المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 17 آذار/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.march17.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الخُرْسَ يَتَكَلَّمُون، والمُقْعَدِيْنَ يُشْفَوْن، والعُرْجَ يَمْشُون، والعُمْيَانَ يُبْصِرُون

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: لتحل اللعنة على الطاقم السياسي والحزبي والرسمي الذي خان ثورة الأرز وباع تجمع 14 آذار

الياس بجاني/نص وفيديو: ماذا يعلمنا مثال عودة وتوبة الإبن الشاطر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من موقع المباشر مع اللواء أشرف ريفي/من الضرورة تغيير كل افراد الطبقة السياسة المتورضة في الفساد في كل المواقع

البابا فرنسيس يدعو لتكاتف المسؤولين اللبنانيين وانتخاب رئيس خلال استقباله ميقاتي

البابا فرنسيس لميقاتي: للتكاتف وانتخاب رئيس جديد

وزير الدفاع الإسرائيلي يتفقّد الحدود مع لبنان ويتوعّد!

“اليونيفيل”: لم نلاحظ عبورًا للخط الأزرق بالأيام الأخيرة

هل ستُشعل عملية التسلل «حرب لبنان» ثالثة؟ في إسرائيل غير مقتنعين بالرواية «المنقوصة» للجيش

شهران حاسمان: إنتخاب رئيس أو نهاية مأساوية!

ما حقيقة استقالة سلامة؟

لا تسوية مالية ورئاسية بغياب "رضى هاتين العاصمتين"

دمرا ميشال عون وعادا إلى المنزل!

جنبلاط التقط "الإشارة"... ماذا أبلغ معوض؟

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 16 آذار 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 16/3/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

فارس سعيد لـmtv: أخطر مرحلة.. وبكركي ليست "بوسطجي"

«العدل» اللبنانية تطلب «توقيف» رياض سلامة وحجز أملاكه ... حاكم «المركزي» تغيّب عن جلسة استجوابه واُستدعي اليوم مجدداً

الصدمات تفقد اللبنانيين أي أمل في التغيير ...مع فشل التحركات السابقة وانشغالهم بلقمة عيشهم

"قناة اتصال مع باسيل"... معوض: سأدعم أي سياديّ بحوزته 65 صوتاً ... "من الممكن أن أربح أو أخسر أو أنسحب... ولا علاقة للملف بالاتفاق السعودي – الإيراني"

"حُكمنا بالجزمة لكننا صمدنا وقاومنا"/الراعي: بشير الجميّل كان بمثابة نور للبنانيين ونفتقد لهكذا رجال دولة

عبوة مجدو: صمت "حزب الله" يعزّز الرواية الإسرائيلية... و"الذئاب المنفردة" تتبنّى ..."استقالة سلامة" في جيب ميقاتي!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الرياض: لا يمكن الإفصاح عن أهم نقاط الاتفاق مع طهران

مصدر سعودي أكَّد أنَّ بلاده لن تكون طرفاً في صراع الغرب مع الصين

رئيس الإمارات يبحث مع مستشار الأمن الإيراني قضايا الاهتمام المشترك

شمخاني التقى نظيره طحنون بن زايد في العاصمة أبوظبي

اتفاق إماراتي ـ إيراني على «أولوية تنمية العلاقات»

مسؤولان إيرانيان: المرشد تحرك لتسريع وتيرة المحادثات مع السعودية وقالا إن الإحباط كان وراء تحرك خامنئي لطلب وساطة الصين

قائد القيادة المركزية الأميركية يؤكد أهمية «تنفيذ» اتفاق السعودية وإيران

كوريلا: ردع طهران أولوية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى

البرلمان الأوروبي يدعو إلى تحقيق أممي بحالات «تسميم» تلميذات في إيران

توقيف ناشطة إيرانية مجدداً بعد ساعات من الإفراج عنها

بطريرك موسكو يدين إنذاراً بطرد رهبان من دير تاريخي في أوكرانيا

البيت الأبيض: محادثات بين شي جينبينغ وزيلينسكي ستكون «أمراً جيداً»

قادة البنتاغون يتواصلون مع نظرائهم الروس قبل الإفراج عن فيديو تصادم الطائرتين

موسكو تعزو حادث المسيّرة إلى تزايد النشاط «الاستخباراتي» الأميركي

بكين تحضُّ كييف وموسكو على التفاوض والأسد يريد حضوراً عسكرياً روسياً أكبر في سوريا

وضع روسيا في باخموت «صعب»... وكييف «غير مستعدة» لسحب قواتها

برلين ترى من «المهم جداً» تأمين ذخائر «بسرعة» لأوكرانيا... وفرنسا متهمة بإبطاء حزمة عسكرية أوروبية

هل يخفف ممر الحبوب في أوكرانيا أزمة الغذاء العالمية؟

موسكو وافقت على تمديد اتفاق البحر الأسود 60 يوماً فقط... لكن المفاوضات مستمرة

كييف تتهم بوتين بـ«توسيع النزاع»

اعتراض طائرة روسية قرب إستونيا... والأسد يدعم موسكو في «مواجهة النازية»

وزيرة الخزانة تؤكد أنّ النظام المصرفي الأميركي سليم رغم الفوضى

مقتل أربعة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في جنين

الأسد يفتح أبوابه أمام التمدد العسكري الروسي... ويجدد شروطه للقاء إردوغان

الأسد رحب بإقامة قواعد جديدة لموسكو... واتهم واشنطن بإنشاء «معسكرات لآلاف الإرهابيين في سوريا»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجزء الثاني/مفاوضات سرية بين عون و14 آذار تسابق مفاوضات مار مخايل/د. توفيق هندي/النهار

عندما وافق "حزب الله" على المحكمة الدولية... واغتالها/أحمد الأيوبي/نداء الوطن

الوضع يزداد غموضًا... بخاري يلغي لقائه بجعجع وفرنجية ينتظر!/وليد خوري/ليبانون ديبايت

بأي اتجاه سيستثمر باسيل “صوته التعطيلي”؟/كلير شكر/نداء الوطن

بري: تداعيات كارثية.. ولن يَسْلم أحد/نذير رضا/الشرق الأوسط

الدّولار والرّئاسة.. والخطّة “ب” بحثاً عن مرشّح توافقي/محمد شقير/الشرق الأوسط

“التيار” بين تحدّي”الثنائي” وإطلاق تموضعه المستقبلي!/طوني كرم/نداء الوطن

الإحباط وفقدان الأمل يقضيان على اللبنانيين!/كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

إمكان إلقاء القبض على سلامة/الدولة تدّعي للمرة الأولى لاستعادة الأموال المنهوبة/باتريسيا جلاد/نداء الوطن

بحث حثيث عن مخارج إحتيالية آمنة... لكن الأوروبيّين بالمرصاد الشديد الوطأة/إقتراب ساعة حقيقة سلامة... والمنظومة مرتبكة جداً/باسمة عطوي/نداء الوطن

الاتفاق السعودي الإيراني: لكي ينتج الشرق الأوسط الطاقة وتصديرها بسلام/أحمد عياش/موقع أولاً

بالوقائع والأدلّة والقانون الدوليّ: إليكم منظومة الخيانة العظمى/جان عزيز/أساس ميديا

بكركي تحضّر "لائحة مرشّحين".. لا تضمّ فرنجية/غوى حلاّل/أساس ميديا

فرنسيس.. بابا الفقراء: لبنان الفقير يحتاجُه/د. فادي الأحمر/أساس ميديا

بانتظار لغة الحزب.. الصينية/أيمن جزيني/أساس ميديا

كي يسلم لبنان/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

ميقاتي اجرى محادثات مع أمين سرّ الفاتيكان ووزير الخارجية وشدد على اهمية مساعدة لبنان لاتمام انتخابات رئاسة الجمهورية

بري استقبل نظيره الايرلندي ودعا الى جلسة للجان المشتركة قبل ظهر الاربعاء المقبل

الجبهة المسيحية رحبت بالإتفاق السعودي الإيراني:  نتأمل أن تلتزم إيران وقف دعمها  لحزب الله

القضاة الأوروبيون يستكملون استجواب حاكم «المركزي» اللبناني اليوم/جلسة «هادئة» وسلامة أجاب عن مائة سؤال

“هناك حوار بين الخليج وايران”… جنبلاط: فرنجية يمثل تحدٍ!

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة شفاء الأعميان: حينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: فَلْيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيْمَانِكُمَا فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا

إنجيل القدّيس متّى09/من27حتى35/”فيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرُخَانِ ويَقُولان: «إِرْحَمْنَا، يَا ٱبْنَ دَاوُد!». ولَمَّا جَاءَ إِلى البَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَان. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي قَادِرٌ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟». قَالا لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ». حينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «فَلْيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيْمَانِكُمَا!». فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. وٱنْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «أُنْظُرَا، لا تُخْبِرَا أَحَدًا». ولكِنَّهُمَا خَرَجَا ونَشَرَا الخَبَرَ في تِلْكَ الأَنْحَاءِ كُلِّهَا. ولَمَّا خَرَجَ الأَعْمَيَان، قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَمْسُوسًا أَخْرَس. وأُخْرِجَ الشَّيْطَانُ فَتَكَلَّمَ الأَخْرَس. وتَعَجَّبَ الجُمُوعُ فَقَالُوا: «لَمْ يُرَ شَيْءٌ مِثْلُ هذَا في إِسْرَائِيل». أَمَّا الفَرِّيسِيُّونَ فَكَانُوا يَقُولُون: «إِنَّهُ بِرَئِيْسِ الشَّيَاطِيْنِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِين».وكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ المُدُنَ كُلَّهَا والقُرَى يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بِإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: لتحل اللعنة على الطاقم السياسي والحزبي والرسمي الذي خان ثورة الأرز وباع تجمع 14 آذار

الياس بجاني/14 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116547/116547/

خطيئة مميتة اقترفها القادة والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب الذين خانوا تجمع 14 آذار بالقفز فوق دماء الشهداء، ودخولهم المنحط والحقير في الصفقة الرئاسية الطروادية، ومساكنة المحتل ودويلته وحروبه

إن التاريخ لن يذكر هؤلاء الأقزام الذين باعوا ثورة الأرز وتجمع 14 آذار، بغير الرذل والاحتقار، ودناءة عشق تراب الأرض، هذا إن ذكرهم.

هؤلاء السفلة وقعوا في فخاخ وتجارب إبليس الغرائزية وغرقوا في وحولها والطمع فباعوا وفرطوا تجمع 14 آذار السيادي عن سابق تصور وتصميم، على خلفية قصر النظر، وعمى البصيرة.

داكشوا ثورة الناس والسيادة ودماء الشهداء بالكراسي والمنافع الذاتية وقفزوا بجحود فوق تضحيات ودماء شهدائها الأبرار.

بنتيجة طمعهم وقصر النظر والنرسيسية وعشق الكراسي، تمكن حزب الله الملالوي من السيطرة شبه الكاملة على لبنان بعد أن فقد البلد دوره ورسالته، وبعد أن ضربت أسافين الفرقة والأنانيات والأبواب الواسعة عقول وقلوب قادة شرائحه المجتمعية.

في ذكرى انتفاضة 14 آذار السنوية نصلي بخشوع من أجل راحة أنفس كل الشهداء الأبرار والسياديين والاستقلاليين من أبطال وطن الأرز الذين انتقلوا إلى جنة الخلد حيث لا وجع ولا ألم ولا طمع، بل فرح دائم.

نؤكد بكل راحة ضمير بأن روحية 14 آذار السيادية والاستقلالية هي حية وفاعلة في نفوس وقلوب وضمائر الأحرار من أهلنا السياديين، فيما هي ميتة بالكامل عند أصحاب شركات الأحزاب كافة، وطاقم السياسيين الدجالين الذين خانوها وداكشوا الكراسي بالسيادة ودخلوا في الصفقات والتسويات اللا للبنانية واللاوطنية واللاسيادية.

من هنا، ففي زمن البؤس والتعاسة، فإن 14 آذار الناس ضرورة وطنية.

وفي زمن الخنوع والاستسلام، روحية 14 آذار الشعبية هي الجواب.

وفي زمن خدعة وهرطقة وشنيعة وكذبة ما سُمي باطلاً وجبناً “الواقعية السياسية”، فإن 14 آذار الناس اسقطوا الأقنعة الطرواديين وعروهم

وفي زمن تغليب المصالح الذاتية والخاصة على العامة والوطنية، فإن تعلق الناس ب ثقافة 14 آذار مستمر.

وفي زمن القفز فوق دماء الشهداء ونسيان تضحياتهم، فإن 14 آذار الضمائر لن تنسى تضحيات أبطالها ولا تتاجر بدمائهم..

وفي زمن تعيس وأغبر يهيمن فيه الطرواديون والكتبة والفريسيون على قرارنا ويأخذون الوطن وأهله في طرق غريبة ومُغربة.

وفي زمن طاقم سياسي غالبية أفراده امتهنوا التجارة بالأوطان والدم والمواطنين، فإن 14 آذار الناس تعريهم وتفضح عهرهم والخداع..

وفي زمن فقد فيه أهل السياسة والأحزاب بوصلة الحرية والكرامة والعنفوان، تبقى أهداف ونضالات 14 آذار هي الحل والمدماك وحجر الزاوية.

وفي هذا الزمن الصعب 14 آذار الناس موجودة وبقوة وباقية في وجدان وضمائر الناس.. وهي أصلاً ي لم تغب,

يبقى إن ثقافة 14 آذار الوطنية والسيادية هي حاجة ملحة لاستمرار النضال ولشد عصب الأحرار.

وبؤس من انقلب على الشعب وخان روحية 14 آذار وربط رقيته بحبال الذل والهوان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: لتحل اللعنة على الطاقم السياسي والحزبي والرسمي الذي خان ثورة الأرز وباع تجمع 14 آذار

الياس بجاني/14 آذار/2023

https://www.youtube.com/watch?v=LEdjjGlaXSY

 

الياس بجاني/نص وفيديو: ماذا يعلمنا مثال عودة وتوبة الإبن الشاطر

الياس بجاني/12 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/73259/73259/

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة والرجوع إلى الجذور الإيمانية ومراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات. أن الله الذي هو أب رحوم وغفور ومحب قادر على تحويل كل شيء وتبديله فهو الذي حول الماء إلى خمر وهو إن طلبنا منه التوبة قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى الخير والمحبة والتقوى،  وهو وقادر في الوقت عينه أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة. هذا الأب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا حول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة. بقدرته ومحبته أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات وهو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في بيته السماوي حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة. تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور. في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران. من هذه الواقعة الإنجيلية نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من موقع المباشر مع اللواء أشرف ريفي/من الضرورة تغيير كل افراد الطبقة السياسة المتورضة في الفساد في كل المواقع

اشرف ريفي بحوار ناري: تسوية السعودية وايران فاجأتنا… رئيس في الربيع، ومفاجأة برقم جوزيف عون

محور إيران-سوريا هو من اغتال كل القيادات السنية

https://eliasbejjaninews.com/archives/116676/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%b4%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84/

الخميس 16 آذار 2023

 

البابا فرنسيس يدعو لتكاتف المسؤولين اللبنانيين وانتخاب رئيس خلال استقباله ميقاتي

بيروت/الشرق الأوسط/17 آذار/2023

شدّد البابا فرنسيس على «ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الأزمات وانتخاب رئيس جديد للبلاد».

وجاءت مواقف البابا خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي وجّه إلى البابا دعوة لزيارة لبنان، كما أجرى خلال زيارته الفاتيكان محادثات مع أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغير، في حضور السفير اللبناني لدى الفاتيكان فريد الخازن، والمستشار الدبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر. كان البابا فرنسيس قد استقبل في مكتبه صباح أمس، رئيس الحكومة اللبناني وعقد معه خلوة استمرت نصف ساعة، تبادلا بعدها الهدايا التذكارية. ووصف ميقاتي لقاءه مع البابا بـ«المميز لما يمثله من قامة روحية سامية لطالما عبّر عن محبته للبنان ولرسالته المميزة في الشرق كملتقى للأديان والثقافات والتلاقي بين مختلف العائلات الروحية». وقال ميقاتي إنه أعرب للبابا عن قناعته «بأن رسالة لبنان على مر تاريخه، تنتشر اليوم في كل أرجاء العالم العربي، والتحدي الأساسي الماثل أمامنا هو المحافظة على هذه الرسالة وترسيخها وتعزيز قيم السلام والأخوة. وإن الإخوة تفتح الباب لصيانة كرامة كل مواطن في بلده، وتعزز روح التلاقي على القيم المشتركة». ولفت إلى أنه سلّم البابا «رسالة تشرح الأوضاع في لبنان والمعالجات الممكنة التي يمكن للفاتيكان المساهمة في إنجاحها من خلال الاتصالات التي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيما لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية». وعبّر البابا خلال الاجتماع، حسب ميقاتي، «عن إيمانه الراسخ بهذه الرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريداً في المنطقة». كما شدد على ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الأزمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد»، وأشار ميقاتي إلى أنه وجه دعوة إلى البابا «لزيارة لبنان، كونها تمثل بارقة أمل للمسلمين والمسيحيين في لبنان على حد سواء، وفرصة لهم للالتفاف موحَّدين حول شخص البابا في مناسبة زيارته». وعقب اجتماعه مع البابا، أجرى ميقاتي محادثات مع أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغير، وكان قد عرض للوضع اللبناني من جوانبه كافة، حيث شدد رئيس الحكومة على «أهمية مساعدة الفاتيكان لدى المجتمع الدولي لإتمام انتخابات رئاسة الجمهورية»، وأكد الكاردينال بارولين من جهته «الاستعداد لدعم لبنان في المجالات كافة».

ومساء أمس، أجرى ميقاتي محادثات رسمية مع رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني التي استقبلته في مقر رئاسة الحكومة.

