هل مهاجمة «حزب الله» السعودية هي تلويح إيراني بـ «ورقة بيروت» لواشنطن والرياض؟

245

هل مهاجمة «حزب الله» السعودية هي تلويح إيراني بـ «ورقة بيروت» لواشنطن والرياض؟
الاستقرار السياسي في لبنان «يعاند» العواصف الكلامية

| بيروت – «الراي10 نيسان/15/اتّخذ التصعيد الإعلامي والسياسي الذي يخترق المشهد الداخلي في لبنان على خلفية الحملات التي يشنّها «حزب الله» على المملكة العربية السعودية طابعاً ينذر بتداعيات سياسية داخلية قد تؤثر على مسار حوار «المستقبل» – «حزب الله».

ذلك انه رغم تمسُّك الفريقين باستمرار الحوار كما درجا على تَجاوُز سجالات سابقة بينهما والمضي في جولات الحوار، فان أوساطاً معنية بهذا الحوار تخوّفت عبر «الراي» من «ان يبلغ الاحتدام الصاعد الآن بينهما حدوداً غير مسبوقة نظراً الى الإغراق الكبير الذي يبديه الحزب في مواصلة حملاته الحادة على السعودية». وترى الأوساط انه «حتى الآن، لا شيء يوحي بأن هذا الحوار سيتعرّض لنكسة خطيرة من نوع تَوقُّفه، ولكن الواقع الناشئ عن هجمات الحزب على السعودية بات ينذر بإمكان التسبّب بتداعيات شديدة السلبية، الأمر الذي يُطرح معه تساؤل محيّر عما اذا كان الحزب يمضي في ذلك بإيعاز إيراني غير عابئ بما قد يرتّبه ذلك على لبنان من تداعيات».

وتخشى هذه الاوساط ان «تكون طهران ماضية في الدفع بهذه الحملات على السعودية عبر مسؤوليها او عبر الحزب للايحاء بأنها تملك ورقة بيروت من جملة أوراق أخرى تسعى عبرها للضغط على السعودية، مستفيدةً ايضاً من مناخ التوصل الى الاتفاق الأولي المتعلق بالملف النووي مع الولايات المتحدة. وتبعاً لذلك فان (المستقبل) و(14 آذار) عموماً باتت على اقتناع بان الحزب يبدو في موقع محرِج بين الموجبات التي تملي عليه التبجيل للاتفاق النووي والحفاظ على خطابه التقليدي الهجومي على الولايات المتحدة، ولكنه انبرى للهجوم المتواصل على السعودية وتصعيده بما لا يشكّل اي مصلحة له في النهاية لانه سيتحمّل تبعات شديدة الخطورة قد تفاجئه كما فوجئ وإيران بالعملية السعودية في اليمن».

واكدت الاوساط نفسها ان «(المستقبل) لم يقرّر ربْط الحوار مع الحزب بما يجري، وإلا لكان قطع الحوار، ولكن حماية هذا الحوار باتت مسؤولية الحزب بالكامل الذي سيترتّب عليه إدراك ان استمراره في التهجّم على السعودية وحلفائها في لبنان سيفضي الى خطوات تصعيدية متنوعة». غير ان أوساطاً محايدة رأت عبر «الراي» ان «تحالف (14 آذار) وفي مقدمه (المستقبل) لا يملك أوراقاً تمكّنه من وضع حد لاندفاعة الحزب المكشوفة في عدائها للسعودية، وتالياً فان المواجهة الداخلية ستقتصر على عواصف كلامية، أقلّه في المدى المنظور، لأن الاستقرار الداخلي سيشكّل حاجة متبادلة لطرفيْ الصراع». وفي اعتقاد هذه الأوساط ان «الحزب الذي يسعى لجعل بيروت منصة إطلاق لحرب كلامية ضد السعودية، لن يفرّط باستقرارٍ يحمي ظهره في المعارك التي يخوضها في سورية والعراق وربما اليمن، أما (المستقبل) فهو لا يملك القدرة ولا الرغبة في هزّ الاستقرار كونه يتعاطى مثل (أمّ الصبي) مع لبنان».