إيلـي فــواز/لم يسقط الأسد… بعد

278

لم يسقط الأسد… بعد
إيلـي فــواز/لبنان الآن/06 أيار/15

لم يسقط بشار الأسد بعد، أو، وبخلاف كل من يعد الأيام لرحيله، الأسد سيبقى لبرهة. من دون شك حققت المعارضة إنجازات عدة في سياق معركتها مع نظام البعث. المعارضة حققت انتصارات عسكرية في جنوب سوريا، وهي أيضاً أعادت مجريات الأمور إلى ما كانت عليه الحال قبل التدخل الإيراني وأدواته دعماً للرئيس الاسد، بشكلٍ بات اليوم يعكس حقيقة التفوق الديمغرافي لمناهضيه. والمعارضة وفي هذا السياق أيضاً تكون وضعت حدوداً لما يمكن ان تقدمه إيران للأسد، أي في المدى المنظور كانتون علوياً فقط لا غير.

كل تلك التطورات الميدانية لم تكن لتتحقق لولا التنسيق الإقليمي التي قادته المملكة العربية السعودية، ونجحت في الضغط على الدول العربية وتركيا في وضع خلافاتهما جانباً من أجل مواجهة ووقف المد الايراني المتغلل في العمق العربي الاستراتيجي في كل من سوريا واليمن.

ولكن تلك التطورات على أهميتها لا تعني أن الأسد سقط. فالأسد سيبقى لبرهة بعد لأسباب عدة منها داخلية ومنها خارجية.

الأسباب الخارجية فتعود لعدم حزم الرئيس الاميركي باراك أوباما أمره بعد في ما خص مصير سوريا. وهو يميل الى ما تحبذه ايران. وهو أيضاً يأخذ بعين الاعتبار مصالح نظام الملالي. ومن الطبيعي ان تكون مصلحة ايران في بقاء نظام علوي موالٍ لها ولو على بقعة جغرافية صغيرة نسبياً. بقاء الأسد لبرهة ستكون إحدى أسبابه  إمكانية ايران مساعدته مالياً وعسكرياً بشكل أكبر، خاصة بعد ان يفرج أوباما عن اموالها المحتجزة جراء العقوبات والتي تقدر بنحو 150 مليار دولار.

في الأسباب الداخلية يمثل وجود داعش عقبة امام الإطاحة بالأسد، فالاميركيون والعرب والايرانيون والغرب توافقوا ان يكون التخلص من “التنظيم الارهابي” كما يصفونه اولوية قبل الكلام عن اي حل في سوريا.

وما تزال مهمة توحيد الفصائل المعارضة تحت راية واحدة، عسكرية وسياسية، بحاجة الى جهد اكبر لكي تفرض نفسها على المجتمع الدولي كبديل فعلي وجدي لنظام الأسد. كما أن الاسد ما زال يملك السيطرة على المدن الاساس لا سيما حمص وحماه، حيث لم يتسنّ بعد للمعارضة تهديدها نظراً لانشغالها في جبهات اخرى. ما نراه في سوريا اليوم من تطورات ميدانية، هي بداية حصار للنظام جغرافياً الذي استنفد كل قدراته العسكرية والبشرية من دون ان يستطيع انهاء المعركة لصالحه.

الفرصة التي أعطيت للأسد طوال اربعة اعوام من اجل قمع الثورة انتهت، بمأساة انسانية كبرى يتحمل مسؤليتها كل من وقف الى جانب هذا النظام وساعده. ولكن اليوم ومن أجل التسريع في عملية التخلص من نظام البعث، المطلوب من التنسيق العربي ان يستمر ويتطور ويدفع باتجاه توحيد القرار العسكري والسياسي السوري من جهة، ومن ثم المحافظة على المكتسبات على الارض والانتقال الى مرحلة محاصرة الأسد في المدن الكبرى التي يتحصن فيها. هذه الخطوات من شأنها ان تقطع الطريق على اي تحايل سياسي تريد ايران وحلفاؤها الروس والاميركيون فرضه على السوريين إنْ كان في إنشاء كانتون علوي او فرض الاسد شريكاً في الحل السياسي. صحيح أن الاسد سيبقى لبرهة ولكن مصيره اليوم بيد استمرار التنسيق العربي، وامكانية توحيد المعارضة السورية.