 

البابا فرنسيس لميقاتي: للتكاتف وانتخاب رئيس جديد

صحف/الخميس 16 آذار 2023

جدد قداسة البابا فرنسيس “إيمانه الراسخ بالرسالة التي يؤديها  لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريدا في المنطقة”. وشدد خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على “ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الازمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد”. أما ميقاتي، فأكد “أن رسالة لبنان على مر تاريخه، تنتشر اليوم في كل ارجاء العالم العربي، والتحدي الاساسي الماثل أمامنا هو المحافظة على هذه الرسالة وترسيخها وتعزيز قيم السلام والاخوة. وإن الاخوّة تفتح الباب لصيانة كرامة كل مواطن في بلده،وتعزز  روح التلاقي على القيم المشتركة”. وقال في تصريح: “كان لقائي مع قداسة البابا مميزا، لما يمثله من قامة روحية سامية طالما عبّر عن  محبته للبنان ولرسالته المميزة  في الشرق كملتقى للاديان والثقافات والتلاقي بين مختلف العائلات الروحية”. وأضاف: “وقد سلمت قداسة البابا رسالة تشرح الاوضاع في لبنان والمعالجات الممكنة التي يمكن للفاتيكان المساهمة في انجاحها من خلال الاتصالات التي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيما لاجراء انتخابات رئاسة الجمهورية. كما وجه “دعوة لقداسة البابا لزيارة لبنان، كونها تمثل بارقة أمل للمسلمين والمسيحيين في لبنان على حد سواء، وفرصة لهم للالتفاف موحدين حول شخص قداسة البابا  في مناسبة زيارته”. وكان الرئيس ميقاتي قد وصل الى الفاتيكان عند التاسعة بتوقيت روما (العاشرة  بتوقيت بيروت) يرافقه سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي فريد الخازن والمستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر. وبعد مراسم الاستقبال الرسمية، استقبل قداسة البابا الرئيس ميقاتي في مكتبه وعقد معه خلوة إستمرت نصف ساعة.

 

وزير الدفاع الإسرائيلي يتفقّد الحدود مع لبنان ويتوعّد!

صحف/الخميس 16 آذار 2023

أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى أنه “تم منع عملية كبيرة وصعبة تحمل في طياتها ضررًا كبيرًا”، ذلك خلال تفقده وكبار قادة الجيش الحدود مع لبنان لتقييم الأوضاع الأمنية. كما شدد على أن “منفذ عملية مجدو سيندم عليها”، مضيفا: “سنجد المكان والطريق المناسبين وسنوجه ضربة للمسؤولين”. *يمكنكم أيضا قراءة: عملية التسلل إلى إسرائيل.. هذا هو المنفّذ!

 

“اليونيفيل”: لم نلاحظ عبورًا للخط الأزرق بالأيام الأخيرة

صحف/الخميس 16 آذار 2023

أعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” اندريا تيننتي، أن “اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية التي تفيد بأن شخصا تسلل إلى إسرائيل من لبنان،” لافتا الى أن “اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة”. وأضاف في بيان: “رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، يحض الطرفين على ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات”.

 

هل ستُشعل عملية التسلل «حرب لبنان» ثالثة؟ في إسرائيل غير مقتنعين بالرواية «المنقوصة» للجيش

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/17 آذار/2023

أسئلة كثيرة تثيرها الرواية الإسرائيلية الرسمية عن عملية تسلل شاب لبناني وقيامه بتفجير عبوة ناسفة نوعية في مجدو، ليس فقط في لبنان والعالم العربي والعالم أجمع، بل أيضاً في إسرائيل.

وعندما انتقل وزير الدفاع، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، وقادة الجيش الآخرون، إلى الحدود مع لبنان لإسماع تهديدات بالرد على العملية، تساءل الخبراء العسكريون جهارةً: «على مَن ستردّ؟ فحتى الآن لا نعرف، ولن يكون سهلاً أن نعرف، مَن يقف وراء عملية كهذه». وكان هناك من تساءل: «لماذا لم يحرصوا على إبقاء منفّذ العملية حياً؛ فهو وحده كان سيوفر الإجابات؟». في البداية قالوا في إسرائيل إن الشاب لبناني، عبر الحدود وسار 70 كيلومتراً في عمق الأراضي الإسرائيلية، ووصل إلى مكان مفتوح قرب سجن مجدو وفجر العبوة وعاد أدراجه. وإنهم عثروا عليه وهو على بُعد 20 كيلومتراً من الحدود اللبنانية. لكنّ هذه الرواية تستدعي قراراً بضرب «حزب الله». فمَن اللبناني الذي يستطيع الوصول إلى الحدود من دون معرفته وموافقته؟ ولكن هل إسرائيل معنية بحرب ثالثة على لبنان الآن؟ فإذا كان «حزب الله» هو الذي أرسل الشاب، فإن ذلك يعني أن «حزب الله»، معنيٌّ بالحرب، لأنه يتوقع بالتأكيد رداً إسرائيلياً قاسياً. وإذا كان «حزب الله»، ومن ورائه إيران، معنيٌّ بحرب، فهل يجب على إسرائيل أن تنجرّ لها وفقاً لأجندته؟ ثم هل الجيش الإسرائيلي الآن في وضع يتحمس فيه للحرب؟ في الظروف السياسية المتأزمة ينبغي حساب ألف حساب قبل حرب كهذه. فالجمهور الإسرائيلي يتظاهر في الشوارع ضد خطة حكومية تستهدف إحداث انقلاب في كل منظومة الحكم في إسرائيل، تشمل القضاء وتقليص صلاحيات الجيش في الضفة الغربية، وفرض سياسة ترهيب على الشرطة وضرب وسائل الإعلام ومعاهد الأبحاث والمؤسسة الأكاديمية ومؤسسة المستشار القضائي للحكومة وللوزارات. وواضح أن الدخول في حرب سيكون بمثابة خشبة نجاة لنتنياهو وحكومته. هناك أسئلة كثيرة بقيت مفتوحة مرتبطة بتفاصيل العملية: لمَ لا يعرف الجيش حتى الآن من أين عبر الشاب الحدود بالضبط؟ وكيف تمكَّن الشاب أن يعبر الحدود بهذه السهولة وهي مليئة بالكاميرات وبأجهزة الاستشعار الإلكترونية، وعلى طولها يوجد صفان من السياج وشارع ترابي يكرس آثار أقدام كل غريب يمر فيه. ثم كيف استقل سيارة؟ هل كان ينتظره أحد؟ ولماذا سافر كل هذه الطريق إلى مجدو على بُعد 70 كيلومتراً، في حين كانت أمامه فرصة لتنفيذ عملية في موقع آخر أقرب وأكبر تأثيراً؟ وإذا كان قد وصل إلى سجن مجدو للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين، فلقد كان هناك في الطريق سجن أقرب إليه، هو سجن سلمون. وعندما اختار هذا المكان، هل كانت صدفة أن تفجير العبوة تم في منطقة مفتوحة وغير مأهولة؟ وهل هي مسألة حظ أن يكون الضحية الذي أُصيب في العملية، شاب عربي، طالب جامعي يعمل ليلاً حتى يموّل تعليمه؟

كل هذه الأسئلة تجعل الرواية الإسرائيلية «منقوصة وربما مشبوهة». وتضع الجيش الإسرائيلي في صورة بعيدة عن الصورة التي يرغب في أن يظهر بها أمام الرأي العام، كتاسع أقوى الجيوش في العالم. المشكلة هي، كيف سيحاول الآن تحسين صورته؟ باقتحام مخيم اللاجئين في جنين وقتل أربعة شبان فلسطينيين؟ بالتهديد والوعيد بالانتقام في عملية اغتيال داخل لبنان أو في مكان آخر؟ أم أنه ما دامت هذه العملية لم تؤدِّ إلى مقتل أي إسرائيلي والمصاب فيها عربي، يمكن السكوت عنها والعودة للانشغال في حرب الليزر والمجاري؟ ففي الأيام الأخيرة يتحدثون في إسرائيل عن أن عناصر من «حزب الله» يُزعجون المواطنين اليهود في البلدات الحدودية، من خلال توجيه أشعة ليزر قوية باتجاه المنازل ومواقع الجيش وسائقي السيارات والمارة الذين يسيرون في الخارج. وحسب القناة 12 العبرية، فإن المواطنين اشتكوا أيضاً من انفجارات مدوية وإلقاء مياه عادمة بالقرب من الحدود. وأن المجلس المحلي بحث الأمر مع الجيش، والجيش أثاره مع وحدات المراقبة التابعة للأمم المتحدة التي تقوم بدوريات في المنطقة، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء. وفي النهاية، قرر الجيش التعامل مع هذه القضية من تلقاء نفسه وبدأ بإلقاء قنابل كريهة الرائحة على مشغلّي الليزر. وفي مقطع فيديو بُث على شبكات التواصل، يمكن رؤية شخصين إلى جوار سيارة يبدو أنهما يوجّهان شعاع ليزر من لبنان إلى شمال إسرائيل، وبعد لحظات يسقط جسم من السماء ليهبط بالقرب منهما، ويدخل بعدها الشخصان السيارة على الفور ويبتعدان!

 

شهران حاسمان: إنتخاب رئيس أو نهاية مأساوية!

 الجمهورية/الخميس 16 آذار 2023

أشار مسؤول كبير لـ«الجمهورية» إلى أنه «لا اعرف حقيقة إلى أين سيصل الواقع اللبناني في نهايته، وأخطر ما فيه أنّه اصبح متفلتاً، وأكبر من أي محاولة للإمساك به والحدّ من تداعياته، وإعادة تصويب مساره في الاتجاه المعاكس للمنزلق الكارثي الذي يهوي فيه، ومع ذلك ما زلت ألمح بصيص أمل في حالة وحيدة لا مفرّ منها في نهاية المطاف، أي فتح الأفق السياسي على انتخاب رئيس للجمهورية كمقدمة لإعادة تكوين السلطة والامساك بزمام الامور». لكنه لفت في الوقت عينه، إلى انّ «الصورة حالياً تعكس عدم وجود ثغرة في الأفق الرئاسي يمكن النفاذ منها إلى انفراج، ربطاً بتمترس مكوّنات الصراع الرئاسي، في حساباتها السياسية والحزبية، وقطع كل السبل المؤدية إلى لحظة توافق على إتمام هذا الاستحقاق على نحو يراعي مصلحة البلد قبل أي امر آخر». وقال: «امامنا شهران حاسمان، فإما ان ننتخب رئيساً، واما ان نتحضّر لنهاية مأساوية حتمية، التي إن بلغناها لا سمح الله، قد نفقد فيها حتى قدرة التعبير عن الندم».

الّا انّ المسؤول، وعلى الرغم من هذا الانسداد، أضاف: «متيقن بأنّ المشهد الرئاسي سيتبدّل في أي لحظة، فمكونات الصراع الرئاسي صعد كل منهم على شجرته، ولم يجلس على قمة جذعها، بل تابعوا صعوداً ليجلسوا على غصن الشجرة، الذي لن يطول الوقت وينكسر بهم وينزلهم إلى ارض الواقع، والتسليم بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية».

 

ما حقيقة استقالة سلامة؟

صحف/الخميس 16 آذار 2023

نفى مصدر في مصرف لبنان عبر “المركزية” نفياً قاطعاً ما يتم تداوله عن أن الحاكم رياض سلامة قدّم كتاب استقالته إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. إشارة إلى أن إحدى الصحف كانت قد أعلنت اليوم، أن “الحاكم سلامة أودع ميقاتي كتاب الاستقالة ممهوراً بتوقيعه لكن من دون تحديد التاريخ، بانتظار أن تحين اللحظة المناسبة للإعلان عنها في ضوء المستجدات القضائية”.

 

لا تسوية مالية ورئاسية بغياب "رضى هاتين العاصمتين"

 ليبانون ديبايت/الخميس 16 آذار 2023

يتنامى الحديث عن أن تسوية سياسية شاملة قد باتت في طريقها إلى الساحة اللبنانية، حيث يتوقع مسؤولون وديبلوماسيون ومحلّلون، تطوراً سياسياً بارزاً في المرحلة المقبلة، وذلك على وقع الإتفاق السعودي - الإيراني على استئناف العلاقات الديبلوماسية، وانطلاق مرحلة إقليمية جديدة في المنطقة. وعلى الرغم من أن الإنطباع السائد لدى باريس وواشنطن، بأن الأولوية تكمن لدى فريقي اتفاق بكين، تكمن في تهدئة جبهة اليمن، إلاّ أن العنوان اللبناني، حاضر على روزنامة البلدين، بحيث من الثابت أن الإستحقاقات اللبنانية أمام مرحلة حاسمة، وبالتالي، فإن الإتفاق أو التسوية على غرار اتفاق الطائف أو تسوية الدوحة، قد يكون ممكناً، وفق المحلّل والكاتب السياسي طوني عيسى، الذي كشف أن هذا الأمر مشروط باكتمال المعطيات المناسبة. فقد أعرب عيسى عن اعتقاده بأن اتفاق بكين بين السعودية وايران، ينتزع جزءاً أساسياً من المشكلة القائمة حالياً، ويمهّد لاتفاقٍ جديد، ولكن الشرط أو المدخل، هو أن يحظى بتغطية إقليمية ودولية كافية.

وعن الأطراف الإقليمية والدولية المعنية، يقول المحلل عيسى ل"ليبانون ديبايت"، إنه من غير الواضح بعد إن كان الأميركيون والفرنسيون أو حتى الإسرائيلي راضين عن اتفاق السعودية مع إيران؟ ويسأل في هذا المجال، ما إذا كانت واشنطن قد وجدت اليوم أن الفرصة مناسبة للإفراج عن تسوية في لبنان، خصوصاً وأنه لكل من فرنسا وأميركا جزء أساسي من قرار التسوية في لبنان. وبالتالي، يشير عيسى إلى مؤتمر "سيدر" والدعم الفرنسي للحكومة اللبنانية في السنوات الأخيرة للبنان، وكذلك بالنسبة للدور الأميركي في لبنان، حيث أن "تجهيز ودعم الجيش اللبناني في كل المجالات، يعتمد على واشنطن، كما أن إطلاق مرحلة التنقيب عن الغاز من قبل شركات التنقيب العالمية والإتفاق مع صندوق النقد الدولي والحصول على القروض من البنك الدولي، هي عناوين تستلزم علاقات جيدة مع واشنطن، ورضىً أميركي، لن يتوافر إلاّ إذا توافرت هذه المعطيات". ورداً على سؤال، حول طبيعة التسوية المرتقبة، يقول عيسى، إنه من الممكن توقع اتفاق شامل على غرار الطائف مثلاً أو اتفاق أصغر على غرار الدوحة، لكنه يستدرك مشيراً إلى أنه "حتى الآن ليست هناك معطيات توحي بأن هذه التغطية الإقليمية والدولية للإتفاق موجودة"، مؤكداً على وجوب الإنتظار لترقّب التطورات، لأنه وعلى أساس هذا الترقّب، ستتّجه المؤشرات محلياً، أما إيجابا وأما سلباً، أي "إما أن نجد اليوم انفراجا مالياً واقتصادياً ونجد ملامح اتفاق حول انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، وإما سلباً وهذا ما حصل مع الأسف، من خلال التصعيد الجديد في الموضوع المالي والإقتصادي والإنهيار الإضافي لليرة، تزامناً مع بقاء الوضع السياسي على حاله في الداخل، والإتجاه عموماً نحو المزيد من التردّي".

 

دمرا ميشال عون وعادا إلى المنزل!

محمد المدني/ليبانون ديبايت/الخميس 16 آذار 2023

عندما اندلعت انتفاضة 17 تشرين 2019، تبنى حزبا "القوات اللبنانية" والكتائب التحرّكات والتظاهرات والشعارات التي أطلقت حينها. وحتى يومنا هذا، لا تتوقف قيادات الحزبين عن نسب هذه الإنتفاضة لها، وأنها هي من كانت وراء خروج الناس من بيوتهم وقطع الطرقات وإطلاق الشعارات المطالبة بإسقاط المنظومة الفاسدة. اليوم تخطى الدولار عتبة الـ 100 ألف ليرة، وانخفض الإحتياطي في مصرف لبنان إلى ما دون الـ 10 مليار دولار، المصارف بدأت تلوِّح بالإفلاس، ومؤسّسات الدولة دخلت في غيبوبة تامة، والفراغ يَسرَح ويَمرَح بين قصر بعبدا والسراي الحكومي وساحة النجمة. ألا يستوجب هذا الواقع المزري انتفاضةً شبيهة لانتفاضة تشرين؟ نسأل "القوات" والكتائب. بدايةً، إن الإنتفاضة الشعبية المدعومة من أحزاب كبرى تحتاج إلى الكثير من الأموال لتأمين كل مستلزمات التظاهر، من طعام وشراب ومصاريف ونقل وإعلام، هذه الأموال تمّ صرف جزء منها في انتفاضة تشرين، والجزء الآخر في انتخابات أيار 2022. وبالتالي، لم تعد الأحزاب، وتحديداً "القوات" والكتائب قادرة على خوض لعبة الشارع لغياب التمويل اللازم. في السياسة، حقّقت "القوات" والكتائب في الإنتخابات النيابية أقصى ما يمكن تحقيقه، ارتفع عدد نواب "القوات" من 14 إلى 19، أمّا الكتائب فارتفع عدد نوابها من 3 إلى 4، إضافة إلى مساهمة الحزبين في تراجع كتلة "التيار الوطني الحر" من 21 إلى 18، وذلك عبر دعم "القوات" والكتائب لمرشحين بمواجهة مرشحي "التيار". يدرك كلٌ من سمير جعجع وسامي الجميّل، أن تحقيق مكاسب سياسية بوجود جبهة قوية متمثلة ب"حزب الله" وحلفائه صعبة المنال، ورغم كل ما شهدته الساحة اللبنانية خلال انتفاضة 17 تشرين، لم يُسجَّل أي خرق في المقاعد الشيعية من قبل المعارضة، ونجح "الثنائي الشيعي" "حزب الله" وحركة "أمل" في الحفاظ على كامل الحصة الشيعية في البرلمان. هذا الإنتصار ل"الثنائي"، سببه عدم إجراء انتخابات مبكرة كما طالب جعجع والجميّل، ولو حصلت الإنتخابات في خضم الإنتفاضة، لكان الخرق "الشيعي" ممكناً.

