المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 18 أيلول /لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.september18.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

0000

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/بطرس خوند هو نموذج مأساوي لمصير المغيبين قسراً في سجون سوريا القبور

الياس بجاني/ذكرى انتخاب بشير: رسول ال 10452 كلم مربع إلى السماء

الياس بجاني/فيديو ونص: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من موقع "ليبانون اون" مع المحامي نعوم فرح يكشف من خلالها معطيات ومؤشرات سبقت اغتيال الشيخ بشير الجميل.. تفاصيل لأول مرة عن المؤامرة بمشاركة السوفييت: من قتل بشير الجميل؟

قبرص تنذر أوروبا: لبنان آخر سدّ للاجئين.. وقد ينهار

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 17 أيلول 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

موفد «رايح» وموفد «جاي» والشغور الرئاسي مستمر..و«هدوء مصطنع» في عين الحلوة!

اجتماع فاتيكاني مع “الخماسية” خلال أيام: خطة إنقاذية للبنان

زيارة لودريان الثالثة… بداية مسار جدّي لإنهاء الشغور الرئاسي؟

دريان وسيط الخلاف بين مولوي وعثمان

قائد الجيش في المقدمة رئاسيًا… وسلّة أسماء بجعبة لودريان

لا حوار بل جلسة نقاش… هل يوافق “الثنائي” على اقتراح لودريان؟

حراك قطري لفتح الطريق أمام قائد الجيش بغطاء “الخماسية”

تغييرات في المشهد الرئاسي… ولائحة جديدة بالأسماء

خرق محدود لقرار وقف إطلاق النار في عين الحلوة

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

الأردن والمكون الدرزي وحراك السويداء: ما هي حدود «اللعب والانخراط» الآمن جنوب سوريا؟

سوريا: احتجاجات السويداء تدخل شهرها الثاني وقلق دولي واسع من «رصاص» النظام

احتجاجات السويداء تدخل شهرها الثاني بمرجعية دينية موحّدة

الأمم المتحدة: مقتل 96 ونزوح 6500 أسرة جراء الاشتباكات في دير الزور

القصف العشوائي يزيد أعداد الضحايا المدنيين في السودان

الجيش وقوات «الدعم السريع» يتبادلان الاتهامات بالمسؤولية

قلق أوروبي بعد سحب طهران تفويض مفتشي «الطاقة الذرية»

إيران تسعى إلى سحب القوات التركية من سوريا مقابل خطة روسية بـ«شرعنة» بقائها

أوكرانيا تقول إن قواتها سيطرت على «كليشتشييفكا» قرب «باخموت»

الأمم المتحدة: مقتل 96 ونزوح 6500 أسرة جراء الاشتباكات في دير الزور

روسيا تعلن إحباط هجمات منسقة على القرم وموسكو وأمين «الناتو» يدعو إلى الاستعداد لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا

تضارب كبير في أعداد ضحايا إعصار درنة: الأمم المتحدة تعلن عن وصول الوفيات إلى 11 ألف شخص ووزير ليبي ينفي

ترمب: لن أعفو عن نفسي إذا تم انتخابي رئيساً... ولا أخشى السجن ورحّب بفكرة اختيار مرشّحة لخوض السباق الرئاسي نائبةً له

فد أميركي إلى بنغازي للضغط على حفتر ضد الوجود الروسي لمواجهة مساعي موسكو توسيع وجودها في البحر المتوسط

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان يبني مطاراً عسكريّاً.. في وداع مرفئه ودَورِهِ/محمد بركات/أساس ميديا

فرنجيّة أو لا أحد/نديم قطيش/أساس ميديا

تمديد "الجهد" الفرنسي.. وانتظار الدور قطري ومفاوضات السعودية الإقليمية/منير الربيع/المدن

عين الحلوة: انتهت المعركة.. وبدأت حرب "إنهاء" فتح/منى الحسن/أساس ميديا

مساعي لودريان الى نتيجة إيجابية… والرئاسة ليست الهدف!/إليانا بدران/نداء الوطن

المعارضة تتحضر لما بعد ترشيح فرنجية – أزعور/كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

الذكرى الأولى لمهسا أميني وثورة الحجاب: هتافات الموت لخامنئي تتجدد بـ«حناجر يتيمة»/رالي موفق/القدس العربي

معممون يرفعون الصوت ضد "حزب الله" وحركة "أمل" ...سعي إلى تشكيل جبهة معارضة لما يحصل داخل الطائفة الشيعية بسبب مصادرة "الثنائي" قرارها/سوسن مهنا/اندبندنت عربية

إنهيارُ لبنانَ كان يُمكِنُ تفاديه/د. حارث سليمان/جنوبية

لبنان والمعادلات المقفلة، فهل من سبيل؟/شارل الياس شرتوني

مسؤول فرنسي سابق يروي لـ "النهار العربي" قصة صعود رياض سلامة وهبوطه: لبنان مستمر في انزلاقه نحو جهنم/رندة تقي الدين/النهار العربي

حكومة ميقاتي في أزمة!/يوسف دياب/الشرق الأوسط

مخرج توافقي لإنهاء الأزمة الرئاسية/أنديرا مطر/القبس الكويتية

المدرسة الرسمية تدخل ذليلة الى المجلس النيابي فهل نذكّرهم بكرامتها في الاعتصام أمام المجلس غدا؟/غسان صليبي/فايسبوك

كيم يونغ أون... أداة حادّة لدى الصين وروسيا في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها ومشاريعها العالمية/راغدة درغام/النهار العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

نص عظة المطران عودة التي التي ألقاها اليوم 17 أيلول/2023/ خلال ترأسه القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

المطران عودة: نحن شعب اعتاد حمل صليب عظيم في بلد اختصاص مسؤوليه إثقال كاهل المواطن بدلا من تأمين حياة كريمة وآمنة له

بيان للجيش اللبناني حول "مسلّح جونية"

سامي الجميّل: لتشكيل جبهة واسعة توقف مسلسل الخضوع

“للتخلي عن منطق الفرض”… باسيل: لحوار حقيقي و”إلا بلاه”

البطريرك الراعي من ملبورن: غالبية المسؤولين السياسيين فقدوا معنى السلطة فأصبحت تسلطا ومصالح خاصة وإهمال للشعب

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي

إنجيل القدّيس مرقس08/من34حتى38/01و09/”دعَا يَسُوعُ الجَمْعَ وتَلامِيذَهُ، وقَالَ لَهُم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها. فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟ ومَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين». وقالَ لَهُم يَسُوع: «أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنا لَنْ يَذُوقُوا المَوْت، حَتَّى يَرَوا مَلَكُوتَ اللهِ وقَدْ أَتَى بِقُوَّة».”

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

بطرس خوند هو نموذج مأساوي لمصير المغيبين قسراً في سجون سوريا القبور

الياس بجاني/15 أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122312/122312/

ترى هل أهلنا الذين خطفهم نظام الأسد وغيبهم منذ سنين هم أحياء أم أموات؟

  حقيقة، لا أحد يعلم لأن النظام السوري المجرم في حقبتي الأب والإبن حافظ وبشار يرفض حتى الاعتراف بوجودهم، ويمنع منظمات حقوق الإنسان الإقليمية والدولية من دخول معتقلاته وسجونه التي هي مجرد قبور.

ومن يتابع ملف المغيّبين في سوريا منذ عقود يدرك بحزن وغضب بأن لا  تقدم ولا إيجابيات بأي شكل من الأشكال، بل غموض كامل.

إن من يتحمل مسؤولية كبيرة هذه المأساة الإنسانية هم للذين مروا على الحكم في لبنان، وخصوصا أن عدد لا بأس به من الأحزاب المشاركة في الحكم كانت ضليعة باعتقال لبنانيين وتسلميهم للمخابرات السورية. كما أن كثر من الحزبيين والمسؤولين والسياسيين الكبار قد استغلوا عائلات المفقودين ماديا ومعنوياً بموت ضمير وجشع ابليسي.

 من المؤسف بأن القضية برمتها توشك أن تصبح طي النسيان، لكنها ستبقى في ذاكرة اللبنانيين وفي إصرارهم على معرفة الحقيقة ومحاسبة المسؤولين، وفي مقدمهم رموز نظام الأسد، وكل مسؤول لبناني وحزبي كان مشاركنا في جريمة خطف وتغييب، المئات بل الآلاف من اللبنانيين، ومنهم

المسؤول الكتائبي  بطرس خوند الذي هو عملياً نموذجاً لهذه المأساة الإنسانية.

(من أرشيف المركزية) بطرس خوند.... تذكرون هذا الإسم؟ نستذكره معا..الثامنة والنصف من صباح الثلثاء 15 أيلول 1992. ودع بطرس خوند زوجته جانيت وغادر منزله في منطقة حرج ثابت. فتح باب سيارته من نوع أوبل حمراء وما أن هم بإدارة محركها حتى طوّقه حوالى 8 أشخاص مسلحين وغير ملثمين وحاولوا إخراجه بالقوة من السيارة بعد فتح الباب. لكن بطرس عاجلهم وشهر مسدسه. إبنه البكر فادي على الشرفة. حاول أن يصرخ. فجأة سمع صوت طلقة رصاص واحدة واكتشف أن المسلحين صعدوا إلى سياراتهم بعدما خطفوا والده وأدخلوه إلى سيارة من نوع فان. الثامنة والنصف ودقيقتان. رن الهاتف في منزل أحد أصدقاء بطرس. جانيت خوند على الخط الآخر. "... الحقني خطفوا بطرس من قدام البيت". تلك كانت المرة الأخيرة التي تودع فيها جانيت زوجها بطرس على أمل العودة إلى دفء المنزل ليلا. 31 عاما مرت على اختفائه. رنا ربيع رواد كبروا تزوجوا وجانيت صارت تيتا. 30 عاما والسؤال نفسه: أين بطرس خوند؟... لا جواب. ليس بطرس خوند الرقم الوحيد على لائحة المفقودين في السجون السورية .627 إسما صاروا مجرد أرقام وصور في إطارات إلى جانب أمهاتهم اللواتي انتقلن والحرقة في قلوبهن وربما كان اللقاء في رحاب السماء ...

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ذكرى انتخاب بشير: رسول ال 10452 كلم مربع إلى السماء

الياس بجاني/14 أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/2236/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%b1%d8%b3%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84-10452-%d9%83%d9%84%d9%85-%d9%85%d8%b1%d8%a8%d8%b9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7/

يوم عيد الصليب المقدس سنة 1982 كان يوماً مأساوياً لن ينساه لبنان ولن يغيب عن ضمير ووجدان اللبنانيين المؤمنين بالهوية المميزة وبعقيدة ال 10452 كلم مربعاً. لقد أصبحت ذكرى ذلك اليوم محطة بارزة في تاريخ المقاومة اللبنانية التي ما زال مشعلها وهاجاً يحمله بعناد البشيريون بإيمان لا يتزحزح وعزيمة صلبة كعزيمة القديسين. في ذلك اليوم امتدت يد الغدر الحاقدة وقتلت بشير الجسد، إلا أنها فشلت في قتل بشير القضية والطموح والوطنية والطموح والفكر وروح المقاومة.

في ذلك اليوم ارتفع صليب لبنان إلى السماء وعليه شهيد لبنان الرئيس الشيخ بشير الجميل محاطاً برفاق دبه البررة الثلاثة والعشرين الذين رافقوه في رحلة حياته الأرضية التي وهبها للبنان ولقضيته المقدسة، وكان لهم أن يرافقوه أيضاً في رحلة العودة إلى جنة الخلد حيث البررة والقديسين.

ارتفع البشير على صليب لبنان بعد أن روى ورفاقه بدمائهم الذكية والطاهرة تربة وطن الأرز المباركة.

ارتفع شهيد ال 10452 كيلو متر مربعاً وهو محاطاً برفاق دربه الشهداء ليواجه معهم وجه ربه بضمير مرتاح وزوادة إيمانية كبيرة وطهارة مقدسة.

ارتفع إلى السماء بعد أن أدى رسالته الأرضية، وبعد أن صاغ أطر واضحة للقضية اللبنانية، وزرع في نفوس اللبنانيين روح المقاومة والفداء، وغرس في وجدانهم الإيمان بحتمية انتصار وطن الرسالة الذي أجرى فيه السيد المسيح أول عجائبه، والذي باركته السيدة العذراء وجعلت منه محجة للمؤمنين.

لقد أراد الله سبحانه تعالى أن يميز البشير في مماته كما ميزه فيما وهبه من وزنات وإيمان فرفعه إلى جنة خلده في يوم عيد ارتفاع الصليب الذي ارتضى أن يسمر عليه ابنه الحبيب فداءً للإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله، ومن أجل أن يعتقه من عبودية الخطيئة الأصلية.

قال الرسول بولس الرسول” :إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، أما عندنا نحن معشر المؤمنين فهي قوة الله”.

البشير احتضن الصليب وجعله نبراساً وطريقاً ونهجاً وشعاراً في نشر رسالته اللبنانية، رسالة التعايش والمحبة والأخوة والوفاء والحضارة والثقافة والعزة والكرامة.

ارتفع البشير إلى السماء تاركاً قيمه وتعاليمه وروحه وحبه للوطن في نفوس وضمائر شعبه الذي أحب وقدم نفسه قرباناً من أجل خلاصه وحريته، ومن كان الصليب حاميه لن تغلبه الأبالسة ولن تدنس قداسته حقارة وهرطقات الفريسيين والكتبة ومن هم على شاكلتهم ومثالهم. وكما أن السيد المسيح قهر الموت وكسر شوكته وقام من القبر في اليوم الثالث، فإن رسالة البشير الوطنية والإيمانية باقية حتى يوم القيامة والحساب وهي التي ستقيم لبنان عاجلاً أو أجلاً من قبر التبعية والارتهان والخنوع والأنانية والاحتلال.

لبنان البشير لن يموت لأنه حيّ في نضال ومقاومة وعنفوان كل لبناني يؤمن قولاً وفعلاً بحلم البشير، حلم القضية، ويريد أن يعيش مرفوع الرأس بكرامة وعنفوان في وطن حر وسيد ومستقل وديموقراطي، وطن تظلله العدالة والمساواة والعيش الكريم. وطن محرر من الجيوش الغريبة ومن المرتزقة والطرواديين والملجميين، وطن يحكمه أهله وتُحترم فيه حقوق إنسانه ويصون كرامته.

لقد ناضل البشير ليعيد إلى الأرض اللبنانية وحدتها، وإلى وطن الأرز سيادته، وإلى اللبناني حريته وكرامته، وإلى الدولة هيبتها، وإلى المؤسسات فاعليتها، وهو القائل بصوت عال: “نريد أن نعيش مرفوعي الرأس، وما يجب تغييره هو الذهنية وتجديد الإنسان لتجديد لبنان”، وكما قال النبي ملاخي في الكتاب المقدس فالبشير، “كانت شريعة الحق دائماً في فمه”.

اليوم ونحن نتذكر يوم انتُخب بشير رئيساً للجمهورية اللبنانية بفخر وعنفوان نؤكد على خلفية إيمانية راسخة وصلبة أن حلم البشير حي ولن يموت لأنه متجسد بقوة في همم شباب لبنان السياديين والشرفاء الذين أخذوا على عاتقهم حمل مشعل الحريات والكرامة والتحرير والتحرر والسيادة والاستقلال بنمط سلمي وحضاري سوف يتوج بإذن الله بتحرير لبنان واستعادة استقلاله وحريته.

بشير القضية حي ولن يموت ومن كان الله نصيره الله فلا غالب له.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

https://eliasbejjaninews.com/archives/78473/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-6/

ذكرى ارتفاع الصليب المقدسة

جمع وتنسيق/الياس بجاني

في كل سنة بتاريخ 14 أيلول تتذكر الكنيسة ظهور الصليب للملك قسطنطين الكبير، في حربه ضدّ مكسنسيوس، وذلك انه لمّا قَرُبَ من روما استعان بالمسيحيين، واستغاث بإلههم يسوع المسيح، وإله والدته هيلانه لينصره على أعدائه. وبينما هو في المعركة ظهر له الصليب في الجو الصافي، محاطًا بهذه الكتابة بأحرف بارزة من النّور:  “بهذه العلامة تظفر”، واتّكل على إله الصليب، فانتصر على مكسنسيوس، وآمن هو بالمسيح وجنوده. وجعل راية الصليب تخفق في راياته وبنوده وبعث الكنيسة من ظلمة الدياميس وامر بهدم معابد الأصنام وشيّد مكانها الكنائس، ومنذ ذلك الحين، أي منذ عام 330، عمّ الاحتفال بعيد الصليب الشرق والغرب.

14 أيلول/2023

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

 الياس بجاني/فيديو ونص: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

https://www.youtube.com/watch?v=G0p1OEn8AUk&t=272s

14 أيلول/2023

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من موقع "ليبانون اون" مع المحامي نعوم فرح يكشف من خلالها معطيات ومؤشرات سبقت اغتيال الشيخ بشير الجميل.. تفاصيل لأول مرة عن المؤامرة بمشاركة السوفييت: من قتل بشير الجميل؟

https://www.youtube.com/watch?v=LXY1GO0emsk&t=333

17 أيلول/2023

 

قبرص تنذر أوروبا: لبنان آخر سدّ للاجئين.. وقد ينهار

بتول يزبك/المدن/17 أيلول/2023

في تقريرٍ سابق، تحت عنوان: "بؤس مخيماتهم يستفحل: اللاجئون أمام "العودة" القسريّة أو الغرق"، تحدثت "المدن" عن عودة قوارب "الموت" المُنطلقة من السّواحل اللّبنانيّة وتحديدًا الشّماليّة باتجاه أوروبا وغالبًا قبرص، ذلك في أعقاب موجة تضييق وعنصريّة بحقّ اللاجئين، انفلتت من قالبها التّقليديّ طوال إثني عشر عامًا، لتكتسب السّمة العنيفة، أكان بالتّرحيل القسريّ أو بالانتهاكات، في لبنان ودول الجوار، إقليميًّا. هذا الواقع، الذي فرض على دول أوروبيّة عدّة ومن جملتها قبرص، التّي دخل إليها مئات المهاجرين غير الشرعيين من الجنسيّة السّوريّة، والهاربين من لبنان، إلى التّوجس من موجة الهجرة الأخيرة، ما دفع الحكومة القبرصية رسميًّا للمطالبة وأمام الاتحاد الأوروبيّ، بمراجعة وضع سوريا، إن كانت ما زالت غير آمنة ولا يمكن إعادة طالبي اللجوء إليها، على اعتبار أن تزايد المشاعر المعاديّة للمهاجرين في الجزيرة المتوسطيّة، قد يؤدي إلى انتهاكات جمّة بحقّ اللاجئين.

السّلطات القبرصيّة المستنفرة

وقد أكدّ وزير داخليتها، كونستانتينوس يوانو، أنه سيحاول إقناع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بإنهاء وضع سوريا كدولة غير آمنة لا يمكن إعادة اللاجئين إليها. وأكّد "أننا، كقبرص، نعتبر ونرى، إلى جانب الدول الأعضاء الأخرى، أنه من المفيد إعادة تقييم وضع سوريا"، موضحًا أنّ الاتحاد ترك وضع سوريا من دون تغيير مدّة 11 عامًا، وهناك حاجة إلى مراجعة ذلك، لأن بعض المناطق تعدّ فيها آمنة.

مُضيفًا: "هناك بالفعل منطقتان تعترف بهما وكالة اللجوء بالاتحاد الأوروبي (EUAA)  على أنهما منطقتان آمنتان، لذا، يجب الآن أيضًا الاعتراف بذلك على مستوى الاتحاد الأوروبي، مما يسمح لنا بترحيل الأشخاص أو إعادتهم إلى سوريا. في الوقت الحالي، لا يمكن لأي دولة أن تفعل ذلك". وتبين أنه وفي الرسالة التّي أرسلها يوانو إلى نائب رئيسة المفوضيّة الأوروبيّة، مارغريتس سخيناس، قد سلّط الضوء أيضًا على الحاجة الملحّة لمساعدة لبنان الذي لجأ إليه نحو 2.5 مليون سوري. وأشار إلى أن "المعلومات المتوافرة لدينا من السلطات في لبنان هي أن هناك زيادة في عدد السوريين الذين ينتقلون إلى لبنان، ولبنان حاجز. إذا انهار لبنان، فستواجه أوروبا بأكملها مشكلة".

لبنان: السّد المنيع؟

ولما كان لبنان -الغارق في أزماته المتناسلّة- والذي ينوء بحمل ملف اللاجئين السّوريين، وحده دون تدخل أوروبيّ- أمميّ جديّ وعملانيّ، وسط تخبطات سياسيّة، ونزعة شعبيّة لإلقاء اللّوم على السّوري في استفحال الأزمات، قد أطلق منذ مطلع العام الحاليّ، حملات أمنيّة عدّة راميّة لتضييق الخناق على اللاجئين وترحيلهم قسرًا وبالآلاف، فيما يأنف المجتمع الدوليّ عن عرض المساعدة اللازمة، مكتفيًا بتسجيل الانتهاكات واستنكارها..

أما اليوم، فيحاول لبنان الرسميّ تدارك واقع حدوده المفتوحة على مصراعيها وإقفالها بوجه المهاجرين الاقتصاديين من سوريا، والتّغاضي بالمقابل ولو بصورة مواربة عن الشواطئ التّي تنطلق منها عشرات القوارب غير الشرعيّة، وكان أبرز دليلٍ على ذلك، نجاح المئات من اللاجئين في الوصول إلى قبرص عبر البحر، الشهر الماضي، فيما أعادتهم السّلطات القبرصيّة إلى لبنان، الذي رحلهم بدوره إلى الداخل السّوري. (راجع "المدن") وعلى هذا الأساس، فلا غرابة في أن تعتبر الدول الأوربيّة لبنان "السّد المنيع" الذي يحول دون تدفق الآلاف المؤلفة من اللاجئين باتجاه دولها، وسط تخاذلها عن تقديم أي حلّ مرضٍ للصراع السّوريّ، أو موقف حاسم من نظام الأسد وجرائمه، أو خطّة عمليّة لتنظيم التغيير الديمغرافي الحاصل في العالم الذي يموج بملايين اللاجئين السّوريين، والأوكرانيين، ومن أفريقيا، السّودان وليبيا.. معبرةً عن توجسها من انفلات الوضعيين الأمنيّ والاقتصادي، في لبنان، ما قد تتحمل هي تبعاته لاحقًا، لتستيقظ أخيرًا بعد حيادٍ طويل، لتعيد تقييم وضع سوريا، الآن.

نظام الأسد

أما الأسد -المُنزه عن المساءلة- وحلفاؤه من الروس والإيرانيين، فلم يشعر حتّى حينه بأيّ ضغطٍ جديّ من الخارج، وحتّى من المجتمع العربيّ (القلق من ملف اللاجئين) والذي انفتح عليه مؤخرًا، بل استفاد من الضبابيّة الإقليميّة والدوليّة، لتحويل هذا الملف إلى مادة تفاوض، لابتزاز المجتمع الدوليّ وحثّه على المساهمة في مشروع الإعمار، كما ولبنان الذي يحاول بشتّى الطرق دفعه للتطبيع الكامل تحت ذريعة اللاجئين، ما يعني عودة "الوصايّة" وترجيح كفّة حلفائه أكثر في الداخل.

المُعارضة السّوريّة

وفي سياقٍ مُتصل، وتنديدًا بالانتهاكات التّي تطال اللاجئين السّوريين في لبنان، من قبل السّلطات الأمنيّة والتجمعات الشعبيّة، أدان الائتلاف الوطنيّ السّوري لقوى الثورة والمعارضة في بيان، أمس السبت 16 أيلول الجاري، هذه الانتهاكات، وقال في بيانه: "إن بعض اللاجئين تعرضوا للشتم والضرب وتخريب الممتلكات الخاصة، وألواح الطاقة الشمسية، ومصادرة أجهزة الاتصالات والأجهزة الشخصية في مناطق قضاء بعلبك، قضاء زحلة، قضاء البقاع الغربي" (راجع "المدن"). وطالب الائتلاف الوطني بالتدخل السريع والمباشر من قبل المفوضية الّسامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمات الأمم المتحدة ذات الصلة، من أجل إنقاذ اللاجئين السوريين وإيقاف جريمة وشيكة في حال تم ترحيلهم إلى مناطق سيطرة نظام الأسد. وأضاف أن عشرات التقارير والتحقيقات أكدت تعرض المرحلين قسراً من اللاجئين إلى الاعتقال والتعذيب، الذي يؤدي إلى الموت في كثير من الحالات. كما طالب الحكومة اللبنانية بإيقاف الحملة مباشرة والالتزام بحقوق اللاجئين والقوانين والأعراف الدولية، والقيم والمبادئ الإنسانية، التي تضمن حق اللاجئ في العيش الآمن والرعاية التعليمية والصحية وعدم الترحيل القسريّ. فيما ذكر أن "وجود السوريين في لبنان هو وجود اضطراري، حيث نزحت آلاف العائلات إلى لبنان بعد الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا "حزب الله" اللبنانية بالتعاون مع قوات النظام والميليشيات الإيرانية، بحق السوريين في منطقة القصير ومناطق متفرقة من محافظات دمشق وريف دمشق وحمص". مؤكدًا: "أن سوريا ليست بيئة آمنة لإعادة اللاجئين بوجود نظام الأسد، والعمل على ترحيلهم هو مشاركة حقيقية بجريمة حتمية".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 17 أيلول 2023

وطنية/17 أيلول/2023

مقدمة "تلفزيون لبنان"

بدا المشهد الرئاسي في حالة انتظار للحركة الخارجية بهدف خرق الجمود الحاصل مع ترقب ما ستؤول اليه نتائج اجتماع اللجنة الخماسية الثلاثاء المقبل على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، وقبل العودة الرابعة للموفد الرئاسي الفرنسي الخاص  جان ايف لودريان الى بيروت.

اما البارز فكان كلام  لوزير الاعلام زياد المكاري وفيه ان معادلة فرنجية- أزعور انتهت والمعادلة الحالية هي سليمان فرنجية- جوزيف عون. ولفت الوزير المكاري الى ان رئيس تيار المردة مرشح ثابت بدعم حلفائه، وقائد الجيش يحتاج الى تعديل دستوري للوصول الى الرئاسة.

في أي حال، حالة رصد في الاوساط السياسية  للمرحلة المقبلة وكيف ستتعامل المعارضة معها والتي تقول إنها منفتحة على حل رئاسي بعيدا من فرض الأمر الواقع.

الى ذلك، سيحضر ملف النزوح السوري والارقام الخطيرة لدخول لبنان عبر المنافذ غير الشرعية، في كلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من على  منبر الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.

وتزامنا، دقت قبرص الدولة العضو في الاتحاد الاوروبي ناقوس الخطر، بتوجيه رسالة واضحة الى اوروبا مفادها ان السد اللبناني سينهار امام النزوح السوري الهائل، وهي رسالة لقيت ترحيبا في المحافل السياسية اللبنانية.

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

أنه أسبوع لبنان في العالم. ففي نيويورك يعقد ممثلو مجموعة الدول الخمس إجتماعا الثلاثاء لغايتين: الأولى دراسة ما تحقق حتى الآن على الصعيد الرئاسي في لبنان، والغاية الثانية وضع خريطة طريق التحركات المقبلة. وفي روما تعقد أمانة سر دولة الفاتيكان برئاسة الكاردينال بييترو بارولين إجتماعا مع سفراء الدول الأعضاء في مجموعة الخمس، وذلك للبحث في الملف الرئاسي وإيجاد حلول عملية له. وفي مرسيليا يعقد البابا فرنسيس إجتماعا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعلى رأس جدول أعماله المسألة الرئاسية في لبنان. وسيواكب كل هذا في بيروت بحراك قطري، الهدف منه إخراج المأزق الرئاسي من عنق الزجاجة، ومحاولة الدفع في اتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الخريف المقبل، أي قبل نهاية السنة. فهل تنجح الحركة الإقليمية - الدولية في تحقيق هدفها، أم أن شياطين التفاصيل اللبنانية ستكون أقوى من كل المساعي والمحاولات؟ طبعا لا جواب نهائيا عن السؤال.

لكن الأكيد أن الشهرين المقبلين حاسمان. فإما انتخاب رئيس جديد، وإما الذهاب إلى شغور طويل لا يدري أحد كيف ينتهي ومتى. في لبنان موقفان لافتان. الاول لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي طالب بحوار غير تقليدي وخارج طاولة مستديرة ورئيس ومرؤوس، ويستطيع ان يأخذ شكل مشاورات وتباحث ثنائي وثلاثي بمكان محدد وزمان محصور. بتعبير آخر، باسيل لم يعد مع الحوار التقليدي الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، ما يعني ان دائرة المعترضين على حوار بري تتسع، وهو ما يفسر تأجيل الدعوة اليه. الموقف الثاني هو ما اعلنه النائب بيار ابو عاصي لل "ام تي في" ، وفيه انه للمرة الاولى منذ سنة ونصف السنة لم يسمع اسم فرنجية يتردد في دوائر الاليزيه كمرشح رئاسي ما يشير الى ان معادلة سليمان فرنجية- نواف سلام سقطت حتى عند عرابيها في فرنسا.

أمنيا، وقف اطلاق النار في عين الحلوة تعرض لخرق محدود عصر اليوم ، وذلك للمرة الاولى منذ مساء يوم الخميس الفائت. فهل يبقى الخرق محدودا، ام ان مخطط اشعال النار في اكبر مخيم فلسطيني في لبنان سيتواصل، ما يرتب تداعيات كبيرة على الساحتين اللبنانية والفلسطينية.

اما مؤسساتيا، فاللافت ما يقوم به وزير الداخلية في معركته ضد الفساد مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان. وهو امر يجب ان يحصن عبر كل الوسائل في سبيل ان يشكل نموذحا للدولة الموعودة.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

اذا استثنينا المدة الوجيزة التي تلت استقالة رئيس الاستقلال بشاره الخوري عام 1952، فالفراغ الرئاسي الذي نعيش اليوم، هو الرابع في تاريخ لبنان، والثالث بعد الطائف، وتحديدا بعد خروج لبنان من عهد الوصاية السورية عام 2005.

فراغ 1952 الوجيز، انتهى بانتخاب رئيس جديد هو كميل شمعون، اما فراغ 1988، فأعلن نهاية الجمهورية الأولى بعد الاستقلال، وشرع الابواب امام تعديلات دستورية، بعضها الأول صحيح، وبعضها الثاني في غير محله، وبعضها الثالث بحاجة الى تعديل او تفسير.

واذا كان فراغ 2007، حصل في عز الانقسام بين معسكري الثامن من آذار والتيار الوطني الحر من جهة، والرابع عشر من آذار من جهة اخرى، فهو قد شق الطريق امام اعراف جديدة، يصر فريق الى اليوم على انها كانت محقة لتأمين الشراكة بين المكونات، ويكرر فريق آخر يوميا انها كرست سطوة فريق على حساب آخرين.

غير ان الشراكة التي خطت استعادتها خطوات كبيرة في اتفاق الدوحة، حكوميا وفي قانون الانتخاب، تطلبت فراغا جديدا عام 2014 لفرضها واقعا على مستوى رئاسة الجمهورية، بانتخاب العماد ميشال عون، بوصفه الممثل الاول للمكون المسيحي.

اما اليوم، وبعد كل ما جرى في البلاد، فثمة من لم يتعلم بعد من كل الفراغات السابقة. فالتلاعب بالدستور الذي تلا الفراغ الاول بعد الطائف، يستعيده البعض اليوم في اتجاهات اخرى. والاعراف التي كرسها الفراغ الثاني، ثمة من يستخدمها راهنا على غير ما رمت اليه. والشراكة التي جسدها الفراغ الثالث، ينقلب عليها جذريا من ايدها في حينه. فماذا سيلي الفراغ الرابع؟ هل سيليه مجرد انتخاب رئيس جديد كما حصل عام 1952؟ ام تلاعب جديد بالدستور كما جرى عام 1989؟ وهل يكون البديل اعرافا في اتجاه آخر كما جرى سنة 2008، ام انقلابا على الشراكة التي تحققت عام 2016؟

كل ذلك ليس مطلوبا. فالمطلوب اليوم هو بكل بساطة حل يبدو حتى اللحظة بعيدا. فالمشهد الاقليمي والدولي المحيط بالملف اللبناني لا يزال غير مكتمل، والصورة الرئاسية المحلية مفككة الى درجة يخال معها البعض ان الجمع مستحيل. اما فشل نظام ما بعد الطائف، فهو الواقع الملموس الوحيد في انتظار ثبوت العكس، او حتى اجراء عملية جراحية سياسية موضعية، تصحح الثغرات وتفسر الغموض بروحية الوفاق.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

اعتبارا  من غد الإثنين يحضر لبنان على مدى أيام في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ذلك أن الخماسية العربية والدولية ستجتمع  هناك الثلاثاء حيث يطلعها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان على نتائج الزيارة الثالثة التي قام بها إلى بيروت. كما ستكون للوفد الرسمي اللبناني برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لقاءات في نيويورك قد تشمل أعضاء الخماسية أو بعضهم. وكما بات معلوما فإن لودريان عائد إلى بيروت في زيارة رابعة قريبا بعدما كان قد غادرها يوم الجمعة.

وفي الحراك الخارجي باتجاه لبنان ترددت معلومات عن استعداد موفد قطري لزيارة بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة مع الإشارة إلى أن قطر هي عضو في الخماسية. في غضون ذلك تواصلت المطالبات الموجهة إلى كل القوى والكتل النيابية من أجل الإستجابة لمبادرة الرئيس نبيه بري على اعتبار أن الأزمة لا خروج منها إلا بالتقاء الجميع على طاولة حوار يتم خلالها التوافق بشأن الملف الرئاسي.

في الملف السوري كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن طهران اقترحت على دمشق وأنقرة خطة عمل بشأن انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.

أما في الأراضي الفلسطينية فقد سجل ثاني أيام عيد رأس السنة العبرية قيام المستوطنين باقتحام ساحات المسجد الأقصى حيث نفذوا طقوسا تلمودية ومارسوا استفزازات ضد الفلسطينيين. عملية الإقتحام تمت بمواكبة من شرطة الإحتلال التي قامت باعتداءات وحشية على المرابطين والمرابطات.

