الأموي أن يكلل الله لقاءنا بنوره ويرسل السلام لهذا المشرق ولعالمه ولكنيسته، آمين”.

نداء المريمية

وبعد المناقشات، أصدر البطاركة نداء المريمية، وجاء فيه:

“1. بتاريخ الثامن من حزيران للعام 2015، وبدعوة من غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس اجتمع في الكنيسة المريمية في دمشق أصحاب الغبطة والقداسة، مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي وشارك في الاجتماع سعادة السفير البابوي في سوريا رئيس الأساقفة ماريو زناري ورؤساء الطوائف المسيحية في دمشق وصدر عن هذا اللقاء الروحي النداء التالي:

إلى أولادنا المحبوبين بالرب في كنائس أنطاكية

2. “لتكن لكم النعمة والسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح الذي بذل نفسه من أجل خطايانا لكي ينقذنا من العالم الحاضر الشرير، وفقا لمشيئة إلهنا وأبينا له المجد إلى أبد الآبدين آمين” (غلاطية 1:3-5).

نشكر الله أولا الذي سمح أن نلتقي، نحن البطاركة المؤتمنين على رعاية الشعب المسيحي المنتشر في المدى الأنطاكي، في دمشق، هذه المدينة المباركة التي احتضنت بولس رسول الأمم. ومن هذه البطريركية العامرة التي لطالما دافعت عن القضايا الإنسانية المحقة على مر الزمان، نرفع الصوت ونصلي لله على الدوام لأجلكم لأنكم، في هذا الزمن المظلم، “تعيشون عيشة تليق بالإنجيل” ولا تخجلون بالشهادة لربنا يسوع المسيح الذي “سحق الموت وأنار الحياة” وتتحملون المشقات متكلين “على قدرة الله” ومتسلحين “بروح القوة والمحبة والبصيرة”. ولا حاجة أيها الأحبة أن نوصيكم أن تذكرونا نحن رعاتكم في صلواتكم، من أجل أن يشددنا الله “لنقطع باستقامة كلمة حقه” ونمجد اسمه القدوس في أعمالنافيما نقود سفينة الكنيسة في هذه الظروف التاريخية المصيرية.

3. وإذ نخاطبكم بهذه الكلمات، نود أن نقول لكم: فرحنا الكبير بلقائنا الأخوي يتجدد، وبالتشاور في ما بيننا يتعمق، وبالتعاون يزداد، من أجل الشهادة المسيحية الأنطاكية الواحدة في هذا المدى الذي فيه “دعي التلاميذ مسيحيين أولا” (أعمال الرسل 11: 16)، وحيث أرادنا الله أن نكون له شهودا. ولذلك، ندعوكم، وضمن ولائكم الكامل لكنائسكم وعقائدها وتعاليمها، أن تتعاضدوا في ما بينكم وتخدموا الفقراء بتفان، وأن تتعرفوا إلى فكر كنائسنا الغني، وأن تكتشفوا القداسة المشعة فيها، وأن تتعمقوا في معرفة التراث الأنطاكي بمختلف روافده، وأن تصلوا “من أجل وحدة المسيحيين”، وأن تعملوا لتحقيق هذه الوحدة المرجوة التي أوصانا بها السيد، علها تتحقق في عالمنا انطلاقا من أنطاكية.

وندعوكم أيضا أن تحملوا أوطانكم في فكركم وصلواتكم، وأن تطلبوا بإلحاح أن يعم السلام في ربوعها وأن ينعم أبناؤها جميعا بالفرح الحقيقي وأن يعيشوا معا بكرامة “أبناء الله”. لا تنسوا أن تعملوا جاهدين من أجل وحدة بلدانكم ورقيها وقيام الدولة المدنية فيها. حافظوا على التعددية بكل ما فيها من غنى ولا تخسروا تمايزكم وفرادتكم. تعمقوا في الإيمان واشهدوا “للرجاء الذي فيكم” في كل ميادين حياتكم. لا تجعلوا إيمانكم أبدا سببا للفرقة أو حاجزا يحجب بهاء الآخر وعظمته.