الأمر الآخر، إحدى أهداف انتفاضة 17 تشرين كانت إسقاط رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وإحداث انهيار مالي إقتصادي يصيب الدولة والشعب، وبالتالي، تدمير العهد العوني من جهة، ومحاصرة "حزب الله" حليف "العهد" وتحميله كامل المسؤولية من جهة أخرى. اليوم ميشال عون بات من الماضي، وتياره بحالة تراجع سياسي وشعبي، ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل غير قادر على لملمة صفوفه واستعادة عافيته، أما "حزب الله" فهو القوي بقوة محوره من إيران مروراً بروسيا وصولاً إلى الصين. لذلك، لا ترى "القوات" والكتائب أي حاجة ملحة لخوض لعبة الشارع مجدداً، ويصحّ القول أنهما دمّرا ميشال عون وعادا إلى المنزل، وباتت معركة الحزبين المسيحيين تقتصر على معارضة السلطة الحاكمة في الإستحقاق الرئاسي، ومن ثم الحكومي.

 

جنبلاط التقط "الإشارة"... ماذا أبلغ معوض؟

المصدر: ليبانون ديبايت/الخميس 16 آذار 2023     

يتميّز زعيم المختارة عن غيره من زعماء لبنان بقوّة استشعاره للمتغيّرات التي تقضي بضرورة الذهاب نحو تموضع يُمكّن من حماية لبنان والسلم الأهلي فيه، وهو اليوم يتلمّس المتغيّرات الإقليمية المستجدة، ويلفت إلى ما يُمكن أن تحمله الأيام المقبلة إلى الساحة الداخلية بعد توقيع الإتفاق السعودي ـ الإيراني، لكنه لا يتنازل عن فكرة استبعاد تبنّي "رئيس تحدّي"، ويذهب نحو محاولة التوافق على مرشّح تسوية يتمكّن من انتشال لبنان من واقعه المأزوم. وفي هذا الإطار، تؤكّد مصادر الحزب التقدمي الإشتراكي لـ "ليبانون ديبايت"، أنّ "الإتفاق السعودي ـ الإيراني، بما يمثّله من خطوة متقدمة جداً وذلك ليس على المستوى الإقليمي فحسب بل الدولي أيضاً، يشكل عاملاً إيجابياً يجب أن يحثّ المعنيين في لبنان على الذهاب قولاً وعملاً إلى حوار حقيقي للتوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وهذه هي دعوة رئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط، منذ بدء الإستحقاق الرئاسي، وبالتالي، حتى لو كانت أولوية الإتفاق بين الرياض وطهران لا تتعلق بلبنان، إلاّ أننا نحن كلبنانيين قادرين على تحويل هذا الإتفاق إلى فرصة للبناء عليه لحلّ مشاكلنا، ولذا يأمل رئيس التقدمي أن يتمّ التوصل لانتخاب رئيس في أقرب وقت".

وبشأن موقف جنبلاط لناحية رفضه وصول "رئيس تحدّي"، تذكّر المصادر بأن " ليس بجديد، لأنه قال بوضوح أن هناك من يطرح النائب السابق سليمان فرنجية، وفي المقابل، هناك ترشيح النائب ميشال معوض، وكان طرحه الإتفاق على مرشح يجمع بين الفريقين، وقد عرضه على كل القوى السياسية، وبالطبع بحث به مع النائب معوض، ولا يزال الموقف على حاله لجهة سعي التقدمي إلى انتخاب رئيس تُجمع عليه غالبية الكتل النيابية، على قاعدة عدم عزل أي فريق وطني". وتلفت مصادر التقدمي، إلى أنّ "زيارة جنبلاط للكويت، تأتي بالدرجة الأولى لتأكيد العلاقة التاريخية التي تربطه بدولة الكويت وبقيادتها، وهي التي كانت في طليعة داعمي لبنان، ولقاء الجالية اللبنانية التي أثبتت حرصها على لبنان في السنوات المنصرمة والصعبة، وقد طرح في لقاءاته مع المسؤولين الكويتيين ووجهة نظره حيال الأزمة اللبنانية، وجوهر طرحه للحوار".

أمّا في ما يتعلق بقضية انفجار مرفأ بيروت، تشير المصادر إلى أن "جنبلاط، والذي منذ اللحظة الأولى، أصرّ على التحقيق وإحقاق العدالة، وطالب مع اللقاء الديمقراطي بتحقيق دولي، يُدرك اليوم، أن ما يحصل للأسف يهدف إلى تمييع التحقيق وتطيير المحاسبة، وهو بنى كلامه الأخير حول المعطيات الحسّية التي حصلت في ملف المرفأ في المرحلة الماضية، وطرح جملةً من الأسئلة المشروعة، إلّا أنه لم يُقدم خلاصة تحقيق بل هذا الأمر منوط بالقضاء المختص إذا ما تصرف بإستقلالية ونزاهة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 16 آذار 2023

 وطنية/16 آذار/2023

 النهار

بعد التقنين في الكهرباء، جاء دور اوجيرو التي حذرت من تقنين في الاتصالات اذا استمرت حال المداخيل على ما هي عليه حالياً.

يلاحظ الهدوء الذي يسود علاقة تيار مسيحي بارز وحزب قديم وغياب الحملات والانتقادات بينهما التي كانت لسنوات طويلة عميقة وشبه مقطوعة.

تلجأ عائلات كثيرة في مناطق لبنانية عديدة الى اتباع أساليب معيشية كانت سائدة في حقبات الماضي وبدائية ربطاً بالانهيار المعيشي.

الجمهورية

مرجع سياسي قال أمام زوّاره تعليقاً على الإستحقاق الرئاسي إنه لن يحدث خرقاً له إلاّ عند حصول تطور مفصلي.

أبلغ مسؤول كبير الى أحد الديبلوماسيين العرب قوله إنه بات على يقين أنّ الانتخابات الرئاسية في لبنان باتت على نار حامية.

قيلَ لعضو بارز في كتلة نيابية إن الضرورة تحتّم انعقاد مجلس النواب لِيبتّ أمور مرتبطة بالإنتخابات البلدية التي اقترب موعد إجرائها، فرد قائلاً: لن نشارك في أي جلسة تشريعية قبل انتخاب رئيس الجمهورية، »وعِمِرها ما تجري الإنتخابات البلدية.«

اللواء

أبلغت عاصمة كبرى شرقية مرشحاً ثابتاً أنه مرشحها، وستعمل على توفير ما يلزم من دعم لهذه الغاية..

رصدت جهات نيابية عدم حماس فريق مسيحي وازن لإعادة وصل ما انقطع مع تيار منافس، على خلفية «خبية الأمل» في الماضي القريب.

انشغل ملحقون بتسقُّط معلومات عن عملية مثيرة ومحكمة التنفيذ، وذات أبعاد استراتيجية، واحتمالات ردّ معادٍ عليها.

نداء الوطن

يتردّد أنّ نائباً من جبل لبنان، مقرّباً من مرشح رئاسي بارز يؤكّد في مجالسه الخاصة أنّه سيكون المرشح البديل في حال تعثّرت حظوظ المرشّح الأساسي.

تقول المعلومات إنّ «حزب الله» أبلغ حلفاءه أنّه هو من سيتولّى تسمية المدير العام الجديد للأمن العام.

رصد أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية ما يفوق العشرين مليون دولار لمعركته الرئاسية، وتولّى متموِّل مغترب تأمين هذا المبلغ، لكنّ «الصرف» لم يبدأ بعد.

البناء

قال خبير في الشؤون الأمنية والعسكرية إن قيادة جيش الاحتلال ومخابراته تشنّ حملة إعلامية لربط عملية مجدو بدور حزب الله لمنح الجيش والمخابرات أسباباً تخفيفية للفشل، باعتبار العدو جهة معترفاً بقدرتها وتفوّقها العسكري والأمني والتهوين مما بلغته عمليات المقاومة الفلسطينية.

تساءل مصدر حقوقي عن تبرير الحكومة اللبنانية لعدم اتخاذ قرار بكفّ يد حاكم المصرف المركزي رياض سلامة وتركه في موقع القدرة على التصرّف بأموال الدولة واللبنانيين بعد ادعاء هيئة القضايا في وزارة العدل عليه، بموجب عدم الأمانة وجرائم الاختلاس والتبييض وطلب توقيفه والحجز على أمواله.

الأنباء

مرجعية معنية باستحقاق داهم سيكون لها حركتها في الأيام المقبلة على أكثر من جهة.

فوضى أسعار الصرف تستمر وتتسع ويبدو أن لكل قطاع بات له سعر صرفه الخاص.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 16/3/2023

 وطنية/16 آذار/2023

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

بعد استدعاءات كثيرة وتأجيل تلو الآخر كان آخرها مذكرة اعتراض على استجوابه أمام القضاء الأجنبي رفضتها النيابة العامة التمييزية مثل حاكم المصرف المركزي رياض سلامة اليوم أمام القضاء الفرنسي لأول مرة في بيروت

في جلسة استجواب ماراتونية ناهزت الست ساعات برئاسة قاضي التحقيق شربل أبو سمرا وبحسب أجواء الجلسة فإن سلامة أجاب على كل الأسئلة التي طرحها عليه القضاء الفرنسي وقد بدا عليه الارتياح علما أنه حضر دون محاميه.

هذا في الوقائع.

وأما في التوقعات فماذا لو تكون لدى القضاء الفرنسي ومعه الأوروبي ملف يستدعي الادعاء على سلامة وطلبت محاكمته في الخارج فهل سيتوسع التحقيق ليشمل سياسيين لبنانيين بارزين وردت أسماؤهم في التحقيقات الاولية وربما السؤال الأولى هل سيسمح هؤلاء بمحاكمة سلامة امام القضاء الاوروبي حيث لا تسويات ولا لفلفات على الطريقة اللبنانية؟

قد يتكون شيء من الأجوبة في ختام جولات التحقيق الفرنسي في لبنان والتي ستستكمل في العاشرة من صباح الغد وفق الموعد الذي حدده قاضي التحقيق.

هذا ما شهدته دوائر قصر العدل من الداخل

أما خارج العدلية وإذا كانت الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش وقوى الامن قد لجمت أي تفلت أمني فمن يلجم تفلت الدولار في الاسواق الذي حلق مع استجواب رأس السلطة النقدية الى مئة وسبعة آلاف ليرة حتى ساعات عصر اليوم 

في وقت تعالت أصوات مطالبة النقابات والقطاع العام بالاضراب المفتوح حتى انتخاب رئيس للجمهو رية كشرط لوقف الانهيار كما دعا حراك العسكريين المتقاعدين الى تظاهرة حاشدة الاربعاء المقبل في وسط بيروت للغرض عينه.

أمام هذا الجحيم لم يعد مهما التصنيفات الدولية للبنان على مقياس النكبات فالأكثر أهمية بل كارثية هو أن خلف جدران البيوتات اللبنانية يمكث مرضى لبنان وفقراؤه وكباره والصغار منتظرين إما موتا محتوما مع حرمانهم من الدواء والاستشفاء وإما جوعا مذلا مع أدنى مقومات العيش وجريمة هؤلاء في رقبة كل من تولى مسؤولية قرار أو سلطة.

يحصل هذا فيما الحراك الخارجي بشأن لبنان لم يهدأ وإن من دون نتيجة فغدا تشهد العاصمة الفرنسية لقاء فرنسيا سعوديا لبحث الوضع في لبنان وسبل الضغط لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وإجراء الاصلاحات المطلوبة دوليا.

كما تندرج في سياق الحراك الخارجي زيارة رئيس الحكومة لحاضرة الفاتيكان والعاصمة الايطالية وكذلك زيارة رئيس الاشتراكي للكويت.

إذا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حضر الى قصر العدل حيث تم الاستماع اليه كشاهد من قبل القاضي شربل ابو سمرا والوفد القضائي الاوروبي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

في الداخل اللبناني لا مؤشرات على اختراقات سياسية حتى الآن ولا سيما في الإستحقاق الرئاسي رغم أن إطالة أمد الشغور في موقع الرئاسة والإمعان في تعطيل عمل المؤسسات ستكون لهما تداعيات كارثية لن يسلم منها أحد حتى المعطلون على حد ما يؤكد الرئيس نبيه بري.

ومن الفاتيكان دعوة بابوية عبر الرئيس نجيب ميقاتي إلى المسؤولين اللبنانيين للتكاتف من أجل الخروج من الأزمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد.

في البلاد انصب جانب من المتابعة على مثول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمام القضاء في قصر العدل ببيروت للاستماع إليه بحضور محققين أوروبيين على أن يكون للحديث تتمة غدا أيضا  وسط نفي مصادر "المركزي" أن يكون حاكمه قد وضع استقالته في جيب ميقاتي.

جنوبا الوضع طبيعي عند الحدود بعد الرواية الإسرائيلية المتعلقة بتنفيذ عملية في (مجدو) والتي دحضتها اليونيفيل نافية رصد أي عبور للخط الأزرق من لبنان.

وبغض النظر عن دقة الرواية العبرية فإن الحدث مهما كانت تفاصيله يشكل اختراقا أمنيا كبيرا وفشلا ذريعا لإجراءات العدو الذي وقع في إرباك على المستويين السياسي والأمني.

إقليميا برزت الإشارات الإيجابية التي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد تجاه السعودية غداة الإتفاق الذي توصلت إليه مع إيران.

الأسد أكد خلال زيارته موسكو أن المملكة اتخذت منحى مختلفا تجاه سوريا منذ سنوات بحيث لم تتدخل في شؤونها الداخلية

أما الإجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فإن الشرط الذي طرحه الأسد لحصوله هو انسحاب الأتراك من سوريا بشكل كامل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

رياض سلامة أجاب عن مئة سؤال اليوم، وهو على موعد مع مئة سؤال أخرى غدا. فجلسة الاستماع الاولى الى رياض سلامة انطلقت، واستمرت اكثر من خمس ساعات. وهي لم تنته، اذ ستستكمل الجمعة بجلسة أخرى لا يدري أحد ما اذا كانت ستكون الاخيرة. لا معلومات رشحت من الجلسة، باعتبار انها سرية.

لكن اوساط حاكم مصرف لبنان حرصت على توزيع اجواء ايجابية، وعلى القول ان سلامة كان مرتاحا وبدت اجوبته متماسكة ردا على  الاسئلة التي وجهت اليه من قبل القاضي شربل ابي سمرا بحضور وفد من القضاء الاجنبي.

وقد يكون اصرار سلامة على الابقاء على جلسة المجلس المركزي لمصرف لبنان عند الخامسة عصرا التي ترأسها شخصيا، هو للتأكيد انه غير محرج، وخصوصا ان الاجتماع  تزامن مع نفي مصدر في مصرف لبنان ما تم تداوله صباحا من ان سلامة قدم كتاب استقالته الى نجيب ميقاتي.

في هذا الوقت كان الدولار يواصل ارتفاعه غير المسبوق، حيث لامس عتبة ال 100 وستة الاف ليرة، في ظل استمرار غياب  كبار المسؤولين عما يحصل!

رئاسيا:  حراك ومواقف. غدا ينعقد في الاليزيه اجتماع فرنسي - سعودي على جانب  كبير من الاهمية ، يضم عن فرنسا باتريك دوريل وعن السعودية المستشار نزار العلولا والسفير وليد البخاري . وذكرت معلومات ان الاجتماع الفرنسي - السعودي قد يتحول في مرحلة لاحقة اجتماعا ثلاثيا.

في المواقف، تصريح لافت لرئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ، يشير الى ان البحث عن رئيس للجمهورية جار من خارج الاصطفافات السياسية القائمة ، ومن خارج الاسماء التقليدية المتداولة منذ خمسة اشهر الى اليوم .

جنبلاط اعلن في حديث لجريدة "القبس" الكويتية ان سليمان فرنجية يمثل تحديا سياسيا لفريق ، فيما النائب ميشال معوض يمثل تحديا لفريق آخر. وخلص جنبلاط  الى المطالبة برئيس توافقي بمؤهلات معينة ،  طارحا اسمين: شبلي الملاط وجهاد ازعور.

وفي الاطار الرئاسي ايضا، اكد النائب وضاح الصادق الموجود في السعودية لل "ام تي في" ان لا حظوظ لسليمان فرنجية في الوصول الى قصر بعبدا، وان ترشيحه من قبل الثناني الشيعي قلل جدا من حظوظه،  وخصوصا ان الكتلتين المسيحيتين الاساسيتين لا تؤيدانه.. الا يعني كل هذا ان الامور بدأت تتحرك،  وان البحث عن رئيس  يجري  بجدية هذه المرة؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

خمس ساعات قضاها حاكم المصرف المركزي في قصر العدل في بيروت ، فرياض سلامة مثل أخيرا أمام المحققين ليجيب عن نحو مئة سؤال تولى القاضي “شربل أبو سمرا” طرحها بالتنسيق مع القاضية الفرنسية ، وتمحورت حول الحوالات المالية من لبنان الى اوروبا. الحاكم يتحضر للاجابة عن مئة سؤال آخر غدا، لكن السؤال الاهم ماذا بعد التحقيقات الأوروبية ، وما هو مصير رياض سلامة، وهل يمثل أمام القضاء اللبناني كما مثل أمام الأوروبي؟

اما على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، فان أسئلة وعلامات استفهام عدة تطرح مع زعم قيادة الاحتلال العسكرية ان شخصا تسلل لعشرات الكيلومترات داخل الاراضي المحتلة وقام بزرع وتفجير عبوة فتاكة ، وهو ما علقت عليه القوات الدولية العاملة في لبنان بالقول انها لم تلحظ أي تسلسل عبر الحدود.

لكن ما لا ينفيه أحد ان العملية الامنية في مجدو اصابت الاحتلال بضربة امنية كبيرة دفعت بوزير الحرب والقيادات العسكرية لزيارة الشمال في محاولة لرفع معنويات المستوطنين المنهارة، في وقت لم تستطع أصوات الرصاص الكثيف في مخيم جنين واغتيال اربعة مقاومين التشويش على الاصوات في تل أبيب التي تنبه من عمق الشرخ الداخلي . فرئيس كيان العدو حذر من إمكانية حصول حرب أهلية ، وقال: ان من يعتقد أن هذه الحرب هي حد لن نصل إليه فلا يعرف الحقيقة.