مقدمة تلفزيون "المنار"

تتقدم لغة الحوار على ما عداها مع انضمام كتل نيابية وازنة الى مبدأ التلاقي والبحث في آلية للخروج من المأزق. فحزب الله يؤكد مجددا أن الخروج من الانسداد السياسي القائم لا يكون الا بأن تحسم الاطراف السياسية أمرها، وأن تسلك الطريق الوحيد المتاح لإحداث خرق عبر تفاهمات بين كتل أساسية يمكن لها إن اتفقت على اسم رئيس أن توفر الغالبية الدستورية والأرضية اللازمة لانتخابه كما قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، وباللغة ذاتها خاطب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل العونيين خلال حفل إطلاق الولاية الجديدة لرئاسة التيار، مؤكدا أن منطق الحوار والتفاهم يفرض نفسه للخروج من الفراغ والانهيار وان يكون حول الأولويات الرئاسية كما يحصل بين التيار وحزب الله.

فالحوار يبقى الضمانة الاساسية لانقاذ البلد بعيدا عن لغة التحريض والتعبئة المذهبية والطائفية التي لا تولد الا متاريس بغيضة في ساحات المدن. فالجيش اللبناني أعلن عن مصادرة كمية من العتاد العسكري والقنابل اليدوية من مسلح روع الآمنين في مدينة جونية فجر وصبيحة الاحد متحصنا باكياس من الرمل، ورافعا أعلاما حزبية.

كذلك يبقى الحوار الفلسطيني الفلسطيني الضمانة لعدم تكرار الايام المرعبة التي عاشها مخيم عين الحلوة الذي يشهد هدوءا خرقته رشقات نارية لم تبطئ من مساعي تثبيت وقف اطلاق النار، على ان الانظار تبقى على الداخل الفلسطيني مع بدء موسم الاعياد الصهيونية. جماعات المستوطنين اقتحمت باحات المسجد الاقصى ومارست الاعمال الاستفزازية ، في وقت تستنفر قوات الاحتلال وتفرض اغلاقا شاملا على الضفة الغربية ومحيط القدس المحتلة بعدما رصدت أجهزة العدو قرابة المئتي انذار حول عمليات فلسطينية ضد أهداف صهيونية.

مفدمة تلفزيون "أل بي سي"

انتهت محادثات لودريان الرئاسية تاركة وراءها سؤالا واحدا: وهلق شو؟

بالمعطيات، فرنسا حفظت لنفسها دور الوسيط. الولايات المتحدة والسعودية اسقطتا ورقة سليمان فرنجية الرئاسية خارجيا ,وحصرتا اي حوار موسع بما بعد انتخاب رئيس للجمهورية. الكل في انتظار اجتماع اللجنة الخماسية حول لبنان الثلثاء في نيويورك ,على هامش اجتماعات الامم المتحدة, والذي سيليه مبدئيا وصول الموفد القطري مجددا الى بيروت نهاية ايلول.

داخليا، الصورة اليوم اتضحت اكثر، وحتى الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري يبدو اقرب الى السقوط. فجبران باسيل وفي حفل اطلاق الولاية الجديدة لرئاسة التيار الوطني الحر، شدد شروط هذا الحوار، قائلا: تعوا لحوار حقيقي والا بلا ما منشارك فيه، حوار ما في رئيس ولا مرؤوس، خارج طاولة مستديرة، بيقدر ياخد شكل تباحث ثنائي وثلاثي. اما الاهم في كلمته، فهو تراجعه خطوة عن ما كان اشترطه سابقا من اقرار قانوني اللامركزية الادارية والصندوق الائتماني قبل الانتخابات الرئاسية في حال تعذر ذلك، وقبوله بتعهد باقرارهما كأولوية للعهد الجديد.

رسالة باسيل وصلت سريعا الى عين التينة ومصادر مواكبة لحركتها اعتبرت ان طرح الثنائيات والثلاثيات غير منطقي. اما رسالته لحزب الله، عبر طلب التعهد بأولوية اقرار القانونين في العهد الجديد فهل وصلت، لا سيما ان التيار والحزب يتحاوران في هاتين النقطتين تحديدا؟ حزب الله يبدو واضحا، والنائب حسن فضل الله جدد اليوم موقفه الرئاسي الذي لم يتغير، ولكن فضل الله تحدث عن ضرورة ايجاد تفاهمات بين الكتل الوازنة، تقرب الجميع من الاتفاق على اسم رئيس.

مشوار التفاهمات طويل، وحتى فتح باب قصر بعبدا امام الرئيس، يواصل اللبنانيون نضال استرجاع وطن، كان منذ سنين غر طويلة "يدين بالليرة اللبناني" الهند وكندا.

مقدمة تلفزيون "الجديد"

على خطى مختلف الاحزاب اللبنانية  جدد جبران باسيل الثقة بنفسه وأنتخب شخصه رئيسا للتيار الوطني الذي لم يكن حرا في ديمقراطيته الانتخابية ولجأ الى التزكية كأمة عونية واحدة ذات رسالة خالدة. وباسيل الثاني الكبير الذي يجزم بان احدا لم يترشح ضده نحر الديمقراطية وحاضر فيها رفض منطق الفرض رئاسيا وطبقه حزبيا قال إن برنامج رئيس الجمهورية أهم من شخصشه. فأعطى الاولوية في التيارش الى شخصه الكريم ونزهه على العالمين داخل المجمع العوني الكبير واحاط نفسه بنواب رئيس من الخرسانة المتشددة  احدهم عميد الفدراليات بين مسلمين ومسيحيين، وثانيهم من خلان الاصلاح فتح معارك من حساب التيار للصرف على اوروبيين اتضح انهم فاسدون. وباجنحة نوابه المتكسرة حلق جبران وخاطب الرأي العام من موقع وصل في الحال الى الحكم واشهر سيف الاصلاح على العشائر اللبنانية وقال إنه لا يقبل باخطاء الماضي من دون اعتراف بانه كان شريك هذا الماضي والمتسبب بنزوح المستقبل.

تحدث باسيل عن رفضه فريقا ثان يوعي كوابيس الماضي وإذ يقصد سمير جعجع في هذا التوصيف فإن الرواية الكاملة تحتم على رئيس التيار الاعتراف بأن الفريق الاول لهذا الماضي هو العماد ميشال عون الذي خاض مع القوات حروب الغاء أدت الى تهجير المسيحيين والطرفان اودعا اللبنانيين كوابيس لا تزال حاضرة في الوجدان حتى اليوم. وفي مطالبه الرئاسية وضع باسيل شروطا بان لا يستحي مستقبل الرئيس من ماضيه، لكنه في هذا الشرط سيصيب عمه الجنرال الذي خلف وراءه رئاسة مدمرة فأستبقها بحربي الغاء وتحرير والانقلاب على الطائف ثم رهن الرئاسة لسنتين ونصف قبل وصوله واختتمها بان سلم بعبدا والبلد الى جهنم. وطبقا لهذا المسار في الحياء فإن الرؤساء "اللي استحوا ماتوا" وعين التيار اليوم ليس على الاسم انما على الصندوق الذي سيجمع من اصول الدولة ومقدراتها ليتم تعيين جبران باسيل امينا على صندوق البلد الحاكم مستثمرا فيه بخبرة عالية في افراغ السدود وكهرباء الاربعة وعشرين والبواخر وفي توزيع الحصص مستفيدا من تجربة تقاسم اتفاق معراب. فالرئيس لن يعلو على الصندوق الائتماني الذي من شأنه ان ينتزع الصلاحيات من كل المؤسسات والرئاسات ليصبح فخامة الصندوق. اما الخشبة المربعة في مجلس النواب فإن انتظارها يبدو طويلا ومسارها مرهون بالحوار لكن ليس الدخلي منها بل الحوار السعودي الحوثي في الرياض. والايام الفاصلة لاتضاح النتائج تتقلب على جمر المواقف غير المفيدة وعلى انسداد قال حزب الله إنه لا يزال قائما واعتبر النائب حسن فضل الله أنه لا إمكانية لإحداث خرق في هذا الانسداد السياسي لانتخاب الرئيس إلا بتفاهمات بين كتل وازنة وأساسية يمكن لها إن اجتمعت واتفقت على اسم رئيس أن توفر الغالبية الدستورية والأرضية اللازمة للانتخاب . اما القوات اللبنانية فكانت ايضا على لاءاتها من الحوار وقال النائب غسان حاصباني إن الحوار هو ضرب للدستور.. ولا لتكريس أعراف جديدة قبل انتخاب رئيس للجمهورية معتبرا ان الاسماء التي سبق وطرحت هي مشاورات فلماذا طاولة التأهيل للمرشحين؟ وتلك المواقف وغيرها تؤسس لمرحلة جمود في الملف الرئاسي الى ان يقضي الله موفدا فرنسيا كان مفعولا وتخرج الخماسية  ببيان الحث على الانتخاب، ويتصاعد الدخان الحوثي من المدخنة السعودية.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

موفد «رايح» وموفد «جاي» والشغور الرئاسي مستمر..و«هدوء مصطنع» في عين الحلوة!

جنوبية/17 أيلول/2023

لا تزال الاصداء السلبية لزيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان تغلف المشهد السياسي الى درجة التناقض والاختلاف في التصريحات، 180 درجة بين نائب واخر رغم ان الاثنين قد التقيا لودريان منفردين او مجتمعين. ووفق مصادر نيابية تغييرية لـ”جنوبية” فإن زيارة لودريان ولو انه عائد بعد اسبوعين لا يعني انها ناجحة وليس صحيحاً انها مهدت لمجيء الموفد القطري ومعه مبادرة رئاسية مشفوعة بـ”بركة” الخماسية. وترى المصادر ان “موفداً رايح وموفداً جاي”، لا يعني ان الازمة الرئاسية حلت وان الشغور في بعبدا انتهى! 

عين الحلوة

ورغم الهدوء الذي يسود عين الحلوة،  يبدو ان الاتفاق «الهش» لوقف اطلاق النار في عين الحلوة معرض للسقوط في اي لحظة نتيجة الفشل في الوصول الى اتفاق حول تسليم المطلوبين باغتيال قائد الامن الوطني الفلسطيني العميد اشرف العمروشي واثنين من مرافقيه.

حيث وضعت حركة فتح سقفا للتفاوض والقبول بوقف اطلاق النارعنوانه، تسليم قتلة العمروشي ولاتنازل عن هذا السقف بقرار من قيادة منظمة التحريرالفلسطينية في رام الله. وتكشف مصادر فلسطينية لـ”جنوبية” ان الهدوء المصطنع في عين الحلوة لن يستمر طويلاً في حال لم يسلم الاسلاميون المتهمين الـ8 بقتل اللواء ابو اشرف العرموشي ومرافقيه. وتلفت الى ان اتفاق “فتح” و”حماس” تحت الضغط الاعلامي والسياسي اللبناني هو شكلي ولم يترجم على الارض بتنفيذ المطلب الاول لفتح بتسليم المطلوبين وانسحاب باقي المسلحين من مدارس الاونروا .

وساطة لدريان بين المولوي وعثمان؟

وأعلن عضو “المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى” الشّيخ فايز سيف، في تصريح أنّ “مفتي الجمهوريّة الشّيخ عبد اللطيف دريان تدخّل على خطّ الخلاف بين وزير الدّاخليّة بسام مولوي والمدير العام لقوى الأمن الدّاخلي اللّواء عماد عثمان”، مشيرًا إلى أنّ “المفتي دريان توصّل إلى حلّ الخلاف القائم، ومن المفترَض أن يزور مولوي دريان صباح يوم الإثنين المقبل، على أن يزوره عثمان بعده، والعمل جارٍ على عقد لقاء نهائي بين الجانبين برعاية دريان”.

 

اجتماع فاتيكاني مع “الخماسية” خلال أيام: خطة إنقاذية للبنان

المركزية/17 أيلول/2023

لم يتعب الفاتيكان وهو يحمل لبنان في قلبه وعقله. قد يستسهل البعض فاعليّة الديبلوماسيّة الفاتيكانيّة ويصنّفها في عداد الدّيناميّة الأكاديميّة، أو الشّعاراتيّة، أو الوجدانيّة في ابتعاد عن أيّ إمكان تأثير أو تحقيق. ينسى هذا البعض دور الفاتيكان في إنهاء مسار القبضة الحديديّة للاتّحاد السوفياتيّ، ومواجهته للإرهاب والتطرّف بعمل تراكميّ، وتصدّيه لحلف الأقليّات برؤية حلف المواطنة، ووقوفه في وجه تسعير الغرائز القوميّة الرّاديكاليّة. هذا الاستسهال تبسيطيّ ولا يعي عمق ما يقوم به الفاتيكان من أوكرانيا إلى لبنان، وفي لبنان تحديداً انطلاقاً من فهمه العميق لطبيعة الخطر الوجوديّ الذي يهدّد لبنان الرّسالة. هذه سرديّة التّاريخ لا سرديّة الانفعالات. في هذا السّياق، علمت “المركزية”، أن اجتماعاً مخصّصاً بجزء كبير منه للقضيّة اللّبنانيّة تعقده أمانة سرّ دولة الفاتيكان برئاسة الكاردينال بييترو بارولين الأسبوع المقبل بمشاركة سفراء دول الأعضاء في اللّجنة الخماسيّة لبحث خارطة طريق عمليّة إنقاذّية، خصوصاً وأنّ إيران طلبت إلى “حزب الله” نقل الاشتباك من رئاسة الجمهوريّة إلى اشتباك حول طبيعة النّظام السياسيّ، أيّ التّركيز على تعديل اتّفاق “الطّائف”، وهذا ما يخفيه حزب الله عن كلّ أدبيّاته في هذه المرحلة، لا بل هو يعلن عكسه، وفي هذا يقف الفاتيكان موقفاً صارماً رافضاً لكل محاولات تعديل الصّيغة اللّبنانيّة الميثاقيّة إمّا بالاستقواء أو بالانعزال والتفتيت. أضف إلى هذا الاجتماع الدّوليّ بقيادة فاتيكانيّة يلتقي البابا فرنسيس هذا الأسبوع أيضاً في مرسيليا الرّئيس الفرنسيّ ايمانويل ماكرون، وفي صلب جدول أعمال اللّقاء القضيّة اللّبنانيّة، وقد علمت “المركزيّة” أنّ النائب البطريركيّ العامّ على نيابة صربا المارونيّة الذي سيشارك في أعمال المؤتمر في مرسيليا حول الهجرة واللّجوء على ضفتيّ البحر الأبيض المتوسّط لن يألو جهداً في دفع المرجعيّات المشاركة إلى استمرار دعم لبنان لإنقاذ هويّته الرّسوليّة في الحريّة والتعدّديّة والعيش معاً. ولا يغيب عن المصادر التي استطلعتها “المركزيّة” الإشارة إلى أنّ السّفير البابوي لدى الأمم المتّحدة المونسنيور غابرييل كاتشيا يتولّى مهمّة دقيقة للدّفع باتّجاه إبقاء لبنان أولويّة في مجلس الأمن، ومسار التّدويل القائم على توجّهات واضحة تبنّتها الخماسيّة من تطبيق اتّفاق الطّائف، إلى تنفيذ القرارات الدّوليّة، وإنهاء حالة السّلاح غير الشّرعيّ، وإصلاح المؤسّسات، ووقف عرقلة التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت حتّى إنفاذ العدالة، وإطلاق عجلة الإصلاحات البنيويّة والقطاعيّة، وتحييد لبنان عن الصّراعات الإقليميّة والدّوليّة، مع دعم خيار قيام دولة المواطنة في صيغة التّعدّديّة والعيش معاً، مع معالجة أزمتي اللّجوء الفلسطينيّ والسّوريّ، هذا المسار التّدويليّ بات معادلة قائمة إنطلاقاً من قناعة بأنّ “لبنان رهينة ومحتلّ، وشعبه ضحيّة جريمة عن سابق تصوّر وتصميم”. وإذ تقول المصادر المواكبة للديبلوماسيّة الفاتيكانيّة لـ”المركزيّة” أنّ “الفاتيكان يؤمن بأنّ لبنان بلد الحوار، لكنّه يعي أنّ ثمّة فرقاً بين التّعطيل وفرض حوار خارج الدّستور من ناحية، وموجب الإبقاء على قنوات التّواصل من ناحية أخرى”، وتضيف المصادر: “بين الفاتيكان وفرنسا حول لبنان هوّة سحيقة، وحلف الأقليّات الذي ما زالت فرنسا تدافع عنه خطيئة، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في المنطقة، رغم محاولة تسويق العكس وبالتّالي لا بدّ من المثابرة في المواجهة السّلميّة حتّى استعادة لبنان الرّسالة دوره وتنقية هويّته”.

 

زيارة لودريان الثالثة… بداية مسار جدّي لإنهاء الشغور الرئاسي؟

الأنباء الإلكترونية/17 أيلول/2023

لن تكون زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الأخيرة إلى لبنان أخيرة، بل لعلها تكون بداية مسار جدّي لإنهاء الشغور الرئاسي، رغم أن الأمر لا يزال في طور التمنيات حتى الساعة. وعلى الرغم من تضارب المواقف والتحليلات المتصلة بالزيارة، فقد أشارت مصادر مواكبة لحركة الدبلوماسي الفرنسي باتجاه رئيسي المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنه “لمس رغبة حقيقية لدى الكتل النيابية والنواب الذين التقاهم للخروج من الأزمة وانتخاب رئيس جمهورية بأي ثمن”. وتوقعت المصادر لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن يعطي لودريان فور عودته إلى لبنان لنفسه وقتاً كافياً للاطلاع على أجوبة النواب على أسئلته، وبعدها سيعقد معهم جلسة حوارية في قصر الصنوبر لمناقشة هذه الأجوبة، وسينقل خلاصة هذا النقاش إلى الرئيس بري والتباحث معه في تحديد جلسة لانتخاب الرئيس التي يفترض أن تكون مفتوحة، على أن يستكمل الموفد القطري الاتصالات من النقطة التي توقف عندها لودريان.

النائب بلال الحشيمي أكد لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن “لا حل للأزمة الرئاسية إلا بالسير وفق مقررات اللجنة الخماسية والاعتماد على أنفسنا كنواب في انتخاب الرئيس، فالحل يجب أن يكون لبنانياً مئة في المئة”، وسأل: “لماذا لا نعمل لأنفسنا كما تفعل السعودية اليوم؟ وهل من داع للعمل لمصلحة إيران والسلاح الإيراني ونعرض بلدنا للخطر في حين ان ايران لا يهمها الا مصالحها وهي تتحدى العالم ولن تغير موقفها”. ورأى الحشيمي أن “أي رئيس قد ينتخب ولا يلتزم بقرارات اللجنة الخماسية سيكون مصيره الفشل”، متوقعا “الاتفاق على شخصية مارونية لا تشكل استفزازاً لأحد، فالرئيس التوافقي لن يستطيع ان يشكل حكومة تنقذ الاقتصاد اللبناني من الانهيار لأننا سنختلف على اسم رئيس الحكومة والوزراء والحقائب وعلى قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان وغيرهم، ويصبح كل استحقاق يتطلب حوارا، ومعنى ذلك أننا سنبقى في الدوامة ذاتها”، لافتا إلى أن “الموقف السعودي يتمحور عند نقطة واحدة” اذا لم ينتخب رئيس وتشكل حكومة تنهض بلبنان كما تريد السعودية فهي غير ملزمة بتوفير الدعم للبنان”. من جهته اعتبر عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب أحمد رستم  في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية أنه لم يلمس أي تقدم بعد زيارة لودريان الثالثة، وقال: “طالما استمرينا بسياسة تكسير الرؤوس فلن نصل إلى نتيجة. فالداخل يرمي المسؤولية على الخارج، والخارج يلوم الداخل، فيما شريحة واسعة من اللبنانيين لم تستوعب بعد ان البلد محكوم بالتسويات”. ورأى رستم أن هناك “استحالة التوصل الى انتخاب رئيس جمهورية من دون توافق داخلي وحوار بالحد الادنى عليه، لأن الانقسامات في البلد لا تسمح لأي فريق أن ينتخب الرئيس الذي يريد، ولأن الدستور واضح لجهة تأمين أكثرية 86 نائبا في الجلسة”.

 

دريان وسيط الخلاف بين مولوي وعثمان

 نداء الوطن/17 أيلول/2023

في جديد الخلاف بين وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والذي انفجر الجمعة بعدما أعطى مولوي الإذن بملاحقة عثمان بقضايا فساد، علمت “نداء الوطن” أن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان تدخّل على خطّ الخلاف بين الرجلَين، ومن المفترض أن يزور مولوي دريان صباح الإثنين، ليصار بعدها الى ترتيب لقاء بين مولوي وعثمان لإنهاء الخلاف الحاصل.

 

قائد الجيش في المقدمة رئاسيًا… وسلّة أسماء بجعبة لودريان

الأنباء الكويتية/17 أيلول/2023

أكدت مصادر متابعة للملف الرئاسي أنّ اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون يتقدم كل الأسماء، لكن المبعوث الفرنسي الخاص جان إيف لودريان مصر على ألا يعود إلى بيروت وفي جعبته اسم رئيس واحد. واشارت المصادر لـ”الأنباء الكويتية” الى أنّ “المطلوب ان يكون هناك اسم ثان أو ثالث، الأمر الذي يسهل النقاش مع الأطراف المترددة أو المتحفظة على اسم قائد الجيش كالتيار الوطني الحر، تسهيلا لمهمة الموفد القطري الذي سيأخذ الجانب التنفيذي من مهمة لودريان بطبعتها الخماسية، التي يفترض ان تصدر عن اجتماع نيويورك”. وفي المعلومات أيضا أنّ التداول يجري بعدة أسماء لاختيار الاسم الثاني والثالث، فيما يخشى المنادون باختيار قائد الجيش، لكونه رجل المرحلة اللبنانية الراهنة والمقبلة، من ان يكون وراء العمل على سلة أسماء رئاسية المزيد من الضغط على المرشح الأول لإلزامه بضمانات لم يوافق عليها.

 

لا حوار بل جلسة نقاش… هل يوافق “الثنائي” على اقتراح لودريان؟

عمر حبنجر/الأنباء الكويتية/17 أيلول/2023

لن تطول غيبة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان عن لبنان الذي غادره، وأعلن انه عائد إليه نهاية هذا الشهر، حيث يخشى ان يكون بصدد تطبيق المثل القائل: «من عاشر القوم أربعين يوما يصبح منهم أو يرحل عنهم»، علما ان الرجل أمضى أكثر من ثلاثة أشهر في لبنان بزياراته الثلاث الماضي والتي بدأت في شهر حزيران ما يتجاوز الأربعين إلى 100 يوم. ويقول لودريان انه عائد لعقد جلسة «نقاش» لا جلسة «حوار» حول مستجدات المواقف الداخلية، في ضوء مقررات الاجتماع المفترض للجنة الخماسية الدولية والعربية المعنية بلبنان. لكن التصريحات الصادرة عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي كان آخر من التقوا لودريان، لا تنبئ بأن بري ومعه حزب الله قد وافقا على إنزال الحوار المطروح إلى مرتبة النقاش الذي تحدث عنه لودريان، فقد أكد بري، في تصريحات متلفزة أو صحافية، انه على الخط نفسه مع لودريان وأن كليهما يعتبر ان الحوار بات السبيل الوحيد للخروج من دوامة الأزمة الرئاسية، نافيا صحة حديث لودريان عن طرح فكرة الخيار الرئاسي الثالث، ما يعني سقوط ورقة سليمان فرنجية وجهاد أزعور. وبحسب النواب الذين التقاهم الموفد الفرنسي، فإن لودريان لم يذكر كلمة «حوار» أمامهم، ومع ذلك فإن الرئيس بري يعتبر ان لودريان يتبنى مبادرته الحوارية، وانه سيوجه الدعوة للكتل النيابية على هذا الأساس، آملا تحلي المدعوين بالمناقبية الوطنية. وبالنسبة للخيار الرئاسي الثالث، قال النائب أشرف ريفي، عضو كتلة «تجدد»: نحن في الطريق إلى الاتفاق على العماد جوزاف عون أو من يشبهه، وتحدث النائب «التقدمي الاشتراكي» وائل أبوفاعور عن محاولات جدية لانتخاب رئيس الجمهورية، استنادا إلى الموقف الموحد وغير المسبوق لدول «الخماسي»، ما يمهد للانتقال إلى مرحلة الانتخاب عمليا، يضاف إلى ذلك توافق نواب السنة في اجتماعهم مع لودريان في منزل السفير السعودي وليد بخاري على أولية انتخاب الرئيس. وفي هذا الإطار، هنا يقول النائب وضاح الصادق ان ذلك الاجتماع اقفل مرحلة وفتح أخرى. وتفسيرا للانسداد الحاصل في حوارات التيار الوطني الحر مع حزب الله، تقول إذاعة «لبنان الحر»، الناطقة بلسان «القوات اللبنانية»، إن الحزب قرر ان يضع حدا للحوار بينه وبين «التيار» على صعيد الاتفاق الرئاسي، وذلك بحصر الحوار الرئاسي مع «التيار» بموضوع ترشيح سليمان فرنجية فقط، فإذا لم يلاقه «التيار» عند هذا الاسم فإنه لن يحاور النائب جبران باسيل على أي اسم آخر، وقد يكون المقصود عدم محاورته على اسم قائد الجيش جوزاف عون.

 

حراك قطري لفتح الطريق أمام قائد الجيش بغطاء “الخماسية”

عمر البردان/السياسة الكويتية/17 أيلول/2023

فيما يتحضر رئيس مجلس النواب نبيه بري لتوجيه دعوات لرؤساء الكتل النيابية لحواره بشأن الانتخابات الرئاسية، وسبل إنجازها في أسرع وقت، رغم عدم وضوح الرؤية الرئاسية بعد، فيما يتوقع أن يشارك المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان في اجتماعات المجموعة الخماسية في 19 الجاري في نيويورك، حيث سيقدم تقريراً يلخص فيه حصيلة مشاوراته في بيروت التي سيعود إليها آخر الشهر، أو مطلع تشرين الأول المقبل، لإجراء نقاش مع القيادات اللبنانية في لقاء موسع معها، في قصر الصنوبر، في ما يتصل بالخطوات الأخيرة المطلوبة لانتخاب الرئيس، على أن يلي ذلك، في حال كانت الأجواء إيجابية، إجراء دورات متتالية للبرلمان، بعد تعهد الكتل بعدم الانسحاب، حتى انتخاب الرئيس العتيد. وكشفت المعلومات لـ”السياسة”، أن زيارة لودريان المقبلة ستكون الأخيرة، ولذلك فهو يأمل أن تتكلل جهوده بانتخاب رئيس توافقي، بعدما أصبحت معادلة جهاد أزعور أو سليمان فرنجية من الماضي، توازياً مع حراك قطري لافت، محوره الأساسي فتح الطريق أمام انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون للرئاسة الأولى، وإن كان هذا الأمر لا يزال يلقى معارضة بعض الأطراف السياسية، ومن بينها “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”.وأكدت أوساط نيابية بارزة أن خيار العماد عون يتقدم على ما سواه، وإن كان هناك من يطرح أسماء أخرى. لكن الدعم الخليجي، وخاصة السعودي والقطري والتأييد الدولي الذي يلقاه قائد الجيش، يعززان من فرص وصوله إلى سدة الرئاسة الأولى، وإن بدا أن تحقيق ذلك يحتاج إلى مفاوضات لن تكون سهلة.

 

تغييرات في المشهد الرئاسي… ولائحة جديدة بالأسماء

 طوني جبران/المركزية/17 أيلول/2023

فرضت التطورات التي واكبت نهاية الجولة الثالثة للموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان قراءة جديدة للمعطيات التي برزت في الساعات الاخيرة، فعطلت الكثير من الخطوات التي كان ينوي القيام بها في ختام زيارته الى بيروت ومنها مشروع اللقاء على مستوى رؤساء الكتل النيابية والنواب التغييريين لتقويم الزيارة والتي ارجئت الى ما بعد عودته من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتكون على مستوى من لبى دعوته عبر رسائله الـ 38 التي وجهها الى النواب مقدرا عودته قبل نهاية الشهر الجاري الى بيروت. وعليه، تحدثت مراجع سياسية وديبلوماسية لـ “المركزية” وحددت أكثر من مؤشر  يدفع الى ان ما يطالب به لودريان من خطوات عملية تؤدي الى جلسة انتخاب الرئيس ودورات متتالية حتى انتخابه ما زال يحتاج الى بعض الوقت لامرار المرحلة بأقل الخسائر الممكنة ولئلا تضيع أهداف المبادرة الفرنسية ما لم تكتمل التحضيرات المؤدية الى انجاحها. ولذلك، أضافت المراجع عينها “ان لودريان الذي تثبت من مجموعة المخاوف والهواجس التي كانت لديه قبل جولته الثالثة، قرر  مواجهتها بجهود إضافية داخلية وخارجية. ولعل نجاحه في معالجة الكتلة النيابية السنية بدعم سعودي لا نقاش في شكله ومضمونه دفعه الى العودة الى اركان الخماسية لتقويم الجديد الذي تحقق بعد ان شكل علامة فارقة في جولته الاخيرة. وهي محطة يمكن ان تؤدي الى توفير الاكثرية النيابية لأي طرح يمكن ان يتم التفاهم بشأنه على مستوى الخماسية. وعند الدخول في التفاصيل، تلفت هذه المراجع الى ان “الطحشة” الديبلوماسية السعودية أعطت دفعا للاقتراحات الفرنسية لمجرد نجاحها في الربط بين جانبين مهمين. وهو ما تجلى بالخرق السعودي للجمود الحاصل من زاويتين الاولى تجلت باللقاء الذي شهدته السفارة السعودية بين سفيرها ونظيره القطري الجديد في لبنان وما انتهى إليه من تنسيق لبعض الخطوات الداعمة للحراك الفرنسي استكمل حلقاته الايجابية باللقاء الموسع الذي استضافته السفارة بجمع الموفد الفرنسي بالنواب السنة وبمشاركة لافتة لمفتي الجمهورية  عبد اللطيف دريان.

وقياسا الى ما انتهت إليه هذه الحركة، فقد رصدت المراجع تغييرات كبيرة في المشهد الانتخابي قد يؤثر ايجابا في إعادة النظر بالمعادلة النيابية السلبية بحيث يمكن ان تشكل خرقا يخرج الاستحقاق الرئاسي  من خندق المواجهة بين المرشحين الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجهاد أزعور باتجاه لائحة اخرى من المرشحين يتقدم فيها اسم قائد الجيش العماد جوزف عون بالإضافة الى أسماء أخرى لا يستبعد ان تطرح في الايام القليلة المقبلة. عند هذه المؤشرات، تعزز الاعتقاد في اوساط مراقبة ان تمديد مهمة لودريان التي انعشتها هذه الخطوات، لربما انعكست تأجيل الخطوتين بانتظار تقدير الظروف التي تؤدي الى احيائهما ان دعت الحاجة إليهما. ولترجمة هذا التوجه ينبغي على المراقبين التوقف أمام احتمال ان يؤجل رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة الى “طاولة الأيام السبعة” كما بالنسبة الى الطرح القطري الذي كان ينتظر نتائج جولة لودريان. فان تحقق الأمران ستكون البلاد امام منعطف جديد ينجو بالاستحقاق الرئاسي الى مرحلة أخرى ولن يطول الوقت لتتكشف معالمها. وبناء على ما تقدم، لا يمكن للمراجع  المراقبة ان تحسم مثل هذا النقاش قبل ان تأتي الايام المقبلة بالخبر اليقين. فإما يمضى بري في توجيه الدعوة الى طاولة الحوار وتقديم ما يبرر استعجاله لهذه الخطوة او يجمدها. وكذلك بالنسبة الى البعثة القطرية التي سبقت وواكبت وصول السفير القطري الجديد الى بيروت فان واصلت اجتماعاتها وانتقلت من “العتمة” التي غلفتها الى “الضوء” ستتغير أمور كثيرة  وان جمدت حراكها فان ذلك سيشكل رسالة بالغة الأهمية تدل الى ان مهمة لودريان لم تنته بعد وان امامه اكثر من خيار ليس آخرها العودة مجددا الى بيروت ليطلق آخر “ابتكاراته” في لقاء يمكن تحقيقه بدون احراج احد من طرفي الموالاة والمعارضة لـ “طاولة حوار” او “طاولة مهمة” وسواء سمي “لقاء تشاوريا” او “لقاء حواريا” أو اي إسم آخر، فيجمع من اجاب على رسائله الـ 38 في 14 آب الماضي طالما انه قد صرف النظر عن اللقاء الموسع والشامل.

وعليه، فان الأنظار تتجه في الأيام القليلة المقبلة الى الحراك المتوقع على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وتحديدا على مستوى الخماسية لقراءة المحطات المقبلة وتوقع ما هو ممكن من خطوات بمعزل عن تمنيات ورغبات البعض بالنجاح او بالفشل.

 

خرق محدود لقرار وقف إطلاق النار في عين الحلوة

 الوكالة الوطنية للإعلام/17 أيلول/2023

سُمع عصر اليوم الأحد، إطلاق نار في الشارع الفوقاني لمخيم عين الحلوة في منطقة الطيرة – الصفصاف، شكّل خرقًا محدودا لمفاعيل التزام فريقي النزاع حركة فتح والإسلاميين قرار وقف إطلاق النار المعلن بمسعى من رئيس مجلس النواب نبيه بري، منذ السادسة من مساء يوم الخميس الفائت، والذي لا يزال صامدًا حتى اليوم.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الأردن والمكون الدرزي وحراك السويداء: ما هي حدود «اللعب والانخراط» الآمن جنوب سوريا؟

عمان – «القدس العربي/17 أيلول/2023

 منطقة حرة درزية في السويداء على كتف الحدود الشرقية الشمالية للأردن.. ما الذي يعنيه ذلك بصورة محددة من مجازفات أمنية محتملة وأخرى سياسية عندما يعلق الأمر بمصالح الدولة الأردنية الأساسية؟

لاحظ الجميع قبل الإجابة على هذا السؤال، بأن مواقع صحافية أردنية منضبطة وفقاً للبيكار الرسمي، بدأت تكثر من نشر التقارير عن سيناريو الكيان السياسي الجديد في محافظة السويداء. ولوحظ في المقابل أن تلك الخارطة التي نشرتها الصحافة الأمريكية للسويداء في وضعها الجديد تلقفتها أيضاً بعض الأوساط الصحافية الأردنية لكن بدون تعليق رسمي حتى الآن، رغم أن الحكومة الأردنية تواصل مراقبة المشهد بحياد وحذر تجنباً لأي غرق جديد في مستنقع المربع السوري مفتوح الاحتمالات. التقارير تتكثف بشأن مستقبل محافظة السويداء المحاذية للأردن والقريبة من منطقة الأزرق والبادية الشمالية ذات المكون الاجتماعي الدرزي الأردني. وبعد الحراك الشعبي في السويداء الذي بدأ مطلبياً وخدماتياً وانتهى بسيناريو سياسي يخص المكون الدرزي ومناطقه الحيوية والتي صنفت دوماً أردنياً على الأقل في بعدها الأمني بأنها مناطق درزية خاصة ونقية وآمنة وخالية -وهذا الأهم- من نفوذ الجماعات المسلحة سواء كانت السنية مثل جبهة النصرة وداعش أو الشيعية مثل الحرس الثوري وحزب الله اللبناني… بعد ذلك لا أحد عملياً يمكنه شراء الرواية التي تقول إن الأردن ليس معنياً بتفاصيل ما يجري في السويداء؛ فتلك المنطقة في عمق الأمن الحدودي الأردني بكل حال، وهي الأقرب من أبرز قاعدة عسكرية أمريكية على الحدود السورية العراقية وبالتماس مع الحدود الأردنية وهي قاعدة التنف.

