سلام حرب/من لم يثأر للوالد لن يثأر للولد…هل من سرّب المعلومات للإسرائيلي هو النظام السوري؟

262

من لم يثأر للوالد لن يثأر للولد…هل من سرّب المعلومات للإسرائيلي هو النظام السوري؟  
سلام حرب/ موقع 14 آذار /19 كانون الثاني/15

جاءت الغارة المروحية التي استهدفت اليوم عناصر حزب الله ومن رافقهم من الحرس الثوري الإيراني قرب القنيطرة السورية لتشكل رداً قاسياً على خطاب أمين حزب الله ويحمل معه خيبات أمل لحلف الولي الفقيه. فبحسب موقع ديبكا فايلز المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، فإنّ صاروخين اطلقا من طائرات هليكوبتر اسرائيلية على قافلة عسكرية مسلحة على الجانب السوري من الجولان أصابت مجموعة من الضباط الإيرانيين ومسؤولي حزب الله قرب بلدة القنيطرة. ووفق التقرير، فإنّ المجموعة كانت في جولة لتفقد موقع صواريخ أرض-أرض في تلك المنطقة المعروفة باسم مزرعة الأمل، حيث تحمل الغارة رسالة مفادها أنّ وصول الصواريخ الى الحدود الاسرائيلية هو خط أحمر.

وينقل التقرير أنّ هذه العملية جاءت بعد تحذيرات من خلال قنوات خلفية منذ حزيران من العام 2014، عندما وصلت قوات صغيرة من حزب الله الى قطاع القنيطرة لدعم قوات النظام السورية التي تقاتل المعارضين السوريين. وقد طُلب من حزب الله سحب مقاتليه من الجولان، تحت تهديد أن يتعرضوا لهجمات اسرائيلية وقد خضع حزب الله لهذه المطالب. ولكن استجد وضع جديد بحسب مصادر عسكرية واستخباراتية حين عزز الجيش السوري وجوده العسكري عبر نشر صواريخ متوسطة المدى أرض-أرض إيرانية الصنع من طراز فتح 110S.

وينبّه التقرير إلى أنّه قبل فترة وجيزة، وبالتحديد في 10 كانون الثاني 2015، تمّ نشر الأسلحة الجديدة وقد ترافق هذا مع وصول رئيس الاركان علي عبد الله أيوب الى الموقع برفقة ضباط الحرس الثوري الايراني في ملابس مدنية، ومستشارين للقيادة العليا السوري للاشراف على نشر هذه الصواريخ جديدة.

كما أنّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كان سبق له قبل يومين أن ذكّر بأن ميليشياته تملك نفس هذه الصواريخ الإيرانية الصنع من طراز فتح-110 منذ عام 2006، وأكدّ أيضا أن تلك الأسلحة قد تصل إلى أي هدف على الاراضي الاسرائيلية. وما لم يقله نصرالله وكان يشير اليه ضمناً أنّ الصواريخ كانت أصبحت في مواقع اطلاق أفضل تضمن اصابات أدقّ في إسرائيل. ويبدو أن القصف المروحي الإسرائيلي قد عمل لإحباط هذه الخطة.

ووسط الحديث عن مقتل عدد من عناصر الحرس الثوري الايراني، فإنّ حزب الله أعلن عن مقتل 6 من عناصره في هجوم اليوم هم محمد احمد عيسى “ابو عيسى الأقليم لمشاركته في حرب اقليم التفاح مع حركة أمل”( عربصاليم 1972) والذي يعتبر أنه كان الهدف الأساسي من الغارة نظراً لدوره ولمسؤولياته كما أفادت القناة العاشرة الإسرائيلية. كما سقط للحزب كل من جهاد عماد مغنية ” جواد عطوي ” (طيردبا 1989 ) عباس ابراهيم حجازي ” السيد عباس”(كفرفيلا 1979) محمد علي حسن ابو الحسن “كاظم” عين قانا 1985) و غازي علي ضاوي “دانيال” (الخيام 1988) وعلي حسن ابراهيم “ايهاب”(يحمر الشقيف 1993). لكن مصادر حزب الله سربت أسماء اضافية عن قتلى سقطوا هناك يبدو أنهم على الأقل ضمن الجرحى وهم: علي حسن (السيد أمير) حسين حسن (أبو زهراء) مهدي الموسوي (مسلم) حسين الاشهب (قاسم).

مصادر مقربة من الحزب أفادت أنّها لا تستبعد أن يكون النظام السوري هو من أبلغ الجهات الإسرائيلية عن تحرك هذه المجموهة التابعة لحزب الله والإيرانيين، خصوصاً وسط التكتم الذي كان يلف عمل هذه المجموعة وبسبب الرتب العالية التي كانت في القافلة إضافة الى لجوء الإسرائيلي لاستعمال صواريخ طائرات مروحية دقيقة الإصابة ومحدودة التدمير، ما يشبه عملية اغتيال السيد عباس الموسوي، الأمين العام السابق لحزب الله. واضافت هذه المصادر أنّه هناك كلام أن هذه المجموعة كانت تعدّ للقيام بعملية عسكرية كبيرة بأمر من قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني تستهدف الجيش الإسرائيلي في الجولان والاراضي المحتلة تنفيذاً لما توعد به نصرالله وكذلك بسبب التواصل الذي يجري بين عدد من المعارضين السوريين في الجولان من جهة وبين الإسرائيليين من جهة أخرى.

وتابعت هذه المصادر أنّ هناك قرار مشترك بين بشار الأسد وبين قادة اسرائيل بمنع حدوث أي هجوم عبر الجولان كي يبقى بشار الأسد ونظامه ضمانة أمن لاسرائيل ويكون ذلك مسوغاً لمنع أي مواقف غربية قد تؤدي الى سقوطه. وتختم تلك المصادر أنّه للمرة الثانية يقوم نظام بشار الأسد بقتل عماد مغنية عبر قتله لنجله جهاد عماد مغنية، ومرة أخرى يتعرض حزب الله للخيانة يطعن بالظهر من جديد، مستبعدة في الوقت عينه أن يعمد أمين عام حزب الله لاشعال حرب للثأر لشهداء هذه العملية لأنّ من لم يثأر للوالد لن يثأر للولد.