الخوري بول الدويهي/”بدنا نحمل بعضنا البعض” … هيدا الكلام ما فيه يقولو لا دَولتو ولا فخامتو ولا معاليه ولا سَعادتو ولا سيادتو ولا أيّ شخص متّهم بتدمير هالبلد

126

“بدنا نحمل بعضنا البعض” … هيدا الكلام ما فيه يقولو لا دَولتو ولا فخامتو ولا معاليه ولا سَعادتو ولا سيادتو ولا أيّ شخص متّهم بتدمير هالبلد…
الخوري بول الدويهي/14 شباط/2022

هيدا الكلام بيقولو إنسان جايي من معاناة الشّعب ومشارك هالشّعب آلامو وأوجاعو…
هيدا الكلام ما فيه يقولو لا دَولتو ولا فخامتو ولا معاليه ولا سَعادتو ولا سيادتو ولا أيّ شخص متّهم بتدمير هالبلد…
بدنا نحمل بعضنا البعض أكيد، واجبنا ولازم نحمل بعضنا البعض نحنا اللّي دفعنا تمن فسادكُن، ولو مَنّا حاملين بعضنا البعض وعم نعيش الشركة والمحبّة مع بعضنا البعض كان الوجع أكبر بكتير.
مش مسموح ولا مقبول إنّو إنتو الفاسدين تطلبوا اليوم منّا بعد ما هرّبتو أموالكُن وسرقتو اللّي سرقتوه وعملتو عملتكُن إنكُن تدفّعونا نحنا الفاتورة عنكُن.
واحد سِهِر، فتح شامبانيا تسلّى، انبسط وبآخر اللّيل بيقلّنا إنتو اللّي كنتو نايمين شاركوني الفاتورة…
لأ مغلّطين كتير.
ندفع الفاتورة عنكُن مغلّطين كتير، وبكلّ صدق ما بينقلّكُن إنتو اللّي دمّرتو البلد إلا ذات الكلام اللّي قالو الربّ بالإنجيل: “إبعدوا عنّي يا ملاعين”.
إبعدوا عنّا يا ملاعين، إبعدوا عن شعبنا يا ملاعين،
إبعدوا عن شعبنا لأنكُن عم تجوّعوه أكتر وأكتر وتشحّدوه اللّقمة،
إبعدوا عن شعبنا يا ملاعين لأن حرمتو أطفالنا شرب الحليب،
إبعدوا عن شعبنا يا ملاعين لأن حرمتو مرضانا الدّوا ومع كل فوتة مستشفى بيشحدوا،
إبعدوا عن شعبنا يا ملاعين لأن كتار تهجّروا وهاجرو بسببكُن وصارو غربا ببلدان العالم وحرقتو قلوب كتيري،
إبعدوا عن شعبنا يا ملاعين لأن ذلّيّتوه كتير وعرّيّتوه حتّى من كرامتو،
إبعدوا عن شعبنا يا ملاعين لأن سجنتو أحلامنا وسرقتو أموالنا وجنى عمرنا…
وبعد إلكُن عين تحكوا!!!
قبل ما تطلبوا من حدا شي ردّوا المسروق، قبل ما تفكّروا كيف بدكُن تزيدوا الضّرايب وقّفوا الهدر وسكّروا هالجيبة المفخوتة واللّي إنتو كلّ مرّة عم توزّعوها وبلّشوا بإصلاح حالكُن.
توبوا، كرمال الله توبوا قبل فوات الأوان… هيدي صرخة الربّ إلكُن.
أوعا تفكّروا الربّ معكُن باللّي عم تعملوه، مغلّطين كتير…
الربّ مع كل فقير، الربّ مع كل مظلوم، وكنيسة المسيح ما فيها تكون إلا مع الفقير والمظلوم.
مش شرف كنيستنا إنّها تكون بعلاقة جيّدة مع العظماء والأقوياء والأغنياء، نهائيًّا مش شرف كنيستنا.
شرف كنيستنا إنّو الفقرا يحسّوا حالُن لمّا يجوا لعندا إنُّن بِبَيتُن، هيدا الشّرف الحقيقي.
شرف كنيستنا تقوم برسالتا ع هالأرض وتدعي الكلّ، حتّى الأغنيا، حتّى الفاسدين، تدعيون للتّوبة من أجل خلاصُن.
ما خصّنا بالسياسة وأنا مش عم إحكي سياسة، بس لمّا كرامة الإنسان تكون معنيّي، مبلا خصّني، ولازم نعمل كلّنا سوا كل شي بينعمل حتّى المسؤولين عنّا يكون عندُن همّ العدالة والمساواة والحفاظ على كرامة الإنسان.
القديس إيرينيه دو ليون بيقول : مجد الله هو الإنسان الحيّ، استوحى منّو القدّيس الثائر أوسكار روميرو هالكلمات: مجد الله هو الفقير الحيّ.
همّنا، مقياسنا، مشاريعنا، صرختنا لازم تكون من أجل إخوة يسوع الصّغار، الفقراء اللّي هنّي زعماءنا وأسيادنا وحكّامنا، مش أيّ شخص آخر.
هالصّرخة عم قولا تنوعا كلّنا سوا إنّو جريمة كبيرة اللّي عم يصير، وما زالت الجريمة مستمرّة…
هالصرخة عم قولا تنوعا كلّنا سوا إنّو عنّا مسؤوليّة، تنوعا كلّنا سوا إنّو واجبنا عالقليلة بكلمة الحق نهزّ عرش كل مين مكبّش بسلطتو وبمركزو من أجل مصالحو.
صلاتي للربّ توبة الجميع، صلاتي للربّ نكون كنيسة الفقراء، صلاتي للربّ يكون همّنا واحد، إخوة يسوع الصّغار.
صلاتي للربّ كل واحد منّا يسمع بيوم من الإيام إنّو مبارك عند الآب وما يكون إنسان ملعون… آمين.