لا تورط للأردن

لا أحد في المقابل، وخصوصاً في هذه المرحلة التي تشهد تطبيعاً متقدماً للعلاقات مع النظام السوري والرئيس بشار الأسد، يشتري تلك الرواية التي ترد في بعض تقارير المعارضة السورية، وأحياناً في بعض تقييمات النظام السوري ودوائره، عن تورط أردني بأي شكل في ملف السويداء المستعصي.

يعلم الأردن مسبقاً ودوماً بأن أي تدخل ولو عن بعد، في صراع المكونات السورية الداخلي هو سلاح ذو حدين دوماً. وتعلم رموز المؤسسة بأن بعض تلك التقارير حول دعم معنوي لمطالب أهل السويداء، هي مناكفة أو كيدية أو مشاغبة، وقد يكون مصدر بعضها صحافة إسرائيل أو حتى من أطراف المعارضة السورية التي جمد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مكتبها في عمان ولجانها. الوزير الصفدي نفسه كانت دوائر النظام السوري قد صنفته بأنه من الشخصيات التي لا تفضل دمشق التعاون معها، لكن الصفدي وفي جلسة إعلاميين خبراء غير مخصصة للنشر قبل أسابيع، شرح بحضور “القدس العربي” بعض تفاصيل حواره المنتج في منزله لخمس ساعات متواصلة مع نظيره السوري فيصل المقداد. زار الصفدي دمشق، وقطعت العلاقات بينها وبين عمان شوطاً كبيراً بعد الزلزال الذي ضرب الشمال السوري، وبداً لجميع المراقبين أن الأردن في وصلة حماسة لتطبيع العلاقات مع النظام السوري رغم أن طاقم الحكومة السياسي وبعض المستشارين وقبل انعقاد القمة العربية بالرياض شككوا في تسريبة معلوماتية مصدرها مسؤول سعودي كبير حول حضور الرئيس الأسد لتلك القمة. بكل حال، المقصود سياسياً وإعلامياً أن مستوى الحساسية والرصد الأردني ارتفع إلى منسوب يصعب معه مؤخراً المجازفة بالتورط بأي سيناريو مغامر في الداخل السوري حتى لو كان أمريكياً.

يعني ذلك أن الأردن قطع، بكل حماسة، مسافة نحو النظام السوري، وتقتضي مصالحه الاستراتيجية والأساسية عدم العودة لحالة التخاصم والتقاطع التي بدأت عام 2011 وإن كانت أولويته الأمنية المتمثلة بتهريب المخدرات من مناطق درعا تقف بين الحين والآخر أمام حالة تواطؤ سورية غريبة من المؤسسة الرسمية. الانطباع قوي بأن الأردن لا مصلحة له سياسياً بأي تورط من أي صنف فيما يجري بملف السويداء والدروز، وأغلب التقدير أن عمان تتعاطى مع هذا الملف بحذر بالغ. لكن المقابل، لا أحد ينبغي له أن يفترض بأن الأردن يستطيع التغافل عما يجري أو يمكن أن يجري لاحقاً في السويداء وعند المكون الدرزي السوري. وسياسة البقاء على طاولة الحوار ضرورية؛ لأن أي تحول أو تطور أو صراع في الخاصرة الدرزية السورية يحصل تماماً في عمق أكتاف الخاصرة الشرقية الشمالية للأردن. لذا، المعادلة واضحة حتى الآن على الأقل، وتبرر الصمت الرسمي عن كل ما يطرح إعلامياً بخصوص السويداء.

هل هي بداية التقسيم؟

وعنوان تلك المعادلة صعوبة المجازفة بأي تدخل أو تورط، وبفاتورة أو كلفة المغامرة في المقابل، وبالغياب عن ترتيبات وطاولة المكلف؛ لأن المسألة الجيوسياسية هنا تدخل في عمق الاعتبار الأمني الأردني القومي والحدودي، ولأن مقتضيات الاشتباك مع تهريب المخدرات أيضاً تتطلب ذلك.

يسأل أردنيون مسيسون علناً اليوم عن ما سمى بمشروع الحكم الذاتي في السويداء: هل هو بداية مشروع تقسيم جديد؟ يحاول الإجابة على السؤال الإسلامي المسيس الدكتور رامي العياصرة، على هامش نقاش مع “القدس العربي”، معتبراً أنه لا مصلحة أردنية في تقسيم سوريا، بل المصلحة في بناء نظام منفتح ومسؤول يمثل جميع السوريين ويبقي الوطن السوري موحداً بصيغة تسمح بعودة اللاجئين. ما يقترحه العياصرة هنا يسانده كثيرون في نخبة القرار الأردني، وتصادق عليه نصوص الخطاب الرسمي المعلن، لكن ما هو غير واضح بعد هو فرضية هوية النظام السوري المقصود.

يقدر العياصرة بأن تمكين المكون الدرزي من حكم ذاتي سينعكس على المكون الكردي شرق الفرات وعلى تلك المناطق الموسومة بأنها محررة فصائلياً في أقصى الشمال، ولاحقاً على المكون العلوي في اللاذقية، ثم على المكون السني الأضعف في دمشق والوسط، ثم يسأل: ماذا سيبقى من سوريا التي نعرفها؟ لذلك، يفترض المفترضون في التحليل السياسي بأن ما يجري في السويداء الآن وما سيجري لاحقاً، مهم وخطير للأردنيين، مع العلم بأن علاقة الأردن بدروز سوريا أصلاً متميزة وزادت تفاعلاتها بعدما تكفل الدروز بالعزل وحماية أنفسهم على كتف الحدود مع الأردن عبر الاشتباك مع تنظيم داعش وغيره، فيما تكفلوا بالابتعاد -بالمقابل- عن المناطق ذات النفوذ الإيراني. قد لا يكون الأردن بصدد أي تورط، لكنه يراقب الآن، ولا يستطيع التصرف باعتبار ما يجري في السويداء لا يخصه أو يمسه، وبين هذه وتلك مساحة مرونة لا تزال تكتيكية حتى اللحظة على الأقل.

 

سوريا: احتجاجات السويداء تدخل شهرها الثاني وقلق دولي واسع من «رصاص» النظام

دمشق – «القدس العربي/17 أيلول/2023

مع حلول الشهر الثاني على احتجاجات السويداء جنوب سوريا، تستمر ساحة الكرامة وسط المدينة، باستقبال المظاهرات اليومية، المطالبة بالتغيير السياسي والانتقال السلمي للسلطة، وهو ما استقطب اهتماما إقليمياً ودولياً لافتاً، كشف عنه رئيس الطائفة الروحية للموحدين المسلمين الدروز حكمت الهجري، الذي استقبل مؤخراً اتصالاً من السيناتور الأمريكي فرينش هيل للاستفسار والاطمئنان عن الأوضاع في المنطقة الجنوبية وسوريا بشكل عام وذلك وسط قلق دولي واسع من “رصاص” النظام على المحتجين السلميين. وقال مصدر مقرب من الرئاسة الروحية، حول اتصال السيناتور الأمريكي، بأن ذلك يأتي ضمن “الاتصالات اليومية وجموع الوفود التي يستقبلها الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين سماحة الشيخ حكمت الهجري، الذي تلقى، 15 أيلول، اتصالاً هاتفياً من السيناتور الأمريكي فرينش هيل، ممثلاً عن الحزب الجمهوري”. وأضاف المصدر، أن السيناتور الأمريكي سأل الهجري عن الأوضاع في السويداء، وعموم سوريا، فيما تحدث الشيخ عن المطالب المحقة للشعب السوري ورفض الظلم على كل السوريين، والتأكيد على وجود مطالب محقّة ومشروعة لدى أبناء السويداء والسوريين عموماً، بالعيش الكريم في وطنهم، سوريا الموحدة. كما أكد المصدر أن الهجري يستقبل اتصالات شبه يومية، إقليمية ودولية، للاستفسار والاطمئنان على الأوضاع في المنطقة الجنوبية وسوريا بشكل عام. المتحدث باسم شبكة أخبار “السويداء 24” ريان معروف قال لـ “القدس العربي” إن انتفاضة السويداء دخلت أسبوعها الخامس على التوالي، بينما لا تزال ساحة الكرامة في مركز المدينة، مسرحاً للتظاهرات السلمية كل يوم، من الصباح وحتى المساء.

ووفقاً للمصدر، فقد بات شكل الحراك أكثر وضوحاً، مع تمسك الشارع بالمطالب السياسية الداعية إلى التغيير، وتنظيم المظاهرات اليومية بالحد الأدنى من العدد في المدينة، مع حشد الآلاف كل يوم جمعة في مظاهرة مركزية. وأخذ الحراك في الأرياف طابعاً تنظيمياً أيضاً، “فبعد إغلاق معظم الفرق والمراكز الحزبية، بات منسقو الحراك في كل منطقة، يتفقون على مساء يوم محدد، لحشد مظاهرة في قرية معينة، بحضور أهالي القرى المجاورة”.

ومن الواضح أن الحراك الشعبي مستمر إلى أجل غير مسمى، خصوصاً مع دعم الهيئات الروحية للمطالب المشروعة، ما أكسب المظاهرات زخماً غير مسبوق، حيث باتت السويداء تنبض يومياً بالمظاهرات والاحتجاجات. وتجمع الأحد، العشرات في ساحة الكرامة، تحت شعار “الدين لله والوطن للجميع” وسط ترديد هتافات مناوئة لرأس النظام مثل “يسقط حكم البعث” كما هتف المتظاهرون بـ “سوريا بدا حرية.. يلا ارحل يا بشار.. سوريا لينا ما هي لبيت الأسد”. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عبارات “يسقط البعث” انتشرت على جدران أحد المدارس” بينما يستمر الحراك الشعبي في ساحة السويداء تأكيدا على مطالبهم المحقة. ووفقاً للمصدر، فقد شهدت بلدة قنوات في ريف السويداء انتشار عبارات على أحد مدارس البلدة خطها مجهولون وجاء فيها “براعم الطفولة تروي بالحب والعلم لا بشعارات البعث الفاسدة”، و “صديقي المدرس قبل ترديد الشعار حكم ضميرك”، “المدارس مناهل للعلم وليس مداجن للبعث.. يسقط البعث”. وكانت قد حذرت مجموعة من الدول الغربية النظام السوري من استخدام العنف ضد المحتجين في السويداء. وذلك بعد إطلاق رصاص على محتجين تسبَّب بوقوع 3 إصابات. وأعربت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، عن قلقها البالغ إزاء التقارير عن استخدام النظام العنف ضد المحتجين في محافظة السويداء. وقالت السفارة الأمريكية لدى سوريا في بيان: “ندعم حق الشعب السوري في التظاهر بسلام من أجل الكرامة والحرية والأمان والعدالة”. مؤكدة أن “الحلّ السياسي وفقاً للقرار الأممي رقم 2254 هو الحل الوحيد الممكن لهذا النزاع”. بدورها، دعت المبعوثة الفرنسية الخاصة إلى سوريا بريجيت كرمي، النظام إلى “الامتناع عن استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين”. وطالبت الممثلة البريطانية الخاصة بشأن سوريا آن سنو، النظام بوقف “الهجمات على المدنيين والانخراط بجدية في حوار سياسي شامل بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254”. وأكد المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا ستيفان شنيك، أن أصوات المحتجين “تستحق أن تُسمع لا أن تُسكتها البنادق”. مشدداً على أن بلاده ستواصل “متابعة مساءلة المسؤولين عن قمع المدنيين” في سوريا. وفي السياق ذاته، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون. إنه يواصل متابعة الأوضاع في السويداء بقلق. وأكد “ضرورة حماية المدنيين واحترام حقوق الاحتجاج السلمي».

 

احتجاجات السويداء تدخل شهرها الثاني بمرجعية دينية موحّدة

المدن/17 أيلول/2023

دخلت احتجاجات السويداء جنوب سوريا الأحد شهرها الثاني على التوالي، مؤكدةً مطالبها بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، وسط خطاب تصاعد في الأيام الأخيرة من قبل رجال الدين في الطائفة الدرزية. وشهدت ساحة "الكرامة" وسط مدينة السويداء الأربعاء، تجمع العشرات من أبناء المحافظة للمشاركة في التظاهرة التي تأخذ طابعاً رمزياً خلال أيام الأسبوع بينما تشهد الساحة يوم الجمعة من كل أسبوع تظاهرة حاشدة يشارك بها الآلاف. ولم تختلف تظاهرة اليوم عن سابقاتها من حيث الشعارات المرفوعة، إذ ردّد المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط الأسد، وهتفوا للحرية وإسقاط النظام، كما نادوا بالتغيير السياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254. وشارك في التظاهرة وفد من قرية الكفر في ريف السويداء، يتقدمه شيخ القرية سعيد مرشد وعدد من رجال الدين، وهم من الداعمين للحراك من اليوم الأول لانطلاقته. ولم يتراجع الحراك في زخمه مع دخوله الشهر الثاني، إنما على العكس زاد من حيث أعداد المشاركين في التظاهرة الرئيسية في كل يوم جمعة، مدفوعاً بتأييد شيخي العقل للطائفة الدرزية حكمت الهجري وحمود الحناوي.وقبل أيام، شهد خطاب الشيخين ارتفاعاً في حدته في انتقاده للأسد ونظامه وتأييده لمطالب المحتجين، عقب جرح 3 متظاهرين برصاص حرس مبنى فرع حزب "البعث" الأربعاء. وقال الهجري في استقباله مجموعة المتظاهرين التي تعرضت لإطلاق النار إن موقفه ثابت من تأييد مطالب المحتجين حتى لو استمر الحراك سنوات، مهاجماً إيران وميلشياتها ووصفها بالدولة "المحتلة"، كما دعا ل"الجهاد" ضدها. من جهته، أكد الشيخ الحناوي أن حادثة إطلاق النار لا يمكن السكوت عنها وقال موجهاً الكلام إلى الأسد من دون أن يسميه: "العروش لا تدوم بالعبث والقتل والظلم والتعدي، وإذ لم تستطع حل الأزمات في البلد، فإن هناك غيرك يستطيع حلها". والأحد أكد الحناوي في موقف جديد أن ما حصل في السويداء وحّد المرجعيات الدينية للطائفة، وأن موقفها موحد إزاء الحراك والهدف واحد. وقال إنه يتلقى اتصالات شبه يومية، إقليمية ودولية، للاستفسار عن الأوضاع في المنطقة الجنوبية وسوريا. وأضاف أن مطالب أهل السويداء هي مطلب حق، ولم يعتدوا على أحد، معرباً عن أمله في انتصار مطالب الناس في الشارع. وكان الشيخ الهجري قد تلقى اتصالاً من النائب في مجلس النواب الأميركي عن الحزب الجمهوري فرينش هيل، استفسر فيه عن حقيقة ما يجري في السويداء، كما أبلغه بأن سلامته موضع اهتمام خاص لدى واشنطن.

 

الأمم المتحدة: مقتل 96 ونزوح 6500 أسرة جراء الاشتباكات في دير الزور

بيروت/الشرق الأوسط/17 أيلول/2023

قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، اليوم (الأحد)، إن 96 شخصاً قُتلوا وأصيب 106 آخرون جراء الاشتباكات الأخيرة في دير الزور، حسبما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي». وأضاف المكتب في بيان أن 6500 أسرة نزحت إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية جراء تلك الاشتباكات. وشهدت محافظة دير الزور، شمال شرقي سوريا، اشتباكات بين مسلحين محليين وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في أغسطس (آب) الماضي استمرت عدة أيام. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن إجمالي عدد القتلى الذين سقطوا منذ اندلاع الاشتباكات هناك في 27 أغسطس بلغ 90 قتيلاً، بينهم 9 مدنيين و24 من «قسد»، بينما أُصيب ما لا يقل عن 104 آخرين. ونفت «قسد» أن تكون الاشتباكات التي شهدتها دير الزور حرباً بينها وبين العشائر العربية، وقالت إن محاولات إظهار ذلك لا تهدف إلا لخلق «الفتنة».

 

القصف العشوائي يزيد أعداد الضحايا المدنيين في السودان

الجيش وقوات «الدعم السريع» يتبادلان الاتهامات بالمسؤولية

ود مدني السودان: وجدان طلحة/الشرق الأوسط/17 أيلول/2023

في موكب حزين شيَّع مواطنون في جنوب الخرطوم جثمامين 4 أطفال من أسرة واحدة، قُتلوا أثناء معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، حين سقطت قذيفة عشوائية على منزلهم، وذلك ضمن حصاد الموت الذي طال أعداداً كبيرة من المدنيين، بل اختفت أُسر بكاملها من الوجود. وفي منطقة شرق النيل، قُتل 3 أشقاء أثناء قصف جوي اتهم به كل طرف من المتحاربيْن الطرف الآخر. ويقول محللون سياسيون إن هناك أسباباً كثيرة أدت لزيادة أعداد القتلى، من بينها الاستعانة بمقاتلين وأسلحة جديدة من قِبل الطرفين، أو نتيجة طبيعية لاحتدام القتال، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى 6 آلاف قتيل، وفق تقارير غير رسمية، فضلاً عن أعداد غير معروفة لقوا حتفهم؛ لعدم وجود خدمات طبية.

نيران عشوائية

ويتهم مواطنون قوات «الدعم السريع» في المناطق التي يسيطرون عليها، بإطلاق النار بصورة عشوائية لإرهاب المواطنين، وأحياناً يوجهون أسلحتهم إلى صدور الذين يرفضون إخلاء منازلهم، وهو ما وصفه الأمين العام لحركة «تمازج»، الحليفة لقوات «الدعم السريع»، ياسر محمد، باتهام باطل ضمن حملة يقودها أنصار النظام السابق الراغبين في العودة للحكم، عبر إشعال الحرب، في 15 أبريل (نيسان) الماضي. وأضاف: «لكن قوات الدعم السريع كانت لهم بالمرصاد وأفشلت كل مخططاتهم، ووقفت من أجل تثبيت الحكم المدني والتحول الديمقراطى في السودان. فقوات الدعم السريع تدافع عن حقوق المواطن السوداني بصورة قومية، وليس لقوات الدعم السريع أو القوة المساندة لها أي بندقية يتم توجيهها نحو المواطنين». وأكد محمد، الذي يقود حركة «تمازج»، الموقِّعة على اتفاقية سلام السودان في جوبا، أكتوبر (تشرين الأول) 2020، أن طيران الجيش هو الذي يقصف المواطنين العُزَّل في المنازل والأسواق.

يقول المواطن صالح سعيد، من سكان مدينة أمدرمان، لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش يعتمد في حربه مع «الدعم السريع» على سلاح الطيران، وإنه كثّف من الغارات الجوية، خلال الأيام الماضية، التي طالت مناطق وأسواق تحت الزعم أنها مواضع لتمركزات قوات «الدعم السريع»، مضيفاً «لكن هذه الغارات الجوية قتلت أعداداً كبيرة من المدنيين لا علاقة لهم بقوات الدعم السريع». بيد أن الجيش نفى، في بيان، توجيه أسلحته للمواطنين، ووجه الاتهام لـ«الدعم السريع» بأنه يقتل المدنيين بطريقة منهجية ويرتكب فظائع بحقِّهم، ويشاركهم في ذلك «مرتزقة» استجلبهم من عدة دول أفريقية. ولا يتوقف الموت على من يلقون حتفهم على الفور، بل يلاحق الجرحى الذين لا يجدون علاجاً. قالت آلاء جوزيف، الطبيبة في مستشفى «النوّ» بأمدرمان، لـ«الشرق الأوسط»، إن مستشفاها «يستقبل أعداداً كبيرة من المصابين بالأسلحة النارية، وأحياناً يكون في السرير الواحد أكثر من مصاب، ويرتفع العدد أكثر أثناء الاشتباكات، والمستشفى لا يستطيع استيعاب كل الجرحى، فهو يعاني نقص الكوادر الطبية والمعينات والأدوية». ووفقاً لجوزيف، تُجرى يومياً نحو 5 عمليات جراحية للمصابين بطلق ناري، وتعطى الأولوية للحالات غير المستقرة، «وأحياناً يجري تحويل الحالات التى يمكن أن تنتظر ليوم مثلاً، إلى العلاج بمدينة شندي التي تبعد أكثر من 200 كيلومتر شمال العاصمة، ما يعرِّضهم لمخاطر كبيرة أثناء الطريق. ومرات عدة قمت بإجراء كل العمليات والتحضير لها؛ لقلة الكوادر الطبية والمساعِدة، ولا سيما أن أغلب المصابين من النساء والأطفال». وأدّت صعوبة وصول المصابين للمستشفيات إلى ارتفاع أعداد القتلى، إلى جانب أن غالب المستشفيات إما تسيطر عليها «الدعم السريع»، أو مغلقة بسبب سقوط قذائف، لقربها من مناطق الاشتباكات، وصعوبة وصول الكوادر الطبية إليها لانعدام المسارات الآمنة لهم في طريقهم إلى مستشفياتهم، وهو ما نفاه القيادي في حركة «تمازج»، ياسر محمد، بقوله: «إعلام النظام البائد يبعث شائعات بأن قوات الدعم السريع تحتلّ المستشفيات، لتضليل الرأي العام وتأليبه ضدها، بينما هي من ينقل الأدوية والأغذية للمرضى والمصابين في المستشفيات، وتوفر الحماية للطواقم الطبية». ويعيد الاتهام إلى الجيش بقوله «على عكس ما يقوم به الدعم السريع، فإن طيران الجيش يقصف المستشفيات والمدنيين، ما أجبر المستشفيات على التوقف عن تقديم خدماتها. وحين يتوقف قصف طيران الجيش للمواقع المدنية، ستُعاود المستشفيات العمل، وسنعمل على صيانتها وتسهيل عملها». ويتهم عيسى محمد الموجود، وهو مقيم في نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، الطرفين بعدم الاهتمام بما يصيب المدنيين، قائلاً «تسقط مقذوفات أسلحة المتحاربين على أماكن تجمُّع المواطنين، ولا سيما في الساحات والميادين التى يتخذها الأطفال والشباب مكاناً لممارسة الرياضة، ويقضون فيها أوقاتاً طويلة، بعد أن أدت الحرب لإغلاق المدارس والجامعات». وخلفت الاشتباكات العنيفة والمتكررة حول سلاح المدرَّعات بمنطقة الشجرة في جنوب الخرطوم، كثيراً من القتلى نتيجة سقوط القذائف على منازلهم، في حين شهدت مناطق أم بدة غرب مدينة أمدرمان، وشرق النيل شرق مدينة الخرطوم بحري، سقوط عشرات القتلى نتيجة الغارات الجوية والاشتباكات بالأسلحة الثقيلة.

 

قلق أوروبي بعد سحب طهران تفويض مفتشي «الطاقة الذرية»

بروكسل/الشرق الأوسط/17 أيلول/2023

كشفت «وكالة أنباء العالم العربي» أن المتحدث باسم «الاتحاد الأوروبي» أعرب عن قلقه إزاء قرار طهران سحب تفويض مفتشي «وكالة الطاقة الذرية»، وهو الأمر الذي يُضعف قدرة الوكالة على مراقبة الأنشطة الإيرانية. كما حثَّ طهران على إعادة النظر في قرارها، «دون تأخير».

 

إيران تسعى إلى سحب القوات التركية من سوريا مقابل خطة روسية بـ«شرعنة» بقائها

أنقرة: سعيد عبد الرازق طهران - دمشق/الشرق الأوسط/17 أيلول/2023

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن سوريا أكدت لطهران أنها تتمتع بالجاهزية الكاملة للحفاظ على أمن الحدود مع تركيا من داخل أراضيها. وأضاف عبداللهيان في مقابلة مع صحيفة «الوفاق» الإيرانية أن بلاده قدمت اقتراحاً خلال اجتماعات مشتركة بأن تتعهد أنقرة بإخراج قواتها من سوريا مقابل تعهد دمشق بمنع أي تعرض للأراضي التركية، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي». وذكر أن الاقتراح المقدم لسوريا وتركيا يتضمن أن تكون روسيا وإيران ضامنتين للاتفاق، وأن تضع سوريا قواتها على الحدود مع تركيا.

ومن ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الإيراني إن هناك تقارير إعلامية تحدثت عن أن أميركا تقوم بتصعيد عسكري بهدف إغلاق حدود البوكمال بين سوريا والعراق و«لكن تحقيقاتنا تبين أنه لا توجد أي تحركات على الأرض». لكنه أضاف أن الولايات المتحدة «لديها النية في ذلك، وسابقاً قاموا بذلك، وسيقدمون عليه إذا سنحت لهم الفرصة»، مشيراً إلى أن سوريا والعراق «لن يسمحا لأي طرف بأن يقوم بذلك». جاء ذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه منذ أسابيع الاستهدافات والاشتباكات بين القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش السوري في غرب وشرق الفرات، بالتزامن مع توتر شديد في مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا من جانب القوات السورية والروسية.

وفيما لم يصدر في دمشق أي تعليق رسمي على المقترح الإيراني، فإنه يأتي بعد نحو أسبوعين من تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو قدمت اقتراحا مماثلا لدمشق وأنقرة لعقد اتفاق يقضي بـ«شرعنة» بقاء القوات التركية على الأراضي السورية. وقال لافروف في اجتماع مع طلاب وأعضاء هيئة التدريس في «معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية»، مطلع الشهر الحالي، إن موسكو عرضت على دمشق وأنقرة العودة إلى اتفاق يسمح للقوات التركية بمحاربة «الإرهابيين على الأراضي السورية» ولكن بالاتفاق مع دمشق، استنادا إلى مرجعية اتفاق أضنة 1998، والذي يتضمن التعاون بين أنقرة ودمشق في مكافحة «الإرهاب» على الحدود المشتركة بينهما، مقابل إنهاء الدعم السوري لـ«حزب العمال الكردستاني» وإخراج زعيمه من الأراضي السورية. والسماح لتركيا بملاحقة التنظيمات «الإرهابية» على الأراضي السورية، بعمق 5 كيلومترات في الداخل السوري. وتشهد المحادثات بين دمشق وأنقرة تعقيدات كثيرة تتعلق بتمسك دمشق بشرط انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية أولاً، وتشدد أنقرة على ضمان أمن الحدود مع سوريا ومنع تسلل المناوئين لها من الأراضي السورية مع تأكيد عدم نيتها سحب قواتها من سوريا إلا في حال انتفى تماما التهديد الأمني لحدودها. وسعت موسكو، منذ ديسمبر (كانون الأول) 2022، إلى إعادة تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، وتحقيق لقاء بين الرئيسين السوري والتركي، من خلال سلسلة اجتماعات بدأت بلقاءات أجهزة الاستخبارات والدفاع. ثم اجتمع نواب وزراء الخارجية أولاً، تلاها اجتماع لوزراء الخارجية في 10 مايو (أيار) الماضي. (وزراء خارجية تركيا وسوريا وإيران وروسيا)، إلا أن المفاوضات توقفت عند نقطة إعداد خريطة الطريق، (خطة عمل) لتضارب الأولويات بين دمشق وأنقرة بخصوص انسحاب القوات التركية من سوريا. وبحسب تصريحات المسؤولين الروس، فإن الاتصالات لا تزال مستمرة للتوصل إلى اتفاق على خطة عمل مقبولة من الطرفين. وقال المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف إن الأطراف التي شاركت باجتماع «أستانة» في الماضي، ناقشت مسودة خطة عمل لا تزال تتطلب المزيد من إضفاء الشرعية. وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أكد قبل أيام خلال اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب على أن ما يعوق عودة اللاجئين هو العقوبات الاقتصادية و«استمرار الاحتلال التركي والأميركي لشمال سوريا الغربي وشمالها الشرقي».

لا تعليق في أنقرة

وكذلك لم يصدر أي تعليق رسمي في أنقرة على تصريحات الوزير الإيراني، لكن مصادر دبلوماسية قريبة من الملف أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن تركيا لن تغير موقفها، الذي أعلنته مرارا، بشأن عدم سحب قواتها من شمال سوريا قبل الانتهاء من الحل السياسي وتحقيق الاستقرار وضمان العودة الطوعية والآمنة للاجئين.

وأعلنت تركيا، ردا على تصريحات للرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي اشترط فيها انسحاب القوات التركية قبل الحديث عن أي خطوات لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، أن انسحاب قواتها هو خط أحمر في ظل الوضع الراهن، مؤكدة أن الجيش السوري لا يملك القدرة حاليا على تأمين الحدود. وعبر وزير الدفاع التركي يشار غولار عن اعتقاده بأن الأسد «سيتصرف بعقلانية»، قائلاً إن صياغة دستور جديد لسوريا واعتماده، يعدان أهم مرحلة لإحلال السلام هناك، وإن الجيش التركي لن يغادر سوريا دون ضمان أمن حدوده وشعبه... و«أعتقد أن الرئيس السوري سيتصرف بعقلانية أكثر في هذا الموضوع».

جمود التطبيع

وتقول تركيا إن وجودها العسكري في شمال سوريا يضمن أمن حدودها والحفاظ على وحدة أراضي سوريا التي تواجه تهديدا من التنظيمات الانفصالية، فضلا عن ضمان عودة اللاجئين بصور طوعية وآمنة إلى مناطق سيطرتها. ويشهد مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، الذي انطلق بمبادرة من روسيا العام الماضي، وانضمت إليه إيران في مطلع العام الحالي، جمودا منذ الاجتماع العشرين لمسار «أستانة» في 20 و21 يونيو (حزيران) الماضي، والذي اجتمع خلاله نواب وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا وإيران، وتم خلاله بحث خريطة طريق للتطبيع وضعتها موسكو. ولم يشهد المسار أي حركة بعد اللقاء الذي عقد، في سوتشي جنوب روسيا في وقت سابق من الشهر الحالي، بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين. وسبق لقاء سوتشي تصعيد في الاشتباكات والمواجهات بين القوات التركية والفصائل الموالية من جانب، وقوات «قسد» والجيش السوري من جانب آخر، لا يزال مستمرا حتى الآن.

تصعيد ميداني

بالتوازي، قصفت القوات التركية والفصائل، بالمدفعية الثقيلة، قرية شيخ عيسى وبلدة تل رفعت ضمن مناطق انتشار قسد والجيش السوري في ريف حلب الشمالي، بعد تعرض قاعدة تركية في منطقة «درع الفرات» للقصف من داخل مناطق سيطرة «قسد» والجيش السوري. ودفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية جديدة، من خلال رتل ضم 12 آلية وشاحنة محملة بمواد لوجيستية ومعدات عسكرية عبر معبر كفر لوسين الحدودي بريف إدلب الشمالي واتجه نحو النقاط التركية في جبل سمعان بريف حلب. كما قصفت مدفعية القوات التركية، الأحد، محيط قرى صكيرو ومشيرفة في شرقي عين عيسى بريف الرقة الشمالي، ضمن مناطق سيطرة قوات «قسد» لليوم الثاني على التوالي. في الوقت ذاته، قصفت القوات السورية محيط بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشمالي، وقرى الفطيرة وفليفل وسفوهن بمنطقة جبل الزاوية بريفها الجنوبي، ومحيط قرية كفر نوران غرب حلب.

وتشهد مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، المعروفة باسم مناطق «بوتين - إردوغان»، منذ أسابيع، عمليات قنص وتسلل واستهدافات مع غارات جوية بين الحين والآخر.

 

أوكرانيا تقول إن قواتها سيطرت على «كليشتشييفكا» قرب «باخموت»

كييف/الشرق الأوسط/17 أيلول/2023

أعلنت السلطات الأوكرانية، اليوم (الأحد)، أن قواتها استعادت مدينة كليشتشييفكا التي تكتسب أهمية استراتيجية جنوب باخموت. وقال أولكسندر سيرسكي، قائد القوات البرية في الجيش الأوكراني على وسائل التواصل الاجتماعي: «لقد حررت كليشتشييفكا من الروس». من جهته، صرّح مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري ييرماك أن «كليشتشييفكا هي أوكرانيا. أنا ممتن للجنود لتحرير الأراضي الأوكرانية». وكانت القوات الروسية سيطرت على كليشتشييفكا التي كان يسكنها مئات الأشخاص قبل غزو موسكو العام الماضي، في يناير (كانون الثاني). وجاء هذا الإعلان بعدما قالت القوات الأوكرانية الجمعة إنها استعادت السيطرة على قرية أندرييفكا الواقعة أيضا جنوب مدينة باخموت في شرق أوكرانيا. لكن في اليوم التالي نفت روسيا ذلك. وبدأت كييف هجوما مضادا في جنوب أوكرانيا وشرقها في يونيو (حزيران) بعد الحصول على أسلحة غربية وتعزيز وحداتها الهجومية.

 

الأمم المتحدة: مقتل 96 ونزوح 6500 أسرة جراء الاشتباكات في دير الزور

بيروت/الشرق الأوسط/17 أيلول/2023

قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، اليوم (الأحد)، إن 96 شخصاً قُتلوا وأصيب 106 آخرون جراء الاشتباكات الأخيرة في دير الزور، حسبما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي». وأضاف المكتب في بيان أن 6500 أسرة نزحت إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية جراء تلك الاشتباكات. وشهدت محافظة دير الزور، شمال شرقي سوريا، اشتباكات بين مسلحين محليين وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في أغسطس (آب) الماضي استمرت عدة أيام. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن إجمالي عدد القتلى الذين سقطوا منذ اندلاع الاشتباكات هناك في 27 أغسطس بلغ 90 قتيلاً، بينهم 9 مدنيين و24 من «قسد»، بينما أُصيب ما لا يقل عن 104 آخرين. ونفت «قسد» أن تكون الاشتباكات التي شهدتها دير الزور حرباً بينها وبين العشائر العربية، وقالت إن محاولات إظهار ذلك لا تهدف إلا لخلق «الفتنة».

