د. توفيق هندي: كي لا تتكرر مأساة لبنان/منطق نصر الله في خطاب حرب تموز/Nasrallah’s reasoning in the “July War” speech

65

كي لا تتكرر مأساة لبنان
د. توفيق هندي/13 تموز/2023
مّر على 14 آذار 2005 أكثر من 18 سنة، والمؤسف أن نرى اليوم بعض القوى والشخصيات تتحضر لارتكاب نفس الأخطاء والخطايا التي أوصلت لبنان إلى المأساة التي يعسشها، غير آبهتا” بأخذ العبر من ظروف الماضي القريب، ورافضة” ضمنيا” أن تجري النقد الذاتي الضروري والنظر بعمق إلى المعضلات الأساسية التي تواجه لبنان، أكان بما يخص خصوصية الإحتلال الإيراني أو التركيبة الإجتماعية-السياسية للمجتمع اللبناني بما يتخطى النظرة التقليدية المرتكزة حصريا” على تعدديته الطوائفية والمذهبية والثقافية.
فانطلاقا” من مشاركتي الفّعالة في المسار الذي أوصل إلى لحظة 14 آذار وإنطلاقا” من معرفتي المعمقة الشخصية باللاعبين كافة، كوني اختبرتهم كلاعب في ظروف قصوووية، كما من معرفتي بما كان يدور ويجري في الاجتماعات العامة والخاصة، إرتأيت اليوم أن أتحدث عن تلك الأخطاء والخطايا بكل شفافية ودون مراعاة أحد وأن أذّكر بها، ذلك أن المرأ مفطور على الغرق في آنيات الحدث وعدم تذّكر الماضي وعلى أخذ مواقف هذا أو ذاك الطرف كأنها حقيقة واقعة، دون النظر بصدقيتها وبتاريخ وماهية من يطلقها.
ف”الكلام للرعية ليس هو ذاته للخورية”. و”ليس كل ما يلمع هو ذهبا””.
فسياسة من هيمن على قرار 14 آذار أوصل لبنان إلى الترنح بين الحياة والموت ولم تكن الظروف الموضوعية هي التي أنتجت هذه الحالة المأساوية ولم يكن قدرا” محتوما” أن يصل لبنان إليها، إنما هو نتاج تلك الأخطاء والخطايا الإستراتيجية المتتالية، وعددها عشرة، سوف نفصلها فيما يلي:
1) طريقة تعاطي غالبية أعضاء لقاء قرنة شهوان مع عون.
2) تحول قرنة شهوان إلى قرنة الشهوات.
3) تعطيل الشق المتعلق بتسليم سلاح الميليشيات في القرار1559.
4) الاتفاق الرباعي وتداعياته الخطيرة.
5) الحوار حول “الإستراتيجية الدفاعية”.
6) القرارات المتهورة لحكومة السنيورة في أيار 2008.
7) تشكيل حكومة الحريري الأولى وتداعياتها.
8) طريقة التعاطي مع الثورة السورية.
9) العودة إلى المساكنة الحكومية (حكومة تمام سلام) بعد اغتيال محمد شطح.
10) إتفاق معراب.