4. كما ندعوكم أيها الأحباء أن تواظبوا على أطيب العلاقات مع إخوتنا المسلمين، شركائنا في الوطن والمصير، الذين نعيش معهم في هذه الأرض والذين نتقاسم وإياهم في هذه الأيام ويلات العنف والإرهاب الناتجين عن الفكر التكفيري وعبثية الحروب التي تؤججها مصالح الكبار مستخدمة تفسيرا مغلوطا للدين. فشركاؤنا هؤلاء يشعرون بوجعكم ويتألمون لآلامكم. وهم يعملون مع مرجعياتهم الدينية والفقهية، لاستئصال جذور الفكر التكفيري الذي حصد ولا يزال يحصد في كل مرحلة عشرات الألوف من البشر. ونحن معهم، وبإخلاص الشريك الوفي، نرفع الصوت ونعلن أنه حان الوقت لمواجهة الفكر التكفيري وتجفيف منابعه من خلال تربية دينية تعمم ثقافة الانفتاح والسلام وحرية المعتقد. فمن الملح بلورة فكر نقدي يقود إلى إلغاء مقولة “دار الحرب” و”الذمية” وإلى إقرار المواطنة.

5. إنه لزمن رديء حقا يستبيح فيه الإرهابيون كل شيء باسم الله، خدمة لأهوائهم ولمصالحهم ومصالح كبار هذا العالم. وفي وقت يسود فيه الخوف والعنف والسبي والخطف والقتل والدمار والتهجير، ويجبر الإنسان على تغيير دينه من مجرمين لم يعرفوا الله ولا رحمته، ولم يفهموا أنه قد ارتضى بحكمته أن يقيم عباده على التعدد. فإن قاتليكم لا يدركون أنهم بقتلكم يحكمون على ذواتهم بالشقاء الأبدي وعلى أوطانهم بالتخلف. وفي قلب هذه الأزمة الضاغطة، لا تنسوا وعد السيد أن “لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت” (لوقا 12:32). نعم يا أحبة، في هذه الأيام الصعبة، حيث تعم “رجسة الخراب” وحيث “يساق الناس كالغنم إلى الذبح”، تشددوا ولا تيأسوا. تقووا وتشددوا بالنعمة التي تكمل كل نقص. التزموا “جهاد النفس” القائم على التطهر والغفران والمحبة. تخلقوا بأخلاق الإنجيل. اتكلوا على ربكم الذي غلب الشر والموت فهو لن “يصرف وجهه عنكم”. هو رفيقكم على دروب التشرد والنزوح والهجرة. هو سندكم في الفقر والجوع والفاقة. هو تعزيتكم عندما تظلم الأيام وتنعدم المروءة وتساوركم الشكوك في عناية الله بكم. هو سلامكم في المحنة، هو النور الذي يقودكم في ظلمات هذا العالم. وهو قيامتكم من كل يأس وموت. وهو انتصاركم على الشرير وأدواته وحيله.

6. وفي أزمنة المحنة هذه، التفوا حول الكنيسة التي هي امتداد المسيح الرب في العالم. واكبوا كنائسكم، فإننا بروح مسؤوليتنا الرعوية، ملتزمون بمضاعفة جهودنا، بالتضامن مع ذوي الإرادة الطيب، من أجل اتخاذ المزيد من المبادرات اللازمة للمحافظة على وجودنا جميعا على أرضنا، ولمواجهة حاجاتكم العائلية والمعيشية وضمانة مستقبل شبيبتنا، وهي القوى الحية والواعدة في أوطاننا. وإننا نعرب عن شكرنا وتقديرنا لجميع المتطوعين الذين يتفانون في خدمة المحبة في مؤسساتنا. التفوا حول الكنيسة واستشفعوا شهداءها الذين سقطوا دفاعا عن الإيمان، وتمثلوا بمعترفيها الذين عانوا بأجسادهم لتثبيت هذا الإيمان. صلوا من أجل المضطهدين والمخطوفين من رعاتكم وإخوتكم ولاسيما من أجل مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، والكهنة المخطوفين، وكان آخرهم الأب جاك مراد. تعاضدوا واحملوا بعضكم أثقال بعض. افرحوا مع الفرحين وابكوا مع الباكين. اعتنوا بالفقراء في محنتهم فهؤلاء أحبة المسيح. آسوا الأرامل واليتامى. تقاسموا قوتكم مع الجياع. خففوا عن النازحين والمهجرين. واكبوا كنائسكم في تنظيمها للعمل الإغاثي والخدمة الاجتماعية. ابذلوا بكرم وضحوا بأوقاتكم في سبيل “إخوة يسوع الصغار”.

7. ولأبنائنا في سوريا بعد أن وقع شعبها البريء والمسالم في قبضة إرهاب تستخدمه قوى هذا العالم لتفتيته وطمس حضارته وإخضاع إنسانه وطرده من أرضه، نؤكد تشبثنا بوحدة هذا البلد وبحق أبنائه بالعيش بأمن وحرية وكرامة. ونطالب العالم بالعمل الجدي على إيجاد حل سياسي للحرب العبثية التي تعصف بسوريا، حل يضمن إحلال السلام وعودة المخطوفين والمهجرين والنازحين وحق الشعب السوري بتقرير مصيره بحرية تامة وبعيدا عن كل تدخل خارجي.