 

روسيا تعلن إحباط هجمات منسقة على القرم وموسكو وأمين «الناتو» يدعو إلى الاستعداد لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا

موسكو - كييف/الشرق الأوسط/17 أيلول/2023

قالت روسيا إنها أحبطت هجوماً أوكرانياً منسقاً على شبه جزيرة القرم في وقت مبكر من صباح الأحد، وإن طائرات مسيرة استهدفت أيضاً موسكو؛ ما أدى إلى تعطيل حركة الطيران في العاصمة، وتسبب هجوم بطائرات مسيرة في نشوب حريق بمستودع للنفط جنوب غربي البلاد. وجاء هذا تزامناً مع دعوة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إلى الاستعداد لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا. وشنت كييف في الأيام القليلة الماضية سلسلة ضربات على أهداف عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم المحتلة، بما في ذلك منشآت أسطول البحرية الروسية في البحر الأسود، سعياً لتقويض جهود موسكو الحربية في المنطقة الحيوية. وازدادت أيضاً الهجمات في عمق روسيا، بعيداً عن الخطوط الأمامية للقتال، إذ قال رئيس بلدية موسكو إنه قد أُسقطت طائرتان مسيرتان على الأقل في منطقة العاصمة في وقت مبكر الأحد. لم يتسن التحقق من مصادر مستقلة من هذه التقارير، كما لم يرد أي تعليق فوري من كييف. وحث أوليكسي دانيلوف أمين مجلس الأمن الأوكراني، في مقال رأي في وقت متأخر السبت، حلفاء كييف على تسريع إمدادها بأسلحة قائلاً إن هذه هي السبيل الوحيدة لإنهاء الحرب. وكتب دانيلوف على موقع «أوكرينسكا برافدا» الإخباري على الإنترنت «على سبيل المثال، القضاء على الأسطول الروسي بالبحر الأسود كلياً أو جزئياً، وهي مهمة قابلة للتنفيذ، لا بد أنه سيسرع بشكل كبير بحث روسيا عن مخرج من الحرب الدائرة». وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت ما لا يقل عن 6 طائرات مسيرة كانت تستهدف القرم من اتجاهات عدة. ولم يذكر تقرير الوزارة على تطبيق «تلغرام» ما إذا كان الهجوم قد أسفر عن وقوع أضرار أو ضحايا في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في خطوة لاقت تنديداً واسع النطاق في عام 2014، قبل 8 سنوات من الغزو الروسي الشامل.

تأجيل رحلات جوية

وكتب رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، على «تلغرام» أنه قد دُمرت طائرة مسيرة فوق منطقة إيسترا وأخرى فوق منطقة رامنسكي بموسكو، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو أضرار بسبب حطام الطائرتين المسيرتين. وذكرت وكالات أنباء روسية رسمية أنه قد تأجلت ما لا يقل عن 30 رحلة جوية، وألغيت 6 رحلات في مطارات موسكو الرئيسية، وهي خطوة معتادة تتخذها سلطات الطيران عند وقوع هجوم بطائرات مسيرة. وقال حاكم محلي في جنوب غربي روسيا إن طائرة مسيرة أوكرانية ألحقت أضراراً بمستودع نفط في وقت مبكر من صباح الأحد، ما أدى إلى اندلاع حريق في خزان وقود أُخْمِد لاحقاً. وذكر أندريه كليتشكوف حاكم منطقة أوريول عبر تطبيق «تلغرام»: «لم تقع إصابات. جميع خدمات الطوارئ تعمل في موقع المنشأة»، ولم يحدد إن كان المستودع قد تعرض للضربة من الطائرة المسيرة أم من حطامها. وقال حاكم منطقة فورونيغ الروسية ألكسندر جوسيف ووزارة الدفاع إن طائرة مسيرة أخرى أُسقطت في المنطقة، مضيفاً أنه لم تقع إصابات أو أضرار. وأبلغت السلطات في منطقة تولا أيضاً عن تحطم طائرة مسيرة على أرض مركز لوجيستي، لكنها لم تسفر عن وقوع إصابات أو تعرض البنية التحتية لأضرار كبيرة.

استهداف مركز للجيش في خاركيف

وبدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أن قواتها وجهت ضربة صاروخية لمركز يتولى عمليات إصلاح مدرعات الجيش الأوكراني في خاركيف. لم تذكر الوزارة موعداً للقصف، ولم تقدم أي تفاصيل أخرى. وكتب أوليه سينيهوبوف حاكم خاركيف، الواقعة في شمال شرقي أوكرانيا، على تطبيق «تلغرام» (الأحد) أن روسيا استهدفت مبنى «منشأة مدنية» في خاركييف بـ4 صواريخ من طراز «إس 300».

«حرب طويلة الأمد»

وفي سياق متصل، استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مقابلة نُشرت (الأحد) أن تكون هناك نهاية سريعة للحرب الأوكرانية، في وقت تواصل فيه كييف شن هجومها المضاد ضد روسيا. وقال ستولتنبرغ في مقابلة مع مجموعة «فونكه» الإعلامية الألمانية: «معظم الحروب تستمر فترة أطول من المتوقع عندما تبدأ للمرة الأولى»، محذراً: «لذلك علينا أن نهيئ أنفسنا لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا». وأضاف ستولتنبرغ: «نتمنى جميعاً تحقيق سلام سريع»، مردفاً: «لكن في الوقت نفسه علينا أن ندرك: إذا توقف الرئيس زيلينسكي والأوكرانيون عن القتال فسوف تختفي أوكرانيا من الوجود». وتابع: «أما إذا ألقى الرئيس بوتين وروسيا السلاح، فعندها نحصل على السلام». وبشأن طموحات أوكرانيا للانضمام إلى الحلف، لفت ستولتنبرغ إلى أنه «ليس هناك شك في أن أوكرانيا ستصبح في نهاية المطاف عضواً في (الناتو)». وأضاف أن كييف «اقتربت أكثر من حلف شمال الأطلسي» خلال قمة الحلف في يوليو (تموز). وأكد ستولتنبرغ أنه «عندما تنتهي هذه الحرب سنكون بحاجة إلى ضمانات أمنية لأوكرانيا، وإلا فإن التاريخ قد يعيد نفسه».

 

تضارب كبير في أعداد ضحايا إعصار درنة: الأمم المتحدة تعلن عن وصول الوفيات إلى 11 ألف شخص ووزير ليبي ينفي

طرابلس – «القدس العربي/17 أيلول/2023

ما زال التضارب في أعداد الوفيات من مدينة درنة الليبية غالباً على كافة الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية المعلن عنها، حيث ففي حين أعلنت بعض الجهات وفي مقدمتها الأمم المتحدة عن أعداد مهولة من الوفيات اكتفت بعض الجهات الرسمية بذكر أرقام أقل من أرقام ذكرتها في السابق مما أثار استغراب وحيرة الكثيرين في وقت يتلهف فيه الصحافيون وكذلك وسائل الإعلام إلى معرفة معلومات أكثر حول الفاجعة التي ألمت بمدينة درنة الليبية والشرق الليبي أجمع. وتسببت السيول التي ضربت شرق ليبيا في قتل وفقدان الآلاف، وتدمير البنية التحتية، خاصة في مدينة درنة التي لا تزال معزولة بسبب الدمار الذي لحق بالطرقات الموصلة إليها بشكل يجعل من الصعب وصول فرق الإنقاذ والإمدادات الإنسانية، كما انقطعت الاتصالات بشكل كلي عن المدينة فضلاً عن الكهرباء. حيث قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن حصيلة ضحايا الفيضانات التي ضربت ليبيا ارتفعت إلى 11 ألفاً و300 شخص في مدينة درنة فقط. وأضاف المكتب أن هناك 10 آلاف و100 شخص مازالوا مفقودين في درنة، في حين لقي 170 شخصاً حتفهم في مكان آخر بشرق ليبيا. وأضافت: “من المتوقع ارتفاع هذه الحصيلة مع استمرار أعمال البحث والإنقاذ للعثور على ناجين”. وأعلن وزير الصحة في حكومة شرق ليبيا عثمان عبد الجليل، مساء السبت، تسجيل 3252 قتيلاً، بزيادة 86 قتيلاً عن الحصيلة السابقة قبل 24 ساعة. وأكد مجدداً متحدثاً للصحافيين في درنة أن وزارته وحدها مخولة بإصدار أعداد القتلى، مشدداً على أن الأرقام المرتفعة التي توردها مصادر أخرى لا مصداقية لها، دون أن يوضح هوية المصادر التي يقصدها. وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إن الفريق المكلف من حكومة الوحدة الوطنية بحصر الأضرار في مدينة درنة قدر العدد الإجمالي للمباني المتضررة من السيول والفيضانات بنحو 1500 من إجمالي 6142 مبنى في المدينة. وأوضح الفريق في إحصائية أولية أن عدد المباني المدمرة بشكل كامل بلغ 891 مبنى وبشكل جزئي 211 وحوالي 398 مبنى غمرها الوحل، كما تقدر المساحة الإجمالية للمنطقة التي غمرتها السيول والفيضانات في درنة بستة كيلومترات مربعة. وقالت المنظمة الدولية للهجرة، يوم الأربعاء، إن ما لا يقل عن 30 ألف شخص أصبحوا بلا مأوى في مدينة درنة شرقي البلاد بسبب الفيضانات المدمرة التي أحدثها الإعصار دانيال.

وأضافت المنظمة أن آلافاً آخرين أصبحوا بلا مأوى في المدن المجاورة. وضرب الإعصار دانيال بقوة شرق ليبيا وسقطت كميات كبيرة من الأمطار مما أدى إلى انهيار سدين قرب درنة لتنطلق مياه هادرة دمرت في طريقها نحو البحر مناطق واسعة من المدينة وجرفت بنايات سكنية مخلفة آلاف القتلى والمفقودين في أسوأ فيضانات شهدتها البلاد. أكد النائب العام الليبي الصديق الصور أن الدعوات الجنائية ستطال المسؤولين عن كارثة سد درنة أياً كانوا. وقال الصور في مؤتمر صحافي ليل الجمعة إنه “لدى مكتب النائب العام دراسات مستفيضة عن تاريخ السدين، وباشرنا باستدعاء إدارة السدود والهيئة المختصة بالموارد المائية”.

ونوه النائب العام إلى أن التحقيقات تتركز على الأموال التي خصصت لصيانة السدين، مؤكداً أنه لدى المكتب تقارير تضمنت وجود تشققات في السدين وحاجتهما للصيانة”. وقال الصديق الصور إن “التحقيقات تشمل السلطات المحلية المتعاقبة على أي تقصير أو إهمال أدى إلى انهيار السدين وسنعلن عن التفاصيل ونتخذ الإجراءات حول المتسببين بهذه الكارثة فور الانتهاء من التحقيقات”. وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا يان فريديز إن الكارثة “كانت عنيفة جداً”، مضيفاً أن “موجة بارتفاع سبعة أمتار جرفت الأبنية والبنى التحتية إلى البحر”، مشيراً إلى أن هناك “جثثاً تتقاذفها الأمواج على الشاطئ”.

ودمرت السيول الجارفة جميع الجسور الرابطة بين ضفتي المدينة، وغالبية العمارات والمباني والبيوت التي تقع على ضفتي مجرى الوادي. كما قطعت معظم الطرق المؤدية إلى داخل المدينة. وأظهر تسجيل مصور، بثته وكالة الأنباء الليبية، مشاهد لبقايا أحد سدي درنة اللذين دمرتهما مياه السيول الناجمة عن الإعصار”دانيال” المدمرة التي اجتاحت مدن الشرق الليبي.

ونجحت فرق الإنقاذ العربية والأجنبية الموجودة في مدينة درنة المنكوبة، في إنقاذ عشرات الأشخاص من تحت الأنقاض بعد مرور حوالي أسبوع على الإعصار دانيال التي حاصرت مياهها الضحايا تحت المباني المنهارة. وقال رئيس بلدية درنة، عبد المنعم الغيثي، لـ”رويترز”، إن الوفيات في المدينة قد تصل إلى 18 ألفاً استناداً إلى حجم الأضرار، وإن المدينة بحاجة إلى فرق متخصصة في انتشال الجثث، معبراً عن مخاوفه من حدوث وباء بسبب كثرة الجثث تحت الأنقاض وفي المياه. وأكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لويس ميغيل بوينو، أنه تم تفعيل آلية الحماية في الاتحاد الأوروبي بناء على طلب السلطات الليبية، مشيراً إلى أنه من خلال هذه الآلية سيتم حشد المساعدات الإنسانية وتنسيق العروض المقدمة من الدول الأوروبية للمشاركة في جهود الإغاثة. ووصف لوكالة أنباء العالم العربي ما جرى في مدينة درنة بأنه “دمار شامل”، وقال: “رأينا صوراً مرعبة هناك”. وفيما يتعلق بعملية إعادة الإعمار، لفت بوينو إلى أن “ليبيا ستحتاج إلى مساعدات كبيرة لتجاوز آثار الكارثة، وأعتقد أن وفوداً من كل دول العالم ستزور مناطق الكارثة لتقييم الأوضاع وتقديم المساعدات اللازمة”. وكثفت الحكومتان في ليبيا من جهودهما لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العالقين على إثر الإعصار دانيال، وعبرت دول عديدة عن استعدادها للمساعدة وتحركت لإرسال قوافل لليبيا.

 

ترمب: لن أعفو عن نفسي إذا تم انتخابي رئيساً... ولا أخشى السجن ورحّب بفكرة اختيار مرشّحة لخوض السباق الرئاسي نائبةً له

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/17 أيلول/2023

قال الرئيس السابق دونالد ترمب والمرشح الجمهوري الأبرز في سباق الحزب الجمهوري لخوض انتخابات 2024 إنه من غير المرجح أن يقوم بالعفو عن نفسه إذا تم انتخابه رئيساً لولاية ثانية. وقال ترمب، في مقابلة مع شبكة «إن بي سي»، أُذيعت بالكامل الأحد، إنه كان بإمكانه العفو عن نفسه قبل مغادرة البيت الأبيض في عام 2021 وتجنّب «التهم الكاذبة» التي أطلقتها إدارة جو بايدن، مستبعداً اتّخاذ هذه الخطوة في حال تم انتخابه رئيساً مرة أخرى. وقال ترمب الذي يواجه 4 لوائح اتهام جنائية: «آخر شيء سأفعله على الإطلاق هو أن أمنح نفسي عفواً، لأن ذلك سيجعلني أبدو فظيعاً».

تسييس القضاء

واستدلّ ترمب بالقضايا القانونية التي تلاحق هانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي، لانتقاد القضاء، وقال إن «هناك نظامين للعدالة»؛ أحدهما يلاحقه، والآخر يحابي بايدن. وأشار ترمب إلى أنه ليست له علاقة بجهود الجمهوريين الرامية إلى عزل بايدن، نافياً الحديث مع رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي بشأن هذه القضية. وفي المقابلة، التي تم تسجيلها يوم الخميس في نادي الغولف الخاص بترمب في نيوجيرسي، ناقش الرئيس السابق موقعه المهيمن في السباق الانتخابي، ونفى إعطاء أوامر لموظفيه في منتجع «مار إيه لارغو» بحذف تسجيلات المراقبة حول نقل الوثائق السرية. وتهرب ترمب مراراً وتكراراً في المقابلة من الإجابة على أسئلة حول ما إذا كان قد شاهد أعمال الشغب في الكابيتول على شاشة التلفزيون، قائلاً إنه «سيخبر الناس لاحقاً في الوقت المناسب». كما رفض أن يقول كيف قضى يوم 6 يناير (كانون الثاني) 2021، وما إذا كان قد أجرى مكالمات هاتفية عندما اقتحم أنصاره مقر الكابيتول. وقال لمحاورته: «لن أخبرك. سأخبر الناس لاحقاً في الوقت المناسب»، وألمح أنه قد ينظر في العفو عن بعض مثيري الشغب الذين تم الحكم عليهم بالسجن. وألقى باللوم على نانسي بيلوسي في قضية اقتحام مبنى الكابيتول. وعند سؤاله عما إذا كان يخشى الإدانة والحكم عليه بالسجن، قال: «لا، أنا لا أخشى ذلك حقاً. لا أفكر في ذلك (...) لأنني أشعر حقاً أننا سنفوز في النهاية».

هوية نائب الرئيس

وقال ترمب إنه لم يفكر كثيراً في هوية نائبه لخوض انتخابات عام 2024 إذا حظي بترشيح الحزب الجمهوري، لكنه يفضّل اختيار امرأة لشغل هذا المنصب. وقال: «تعجبني الفكرة، لكننا سنختار الشخص الأفضل». وقد أثارت فكرة قيام ترمب باختيار امرأة لمنصب نائب الرئيس كثيراً من التكهنات حول المرشحات المحتملات، ورجّح البعض حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية، كريستي نويم، التي تؤيد ترمب بشكل كبير. وقال ترمب إنها أحد الأشخاص الذين قد يفكر في اختيارهم، لأنها قامت بتأييده تأييداً كاملاً. لكنه أضاف أن هناك الكثير من الأشخاص على قائمة الاختيارات المحتملة. ووردت أسماء مرشحات محتملات أخريات، منهن حاكمة أركنساس، سارة هاكابي ساندرز، التي كانت تشغل منصب المتحدث باسم البيت الأبيض في عهد ترمب، والنائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا مارجوري تايلور غرين. ورغم محاولتها الابتعاد عن ترمب في الفترة الماضية، رشّح البعض حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة التي شغلت كذلك منصب مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي. وهيلي، التي تخوض بدورها سباق الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض سباق الانتخابات الرئاسية، رغم فرصها المحدودة، تجنبت الهجوم على ترمب بشكل مباشر.

معضلة السقف العمري

عند سؤاله عن الجدل القائم حول سن المسؤولين الأميركيين المتقدم، رفض ترمب وضع سقف لعمر المرشحين، لكنه رحب بفكرة إجراء اختبار كفاءة عقلية. وقال: «يجب أن تكون هناك كفاءة، أنا أؤيد إجراء الاختبار، لأنه سيكون أمراً جيداً. لكن كما تعلمون، بعض أعظم قادة العالم كانوا في الثمانينات من عمرهم، وأنا لست قريباً من الثمانين، وبايدن ليس كبيراً في السن، لكني أعتقد أنه غير كفء وهذه مشكلة أكبر». وسيبلغ ترمب الثمانين من العمر في غضون 18 شهراً من توليه منصبه إذا فاز بإعادة انتخابه، بينما سيبلغ بايدن الثانية والثمانين عاماً عند تدشينه ولايته الثانية.

إغلاق الحكومة

المحاورة كريستين ويلكر سألت ترمب عما إذا كان ينبغي للمحافظين التخلي عن تهديدهم بإغلاق الحكومة في نهاية الشهر بسبب مخاوف الإنفاق، بعد أن أعطى رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي الضوء الأخضر لإجراء عزل الرئيس بايدن. قال ترمب: «لا، أعتقد أنه إذا لم يحصلوا على صفقة عادلة، فعلينا أن ننقذ بلادنا، نحن مدينون بـ35 تريليون دولار، وعلينا أن ننقذ بلادنا». وأضاف: «(سأدعم) إغلاق الحكومة، إذا لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق مناسب، بالتأكيد». ولم يتبقَ أمام المشرعين في الكونغرس سوى بضعة أيام عمل للتوصل إلى اتفاق تمويل قبل الموعد النهائي في نهاية الشهر.

 

فد أميركي إلى بنغازي للضغط على حفتر ضد الوجود الروسي لمواجهة مساعي موسكو توسيع وجودها في البحر المتوسط

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/17 أيلول/2023

تجمع العديد من التعليقات والتحليلات الأميركية على وصف محاولات روسيا نقل «التنافس» مع الولايات المتحدة والغرب عموما إلى مناطق أخرى، وخصوصا في أفريقيا، على أنه إمعان في سياسة الهروب إلى الأمام، نتيجة حربها في أوكرانيا. وتسعى موسكو إلى تثبيت نفوذ أكبر لها في القارة السمراء، عبر إقامة قواعد لها على البحر الأبيض المتوسط، لتمكين سفنها الحربية من استخدامها، خصوصا في ليبيا، وتوسيع بصمتها البحرية في الفناء الخلفي لحلف «الناتو». وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فقد التقى في الأسابيع الأخيرة مسؤولون روس كبار، بمن فيهم نائب وزير الدفاع يونس بك يفكوروف، مع الجنرال خليفة حفتر قائد «الجيش الوطني الليبي» الذي يسيطر على شرق البلاد، لمناقشة «حقوق الرسو على المدى الطويل» في المناطق التي يسيطر عليها، وفقا لمسؤولين ومستشارين ليبيين، قالوا أيضا إن الروس «طلبوا الوصول إلى موانئ بنغازي أو طبرق، وكلها تقع على بعد أقل من 650 كيلومترا من اليونان وإيطاليا». ويتحرك الجيش الروسي والمجموعات الأمنية الموالية للكرملين أيضا للسيطرة على الوحدات العسكرية المتمركزة في أفريقيا والأصول التابعة لمجموعة «فاغنر» في أعقاب مقتل مؤسسها، يفغيني بريغوجين، الشهر الماضي. وقد بنى بريغوجين وجودا للمجموعة في ستة بلدان في الشرق الأوسط وأفريقيا، مع 6 آلاف مقاتل، غالبا ما يوفرون الأمن للقادة السياسيين المحليين، وأحيانا مقابل الوصول إلى موارد قيمة. وتأتي المحادثات مع حفتر بشأن الوصول إلى الموانئ في الوقت الذي يسعى فيه الكرملين إلى تعميق نفوذه في أفريقيا والتصدي للولايات المتحدة التي كانت تضغط على الدول الأفريقية للانضمام إلى التحالف الغربي في عزل روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا. ولمواجهة هذه الجهود الروسية، من المتوقع أن تزور بعثة دبلوماسية وعسكرية أميركية مشتركة ليبيا في وقت لاحق من هذا الشهر للضغط على حفتر لطرد مرتزقة «فاغنر»، وتشجيعه على توحيد قواته مع تلك التي تسيطر عليها الفصائل المتنافسة. وتأمل الولايات المتحدة أن يؤدي ذلك إلى إنشاء منطقة عازلة للاضطرابات المتزايدة في منطقة الساحل، وهي المنطقة التي شهدت تصاعدا في الأنشطة الجهادية وسلسلة من الانقلابات التي أطاحت بالحكومات هناك، كما يقول أشخاص مطلعون على الزيارة المخطط لها منذ مدة. ومن المتوقع أن يجتمع مايكل لانغلي، قائد القيادة الأميركية الأفريقية (أفريكوم)، وريتشارد نورلاند، المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، بشكل منفصل مع حفتر، (الذي يحمل الجنسية الأميركية وتقيم عائلته في ولاية فيرجينيا، منذ أن انشق عن الزعيم الليبي معمر القذافي قبل عقود)، وعبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس في غرب البلاد.

ومع محاولات روسيا التوسع في أفريقيا، بدا الغرب في موقف دفاعي، خصوصا مع الانقلابات العسكرية الأخيرة التي شهدتها دول عدة، وكان آخرها في النيجر، التي تولى مجلس عسكري موالٍ لروسيا السلطة فيها. وأثار الانقلاب مخاوف من أن الاستراتيجية الأميركية لمواجهة المتشددين الإسلاميين في المنطقة قد انقلبت رأسا على عقب. لكن قائد القوات الجوية الأميركية قال إن الولايات المتحدة استأنفت تحليق طائرات من دون طيار لمهمة مكافحة الإرهاب في النيجر. وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ خلال مؤتمر صحافي الخميس «يمكننا أن نؤكد أن القوات الأميركية في النيجر بدأت عمليات طيران لرصد التهديدات وحماية القوة». وأضافت أن «الولايات المتحدة تحتفظ دائما بالحق في إجراء عمليات لحماية قواتنا وأفرادنا إذا لزم الأمر». وتحتفظ الولايات المتحدة بأكثر من ألف جندي في النيجر كانوا، على الأقل حتى يوليو (تموز) من هذا العام، يشاركون إلى جانب القوات النيجرية في عمليات مكافحة الإرهاب والتدريب على مساعدة قوات الأمن. وقد توقفت هذه الجهود مؤقتا في أعقاب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس النيجري محمد بازوم في 26 يوليو. وقالت سينغ: «لم تستأنف الولايات المتحدة عمليات مكافحة الإرهاب، أو أي تدريب لمساعدة قوات الأمن في النيجر».

وقال كاميرون هدسون، الذي شغل سابقا منصب كبير مساعدي المبعوث الأميركي الخاص للسودان: «إن الروس في وضع توسع عدواني والولايات المتحدة تحاول فقط الحفاظ على وجودها في أفريقيا».

السيطرة على ممرات الطاقة

وشهدت ليبيا أول تمركز لمجموعة «فاغنر» في أفريقيا، وكان حفتر شريكا إقليميا رئيسيا لها، حيث يتمركز حوالي 1200 مقاتل منها في قواعد «الجيش الوطني»، بما في ذلك قاعدة جوية تستخدم كمركز عبور إلى دول أفريقية أخرى. ورغم أن طلب روسيا حقوق الرسو في شرق ليبيا لا يشكل تهديدا فوريا لحلف «الناتو»، فإن القلق متأتٍ من أن موسكو قد تقوم في النهاية بتوسيع وجودها هناك. ويتابع حلف «الناتو» التحركات البحرية الروسية عن كثب، بحسب المتحدث باسم الحلف ديلان وايت. وأضاف أن «حلف شمال الأطلسي زاد بشكل كبير وجوده في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك النشر المستمر لمجموعة حاملات الطائرات الأميركية منذ غزو موسكو لأوكرانيا». وقال متحدث باسم «الجيش الوطني الليبي» إنه ليست لديه أي معلومات عن مناقشات حفتر مع المسؤولين الروس بشأن الوصول إلى الموانئ. مع الإشارة إلى أن نظام القذافي عرض عام 2008 على روسيا الوصول إلى الموانئ، لكن موسكو رفضت العرض في ذلك الوقت. ولا يعرف بعد ما إذا كان حفتر، الذي يتعرض لضغوط من الولايات المتحدة لقطع العلاقات مع الروس، سيقبل اقتراح موسكو برسو سفنها البحرية في أي من الموانئ التي يسيطر عليها. ونشرت روسيا، التي تسيطر بالفعل على ميناء طرطوس شرق البحر الأبيض المتوسط ​​في سوريا، طرادات الصواريخ الموجهة «سلافا»، مباشرة بعد غزوها لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وعد نشر تلك الصواريخ بأنه محاولة لترهيب «الناتو». ويعد شرق ليبيا نقطة عبور حيوية للطائرات الروسية التي تحلق من روسيا أو سوريا إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويقول مسؤولون أفارقة وروس وغربيون، حاليون وسابقون، إن نشر مرتزقة «فاغنر» في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى لم يكن ممكنا دون الوصول إلى قاعدة حفتر الجوية. وتجري موسكو أيضا مناقشات لإنشاء مركز جوي في جمهورية أفريقيا الوسطى، وفقا للمستشار الأمني ​​لذلك البلد، فيديل جواندجيكا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان يبني مطاراً عسكريّاً.. في وداع مرفئه ودَورِهِ

محمد بركات/أساس ميديا/الإثنين 18 أيلول 2023

من سخرية الأقدار أن يقرّر غريقٌ التفرّغ لاصطياد سمكة، أو التفكير في حسابه المصرفي، بدل أن يمسك بأيّ قشّة لينجو من الغرق.

هذا ما فعله "لبنان"، "الوطن" الذي فقدَ مرفأه قبل 3 سنوات، في سياق "حرب الممرّات" التي كان الكوكب على مشارفها، وبدأت ملامحها تظهر عليه في الأشهر الأخيرة. وربّما أبرزها "الممرّ الهندي"، الذي أعلن بدءَ بنائه وليُّ العهد السعودي في قمّة العشرين، والذي سيصل الهند بالإمارات والسعودية، مروراً بالأردن ومرفأ حيفا في إسرائيل، ويكمل إلى قبرص، ومنها إلى أوروبا.

لبنان الذي يقع "خارج" هذه الخريطة، والذي كان مرفؤه، بيروت، هو "صلة الشرق بالغرب"، بات "خارج الخدمة". استعاد مرفأ حيفا دوره، بعدما ورثه "بور بيروت" في منتصف القرن الماضي، بسبب الحروب العربية الإسرائيلية وعدم الاستقرار في الداخل الفلسطيني المحتلّ.

من سخرية الأقدار أن يقرّر غريقٌ التفرّغ لاصطياد سمكة، أو التفكير في حسابه المصرفي، بدل أن يمسك بأيّ قشّة لينجو من الغرق

ومن سخرية الأقدار أن تعلن إسرائيل رصدَها مطاراً بناه الحزب في منطقة جزّين جنوب لبنان، "رفع عليه علم إيران"، في لحظة إعلان "الخريطة الجديدة" في المشرق العربي، التي سترث خريطة قديمة، كان محورها لبنان من جهة، وقناة السويس من الجهة الأخرى. وكلا المحورين "هزما" إسرائيل بشكل أو بآخر:

- لبنان الذي دحر القوات الإسرائيلية من بيروت بالمقاومة الوطنية منذ 1982 إلى منتصف التسعينيات، ثمّ بسلاح الحزب في السنوات الأخيرة قبل التحرير الكامل في عام 2000.

- ومصر التي "عبر" جيشها، جيش جمال عبد الناصر، قناة السويس في 1973، وما تزال نواتها الشعبية معادية لإسرائيل منذ ذلك الحين.

عواصم إيران "العربيّة".. خارج الخريطة

الخريطة التي رسمتها قمّة العشرين الأسبوع الماضي جعلت مرفأ حيفا الإسرائيلي هو "صلة الوصل بين الجنوب والشمال". جنوب الكرة الأرضية، الهندي، وشمالها، الأوروبي. بكلّ صفات الجنوب الجديدة، من تطوّر تكنولوجي هندي وصل إلى القمر، وبكلّ صفات الشمال المستجدّة، من شيخوخة أوروبا وحاجتها إلى الخليج والهند ونفط البحر الأبيض المتوسّط. وبكلّ ما يحمله الخليج من وعود بـ"أوروبا الجديدة"، على ما أعلن الأمير بن سلمان.

الناظر إلى الخريطة التي افتتحها الأمير محمد بن سلمان، لتشكّل "الممرّ الاقتصادي" الجديد، سيكتشف أنّها تخترق منطقتنا العربية، الخليج وشرق المتوسّط، واضعةً خارجها كلّ المدن والعواصم العربية الواقعة تحت نفوذ إيران، طوعاً أو غصباً.

اليمن والعراق وسوريا ولبنان

ها هو اليمن إلى يسار هذا الخطّ العالمي الجديد، خطّ التجارة والتبادل والتواصل: وحيداً إلى يسار الخليج، متروكاً ليراكم الأسلحة والصواريخ والهتافات الآتية من عصور سحيقة، بدل قراءة الماضي بالعقل والمصالح، ليكون دليلاً إلى المستقبل... إلى جانب "الطريق الجديد"، طريق الازدهار والحداثة والاتّصال والوصل.

إلى يمين الخطّ، سنجد العراق وسوريا ولبنان: بلاد الإفلاس والعزّة والخراب والكرامة. والقاموس أصبح عبئاً يطوف غرابةً، بسبب ترادف الأضداد وارتباكها، بين التباهي بـ"انتصاراتٍ" لا تنتهي، تكون نتيجتها الجوع واليأس والتسوّل على أبواب الصناديق العربية والدولية وطلب المعونات السياسية والغذائية والماليّة من "المهزومين".

الناظر إلى الخريطة التي افتتحها بن سلمان، لتشكّل "الممرّ الاقتصادي" الجديد، سيكتشف أنّها تخترق منطقتنا العربية، الخليج وشرق المتوسّط، واضعةً خارجها كلّ المدن والعواصم العربية الواقعة تحت نفوذ إيران، طوعاً أو غصباً

يعبر الخطّ واضعاً بيروت وبغداد والشام، حواضر العرب التي كانت أولى، في وصل الشرق بالغرب، وفي التجارة والنفط والثقافة والفنون والحضارة، يعبر خطّ المستقبل ويبقيها خارج هذا الحزام الذي سيرث خطوط التجارة القديمة.

في لحظة إعلان هذا الممرّ الاقتصادي والتجاري الواعد، كانت إسرائيل تعلن اكتشاف مطار إيراني في جنوب لبنان. تماماً كما يُجري زعيم كوريا الشمالية تجارب على صواريخ جديدة، وتجارب نووية، فيما شعبه يئنّ تحت أنياب الجوع ورعب الاستبداد والأمن.

مطارات العسكر... ومطارات المستقبل

هكذا بات لبنان الإيراني: يبني مطاراتٍ عسكرية، في لحظة بناء مطاراتٍ تنقل المنطقة إلى المستقبل. لبنان الإيراني الذي فقدَ مرفأه، إمّا بعملية عسكرية إسرائيلية خاطفة، أو بإهمال الدولة التي كان يمسكها أزلام إيران... لبنان الإيراني هذا مثل بغداد الإيرانية والشام الإيرانية وصنعاء الإيرانية، دول فاشلة فقدت مرافئها وإطلالاتها على بحور الحاضر وفضاءات المستقبل، وتبني بدلاً منها مطاراتٍ لحروب تتوهّم أنّها ستنطلق منها إلى حكم الشرق العربي وربّما أوروبا...

هي مدنٌ يبني الحاكمون بأمرها مخازن الأسلحة ويعبّئونها، فيما المستقبل يحتاج إلى خبراء التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة وخطوط التجارة الحرّة والاستقرار لسلاسل الإمداد المعرفي والاقتصادي. مدنٌ يحكمها مَن يجد الحلول في الحديد والنار والدم وتجارة الممنوعات وصناعة الكبتاغون، فيما جيرانه ينهمكون بصناعة رقائق التكنولوجيا الذكية و"عبقرية" تغيير الخرائط بالتجارة والسلام، بدل أوهام المسيّرات وخطايا الأسلحة.

لتبيان الصورة بشكل أوضح: هناك "سلطة" في لبنان فقدت مرفأها الإقليمي، الذي كان صلة الشرق بالغرب وأهمّ مرفأ في شرق المتوسط. فقدته بالحديد والنار. وهي سلطة تدّعي أنّها تحمي لبنان واللبنانيين ومصالحهم... والمرفأ هذا هو الذي صنع دور البلاد وصنع تاريخ العاصمة الحديث.

