أزمة كبرى تعصف بـ”حزب الله” وخلافات بين نصرالله وقاسم بشأن التركيبة الأمنية

285

أزمة كبرى تعصف بـ”حزب الله” وخلافات بين نصرالله وقاسم بشأن التركيبة الأمنية

السياسة/01 نيسان/15

تسريب أخبار, إفشاء معلومات, معلومات سياسية وأمنية, كلها تقارير تصب أسبوعياً في صندوق المعلومات السرية التابع لمكتب “الولي الفقيه” الخامنئي في طهران مرسلة من قياديين في “حزب الله”. هؤلاء مكلفون بإعداد التقارير الخاصة التي تفضح كل ما من شأنه المس بسياسة الحزب الجديدة التي رسمها الخامنئي بمعاونة ضباط كبار في “الحرس الثوري” الإيراني منذ شهرين تقريباً لمواكبة المرحلة المقبلة.

لم تعد الثقة بين عناصر أمن “حزب الله” موجودة, الثقة كما يقول العديد ممن ينتمون الى هذه الجماعة تبخرت وأصبحت من الماضي وذلك نتيجة الخوف الذي بدأ يتسرب إلى داخل نفوس العناصر والقياديين وبات يتحكم في جميع تحركاتهم وافعالهم. الأولوية داخل “حزب الله” أصبحت اليوم للأمن وليس للعسكر. تجاوزات, اختلاسات, عمالة لإسرائيل وبيع أسلحة من داخل مخازن الحزب لتجار الأسلحة.

خلال أقل من ستة اشهر تمكنت اسرائيل عبر جهاز “الموساد” من تجنيد أكثر من أربعين عنصراً في “حزب الله” لم يتم الكشف عن اسماء معظمهم, واللافت ان معظم هؤلاء العملاء هم من سكان الضاحية الجنوبية لكنهم يخدمون في أماكن متعددة, وإن سألت أحد ابناء الضاحية عن سر ما يجري داخل بنية الحزب, فسيخبرك عن انشقاقات واستقالات من أجهزته الامنية التي ما عادت تدفع رواتب عناصرها واصبحت تشغلهم فترات طويلة وإضافية من دون أن يحصلوا على مستحقاتهم كاملة.

قبل نحو عام واحد, كان معلوماً لدى البعض, أن أمن “حزب الله” منقسم إلى فئتين, الأولى تتبع لإيران ومركزها حارة حريك, والثانية يتبع للقيادة السورية ومركزها في منطقة صفير. أما اليوم زاد هذا الامن أمناً جديداً, فأصبحت المعادلة ثلاثية أمنية بعدما استقرت مجموعة ايرانية في الضاحية الجنوبية قوامها مئتي عنصر توزعوا على مراكز عدة مثل: حارة حريك, وبئر العبد, وصفير, والكفاءات ومحيط صحراء الشويفات.

ونقلت صحيفة “أورينت” الالكترونية عن مصادر مطلعة على أجواء الحزب إن التقارير التي تصل إلى مكتب الخامنئي في طهران وتتعلق بمعظمها حول الاختلاسات الحاصلة داخل بنية الحزب تقابلها تقارير أمنية وسياسية تصل إلى دمشق تُفشي النوايا الإيرانية المتعلقة بالوضع السوري التي يبدو أنها بدأت تتجه نحو إحداث صفقة كبيرة تتعلق برحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

وبحسب المصادر, فإن “هذين الأمرين يُعبران عن الحالة التي وصل إليها الحزب حيث بدأت قيادته تفقد سيطرتها على معظم عناصرها الذين خرجوا عن طوعها بحثاً عن لقمة عيشهم, ليجدوها لاحقاً إما في مخازن السلاح فباعوا ما خف وحُمل في جنح الليل, وإما في أرزاق عامة الناس بعدما تحولوا إلى مافيا منقسمة على نفسها تتوزع المغانم على أساس المناطق المُقسمة بينها”.

ولفتت إلى أن “القيادة الايرانية تسعى إلى لم الشمل مجدداً داخل “حزب الله” لكنها حتى اللحظة لم تنجح في مسعاها هذا خصوصاً أن اعتراضات كثيرة تطالب باستقالة عدد من قياديي الحزب على رأسهم رئيس لجنة الارتباط والتنسيق وفيق صفا”.

ومن ضمن التباين الواضح بين قياديي الحزب, كشفت المصادر عن “خلافات عميقة ظهرت خلال الأسابيع الماضية بين حسن نصرالله ونائبه الشيخ نعيم قاسم بشأن الأسماء التي ستتولى مراكز حساسة في جسم الحزب و”مقاومته” وان هذا الخلاف ترجم خلال الاجتماع القيادي الذي انعقد منذ أسبوع تقريباً وتغيب عنه قاسم, متوعداً عبر مقربين منه بفضح العديد من الارتكابات داخل الحزب ما لم يُصر إلى الأخذ بآرائه حول التركيبات الجديدة وتحديداً الأمنية منها”.