أما الحقيقة المرة في عالم المال فهي أن الانهيارات المصرفية انتقلت من أميركا الى اوروبا ، اذ شهد ثاني أكبر بنك في سويسرا هبوطا تاريخيا في سعر أسهمه ما أثار الرعب والقلق في الأسواق الاوروبية.

أما الخبر الذي لا شك انه سيحدث انهيارات في المعنويات الاوروبية فهو ما ذكرته صحيفة بوليتيكو الاميركية نقلا عن مسؤولين أميركيين أن القوات الاوكرانية خسرت حتى الان نحو مئة ألف قتيل منذ بدء العمليات العسكرية بينهم الجنود الاكثر خبرة.. واقع ميداني مرير يطرح تساؤلات حول مدى قدرة واشنطن على حماية حلفائها في اوروبا والعالم.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

مثول رياض سلامة أمام القضاء.

خبر، كان يفترض أن يكون أقل من عادي، في بلد يعاني انهيارا غير مسبوق في تاريخ العالم.

أما في لبنان، فمجرد المثول هو الحدث، بعد خطوط حمر رسمها لنفسه على مدى سنوات، ورسمتها حوله مرجعيات سياسية وروحية ودولية منذ عقود، وصولا إلى منع استبداله في بداية عهد الرئيس العماد ميشال عون، الذي طرح الموضوع يومها في جلسة مجلس الوزراء من باب تحميل الأفرقاء مسؤولياتهم في العلن، ولما لم يسجلوا اعتراضهم، كان التجديد لحاكم مصرف لبنان، لينطلق سباق مزايدات بين قيادات، تتبارى اليوم في التهجم عليه، بعدما وصفته سابقا بأنجح حاكم بنك مركزي في العالم.

وعلى مدى سنوات، منذ الانهيار الكبير، تجاهل سلامة القضاء اللبناني، وتنافست ابواق سياسية واعلامية في تبرير ارتكاباته، والتهجم على اشرف القضاة، وفي الطليعة، القاضية غادة عون، مستكملين بذلك نغمة اتهام المعترضين على سياسة الحاكم في النقد والمال، بأنهم يعرضون سلامة العملة الوطنية للخطر، ويهددون الاقتصاد.

تجاهل سلامة قضاء بلده، وعجزت القوى الأمنية عن القيام بواجبها في احضاره او توقيفه، على وقع تمنع الافرقاء السياسيين عن البحث في اقالته في مجلس الوزراء، بدءا برئيس مجلس النواب، الذي ادلى يوما بعبارات شهيرة، فحواها أننا بحاجة الى كل الناس، لا الى الاستغناء عن الناس، وقبلها أن الدولار سيتجاوز العشرة آلاف، اذا أقيل. وها نحن اليوم قد تجاوزنا المئة الف لقاء الدولار الواحد، ولم يعترف أحد بالخطأ.

تجاهل سلامة قضاء بلده، وعطل التدقيق الجنائي، وحاولت جهات معروفة التخفيف من أهمية هذا المطلب التاريخي للرئيس عون، لكن حاكم لبنان، كما يلقبه جبران باسيل، أرغم في النهاية على التجاوب مع قضاة اوروبيين. اما العدالة، فلا هرب منها، مهما طال الزمن… والكلمة الفصل للقضاء، من دون اتهامات معلبة او تبرئة جاهزة، بل عدل وحق، فقط لا غير.

فكيف يمكن لمسؤول بهذا المستوى، الا يستقيل من تلقاء نفسه، فيما هو ملاحق في دول عدة ومنها لبنان؟ واذا افترضنا ان ملاحقته في لبنان مسيسة، فهل هي كذلك في اوروبا؟

اما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، فليس معلوما هل اخبر البابا اليوم أن تغيير الضباط مستحيل في الحرب، حتى ولو تسببوا في الهزيمة، وهل اوضح له علاقته بالتحقيقات القضائية المستمرة في حقه في موناكو، كما اكد مدعي عام الامارة بنفسه قبل يومين؟

وليس واضحا، هل قال الحقيقة للحبر الاعظم عن سطوته على صلاحيات رئيس الدولة المسيحي الوحيد في الشرق، وعن ضربه للميثاق الوطني ورسالة العيش المشترك بين اللبنانيين، التي جدد رأس الكنيسة التنويه بها اليوم، وكيف نقل كلاما غير دقيق عن البطريرك الراعي في موضوع جلسات حكومة تصريف الاعمال، قبل ان تدحضه عظات البطريرك وبيانات مجلس المطارنة؟

وليس اكيدا، هل شرح ميقاتي للبابا فرنسيس، سبب امتناعه عن توقيع مراسيم استعادة الجنسية اللبنانية لمستحقيقها، فقط لأنهم مسيحيون…

على كل الاحوال، في كل ذلك، وسواه، المجهول معلوم. والاجوبة على الاسئلة يعرفها كل لبناني. اما البداية فمن التحقيق الحدث مع رياض سلامة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

يبدو ان مفاعيل الاتفاق السعودي الايراني تسير بوتيرة سريعة, سواء على مستوى الخطوات أو على مستوى المواقف، السعودية منها والإيرانية. على مستوى الخطوات، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أميركي، قوله إن إيران وافقت على وقف شحنات الأسلحة السرية إلى ميليشيات الحوثي في اليمن .

على مستوى المواقف، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن بلاده اتفقت مع طهران على احترام سيادة الدول وحسن الجوار وحل الخلافات... ما لم يقله وزير الخارجية السعودي ، قاله مصدر سعودي لقناة العربية ، وفيه أن الاتفاق مع إيران  يوضح أهمية ما سيترتب عليها من فرص إيجابية و" نأمل في أن ينعكس الاتفاق إيجابا على كل ملفات وأزمات المنطقة".... اللافت في موقف المصدر السعودي حديثه عن " كل " الملفات لا عن " جزء " منها.

لم تقتصر رياح التفاؤل على الجانب السعودي. فرئيس فريق التفاوض الإيراني بلغ حد الغزل مع الجانب السعودي بقوله : " يجب أن يحل التعاون والتقارب محل العداء والتباعد".

في المنطقة، ويجب أن نحاول تعزيز الأمن والسلام والرفاهية لشعوب المنطقة, من خلال الحوار والتفاعل وتوسيع التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي".

هذا الكلام نقلته  وكالة الأنباء الإيرانية عن  أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني , إثر زيارته الإمارات ولقائه مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان  في أبوظبي، بعد نحو اسبوع من اتفاق طهران والرياض على استئناف العلاقات.

بعيدا من هذا السياق ، اجتماع فرنسي سعودي في باريس غدا. وفي معلومات خاصة بال " ال بي سي آي " فإن الإجتماع مخصص للبحث في  الوضع في لبنان وفرص الاصلاحات الاقتصادية والسياسية  وموضوع الانتخابات الرئاسية وأهمية الضغط لانتخاب رئيس.

داخليا ، طغى حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى العدلية على كل ما عداه ...

جلسة الاستماع الى الحاكم استمرت ساعات ، غادر بعدها قصر العدل متوجها إلى مقر المركزي حيث رأس  اجتماعا للمجلس المركزي لمصرف لبنان.

المعلومات تحدثت عن أن الاسئلة إلى سلامة " تمحورت حول نشاطه منذ تسلمه الحاكمية، وصلاحياته، ونشاط المصرف المركزي وكيفية تدخله في السوق.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

ست ساعات، بستة وتسعين سؤالا وجهت الى رياض سلامة الذي كان حاكم الجلسة المركزي وبتدابير امنية ليست فوق العادة،

وبغياب المتظاهرين الذين كانوا يطوقون مبنى مصرف لبنان ويرسمون المولوتوف على جدرانه.. فإن سكونا عم محيط العدلية وسمع صداه الى الطبقة الخامسة في قصر العدل جلس سلامة على بعد مترين عن الوفد الاوروبي القضائي بواسطة القضاء اللبناني الذي يمثله قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا وبما تسنى جمعه من اسئلة وجهت الى رياض سلامة كمستمع اليه وليس كمدعى عليه .. فإن الاوروبيين حصروا اسئلتهم في شركة فوري وتاريخ نشأتها وتأسيسها وعلاقتها بمصرف لبنان...

وأكد اكثر من مصدر مراقب ان سلامة كان متماسكا وهادئا وأجاب "بأعصاب رايقة"، ولم يعترض على اي من الاستفسارات والاسئلة التي كانت توجه إليه بالعربية من أبو سمرا لم يحدث اي احتكاك او تواصل مباشر بين سلامة والوفد الاوروبي..

وقد ابدى الحاكم ملاحظة واحدة على حضور القاضية هيلانة اسكندر، سرعان ما أجاز بتشريعها القاضي رئيس الجلسة ودخلت الاسئلة الاوروبية الى عمق العائلة الحاكمة..

ومن المشاهدات أن الهدوء ظل مسيطرا بخلاف انباء عن اصوات علت من قاعة اخرى..

ولكن حتى الاستراحة شهدت على تمرين لجولة اخرى من الهدوء تخللتها "حلويات وقهوة وسيجار"،

وهذه الاجواء فتحت شهية الفرنسيين على جولة ثانية غدا، وعلى مئة سؤال إضافي وستغادر القاضية الفرنسية صباح السبت لتعود في آخر شهر نيسان وقد اتفق على توقيت يكون بين شهر رمضان وعيد الفصح لاستدعاء كل من رجا سلامة ومساعدة الحاكم مريان الحويك وبهذا المسار يبدو ان التعاون سيكون طويلا بين الفريقين الاوروبي واللبناني، قبل ان يحدد ابو سمرا موعد التحقيق في الادعاء اللبناني والمحول من القاضي رجا حاموش وعلم ان حاموش أطل على الجلسة وتفقد مسارها..

ولكنه لم يشارك في الاسئلة او الاستفسارات. وفي المسار الرئاسي تنطلق جلسة مشاورات فرنسية سعودية في الاليزيه غدا..

وقالت معلومات الجديد إن الحديث عن اجتماع خماسي ليس واردا حاليا، بل هناك لقاء سعودي فرنسي  قد يكون سليمان فرنجية ثالثهما على مائدة موسعة من  المستجدات الرئاسة , وقد  وسيشارك فيه عن الجانب السعودي المستشار نزار العلولا والسفير وليد البخاري، وعن الجانب الفرنسي مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل

ولهذا السبب كان السفير البخاري قد غادر بيروت قبل ايام للتشاور مع القيادة السعودية.. على ان يعود بعد لقاء باريس ويستأنف جولته على المرجعيات السياسية، منطلقا من ثوابت المملكة والمزايا التي وضعتها حول رئيس غير منخرط في الفساد السياسي والمالي وعلى مواصفات قريبة أطلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من الكويت اسم جهاد أزعور من ضمن الاسماء التي يمكن أن تقوم بالدور المطلوب فيما يتعلق بالنهوض الاقتصادي، اضافة الى أسماء أخرى لخبراء اقتصاديين" وأزعور شخصية لم تغب عن لائحة تجمعها بكركي ضمن جولة المطران ابي نجم.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

فارس سعيد لـmtv: أخطر مرحلة.. وبكركي ليست "بوسطجي"

أم تي في/16 آذار/2023

قال النائب السابق فارس سعيد: "فاجأني الاتفاق السعودي والإيراني وصدر عنه بيان جيّد لكن تداعياته قد تحتاج الى أشهر للوصول الى لبنان"، معتبراً أن "الاتفاق السعودي الإيراني نقل ملف الرئاسة اللبنانية من محلية سياسية ووضعه على مستوى الانقسام الاقليمي الكبير الذي تشهده المنطقة وسليمان فرنجية ارتضى من موقعه الماروني الدفاع عن خيار حزب الله في لبنان". ولفت سعيد في حديث لـmtv الى أن ما يحصل في المنطقة كبير جداً وبوجود فريق مرتبط بمحور إيران علينا كمسيحيين ربط مستقبلنا والعيش المشترك ونهائية كيان لبنان والدستور والطائف بعروبتنا وهذا أمر "ما في مستحى فيه". وشدد على أن "بكركي لم تكن يوماً مع الفدرالية وتقسيم لبنان و"تبهدلت ببكركي" لأنها دعمت اتفاق الطائف وانتخاب رئيس الجمهورية هو مسؤولية وطنية وليس اختصاصاً مارونياً". وتابع "أتمنى أن نجعل من ترشيح ميشال معوض لبناني عربي للتوازن مع الآخرين واذا لم نحقق هذا التوازن سيربح سليمان فرنجية".

وأضاف "لا أشكك بمارونية سليمان فرنجية إنما أعارض سياسته ولم يترك الثنائي الشيعي له حرية الترشح كما يريد إنما فرضه عليه وأصبح مرشح فريق"، مستطرداً: "حريصون على بكركي ونتمنى أن تلعب دورها على المستوى الوطني الجامع لا دور "البوسطجي" بين مرشح وآخر". وختم سعيد قائلاً: "نحن في أخطر مرحلة منذ مجاعة العام 1914 فالدولة تتحلّل والقطاع العام غير موجود ولا حلّ إلا بالسياسة ورفع يد الهيمنة والسلاح التي تتحكم بكل شيء في لبنان".

 

«العدل» اللبنانية تطلب «توقيف» رياض سلامة وحجز أملاكه ... حاكم «المركزي» تغيّب عن جلسة استجوابه واُستدعي اليوم مجدداً

يوسف دياب/الشرق الأوسط/16 آذار/2023

لم يمثل أمس حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمام الوفود القضائية الأوروبية لاستجوابه في مضمون الاستنابات المرتبطة بتحويلات مالية من حسابات إلى الخارج، والتحقق من شبهات ارتكابه جرم «تبييض الأموال»، ما استدعى تأجيل الجلسة إلى اليوم الخميس وتبليغه موعدها رسمياً بواسطة وكيله القانوني.

تغيّب سلامة فاجأ القضاة الأوروبيين، باعتبار أنهم كانوا متيقنين من مثوله أمامهم، إذ وصلوا عند الساعة التاسعة والنصف من صباح أمس إلى قصر العدل في بيروت، أي قبل ساعة من موعد الاستجواب، وعقدوا لقاءً مع قاضي التحقيق اللبناني شربل أبو سمرا ورئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر، في القاعة المخصصة للجلسة داخل جناح مجلس شورى الدولة في الطابق الخامس في قصر العدل. وعزا حاكم البنك المركزي هذا الغياب، إلى «انتظاره ردّ القضاء اللبناني على المذكرة التوضيحية التي بعث بها إلى قاضي التحقيق شربل أبو سمرا، واعتبر فيها أن مجيء قضاة أجانب إلى لبنان واستجوابه بملفات مالية يخالف القانون والسيادة الوطنية للقضاء»، وأكد مصدر قضائي بارز لـ«الشرق الأوسط»، أن «المذكرة رفضت على الفور وأن النيابة العامة التمييزية شددت على أنه سبق لها خلال شهر يناير (كانون الثاني) أن سمحت لقضاة من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ، باستجواب مسؤولين حاليين وسابقين في مصرف لبنان وأصحاب مصارف تجارية». وقال إن «هذه المهمة تنسجم مع اتفاقية مكافحة الفساد التي وقّع عليها لبنان في عام 2008، التي تلزم الدول المنضوية فيها أن تلبي مطالب بعضها في الملاحقات القضائية والأمنية المختصّة بملفات الفساد»، مشدداً على أن «تنفيذ الاستنابات الدولية لا يتعارض مع القانون اللبناني ولا ينتقص من السيادة اللبنانية، بل يأتي متوافقاً مع الاتفاقيات القضائية التي تخدم مصالح الطرفين، خصوصاً أن لبنان لديه ملف مستقل وسيستفيد من المعلومات المتوافرة للجانب الأوروبي، سيما أن الملف اللبناني تأسس على أثر انطلاق التحقيقات في دول أوروبية، وجاء نتيجة مراسلات واستنابات منذ ربيع عام 2021». وينتظر أن تنطوي أقوال حاكم المركزي على الكثير من المفاجآت، كونه المسؤول الأول عن الإدارة المالية في لبنان منذ ثلاثة عقود، ورأت مصادر مواكبة لهذا الملف أن «ما أثار استياء حاكم المركزي إصرار القاضية الفرنسية أود بوريزي على استجوابه كمشتبه به، وأنها في الوقت نفسه ستمثّل فريق اللوكسمبورغ في هذه الجلسة». وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «طبيعة التحقيق لا تقدّم ولا تؤخر خصوصاً أن القاضية الفرنسية وغيرها من الأوروبيين لا يمكنهم اتخاذ أي إجراء بحق سلامة، أي لا يمكن الادعاء عليه وطلب توقيفه». وقالت: «يعود للسلطات صاحبة الاستنابة أن تتخذ التدبير الذي تراه مناسباً في بلادها وليس على الأراضي اللبنانية». وبموازاة التحقيق الأوروبي، تقدّمت الدولة اللبنانية أمس ممثلة برئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر، بادعاء شخصي ضد رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك وكل مَن يظهره التحقيق، وذلك تبعاً لادعاء النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، المقدّم إلى قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا بجرائم «الرشوة والتزوير واستعمال المزوّر وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرّب الضريبي».

وطلبت رئيسة الهيئة من قاضي التحقيق «توقيف الأخوين سلامة وماريان الحويك وحجز أملاكهم العقارية وتجميد حساباتهم المصرفية وحسابات أزواجهم وأولادهم القاصرين لمنعهم من التصرّف بها حفاظاً على حقوق الدولة اللبنانية». وحثت على «إصدار القرار الظني في حقهم تمهيداً لمحاكمتهم أمام محكمة الجنايات في بيروت لإنزال أشد العقوبات في حقهم لخطورة الجرائم المدّعى بها في حقهم، محتفظة بحق تحديد التعويضات الشخصية أمام محكمة الأساس». وطلبت الهيئة بـ«إحالة نسخة عن الدعوى إلى هيئة التحقيق الخاصة لدى مصرف لبنان بواسطة النيابة العامة التمييزية، لتجميد حسابات المدعى عليهم وحسابات أزواجهم وأولادهم القاصرين لدى المصارف اللبنانية والأجنبية». ودعت إلى «إصدار القرار بوضع إشارة هذه الدعوى على عقارات المدّعى عليهم لمنعهم من التصرّف بها». ورغم تزامن هذا الادعاء مع سريان مهمّة الوفود الأجنبية، أوضحت المصادر أن هذا التدبير «منفصل نهائياً عن مسار الاستنابات الأوروبية». وأكدت أن «الادعاء الجديد سيجري ضمّه إلى الملف اللبناني، الذي أجل القاضي أبو سمرا السير فيه إلى حين إنجاز عمل القضاة الأوروبيين ومغادرتهم لبنان».