وللعراق، الذي يعاني من ويلات حروب متتالية، اقتلعت شعوبا بأكملها من أرض أجدادها، كما حصل العام الماضي في الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى، (حروب) عرفت فظائع ذكرت العالم بهمجية القرون الغابرة، وهي تستمر بتدمير حضارات ضاربة في القدم خدمة لمشاريع عنصرية وطائفية غريبة عن حضارة أبناء البلاد.

أما لبنان، البلد الرسالة، فندعو إلى الإخلاص له وحده، والتكرس لخدمته وخدمة مصالح شعبه والعمل على انتخاب رئيس للجمهورية يعيد للمؤسسات الدستورية انتظامها ويعمل على بناء وطن يفرح به أبناؤه.

وللأحبة في فلسطين، يؤكد الآباء أنهم سيظلون محور اهتمامهم ولن يخبو صوتهم أبدا في الدفاع عنهم وعن قضيتهم المحقة مهما حاول العالم تجاهلها وإضعافها من خلال تزكية حروب ونزاعات جانبية، الهدف منها أن يعيش مغتصبو الأرض الفلسطينية بسلام وطمأنينة.

8. أما للمجتمع الدولي فنطالبه بتحمل مسؤولياته في إيقاف الحروب على أرضنا وإيجاد حلول سلمية وسياسية للنزاعات القائمة والعمل الجدي على إعادة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم وممتلكاتهم وحماية حقوقهم كمواطنين.

ونقول له إننا أصيلون في هذه الأرض، ومتجذرون بترابها الذي سقي بعرق جبين آبائنا وأجدادنا. ونؤكد أكثر من أي يوم مضى أننا باقون فيها لنبنيها مع شركائنا في المواطنة. فنحن مؤتمنون على هذه الأرض التي سالت دماؤنا دفاعا عنها، وتقدست بدماء شهدائنا. ونحن ندعو كل من يدعي الاهتمام بمصيرنا إلى أن يساعدنا على البقاء والتجذر في أرضنا، من أجل حراثتها وتنميتها والاستفادة من خيراتها لا أن يسهل نهب تراثنا وخيراتنا وتدمير حضارتنا واستعباد إنساننا أو إرغامه على الهجرة. ونطلق الصرخة ونطالب أيضا بإيقاف الحرب على أرضنا ودعم أسس الاستقرار في كل أنحاء المنطقة.

9. أيها الأحبة، في هذا الوقت الذي يقتل فيه الانسان باسم الله نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بأن نتيقن أن “المحبة أقوى من الموت”. فالقتل باسم الله هو طعن في صميم الله. إخلاصنا لمسيحنا القائل “طوبى لفاعلي السلام فإنهم أبناء الله يدعون” يحتم أن نكون رسل سلام في هذا الشرق. دورنا أن نواجه كل فكر أو ايديولوجية تقدس العنف والقتل والانتقام. إيماننا بالله لا يمكن أن نترجمه إلا محبة وسلاما للبشر ودفاعا عن أرضنا وكنائسنا ضمن حرية أبناء الله التي من أبسط قواعدها احترام التعددية والاختلاف.

10. ومن هذه الكنيسة المريمية، نضرع إلى والدة الإله، أمنا جميعا، والشفيعة الحارة لدى المخلص، أن تنقذنا وأوطاننا من الشدائد المحيطة بنا، وأن تشددنا لكي نكون على صورتها أشخاصا يشهدون للمسيح في ليل هذا العالم. ألا بارككم الله وقواكم لتبقوا شهودا له في هذه الديار. دعوتكم أن تظلوا “ملح الأرض” “والخميرة الصغيرة التي تخمر العجين”. لا تستهينوا بهذه الدعوة من أجل خلاص العالم. ثقوا بأنه بكم سيبقى إنجيل المسيح فاعلا في كنيسة أنطاكية”.

تلى اللقاء، صلاة مشتركة في الكنيسة المريمية ومائدة محبة.