فكيف ردّت؟

قرّرت أن تبني بدلاً منه مطاراً كاريكاتوريّاً في جنوبها، مطاراً لا يتّصل بأيّ مكان إلّا بالقصف والحرب والخراب، مطاراً صغيراً كأحلام بُناتِه ومستقبلهم. وهم هؤلاء الذين لم يبنوا في الجنوب لا مصنعاً ولا جامعةً ولا مركزاً ثقافياً يُنتج معرفة أو يتّصل بالعالم.

هؤلاء يبنون مطاراً لا يحمل صفات المطار، ولا يصل الجنوب بأيّ دولة، ولا دور له سوى إطلاق النار في لحظة الحرب. وهي دوماً لحظة استثنائية. أمّا في السلم فهو موقوف بلا دور ولا وظيفة ولا "عازة" سوى "التنقير" على الشركاء في الوطن، لإفهامهم أنّ هذا الحزب بات "يبني المطارات" ويقارع الدول "العدوّة"، تلك الدول التي يوقّع معها معاهدات سلام، في البرّ والبحر، لتقاسم النفط والغاز والمال... ولحفظ "سلطته" فوق الخراب العميم في الداخل.

الطريف أنّ هذا الحزب رفض السماح لنصف اللبنانيين ببناء مطار في القليعات شمالاً لأسباب غير مقنعة. وهو مطار القليعات الذي يحقّ لأهل الشمال أن يطيروا منه ويتّصلوا بالعالم، من دون المرور على "طريق المطار" التي يمسك بها هذا الحزب. لكنّه يسمح لنفسه بأن يبني المطارات من دون أن يسأل أحداً، ويضع عليها أعلام الدولة التي تدعمه بالمال والسلاح.

هل هناك تقزيم للبنان ودوره أكثر من هذا؟

هل نستحقّ أكثر من الشفقة؟ نحن سكّان "الجهة الخطأ من التاريخ"، الذين بدأت الخرائط تلفظهم، على يمينها ويسارها، لتعبر بينهم وفوقهم وتحتهم. هم الغرقى في الماضي، يريدون اصطياد سمك الحروب، ومراكمة الأرباح السياسية، فيما تعبر إلى جوانبهم أخشاب الإنقاذ، وهم لا يريدون النظر إليها.

لمتابعة الكاتب على تويتر: mdbarakat@

 

فرنجيّة أو لا أحد

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 18 أيلول 2023

تبدو طفرات السجال الرئاسي اللبناني أشبه بكلام التنجيم، وبرامج التوقّعات المشهورة في البلد. لا منطق للتواريخ التي تُضرب لإتمام الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس سوى أنّها عادة لبنانية تملأ الفراغ السياسي القاتل. سمعت من تحدّث عن حزيران الفائت، ونسمع الآن من يطلب منّا إبقاء الأعين مفتوحة على نهايات العام. الأذكى بين منجّمي الرئاسة من يربطون الاستحقاق بمنعطفات إقليمية ودولية. مرّة هو التفاهم الإيراني السعودي، وأخرى مشهديّات قمّة العشرين، وثالثة يتوسّع فيها البيكار لتضمّ بين الأدلّة تطوّرات الحرب الروسية الأوكرانية أو الانتخابات الأميركية أو انقلابات إفريقيا على مستعمِرها الفرنسي السابق. لا حدود لِما يمكن افتراض تأثيره على الاستحقاق الرئاسي اللبناني.

الغائب الأبرز في النقاش هي القواعد البسيطة التي صارح بها الأمين العام للحزب في خطاب علنيّ إحياءً لذكرى حرب تموز 2006. بمنتهى الشفافية قال الرجل إنّ حزبه لا يثق بضمانات سياسية بخصوص الرئيس، أكانت شفهية أم مكتوبة. بل لا تغريه الضمانات حتّى ولو كانت ذات صفة دستورية.

تبدو طفرات السجال الرئاسي اللبناني أشبه بكلام التنجيم، وبرامج التوقّعات المشهورة في البلد. لا منطق للتواريخ التي تُضرب لإتمام الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس سوى أنّها عادة لبنانية تملأ الفراغ السياسي القاتل

قال نصرالله: "الضمانة الحقيقية التي نتطلّع إليها ونطلبها هي شخص الرئيس. شخص الرئيس، فلان الفلانيّ الذي نعرف عقليّته ونعرف إرادته ونعرف شجاعته ونعرف وطنيّته ونعرف التزامه، بالنسبة لنا الشخص هو الضمانة، بوضوح، نحن بلد شرقيّ، بالشرق هكذا، تقول لي دولة ونظام ودساتير ومؤسّسات، كلّه مهمّ وعلى رأسي، ولكن الشخص، الشخص أساس، بالنسبة لنا الشخص أساس".

لنتذكّر إميل لحّود

ولمن يمكن أن يظلّ لديه شكوك في مقاصد نصرالله، تبرّع الرجل بشرح أكثر تفصيلاً عن خلفيّات هذه القناعة لديه ولدى حزبه. قال:

"باختصار أعود لحرب تموز. في حرب تموز كان هناك انقسام سياسي بالبلد (…) ولكن كان هناك ضمانة مهمّة جدّاً بالحكومة اسمها رئيس الجمهورية، على رأس الطاولة كان هناك رئيس جمهورية اسمه العماد إميل لحّود… كان هناك رئيس يقاتل بعض الوزراء الذين يريدوننا أن نستسلم.. شخص الرئيس لحود هو الذي شكّل ضمانة".

وأضاف نصرالله: "في موضوع انتخاب الرئيس ميشال عون … كان عندنا ثقة بشخصه، وأنا الذي قلت عنه جبل وما زُلت أقول عنه جبل، نتيجة ثقتنا بشخصه أنّ هذا الرجل لن يغدر بنا، لن يطعننا في ظهرنا، لن يتخلّى عن المقاومة، فنحن بأمان. كلّ قصّتنا أنّنا وثقنا بهذا الرجل كشخص، أنّ هذا شجاع، صلب، لا يخون، لا يغدر، انتهينا، ولذلك نحن خلال ستّ سنوات نشعر بأنّ هذه المقاومة ظهرها آمن. خلال ستّ سنوات فخامة الرئيس ميشال عون لم يطعن في ظهر المقاومة".

ماذا عن ميشال سليمان؟

لمزيد من الإيضاح حول قاعدة الشخص كأساس للثقة، عرّج نصرالله في خطابه المهمّ، على مقارنة بين الرئيسين لحّود وعون وبين الرئيس ميشال سليمان من دون أن يسمّيه حتى، ليُظهر مدى اعتراض الحزب على نوعه الرئاسي، وعلى كامل تلك التجربة، التي يبدو واضحاً أنّه بغير صدد تكرارها.

يقول نصرالله: "أنا أقول لكم بكلّ صراحة، هناك محلّ لم نكن دقيقين فيه، البلد كان على حافة حرب أهلية وكذا، هو الانتخاب الذي حصل بينهما "تبع" المعادلة الخشبية (أي ميشال سليمان)، لكن نحن منسجمين مع أنفسنا الآن تماماً، وهذه المسألة بالنسبة لنا".

تكشف تصريحات نصرالله أنّ موقف حزبه يقوم على مزيج من السياق الثقافي والبراغماتية السياسية والوعي الدقيق لتجارب الماضي، ويوفّر نافذة مهمّة على التفكير الاستراتيجي للحزب وتداعياته على مستقبل لبنان

بمعنى آخر يقطع نصرالله بشكل حاسم أنّه لن يسمح بتكرار تجربة انتخاب رئيس من طينة ميشال سليمان، أي الرئيس الذي يعرف الحزب أنّه يُضمر حدّاً أدنى من احتمال التمايز عن ميليشيا الحزب ومشروعها. بهذا المعنى من البديهي أنّ مَن يكون هذا هو تقويمه لتجربة ميشال سليمان، أن سيرفض انتخاب العماد جوزف عون اليوم، وهو الذي مارس مقداراً غير مسبوق من الاستقلالية عن ميليشيا الحزب في خلال تجربته العسكرية.

من لم يحتمل ميشال سليمان رئيساً فلن يحتمل جوزف عون أبعد من الأشهر الباقية له في سدّة قيادة الجيش.

فرنجية... وليس جوزف عون

قاعدة الشخص التي وضعها نصرالله، كما قال هو بوضوح، هي الدافع وراء ترشيحه سليمان فرنجية، والتمسّك بهذا الترشيح وعدم فتح أيّ أبواب حقيقية على تغيير رأيه، على الرغم من كلّ المناورات والتمويهات من قبل الحزب، التي قد يبالغ البعض في تفسيرها والبناء عليها. حقيقة الأمر أنّ هذه المناورات أصلاً مصمّمة في عقل الحزب بغرض إرباك الخصوم بتفسيرات وتأويلات أو بهدف توجيه رسائل للحلفاء حين يتطلّب الأمر.

كما إميل لحّود وميشال عون كذلك سليمان فرنجية، "الشخص هو الضمانة".

لا يعني هذا الكلام بأيّ حال من الأحوال أنّ المعركة الرئاسية قد انتهت، وأنّ الحزب قادر حكماً على فرض مراده على جميع اللبنانيين. ثمّة معارك كثيرة لم يستطِع الحزب أن يأخذها إلى خواتيم تتناسب مع رؤيته ومقصده.

الغرض من العودة إلى هذا الخطاب المهمّ لنصرالله هو الدعوة إلى تصويب النقاش في معركة رئاسة الجمهورية.

تكشف تصريحات نصرالله أنّ موقف حزبه يقوم على مزيج من السياق الثقافي والبراغماتية السياسية والوعي الدقيق لتجارب الماضي، ويوفّر نافذة مهمّة على التفكير الاستراتيجي للحزب وتداعياته على مستقبل لبنان.

الشخص هو الضمانة بالنسبة لهم، أي أنّ الشخص هو تجسيد للمشروع الذي يتبنّونه ويدافعون عنه. في المقابل تلعب القوى الأخرى لعبة أسماء لا لعبة مشروع سياسي، وتغرق بالتالي في لعبة التوقّعات لتوقيت إتمام الاستحقاق الرئاسي والمحفّزات الإقليمية والدولية المؤدّية إليه بما لا يتّصل دائماً بمصالح ومستقبل اللبنانيين.

قال الحزب ماذا يريد. فماذا يريد الآخرون؟

لمتابعة الكاتب على تويتر: NadimKoteich@

 

تمديد "الجهد" الفرنسي.. وانتظار الدور قطري ومفاوضات السعودية الإقليمية

منير الربيع/المدن/18 أيلول/2023

بعض الجهات تعتبر أن التحركات التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية قد تدفع باتجاه إنجاز الاستحقاق. جهات أخرى لا تزال على موقفها بالتقليل من أهمية هذه التحركات، وبأنها لن تحقق النتائج المرجوة.

ما بعد زيارة المبعوث الفرنسي، جان إيف لودريان، وبانتظار عودته آخر الشهر الحالي، لعقد لقاءات في قصر الصنوبر، لمناقشة الكتل النيابية في إجاباتها على الأسئلة التي كان قد وجهها سابقاً، ما يشير إلى الإصرار الفرنسي على الاستمرار بالاهتمام بلبنان وعدم التخلي عنه لصالح أي جهة أخرى. ولذلك شدد لودريان على أن تحركه ينطلق بالتنسيق مع الدول الخمس.

دور قطري

تلك الدول سيعقد ممثلون عنها لقاءات، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مع إمكانية عقد اجتماع خماسي. على أساسه، لا بد للودريان أن يتحرك مجدداً، فيما قد يتم توضيح المسار الذي ستعمل الخماسية ضمنه. في هذا السياق أيضاً، تتحدث مصادر لبنانية عن أنه في ظل الإستمرار الفرنسي بالسير على المسار نفسه، والذي لم يحقق أي خرق، لا بد من انتظار تحرك دولة أخرى من دول الخماسية. وهنا يعوّل اللبنانيون على دور دولة قطر. إذ ينتظر عدد من الأفرقاء والكتل النيابية أي تحرك قطري على الساحة اللبنانية، لا سيما أنهم يعتبرون أن قطر تنسق تحركاتها مع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية. وبالتالي، سيكون تحركها أنجع، خصوصاً بالنظر إلى نجاحها في إبرام الاتفاق الجزئي الإيراني الأميركي حول إطلاق سراح الرهائن والإفراج عن أموال إيرانية.

اليمن مقابل لبنان؟

في الموازاة، تبرز رهانات لبنانية أخرى على ما يدور في الإقليم، بين إيران والمملكة العربية السعودية، خصوصاً في ضوء زيارة وفد حوثي إلى الرياض برفقة وفد عماني، للبحث بإمكانية الوصول إلى اتفاق سلام شامل في اليمن. ذلك لا ينفصل عن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى سلطنة عمان أيضاً، والتي تشهد مفاوضات إيرانية أميركية بالوقت نفسه. هنا أيضاً، تتكاثر التحليلات اللبنانية حول إمكانية انعكاس أي اتفاق في اليمن على الساحة اللبنانية، فيما هناك من يعود إلى وضع معادلة اليمن مقابل لبنان، وبالتالي، من يتقاضى في اليمن عليه أن يدفع في لبنان. وهي معادلة لا تستقيم بالنسبة إلى أطراف أخرى وخصوصاً قوى المعارضة. بالنظر إلى التحركات الخارجية أيضاً، سيعقد لقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والبابا فرنسيس في مرسيليا يوم الثالث والعشرين من شهر أيلول الجاري. وحسب المعلومات، فإن ماكرون سيصر على طرح الملف اللبناني مع البابا، وسيطالبه بالدفع باتجاه المساعدة سواءً مع الأميركيين أو مع قوى أخرى. وكان البابا فرنسيس قد شدد في لقاءات سابقة على ضرورة إنجاز الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وإعادة تكوين السلطة. وربط مسألة زيارته إلى لبنان بانتخاب الرئيس. على وقع كل هذه الانتظارات، يستمر الانقسام حول قراءتين. الأولى، تعتبر أن مرحلة ترشيح سليمان فرنجية قد طويت، انطلاقاً مما أعلنه لودريان في لقاءاته. وبالتالي، لا بد من البحث عن اسم جديد، بما يدفع فرنجية إلى الانسحاب. والثانية، تنفي الأولى، على قاعدة أن التغيير الفرنسي إن حصل ليس بالضرورة مرتبطاً بتغير لدى الثنائي الشيعي، الذي سيبقى مصراً ومتمسكاً بترشيح رئيس تيار المردة ولن يتخلى عنه مهما حصل.

 

عين الحلوة: انتهت المعركة.. وبدأت حرب "إنهاء" فتح

منى الحسن/أساس ميديا/الإثنين 18 أيلول 2023

ليس معلوماً ولا مضموناً أن تصمد هدنة عين الحلوة طويلاً. يُنتظر أن يتمّ اليوم الإثنين تسليم المتّهمين بقتل العميد في حركة فتح أبي أشرف العرموشي وإخلاء مدارس الأونروا من الجماعات الإسلامية المسلّحة تطبيقاً للاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه بين حركتَي "فتح" و"حماس"، وضمناً الجماعات الإسلامية الموجودة بكثرة في عين الحلوة.

لكن علم "أساس" أنّ الإسلاميين المدعومين من حماس و"عصبة الأنصار" لن يسلّموا القتلة. لأنّهم لا يريدون خسارة حضورهم في المخيّم، ويرفضون تسليمه بالكامل لـ"فتح". والهدنة مرحلية، قد تطول وقد تقصر مدّتها، لكنّ المخطّط الكبير

والأهمّ يتمحور حول سؤال "قرار" عين الحلوة، اتصالاً بهويّة خليفة، أو خلفاء، الرئيس الفلسطيني محمود عباس. فهناك من قرّر وخطّط وبدأ في تنفيذ "وراثة" حركة "فتح" في لبنان، من خلال السيطرة على أبرز معاقلها، وعلى "آخر بندقية" لا تسيطر إيران على قرارها في المنطقة، وهي بندقية "فتح"، في لبنان وفي فلسطين.

المعركة قد تنتهي، لكنّ الحرب بدأت للتوّ: إما تستردّ "فتح" عافيتها، أو ستكون مسألة وقت قبل أن يصير عين الحلوة في قبضة إيران وجماعاتها

أي أنّ مخطّط ضرب "فتح" في عين الحلوة هو جزء من مخطّط ضرب "فتح" في فلسطين نفسها، وامتدادات الشتات، وليس فقط في لبنان، على مشارف "حرب الخلافة" التي بدأت رُحاها تدور في فلسطين، وانعكس جزء منها على لبنان ومخيّماته، أبرزها عين الحلوة. و"حماس" تريد أن ترث "فتح" في الضفة الغربية وفي عين الحلوة. وتعاونها هذه المرّة التنظيمات الإسلامية المتنوّعة، لكن المحمية من "خارج" المخيم، إمداداً وسلاحاً وذخيرةً وسياسةً وإعلاماً.. وصولاً إلى طهران.

تدمير عين الحلوة... والتوطين

فضلاً عن هدف أكبر هو تدمير عين الحلوة ولاحقاً تدمير جميع المخيّمات والوجود الفلسطيني في لبنان، وإلغاء حقّ العودة وتذويب اللاجئين الفلسطينيين في مختلف المناطق اللبنانية وفرض التوطين بوسائل متعدّدة وفق برنامج دولي.

هذه هي الأجواء بعد شهر من المعارك جرى خلاله تهجير آلاف اللّاجئين الفلسطينيين من المخيّم إلى خارجه، توزّعوا على مناطق داخل صيدا ومحيطها. وجرى تدمير واسع للبنى التحتية والمنازل والأبنية، وحتى المدارس نالت حصّتها أيضاً. ولم يُستتبع وقف إطلاق النار أو الهدنة المؤقّتة بدعوة النازحين إلى العودة إلى المخيّم، ولم يبدأ تقدير الأضرار بعد.

الاشتباكات التي بدأت على خلفيّة مقتل العرموشي ورفاقه وتوسّعت. حاولت "فتح" الحسم عسكرياً وفشلت. كرّرت المحاولة على الرغم من معرفتها بحجم قدراتها القتالية المتواضعة ومحدوديّتها في تنفيذ أمر عمليات واضح، ناهيك عن الانقسامات التي تعتري صفوفها. استمرّ الاقتتال الداخلي الفلسطيني في حين التهبت المعارك والمواجهات في غزّة وجنين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

هل هي محض صدفة؟ أم مخطّط خارجي لاستمرار هذا النزف وصولاً إلى التوصّل إلى اتفاق خارجي قد يكون في رام الله أو الضفّة أو أيّ مكان آخر؟

250 إسلامي... مقابل 100 فتحاوي

يقول العارفون بطبيعة مخيّم عين الحلوة إنّه من سابع المستحيلات أن يسجّل أيّ فريق انتصاراً في المعركة. منذ بدأت المعارك وُجّهت لحركة فتح نصائح بتنفيذ عمليات أمنيّة محدودة. لم ترتدع وأصرّت على المضيّ في محاولاتها حتى أُنهكت وأَنهكت معها المخيّم. كشفت معركة عين الحلوة أنّ "فتح" منقسمة ثلاثة أجزاء، وبداخلها من لم يكن ملتزماً بقرارها وكان يعمل لجماعات أخرى، بينما اتّحدت الجماعات الإسلامية فتوحّدت تنظيمات جند الشام وداعش والقاعدة وغيرها جامعةً ما يناهز 250 عنصراً في مقابل 100 لحركة فتح منقسمين ولا قدرات عسكرية لديهم. حركة حماس ليست الكبرى، لكنّها تملك قدرات تجييرية استفادت منها الجماعات الإسلامية. عدد المقاتلين لكلّ جهة مشاركة في المعركة لم يعد مقياساً للربح والخسارة، بل نوعية الأسلحة والسيطرة الميدانية.

ترفض "حماس" اتّهامها بالوقوف إلى جانب الإسلاميين وتؤكّد دعوتها "إلى تسليم أيّ متّهم إلى الدولة اللبنانية"، لكنّها ترفض بالمقابل "تحويل أيّ قضية إلى مخطّط لتدمير المخيّم وتخريب حياة المجتمع الفلسطيني وإلى تهجير الأهالي وتدمير ممتلكاتهم وتهديد مصيرهم"

بعد معارك ضارية اقتنع الطرفان بخسارتهما، وهو ما استدعى استنفار قيادتَي "فتح" و"حماس" وإجراء زيارة على وجه السرعة لكلّ من عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق، وعضو اللجنتين، التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة "فتح"، المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد، وخلال لقاءات برئيس مجلس النواب نبيه برّي واجتماعاتٍ متكرّرة مع مخابرات الجيش، وعدت الحركتان بوقف الاشتباكات، وتعهّدت "حماس" بالسعي إلى تسليم المطلوبين وإخلاء مدارس الأونروا. وتمّ إعلان وقف النار على هذا الأساس وتعهّدت الجهتان الالتزام به.

تتّهم "فتح"، حسب مصادر مطّلعة على أجوائها، حركة "حماس" بأنّها تتعاطى باعتبارها ممثّلة المناخ الإسلامي، أي الطرف الثاني في القتال ضدّ "فتح" نفسها. وهي لا تنكر مساهمة عناصر داخلها خرجوا عن قرارها وتوعّدت بإنزال أشدّ العقاب بحقّهم في سوء إدارة المعركة. وقد انطلقت بالفعل عملية تطهير واسعة داخلها ستشمل أسماء بارزة، بعد فترة من التراخي. كما تشعر الحركة التي تمثّل القرار الفلسطيني المستقلّ، بخطر شديد يحدق بها وأنّ عليها تطويقه.

"حماس" ترفض الاتّهامات

في المقابل ترفض "حماس" اتّهامها بالوقوف إلى جانب الإسلاميين وتؤكّد دعوتها "إلى تسليم أيّ متّهم إلى الدولة اللبنانية"، لكنّها ترفض بالمقابل "تحويل أيّ قضية إلى مخطّط لتدمير المخيّم وتخريب حياة المجتمع الفلسطيني وإلى تهجير الأهالي وتدمير ممتلكاتهم وتهديد مصيرهم".

منذ البداية اعتبرت "حماس" أنّ "هناك قيادة فلسطينية موحّدة تعمل تحت اسم "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" هي التي تتابع جميع القضايا، وهذه الهيئة التي تضمّ جميع القوى والفصائل الفلسطينية مدعوّة إلى العمل من أجل منع الاقتتال ونشر قوة أمنية وتسليم المطلوبين للعدالة".

يقول مسؤول العمل الجماهيري في "حماس" رأفت مرة في حديث لـ"أساس": "لقد قمنا بجهود كبيرة واتصالاتٍ دائمة لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان خلال هذه الظروف الدولية والإقليمية المعقّدة، التي تترافق مع أوضاع لبنانية داخلية صعبة من النواحي السياسية والأمنيّة والاقتصادية". ويتحدّث عن "استخدام هائل ومشبوه للسلاح وتهجير للأهالي وتدمير للبنية التحتية للمخيّم وامتداد للعنف إلى المجتمع اللبناني فقُتل عدد من اللبنانيين واستُهدفت مدينة صيدا والجوار وعُطّلت الحياة في المنطقة".

مرّة يحاول أن يضع "حماس" في موقع الحياد، على خلاف ما تتّهمه كوادر "فتح" وما تبيّن من سلوك "حماس" الإعلامي والسياسي والميداني: "تواصلنا مع جميع الجهات الفلسطينية واللبنانية السياسية والعسكرية والأمنيّة بهدف وقف إطلاق النار وسحب المظاهر المسلّحة من الشوارع وعودة الأهالي النازحين وتسليم المطلوبين وتعزيز العمل الفلسطيني المشترك. وعمل على إنجاح وحماية مبادرة وقف إطلاق النار وتحصينها ورفض استخدام السلاح من أيّ طرف، ونرفض الاحتماء بالمدنيين والمنازل والأحياء لتنفيذ أعمال عنف".

التوطين... أو إمرة عين الحلوة؟

الاشتباكات التي استمرّت طوال 50 يوماً، وهي أطول عملية اقتتال فلسطيني، واستُخدمت فيها مدافع وقذائف وترسانة عسكرية هائلة، دفعت بـ"حماس" إلى إثارة "ألف سؤال عن الأهداف الحقيقية من ورائها، والجهات المستفيدة، وحقيقة المشاريع الكامنة خلفها"، واعتبار أنّ كلّ "هذه الاشتباكات لم تؤدِّ عسكرياً إلى تقدّم أيّ طرف ولا إلى قتل أو اعتقال أيّ متّهم، وهو ما يعني ويؤكّد أنّ هناك أهدافاً أكبر وأخطر من قضية تسليم مطلوب، وهذا ما نحذّر منه، منها التوطين".

في معرض ردّه على اتّهام "حماس" بمؤازرة الجماعات الإسلامية، يقول رأفت مرة قاصداً حركة "فاتح" دون أن يسمّيها، إنّ "فشل أحد الأطراف في معركته دفعه أكثر من مرّة إلى توسيع دائرة الاتّهام ومحاولة زجّ حركة حماس وغيرها من القوى في المعركة من أجل تبرير عجزه وفشله وتعظيم جبهة خصومه ومحاولة أخذ فرص أكثر للتخريب والتدمير، وإلّا فما معنى استهداف عصبة الأنصار والحركة الإسلامية المجاهدة وتيار الإصلاح الديمقراطي ووو... ؟".

في الخلاصة: المعركة قد تنتهي، لكنّ الحرب بدأت للتوّ: إما تستردّ "فتح" عافيتها، أو ستكون مسألة وقت قبل أن يصير عين الحلوة في قبضة إيران وجماعاتها.

 

مساعي لودريان الى نتيجة إيجابية… والرئاسة ليست الهدف!

إليانا بدران/نداء الوطن/17 أيلول/2023

بين زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان التي انتهت بسقوط اقتراح طاولة حوار تجمع ممثلين عن مختلف الكتل النيابية لوضع مواصفات الرئيس العتيد، وبين جولته الأخيرة التي بدأها بالثناء على مبادرة الرئيس نبيه بري الأخيرة، التي حاول من خلالها أن “يزرك” فيها القوى المعارضة بزاوية رفضهم للحوار، بوعده بإقامة جلسات مفتوحة لإنتخاب رئيس، في محاولة لتصويرهم على أنّهم المعرقلون وينتظرون الإشارات الخارجية لحلحلة الأمور، وتعبيد طريق ملء فراغ بعبدا، وبالطبع لوضع نفسه في إطار المبادر الحكيم صانع الحلول والتسويات. بين تلك الزيارة وهذه تغيّرت المعطيات وتبدّلت الأسماء المطروحة للنقاش، ومن خفت نجمه سابقاً عاد ليسطع ومن كان نجم الساحة والمرشح الأوّل والأوحد لحزب الله وحلفائه لم يعد وحيداً. كلّ طرف يحرّك لاعبيه في لقاء هنا وموقف هناك لتمرير الرسائل وما يَرِد فيها أهمّ من المواقف المعلنة في المناسبات و”العشاوات”. فمن سيقول في نهاية اللعبة “كشّ ملك”؟! فرنسا دائماً مع مبدأ الحوار، هو مبدأ يعتمده الرئيس إيمانويل ماكرون في الداخل لحلّ الخلافات بين فريقه والمعارضة داخل البرلمان الفرنسي وهي مصرّة على أنه الطريق الأوحد لفكفكة التعنت بين الفريق المعارض والآخر الممانع في لبنان. وعلى الرغم من أن المبعوث الفرنسي لم يتمكّن من التوصل الى حلّ وسطي بين الفريق الممانع والفريق المعارض إلا أنه مخطئ من يظنّ أن لودريان قد غادر خالي الوفاض. لأنّ مهمّته بالأساس لا تقتصر على التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية. فرئاسة الجمهورية هي أقلّ ما يقلق باريس، بل تتخطّى ذلك الى ملف أكبر بكثير يهدّد لبنان وهويّته في لعبة الدول الكبرى في المنطقة.

هذا ما أكّده النائب الرديف في البرلمان الفرنسي جوزف مكرزل في حديث لـ”نداء الوطن”، إذ شدّد على أن فرنسا لا ترغب بفرض وصايتها على لبنان كما أنّها لن تتراجع في مبادرتها ولن تستسلم، ليس لأن لديها مصالح فيه، بل مصالحها الكبرى مع دول الخليج حالياً ومن بينها السعودية.

وكشف أنّ للودريان دوراً كبيراً في المصالح الاقتصادية المهمّة بين فرنسا والسعودية وهو مسؤول عن أحد أهمّ المشاريع وأضخمها بين البلدين. كما لفت مكرزل الى أننا ذاهبون نحو إعادة تموضع في المنطقة بدأت تظهر معالمها على الحدود السورية – العراقية وعلى الحدود السورية – التركية، ولبنان الحلقة الأضعف في المنطقة لأنه بلا إدارة ولا قيادة وإذا تمت إعادة تموضع المنطقة فستحصل على حساب لبنان وهذه هي مهمّة لودريان الاساسية في لبنان.وعمّا إذا كان الدور الفرنسي قد بدأ بالتراجع بعد دخول قطر على الخط بتفويض سعودي، أكد مكرزل أن فرنسا لن تتراجع عن تمسّكها بأهمّية الحوار ولو لم يكن شاملاً، سائلاً: “لماذا التهرّب من الحوار؟ فقد أُثبت في مراحل سابقة أنه قادر على وقف الحروب ولو أنه، سياسياً، لم يوصل الى نتائجه المرجوّة في بعض الأحيان إلا أن سبب ذلك نتائج الانتخابات وإعادة انتخاب الطبقة الحاكمة نفسها”. ولفت الى أننا في حلقة مفرغة حالياً والذهاب الى جلسات مفتوحة أُثبت أنه لن يجدي نفعاً لأن “الفريق الحاكم بالأمر الواقع” سيستمر باعتماد النهج ذاته بإفقاد الجلسات نصابها. على أي حال، بدأت الغالبية في مجلس النواب بالاقتناع بأن الحوار هو الباب للحلحلة ولو سمّي بـ “التشاور” أو لم يكن على طاولة جامعة، وقد ظهر ذلك جلياً في مواقف عدّة في الساعات الأخيرة.

وفي المحصّلة، المبادرة الفرنسية ليّنت الموقف المعارض ودفعت به نحو القبول بالتشاور لاختيار مرشّح جديد وجدّي يحاكي ما تراه “الخماسية” مناسباً للمرحلة ولا يمثّل لا استفزازاً ولا انتصاراً للفريق الممانع. كما بات جلياً أن موقع رئاسة الجمهورية ليس المهمّ لفرنسا أو لغيرها وليس مفتاح المرحلة إذ أن صلاحيات الرئيس قليلة والدور الأكبر يبقى لرئيس الحكومة الذي سيسمّى بعد ملء فراغ بعبدا وهذا ما تعمل عليه “الخماسية”. لودريان غادر لكنه عائد خلال أيام… ترشيح سليمان فرنجية سقط كما ترشيح جهاد أزعور… والضوء سُلّط على الاسم الوحيد، الذي لن يسمح للمحور الإيراني بتسجيل انتصار ولن يكسر شوكة المعارضة كما أنّه سيحظى بتأييد “الخماسية”.

 

المعارضة تتحضر لما بعد ترشيح فرنجية – أزعور

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/17 أيلول/2023

يترقّب الأفرقاء السياسيون ما ستحمله المرحلة المقبلة على خط الأزمة الرئاسية في لبنان بعد انتهاء زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، من دون أي جديد أو تطورات إيجابية معلنة.

وفي حين لم تصدر السفارة الفرنسية في بيروت أي بيان بعد مغادرة الموفد الفرنسي الذي لم يُدلِ بدوره بأي تصريح، تبدو الأطراف اللبنانية مختلفة في مقاربة نتائج هذه الزيارة، إذ في حين يجمع أفرقاء المعارضة على اعتبار أن كلامه مع الأطراف عكس إسقاطاً لخياري ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الذي يدعمه «حزب الله» وحلفاؤه والوزير السابق جهاد أزعور الذي تدعمه المعارضة، يرفض «الحزب» و«حركة أمل» هذا الأمر ويتمسكان بدعوة رئيس البرلمان نبيه بري إلى الحوار تمهيداً لعقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس.

من هنا، فإن المعارضة التي كانت تدرك سابقاً أن دعمها لأزعور هدفه إسقاط فرنجية وكانت تعمل وفق هذا الهدف، فإنها تتحضر للمرحلة المقبلة التي تطلق عليها مصادر في «القوات» بـ«مرحلة قائد الجيش العماد جوزيف عون حتى إشعار آخر»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «في هذه المرحلة يتصدر اسم قائد الجيش لائحة أسماء المرشحين، ويتم العمل في الخارج والداخل لكسر الحواجز أمام وصوله». وتوضح: «خارجياً مع إيران وفي الداخل عبر غربلة الأسماء والبحث في التفاصيل ليبنى على الشيء مقتضاه». وتؤكد المصادر أن «المعارضة التي تتحضر للمرحلة المقبلة، كانت قد أظهرت بانتقالها من ترشيح ميشال معوض إلى أزعور أنها منفتحة على حل رئاسي على قاعدة التوافق الوطني بما يجسد تطلعاتها بقيام دولة فعلية بعيداً عن قوى الأمر الواقع… وهذا مشروط بالأسماء وليس على قاعدة أي اسم، لأن الإنقاذ مشروط من خلال الأشخاص القادرين على المهمة».

وفي حين تشدد المصادر على أن المعارضة «جاهزة في حال حصول أي تطور مفاجئ وتلتقي بشكل دائم وتناقش الخطط المطروحة»، تقول: «نحن موحدون في العناوين الكبرى، لكن الأسماء تحتاج إلى غربلة ولا شيء محسوم».

في المقابل، لا يبدو الفريق الآخر أنه استسلم أو جاهز للانتقال للمرحلة الجديدة، وهو ما تعكسه مواقف نواب «حركة أمل» و«حزب الله» الذين يتهمون من يرفض دعوة بري للحوار بتعطيل الانتخابات الرئاسية، وهو ما عبر عنه كل من النائب في «حركة أمل» (التي يرأسها بري)، علي خريس، والنائب في «حزب الله» حسن عز الدين خلال مشاركتهما في ندوة في صور، جنوب لبنان.

وفي كلمة له، تمنى عز الدين أن «تحقق زيارة الموفد الفرنسي إلى لبنان خرقاً وتقدماً على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية، لأن البلد لم يعد يحتمل مزيداً من الفراغ في سدة الرئاسة»، عادّاً أنه «ليس أمام القوى السياسية اللبنانية سوى الحوار»، آملاً في أن «يخرج البعض من تنظيراته ضد الحوار، لأن هذا البلد بمكوناته جميعاً يحتاج إلى وفاق وتفاهم وطني، ومن دون ذلك، نأخذ البلد إلى مزيد من الفراغ، وبالتالي إلى مزيد من التعطيل في مؤسسات الدولة، وهذا ما يوصلنا إلى حافة الانهيار».