 

الصدمات تفقد اللبنانيين أي أمل في التغيير ...مع فشل التحركات السابقة وانشغالهم بلقمة عيشهم

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/16 آذار/2023

يعيش الشارع اللبناني تحت صدمة الأزمات التي قلبت حياة المواطنين رأساً على عقب، فجعلتهم غير قادرين على التفكير إلا بتأمين لقمة عيشهم وأدويتهم وتعليم أبنائهم لمن كان قادراً منهم على ذلك.

هذا الانشغال المترافق مع الإحباط وفقدان الأمل بإمكانية التغيير، يأتي نتيجة الارتفاع الكبير للأسعار مع الانهيار غير المسبوق لليرة اللبنانية وانعكاسها على كل جوانب الحياة، وبعد انتفاضة شعبية شكلت أملاً بالنسبة إلى الكثيرين قبل أن يشعروا بالإحباط من نتائجها. من هنا فما كان من المواطنين إلا اللجوء إلى خيارات أخرى للبحث عن حلول لتمرير أيامهم في لبنان بأقل خسائر ممكنة، فيما اتخذ جزء كبير منهم خيار الهجرة، بعدما كان قد سبقه كثيرون إلى الخطوة نفسها. وفي الأيام الأخيرة، مع تجاوز سعر صرف الدولار حاجز المائة ألف ليرة، وهو الرقم الذي كان وهماً بالنسبة إليهم، يكاد يكون لسان حال الجميع في لبنان: «كيف سنكمل حياتنا وماذا علينا أن نفعل؟»، هذا في وقت لم يسجل فيه أي تحركات شعبية لافتة على الأرض باستثناء تلك التي ينفذها بين يوم وآخر سائقو السيارات العمومية أو بعض الشبان في عدد قليل من المناطق لوقت محدود.

هذا الواقع الذي ينعكس بشكل مباشر على الأمن الغذائي، ويسميه المختصون بـ«الجوع الخفي»، جعل كثيرين يطرحون سؤالاً أساسياً: لماذا لا يتحرك اللبنانيون وينتفضون على واقعهم؟ وهم الذين سبق أن انتفضوا رفضاً لقرارات يعتبر تأثيرها أقل بكثير من تأثير هذا الارتفاع الجنوني لسعر الدولار، والجواب عن هذا السؤال يكاد يكون واحداً من قبل الناس والمختصين، وهو أن السلطة نجحت في إشغال المواطنين بلقمة عيشهم، وتمكنت من قمع انتفاضاتهم السابقة فباتوا يتهيّبون تكرارها، أو لا يأملون من تجارب مماثلة أي تغيير. وهذا الأمر تتحدث عنه سناء، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «أنا كنت من أوائل المشاركين في الانتفاضات الشعبية السابقة وأبرزها التي حصلت في عام 2019، لكنني اليوم أشعر باليأس من كل ما حصل ويحصل». وتضيف: «كنا نطمح لإحداث تغيير لكن للأسف السلطة كانت أقوى منا، وها أنا أحضر نفسي للهجرة مع عائلتي بعدما خسرنا كل أموالنا في المصارف... وبدل أن نتقاعد أنا وزوجي بعد سنوات في بلدنا ونعتاش من الأموال التي كنا ندخرها بدأنا نخطط للانتقال إلى بلد آخر والبدء من نقطة الصفر».

كذلك ترى جمانة أن الناس ينتظرون من يدفعهم أو يشجعهم للتظاهر لخوفهم من النتيجة، لكنها تضيف: «المواطنون الذين خرجوا في السابق إلى الشارع قد لا يملكون اليوم ثمن أجرة الطريق للانتقال إلى مكان التجمع، ويفضلون دفع أموالهم لتأمين ربطة الخبز».

ولا يختلف كلام المواطنين عن وجهة النظر العلمية التي تعبر عنها الأستاذة في علم النفس الاجتماعي منى فياض، رابطةً الجمود الذي يسيطر على الشارع اللبناني بـ«فقدان الأمل في التغيير»، معتبرة في الوقت عينه أن الانفجار قد يحصل بين ليلة وضحاها بسبب شرارة معينة ناتجة عن تغيّر ما. وتقول فياض لـ«الشرق الأوسط»: «الشعب اللبناني مرّ في السنوات الأربع الأخيرة بتجارب عدة أبرزها انتفاضة أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ومن ثم تحركات شعبية منها كبيرة ومنها محدودة بين عامي 2020 و2021، لكن المشكلة كانت في لامبالاة الطبقة السياسية والسلطة التي استمرت بسياساتها؛ لأن هناك من يحميها، وكأن شيئاً لم يكن، وهو ما أدى إلى ما وصلنا إليه اليوم». وتوضح: «خطة السلطة كانت إشغال الناس بلقمة عيشهم، وهو ما نجحت في تحقيقه بحيث بات المواطنون وكأنهم تحت تأثير الصدمة المترافقة مع نوع من اليأس من إمكانية التغيير، وبالتالي عدم جدوى التحرك لقناعتهم أن هناك شيئاً ما أقوى منهم سيمنعهم من تحقيق مطالبهم». وتلفت فياض إلى أن «الناس في لبنان، ورغم كل الغلاء وفوضى الأسعار، قادرون على تأمين لقمة عيشهم بما تيسّر لهم أو من خلال المساعدات التي تقدمها الجمعيات والمجتمع الدولي أو عبر أموال المغتربين التي يرسلها الأبناء إلى عائلاتهم، لكن تبقى المشكلة في عدم قدرة معظم اللبنانيين على الاستشفاء حيث يموت المرضى على أبواب المستشفيات أو من دون معرفة السبب». لكن هذا لا يعني أن الوضع سيبقى على ما هو عليه، وقد يحصل الانفجار في أي لحظة إذا حصلت أي إشارة ما أو أي تغيّر قد يمنح الأمل للناس بالتغيير، عندها سيعودون إلى الشارع».

وتتفاقم الأزمات المعيشية والاجتماعية في لبنان في السنوات الأخيرة بشكل دراماتيكي، وهو ما ينعكس على كل الفئات الاجتماعية وبشكل أساسي على الأمن الغذائي، وهو ما كان محور طاولة مستديرة حول الأمن الغذائي في جامعة القديس يوسف، أمس الأربعاء، حيث كشفت الأستاذة في الجامعة اللبنانية وخبيرة الأغذية في المجلس الوطني للبحوث العلمية مهى حطيط، عن نتائج دراسات أظهرت أن 73 في المائة من الشعب اللبناني يعانون انعدام الأمن الغذائي، وعدم تنوع الغذاء. وأوضحت: «راقبنا تغير الهرم الغذائي في لبنان، ولاحظنا تربع الخبز والمعكرونة على رأس الهرم من ثم تتبعه السكريات، ويأتي في المرتبة الثالثة الزعتر، ورابعاً الحليب ومشتقاته، وخامساً اللحم والدجاج وأخيراً السمك»، مضيفة: «تغيرت نوعية الأكل في لبنان، وتبين معنا في إحدى الدراسات، ولأول مرة منذ 21 عاماً، ارتفاع معدل التقزم عند الأطفال ومعدل البدانة. هذا مرده إلى أن الأطفال لا يحصلون على الفيتامينات والمعادن اللازمة لنمو سليم، وهذا ما يسمى (الجوع الخفي)»، واصفة المرحلة التي يمر بها لبنان بـ«الخطيرة».

 

"قناة اتصال مع باسيل"... معوض: سأدعم أي سياديّ بحوزته 65 صوتاً ... "من الممكن أن أربح أو أخسر أو أنسحب... ولا علاقة للملف بالاتفاق السعودي – الإيراني"

 LBCI/16 آذار/2023

شدد رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض على أن لا مساومة على المشروع الذي طرحه لدى ترشحّه رئاسة الجمهورية، معتبرا أن لا علاقة للملف الرئاسي اللبناني بالاتفاق السعودي - الإيراني. ورأى، أن التغيير الحقيقي على الساحة اللبنانية لن يحصل إلا من خلال حسن اختيار هوية رئيس الجمهورية الذي سننتخبه، مشيرا إلى أن الرهان ليس على الاتفاقات الإقليمية والدولية. وأشار إلى أن السعودية تقول إن رئاسة الجمهورية اللبنانية قضية لبنانية، قائلاً: "بناء الدولة اللبنانية مسؤولية سيادية"، واعتبر أن السعودية لا ترفض أو تقبل أي مرشح، بل تقول إن انتخاب رئيس هو شأن داخلي لبناني.

وعن الاتفاق السعودي- الإيراني، قال معوض: "المسار الذي حصل بين السعودية وإيران أنظر إليه بحذر وأمل لان المطلوب اليوم الخروج من لعبة الحرب في المنطقة وأن يكون النفوذ على أساس السياسة والاقتصاد". وأوضح معوض أنه ترشح للرئاسة تحت عناوين واضحة وهذا الترشح جمع إلى حدّ الآن عدداً وازناً من قوى المعارضة، لافتاً إلى أن ترشحه يمثّل مشروعاً وليس شخصاً وممكن أن أربح أو أخسر أو أنسحب، وأكد أنه سيدعم أي مرشح سيادي إصلاحي يستطيع الحصول على الـ65 صوتاً. وتمنى رئيس حركة الاستقلال أن نذهب إلى تسوية لان المواجهة ليست هدفنا، موضحا أن ما يعنيه بتسوية هو أكثرية فاعلة في مجلس النواب تطرح رئيسا إصلاحيا للجمهورية. ورأى أن المعارضة المشتتة لا تستطيع أن تقوم بأي خطوة، أولها انتخاب رئيس، أو اتخاذ أي قرار أو التصويت لأي قانون، مؤكدا أن على المعارضة التوحد لأن لا حل من دون التناغم بين رئيس إصلاحي وأكثرية نيابية. وشدد معوض على أنه لن يشارك بأي "ترقيعة" توصل رئيس ممانعة إلى سدّة الرئاسة، مشيرا إلى أن المشكلة ليست مع شخص رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بل مع أي رئيس ممانعة. وأكد أن هناك قناة اتصال بينه وبين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لكن هذا التواصل ما زال من دون نتيجة ولا يكفي أن يعارض باسيل ترشيح فرنجية بل عليه تحمل المسؤولية. وعن الخلاف بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال معوض: "على الرغم من وجود تباينات بيننا وبين الرئيس بري فعليه أن يعلم أنه لا يمكنه التصرف بهذا المنطق مع أحد وهو قال لاحقاً إن ما قاله بخصوصي خطأ".

 

"حُكمنا بالجزمة لكننا صمدنا وقاومنا"/الراعي: بشير الجميّل كان بمثابة نور للبنانيين ونفتقد لهكذا رجال دولة

نداء الوطن/16 آذار/2023

أقامت أكاديمية بشير الجميل، وبمناسبة الذكرى الرابعة على انطلاقتها، قداساً ألهياً في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، ترأسه غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بحضور النائب نديم الجميل، رئيس الأكاديمية المهندس الفراد الماضي، وحشد من خريجي الأكاديمية والطلاب وأهاليهم.

وقد القى الراعي عظة عبّر فيها بأننا "اليوم نحن في زمن الصوم، وهي فترة يقوم فيها الإنسان بالعودة إلى داخله، كي يلتمس نعمة الإيمان ويشعر بنور يسوع المسيح. وفي الحديث عن النور"، واعتبر أن "الرئيس بشير كان بمثابة نور للبنانيين، إذ أنه بثّ الأمل في النفوس لحظة إنتخابه، وتحلّق حوله الشعب من كافّة أطيافه. إلا أن هذا النور أزعج بعض المتضرّرين من قيام الدولة، فحاولوا إطفاءه". وتابع: "لكنّ فكر بشير الجميّل ونوره مستمران اليوم من خلال الأكاديمية والفضل يعود إلى العمل الدؤوب لرئيسها ومؤسسها وادارتها التي خرجت حتى اليوم 700 صبية وشاب من النخب المتميزة". أضاف: "إن بشير الجميّل كان رجل دولة وهذه صفة نفتقد اليها اليوم في لبنان". واعتبر الراعي انه "لن يكون سوى حلقة في سلسلة البطاركة المقاومين، وأن هذه السلسلة لم ولن تكسر، فالبطريركية المارونية مرت بظروف اقسى من التي نعيشها اليوم. إلا انها صمدت وتخطتها بفضل إرادة بطاركتها العظام، مؤكداً أن "دورنا كلبنانيين اليوم هو أن نبقى اقوى من الأحداث، صامدين غير خائفين ومتمسكين بتاريخ وطننا". أضاف: "حُكمنا بالجزمة ومرّت علينا ظروف صعبة وصمدنا وقاومنا وعلى الشباب التعلق بالوطن والا يسمحوا لليأس بالدخول الى قلوبهم وعقولهم لأن اليأس ممنوع في حياتنا". وقد شدّد الراعي في النهاية على ضرورة الحوار بين كافة أفرقاء الوطن للوصول إلى الحقيقة وهي لبنان الجامع لكافة اللبنانيين. كما قرأ عدد من خريجي الأكاديمية نوايا تناولت الكنيسة، البطريرك، بشير والقضية، لبنان، الوجود المسيحي وعلى نية الأكاديمية لتكمل رسالتها ومسيرته.

 

عبوة مجدو: صمت "حزب الله" يعزّز الرواية الإسرائيلية... و"الذئاب المنفردة" تتبنّى ..."استقالة سلامة" في جيب ميقاتي!

نداء الوطن/16 آذار/2023

بعد طول مناورات ولفّ ودوران، وصل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى مفترق طرق سيقوده قسراً اليوم إلى قصر العدل بعدما سُدّت كل المنافذ القانونية والقضائية والسياسية في وجهه، ليجد نفسه أمام "لحظة حقيقة" لطالما حاول تجنّب مواجهتها بمعيّة منظومة "الحكم والحاكمية" الراعية لقبضة "المافيا والميليشيا" على الدولة. لكن ومع "احتراق ورقته" دولياً، تسارعت داخلياً عملية "نفض الأيدي" من تبعات الاستمرار في تغطيته، لا سيما بعدما بيّن القضاء الأوروبي إصراراً وتصميماً على ملاحقته في شبهات تبييض الأموال والإثراء غير المشروع، بمعزل عن مجريات القضايا الملاحق بها أمام القضاء اللبناني، وهذا ما ثبت أمس من تطويق آخر محاولات سلامة للتملص من المثول أمام قضاة دوليين في لبنان بذريعة "الانتقاص من السيادة الوطنية". وإلى تأكيد وكيل حاكم مصرف لبنان أمس حضوره جلسة الإستجواب المحددة صباح اليوم إثر رفض النيابة العامة التمييزية وقاضي التحقيق الأول بالإنابة في بيروت شربل أبو سمرا المطالعة القانونية التي تقدم بها لتبرير تمنّعه عن حضور الجلسة التي كانت مقررة أمس برئاسة أبو سمرا ومشاركة القاضية الفرنسية اود بوروسي، لفت تطور قضائي بارز في القضية عبر ادعاء الدولة اللبنانية ممثلةً برئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، على الأخوين سلامة، رياض ورجا، وماريان الحويك، وكل مَن يظهره التحقيق، بجرائم "الرشوة والتزوير واستعمال المزوّر وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرّب الضريبي"، مع المطالبة بتوقيفهم وحجز أملاكهم وتجميد حساباتهم وحسابات أزواجهم وأولادهم القاصرين حفاظاً على حقوق الدولة اللبنانية.

وإذ رأى مصدر مواكب للقضية أنّ التطورات القضائية المتسارعة داخلياً وخارجياً تشي بأنّ "الخناق ضاق إلى أضيق الحدود على سلامة إلى درجة بات على الأرجح معها غير قادر وغير مؤهل للاستمرار على رأس حاكمية المصرف المركزي"، كشف في هذا الإطار أنّ "استقالته باتت في جيب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي"، ونقل معلومات تفيد بأنّ "الحاكم أودع ميقاتي كتاب الاستقالة ممهوراً بتوقيعه لكن من دون تحديد التاريخ بانتظار أن تحين اللحظة المناسبة للإعلان عنها في ضوء المستجدات القضائية"، مشيراً في سياق متقاطع إلى أنّ "رئيس الحكومة عقد قبل أيام اجتماعاً مطوّلاً مع النائب الأول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري تمهيداً ربما لمرحلة ما بعد استقالة سلامة".