 

الراعي من دمشق: نطالب بالحلول السياسية ونندد بمن يمدون السلاح والمال من أجل التدمير والقتل والتهجير
الأحد 07 حزيران 2015 /وطنية – دمشق – قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: “نحن بطاركة انطاكيا الخمسة، نطالب برفع الظلم عن شعوبنا. نطالب بالسلام، بايقاف الحرب، بالحلول السياسية، بعودة النازحين مكرمين الى بيوتهم وديارهم. نندد بالظلم، بموت الضمير العالمي، بكل الذين يمدون السلاح والمال من اجل التخريب التدمير والقتل والتهجير”. كلام الراعي جاء خلال القداس الالهي الذي أقيم في كاتدرائية مار انطونيوس في المطرانية المارونية في باب توما في دمشق. واستهل الراعي عظته، مستشهدا بما جاء في الكتاب المقدس: “قال له يهوذا يارب كيف تظهر ذاتك لنا لا للعالم، اجاب يسوع: من يحبني يحفظ كلمتي، الاب يحبكم، انا احبكم…من لا يحبني لا يحفظ كلماتي، والكلمة التي تسمعونها ليست كلمتي بل كلمة الاب الذي ارسلني…كلمتكم بهذا، وانا مقيم عندكم، لكن الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي، هو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم. السلام استودعكم…سلامي اعطيكم، لا كما يعطيه العالم، اعطيكم انا…فلا يضطرب قلبكم ولا يخف”. وقال: “لا يضطرب قلبكم، ولا يخف، هذا هو كلام الرب اليوم. اود اولا ان اعرب عن سعادتي الكبيرة، ان اكون هنا، وبخاصة ان البي دعوة اخي صاحب الغبطة يوحنا العاشر، حتى نلتقي غدا بطاركة انطاكيا الخمسة، لنفكر معا، ونوحد جهودنا وكلمتنا وصوتنا وعملنا، ونحمل مع شعبنا في سورية والعراق، وفي مختلف بلدان الشرق الاوسط حيث يعانون، نحمل معا صليب الفداء، وفينا رجاء كبير ان يوم الجمعة ليس اليوم الاخير. فبعد الموت القيامة”. اضاف “من بين الكلمات بالنسبة لنا، هنا في سورية، سيكون لكم في العالم ضيق، لكن ثقوا انا غلبت العالم. اذا الغلبة هي ليسوع، بالرغم مما يصنع الاشرار وامراء الحروب ممولي الحروب والمرتزقة، الذين وظفوا من اجل الخراب والدمار والقتل”، مؤكدا “هذه موجة عابرة، ونحن مدعوون لكي نصمد”.

وتابع “الكثيرون ضحوا بدمائهم، كثيرون الشهداء، لكن دماءهم لن تذهب سدى، كثيرون هجروا، يتكلمون عن 12 مليون في سورية. هؤلاء الامهم لن تذهب سدى، سيد التاريخ هو الله، لا اسياد هذا العالم، وكل شيء اصبح واضحا. نحن في هذا الشر امام استراتيجية الحروب العبثية، الغاية منها خراب ودمار وقتل وانتزاع كل امل ورجاء في قلوب الناس. نحن نصبر. هذا كلام تسمعونه كل يوم، من اخواني اصحاب القداسة والغبطة البطاركة والمطارنة والاباء”.

وأردف “انا سعيد ان اكون معكم، لاضم صوتي الى صوتهم، الى صوت البابا فرنسيس المتمثل بشخص السفير الباباوي، الذي لا يمر اسبوع، الا ويدعو بالسلام لسورية الحبيبة. العالم بحاجة الى فداء. العالم فيه شر كبير. ولذلك هو بحاجة لمن من الابرياء يدفع ثمنه، وهنا تدفعون الثمن، وليس فقط الذين ماتوا، او هجروا، والذين يعيشون من الخوف من المستقبل، فكل الشعب في سورية يتساءل الى اين المصير. المهم الا نفقد الرشد، هذا هو معنى لقاءنا غدا في المريمية، بدعوة من صاحب الغبطة يوحنا العاشر”.

وأكد “نحن بطاركة انطاكيا الخمسة، معكم ونحن امامكم. امامكم في الطليعة، ووراءكم لنحافظ عليكم. نحن معكم في صلاتنا. نحن معكم في كل شيء. ونحمل قضية المسيحيين عامة، وابناء شعوبنا في سورية والعرق وفلسطين واليمن، وكل بلد يعاني. نحمل قضيتهم في كل مكان. نلتقي هنا، نلتقي في لبنان، نلتقي في روما، نلتقي في هذا العالم اكثر من مرة، نتكلم لغة واحدة”. وختم قائلا: “نطالب برفع الظلم عن شعوبنا، نطالب بالسلام، نطالب بايقاف الحرب، نطالب بالحلول السياسية، نطالب بعودة النازحين مكرمين الى بيوتهم وديارهم، نندد بالظلم، نندد بموت الضمير العالمي، نندد بكل الذين يمدون السلاح والمال من اجل التخريب التدمير والقتل والتهجير”.