بدوره، اتهم خريس رافضي الحوار بأنهم لا يريدون انتخاب رئيس، وقال إن «من يرفض الحوار خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، لا يريد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو يسعى لإبقاء أزمة البلد مفتوحة، لا سيما أن أزمات البلد تتفاقم أكثر فأكثر، لذلك نؤكد أن الوقت ليس لمصلحة أحد، فتعالوا إلى كلمة سواء، واستجيبوا إلى دعوة الرئيس بري لأجل الحوار وانتخاب رئيس للجمهورية».

الموقف نفسه عبّر عنه النائب في «حزب الله» حسين الحاج حسن مهاجماً من يريد نزع سلاح الحزب. وقال: «من يتحمل تأخير الانتخاب هو من يرفض الحوار والتفاهم، ويصرّ على تحقيق أجندة ليست في مصلحة لبنان».

وأضاف: «انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان عالق أمام رغبة الفريق الآخر بالمجيء برئيس يأخذ لبنان إلى مشكلة بدل أن يأتي برئيس يأخذ لبنان إلى حلول»، موضحاً: «الفريق الآخر يريد رئيساً لا يبدأ بالحلول للوضعين المالي والنقدي، ولأوضاع الإدارة العامة والبنى التحتية إعادة بناء وهيكلة الدولة. هو يريد رئيساً يبدأ بأولوية يريدها الأميركي وهي أولوية قوة لبنان، أولويته كيف يجرد لبنان من قوته، وهذا غير مقبول ليس لأننا نحن نرفض؛ لكن لأن هذا خلاف مصلحة لبنان». وعلى خط نواب التغيير، عدّ النائب إبراهيم منيمنة أن المرشحين أزعور وفرنجية لم يعد لديهما حظوظ، مستبعداً انتخاب رئيس في آخر شهر أيلول الحالي، مشيراً إلى أن «اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون مطروح منذ زمن، ولكن هناك أسماء أخرى، ونحن غير مؤيدين لتعديل الدستور». وقال في حديث إذاعي: «الواضح أن المبادرة الفرنسية لم تنضج بعد، وهناك تقاطع بين مبادرة لودريان ومبادرة الرئيس بري»، سائلاً: «ما حيثيات الحوار الذي يطرحه بري؟»، مضيفاً: «نحن سألنا أيضاً لودريان، ولم نحصل على وضوح في هذا الإطار لجهة من يضمن نتائج مقررات الحوار». وشدد على أنه «إذا كان حزب الله يريد المتابعة بالتشبث برأيه وعدم الحوار حول السلاح فسنظل على ما نحن عليه، ومن الواضح أن الحزب مرتبط بإيران على عكس ما تدعيه طهران لجهة عدم التدخل في الشؤون اللبنانية». وعدّ منيمنة أنّ «الانقسام الطائفي الحالي يقوّي حزب الله»، لافتاً إلى أنّ «17 تشرين (الانتفاضة الشعبية) كانت لحظة لبنانية شاملة وكانت التهديد الأساسي لحزب الله، وبالتالي الانقسام الطائفي هو أقوى خدمة لشدّ العصب الذي يستخدمه الحزب».

 

الذكرى الأولى لمهسا أميني وثورة الحجاب: هتافات الموت لخامنئي تتجدد بـ«حناجر يتيمة»

رالي موفق/القدس العربي/17 أيلول/2023

كانت العين على مسقط رأس أميني، وتمَّ اعتقال خالها واستدعاء والدها وتهديده من مغبة إحياء الذكرى كما تمَّ استدعاء العديد من الأهالي وتوجيه تهديدات لهم إن تحرَّكوا على الأرض.

لم تمرّ الذكرى الأولى لمقتل الشابة الكردية مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمير 2022 وكأن شيئاً لم يكن، كما كانت ترغب السلطات الإيرانية التي جنَّدت قدراتها الأمنية والاستخباراتية والعسكرية لمنع تكرار كابوس تحرُّك الشارع تحت شعار «المرأة، الحياة، الحرية» وهو الشعار الذي رفعه شباب وشابات إيران عقب مقتل أميني ابنة الـ22 ربيعاً أثناء اعتقالها من قبل «شرطة الأخلاق» بحجة مخالفتها قوانين الحجاب الإلزامي. وتكمن الخشية من طبيعة الاحتجاجات، التي ينظرُ إليها النظام الديني على أنها تهديد لأهم مرتكزاته العقائدية. فالمعارضة التي أظهرتها الفئات اليافعة النسائية لـ«الحجاب الإجباري» أضحت رمزاً للتمرُّد على النظام ما حوَّلها إلى تحدٍ وجودي بالنسبة إلى النظام، ذلك أن تلبية مطالب وتطلعات تلك الفئة من الإيرانيين والاستجابة لتحركات الشارع ستعدو علامة تراجع وانكسار، وستشكّل حافزاً للمطالبة بالمزيد، وستدفع بالسلطة إلى تنازلات أكبر في البعدين الثقافي والاجتماعي، وستكون مقدمة لاهتزاز بنيان نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومُرشدها.

لذلك وتحسباً، اتخذت السلطات الأمنية إجراءات في مختلف المناطق التي شهدت احتجاجات. كانت العين على سقز في كردستان-إيران، مسقط رأس أميني، للحؤول دون إحياء أي مراسم على قبرها، وتمَّ اعتقال خالها واستدعاء والدها أمجد وتهديده من مغبة إحياء الذكرى (ذكرت تقارير إخبارية أنه أُوقف صباح السبت) تماماً كما تمَّ استدعاء العديد من أهالي وأقرباء الذين سقطوا في تلك الانتفاضة وتوجيه تهديدات لهم إن تحرَّكوا على الأرض. ووفقاً لإحصائيات جديدة لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية، فقد قُتل ما لا يقل عن 551 محتجًا، بالإضافة إلى نحو 22 متظاهرًا كان مقتلهم مريباً، منذ أيلول/سبتمبر من العام الماضي، بينهم 68 طفلاً، و49 امرأة. ويقول التقرير إن معظم المتظاهرين قُتلوا بالأسلحة النارية أو الهراوات، وإن مؤسسات النظام بذلت قصارى جهدها لإنكار قتلهم، أو تحريف أخبار وفاتهم، من خلال تقديم معلومات كاذبة.

أما التوزيع الجغرافي لقتلى احتجاجات العام الماضي، فتناول 26 محافظة مختلفة، لكن معظم الوفيات كانت من محافظات بلوشستان (136 قتيلاً)، وطهران (77 قتيلاً) وكردستان (57 قتيلاً) وأذربيجان الغربية (56 قتيلاً) ومازندران (42 قتيلاً).

وسجل يوم 30 أيلول/سبتمبر 2022 والمعروف باسم مجزرة «الجمعة الدامية» في زاهدان، اليوم الأكثر وحشية مع سقوط 104 قتلى في صفوف المحتجين الذين خرجوا إلى الشارع بعد انتهاء صلاة الجمعة. فالتحرّكات الشعبية النهارية في وضح النهار أتت كلفتها أكبر من التحرّكات الليلية والمتفرّقة ومن ابتكار المحتجين وسائل متعددة للتعبير عن رفضهم للنظام أقل ثمناً على أرواحهم. وعلى مقربة أسبوعين من ذكرى المجزرة، وعشية الذكرى الأولى لمهسا أميني التي شكَّلت الشرارة الأولى لاندلاع موجة الاحتجاجات، خرج أهالي زاهدان، في محافظة بلوشستان بعد صلاة الجمعة في مسيرات شعبية، مرددين شعارات مناهضة للنظام. ووصف إمام أهل السُّنة في إيران مولوي عبد الحميد مقتل أميني بـ«المؤلم» قائلاً: «ما كان يجب قتل مهسا والمحتجين بالرصاص، أو إصابتهم بالعمى».

وفي ردٍ له على خطبة المرشد الإيراني علي خامنئي التي اعتبر فيها أن «أولئك الذين هم مع نبي المسلمين، يتصرّفون بقوة ضد الكفّار» وذلك توازياً مع استقباله مجموعة من أهالي بلوشستان، قال مولوي عبد الحميد في خطبته: إن «احترام جميع البشر، بغض النظر عما إذا كانوا مسلمين أم لا، وحتى لو كانوا مُشركين أو مُلحدين، هو أكثر إلزامية من الصلاة والحج». وما أن حلَّ الظلام في المدن الإيرانية الرئيسية التي شهدت احتجاجات العام الماضي، حتى بدأت هتافات ليلية مناهضة للنظام عبر نوافذ المنازل في طهران ومشهد وكرج، وبُثّت أناشيدٌ ثوريةٌ من على أسطح المنازل في مدينتَي مهاباد وشهرستان في أذربيجان الغربية، وفي مدينة سنندج عاصمة كردستان-إيران. الشعارات التي تصدح بها الحناجر أو تُكتب على الجدران تُعبِّر عن الوجع نفسه وتُردِّد العبارات ذاتها: «عار عليك يا خامنئي، أترك البلاد» و«الموت للديكتاتور» و«الموت لخامنئي» و«خامنئي قاتل، وحكمه باطل» و«الموت لنظام قاتل الأطفال» و«خامنئي سوف نسحلك تحت الأرض» و«الموت للديكتاتور… الموت للحرس الثوري».

أدرك النظام أنه سيحتاج إلى أشهر لوأد «انتفاضة الحجاب» من خلال إستراتيجية متعددة الاتجاهات: قام باستخدام القوة والقمع وزجَّ عشرات الآلاف في السجون ونفَّذ إعدامات لترهيب مواطنيه، كذلك عمد إلى اتّخاذ خطوة احتوائية من خلال سحب «شرطة الأخلاق» وإلى العمل على ممارسة الضغوط من خلال إجراءات حرمان من التعليم والخدمات والسفر وفتح حسابات بنكية وإقصاء من المؤسسات الحكومية لمخالفي «قانون الحجاب» وتعديل هذا القانون وجعله أشد صرامة. لكنه، في الوقت نفسه، أدرك أنه بحاجة إلى فكِّ عزلته من أجل ضمان وضعه الداخلي بعدما شعر أن الأرض في الداخل خصبة للتحرُّك ضده وخلق القلاقل له.

لم يكن خافياً أن الإعلام العربيّ المحسوب على المملكة العربية السعودية كان خير مساند لـ«ثورة الحجاب» واتهمت تقارير استخباراتية إيرانية المملكة بأنها تُساند تحرُّك البلوش، تماماً، كما تدعم كردستان العراق الكرد الإيرانيين. وساند الإعلام الدولي حراك المرأة الإيرانية. ويتحرَّك الإيرانيون في الخارج لمساندة المنتفضين في الداخل، وتتخذ الدول الغربية عقوبات إضافية من بوابة خرق حقوق الإنسان، وتوثّق منظمات حقوق الإنسان ارتكابات الأجهزة الأمنية الإيرانية.

سياسة فكّ العزلة أسفرت عن ولادة «اتفاق بكين» الذي أعاد العلاقات الإيرانية – السعودية المقطوعة، والذي تضمّن خريطة طريق لكيفية تعامل الجانبين مع القضايا المتعلقة بكل منهما والقضايا التي يؤثران فيها في المنطقة، كما أسفرتْ هذه السياسة مؤخراً عن الاتفاق الأمريكي – الإيراني على حصول طهران على أموالها من مبيعات النفط المجمّدة في كوريا الجنوبية والعراق مقابل إطلاق سراح الأمريكيين من أصل إيراني المعتقلين في سجون الملالي، ما يمنحها شريان حياة ومقدرات مالية، وما زالت ماضية في استخدام ورقة تخصيب اليورانيوم، وورقة توريد المسيَّرات إلى روسيا لضرب أوكرانيا في إطار سياسة حماية النظام وتحسين أوراق التفاوض.

كل ذلك ساهم في تعزيز قبضتها على الداخل وفي الانتعاش من جديد. ما كانت السلطات الإيرانية لتُعيد «شرطة الأخلاق» إلى الطرق وتنتهج طريق «تغليظ» العقوبات وتأخذ إجراءات عبر شبكة واسعة من الكاميرات في الأماكن العامة ووسائل النقل وقرارات تحدُّ من خصوصيات المواطن الإيراني يمكن أن تُثيرَ الشارع أكثر وتدفعها إلى مضاعفة القمع، لو لم تكن مطمئنة لأداء الخارج حيالها في الحيِّز العملي، سواء أكان تواطؤاً أم عجزاً أم ترغيباً.

يُدير النظام ظهره لكل ما يصدر عن المجتمع الدولي ضده. لا يُقلقه إقرار مجلس النواب الأمريكي بتوافق الحزبين الديمقراطي والجمهوري «قانون مهسا أميني» ولا يهتمُّ لإصدار حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والاتحاد الأوروبي مزيداً من العقوبات ضد الأفراد والمؤسسات في إيران بتهم ممارسات قمعية، ويُراقب مبتسماً تصريحات المسؤولين الغربيين، وفي مقدمهم الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته عن تأييدهم لانتفاضة النساء الإيرانيات وما قدموه في سبيل دعمهن، لكنه يهتزُّ بقوة حين تنشر الناشطة الحقوقية المعتقلة نرجس محمدي على «إنستغرام» بيانا لـ7 سجينات سياسيات في سجن إيفين، وفيه أنهن سيعتصمْنَ في ساحة السجن بدءاً من عشية الذكرى «من أجل دعم الشعب والاحتجاجات ضد النظام الإيراني». فما يُخيفه هو صمود الداخل في وجهه وتكرار مشهد مهسا أميني.

 

معممون يرفعون الصوت ضد "حزب الله" وحركة "أمل" ...سعي إلى تشكيل جبهة معارضة لما يحصل داخل الطائفة الشيعية بسبب مصادرة "الثنائي" قرارها

سوسن مهنا/اندبندنت عربية/17 أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122374/122374/

أعاد بيان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الصادر بتاريخ 16 أغسطس (آب) الماضي، عن "بعض مرتدي زي الدين"، والذي اعتبر أن عدداً من المشايخ "غير مؤهلين للقيام بالإرشاد والتوجيه الديني والتصدي لسائر الشؤون الدينية والأحوال الشخصية المتعلقة بأبناء الطائفة الإسلامية الشيعية..."، تسليط الضوء على سؤال داخل المجتمع اللبناني، وهو هل هناك خط شيعي ثالث، يستطيع العبور برؤيته المغايرة بيئة "الثنائي الشيعي": "حزب الله" وحركة "أمل"؟  ولا تختلف الطائفة الشيعية عن بقية الطوائف اللبنانية من جهة غضبها ونقمتها على الطبقة السياسية، محملة إياها مسؤولية الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية البائسة. فمنذ "انتفاضة تشرين"، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 بدا لافتاً المشهد السياسي الجريء، عندما خرجت الحركات الاحتجاجية ضد معاقل "الثنائي الشيعي"، تحديداً في الجنوب، وهاجم محتجون مقار نواب من الحزبين، وأطلقوا هتافات منددة، ذلك الحراك وإن خفت لكنه لم ينطفئ.

الشيخ ياسر عودة

بيان المجلس الشيعي الأعلى الآنف الذكر، والذي عاد المجلس وتراجع عنه، كان أثار استهجاناً في أوساط شعبية وتفاعلاً على وسائل التواصل لأنه تضمن اسم الشيخ ياسر عودة الذي عرف بمواقفه القوية ضد "الثنائي الشيعي". الشيخ عودة وفي حديث سابق لـ"اندبندنت عربية" اعتبر أن هيئة التبليغ الديني هي هيئة "مخترعة". ويؤكد أن بيانها موجه تحديداً ضده، وتمنى لو كان لديهم الجرأة ليضعوا اسمه منفرداً، من غير الإشارة إلى بقية الأسماء لأنها أضيفت لذر الرماد في العيون، وكي لا يبدو أنه هو المستهدف. وعن نشأة هيئة التبليغ، يشرح أنها ومنذ 15 عاماً وعندما كان العلامة المرجع محمد حسين فضل الله لا يزال على قيد الحياة، وبعد أن كثر التفلت في لبس العمامة، وتلطي بعض المطلوبين بالعمامة كطريقة لتحصين أنفسهم من الملاحقة. أنشئت هيئة حينذاك تضم كل الحوزات ومن مختلف التوجهات، وبموافقة كل الأطراف السياسية. فقام "المجلس" (الشيعي الأعلى) بخطف الفكرة وشكل هيئة تبليغ ديني غير شرعية وغير منتجة وغير قانونية، ولا ينص عليها القانون، ولا حتى النظام الداخلي للمجلس. ويضيف عودة أن عبد الحليم شرارة كرئيس للهيئة وعلي بحسون كنائب رئيس، محسوبان على جهة سياسية معروفة، وتحديداً على زوجة رئيس مجلس النواب نبيه بري (رندة بري)، ومعلوم أن المجلس بكليته يدار من قبل نبيه بري. ويعتبر عودة أن قرار الهيئة إما أتى من غير علم الرئيس بري، أو أن بري لا يتدخل أصلاً. ويستدرك قائلاً إنه سمع أن بري تدخل لسحب القرار. ويتساءل "بأي حق يحاسبون المشايخ ومن أعطاهم الصلاحية، حيث يتصرفون كما يحلو لهم وخلافاً للدين". علماً أن عودة لم ينتسب يوماً إلى المجلس الإسلامي الشيعي، ولا يعترف به.

"جبهة شيعية معارضة"

مما يميز المعارضة داخل البيئة الشيعية عن مثيلاتها أن أي معارض لـ"الثنائي" أكان معمماً أو مدنياً، توعز قيادات الحزبين إلى جمهورها ومن خلال وسائل التواصل أو الإعلام لمهاجمته ووصفه بأبشع العبارات، منها "شيعة السفارة" أو "شيعة عوكر" في إشارة إلى مقر السفارة الأميركية في لبنان، في محاولة لردعه أو ثنيه، وإن لم تفلح تلك الوسائل فهناك وسائل أخرى كتهديد عائلة المعارض، أو التعرض له بالضرب والإهانات، أو نبذه في بيئته، وصولاً إلى التهديد بالقتل، وذلك وفقاً لمن تحدث إلى "اندبندنت عربية". ويلفت المرشح السابق للانتخابات النيابية عن دائرة الزهراني والناشط في حركة الاعتراض الشيعي الناشئة في لبنان الأستاذ الجامعي علي خليفة، في حديث مع "اندبندنت عربية" إلى أن جبهة معارضة شيعية والإعلان عن مبادئها ومشروعها الوطنيين، والتي ستكون صوتاً مختلفاً، باتت قاب قوسين من ولادتها، إذ تسعى إلى تظهير رؤية الخط المعارض داخل الطائفة، وتنظيمه. وشدد على أن هذه الجبهة لن تعمل فقط لمصلحة الشيعة، إنما لمصلحة كل لبنان. وأشار خليفة إلى أن الحركة على يقين بأنها ستتعرض لملاحقات ومضايقات من قبل "الثنائي"، وقد تصل هذه الملاحقات إلى حد تنفيذ عمليات اغتيال ضد أعضائها، "لكن إن استطاعوا ترهيب عدد من الأحرار الشيعة، فلن يتمكنوا حتماً من ترهيبهم جميعاً وقمعهم وإسكاتهم".

"ثورة الجياع"

وكان بيان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى تضمن أسماء 15 من المعممين من الطائفة الشيعية المعروفين بمناهضتهم خيارات وسياسات "الثنائي". "اندبندنت عربية" حاورت عدداً منهم.

يقول مدير الأخبار والبرامج السياسية سابقاً في قناة "المنار" الناطقة باسم "حزب الله"، الشيخ عباس يزبك ابن بلدة نحلة في منطقة بعلبك البقاعية، إنه كمقاوم انتمى إلى "حزب الله" لأنه كان يؤمن بالمقاومة ضد إسرائيل، ومعارضة الحزب ليست وليدة اليوم، بل بدأت منذ عام 1997 من خلال ثورة داخلية عرفت بـ"ثورة الجياع"، حين لمسوا تحولات داخل الحزب، في مسألة إدارة الصراع مع إسرائيل، وأصبح الحزب "حرس حدود" بعد انسحاب إسرائيل عام 2000، مانعاً انتشار الجيش. ويضيف الشيخ يزبك أن "ثورة الجياع" عام 1997، جاءت لأن ملامح الكذب عند الحزب بدأت تتمظهر منذ ذلك الوقت، لتحويل منطقة بعلبك إلى بؤرة، من بوابة الحرمان، والتحكم بأرزاق الناس وسبل عيشهم، عبر إنشاء زبائنية سياسية. أما الناس الميسورون نسبياً والطبقة المستقلة التي تمتلك حرية التفكير، فهذه الطبقة لا يستطيع الحزب السيطرة عليها. من هنا عندما تمكن "الثنائي" من الإمساك بالأمن والتوظيف في الدولة والتجييش المذهبي والتحكم بالأجهزة الأمنية، أصبح المشهد شبيهاً بالعبودية الكاملة. وحول "الحزب" منطقة بعلبك إلى بؤرة وخزان بشري، يستطيع ساعة يريد إخراج مقاتلين منها لغزو بيروت والجبل، وليقاتلوا في اليمن والعراق وسوريا. يذكر أن "ثورة الجياع" أطلقها الشيخ صبحي الطفيلي الذي وقع خلاف جذري بينه وبين "حزب الله" رغم أنه كان أول أمين عام له، وهو يطل في العديد من المناسبات والمقابلات الإعلامية موجهاً أقذع التهم للقيادة الحالية، وللنظام في إيران.

نصرالله أميناً عاماً دائماً

ويشير الشيخ عباس يزبك إلى أن أمين عام الحزب الحالي حسن نصرالله "ألغى الانتخابات داخل الحزب وأصبح الأمين العام لا يبدل حتى يموت، ومعصوم عن الخطأ، أي كل ما يقوله صادر عن الله سبحانه وتعالى، وتحولت القيادة إلى زعامة، وهو سيبقى طالما أراد الإيراني ذلك". ويضيف يزبك أن نصرالله في أحد خطاباته قال إن الله هو الذي وكله. وبالفعل كان نصرالله أشار في أحد خطاباته يوليو (تموز) 2022 ورداً على السؤال الذي يطرحه اللبنانيون "من كلفك بالدفاع عن لبنان؟ قال نصرالله: "حل عني، أنا الله مكلفني". والجدير بالذكر أن نصرالله هو الأمين العام الثالث والحالي لـ"حزب الله" وذلك منذ 16 فبراير (شباط) 1992 أي منذ 31 سنة. ويتابع يزبك "من هنا جاءت المعارضة حين بات نصرالله يعتبر نفسه وكيل الله والمتحدث باسمه، والتوجه إلى الناس بخطاب (لا تفكر، أنت فقط تطيع الأوامر). وهنا تشعبت الأمور فأصبحنا نحن اللبنانيين نطيع أحدهم خارج لبنان، هو الولي الفقيه في إيران، وذلك خارج الإطار الوطني أو العربي أو التحرري". الشيخ عباس يزبك كان ترأس لائحة "قرار البقاع" في الانتخابات النيابية عام 2000، وهو لم يعد من المتحمسين للمشاركة، بل دعا إلى المقاطعة في الانتخابات الأخيرة، إذ تحولت الانتخابات إلى "مسرحية". ويلفت إلى أنه وبعد سيطرة السلاح "كيف ستكون الانتخابات نزيهة وعناصرهم المسلحة تجول في المدن والقرى ليلة الانتخابات، لنشر جو من الترهيب والتهديد"، مضيفاً أن الحزب "حالة مرضية مستعصية، إذ يمارس ضدنا كل أنواع العدوانية وعندما يضيق صدره من أحد يعمد إلى اغتياله كما حصل مع المفكر لقمان سليم".

تسيطر "كتلة الوفاء للمقاومة" أي كتلة "حزب الله" في المجلس النيابي، على المشهد السياسي لمنطقة بعلبك الهرمل. كيف لا؟ وهي تعتبر "الخزان البشري" للحزب، وعلى رغم ذلك هذه المنطقة من أكثر المناطق حرماناً في لبنان، وتعاني فئة كبيرة من سكانها الفقر، وغياب الخدمات الطبية، إضافة إلى انتشار الاتجار وتعاطي المخدرات، لذا تتعالى صرخة فئة كبيرة من مشايخها والمعارضين الشيعة في المنطقة، والتململ أصبح واضحاً، علماً أن هناك فئة كبيرة لا تستطيع التعبير عن سخطها جهاراً. ويقول الشيخ عبدالسلام دندش وهو إمام "مسجد الإمام علي" في قرية العين في البقاع الشمالي، ومسؤول عن حسينية الإمام المهدي، وهو من الذين ورد اسمهم في بيان هيئة التبليغ في المجلس الشيعي، أنهم هم المؤسسون للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وأن غرفة الإمام موسى الصدر وسيارته لا تزال موجودة في منزلهم، وكان الإمام يعتز بصداقة عمه فضل الله دندش، الذي كان رئيساً لكتلة نيابية في البقاع، وكرس كل نشاطه من أجل دعم مسيرة الإمام الصدر، وأنهم سلموا النيابة للحزب اعتقاداً منهم بضرورة الخروج من العشائرية إلى منطق الدولة. ويضيف الشيخ دندش "عندما كنا في مجلس النواب كنا نقف إلى جانب الناس وليس كما يفعل الرئيس نبيه بري الآن". ويشير إلى أن الطبقة السياسية والأحزاب كافة أوصلت البلد إلى هذه الحالة، بالتكافل مع "حزب الله"، وهم كعائلة ميسورة يقفون إلى جانب الناس، على قدر ما يستطيعون، وذلك أباً عن جد.

أما عن معارضته "حزب الله" فلها أبعاد تمتد إلى داخل المذهب، "وهذا ما أزعجهم مني". ويقول "هناك أمور ومنذ 300 عام لا علاقة لها بالمذهب الشيعي، إذ إن هذا المذهب قائم على الشورى، أما اليوم فالشورى باطلة، وأصبح المذهب إرثياً، وهو ما يخالف جوهر العقيدة". ويضيف أنه يحارب "السيدية" (مرتبة في المذهب الشيعي)، إذ تذهب 20 في المئة من الأموال "للسياد". ويؤكد أنهم كانوا دائماً إلى جانب المستضعفين، ومع الحق ضد الباطل، وكانوا مع الحزب، لكن عندما تحول إلى مستكبر وقفوا ضده. والباطل في رأيه أن الناس تموت جوعاً وعلى أبواب المستشفيات. ويتابع أن لا أحد يستطيع المزايدة عليهم في مناصرة الحق، ودائماً كانت عشيرة آل دندش تواجه الظلم، فجده هو القائد الثائر حسن طعان دندش، "الذي ثار في البقاع بوجه الاستعمار الفرنسي، تزامناً مع ثورة سلطان باشا الأطرش في سوريا، وثورة أدهم خنجر وصادق حمزة في جبل عامل، وسقط عام 1929 برصاص الفرنسيين، وهو يقاتل في سبيل الله والوطن". أما عن رتبته الدينية فيوضح أنه درس 11 سنة في مدينة قم في إيران وفي العراق، وتتلمذ على يد آية الله الشيخ محمد علي روحاني، وآية الله الواعظي، كما أجازه وعممه آية الله الشيخ محمد تقي بهجت العرفاني الكبير، الذي كان يصلي خلفه الإمام الخميني، ولا أحد يستطيع النيل من رتبته العلمية، مضيفاً أنهم يخافونه لأنه ينطق بالحق.

الزبائنية السياسية

يشير الشيخ عباس يزبك إلى أن أهالي بعلبك الهرمل الذين ينتمي معظمهم إلى عشائر، حضنوا "حزب الله" لأنهم آمنوا بخط "المقاومة" بوجه العدو الإسرائيلي، لكن الحزب استغل ذلك عبر استثماره في الدين كي يمسك بالسلطة، مستفيداً من فترة الوصاية السورية وإرهاب الخصوم عبر الاغتيالات ليتمكنوا من مفاصل الدولة. ويؤكد أن "حزب الله" هو من اغتال الشيخ خضر طليس في حوزة الإمام المنتظر في عين بورضاي، في بعلبك، في فبراير (شباط) 1998. ويردف أن "حزب الله يقود تركيبة داخل البلد قائمة على التخويف والترهيب والوهم والبلطجة والاقتصاد الحرام، ويفتح أبواباً للموالين للارتزاق عبر التهريب والاتجار بالممنوعات، مما يمكنه من امتلاك جمهور يستفيد من سيطرته السياسية، ومع الوقت تنشأ حلقة من المستفيدين من هذا الوضع، مما يؤمن ولاءً مطلقاً للحزب". الشيخ يزبك وهو أستاذ فلسفة، بدوره كان قد تعرض للتهديد داخل مجمع عبده مرتضى، وهو المجمع الأساسي للمدارس في بعلبك، حيث يمارس مهنة التعليم الثانوي، إذ دخل شخصان إلى غرفة الأساتذة، وأغلق أحدهم وهو مسؤول اللجنة الأمنية في "حزب الله" سابقاً الباب، مهدداً الشيخ ومتعرضاً له وشاهراً السلاح بوجهه العام الماضي، بسبب مواقفه المعارضة والمعلنة ضد الحزب. اللافت أن مركز الشرطة في بعلبك تمنع عن قبول الشكوى التي حاول الشيخ يزبك تقديمها، بسبب ضغوط وترهيب مارسها الحزب. ويقول يزبك إن هناك "قاضية شجاعة" انحصرت مهمتها بقبول الدعوى ثم نامت في الأدراج.

"العمامة ترمز إلى الزهد"

الشيخ سامر غنوي المقيم في بلدة حولا الحدودية أيضاً كان ورد اسمه في بيان المجلس الإسلامي الشيعي، يقول إنه من بيت مناضل وشريف قاوم المحتل، و"نحن بدورنا ضد الظلم والفساد المستشري داخل البلد والذي لا يطاول طائفة بعينها، لكننا لا نطرح المواجهة، بل الحقيقة"، ويتابع "يريدون منا أن نقول إن الأمور كلها على ما يرام، لكن هذا غير صحيح، من هنا أتى انزعاجهم، ووضع اسمي في بيان العزل، لكن هذا لن يغير من قناعاتي ولا من مساري، لأن مسؤوليتي كرجل دين الوقوف إلى جانب الناس المستضعفة". الشيخ غنوي حمل "الثنائي" مسؤولية الانهيار الحاصل، لأنه موجود في السلطة. الشيخ غنوي يعيل عائلته من تعبه وعرق جبينه إذ يعمل في مهنة العمار بالحجر. ويقول إن العمامة ترمز إلى الزهد، و"الله حاور الشيطان"، فلماذا لم يطلبوا محاورتنا قبل بيان عزلنا على طريقة محاكم التفتيش في القرون الوسطى في أوروبا؟ ويضيف أنه ليس من تجار الدين، ولا من المشايخ الذين يحصلون رزقهم من المعاملات الدينية، ولا موظفاً في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، لكنه تفاجأ بورود اسمه في بيان العزل، الذي اعتبره بياناً سياسياً، وفضيحة لأنه استهدف أسماء مشايخ ناشطين اجتماعياً، وهدفها الإضاءة على مكامن الخلل والفساد في البلد. ففي بلدة صغيرة كبلدته إذا مرض أحدهم يجمعون المال له، لأن لا أحد يمتلك الطبابة في المستشفيات حالياً.

 

إنهيارُ لبنانَ كان يُمكِنُ تفاديه...

د. حارث سليمان/جنوبية/16 أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122371/122371/

بعدَ خُروجِ حاكمِ مَصرَفِ لبنان السيد رياض سلامة، من إدارةِ البنك المركزي، وبعدَ صُدورِ ونشرِ تقريرِ شركة  التدقيق المالي "ألفاريز أند مارسال" ، الذي ذَكَرَ أنّ العملاتِ الأجنبية في مصرف لبنان، تراجعت بنسبةٍ كبيرةٍ، في الفترة ما بين 2015 حتى 2020. فخلالها، انتقل مصرف لبنان من فائض العملة الأجنبية البالغ 7.2 مليارات دولار أميركي، في نهاية عام 2015 إلى عجز بلغ 50.7 مليار دولار أميركي في نهاية عام 2020، وانخفضت الأصول بالعملات الأجنبية بنسبة 18 في المئة. وانخفضت الأصول بالعملات الأجنبية المحتفظ بها في الخارج، من 35.8 مليار دولار أميركي في عام 2015 إلى 18.4 مليار دولار أميركي في عام 2020.

كما أظهَرَ التقريرُ سلسلةً من الارتكابات المالِيَّةِ والسياسات الخاطئة، وكشف حجم الفجوة المالية في صندوق مصرف لبنان، وكُلفَة الهندسات المالية، وتضمّن تقرير التدقيق الجنائي أرقاماً  تظهر للمرة الأولى، أبرزها أنّ كلفة الهندسات المالية بلغت 76 مليار دولار بحسب التقرير، لكن مصرف لبنان لم يعترف إلا بـ 56 ملياراً فقط، كما ورد في الصفحة 88 من التقرير، باعتبار أن الباقي تكلفة مستردة أو قابلة للاسترداد. ورغم التوضيح فإنّ شركة التدقيق لم تقتنع بملاحظات مصرف لبنان. وهذا الرقم يشمل كل العمليات التي توصف بالهندسات المالية التي تشمل كلفة فوائد وعوائد، خصوصاً علاوات سندات وشهادات إيداع، وبعضها استخدم في عمليات دعم رسملة مصرفية وإقالة  وتبادل توظيفات بين الليرة والدولار وبالعكس، وقد استفادت منها المصارف في الدرجة الأولى، وكبار المودعين وكبار المستثمرين الماليين بدرجة أقل. وأتت تلك الكلفة في نهاية الأمر على حساب المودعين، فيما كان مصرف لبنان يخفي تلك الخسائر بميزانيته في بند «موجودات أخرى»، ثم ادعى أخيراً أنّ معظمها حصيلة كلفة تثبيت سعر صرف الليرة وتمويل الدولة.