وفي الغضون، تقدّم المشهد الأمني الإسرائيلي إلى واجهة الأحداث الحدودية مع لبنان في ضوء اتهام السلطات الإسرائيلية "حزب الله" بالضلوع في عملية تسلّل من الأراضي اللبنانية وزرع العبوة الناسفة التي انفجرت مطلع الأسبوع عند مفترق طريق مجدو جنوب حيفا، ما رفع حالة الإرتباك والاستنفار على المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، اضطر معها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى اختصار مدة زيارته إلى ألمانيا لإجراء مشاورات تتصل بـ"تطورات الأمن القومي"، فاجتمع مع وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، ورئيسي شعبتي العمليات والاستخبارات العسكرية، للتداول بـ"الخرق الأمني الخطير". وأعلن الجيش الإسرائيلي مساءً في بيان مشترك مع الشاباك والشرطة "تحييد وقتل منفذ العملية الذي عثر في حوزته على أسلحة وحزام ناسف جاهز للاستخدام"، وأضاف البيان أنّ التحقيق الأولي أظهر أن المنفذ "تسلل على ما يبدو من الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع، وأنه بعد الهجوم قام بتوقيف سيارة وطلب من السائق قيادتها شمالاً"، مع الإشارة إلى أنّ "تحقيقاً موسعاً" يجري حول العملية، يتم في إطاره فحص مدى مسؤولية "حزب الله" عنها. ورغم أنّ إسرائيل بنت اتهامها لـ"حزب الله" بالوقوف وراء "عبوة مجدو" على وقائع ذات صلة بطبيعة هذه العبوة "المصنوعة بطريقة عالية الاتقان غير مسبوقة على الساحة الفلسطينية، والتي تشبه العبوات الناسفة التي كان تتعرض لها القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان"، غير أنّ التزام "حزب الله" الصمت حيال هذه الاتهامات عزّز بطبيعة الحال الرواية الإسرائيلية، حسبما نوّهت جهات لبنانية رسمية، مشددةً في المقابل على "ضرورة مسارعة "الحزب" إلى نفي مسؤوليته عن عملية التسلل والتفجير درءاً لأي تداعيات خطرة على لبنان، خصوصاً وأنّ نتنياهو لن يتوانى عن استثمار أي ذريعة أمنية للهروب إلى الأمام من مأزقه الداخلي". وليل أمس، تناقلت وسائل إعلامية بياناً منسوباً إلى منظمة تطلق على نفسها اسم "المجلس الثوري لقوات الجليل - الذئاب المنفردة"، تبنّت فيه العملية الأمنية في مجدو، مؤكدةً "سلامة المنفّذ ووجوده في مكان آمن"، وأنّ كل ما تبثه الاستخبارات الإسرائيلية من أنباء حول العملية "عار عن الصحة جملةً وتفصيلا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الرياض: لا يمكن الإفصاح عن أهم نقاط الاتفاق مع طهران

مصدر سعودي أكَّد أنَّ بلاده لن تكون طرفاً في صراع الغرب مع الصين

الرياض: «الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

اعتبر مصدرٌ سعودي، أمس (الخميس)، أنَّ النقاط الأهم في الاتفاقية مع إيران «سرّية، ولا يمكن الإفصاح عنها». وكشف أنَّ الإيرانيين كانوا يسعون لعقد لقاءات مع مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى قبل الاتفاقية التي أبرمت في بكين، يوم الجمعة الماضي، ونصَّت على استئناف العلاقات المقطوعة بينهما منذ 2016، وإعادة فتح السفارتين خلال شهرين. وأعلن المصدر المسؤول عن دعم سعودي - إيراني مشترك حول الأزمة اليمنية، كاشفاً أنَّ توقيت توقيع الاتفاقية مع إيران لم يأتِ عبثاً من قبل المملكة. وأوضح المصدر أنَّ التفاوض مع إيران شمل احترام سيادة الدول، مفيداً بأنَّ الرياض تستطيع التعاون مع طهران لخدمة الطرفين. ووفقاً لقناة «العربية»، فإنَّ وفد التفاوض السعودي شمل ممثلين عن الدفاع والخارجية والاستخبارات وأمن الدولة، موضحاً أنَّ اجتماعات التفاوض السعودي - الإيراني استمرت في بكين لـ5 أيام، وتناولت 3 نقاط. وأشار إلى أنَّ الصين كانت لها مصلحة كبيرة في استقرار وسلاسة التجارة والملاحة في الخليج، مشدداً على أنَّ الدور الصيني يزيد الاطمئنان بالتزام إيران الاتفاق مع السعودية، وفقاً لـ«وول ستريت جورنال». وحسب المصدر، فإنَّ الصين ساعدت الرياض في الضغط على الطرف الإيراني أثناء المفاوضات، مؤكداً وجود التزام ثنائي أمني ودفاعي مع إيران بعدم الاعتداء عسكرياً وأمنياً واستخباراتياً. وأوضح أنَّ الرياض أبلغت حلفاءها، ومن ضمنهم الولايات المتحدة، قبل الذهاب إلى بكين والتوقيع مع إيران، وقال: «تلقينا دعماً ومباركة من حلفائنا على توقيع الاتفاق مع إيران»، وسط تأكيد بأنَّ المملكة ليست طرفاً في الصراع بين الغرب والصين.

 

رئيس الإمارات يبحث مع مستشار الأمن الإيراني قضايا الاهتمام المشترك

شمخاني التقى نظيره طحنون بن زايد في العاصمة أبوظبي

أبوظبي - طهران: «الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعلي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، العلاقات الثنائية وسبل مد جسور التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة. كما بحث الجانبان القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وأهمية العمل على دعم السلام والتعاون في المنطقة، بما يحقق تطلعات شعوبها للتنمية والازدهار. كان شمخاني اجتمع في وقت سابق اليوم مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد خلال زيارته لأبوظبي حيث بحثا جوانب العلاقات الثنائية وفرص تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية. وناقش الجانبان خلال اللقاء الذي عقد بين الطرفين في قصر الشاطئ بالعاصمة الإماراتية أبوظبي عدداً من القضايا محل الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها وأهمية بذل الجهود في سبيل استقرار وازدهار المنطقة. كانت وسائل إعلام إيرانية ذكرت أن شمخاني يزور أبوظبي تلبية لدعوة رسمية من الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان لبحث قضايا ثنائية وإقليمية ودولية، مشيرة إلى أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سيكون برفقة مسؤولين كبار في القطاعات الاقتصادية والمصرفية والأمنية إلى الإمارات.

وخفّضت الإمارات العلاقات مع إيران بعد أن قطعت السعودية علاقاتها مع طهران في يناير (كانون الثاني) 2016. تأتي زيارة شمخاني إلى أبوظبي، بعد أسبوع على توصل السعودية وإيران إلى اتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارات وممثليات البلدين خلال شهرين كحد أقصى، في خطوة لاقت ترحيباً واسع النطاق من كثير من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية. وضمّ الوفد الإيراني حاكم البنك المركزي، محمد رضا فرزين، ومسؤول الدائرة الخارجية بوزارة الاستخبارات، ومساعد وزير الخارجية لشؤون منطقة الخليج، حسبما أوردت وكالات أنباء إيرانية. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن شمخاني قوله لنظيره الإماراتي إن «انعدام الثقة في المنطقة الاستراتيجية المطلة على الخليج يمنع التنمية الاقتصادية، وهو مطلب للأعداء من خارج المنطقة». وذكرت وكالة «إرنا» الرسمية أن شمخاني «شدد في اللقاء أن التعاون الشامل والمستمر والبناء مع الجيران (استراتيجية ثابتة) في السياسة الخارجية الإيرانية». وصرح: «للخروج من التحديات الموجودة التي لا تخدم مصلحة أي دولة في المنطقة، يجب أن يحل التعاون والتقارب محل الخلافات والعداء».

وعدّ شمخاني «الخلافات وانعدام الثقة» بأنها «عقبة جدية أمام التنمية الاقتصادية للمنظمة، ومطلب للأعداء من خارج المنطقة». وقال شمخاني: «يجب أن نتحاور ونتعامل ونوسع التعاون السياسي والأمني والسياسي والثقافي لمنع الدور غير البناء للأجانب، من أجل زيادة الأمن والسلام والرفاهية لشعوب المنطقة».

ونسبت الوكالة الإيرانية إلى الشيخ طحنون قوله إن «التعاون والمودة» بين البلدين يحظيان بأهمية قصوى للإمارات. وفيما يخص اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، قال الشيخ طحنون لشمخاني إن هذا الاتفاق «يلعب دوراً بناءً في توسع السلام والاستقرار والأمن المستدام في المنطقة». وقال إن «تنمية العلاقات الودية والأخوية بين أبوظبي وطهران من بين أولويات الإمارات»، مشدداً على أن زيارة شمخاني «نقطة تحول في العلاقات البلدين، وستعطي تنمية العلاقات بين الجانبين زخماً أكبر»، وفقاً لوكالة «إرنا» الرسمية. بدوره، لفت شمخاني إلى أن جميع دول المنطقة «تشترك في المصير، وهي أعضاء أسرة كبيرة». وقال: «الخلافات العائلية يجب أن تحل بالحوار، وحسن النوايا والتسامح، لكي نتمكن جميعاً من التحرك باتجاه منطقة قوية ومتطورة، في عملية قائمة على المشاركة الجماعية». وقال شمخاني إن تبادل «الطاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمار على رأس أولويات طهران في إقامة العلاقات مع دول الجوار». وقال: «نظراً للأرضيات المناسبة التي أنشئت قبل عام لتنمية العلاقات الإيرانية - الإماراتية، اعتبر هذه الزيارة بداية ذات مغزى لدخول البلدين مرحلة جديدة من العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية». وقبل مغادرة طهران، قال شمخاني للصحافيين الإيرانيين، في مطار مهرآباد، إن «رؤية الحكومة الإيرانية حيال التعاون الإقليمي، التي يتم العمل بها في إطار دبلوماسية الجوار حالياً، تهدف إلى بناء منطقة قوية». وقال: «في حال توصلت الدول الإقليمية جميعاً إلى هذه القناعة بأنه فقط من خلال تضافر الجهود لبناء منطقة (مقتدرة) يمكن الحصول على أمن واستقرار مستدامين، عند ذلك تتوفر إمكانية التعويل على وقوع تطورات إيجابية حديثة على صعيد العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف داخل المنطقة». في وقت لاحق أمس، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، علي باقري كني، إن بلاده ستوفد سفيراً لها إلى الإمارات قريباً. وأضاف كني أن الإجراءات اللازمة لإيفاد السفير إلى أبوظبي دخلت حيز التنفيذ بعد إعادة الإمارات سفيرها إلى إيران، حسبما أوردت وسائل إعلام إيرانية. واعتبر مساعد وزير الخارجية أن العلاقات بين إيران والإمارات «لم تنقطع أبداً»، وإنما شهدت «تراجعاً» في المستوى.

 

اتفاق إماراتي ـ إيراني على «أولوية تنمية العلاقات»

أبوظبي - طهران: «الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

اتَّفقت أبوظبي وطهران أمس على «أولوية» تنمية العلاقات ومدّ جسور التعاون بين البلدين. وعقد رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أبوظبي أمس، محادثات مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يزور الإمارات، تطرَّقت إلى أهمية دعم السلام والتعاون في المنطقة، بما يحقق تطلعات شعوبها للتنمية والازدهار. كما أجرى شمخاني مباحثات مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، في أبوظبي، ركَّزت على العلاقات الثنائية وفرص تعزيزها وتطويرها، وتبادلا وجهات النظر بشأنها وأهمية بذل الجهود في سبيل استقرار وازدهار المنطقة. وضمَّ الوفد الإيراني حاكم البنك المركزي، محمد رضا فرزين، ومسؤول الدائرة الخارجية بوزارة الاستخبارات، ومساعد وزير الخارجية لشؤون منطقة الخليج، حسبما أوردت وكالات أنباء إيرانية. وقال شمخاني لنظيره الإماراتي إنَّه «للخروج من التحديات الموجودة التي لا تخدم مصلحة أي دولة في المنطقة، يجب أن يحلَّ التعاون والتقارب محلَ الخلافات والعداء». وأضاف شمخاني أنَّ «انعدام الثقة في المنطقة الاستراتيجية المطلة على الخليج يمنع التنمية الاقتصادية، وهو مطلب للأعداء من خارج المنطقة». وفيما يخصّ اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، قال الشيخ طحنون لشمخاني إنَّ هذا الاتفاق «يلعب دوراً بناءً في توسع السلام والاستقرار والأمن المستدام في المنطقة»، مضيفاً أنَّ تنمية العلاقات الودية والأخوية بين أبوظبي وطهران «من بين أولويات الإمارات»، حسبما أوردت وسائل إعلام إيرانية. ووصف شمخاني دول المنطقة بأعضاء أسرة كبيرة «تشترك في المصير». وقال إنَّ تبادل «الطاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمار على رأس أولويات طهران في إقامة العلاقات مع دول الجوار». وبعد ساعات، قال نائب وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، إنَّ بلاده في المراحل الأخيرة من إرسال سفيرها إلى أبوظبي. رئيس الإمارات يبحث مع مستشار الأمن الإيراني قضايا الاهتمام المشترك

 

مسؤولان إيرانيان: المرشد تحرك لتسريع وتيرة المحادثات مع السعودية وقالا إن الإحباط كان وراء تحرك خامنئي لطلب وساطة الصين

لندن: «الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

في مسعى لإنهاء عزلتها السياسية والاقتصادية، كانت إيران تحاول منذ عامين استعادة العلاقات مع الدولة العربية ذات الثقل والقوة النفطية الكبيرة، السعودية، حسبما أبلغ مسؤولان إيرانيان وكالة «رويترز». وقال مسؤولان إيرانيان إن المرشد علي خامنئي نفد صبره في سبتمبر (أيلول) الماضي حيال بطء وتيرة المحادثات الثنائية واستدعى فريقه لمناقشة سبل تسريع العملية، وهو ما أفضى إلى تدخل الصين. والدور السرّي للصين في النجاح الكبير الذي أُعلن عنه الأسبوع الماضي، أحدث هزة في موازين القوى بالشرق الأوسط، حيث ظلت الولايات المتحدة لعقود هي الوسيط الرئيسي.

وقال دبلوماسي إيراني مشارك في المحادثات «أبدى الصينيون استعدادهم لمساعدة طهران والرياض على تضييق الفجوات والتغلب على القضايا العالقة خلال المحادثات في عمان والعراق». وأُبرم الاتفاق بعد قطيعة دبلوماسية دامت سبع سنوات، بسبب الهجوم على مقر السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية ومقر قنصليتها في مدينة مشهد، في يناير (كانون الثاني) 2016. ورداً على سؤال عما إذا كان الاتفاق السعودي الإيراني سيكتمل، قال وانغ دي، الدبلوماسي الصيني البارز المشارك في المحادثات التي عُقدت في بكين، للصحافيين، إن التقارب كان عملية من دون توقعات بأن تُحل جميع القضايا بين عشية وضحاها. وكتب يانغ ليو، مراسل وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، على «تويتر»: «الشيء المهم هو أن يتحلى الجانبان بالجدية لتحسين العلاقات». وذكر مسؤول سعودي، لـ«رويترز»، أن بلاده بدأت في استكشاف سبل لفتح حوار مع إيران قبل عامين في العراق وعمان.

وأدى هذا إلى لحظة فارقة في ديسمبر (كانون الأول)، عندما زار الرئيس الصيني شي جينبينغ الرياض، حيث أعرب عن رغبته في التوسط لإجراء حوار بين السعودية وإيران. وحسب المسؤول السعودي فإن «المملكة رحّبت بالخطوة ووعدت بإرسال ملخص عن جولات الحوار السابقة إلى الجانب الصيني، وكذلك خطة عن الطريقة التي نعتقد أنه يمكننا بها استئناف هذه المحادثات». وأضاف أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، زار بكين في فبراير (شباط)، وقدم الصينيون له مقترحات الرياض التي قَبِلها الجانب الإيراني. - الوساطة الصينية «أفضل خيار»

وقال مسؤول إيراني إن الاتفاق غطّى مجموعة من القضايا شمّلت المخاوف الأمنية والقضايا الاقتصادية والسياسية. وأضاف: «لن أخوض في التفاصيل لكننا اتفقنا على أن أياً من البلدين لن يكون مصدراً لزعزعة استقرار البلد الآخر. وستستخدم إيران نفوذها في المنطقة، وبخاصة في اليمن، لمساعدة الرياض على تحقيق الأمن». وقال: «سيبذل الجانبان قصارى جهدهما للحفاظ على الأمن في الخليج، وضمان تدفق النفط، والعمل معاً على حل القضايا الإقليمية، بينما لن تشارك طهران والرياض في أي عدوان عسكري بعضهما ضد بعض». من جانبه، ذكر مصدر إقليمي ينتمي إلى الدائرة المقربة من خامنئي أن إيران «اختارت مسؤولها الكبير للأمن القومي علي شمخاني، لقيادة المفاوضات لأنه ينتمي إلى أقلية العرب». وقال مسؤول إيراني مطّلع على الاجتماعات: «الصين كانت الخيار الأفضل بالنظر إلى فقدان إيران الثقة في واشنطن وعلاقات بكين الودية مع السعودية وإيران. كما ستستفيد الصين من شرق أوسط هادئ بالنظر إلى احتياجاتها من الطاقة». وبعد عقود التوترات لن يكون استمرار الاحتكاكات مفاجأة. وقال مصدر إيراني مقرب من نخبة صنع القرار في إيران «هذا الاتفاق لا يعني أنه لن تكون هناك مشكلات أو صراعات بين طهران والرياض. إنه يعني أنه مهما حدث في المستقبل سيكون (تحت السيطرة)».

 

قائد القيادة المركزية الأميركية يؤكد أهمية «تنفيذ» اتفاق السعودية وإيران

كوريلا: ردع طهران أولوية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى

واشنطن: إيلي يوسف/17 آذار/2023

أكد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا أن «الاتفاق بين إيران والمملكة العربية السعودية هو تتويج لمناقشات كانت جارية على مدى عامين»، مشدداً على أن أهميته تكمن في التنفيذ. وقال كوريلا، في جلسة استماع مع قائد القيادة الأفريقية الجنرال مايكل لانغلي، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: «بينما كانت المناقشات جارية، في الأيام التسعين الماضية، قمنا بمنع 5 شحنات أسلحة رئيسية قادمة من إيران إلى اليمن». ونوّه القيادي في الجيش الأميركي بأن «تعقيد المشهدين الأمني والسياسي في المنطقة يقف وراءه إيران التي كانت أهدافها التوسعية في الأصل وراء قرار تشكيل القيادة المركزية عام 1983». وقال كوريلا: «إنه بعد 40 عاماً، وبينما تغيّر كثير من الجغرافيا السياسية والسياسة، ظل المشهد الأمني لهذا الجزء من العالم دون تغيير إلى حد كبير». وتابع: «من نواحٍ عدة، أصبحت المشكلات الأكثر إزعاجاً في المنطقة أكثر تعقيداً. الآن، وكما كانت الحال في السابق، تظل المنطقة المركزية جغرافياً في العالم بالغة الأهمية للمصالح الأمنية الأميركية، والتجارة العالمية، والطاقة العالمية، والأمن العالمي». وحذّر كوريلا من امتلاك إيران أكبر ترسانة صواريخ وأكثرها تنوعاً في الشرق الأوسط، بآلاف الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، بعضها قادر على ضرب الشرق الأوسط بالكامل والمشرق العربي، وامتلاك النظام الإيراني الآن أكبر قوة للطائرات دون طيار وأكثرها قدرة في المنطقة، فقد يؤدي حدوث اضطراب في نقاط الاختناق البحرية المتدفقة عبر الشرق الأوسط أو انتشار عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة إلى تهديد المصالح الوطنية الحيوية وتعريض الاقتصاد العالمي للخطر.