منطق نصر الله في خطاب حرب تموز
د. توفيق هندي/13 تموز/2023
١ ) لا يريد تغيير اتفاق الطائف ولا يسعى إلى مكاسب سلطوية داخل الدولة لصالح الحزب أو الطائفة الشيعية ولا إلى تغيير صيغة الحكم والدستور. وهذا الموقف أمر مفهوم لكون حزب الله يجسد احتلالا” إيرانيا” مقنعا” نتيجة”لعلاقته العضوية بالجمهورية الاسلامية، وكون الاحتلال يتكيف مع أي صيغة وأي دستور لفرض إمساكه بسلطة الدولة عبر أتباعه من الطبقة السياسية أو عبر مساكنة أخصامه المفترضين في مؤسسات الدولة الدستورية. كما أكد أن “الضمانة الوحيدة الذي يصر عليها هي شخص الرئيس الذي لا يطعن المقاومة بالظهر كأميل لحود وميشال عون”.
٢ ) لا يسعى إلى الحصول على ضمانات كتشريع كيان حزب الله العسكري في إطار الدولة على شاكلة الحشد الشعبي في العراق. وكما قال، سوف يرفض هكذا أمر إذا عرض عليه في المرحلة الراهنة لأنه بحاجة إلى مطاطية العلاقة بينه وبين الدولة في مواجهته لأعداء الخارج. والحقيقة، ولأن هكذا ترتيب يحد من حرية قراره في المقاومة العسكرية.
٣ ) ربط المقاومة بالدفاع عن لبنان محاذرا” تصويرها على حقيقتها كمقاومة إسلامية جهادية لها علاقة عضوية بالجمهورية الاسلامية في إيران تهدف إلى تعميم الإسلام على الإنسانية جمعاء وفق إجتهاد “ولاية الفقيه”، كما جاء في بيان الحزب التأسيسي عام ١٩٨٥ وفي الورقة السياسية التي أنتجها المؤتمر العام للحزب في سنة ٢٠٠٩. ومع ذلك، أشار بشكل عرضي إلى المقاومة في فلسطين وقرب نهاية إسرائيل (الكيان المؤقت).
٤ ) أكد على عودة التواصل مع جبران باسيل وقدم مطالعة حول ترسيم الحدود البرية (برفضها) تتطابق مع محتوى تغريدة هذا الأخير على منصة تويتر، مما يدلل على أن العلاقة بين نصر الله وباسيل هي أكثر من مجرد تقاطع أو تواصل. كما أكد على ثقته بشخص عون بالرغم من حدوث بعض الاختلافات في مقاربة الأمور الداخلية أحيانا”، مما قد يدلل هذا الأمر على التقارب المحتوم برأيي بينهما.
٥ ) ميز بين مشكلة قرية الحجر حيث الإحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية معترف بلبنانيتها دوليا” ومشكلة مزارع شبعة التي يسودها بعض الإلتباس من هذه الزاوية. كما أكد على ضرورة تحريرها مع النقاط ال ١٢ على طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية التي لا لبس بلبنانيتها، مؤكدا” أن تحريرها يقع على عاتق “الدولة والشعب والمقاومة”، رافضا” بذلك فكرة الترسيم البري ومبقيا” بذلك على “مسمار جحا” (أي التحجج بضرورة التحرير والدفاع عن لبنان في وجه الإعتداءات الإسرائيلية على السيادة اللبنانية.

Nasrallah’s reasoning in the “July War” speech
Info3/Thu, Jul 13, 2023
1- He has no intention of altering the “Taif Agreement” or pursuing power gains within the country for the benefit of his armed party or the Shia community. Likewise, he has no interest in changing the system of governance or the constitution. This stance is comprehensible as Hezbollah represents a disguised Iranian occupation due to its close ties with the Islamic Republic. The occupiers can adapt to any governmental structure or constitution to maintain their hold on state power, either through their political allies or by infiltrating key positions within the constitutional institutions of the state. He further emphasizes that the only assurance he seeks is a president who remains loyal to the resistance, such as Emile Lahoud and Michel Aoun, and doesn’t betray their cause.
2- He is not actively pursuing guarantees to integrate his armed party into the state structure, similar to the Popular Mobilization Forces in Iraq. In fact, he would reject such an arrangement at present because he requires flexibility in his relationship with the state to effectively confront external adversaries. Having such an arrangement would impose restrictions on his ability to make independent decisions regarding military resistance.
3- He associates the concept of resistance with defending Lebanon, while highlighting its true nature as an Islamic jihadist resistance that has an intrinsic connection to the Islamic Republic of Iran. The ultimate objective of this resistance is to promote Islam on a global scale based on the ideology of “Wilayat al-Faqih” (Guardianship of the Jurist), as articulated in the party’s founding statement in 1985 and the political document produced during the party’s general conference in 2009. Additionally, he briefly mentioned the concept of resistance in Palestine and implied the eventual demise of Israel (referred to as the temporary entity).
4- He stressed the importance of resuming communication with Gebran Bassil and provided an analysis of their shared stance against the delineation of land borders, which coincides with a tweet by Bassil on Twitter. This indicates that the relationship between Nasrallah and Bassil goes beyond mere coincidence or occasional contact. Furthermore, he expressed his trust in Michel Aoun, despite occasional disagreements in their approaches to domestic matters, implying an inevitable convergence between them, in my opinion.
5-He distinguished between the issue of the Ghajar village, where Israeli occupation of Lebanese territory recognized internationally is present, and the issue of the Shebaa Farms, which has some confusion from this perspective. He emphasized the need to liberate them as well as the 12 points along the Lebanese-Israeli border, which have clear Lebanese sovereignty. He emphasized that their liberation is the responsibility of “the state, the people, and the resistance,” rejecting the idea of land demarcation and considering it a “foolish act,” meaning using the excuse of the need for liberation and defense of Lebanon against Israeli violations of Lebanese sovereignty.