بعد القداس، دشن الراعي مركز المطران ريمون عيد الاجتماعي، الذي يضم قاعة كبيرة للمناسبات ومكاتب وغرفا للمطرانية. وكان الراعي قد بدأ بعد ظهر اليوم، زيارة لدمشق، للمشاركة في اللقاء الروحي للبطاركة الانطاكيين الخمسة، الذي يعقد غدا في بطريركية الروم الأرثوذكس- الكاتدرائية المريمية، ويحضره إلى الراعي: بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع مار اغناطيوس أفرام الثاني كريم، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك السريان الكاثوليك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان. وبعيد وصوله إلى العاصمة السورية، زار الراعي المستشفى الفرنسي في دمشق، وألقى كلمة أكد فيها أن “الكلمة الأخيرة في سوريا، لن تكون للحرب، بل للسلام، وليس للبغض وأمراء الحروب، بل للحب واستعادة السلام للأمة كلها”. وقال” إنني كل يوم في سوريا، حيث أصلي باستمرار، وفي كل المناسبات، حتى تنتهي الحرب، وتتم الحلول السلمية فيها”. ولفت إلى أنه “ومن خلال كل اتصالاته، وعمله اليومي، سواء مع سفراء الدول أو الكرسي الرسولي، أو من خلال زياراته للخارج يحمل قضية سوريا، لأن الحرب مفروضة ظلما عليها”، معتبرا أنه “لن يكون للظلم الكلمة الأخيرة في سوريا”. وقال: “نحن ككنيسة، نقف ضد الحرب ومع السلام والحلول السلمية”، معتبرا أن “المأساة التي يعيشها السوريون هي نتيجة القلوب المتحجرة والوحشية والحرب العبثية، التي تقتل وتهجر، وكأن الضمير العالمي مات كليا، لأن الدول الكبرى لا يهمها إلا مصالحها الاقتصادية والسياسية”. أضاف “جذورنا عميقة في المنطقة، ولدينا ثقافتنا وتاريخنا وتعايشنا مع أخوتنا السوريين من مختلف الأديان، وكنا على الدوام نزور سوريا، فنجد شعبا طيبا ومحبا وصبورا، لذلك ليس من الغريب، أننا جئنا إلى سوريا للصلاة من أجل السلام، وإنهاء الحرب، وكي يستمر المسيحيون والمسلمون في أرضهم”. وختم “نعم، إننا نشعر بخوف وهواجس، ولكننا يجب أن نظل صامدين بالمحبة والبناء والرجاء”. ومساء، زار وزير الأوقاف الاسلامية السورية محمد السيد على رأس وفد من المشايخ، الراعي في دار مطرانية الموارنة في دمشق.

 

في أسفل فهرس صفحات الياس بجاني على موقع المنسقية القديم

فهرس مقالات وبيانات ومقابلات وتحاليل/نص/صوت/ بقلم الياس بجاني بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالمقالات والتعليقات
مقالات الياس بجاني العربية لسنة 20142015

مقالات الياس بجاني العربية من سنة 2006 حتى2013
مقالات الياس بجاني العربية من سنة 1989 حتى2005
الياس بجاني/ملاحظات وخواطرسياسية وإيمانية باللغة العربية لسنة2014
الياس بجاني/ملاحظات وخواطر قصير ةسياسية وإيمانية باللغة العربية بدءاً من سنة 2011 وحتى 2013

صفحة تعليقات الياس بجاني الإيمانية/بالصوت وبالنص/عربي وانكليزي
مقالات الياس بجاني باللغة الفرنسية
مقالات الياس بجاني باللغة الإسبانية
مقالات الياس بجاني حول تناقضات العماد عون بعد دخوله قفص حزب الله مع عدد مهم من مقلات عون
مقالات للعماد ميشال عون من ترجمة الياس بجاني للإنكليزية
مقابلات أجراها الياس بجاني مع قيادات وسياسيين باللغتين العربية والإنكليزية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية 
بالصوت/صفحة وجدانيات ايمانية وانجيلية/من اعداد وإلقاء الياس بجاني/باللغةاللبنانية المحكية والفصحى
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2014
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لثاني ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2012
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2011
صفحةالياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية من 2003 حتى 2010

بالصوت حلقات “سامحونا” التي قدمها الياس بجاني سنة 2003 عبر اذاعة التيارالوطني الحر من فرنسا