وقال إن «تطور القدرات العسكرية الإيرانية خلال الأربعين سنة الماضية لا مثيل له في المنطقة». وأضاف: «في الواقع، فإن فيلق الحرس الثوري، اليوم، لا يمكن التعرف عليه منذ 5 سنوات فقط». وأضاف أن «الأكثر إثارة للقلق هو أن إيران طوَّرت برنامجها النووي بحيث يمكن لطهران الآن إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي في أقل من 14 يوماً». بالإضافة إلى ذلك أشار كوريلا إلى أن «النظام يعمل بكثافة في عمليات المعلومات، بما في ذلك البث، وتنسيق الأنشطة غير الموثوقة، والهجمات الإلكترونية». وأضاف كوريلا: «يمكن القول إن ردع إيران أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى في تاريخ القيادة المركزية الأميركية؛ بسبب تلك القدرات»، مشدداً على أن إيران هي «اللاعب الأكثر زعزعة للاستقرار في المنطقة». وقال: «اليوم لا تُردع إيران عن أنشطتها الخبيثة، والتي تشمل التهديدات التقليدية للجيران، ودعم الجماعات العنيفة التي تعمل بالوكالة عنها، وتنشر الفوضى وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، وتدعم الحرب الروسية في أوكرانيا». وتابع أن «امتلاك إيران القدرات الصاروخية وقيامها أيضاً بتصنيع طائرات دون طيار متطورة بشكل متزايد لاستخدامها لإكراه جيرانها وترهيبهم ومضايقتهم، يشكلان تهديدات مستمرة لشركاء الولايات المتحدة وعشرات الآلاف من الأميركيين في الخليج». وقال: «إلى أن ساعدت الولايات المتحدة في تأمين الهدنة في اليمن، كانت إيران تستخدم اليمن بانتظام كأرض اختبار لهذه الأسلحة». وأكد أن «طهران لا تزال تُواصل تقديم الأسلحة والدعم والتوجيه للوكلاء في جميع أنحاء المنطقة الذين ينخرطون في أعمال إرهابية ويقوّضون الحكومات المحلية، وكل ذلك يعزز المصالح الإيرانية». وأضاف أن «القوات التي تعمل بالوكالة أصبحت أكثر جرأة وخطورة من خلال الانتشار المتزايد لهذه المركبات الجوية غير المأهولة، مما يسمح لها باستهداف مصالح الولايات المتحدة والشركاء بسرعة ومدى ودقة وقدرة تفجيرية متزايدة».

 

البرلمان الأوروبي يدعو إلى تحقيق أممي بحالات «تسميم» تلميذات في إيران

بروكسل: «الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

دعا نواب في البرلمان الأوروبي، أمس، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل في موجة من حالات التسمم طالت تلميذات في إيران. أفادت وسائل إعلام حكومية ومسؤولون في إيران بأن 13 ألفاً من تلاميذ المدارس، معظمهم من الفتيات، أصيبوا بإعياء بعد ما يُعتقد أنها «عمليات تسميم»، وأشار بعض السياسيين بأصابع الاتهام إلى الجماعات الدينية المعارضة لتعليم الفتيات. وأدان البرلمان الأوروبي في قرار «بأقوى العبارات، هذه المحاولة الشنيعة لإسكات النساء والفتيات في إيران». كما حثت الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي على تسهيل إصدار التأشيرات ومنح اللجوء والمنح الطارئة لأولئك الذين يحتاجون إلى مغادرة إيران «خصوصاً النساء والفتيات»، حسبما أوردته «رويترز». وفاقمت حالات الإعياء في المدارس حالة غضب عامة من السلطات تتزايد بالفعل منذ وفاة شابة في سبتمبر (أيلول) الماضي أثناء احتجازها لدى «شرطة الأخلاق»، وأدت إلى أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة في إيران منذ سنوات.

واتهم بعض النشطاء المؤسسة بتدبير عمليات التسميم انتقاماً لانضمام تلميذات إلى الاحتجاجات. وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، في وقت سابق من هذا الشهر، إن تسميم تلميذات المدارس جريمة «لا تُغتفر»، يجب أن تُعاقب بالإعدام إذا كانت متعمَّدة، حسبما ذكر التلفزيون الحكومي. وألقت إيران القبض على عدد من الأشخاص قالت إنهم على صلة بموجة التسميم، واتهمت البعض بصلتهم «بوسائل إعلام معارضة أجنبية». في هذه الأثناء، قال خبراء أمميون في بيان نشره مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، اليوم (الخميس)، إن «التسميم المتعمد» لتلميذات مدارس في إيران «دليل آخر» على استمرار «العنف» ضد النساء والفتيات في البلاد. وعبر الخبراء عن غضبهم من «التسميم المتعمد» لأكثر من 1200 تلميذة في عدة مدن إيرانية، و«فشل» السلطات الإيرانية في حمايتهن، وأشاروا إلى أنه تم الإبلاغ عن «هجمات من هذا النوع» ضد مدارس الفتيات في 91 مدرسة بأنحاء إيران، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف الخبراء الأمميون أنهم «منزعجون بشدة من حقيقة أن السلطات الإيرانية فشلت» في التحقيق بالهجمات ضد مدارس الفتيات لعدة أشهر، وإنكارها المتكرر لهذه الحوادث. وأكد الخبراء الأمميون أن السلطات الإيرانية «تقوم بإسكات كل من يحاول الإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان أو المطالبة بالمساءلة عنها» بحسب «وكالة أنباء العالم العربي». وقال الخبراء إن العشرات من النساء والفتيات المدافعات عن حقوق الإنسان ممن شاركن في الاحتجاجات الأخيرة في البلاد ما زلن في السجون، وبعضهن صدرت ضدهن أحكام بالسجن. وأضافوا أن النساء والفتيات في إيران «هدف لأسوأ أشكال التمييز والعنف الممنهج».

 

توقيف ناشطة إيرانية مجدداً بعد ساعات من الإفراج عنها

باريس/الشرق الأوسط/17 آذار/2023

أعلن ناشطون، أمس، أن الناشطة والصحافية الإيرانية سبيدة غوليان التي أعلنت الأربعاء الإفراج عنها بعد 4 سنوات في السجن، أوقفت مجدداً. وكانت غوليان كتبت على «تويتر» و«إنستغرام»: «الآن أنا حرّة. آمل في أن تنال إيران حريّتها!». ونشرت مقطع فيديو لها وهي تخرج من سجن إيفين في طهران حاملة باقة من الزهور. وأظهر مقطع الفيديو غوليان وهي تغادر السجن مرتدية الزي التقليدي وتردد شعاراً ضد المرشد الإيراني علي خامنئي. كما أنها لم تكن تضع حجاباً، في تحدٍ لقواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في إيران. وقالت «وكالة نشطاء حقوق الإنسان في إيران (هرانا)» إنه أعيد اعتقال غوليان الأربعاء في أثناء عودتها بالسيارة مع عائلتها إلى منزلهم بمدينة دزفول جنوب غربي البلاد. لم يكن لدى المنظمة غير الحكومية معلومات حول مكان اعتقال الشابة أو الاتهامات الموجهة إليها، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأوقفت غوليان (28 عاماً)؛ التي تعدّ من أبرز النساء المحتجزات في إيران والتي يصنفها الناشطون سجينة سياسية؛ للمرة الأولى في عام 2018 بعد دعمها احتجاجاً عمالياً في غرب إيران. ثم أُطلق سراحها لفترة وجيزة بكفالة، لكنها احتجزت مجدداً في يناير (كانون الثاني) 2019 وحكم عليها بالسجن 5 سنوات بتهم تتعلق بالأمن القومي. وأصبحت في السجن، من خلال رسائل موجهة إلى داعميها، صوتاً قوياً ضد الانتهاكات التي تقول إن النساء يتعرضن لها في السجون الإيرانية. وأعربت عن أملها في الإفراج عن نساء أخريات يعدّهن ناشطون سجينات سياسيات؛ من بينهن الناشطة المدافعة عن البيئة نيلوفر بياني، والناشطة في مجال حقوق المرأة بهاره هدات، والألمانية - الإيرانية ناهد تقوي. وأوقف كثير من النساء المحتجزات في إيران قبل مدة طويلة من الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي التي اعتقلتها الشرطة بدعوى «سوء الحجاب». لكن أعدادهن ارتفعت مع حملة القمع التي تلت ذلك. وأفرج عن بعض المحتجزات في الأسابيع الأخيرة، من بينهن الباحثة الفرنسية - الإيرانية فريبا عادلخاه، لكنّ ناشطين عدّوا العفو «مناورة علاقات عامة» وما زالت شخصيات بارزة تقبع خلف القضبان.

 

بطريرك موسكو يدين إنذاراً بطرد رهبان من دير تاريخي في أوكرانيا

موسكو: «الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

اعتبر بطريرك الأرثوذكس الروسي كيريل، اليوم (الخميس)، أن إعلان فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الذي كان تابعاً حتى الآونة الأخيرة لبطريركية موسكو، عن إنذار بطرد رهبان من دير رمزي في كييف يوصف بأنه «مهد» الأرثوذكسية الروسية، «رهيب». وفي أوج النزاع المسلح مع روسيا، طالبت السلطات الأوكرانية، الأسبوع الماضي، بمغادرة رهبان «دير الكهوف» في كييف قبل 29 مارس (آذار)، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال البطريرك كيريل رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في رسالة فيديو نشرها مكتبه الإعلامي إن «الإنذار الذي وجهته سلطات الدولة (الأوكرانية)، والذي يستهدف (دير الكهوف) في كييف، يشكل عملاً رهيباً يقارن باضطهاد الإيمان في أوقات المعصية». وهذا الدير الذي تأسس في القرن الحادي عشر، المدرج على «لائحة التراث العالمي لليونيسكو»، والمطل على ضفاف نهر الدنيبر، يؤوي رهباناً هم جزء من فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التي كانت تتبع قبل الحرب بطريركية موسكو. وأعلنت كنيستهم، في مايو (أيار)، قطع علاقاتها مع روسيا، حيث يدعم البطريرك كيريل بقوة الهجوم الروسي. ولا تزال الحكومة الأوكرانية تعتقد أن هذه الكنيسة لا تزال تتبع، بحكم الواقع، موسكو. والجمعة الماضي، أعلن وزير الثقافة الأوكراني، أولكسندر تكاتشينكو، إنهاء عقد الإيجار الذي سمح لهذه الكنيسة باستئجار قسم من الدير مجاناً. ودعاه البطريرك كيريل إلى بذل «كل الجهود الممكنة» لوقف طرد الرهبان؛ ما سيؤدي، بحسب قوله، إلى «انتهاك حقوق ملايين المؤمنين الأوكرانيين». وقال: «هذا الدير يشكل أصل التقاليد الروحية والرهبانية المشتركة للشعوب الروسية والأوكرانية والبيلاروسية... إنه مهد حضارتنا وثقافتنا الوطنية». وكان كيريل برر في السابق غزو أوكرانيا، مؤكداً أن الشعبين الروسي والأوكراني كانا شقيقين تم فصلهما قسراً، لا سيما من قبل الغرب. وهي وجهة نظر رفضتها الحكومة الأوكرانية مندِّدة بحرب ما بعد الاستعمار والإمبريالية، بقيادة الكرملين، وقامت بمضاعفة المداهمات والملاحقات التي تستهدف كنائس وكهنة يُعتبرون مقربين من موسكو. من جهتها، نددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بـ«عدم وجود رد فعل»، من الأمم المتحدة بهذا الشأن، وهو «أمر غير مقبول على الإطلاق»، متهمةً الحكومة الأوكرانية باتخاذ قرار «غير قانوني في إطار معاداتها المفرطة لروسيا». وقالت: «ندين بشدة هذه الأعمال التي تمثل انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان وتمييزاً بحق ملايين المسيحيين الأرثوذكس»، وحضت «المنظمات الدولية على استخدام نفوذها على السلطات الأوكرانية لوقف هذا الاضطهاد».

 

البيت الأبيض: محادثات بين شي جينبينغ وزيلينسكي ستكون «أمراً جيداً»

واشنطن: «الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، اليوم (الخميس)، أن محادثة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الصيني شي جينبينغ ستكون «أمراً جيداً جداً». وأكد أن الولايات المتحدة كانت «تشجع» منذ فترة طويلة مثل هذا الاتصال، قائلاً: «نعتقد أنه من المهم جداً أن يستمع الصينيون إلى وجهة نظر الأوكرانيين، وليس فقط وجهة نظر (فلاديمير) بوتين». وكان الرئيس الأوكراني أعلن في نهاية فبراير (شباط) أنه يتوقع لقاء مع الرئيس الصيني، فيما قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، مطلع الأسبوع، إن شي جينبينغ يعتزم التحدث قريباً إلى نظيره الأوكراني، ما سيشكل أول محادثة بينهما منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من سنة. وأوضحت الصحيفة أن المكالمة يمكن أن تتم بعد زيارة الرئيس الصيني المرتقبة الأسبوع المقبل إلى موسكو. ولم تعلن الصين إدانتها أو دعمها الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل واضح، لكنها تقدم دعماً دبلوماسياً لموسكو. وفي 24 فبراير الماضي، بعد سنة من الغزو الروسي لأوكرانيا، نشرت بكين وثيقة من 12 نقطة تدعو موسكو وكييف إلى إجراء محادثات سلام. لكن إذا كانت الصين تسعى لطرح نفسها كوسيط في هذا النزاع، فإن موقعها كحليفة لروسيا يطرح شكوكاً لدى الغربيين حيال دورها. واتهمت الولايات المتحدة بكين في الآونة الأخيرة بأنها تعتزم تزويد روسيا بأسلحة، وهو ما نفته الصين.

 

قادة البنتاغون يتواصلون مع نظرائهم الروس قبل الإفراج عن فيديو تصادم الطائرتين

موسكو تعزو حادث المسيّرة إلى تزايد النشاط «الاستخباراتي» الأميركي

واشنطن: إيلي يوسف/«الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

أصدرت القيادة الأوروبية في البنتاغون، الخميس، أول صور فيديو، رفعت عنها السرية، للحادث الذي أدى إلى سقوط الطائرة الأميركية المسيرة في البحر الأسود، بعدما صدمتها طائرة مقاتلة روسية. ويُظهر مقطع الفيديو الملون الذي تبلغ مدته 42 ثانية، مرورين عاليي السرعة لطائرة روسية مقاتلة من طراز «سو - 27»، وقيامها في كل مرة برش الوقود من حمولتها على الطائرة الأميركية، «ريبر أم كيو - 9». وقال البنتاغون إنه في المرور الأخير للطائرة الروسية، قامت بصدم الطائرة المسيرة، من دون أن تظهر في اللقطات عملية التصادم. وأضاف البنتاغون أن كاميرا المسيرة تعطلت لمدة 60 ثانية تقريباً، ثم يُستأنف الفيديو، وتظهر المروحة التالفة للطائرة. ولم يصدر بعد أي تعليق روسي على نشر البنتاغون للفيديو، علماً بأن موسكو كانت نفت ارتكابها أي مخالفات، وألقت باللوم في تحطم الطائرة في البداية على «مناورات خاطئة» من جانب مشغلي الطائرات المسيرة الأميركية. واتهم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن روسيا بـ«السلوك الخطير والمتهور وغير المهني»، ملقياً باللوم على موسكو في إسقاط الطائرة من دون طيار. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن للصحافيين، الأربعاء، خلال رحلة إلى إثيوبيا: «سنقوم بتنسيق وثيق مع الحلفاء والشركاء في نهاية التحقيق... لا يمكنني الحديث في هذه المرحلة عن الدافع أو النية». وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها تخلصت من المواد والمعلومات السرية التي جمعتها الطائرة قبل سقوطها في البحر، للحد من إمكان تسرب المعلومات الاستخبارية والتقنية، إذا تمكن الروس من انتشال حطامها. وقال مسؤول في وزارة الدفاع إن البنتاغون «محا» عن بعد معلومات استخباراتية حساسة من الطائرة.

من ناحيتها، أكدت روسيا أنها ستحاول استعادة الحطام. لكن سكرتير مجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف، قال إنه «لا يعرف ما إذا كنا سنكون قادرين على الحصول عليها أم لا، لكننا بحاجة إلى القيام بذلك، وسنعمل بالتأكيد على ذلك». وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، للصحافيين في البنتاغون، إن الطائرة من دون طيار غرقت في المياه بعمق 4 إلى 5 آلاف قدم، مما يجعل انتشالها صعباً. وقال إن مسؤولي وزارة الدفاع لم يقرروا ما إذا كانوا سيحاولون انتشال الأنقاض. ولا يوجد لدى البحرية الأميركية حالياً أي سفن في البحر الأسود. وقال ميلي: «في ما يتعلق بفقدان أي شيء من الذكاء الحساس، وما إلى ذلك، كالمعتاد، سنتخذ إجراءات مخففة، لذلك نحن واثقون تماماً من أن كل ما كان ذا قيمة لم يعد ذا قيمة». إلى ذلك أجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوست، مكالمة هاتفية نادرة مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، بعد حادث التصادم، في ما بدا أنه مسعى أميركي للتحرك بسرعة، للحد من تداعيات الحادث وخفض التوتر المتزايد أصلاً بين البلدين. وقال أوستن إنه اتصل بشويغو يوم الأربعاء لـ«تنقية الجو». لكنه أضاف أن «مجرد إجراء محادثة أمر مهم بالنظر إلى الأحداث». وأضاف: «كما قلت مراراً وتكراراً، من المهم أن تكون القوى العظمى نماذج للشفافية والتواصل، وستواصل الولايات المتحدة الطيران والعمل حيثما يسمح القانون الدولي بذلك». وأبلغ وزير الدفاع الروسي نظيره الأميركي بأن «تزايد» النشاط الاستخباراتي الأميركي ضد روسيا أدى إلى حادث المسيرة. وقال شويغو لأوستن إن «تزايد النشاط الاستخباراتي ضد مصالح الاتحاد الروسي»، إضافة إلى «عدم التقيد بمنطقة حظر الطيران» المعلنة من موسكو، أديا إلى الحادث مع مسيرة أميركية، وفق بيان لوزارة الدفاع. وحذّرت وزارة الدفاع الروسية من أنها سترد «بشكل متناسب» على أي «استفزاز» أميركي في المستقبل. وجاء في بيانها أن «تحليق طائرات استراتيجية أميركية غير مأهولة قبالة سواحل القرم هو ذو طبيعة استفزازية، مما يهيّئ الأجواء لتصعيد الأوضاع في منطقة البحر الأسود». وأشارت الوزارة إلى أن روسيا «ستستمر بالرد بشكل مناسب على كل الاستفزازات». بدوره، قال الجنرال مارك ميلي إنه أجرى محادثة مع نظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف. وقال متحدث باسم ميلي، في بيان قصير، إنهما ناقشا «العديد من القضايا الأمنية المثيرة للقلق».