وقد  زعم رياض سلامة انه لجأ الى الهندسات المالية من أجل تصحيح العجز في ميزان المدفوعات، وهو زعم ثبت بطلانه، كما ثبت ان هذه الهندسات فضلا عن ارتفاع كلفتها، كانت مضخة مالية لسحب الودائع بالدولارات الحقيقية، وسرقتها وتحويلها  لصالح حسابات  لدولارات وهمية (لولارات)، تم قيدها في حسابات اهل المنظومة السياسية والطائفية الحزبية وأصحاب المصارف واداراتها ثم تم تهريبها الى الخارج، في عملية بونزي سكيم ponzi scheme، من يدخل فيها اولا ويخرج باكرا قبل الانهيار، يستولي فيها على ارصدة من يبقى داخل اللعبة ويتأخر بالخروج منها، وتقدر قيمتها في الفترة بين ٢٠١٥ و٢٠٢٠ ب ٣٨ مليار $ اميركي... ويضاف الى ذلك حوالي ٧ مليار$ اميركي اخرجتها المصارف بعد ان قيدت في حساباتها ارباحا ( وهمية) وجعلتها استثمارات خارج لبنان.

وبعد قيام حاكم مصرف لبنان بالإنابة د. وسيم منصوري بالإعلان عن توقف المصرف المركزي، عن تمويل المصاريف الجارية للحكومة، وبالامتناع عن استنزاف الاحتياط الالزامي من العملات الاجنبية لمصرف لبنان، الذي لم يتبقى منه لتاريخه الا حوالي ٧ مليار $ اميركي، والوعد بالامتناع عن طبع الليرة من اجل سداد العجز في موازنة الحكومة، بعد كل هذه المستجدات والوقائع تتبدى اسئلة جارحة وحازمة :

السؤال الاول هل كان الإنهيار الاقتصادي حتميا؟

السؤال الثاني اذا كان لا بد ان يحدث انهيار، هل كان قدرا ان يكون هذا الانهيار شاملا كاملا، بحيث نشهد في وقت واحد وبدفعة واحدة؛ إنهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، وإمتناع الدولة عن تسديد ديونها بعد تفاقم مديونيتها بسبب تراكم العجز في موازناتها، وإفلاس النظام المصرفي وتوقفه عن الدفع بعد نضوب سيولته النقدية، ثم إنهيار ادارات الدولة وملاكاتها، وتوقف الخدمات العامة وإصابة انظمة الصحة والاستشفاء والتعليم بالشلل والعجز!؟

  هل كان ممكنا حصر الأزمة في جانب واحد والحيلولة دون شمولها كل ناحية او قطاع!؟

 السؤال الثالث اذا كان انهيار سعر صرف الليرة حتميا، وتفاقم العجز في موازنات الدولة خطيرا، فهل كان ممكنا في ظل هذا الواقع تفادي انهيار النظام المصرفي، وبالتالي حفظ الودائع ومنع سرقتها او تهريبها الى الخارج وصونها كحق غير قابل للتصرف من غير اصحابها.!؟

السؤال الرابع:  اذا كان لا يمكن تفادي الانهيار المالي ومنع حدوثه!؟ الم يكن ممكنا على الاقل محاصرة اضراره وتقليص خسائره؟...

السؤال الخامس : حدث الانهيار المالي والنقدي والاقتصادي وافلست المصارف جميعا وتبين ان مصرف لبنان زوَّرَ قيودَه وخدع شعب لبنان وكل المقيمين فيه، وكل من وثق بنظامه المصرفي عربيا كان ام اجنبيا، واعلنت الحكومة عن عدم قدرتها على تسديد ديونها او الوفاء بالتزاماتها المالية...

حدث كل ذلك منذ اربعة سنوات تقريبا، فماذا فعلت المنظومة السياسية الحاكمة والحكومة القابضة على السلطة للبدء بخطة تخرج لبنان من الازمة!؟

وماذا اتخذت من اجراءات لعودة التعافي الى الاقتصاد الوطني!؟ عمليا لا شيء، فقد كلفت لجنة سالازار بتقديم خطة للتعافي فقامت بذلك، لكن سرعان ما ناقشتها لجنة مالية برلمانية ونقضتها وجعلتها أمرا منسيا!!.

اتفقت مع صندوق النقد الدولي والتزمت بعدة اجراءات تجاهه، ثم نقضت تعهداتها ولم تفِ بأيِّ بند من التزاماتها.!! هذا ما اعلنه وفد صندوق النقد الدولي هذا الاسبوع في زيارته الأخيرة ل لبنان.

 لا تريد المنظومة خطة سالازار ولا تلتزم مطالب صندوق النقد الدولي ! إذن أية خارطة طريق للخروج من الازمة تطرحها المنظومة الحاكمة وتتبناها الحكومة القابضة على السلطة !؟

لا تكتفي المنظومة باستدامة الازمة والتكسب منها، بل تدير لعبة الافلات من المساءلة والعقاب لا احد مرتكب لا احد مسؤول وكل هذه الكارثة يحاولون قيدها ضد مجهول.!؟

وللإجابة على الاسئلة السابقة والذهاب الى استنتاجات محددة، لنفترض ان حاكم مصرف لبنان لجأ في نهاية سنة ٢٠١٤ وبداية ٢٠١٥ الى الاجراءات التالية مجتمعة ومتلازمة:

الإجراءُ الاول : تخفيض سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الاميركي بحيث يصبح سعر الدولار ٣٠٠٠ل ل.

الاجراء الثاني: اعتماد الخيار الذي لجأ اليه وسيم منصوري وبذلك أوقف تمويل المصاريف الجارية للحكومة والاكتتاب بديونها والامتناع عن طبع الليرة اللبنانية لسد عجز موازناتها.

الإجراء الثالث تطبيق القيود على حركة الاموال والرساميل بشكل شامل وعادل والذي اعتمده سلامه نفسه بشكل انتقائي وفاسد.

الاجراء الرابع ؛ اعلان تعثر الحكومة عن الدفع ووقف احتساب الفوائد.

وواضح ان الاجراءات الاربع قد تم تنفيذها منذ سنة ٢٠١٩ وحتى تاريخه، وبشكل تارة تدريجي وطورا بشكل اعتباطي او اضطراري مشوه، ماذا لو لجأ مصرف لبنان لهذه الاجراءات متلازمة فيما بينها ودفعة واحدة في نهاية سنة ٢٠١٤ ومطلع ٢٠١٥؟.

سيجيب البعض من زبانية المصارف وسلامة، اننا لم نكن نعرف اننا سنصل الى ما وصلنا اليه، نعم لم يكن يعرف الناس العاديين في نهاية سنة ٢٠١٤ انهم سيصلون الى ما وصلنا اليه، لكن رياض سلامة كان يعرف و اصحاب المصارف كانوا يعلمون وكبار منظومة الفشل والفساد والارتهان للخارج كانوا يعلمون وبعض من حاشياتهم أيضا، وقد حذرهم في حينها مرارا وتكرارا صندوق النقد الدولي، لكنهم عقدوا العزم جميعا، على خداع بقية الناس وتطمينهم، لكي يتاح لهم التربح والاثراء من انهيارٍ ممنهج ومقصود، كان يمكن تفاديه او حصر تداعياته وتقليل خسائره، كما تأمين الخروج السريع منه واستعادة التعافي الاقتصادي للوطن واهله. تستمر المنظومة بالتربح من الانهيار وجني الثمار من عذابات اللبنانيين وآلامهم، وتعد نفسها بالذهاب الى الاستيلاء على املاك الدولة ومرافقها العامة وحيازتها بأبخس الأثمان، كما تعد نفسها بالاستيلاء على عائدات النفط والغاز المفترضة!. لا مستقبل ل لبنان مع استمرار المنظومة بإدارة لبنان، وشرط بقاء لبنان اسقاط المنظومة كاملة وترحيلها. وانتخاب رئيس للجمهورية سيكون اول خطوة واشارة الى اي اتجاه يسير لبنان، اتجاه اعادة تعويم الفساد والفشل والارتهان الى الخارج ام خيار ترحيل هذه العصابة.

 

لبنان والمعادلات المقفلة، فهل من سبيل؟

شارل الياس شرتوني/17 أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122385/122385/

لبنان يعيش على تخوم إقفالات لا تفسح أي مجال أمام تسويات متكافئة، مظللة بمؤسسات ديموقراطية وبثقافة دولة القانون وموجباتها الإتيكية.  نحن أمام سياسة سيطرة شيعية تعمل على خطين متوازيين، خط التسوية السياسيةالمفخخة كمناورة تغطي مشروع الدولة الرديفة التي تعد لها بشكل منهجي، وتوظيف الأزمة المالية وتداعياتها المميتة في مجال توسيع القبضة الشيعية على القرار الحكومي في البلاد، وحماية سياسة الجريمة المنظمة بديلا عن سياسة الاصلاحات المالية البنيوية، كأساس في مجال حل النزاعات وتطبيع الأوضاع الحياتية؛ وسياسة علوية تستعمل لبنان مكبًا لتصريف نزاعات الداخل السوري من خلال متابعة سياسة التهجير وإعادة ترسيم خطوط التماس الاستراتيجية، والاستغراق في سياسة الهروب الى الأمام التي عاش عليها حافظ وبشار الأسد؛  وتسكع التماسك السياسي في الأوساط المسيحية لحساب مصالح فردية وفئوية مخالفة للتوجهات السياسية فيها؛ ومتابعة الأوليغارشيات السياسية والمالية عملها في مجال حماية سياسات النهب تجاه أعمال المقاضاة الدولية، والإصلاحات التي تشترطها المؤسسات الدولية، والعقوبات المالية التي خرجتها وزارة الخزانة الاميركية والبرلمان الأوروپي، والدعاوى الفردية المقامة في أوروپا والولايات المتحدة الأميركية.

إن الاحتباسات السياسية المفروضة على البلاد من خلال وضعية الرهينة التي دفعت بها سياسة النفوذ الشيعية لن تحل بفعل التواصل الإرادي الحر، بل من خلال معادلات نفوذ إقليمية جديدة تحرر الحياة السياسية الداخلية من قيودها وتعيد المناخات الديموقراطية إليها. هل تسمح إيران بانهاء سياسة الاقفالات، وهل الشيعة في لبنان بصدد التخلي عن سياسة الإستباحات المطبعة، كما تعبر عنها المقولات الشعبية وتصريحات المسؤولين في حزب الله وأوساط نبيه بري وتردداتها الإعلامية، الجواب كلا. إن الأداء السياسي في الوسط الشيعي إنقلابي بالتعريف والممارسة وخارج عن أي منطق ديموقراطي وتسووي، الأمر الذي يوجب تحفظات مبدئية تجاه المناورات التأليفية بين المواقف السياسيةًالمتعارضة. إن تعطيل المؤسسات الدستورية وتوظيفها في خدمة سياسة وضع اليد الشيعية، في وقت تتمدد فيه الاستثناءات السيادية من خلال المعارك الفلسطينية التي تديرها سياسة النفوذ الإيرانية، وسياسة النزوح والتهجير السوري، القديم والمحدث، التي تستهدف التوازنات البنيوية في البلاد، لم يعد من الأمور العارضة مع تفكك قواعد الاجتماع الوطني اللبناني على كل المستويات.

إن التمترس وراء خطوط التماس الانقلابية هو نذير خطير لما ينتظرنا ولما يمكن توقعه، إذ أنه لا شيء منتظرًا مع السياسة الراهنة ولا آفاق تغييرية نتلمسها. هذه السياسة الانقلابية تستند الى مد إنقلابي شيعي إقليمي يديره النظام الإيراني، متلازمة مع مقولات وأداءت تندرج  في خانة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتزوير الوقائع، وتشريع منطق الإستباحات التي تبطل الشروط المنشئة لأي إجتماع إنساني متحضر يؤهل لاستعادة مفهوم دولة القانون. هذه الاستنتاجات تفضي الى خلاصة مرحلية واضحة، لا سبيل لأية تسوية ديموقراطية خارجًا عن إستقامة موازين القوى في الداخل والخارج. سياسة النفوذ الشيعية مبنية على وهامات توحيد الساحات الإقليمية القاتلة، وما سوف تختبره من خلال النزاعات القادمة مع الدولة الاسرائيلية، واللعب على خطوط التماس المتسكعة والناشئة مع الحرب الباردة الجديدة، في وقت تتقلص فيه هوامش المناورة، وتكبر فرص السياسات الاحتوائية والمجابهات العسكرية الحاسمة.

 

مسؤول فرنسي سابق يروي لـ "النهار العربي" قصة صعود رياض سلامة وهبوطه: لبنان مستمر في انزلاقه نحو جهنم

رندة تقي الدين/النهار العربي/17 أيلول/2023

 تسود قناعة لدى بعض الأوساط الفرنسية المسؤولة المتابعة للملف اللبناني حول مهمّة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، بأنّه لن يتمكّن من إحراز نجاح لأنّ العقدة تكمن في  اللاعبين على الساحة السياسية اللبنانية. ونصح بعضهم المبعوث الرئاسي بأن يخفّف من طموحاته وعدم المبالغة، لأنّ الوضع الداخلي اللبناني معقّد بمواقف السياسيين. ورأت هذه الأوساط، أنّ الاجتماع الخماسي في الدوحة أتاح المجال لدفع فرنسا شركائها في المجموعة إلى العودة إلى الاهتمام بلبنان بعدما ابتعدوا عن المشكلة اللبنانية لتعقيداتها المملّة.

 إلى ذلك، وقبل أسبوع من خروج رياض سلامة من حاكمية المصرف المركزي اللبناني، تحدث مسؤول فرنسي رفيع سابق، تابع خلال مدة طويلة عمل حاكم البنك المركزي رياض سلامة، إلى "النهار العربي"، شارحاً بالتفصيل ظروف صعود سلامة ثم فشله، ومتوقعاً أن لا يغيّر خروجه من حاكمية البنك المركزي شيئاً، إذ إنّ لبنان مستمر "في نزوله إلى جهنم" مع احتياطي العملات الصعبة الذي انخفض من 40 مليار دولار الى 14 ملياراً، وأن لا يتمكن نائب الحاكم وسيم منصوري من عمل أي شيء، لأنّه كما رياض سلامة مرتبط بالسياسيين، تحديداً برئيس مجلس النواب نبيه بري، وإنّ لبنان سيتحوّل إلى دولة فاشلة état voyou وإنّ الودائع ستذوب ويصبح لبنان دولة مثل الصومال تعيش على أموال لبنانيي الهجرة وعلى المساعدات الإنسانية.

 وقال المسؤول السابق، إنّه كثيراً ما نبّه القيادة الفرنسية إلى أنّ كل المؤشرات الاقتصادية في لبنان في ضوء أحمر، وإنّ لبنان ينزلق إلى خطر كبير من دون إقناع الرئاسة الفرنسية التي لم تكن ترغب في الاستماع إلى الحقيقة إذا لم تكن متماشية مع رأيها. كما توقّع مثل الكثير من الأوساط الفرنسية المسؤولة عدم قدرة لودريان على إحراز نجاح في مهمّته. وروى المسؤول السابق الذي عرف سلامة ونوابه وواكب عمله وأوضاع لبنان المالية، قصّة تسلّم سلامة حاكمية المصرف المركزي عبر الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي عرفه من مؤسسة "ميري لينش" المالية، حيث أودع الحريري جزءاً من استثماراته المالية فيها. وجاء سلامة في 1993 بعد انقسام المصرف المركزي خلال الحرب الأهلية إلى جهتين تابعتين لطرفي الحرب، وكان  فَقَد بعد الحرب كيانه المؤسساتي مع غياب آلية الإحصاءات مع غياب شبه تام لمراقبة النظام المصرفي، لأنّ لبنان كان يعيش في اقتصاد نقدي cash economy. وقال إنّ العامل الأول الذي أتاح صعود رياض سلامة أنّه استطاع إعادة تأسيس المصرف المركزي وإعادة دوره الذي كان يلعبه حتى بداية الحرب الأهلية في 1975. لقد أعاد تكوين آلية الإحصاءات على سبيل المثال، إدخال المؤشر المركّب l’ indicateur composite الذي يتيح النظر في أي اتجاه يذهب النشاط الاقتصادي عبر الاعتماد على نحو 15 مؤشراً. وأعاد تشكيل فرقاء عمل في المصرف. وأتى بنعمان خوري من مؤسسة المعهد الوطني الفرنسي للإحصاءات والدراسات الاقتصادية INSEE وسلّمه إدارة الدراسات حتى 2016.

 لقد بدأ سلامة بإنشاء قاعدة جديدة لمراقبة النظام المصرفي مع مراقبة أكثر فعالية وأكثر تطلّباً مما كانت في الحرب الأهلية. وهذا هو الأمر الأول الذي يفسّر الهيبة التي حصل عليها حينئذٍ. الأمر الثاني الذي ساهم في صعود نجمه، اعتباره أنّه أنجز استقرار الليرة ولو أنّ ذلك لم يكن إلاّ جزئياً صحيحاً، لأنّ قيمتها انخفضت في 2003. ولكن في كل الأحوال كانت النظرة إلى سلامة أنّه هو الذي عمل على استقرار الليرة على سعر 1500 مقابل الدولار بعد أن كانت فَقَدت هذا الاستقرار منذ مدة طويلة. وكانت المؤسسات الدولية والأوساط المالية، وحتى الشعب، يعترفون له بهذا الإنجاز. ولكن استقرار الليرة كان أيضاً بمثابة نقطة ضعف، إذ انّه كان في الوقت نفسه عاملاً جيداً وسيئاً. وسلامة كان مقتنعاً بأنّ عليه أن يُبقي هذا الاستقرار رغم أنّ التضخّم في لبنان كان أكبر مما كان في منطقة الدولار، ورغم أنّ الحسابات الخارجية كانت تشهد تدهوراً مع مرور الوقت. ونقطة الضعف في هذا الإصرار على استقرار الليرة كانت في السياسة الاقتصادية المتّبعة، إذ كانت تشجّع الاستيراد ما يؤدي إلى عجز في الميزان التجاري وزيادة العجز في ميزان المدفوعات. وطالما كان ذلك مموّلاً بالاستثمارات المباشرة جزئياً وبدخول رأس المال من جهة، مشت الأمور. ولكن عندما توقف ذلك ولم يعد لبنان يحصل  على أموال من أسواق رأس المال العالمية مثلما حصل في 2016 فالوضع أصبح غير محمول. ورياض سلامة رفض فهم ذلك وشرحه، لذا فشل كحاكم للمصرف المركزي ومعه فشل لبنان.

 ولكن ينبغي الإنصاف، برأي المسؤول الفرنسي، وحتى إذا كان الإنصاف صعباً اليوم في جو المشاعر الثائرة، فقد كان الجميع موافقين على ما يفعله سلامة، وليس فقط في لبنان، بل أيضاً في المجتمع الدولي. وينبغي التذكير انّه تمّ إعلانه مرّات عدّة أفضل حاكم مصرفي في الشرق الاوسط.

مشكلة رياض سلامة "ولقد أثرتها معه مرّات عدّة وكنت أتكلم معه بصراحة تامّة"، أنّه عندما جُمّدت الاستثمارات المالية وكان لبنان غير متمكّن من اللجوء إلى الأسواق المالية العالمية، كان أمام معضلة كيف يمكنه إكمال ميزان المدفوعات. فرأى نفسه أمام خيارين: إما اللجوء إلى موجودات المصرف المركزي بالدولار وقد لجأ إليها متأخّراً في 2018، او تشجيع دخول الأموال على المدى القصير عبر وعد المتعاملين بالحصول على فوائد بين 10 إلى 15 في المئة.

ومن غير المستبعد، بحسب المسؤول، أن يكون بعض الأصدقاء وغيرهم من السياسيين قد استفادوا من ذلك، فهذا طبيعي في لبنان وليس مرتبطاً بشخص سلامة بل بالنظام في لبنان. ولكن كان هذا الحل الذي قام به لإيجاد طريقة لسدّ العجز في ميزان المدفوعات. وكان سلامة يردّ على من قال له إنّه هروب إلى الأمام بأن ليس لديه حلّ آخر. مشكلة رياض سلامة أنّه كان بمثابة رئيس لنقابة (syndic d une copropriété) يعرف تماماً ما يدور في النقابة وكان يغطّيها، علماً، ولإنصافه، أنّه عارض بقوة قانون سلسلة الرواتب لأنّه كان يعرف مدى مخاطره على ميزان المدفوعات، وقرّر إبلاغ ذلك لكل من الرئيس ميشال عون والرئيسين سعد الحريري ونبيه بري، ولم يسمعوا ما قاله لهم وتمّ التصويت على القانون. عندئذ  في 2017 كان ينبغي أن يستقيل على أن يشرح سبب استقالته، ولكانت تغيّرت صورته عمّا هي الآن. فمشكلة سلامة أنّه كان مرتبطاً بالمنظومة منذ زمن طويل.

 أما بالنسبة إلى ملاحقاته القضائية فقال المسؤول السابق، إنّه لا يعرف شيئاً عمّا يُلاحق بشأنه، وإذا كانت قضايا صحيحة فمن الطبيعي أن يدفع، ولكنه أضاف: "هناك ما يزعجني بأنّ من أعطاه أوامر وهم كثر وفعلوا مثله واستفادوا من النظام ربما أكثر منه، فلماذا لا يُلاحقون من قضاء فرنسا وسويسرا وألمانيا، فكأنّ رياض سلامة يلعب دور كبش فداء". ورأى أنّه لو لم يضع ضوابط على رأس المال من دون إعلان ذلك ومن دون قاعدة شرعية لذلك في الأشهر التي تلت الانهيار في تشرين الاول (اكتوبر) 2019، كانت أفلست كل المنظومة المصرفية، علماً أنّ جزءاً كبيراً منها الآن في إفلاس افتراضي. ولكن ما قام به هو لتجنّب انهيار ضخم، وكان أمام معضلة إما أن يترك النظام المالي ينهار كلياً او يطلب من المساهمين القيام بواجباتهم، علماً انّهم لم يكونوا قادرين على ذلك لأنّهم فقدوا الإمكانات، وإما أن يفرض القيود على المودعين، واختار ذلك، معتبراً أنّه يوماً ما سيعود إمكان استخدامهم ودائعهم بحرّية. لقد فضّل حماية المساهمين لأنّهم جزء من النقابة التي كان يغطّيها.   المسؤول السابق، إنّ في لبنان اليوم اقتصاداً نقدياً مستوى مؤشر المركب فيه في أدنى مستوى منذ 1993 والتضخم فيه أعلى منه في سوريا وفي اليمن. هناك اقتران بين الطبقة المالية والسياسية وتوافقها على عدم السير في ما قام به نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي مع صندوق النقد الدولي الذي سيقول للمساهمين إنّ عليهم أن يأتوا بأموالهم، وإذا أرادوا أن يستمر مصرفهم فعليهم التقيّد بقانون البنك المركزي الذي يفرض أن تكون نسبة الملاءة المالية 8 في المئة، واليوم هناك فقط 4 او 5 بنوك مع هذه النسبة. لهذا السبب معظم السياسيين في لبنان والمساهمين في المصارف لا يريدون التعاقد مع صندوق النقد الذي له ثمن باهظ سياسي ومالي واجتماعي بالنسبة إليهم، ويتركون لبنان ينزلق ويهدّدون كيانه.  وانتقد المسؤول الفرنسي السابق إشارة الرئيس ايمانويل ماكرون إلى ما يقوم به البنك المركزي من بيراميد بونزي pyramide de ponzi في أحد تصريحاته حول لبنان، معتبراً انّه كان ينبغي ان ينتقد ذلك مبكراً وليس متأخّراً كما فعل فقط لأنّه كان يريد تعيين أحد أصدقائه حاكماً للبنك المركزي. وتابع المسؤول السابق، أنّ ماكرون عيّن لودريان مبعوثه إلى لبنان لأنّه أراد تعويضه عدم تسليمه رئاسة معهد العالم العربي في باريس. ووصف لودريان بأنّه شخصية محترمة جداً نجح في وزارة الدفاع، لكنه لم يتمكن من القيام بشيء في وزارة الخارجية طالما السياسة الخارجية في الاليزيه ولا أحد يتجرأ على قول رأيه لماكرون لأنّه لا يحب المعارضة.

 

حكومة ميقاتي في أزمة!

يوسف دياب/الشرق الأوسط/17 أيلول/2023

أبقت حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، على سياسة الإنفاق العشوائي، سواء من الاحتياطي الإلزامي المتبقي كأموال للمودعين في المصرف المركزي، أو من القروض الخارجية التي حصلت عليها لدواعي الضرورة، في غياب أي خطّة إصلاحية، أو محاولة لوقف الانهيار المالي والاقتصادي المستمرّ منذ 3 سنوات. وفاجأ النائب مارك ضو، اللبنانيين، في المنشور الذي كتبه على صفحته على منصة «إكس»، وأعلن فيه أن الحكومة «صرفت مبلغ 1.139 مليار دولار الذي حصل عليه لبنان من صندوق النقد الدولي في سبتمبر (أيلول) 2021»، في وقت حذّر خبراء من أن الدولة «ستصبح عاجزة عن دفع رواتب القطاع العام، وستصبح أمام خيارين، إما مواجهة الناس في الشارع، أو الخضوع لشروط صندوق النقد والبدء بالإصلاحات».

ووجّه ضوّ سؤالاً إلى الحكومة عبر الأمانة العامة لمجلس النواب توقع فيه «أن كل المبلغ قد تم صرفه»، عاداً أن «استمرار الحكومة بعدم الإفصاح عن كيفية إنفاق المبلغ يشكل انتهاكاً لمبدأ الشفافية، ويشير إلى أن حقوق السحب الخاصّة تلقى مصير احتياطي العملات الأجنبية في ظلّ استمرار هدر الموارد من دون خطة استراتيجية أو إطار قانوني». وسأل: «بموجب أي إطار قانوني جرى صرف المبلغ؟ وهل تمّ الإنفاق بموافقة صريحة من الحكومة؟». وزارة المال اللبنانية المعنية بهذا السؤال، برّرت صرف أموال صندوق النقد لضرورات حتمتها حاجة الدولة لها، وأوضح مصدر مسؤول في وزارة المال لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل ما صرفته الوزارة من أموال السحب الخاص موثّق بالمستندات». وأشار إلى أن «الأموال أنفقت على أمور ملحّة لم يكن بمقدور الحكومة أن تتنصّل منها، إذ أعطيت الأولوية لدعم أدوية السرطان والأمراض المستعصية والمزمنة وغسيل الكلى، ويأتي بالدرجة الثانية شراء القمح، ثمّ دعم كهرباء لبنان، وشراء المحروقات، وبعدها تسديد قروض مستحقة للبنك الدولي، بالإضافة إلى نفقات تعدّ من الضرورات الملحّة».

وأوضح المصدر أن «المبلغ المتبقّي يقارب الـ70 مليون دولار أميركي»، لافتاً إلى أن «وزارة المال اضطرت إلى الصرف من هذا الصندوق بعد امتناع مصرف لبنان عن صرف أي نفقات عائدة للأمور التي تحدثنا عنها».

لم تلتزم حكومة ميقاتي بما تعهّدت به أمام البرلمان اللبناني، بعدم صرف أي مبلغ من دون نيل موافقة البرلمان، على حدّ تعبير رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، الذي أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحكومة ورئيسها صرفوا أموال السحب الـ(SDR) خلافاً للقوانين المالية المرعية الإجراء، وخلافاً للتعهد الذي قدّموه للمجلس النيابي». وقال كنعان: «لدى تبلّغنا قبل أشهر وعبر التسريبات بأن الحكومة صرفت حوالي 700 مليون دولار من هذه الأموال، طلبنا خلال جلسات للجنة المال والموازنة، دُعي إليها وزير المال (يوسف خليل) إيداعنا تقريراً عن تفاصيل السحب، فقدم لنا جردة بها». وأوضح أنه «قبل أيام علمنا من مصرف لبنان أن المبلغ صرف ولم يبق منه سوى 50 مليون دولار». وأفاد كنعان بأن هذا الأمر «سيستدعي عقد جلسة للجنة، وسنطلب حضور وزير المال ممثلاً عن الحكومة، لسؤاله عن ملابسات هذا الموضوع؟ ولماذا خالفت ما تعهدت به، أي عدم صرف أي مبلغ قبل العودة إلى المجلس النيابي؟». ستترك هذه الخطوة انعكاسات سلبية على مصداقية لبنان أمام العالم، إذ عدَّ الدكتور سامي نادر، مدير «معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية» والخبير المالي والاقتصادي، أن «صرف أموال السحب الخاص يكرّس عدم مصداقية الدولة أمام الخارج». ورأى أن «أموال (الـSDR) هي حقوق تعود للدول المساهمة في صندوق النقد، لكن للأسف لا نعرف كيف أن الصندوق سلّم الأموال بلا شروط ولا ضمانات لدولة يصنّفها فاسدة». وقال نادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «ارتدادات هذا الصرف ستكون سلبية، لكنّ السؤال بعد نفاد هذا المبلغ وتوقّف مصرف لبنان عن الدفع من الاحتياطي المتبقي من أموال المودعين، من أين ستدفع الحكومة نفقاتها من الآن وصاعداً؟ وكيف ستؤمن رواتب الجيش والقوى الأمن وموظفي القطاع العام؟»، عاداً أنه «في حال عجزت عن تأمين الأموال عبر الجبايات عندها ستلجأ صاغرة لصندوق النقد، وستخضع لشروطه بالإصلاحات مع الأخذ بعين الاعتبار ما تتلقاه من تداعيات في الداخل».

 

مخرج توافقي لإنهاء الأزمة الرئاسية

 أنديرا مطر/القبس الكويتية/17 أيلول/2023

اختتم الموفد الفرنسي جان إيف لودريان جولته اللبنانية، تاركاً وراءه جملة تساؤلات تحاول تلمس مصير الاستحقاق الرئاسي وما سيؤول إليه على مشارف الذكرى السنوية الأولى للفراغ في الرئاسة الأولى. وفي حين يسوّق فريق المعارضة بأن لودريان عاد إلى باريس كما جاء من دون أن يحقق أي خرق في الجدار الرئاسي، كشف مصدر نيابي لـ”القبس” أن لودريان غادر بمعطيات جديدة تحتم عودته مرة رابعة لإعطاء الضمانات والتطمينات، وهو سيفسح المجال للموفد القطري الذي يبدأ تحركه خلال ساعات، في جولة يراد منها تثبيت الخيار الثالث، حيث يتقدم اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون. وكان الموفد الفرنسي اختتم جولته بلقاء رئيس البرلمان نبيه بري لوضعه في أجواء الجولة الثالثة. وبحسب المصدر النيابي، الذي التقى لودريان، فقد طرح الأخير مخرجاً توافقياً لإنهاء الأزمة الرئاسية لا يشكّل إحراجاً لبري ولا يستفز المعارضة، ويقضي بعقد لقاء للقيادات اللبنانية في مبنى السفارة الفرنسية برئاسته، لا يتخذ صفة طاولة حوار، وإنما لقاء لمناقشة الأجوبة التي تلقاها من جميع الأفرقاء. وتلت هذا اللقاء دعوة من رئيس البرلمان للنواب لجلسة رئاسية بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية، على أن يتعهد كل الأفرقاء بعدم تطيير النصاب مهما كانت النتيجة. وبهذا المخرج، يكون لودريان قد أمسك العصا من الوسط، وأرضى فريق الثنائي الشيعي وقوى المعارضة. ووفق المصدر النيابي، فقد يكون هذا الطرح أفضل الممكن، وهو الفرصة المتاحة حالياً، وكشف أن لودريان أبلغ المعنيين بعودته نهاية الشهر الجاري إلى بيروت لعقد هذا اللقاء، في محاولة للتوصل إلى اسم مرشح ثالث يجمع عليه النواب، وكل المعطيات تشير إلى أن قائد الجيش جوزيف عون هو هذا الخيار.

التحرك القطري

بالموازاة، هناك إشارة إيجابية لمحصلة جولة لودريان صدرت من السراي الحكومي، وتحديداً بعد الإعلان عن اتصال أجراه لودريان برئيس الحكومة نجيب ميقاتي تباحث فيه الطرفان في أجواء لقاءات الموفد الفرنسي. وبحسب مكتب ميقاتي، فإن الطرفين أكدا أن المباحثات إيجابية وتنذر بقرب انتخاب رئيس جديد للجمهورية. في الغضون، يباشر الموفد القطري مهمته الرئاسية خلال ساعات على وقع معلومات بأنه سيبدأ من حيث انتهى لودريان، أي من التسويق للخيار الثالث، وبالتنسيق مع السعودية.

لقاءات نيويورك

في الخارج، سيناقش لودريان محصلة مباحثاته مع أعضاء اللجنة الخماسية الثلاثاء في اجتماعها في نيويورك. وعلى خط مواز، ستحضر الأزمة اللبنانية وانعكاساتها في لقاءات وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، التي ترأس بلادها الجمعية العمومية في نيويورك في سلسلة محادثات الأسبوع الطالع، وفي طليعتها لقاءان مع وزيري الخارجية، السعودي فيصل بن فرحان، والإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان. وقد غادر أمس رئيس الحكومة اللبنانية ووزير الخارجية إلى نيويورك للمشاركة في الدورة الـ78 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، واللقاءات المقررة على هامشها.

 

المدرسة الرسمية تدخل ذليلة الى المجلس النيابي فهل نذكّرهم بكرامتها في الاعتصام أمام المجلس غدا؟

غسان صليبي/فايسبوك/17 أيلول/2023

تحت عنوان "أنقذوا التعليم الرسمي في لبنان"، دعت "اللجنة الفاعلة للاساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي" "للاعتصام غدا يوم الاثنين ١٨ أيلول ٢٠٢٣ الساعة ٩:٣٠ صباحا أمام مدخل المجلس النيابي (مقابل class). وذلك تزامنا مع انعقاد ورشة عمل في المجلس حول القطاع التربوي، بالتعاون بين لجنة التربية النيابية ووزارة التربية برعاية دولة الرئيس نبيه بري لمناقشة واقع وتحديات القطاع التعليمي."

في ظل صمت روابط الاساتذة في التعليم الرسمي، وضياع الاهالي واولادهم القلقين على مصير السنة الدراسية في التعليم الرسمي، أطلّت "اللجنة الفاعلة" وبادرت كعادتها، للدعوة الى الاعتصام انقاذا للتعليم الرسمي.

في ظل هذا الموات الشعبي العام، قررت مجموعة من المعلمات والمعلمين الاحرار، التحرك لاسماع صوتها وأصوات الاهالي والتلاميذ وكل الحريصين على التعليم الرسمي.

هم يعرفون، أن الذين يناقشون  مصير التعليم الرسمي غدا في المجلس النيابي، ساهموا كل من موقعه في انهيار هذا القطاع، وهم قرروا إدخاله ذليلا الى ورشة عملهم، حتى يتسنى لهم وضعه في غرفة العناية الفائقة، وحقنه بجرعات مخدرة تخفف الألم مؤقتا لكنها لا تعالج المرض ولا تساعد على التعافي مستقبليا.

