ابوارز- اتيان صقر: لبنان كان ويبقى وسيبقى لبنانياً

109

 لبنان كان ويبقى وسيبقى لبنانياً.
صدر عن حزب حراس الارز _ حركة القومية اللبنانية
لبنان كان ويبقى وسيبقى لبنانياً.
ابوارز- اتيان صقر/05 تشرين الأول/2022

يُجمِع المؤرّخون على أنّ اسم لبنان هو من أقدم الأسماء في تاريخ البشرية أو أقدمُها كما يؤكّد المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي… وقد تمسك الشعب اللبناني بهذا الاسم من دون تحريف أو تزوير أو نعوت، ولم يتخلّى عنه يوماً على مر العصور رغم كل الغزوات التي مرت عليه وأقساها الاحتلال العثماني الذي حاول على مدى ٤٠٠ سنة طمس هذا الاسم وهذه الهوية لكن من دون نتيجة.

وقد بقيت هويتنا اللبنانية مصانة حتى العام ١٩٤٥ عندما قرر بشارة الخوري حرف لبنان عن مساره التاريخي والانخراط في مشروع تأسيس “جامعة الدول العربية” وإلحاق لبنان بهذه الجامعة بصفة: “ذو وجه عربي” كما ورد في البيان الوزاري في حكومة رياض الصلح يومذاك… ولكن، ومع الوقت، وبوصولنا الى اتفاق الطائف ١٩٨٩ إختفت عبارة ذو وجه عربي ليصبح لبنان عربي الوجه والإنتماء والهوية.

ولتنشيط ذاكرة اللبنانيين نعدّد في ما يلي الويلات التي جرّتها العروبة على لبنان والتي تمثّلت بحروبٍ تدميرية عشناها وما زلنا نعيشها حتى الساعة.
أولاً، حرب عبد الناصر ١٩٥٨ على لبنان لضمّه الى المحور المصري _ السوري، تحت مُسمّى “الجمهورية العربية المتحدة” (لاحظ كيف اختفى اسم مصر وسوريا)، انتهت بدخول الأسطول السادس الأميركي الى لبنان.

ثانياً، حرب المنظمات الفلسطنية الإرهابية على لبنان ١٩٧٥ بقيادة “بطل العروبة” ياسر عرفات بدعم عربي كامل وشامل، وبهدف جعل لبنان وطناً بديلاً عن فلسطين، حيث ارتَكبت تلك المنظمات مجازر في الدامور وشكا وعكار وغيرها لم يشهد مثل وحشيّتها التاريخ وانتهت بالاجتياح الاسرائيلي عام ١٩٨٢.
ثالثاً، حرب “الشقيقة” سوريا على لبنان من العام ١٩٧٦ الى العام ٢٠٠٥ بمباركة عربية عبر اتفاق الرياض ١٩٧٦ حيث أرسلت الينا الجامعة العربية هديةً “أخوية وسخية” إسمها قوات الردع العربية، بهدف، قال، إنهاء الحرب الأهلية في لبنان وإعادت السلام الى ربوعه، وسرعان ما تحولت هذه القوات العربية الى قوات احتلال سوريا دامت ثلاثين عاماً تفنّنت خلالها “الشقيقة الكبرى” بصفتها قلب العروبة النابض، بذبح شقيقها الأصغر وتدمير مناطقنا بحيث لم يبقَ فيها حجرٌ على حجر، ولم يبقَ بيتٌ لم يتوشح بالسواد.

رابعاً، لم تشأ الشقيقة سوريا مغادرة لبنان قبل تسليمه يداً بيد الى حليفها الإيراني، ما أوقع لبنان تحت نير الإحتلال الإيراني وما يزال حتى الساعة.
هذه لمحة سريعة ومقتضبة عن أفضال العروبة على لبنان في تاريخه الحاضر، ورغم ذلك يأتيك من الزعماء من يقول ان خلاص لبنان يكمن في عروبته.
ولمنع أي إلتباس نقول إن كلامنا هذا لا يعني أبداً أننا ندعو الى معادات الشعوب العربية، بَل العكس هو الصحيح، لأن لبنان بطبيعته يصادق كل شعوب العالم وبخاصةٍ الشعوب المجاورة ضمن شرطين اساسيين:

١- التعامل الندّي والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة

٢- الاحتفاظ بهويتنا اللبنانية غير المنعوتة وبكياننا النهائي المنتمي الى ذاته والمستقل عن اي كيانٍ آخر.

مما سبق نستنج أن الأمة التي تفقد ذاكرتها ولا تتعلم من دروس الماضي، تفقد كرامتها وعلّة وجودها.
سُئل الإمام علي: ما الذي يَُفسد أمر القوم؟ أجاب، ثلاثة:
_وضْعُ الصغير مكان الكبير
_وضْعُ الجاهل مكان العالِم
_وضْعُ التّابع في القيادة
هذا, وتسألون لماذا إنهار لبنان؟؟؟