مجزرة شكا 05 تموز/1976..أمّ المعارك، لو انتصروا لتغيّر وجه لبنان

1088

مجزرة شكا 05 تموز/1976..أمّ المعارك… لو انتصروا لتغيّر وجه لبنان…
Bachir Gemayel Academy
قتلوا العجزة والنساء والاطفال وقطّعوا أجساد الأسرى بالفؤوس وسحلوهم…
فلسطينيون، صوماليون، باكستانيون، ليبيون، جيش لبنان العربي، الحزب السوري القومي، الحزب الشيوعي، كلّهم تجمعوا ” لتحرير شكا من أهلها”…
دقت الاجراس في كل القرى فلبوا النداء…
كتائب، أحرار، حراس الارز، لواء المردة، لواء قاديشا، مستقلون تجمعوا، لتحرير شكا من محتليها
١٤مقاوم انتحاري من كفرعبيدا غيروا مجرى المعركة…
انها ملحمة حقيقيّة تذكرنا بملحمة الفيدار سنة 1293 عندما اتحدنا لصد هجوم المماليك عن مناطقنا…
نقلاً عن احد المقاومين: “كنا يا قاتل يا مقتول، وصلوا فجأةً الى مناطقنا، صدينا الهجوم وقمنا بهجوم مضاد، فهربوا بشكل متضعضع لانهم غرباء”
ففي ليل 4 تموز وفجر 5 تموز 1976، بادر الفلسطينيون وانتقاما من سقوط تل الزعتر، بحشد قوى حول بلدة الكحالة ودير القمر والاسواق التجارية لفتح جبهات جديدة. وكانت القوى الفلسطينية تحشد أيضًا مقاتليها في الشمال حيث كان الهدف الرئيسي بلدة شكا البترونية، وقد قاد الضابط اللبناني مصطفى سليمان، من عناصر جيش لبنان العربي، هذا الهجوم الذي اوقع مجزرة اسفرت عن 200 قتيل من الابرياء العزل، فقتلوا العجزة في أسرّتهم وضربوا أعناقهم، قطّعوا أجساد الأسرى بالفؤوس وسحلوهم خلف الآليات العسكرية، حرقوا السيارات بمن بداخلها من الأطفال والنساء وغيرها الكثير، مآسيَ ستظل كوابيس في ذاكرة آهالي المنطقة…
بدأ الهجوم بقصف عنيف استمر لساعتين، تبعه دخول قوات المشاة المؤلفة من 2000 الى 3000 مقاتل من بينهم عناصر منظمة التحرير الفلسطينية ومرتزقة صوماليين وباكستانيين وليبيين و عناصر جيش لبنان العربي، وذلك بحسب جنسيات الجثامين التي وجدت على أرض المعركة بعد انتهائها.
كان المهاجمون مجهّزين بدبابات أم 41، و دبابات شاريوتر؛ وملالات م 113 وكلها تعود أصلاً للجيش اللبناني، بالاضافة الى عشرات الجيبات العسكرية التي تحمل رشاشات دوشكا، مدافع مضادة عيار23، مدافع مضادة عيار 14.5 محمولة على شاحنات مرسيدس، ، مدافع 106 مركّزة على سيارات جيب، وكمية كبيرة من الأسلحة الخفيفة وقاذفات الأر بي جي والذخائر.
تركز الهجوم على المحاورالتالية:
– من كفرحزير وانفة بأتجاه شكا
– من رأس نحاش بأتجاه حامات نزولاً الى رأس الشقعة حيث النفق على الطريق البحرية
– من كفريا نزولاً في الحقول الى منطقة الهري الكائنة جنوب شكا وذلك لقطع طريق امدادات قوات الجبهة اللبنانية من ناحية البترون
وقامت القوات البحرية التابعة لـ”جيش لبنان العربي” بانزال على شاطىء الهري فاحتلوا المفرق الذي يربط الهري برأس نحاش وقرى القويطع الكورانية، وكانت البارجة ” صور” تقصف بالمضادات 40 و 75 ملم طريق شكا من انفه حتى الهري. هذه البارجة الذي كان قد غنمها ”جيش لبنان العربي” من الجيش اللبناني
هب الجميع للدفاع عن “شكا” حيث قرعت الأجراس وكل من استطاع لبّى النداء ، فتجمع اهالي القرى المحيطة كما واهالي كسروان وجبيل، وتجهزوا للمواجهة وصدّ الهجوم، فحملوا ما توفر لديهم من اسلحة وتنظموا؛ حتى النسوة، فقد شكلنّ سنداً للمعركة: بنكًا للدم، متطوعات، ممرضات، بيوتًا مفتوحة لمن اراد اللجوء، الطعام للمقاتلين…