"اللجنة الفاعلة"، على عكس روابط المعلمين الواقعة تحت هيمنة أحزاب السلطة، هي تجمع مستقل يناضل بكل شجاعة، من أجل الدفاع عن الأساتذة المتعاقدين وعن التعليم الرسمي.

واللجنة تريد اسماع صوت المعنيين مباشرة، أساتذة وتلاميذ واهل، وجميع المواطنين الحريصين على التعليم الرسمي، القادر وحده على تأمين مجانية التعليم وديمقراطيته وبعده الوطني، بعيدا من التأثيرات المذهبية والطائفية، المعيقة لبناء الانسان الحر والوطن المستقل على حد سواء.

وأعلنت اللجنة انها ستطرح غدا افكارا لإنقاذ التعليم الرسمي، كما ستعلن استعدادها للمشاركة في اي جهد وطني لإنقاذ هذا التعليم، أكان ذلك عبر حوار مع المسؤولين او عبر لقاءات تَجمَع المعنيين.

فلنلاقي المعتصمين غدا مقابل المجلس النيابي، ولنضم صوتنا الى صوتهم، مطالبين معهم بحوار اجتماعي وطني جدي يضمن التعليم اللائق لأجيالنا القادمة، ويشكل الأساتذة طرفا اساسيا فيه.

 

كيم يونغ أون... أداة حادّة لدى الصين وروسيا في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها ومشاريعها العالمية

راغدة درغام/النهار العربي/17 أيلول/2023

عزّزت زيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحالفاً ثنائياً يبدو مفيداً للطرفين، في إطار المواجهة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، كما ضدّ التحالفات الأميركية مع اليابان وكوريا الجنوبية. الأهم هو التحالف الثلاثي بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية، الذي ينطوي على رسائل قوية إلى الولايات المتحدة وحلفائها في رباعية "كواد" التي تضمّ الهند، إلى الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، في تحالف أمني استراتيجي. فحوى الرسالة الجديدة هو أنّ الصين وروسيا هما العنوان الرئيسي، إما للجم أو لإطلاق عنان كوريا الشمالية وزعيمها الزئبقي، الشخصية القادرة على إثارة الاضطرابات والتسبّب بمتاعب لا تنحصر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. هذا تهديد مبطّن يأتي في أعقاب زيارة الرئيس جو بايدن لفيتنام، التي أثارت المزيد من قلق الصين، إضافة إلى غضبها نتيجة إعلان الولايات المتحدة في قمّة العشرين في الهند عن مشروع "الممر الاقتصادي" الضخم الذي يتألف من ممرين منفصلين، أحدهما يربط الهند بالخليج العربي والآخر يربط الخليج العربي بأوروبا- وتعتبره الصين منافساً لمشروع "الحزام والطريق" الذي أطلقته قبل 10 سنوات، ويشكّل بنية تحتية أساسية في استراتيجية الصين البعيدة المدى.

التحالفات الجيو-سياسية الجديدة تُنذر بمواجهات عالمية مجهولة المعالم والأبعاد. الواضح هو أنّ في أيادي الصين وروسيا أداة حادّة وخطيرة في وجه الولايات المتحدة وحلفائها، اسمها كوريا الشمالية، وهذا الثلاثي قادر على تغيير موازين القوى في آسيا والمحيط الهادئ.

الرئيس فلاديمير بوتين خلق لنفسه وضعاً جيداً نتيجة ما أنجزته زيارة الزعيم الكوري الشمالي، أولاً، لأنّ في وسعه أن يخاطب قادة الغرب، خصوصاً الولايات المتحدة بلغة: إذا أردتم تجنّب الاضطراب والمتاعب من دولة قوية ونووية واعتباطية ومزاجية واستفزازية، تعالوا الينا في روسيا والصين. هاتان الدولتان تعملان أكثر فأكثر على توسيع التعاون الاستراتيجي بينهما في منطقة آسيا - المحيط الهادئ، بغضّ النظر عن مواقف الصين من روسيا في حربها الأوكرانية. هذان أمران مختلفان، والتركيز اليوم يقع على توطيد البُعد الاستراتيجي، العسكري والسياسي، بمختلف أدواته- وكوريا الشمالية أداة فائقة الأهمية في التحدّي الاستراتيجي للولايات المتحدة وحلفائها. الرئيس الصيني شي جينبينغ سيجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بين 27 و 29 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، أثناء زيارة بوتين للمشاركة في احتفائية العشر سنوات على انطلاق مبادرة "الحزام والطريق". الأسبوع المقبل سيتوجّه وزير الخارجية الصيني إلى موسكو، وسط تزايد التنسيق الصيني - الروسي للتعاون العسكري ولمواجهة التحالفات الأميركية في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ.

الصين مرتاحة لنتائج لقاءات كيم يونغ أون مع فلاديمير بوتين، لأنّها مزعجة للولايات المتحدة ومخيفة لحلفائها في المنطقة تماماً، لأن كوريا الشمالية هي زناد trigger الرعب لهم. ما يحدث اليوم بين الصين وروسيا هو عبارة عن مزامنة للاستراتيجية العسكرية بينهما Synchronization of military strategies، ليس بمعنى التحالف العسكري التقليدي وإنما بمعناه الحديث الذي ينتقي مواقع التنسيق. كوريا الشمالية تشكّل موقعاً حيوياً في هذا المنعطف.

على الصعيد الثنائي بين روسيا وكوريا الشمالية واجتماع الزعيمين في قاعدة فضائية شرق روسيا، اقترن كلام كيم يونغ أون عن "ارتقاء روسيا لقتال مقدّس لحماية سيادتها وأمنها... ضدّ القوى المهيّمنة" بتعهّده "أننا سنخوض معاً الحرب ضدّ الامبريالية"، اقترن باتفاق صفقة أسلحة لدعم الهجوم الروسي في أوكرانيا وتقديم ذخيرة من ملايين القذائف المدفعية السوفياتية تحتاجها روسيا في دونباس. فكوريا الشمالية هي الدولة الوحيدة التي تعترف بشرعية سيطرة روسيا على أراضٍ أوكرانية- وزعيمها جاهز للمساعدة. ما حصل عليه كيم يونغ أون من روسيا شمل التعهّد بتطوير جيشه وتحديث الصناعات العسكرية إلى جانب مساعدته في التغلّب على أزمة الغذاء القاتلة في كوريا الشمالية. بهذا التعهّد، تكون روسيا قد وجّهت إلى الأمم المتحدة صفعة لها وللعقوبات التي تفرضها على كوريا الشمالية برسالة: بلّطوا البحر، فروسيا لا تبالي.

روسيا استُبعِدت بعد حربها الأوكرانية عن مختلف المشاريع التي كانت اعتبرت نفسها أساسية فيها، وهي تضع استراتيجية لمواجهة مساعي الغرب لعزلها تماماً في الساحات الدولية. لذلك، إنّها لا تبالي بقرارات الأمم المتحدة، علماً أنّها كانت صوّتت مع فرض عقوبات على كوريا الشمالية.

الصين، من جهتها، باردة الأعصاب لا تكشف عن غضبها، لكنها تتبنّى سياسات هدفها تلقين الدروس أو في بعض الأحيان ممارسة فن العرقلة. مشروع "الممر الاقتصادي" الذي أطلقته قمّة العشرين في الهند - بغياب كل من الرئيسين الصيني والروسي - أزعج الصين كثيراً، إنما ما أثار حفيظتها حالياً هو الشراكة الاستراتيجية التي أبرمها الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء زيارته لفيتنام. فهذه لعبة كبيرة، لأنّ فيتنام لا تريد أن تكون جزءاً من مبادرة "الطريق والحزام"، وهي في حاجة إلى هذا الممر الاقتصادي الذي بات جزءاً من الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

مبادرة "الحزام والطريق" تشكّل حجر أساس في استراتيجيتها العالمية. "الممر الاقتصادي" أتى كمشروع اقتصادي براغماتي ليقول إنّ هناك مجالاً لبنية تحتية عالمية من دون الصين. كثيرٌ من الدول سيتبنّى هذه الخدمات اللوجستية لأنّها في مصلحته العمليّة ولفائدته أكثر من خيار "الحزام والطريق". هذا مشروع يعطي الولايات المتحدة والهند دوراً معزّزاً ونفوذاً لدى مجموعة دول مهمّة في منطقة الخليج والشرق الأوسط ومنطقة آسيا - المحيط الهادئ، وهذا لا يعجب الصين التي وجدت استفزازاً لها في توقيت الكشف عنه قبل شهرين من انعقاد قمّة "الحزام والطريق" في تشرين الأول المقبل.

الفارق بين "الحزام والطريق" و"الممر الاقتصادي" هو أنّ الأول صيني محض بأموال صينية وبطبع الصين وحدها عليه، أما الثاني، فإنّه مشروع متعدّد التمويل والأطراف. البعض يرى فيه نيةً سيئة للولايات المتحدة لإضعاف الصين، وخطوة مهمّة في مسيرة الحرب الناعمة ضدّها. البعض الآخر يجد فيه فوائد للدول المعنية فيه، اقتصادية أولاً. ثم هناك من يعتبره مشروع استبعاد لروسيا وإيران، وإحباطاً لمشاريع تضمهما مع الهند في ممر سكك الحديد، إلى الدول الآسيوية عبر بحر قزوين.

موافقة الهند، كأمر واقع، على "قتل" مشروعها مع روسيا وإيران بإعطاء الأولوية لمشروع الممر مع الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وأوروبا، إنما يفيد بتغيير في مواقف الهند. هذا المشروع يمكن اعتباره قصة نجاح للولايات المتحدة التي ترى في طياته مشروع تطبيع بين السعودية وإسرائيل، علماً أنّه يمرّ بالأردن ثم بميناء حيفا، الى جانب توطيد العلاقات الأميركية - الهندية المهمّة، في إطار المواجهة الاستراتيجية مع الصين وروسيا.

 السعودية والإمارات ليستا في وارد الدخول طرفاً مباشراً في هذه المواجهة الاستراتيجية، وهما قد أوضحتا أنّ التنويع الاستراتيجي بعلاقات جيدة مع الصين لا ينعكس في عداء أو اصطفاف ضدّ الولايات المتحدة التي لها مكانة مميزة لدى الدولتين. هذه دول تتحدّث بلغة مصالح بلادها وليس بلغة التحالفات الاستفزازية، وهي تفتح الباب على تغيير في سياساتها ومواقفها إذا تمّ تلبية مطالبها المنطقية، الثنائية والخليجية، والشرق أوسطية، والدولية. السعودية لن تعارض السلام مع إسرائيل ولا التطبيع معها، شرط أن تقوم الولايات المتحدة بدفع إسرائيل إلى حلّ الدولتين وإقامة دولة فلسطينية. مشروع تطوير وتأهيل البنية التحتية وربط الموانئ يعزّز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية، علماً أنّ الممر ينطوي على إنشاء سكة حديد وشبكة عابرة للحدود من السفن إلى السكك الحديد، ومدّ خطوط الأنانيب لتصدير واستيراد الكهرباء والهيدروجين، لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمي. إنّه مشروع ضخم طموح، وهو فعلاً قد يفيد الشرق الأوسط. فهذه هي اللغة الجديدة في العلاقات بين الدول، بدلاً من اللغة العقيمة التي تتبنّى التهديد أسلوباً والممانعة استراتيجية.

 لبنان ضحية تلك اللغة العقيمة، لأنّ ميناء بيروت لربما كان مؤهلّاً كجزء من هذا المشروع وليس فقط ميناء حيفا. إلاّ أنّ اللااستقرار ولامركزية القرار السيادي يحولان دون التفكير بميناء بيروت واستفادته من السكك الحديد. بالطبع إنّ تفجير مرفأ بيروت في محاولة اغتيال للعاصمة اللبنانية، يجعله حالياً غير قابل لمشاريع البنية التحتية. أما إذا حدثت معجزة تحرّر لبنان من تسلّط منظومته المتحكِّمة به وبموارده الطبيعية، سيكون مرشّحاً ليكون له نصيب في مثل هذا المشروع البنيوي والحضاري، لأنّ تطبيقه سيستغرق سنوات، وهو قابل للتطوير والتحديث.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

نص عظة المطران عودة التي التي ألقاها اليوم 17 أيلول/2023/ خلال ترأسه القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

المطران عودة: نحن شعب اعتاد حمل صليب عظيم في بلد اختصاص مسؤوليه إثقال كاهل المواطن بدلا من تأمين حياة كريمة وآمنة له

Bishop Aoudi’s sermon text, which he delivered today 17 Sept/2023, while presiding over the Divine Liturgy in St. George’s Cathedral.

Bishop Aoudi: We are a people accustomed to carrying a great cross in a country whose responsibility is to burden the citizen instead of ensuring a decent and safe life for him.

NNA/ LCCC/September 17, 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122377/122377/

وطنية/17 أيلول/2023

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس. بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: “سمعنا في إنجيل هذا الأحد الذي يلي عيد رفع الصليب الكريم المحيي، مقطعا من إنجيل مرقس يدعونا فيه الرب يسوع إلى اتباعه، كما يحذرنا من عواقب الخجل منه أو من تعاليمه في هذا العالم الخاطئ. نلاحظ أن هذا المقطع الإنجيلي يقع في الإصحاح نفسه الذي يروي معجزة تكثير الخبز والسمك وإطعام أربعة آلاف كانوا يتبعون الرب يسوع، الذي يشير إلى عدم قدرة التلاميذ على فهمه أو قبوله، ليصل إلى دعوة الجموع والتلاميذ لاتباعه. اللافت أن الرب طلب من تلاميذه أولا أن يطعموا الجموع، لكنهم لم يقدروا أن ينفذوا طلبه. كذلك، لم يستطع التلاميذ أن يفهموا تلميحات الرب يسوع حول تعليم الفريسيين والهيرودسيين عندما «أوصاهم قائلا: أنظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين والهيرودسيين. ففكروا قائلين بعضهم لبعض: ليس عندنا خبز. فعلم يسوع وقال لهم: لماذا تفكرون أن ليس عندكم خبز؟ ألا تشعرون بعد ولا تفهمون؟ أحتى الآن قلوبكم غليظة؟ ألكم أعين ولا تبصرون ولكم آذان ولا تسمعون ولا تذكرون؟ كيف لا تفهمون؟» (مر 8: 15-21)”.

أضاف: “لم يقف الأمر عند حد عدم فهم التلاميذ لتعاليم معلمهم، لكنهم لم يقبلوا أيضا ما قاله عن نفسه، رغم شفائه الأعمى أمامهم (8: 22-26) حيث «ابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم. وقال القول علانية. فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره. فالتفت وأبصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلا: إذهب عني يا شيطان، لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس» (8: 31-33). كان يفترض بالتلاميذ أن يفهموا تعاليم الرب، لأنهم كانوا معه في كل حين، وقد أعطي لهم أن يعرفوا سر ملكوت الله (4: 11)، على عكس الذين عرفوه من الخارج، الذين قال لهم كل شيء بأمثال «لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا، ويسمعوا سامعين ولا يفهموا» (4: 12). هذا يعني أن كل تلميذ تابع للرب يسوع لا يكون تلميذا حقيقيا إذا لم يقبله كما هو، أي كابن الإنسان الذي ينبغي أن يتألم ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل، وبعد ثلاثة أيام يقوم (8: 31؛ 9: 31؛ 10: 33-34)، لا بل يصبح من «الذين هم من الخارج» له عينان ولا يبصر، وله أذنان ولا يسمع. إلا أن الأمر لا يقف عند حدود فهم تعاليم الرب يسوع وقبوله. هنا، نصل إلى الرسالة التي يسلمنا إياها الرب في إنجيل اليوم. المطلوب هو اتباع الرب يسوع، أي السير في الطريق الذي سلكه هو، طريق الآلام والصلب والموت وصولا إلى القيامة البهية. يقول الرب لكل منا: «من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني» (8: 34). ليس هناك سبيل آخر، وهذا الأمر لا يمكن أن يحققه التلميذ الحقيقي في الخفاء، بعيدا عن نظر الناس المحيطين به، بل عليه أن يظهره أمام الجميع، وألا يستحي بما يفعله، رغم كلام الناس عليه”.

وتابع: “في هذا العالم، يسعى الإنسان إلى تحقيق ذاته لا إلى نكرانها. واتباع الرب يسوع بهذه الطريقة يكون فعلا نافرا أمام عيون «هذا الجيل الفاسق الخاطئ» (8: 38). لكن الرب يسوع يخبرنا أن عواقب وخيمة تنتج عن الخجل بالمجاهرة بصليب المسيح والإيمان به. هذا ما يعاني منه مجتمع اليوم الذي يخفي هويته وإيمانه طمعا بحفنة من المال، أو سلة من المصالح الضيقة، وينسى المسيح القائل: «من يستحي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فإن ابن الإنسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين» (8: 38). مسيحيون كثيرون يفضلون العيش بهناء من دون ألم. هذا موقف إنساني طبيعي، إذ لا أحد يختار أن يتألم. إلا أن المسيح قال لنا إننا من العالم، لكننا في الوقت نفسه لسنا من العالم، لهذا فالمسيحي الحقيقي لا يهرب من الألم، من حمل الصليب، بل يستفيد منه من أجل خلاص نفسه وربح الملكوت. يقول أحد الآباء المعاصرين: «حبذا لو لم نترك الألم يضيع هباء. كل عنائنا وتأدبنا سيذهبان هباء إن لم نستفد من الألم ونستغله. لا شيء ينفع البشرية مثل الألم، أي مثل المرض وفساد الجسد والموت أيضا. لو لم توجد هذه كلها لكنا وحوشا ضارية، ولكان المجتمع غابة. لقد وجدت هذه كلها لتجعلنا نهدأ ويتعاطف واحدنا مع الآخر. المسيحي يقدر أن يستفيد من الألم بحيث يكون بشكل متواصل في الفردوس”.

وقال: “نحن شعب اعتاد حمل صليب عظيم في بلد اختصاص مسؤوليه هو إثقال كاهل الشعب بدلا من تأمين الحياة الكريمة والآمنة له. منذ عقود يحمل شعبنا الصليب تلو الآخر، ولم يشهد قيامة بعد. الحروب والإغتيالات والتفجيرات، وآخرها تفجير قلب بيروت، نهب الأموال وتدمير الاقتصاد والتربية والقطاع الاستشفائي وسائر القطاعات الحيوية، كلها يتحملها الشعب وما من خطة إنقاذ تنهض ببلد منكوب وشعب أرهق تحت ثقل خطايا مسؤوليه وزعمائه. أسلحة متفلتة، حدود سائبة، سيادة مستباحة، دستور مداس، دولة بلا رأس، مؤسسات رديفة لمؤسسات الدولة، هل من بلد في العالم يرتضي مثل هذا الوضع؟ هل يستحق اللبناني كل هذا؟ ربما أخطأ شعبنا، كالعادة، في اختيار من يمثله، كما يخطئ في عدم رفع الصوت مطالبا بمحاسبة عادلة وشفافة يصل من خلالها إلى قيامة وطن يستحقه أبناؤه. وقد يكون خطأه الأكبر أنه تبع بشرا غير أهل للثقة عوض اتباع المسيح. لكن من يتولون قيادة هذا البلد يظنون أن الشعب باق على خطئه وأنهم باقون في مراكزهم، ولا يدركون أن المرض والموت ليسا بعيدين عن أحد، وأن ما راكموه من ثروات وألقاب ومراكز وممتلكات باقية على الأرض ولن تزيد لحظة من عمرهم عندما تأتي الساعة، وأنهم لن يحملوا معهم سوى ما ارتكبت أيديهم من حسنات ومن سيئات، على أساسها يكونون من المختارين أو من المعذبين ليس من الله بل من خطاياهم. فماذا ينفع الإنسان إن ربح العالم وكل مغرياته وخسر نفسه؟”

وختم: “لذا دعوتنا اليوم هي إلى حمل صليبنا بفرح، كل منا على حسب القدرة التي منحه إياها الرب، واتباع من هو معطي الحياة، وأن نبشر الجميع، بلا خجل، بأن إلهنا غلب الموت والجحيم، وأن وراء الألم العظيم قيامة عظيمة. ألا بارك الرب حياتكم، ومنحكم الصبر على الآلام، وأوصلكم إلى بهجة القيامة المنتظرة”.

 

بيان للجيش اللبناني حول "مسلّح جونية"

الجيش اللبناني - مديرية التوجيه/الاحد 17 أيلول 2023

صدر عن الجيش اللبناني - مديرية التوجيه، بيان جاء فيه: "بتاريخ 2023/9/17، أوقفت وحدة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات في مدينة جونيه المواطن (ج.ح.) لإقدامه على إطلاق النار في الهواء وترويع المواطنين، وضبطت في حوزته سلاحاً حربيًّا نوع كلاشنكوف و16 رمانة يدوية وكمية كبيرة من الذخائر الحربية والأعتدة العسكرية، وأعلامًا حزبية".

 

سامي الجميّل: لتشكيل جبهة واسعة توقف مسلسل الخضوع

مواقع الكترونية لبنانية/17 أيلول/2023

إعتبر رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل، أن “التعايش مع السلاح غير الشرعي أمر غير ممكن وقد أثبت استحالته على مر السنين، ومن هنا ضرورة وضع حد لهذا الواقع والتعاطي معه بطرق غير تقليدية”، مشددا على أن “هذا يتطلب تضافر الجهود واتخاذ قرار موحد بوقف مسلسل الخضوع وتشكيل جبهة معارضة واسعة من كل المناطق والفئات والطوائف التي ترفض الهيمنة”. كلام الجميّل جاء خلال لقاء لرؤساء أقسام إقليم المتن الشمالي الكتائبي في مقر رئيس الحزب في بكفيا وشاركت فيه اللجان التنفيذية وعدد من المسؤولين الحزبيين وأعضاء من المكتب السياسي وتم في خلاله شرح مواقف الحزب ومناقشة بعض الأمور الحزبية الادارية. ولفت رئيس الكتائب إلى أنه “منذ العام 2005 كانت محاولات لمد اليد وتسيير شؤون البلد على الرغم من الاغتيالات والصعوبات التي واجهتنا ولكن حزب الله استمر في مسلسل الانقلاب ووضع اليد على الدولة مانعاً الاصلاح والمحاسبة ومؤمناً الحماية للفاسدين والمجرمين”.

 

“للتخلي عن منطق الفرض”… باسيل: لحوار حقيقي و”إلا بلاه”

مواقع الكترونية لبنانية/17 أيلول/2023

اكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، اليوم الأحد، أنّ منطق الحوار والتفاهم يفرض نفسه “إذا أردنا الخروج من الفراغ والانهيار”. وقال باسيل خلال حفل إطلاق الولاية الجديدة لرئاسة “التيار الوطني الحر”: “لا فريق الممانعة قادر على فرض رئيس لا يمثلّنا، وثبت أنّه مستحيل فرضه لا من الخارج ولا من الداخل. وفي الوقت نفسه فريق المعارضة لا يستطيع فرض على فريق الممانعة رئيس يتحداه يبرّر له مخاوفه، ومن الأساس هذا مستحيل”. ورأى أنّ “الأولويّات الرئاسية، هي خارطة انقاذ كتبناها منذ سنة، وتعني أنّ برنامج الرئيس أهم من شخصه، خاصةً اذا كان هذا الشخص، كما هو حالنا اليوم، لا يتمتّع بالحيثية التمثيلية الذاتية، وعلينا التعويض عنها بدعم نيابي وشعبي. من هنا وجوب التخلّي عن منطق الفرض والانتقال لمنطق التحاور والتفاهم”، داعيًا لـ”التحاور بشأنها كما نفعل مؤخراً مع حزب الله”. وعن الدعوة للحوار، طالب باسيل بـ”حوار حقيقي و”إلا بلاه”، حوار غير تقليدي وخارج طاولة مستديرة ورئيس ومرؤوس”، موضحًا أنه “يستطيع أن يأخذ شكل مشاورات وتباحث ثنائي وثلاثي ومتعدّد الأطراف، من رؤساء الأحزاب أصحاب القرار، بمكان محصور وزمان محصور وموضوع محدّد، يؤدي لانتخاب رئيس اصلاحي بمواصفات إصلاحية على أساس البرنامج الاصلاحي المتّفق عليه”. واستطرد قائلًا: “رئيس بتجربته وسلوكه يمتلك مشروعًا لتحديث الدولة، ويحمل رؤية وطنية، ومشبّع بمعرفة لبنان وخصوصيّاته وقوانينه ودستوره؛ رئيس “ما بيستحي” مستقبله من ماضيه، وأن يكون صاحب قيم ومبادئ. رئيس يفهم الطوائف، متصالح مع نفسه، وقادر على مصالحة اللبنانيين مع انفسهم ومصالحة لبنان مع محيطه العربي والمشرقي ومع العالم”.

وأردف: “رئيس يفهم اللامركزية على حقيقتها كحاجة إنمائية لا كتقسيم أو كفدرلة بل مشروع اصلاحي تنموي. رئيس يفهم الصندوق الائتماني على حقيقته بأنّ ممتلكات الدولة مش للبيع، بل للحفاظ عليها ولتكبير الايرادات ورفع مستوى خدمة الناس؛ هو طريق للخروج من الانهيار، وليس للاستمرار فيه والقضاء على ما تبقّى من الدولة”. كما دعا باسيل الى “الالتزام علانيةً، وعلى رأسنا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بأن يعقد المجلس بنهاية الحوار المحدود زماناً، جلسات انتخاب مفتوحة نكرّس فيها امّا الاتفاق على الاسم، اذا حصل، أو نلتزم بالتنافس الديمقراطي للانتخاب بين المرشّحين ونقبل النتيجة حسب نصّ الدستور”.

وفي السياق ذاته، طالب رئيس “التيار” بـ”تكوين السلطة على ركائز الشراكة وليس المحاصصة، والتفكير بحكومة إصلاح تمتلك برنامجًا وخطّة عمل واضحة للانقاذ المالي والاقتصادي”.

وتابع: “إذا أراد الغرب فرض رئيس عليكم بخلاف الدستور، خذوا منه التزامًا علنيًا برفع الحصار عن لبنان والأهم بآلية واضحة ومسبقة لإعادة النازحين الى بلدهم، كما نطالب نحن مسبقاً باللامركزية والصندوق مقابل مرشّحهم”. وفي هذا الإطار، تعهد باسيل أنّه “في حال تعذّر علينا، بسبب ضيق الوقت، إقرار قانوني اللامركزية الموسّعة والصندوق الائتماني قبل الانتخابات الرئاسية، نلتزم بإقرارهما كأولوية بالعهد الجديد. فهما يشكلان حماية حقيقية لوحدة لبنان وتحقيق فعلي للتنمية والازدهار”. الى ذلك، شدد على أننا “لا نستطيع الحفاظ على وطننا اذا هاجر كل شعبنا وتم استبدالنا بشعوب اخرى ولو كانت جارة وشقيقة، ولهذا السبب موضوع النزوح واللجوء هو خطر كياني واجبنا أن نواجهه بقساوة وبرفض حاسم”. وسأل: “هل مسموح أن ندفع من جديد بعد 75 سنة ثمن صراعات فلسطينية داخل مخيّمات على أرضنا يغذيها الخارج، وتؤدي الى مخاطر جديدة؟ هذا أيضاً بسبب منظومة تضع مصالحها قبل السيادة الوطنية”. وأكد باسيل “أننا لن نقبل تكرار أخطاء الماضي والبقاء في موقع المتفرّج عليها؛ “التيار” مصمم على صنع مستقبل مختلف لشبابنا”، لافتًا الى أنه “إذا قبلنا أو سكتنا، هناك مَن يريد إبقاءنا تحت رحمة المنظومة، وهناك مَن يريد إعادتنا الى لحرب. وكليهما مرفوضين”.

من جهة ثانية، اعتبر أنّ “النظام المركزي حوّل لبنان لمناطق نفوذ للسياسيين وأصبحت منازل الطوائف اقوى من البيت اللبناني – اختبرنا نظام المركزية الزائفة التي اضعفت وحدة الدولة لمصلحة فيديرالية الطوائف”، مشيرًا الى أنّ “هذا النظام بحقيقته نظام فساد وتسلّط ومحاصصة؛ قسّم الناس ورهن حقوقهم بالولاء للزعماء ووضع اللبنانيين بمواجهة بعضهم البعض وباعد بينهم لدرجة أنّ البعض يتخيّل أنّ الحلّ هو بالانفصال”.

وفي هذا السياق، دعا باسيل الى “اختبار اللامركزية الانمائية، التي ليست انسلاخ ولا انفصال، بل هي انماء وعدالة تنمويّة؛ هي جزء من الحل، صحيح، وليست كل الحل”، لافتًا الى أنّ “الحل المتكامل يعني دولة مركزية قوية بنظام لامركزي اداري ومالي. اللامركزية تثبّت الناس بأرضهم وتفعّل قدراتهم وتحفّز عقولهم وطاقاتهم، وتفعّل الشفافية، كما تمنحهم القدرة على محاسبة مَن يتولى مسؤولية الادارة”. وشدد على أنّ “اللامركزية انماء مناطقي بتتكامل مع الصندوق الائتماني بالانماء الوطني”، شارحًا أنّ “الصندوق الائتماني يجعل أصول الدولة وممتلكاتها ومرافقها بأمان. هو مشروع اولاً لإحصائها ومعرفة قيمتها ومن ثم ادارتها واستثمارها لزيادة قيمتها وزيادة عائداتها، وبالتالي رافدًا لتكبير حجم الاقتصاد ورافعة للدولة مش عبء عليها. من دون هذه الخطوة الاصلاحية لا يمكن تحقيق المشاريع الكبيرة”.

 

البطريرك الراعي من ملبورن: غالبية المسؤولين السياسيين فقدوا معنى السلطة فأصبحت تسلطا ومصالح خاصة وإهمال للشعب

سيدني/وطنية/17 أيلول/2023

 ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة سيدة لبنان في ملبورن – اوستراليا، وعاونه راعي الأبرشية المطران انطوان شربل طربيه، رئيس اساقفة ملبورن المطران بيتر كومنسولي، مساعده المطران مارتن آش، المطران بولس صياح، وكاهن الرعية المونسنيور جوزف طقشي ومعاونه الخوري ريشار جبور، وبمشاركة الأب المدبر ابراهيم بو راجل الانطوني، النائب العام في الابرشية المونسنيور مرسلينو يوسف، ولفيف من الكهنة والرهبان .

حضر القداس قنصل لبنان في ولاية فيكتوريا زياد عيتاني، قنصل لبنان العام الفخري في ولاية تسمانيا فادي الذوقي، الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات الأم نزها الخوري، وحشد من أبناء الرعية والجاليات اللبنانية والعربية. وألقى البطريرك الراعي عظة بعد قراءة الانجيل قال فيها: "من أراد ان يكون الأول بينكم فليكن خادمًا للجميع، مع عيد ارتفاع الصليب بدأ زمن الصليب او زمن النهايات الذي ينتهي في الاحد الاخير من شهر تشرين الاول وهو الزمن الأخير من السنة الطقسية. في هذا الزمن نتأمل بمجيء يسوع المسيح الثاني بالمجد انه زمن الواقعات الجديدة اي زمن الموت وما بعد الموت الخلاص الابدي والهلاك الابدي الدينونة ونهاية العالم ولذلك جميع الاناجيل التي سنسمعها حتى الاحد الاخير من تشرين الاول سوف تكون حول صعوبات حياتنا وعلامات نهاية العالم حتى مجيء الرب يسوع في حياتنا وهذا الاهم . نحن في هذا الحياه نسير باتجاه ملكوت الله وعلينا عبور جسر الموت والدخول عبر باب جديد اسمه الموت فلا نخاف منه ان كنا استعدينا له فحياتنا التاريخية معدودة، بعضنا ينعم عليه الله بعمر مديد، البعض الاخر يرحل في سن مبكرة. تتفاوت الأعمار عند الرحيل ولكن أحدا لا يعرف متى تأتي ساعته لذلك جميع الاناجيل تذكرنا بضرورة الاستعداد للعالم الثاني".

وأشار إلى أن "زمن الصليب يضعنا امام فكرتين اساسيتين: الاولى اننا نكرم صليب يسوع علما انه كان وسيلة للتعذيب والقتل ولكن عندما مات عليه الرب يسوع اصبح الصليب علامة الخلاص وينبوع الغفران والمصالحة واذا كنا نكرم صليب المسيح فنحن ملتزمون بمصالحة الله وبالتوبة وطلب الغفران عن خطايانا والمغفرة لبعضنا البعض حتى نكون مسيحيين حقيقيين. والوجه الآخر من الصليب يذكرنا أنه بقيامة الرب يسوع من الموت انتصر على الشر والخطيئة، أعطانا ارادة الانتصار على الموت والشر في هذا العالم. القديس اغوسطينوس يختصر حياتنا بالقول ان الكنيسة بجميع أبنائها تسير في هذا العالم بين اضطهادات العالم وتعزيات الله اي بين الصعوبات من كل الانواع وفي الوقت نفسه مع العزاء الالهي. هذه علامات الصليب، وإنجيل اليوم يقدم لنا النهج الجديد لمفهوم السلطة في البيت والكنيسة والمجتمع والدولة ويقول من أراد ان يكون الأول، أي يتحمل المسؤولية، عليه أن يكون خادما للجماعة فالمسؤولية هي خدمة اي بذل وعطاء وتضحية بالذات والوقت والراحة وإلا فهي لم تعد سلطة. وأعطانا المثل بأنه هو ابن الانسان لم يأت حتى يخدمه الناس بل العكس لقد اتيت لكي أخدم الناس، هذا هو مفهوم السلطة الذي أعطاه الرب يسوع. وكما الأهل مع ما يمثلانه من سلطة في البيت وتضحية وبذل وعطاء هكذا يجب ان تكون السلطة في الكنيسة مع كاهن الرعية ومطران الأبرشية والبطريرك والبابا، ما من سلطة في الكنيسة للتمجيد الذاتي.

وختم الراعي: "كذلك بالنسبة للدولة السلطة فيها يجب أن تكون خدمة وعطاء. مشكلة المجتمعات المدنية أن غالبية المسؤولين السياسيين فقدوا معنى السلطة فأصبحت تسلطا ومصالح خاصة وإهمال للشعب. نحن نعيش هذا الأمر في لبنان واطلب منكم ان تصلوا معنا على نية كل واحد يحمل السلطة في لبنان لكي يعود إلى ذاته وضميره ويتذكر قول الرب يسوع أنه ما من سلطة إن لم تكن بذلا وخدمة وعطاء".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 17-18 أيلول/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 17 أيلول/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/122365/122365/

يوم 17 أيلول/2023/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For September 17/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/122368/122368/

September 17/2023/