أسّست غرفة عمليات للجبهة اللبنانية في البترون واخرى في عين عكرين، بهدف التنسيق وتنظيم المقاومين والمقاتلين، فوضعت خطط الدفاع والهجوم المضاد، خوفا من توسع المعركة وسقوط البترون ، فتصبح منطقة كسروان عرضةً للخطر
بدأ الرّد فجر 6 تموز حيث كانت مجموعة كتائبية مؤلفة من 14 مقاوم انتحاري من كفرعبيدا بقيادة ادمون صهيون قد قامت بتسلق الجبل بواسطة الحبال ووصلت الى دير مار سمعان الاستراتيجي وقضت على العناصر الفلسطينية ومنعتها من نصب مدفعية لها في ساحة الكنيسة
وصلت ظهرًا عناصر من “الجبهة اللبنانية” الى حامات، مع عشرات الشباب في مواجهة مئات من المهاجمين المتغلغلين كالنمل في الاحراج، اوّلهم كان مجموعة من “حراس الارز” من البترون، ومجموعة من قسم عمشيت الكتائبي، تقدموا باتجاه ساحة حامات وخاضوا قتالاً شرساً وغنموا قاذفات صاروخية صنعت في معامل “حركة فتح”. ولاقتهم بعد ساعات قليلة الجبهة اللبنانية عند مدخل نفق شكا حيث حشد لقافلة وصلت بين كسروان وجبيل ضمت حوالي ال 1200 مقاتل ومقاوم انضمت اليهم فرقتي الرميل وال ب.ج، وكانت كلها بقيادة سامي خويري.
قاد المعركة آنذاك الشيخ أمين الجميل، وقد نسقوا كافة تحركاتهم مع المسؤولين الكتائبيين والجبهة اللبنانية ، كما ومع طوني فرنجية عن قيادة المردة ، ولواء قاديشا.
إنطلقت المعركة وضمت ثلاث مجموعات في ثلاث محاور:
– المحور الأول من بلدة عين عكرين – خان بزيزا باتجاه دير مار جرجس الكفر – ثانوية اميون الرسمية، واستلمته قوات العائلات البشراوية (لواء قاديشا)
– المحور الثاني من بلدة كفرعقا باتجاه سرايا اميون وكفرحزير، واستلمته القوات الكتائبية بقيادة سمير جعجع. اعلن عدد كبير من اهالي المنطقة تضامنهم وتعاطفهم ووقوفهم بجانب المقاتلين، حتّى العائلات التي تنتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي ،الذي كان يقاتل بصفوف المهاجمين بجانب الفلسطنيين والمرتزقة والحزب الشيوعي
– المحور الثالث من بلدة بصرما باتجاه بلدات: عابا – بطرام – أميون، واستلمته قوات العائلات الزغرتاوية بقيادة طوني فرنجية
نفذ الهجوم وانقذت المنطقة واسترجعت شكا بحلول ليل 7 تموز. لم يكن لهذا الهجوم الفرصة بالانتصار السريع لولا حدثين غيرا وجهة المعركة:
– شجاعة ال 14 مقاتل من كفرعبيدا الذين منعوا تثبيت المدفعية باتجاه البترون
– إلتهاء المهاجمين بالسرقة والقتل المتوحّش للمدنيين
بعد ايام من تاريخ اندلاع معركة شكا والكورة، وبدل قرع اجراس الانذار، قرعت أجراس النصر، وبدل اطلاق رصاص الغدر، اطلق رصاص الفرح بالتحرير… تلك المعركة التي سطرت فيها الكثير من البطولات، ومهما كتب وأورّخ من شهادات لا يكفي لنوفيها حقها، فقد جعل المقاتلون والمقاومون واهل هذه المناطق من مقاومتهم مدرسة للصمود والتعلق بالارض والوجود…
#مجزرة_شكا
#المقاومة_اللبنانية
#اكاديمية_بشير_الجميل
#الحرب_اللبنانية
====================

لماذا مجزرة شكا ٥ تموز ١٩٧٦:
https://twitter.com/i/status/1544291399415336962
– أضعاف القوى اللبنانية وتشتيت حشدها العسكري مع بداية حصار “تل الزعتر”
– السيطرة على المعامل وبالتالي مردود مالي اكبر
– السيطرة على المرفأ لزيادة التهريب
من قام بالمجزرة:
– منظمة فتح
– حركة ٢٤ تشرين
– جيش لبنان العربي
– جند الله