 

بكين تحضُّ كييف وموسكو على التفاوض والأسد يريد حضوراً عسكرياً روسياً أكبر في سوريا

موسكو: رائد جبر - كييف. بكين: «الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

حضَّ وزير الخارجية الصيني تشين غانغ في محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا أمس الخميس على التفاوض، من أجل السلام «في أقرب وقت»، بينما قالت كييف إنَّ النقاشَ تناول أيضاً أهمية وحدة أراضي أوكرانيا. وقال تشين في بيان إنَّ «الصين تخشى أن تتصاعدَ الأزمة وتخرج عن نطاق السيطرة، وتأمل أن يحافظ الطرفان على الهدوء، وأن يمارسا ضبطَ النفس، ويستأنفا محادثات السلام في أقرب وقت ممكن، وأن يعودا إلى طريق التسوية السياسية». وجاءت هذه المكالمة قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني إلى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، ووسط اهتمام واسع بالمبادرة التي طرحتها بكين للسلام في أوكرانيا. وبدوره، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أمس أنَّ محادثة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الصيني شي جينبينغ ستكون «أمراً جيداً جداً». وأكد أنَّ الولايات المتحدة كانت «تشجّع» منذ فترة طويلة مثل هذا الاتصال قائلاً «نعتقد أنَّه من المهم جداً أن يستمعَ الصينيون إلى وجهة نظر الأوكرانيين، وليس فقط وجهة نظر بوتين». وجاءت هذه التطورات تزامناً مع إبداء الرئيس السوري بشار الأسد من موسكو أمس، غداةَ اجتماعه مع الرئيس بوتين، رغبتَه في حضورٍ عسكري روسي أكبر في سوريا. وقال الأسد إنَّ دمشق مستعدة لاستقبال قواتٍ وقواعدَ عسكرية روسية جديدة، مع تزويدها بأحدث طرز الأسلحة. وقال الأسد من جهة أخرى إنَّه سيلتقي نظيره التركي رجب طيب أردوغان، فقط عندما تكون تركيا مستعدة لسحب جيشها بالكامل من شمال سوريا، وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب السورية. الأسد يفتح أبوابه أمام التمدد العسكري الروسي... ويجدد شروطه للقاء إردوغان

وضع روسيا في باخموت «صعب»... وكييف «غير مستعدة» لسحب قواتها

 

وضع روسيا في باخموت «صعب»... وكييف «غير مستعدة» لسحب قواتها

برلين ترى من «المهم جداً» تأمين ذخائر «بسرعة» لأوكرانيا... وفرنسا متهمة بإبطاء حزمة عسكرية أوروبية

برلين - كييف - لندن: «الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

تحاول وحدات روسية، بقيادة قوات مجموعة فاغنر الخاصة، السيطرة على باخموت بأي ثمن، ونجحت حتى الآن في حصار المدينة من ثلاث جهات، لكن حاكم منطقة دونيتسك المعين من قبل موسكو دنيس بوشلين أكد أمس الخميس أن وضع القوات الروسية التي تحاول السيطرة على المدينة «صعب» في ظل غياب المؤشرات على استعداد كييف لإصدار أوامر سحب قواتها. وتصر القيادة العسكرية الأوكرانية على عدم التنازل عن مدينة باخموت المحاصرة من ثلاث جهات للقوات الروسية. وكان قد أكد مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن أعضاء القيادة العليا وافقوا بالإجماع على مواصلة الدفاع عن المدينة بعد أشهر من القتال الضاري. وقال حاكم دونيتسك، بافلو كيريلينكو، إن أقل من ثلاثة آلاف شخص بينهم 33 طفلا ما زالوا في المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا. وأضاف: «هناك أشخاص يرفضون المغادرة تماما»، مشيرا إلى أن جهود الإجلاء مستمرة، وفقا لصحيفة «كييف إندبندنت».

وتحاول القوات الروسية بقيادة مجموعة فاغنر تطويق المدينة والاستيلاء عليها منذ شهور، فيما تحولت إلى واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام. وتقول روسيا، التي تشير إلى باخموت باسمها في الحقبة السوفياتية (أرتيوموفسك)، إن السيطرة على المدينة ستتيح لها شن المزيد من الهجمات بشكل أكثر توغلا في الأراضي الأوكرانية التي تقول إنها تقاتل من أجل «تحريرها». وقال بوشلين في مقابلة عبر التلفزيون الرسمي أمس الخميس «لا يزال الوضع في أرتيوموفسك معقدا وصعبا». وأضاف «لا نرى أن هناك أي أساس لافتراض أن العدو سيسحب وحداته ببساطة». وقال رئيس فاغنر يفجيني بريجوجن إن قواته تسيطر عمليا على نصف المدينة، ولم يبق سوى مخرج واحد متاح للقوات الأوكرانية. قالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديثها أمس الخميس، إن الهجوم الروسي على بلدة فوليدر قد يكون فقد وتيرته. وأضافت وزارة الدفاع أن الهجوم كان ضمن سلسلة من الهجمات الروسية الفاشلة في الأشهر الثلاثة الماضية التي أسفرت عن خسائر كبيرة. وتابعت أن الانتكاسات الروسية ترجع في جزء منها إلى النشر الأوكراني الناجح لنظام يعرف بنظام الألغام المضادة للمدرعات عن بعد. وتردد أنه يمكن أن ينثر ألغاما مضادة للمدرعات لما يصل إلى 17 كيلومترا من نقطة الإطلاق. وفي بعض الحالات، أسقطتها أوكرانيا فوق وخلف القوات الروسية المتقدمة. وتطالب كييف منذ أسابيع بالمزيد من الذخيرة للدفاع عن نفسها مع اشتداد المعارك في باخموت. ويحذر الجيش الأوكراني باستمرار من نقص في القذائف من عيار 155 ملم للمدافع التي يستخدمها. وأعلن المفوض الأوروبي للصناعة تييري بروتون مؤخرا أن أوروبا ستتحرك لزيادة إنتاجها من الذخائر الموجهة إلى أوكرانيا بما يشمل «15 مصنعا في 11 بلدا من الاتحاد». وصرح لإذاعة راديو مونت كارلو الاثنين «علينا التحرك بسرعة كبيرة، فالحرب المأساوية في أوكرانيا التي بدأها فلاديمير بوتين، بصدد التحول إلى حرب خنادق وجها لوجه، وثمة سباق بالطبع لإرسال أكبر قدر من الذخيرة من الجانبين»، مشيرا إلى أن الأوكرانيين «يعتمدون» على أوروبا لإمدادهم بالذخائر.

وذكرت صحيفة تليغراف البريطانية أن فرنسا متهمة بإبطاء حزمة للاتحاد الأوروبي بقيمة ملياري يورو (2.12 مليار دولار) لشراء أسلحة لأوكرانيا من خلال المطالبة بتصنيع الذخائر داخل الاتحاد. ونقلت الصحيفة عن مصادر أوروبية قولها إن «باريس أرادت ضمانات بأن الاتفاق على شراء أسلحة بشكل مشترك ينبغي أن يفيد فقط الشركات الموجودة داخل الاتحاد الأوروبي». أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز الخميس أنه من «المهم جدا» تأمين ذخائر «بسرعة» لأوكرانيا من أجل التصدي للاجتياح الروسي. وقال شولتز في خطاب أمام نواب البوندستاغ «سنقرر مع شركائنا الأوروبيين تدابير جديدة لضمان إمدادات أفضل ومتواصلة» من الذخائر لأوكرانيا، خلال قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل. وأضاف السياسي الاشتراكي الديمقراطي: «من المهم بشكل خاص تماما أن يتم تزويد أوكرانيا بسرعة بالذخيرة اللازمة. سنقر خلال المجلس الأوروبي مع شركاء آخرين في الاتحاد الأوروبي المزيد من التدابير لتحقيق إمداد أفضل ومستمر». وقال إن ألمانيا «مستعدة لفتح مشاريعها للإمداد للدول الأعضاء الأخرى» في الاتحاد الأوروبي. وأكد مجددا أن القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا «ستواصل دعمها السياسي والمالي والإنساني والعسكري لأوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا».

وأكد الرئيس التنفيذي لمجموعة راينميتال الألمانية لتصنيع الأسلحة، أرمين بابرجر، عرض مجموعته الخاص بإنشاء مصنع في أوكرانيا لإنتاج الدبابة «بانثر» الجديدة. وقال بابرجر أمام صحافيين في دوسلدورف أمس الخميس إن إنشاء أوكرانيا للمصنع سيستغرق ما يتراوح بين 12 و14 شهرا. وأعلن بابرجر أن راينميتال تعتزم خلال الـ15 شهرا المقبلة البدء في إنتاج هذه الدبابة التي كانت المجموعة قدمتها في منتصف عام 2022. وأوضح بابرجر أن راينميتال أو شركة محاصة بين راينميتال والحكومة الأوكرانية ستقوم باستئجار هذا المصنع مشيرا إلى أن الإنتاج اللاحق للدبابة في المصنع سيستغرق شهورا أخرى «سنكون عندئذ في نهاية 2024 عندما ينتهي الأمر».

ومن المنتظر أن توفر راينميتال أنظمة دفاع جوي لحماية هذا المصنع. في الوقت نفسه، أكد بابرجر أنه لم يتم اتخاذ قرار سواء من جانب الحكومة الأوكرانية أو من الحكومة الألمانية بخصوص بناء المصنع «نتوقع أن هذا القرار سيصدر على الأرجح في غضون الشهرين المقبلين». وردا على سؤال حول ما إذا كان لدى راينميتال خطط لبناء مصنع لدبابات بانثر في دول أخرى، قال بابرجر: «نعم لدينا القدرة على إنتاج بانثر في المجر» لكنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل. أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا الخميس أن وارسو ستنقل إلى أوكرانيا أربع طائرات مقاتلة سوفياتية التصميم من طراز ميغ - 29 خلال الأيام المقبلة. وقال دودا للصحافيين «في مرحلة أولى سننقل خلال الأيام المقبلة أربع طائرات تعمل بشكل كامل لأوكرانيا». وبولندا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) تعتبر المركز الرئيسي لنقل المساعدة العسكرية الغربية إلى أوكرانيا. وقال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك، في مقابلة مع راديو 1، إن بولندا تجري محادثات مع سلوفاكيا بشأن نقل الطائرات إلى أوكرانيا. وأضاف بلاشتشاك أن الخطة هي نقل الطائرات التي تعود إلى الحقبة السوفياتية من خلال «تحالف أوسع» من الدول، دون أن يذكر أسماء الأعضاء الآخرين في المجموعة. وقال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن تسليم الطائرات يمكن أن يتم في الأسابيع الأربعة المقبلة، وهي خطوة من شأنها تخطي العتبة بين دول «الناتو» التي ترفض تقديم القوة الجوية لكييف. وتمكن جهاز الاستخبارات البولندي من تفكيك شبكة جواسيس يشتبه أنهم روس، وقال وزير الدفاع ماريوش بلاشتشاك لإذاعة بولسكي العامة أمس الخميس، «جرى تفكيك كل شبكة التجسس». وأضاف بلاشتشاك أنه كان هناك تهديد حقيقي لبولندا. وتابع «لقد كانت هذه شبكة تجسس واضحة لجمع المعلومات لصالح من يهاجمون أوكرانيا ويرتكبون جرائم حرب هناك». ووفقا للمعلومات غير الرسمية من محطة «آر إف إم دوت إف إم» الإذاعية، فإن الشبكة كانت مهتمة في الأساس بالتجسس على خطوط السكة الحديد. وأضاف التقرير أن أجهزة الاستخبارات البولندية اكتشفت كاميرات مخبأة في طرق مهمة وتقاطعات في السكك الحديدية والتي كانت تسجل الحركة على القضبان وتنقل الصور إلى الإنترنت.

 

هل يخفف ممر الحبوب في أوكرانيا أزمة الغذاء العالمية؟

موسكو وافقت على تمديد اتفاق البحر الأسود 60 يوماً فقط... لكن المفاوضات مستمرة

لندن – أنقرة/«الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

اقترحت روسيا تجديد مبادرة مدعومة من الأمم المتحدة وتركيا تسمح بتصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود لمدة 60 يوماً فقط. وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار: «بدأنا مفاوضات لتمديد صفقة الحبوب لـ120 يوماً أخرى... أجرينا محادثات مع الجانبين الروسي والأوكراني على المستوى الفني، ونواصل المحادثات على المستوى الوزاري». وعبر أكار، في تصريحات، عن أمله في التوصل إلى تفاهم لتمديد فترة سريان الاتفاق خلال فترة قصيرة، مضيفاً أن «هذه الصفقة مهمة بالنسبة للسلام الدولي والإقليمي؛ إذ إنها أثرت بشكل جدي في استقرار الأسعار، ونجري مفاوضات لتمديدها 120 يوماً، بدلاً تم تمديدها 60 يوماً. وسيقيّم الجانبان (الروسي والأوكراني) هذا الاقتراح، وسيتخذان قرارهما. آمل بأن نحل هذه المسألة بأسرع ما يمكن». وأوضح أكار أن الأطراف المعنية بدأت التفاوض حول فكرة التمديد، وستعلن قراراتها حول الموضوع بعد إجراء التقييمات اللازمة، مشيراً إلى أنه تم حتى الآن شحن أكثر من 24 مليون طن من الحبوب بموجب الاتفاق الموقع في إسطنبول في 22 يوليو (تموز) 2022، والذي ينتهي العمل به في 18 مارس (آذار) الحالي، بعد تمديده للمرة الأولى في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لمدة 120 يوماً. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن المنظمة الدولية تواصل الدعوة لتنفيذ صفقة الحبوب، وتنفيذ الجزء المتعلق بتصدير الأغذية والأسمدة الروسية. واتهمت وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق، الدول الغربية بالعمل على تخريب صفقة الحبوب، من خلال تنفيذ جزء واحد من بنود الاتفاقية، وهو الجزء المتعلق بصادرات الحبوب والمنتجات الغذائية الأوكرانية فقط. وينص اتفاق إسطنبول على نقل الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة الأوكرانية من 3 موانئ أوكرانية عبر البحر الأسود، وإلغاء العقوبات المفروضة على تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية. وتقول روسيا إن الشق المتعلق بمنتجاتها لم ينفذ. وأتاح الاتفاق ممراً آمناً لعبور السفن المحمّلة بالحبوب؛ بهدف الحد من النقص العالمي في إمدادات الغذاء من خلال السماح باستئناف الصادرات من ثلاثة موانئ في أوكرانيا، وهي منتج رئيسي للحبوب والبذور الزيتية.

* ما المنتجات التي يجري تصديرها؟

بموجب الاتفاق الذي ينص على إنشاء ممر آمن لعبور السفن، شُحن نحو 24.6 مليون طن من المنتجات الزراعية، منها 12.2 مليون طن من الذرة. وبلغت شحنات القمح نحو 6.7 مليون طن، فيما شملت السلع الأخرى بذور اللفت وزيت دوار الشمس وطحين دوار الشمس والشعير. وتوجهت معظم هذه الشحنات إلى الصين (5.4 مليون طن)، وإسبانيا (4.3 مليون طن)، وتركيا (2.7 مليون طن).

* ما النقاط التي يمكن تغييرها في الاتفاق؟

التغيير الرئيسي المحتمل في الاتفاق هو تقليص مدة تجديده إلى 60 يوماً بدلاً من 120 يوماً، وهو ما تدعمه روسيا، ولكن تعارضه أوكرانيا.

ويكتسب تقليص المدة أهمية كبيرة؛ إذ عادة ما تتأخر شحنات الحبوب في الفترة التي تسبق تاريخ التجديد بسبب المخاطر المحتملة من انهيار الاتفاق، والذي سيؤدي في حالة حدوثه إلى تقطع السبل بالعديد من السفن في المنطقة. وقالت مصادر صناعية، كما نقلت عنها «رويترز»، إن نحو 60 سفينة تجارية لا تزال عالقة حول الموانئ الأوكرانية، مقارنة مع أكثر من 90 سفينة كانت عالقة في فبراير (شباط) 2022، عندما اجتاحت روسيا أوكرانيا، وكان معظمها يحمل شحنات غذائية. لذلك من المحتمل أن يؤدي تقليص مدة تجديد الاتفاق إلى انخفاض ملحوظ في حجم شحنات الحبوب والبذور الزيتية التي تخرج من أوكرانيا عبر الممر المائي، بسبب قلق الشركات مما قد يحدث للشحنات.

وقالت مصادر تجارية إن شركات الشحن ترفض السماح لسفنها بالإبحار عبر الممر إلى حين معرفة نتيجة المحادثات الجارية بشأن الاتفاق. وقالت أوكرانيا إنها تود تمديد الاتفاق لمدة عام على الأقل وإضافة ميناء ميكولايف إلى قائمة الموانئ المشمولة بالمبادرة.

والموانئ الثلاثة التي يشملها الاتفاق هي: أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني، وتبلغ قدرتها الإجمالية للشحن نحو 3 ملايين طن في الشهر. وأظهرت بيانات الشحن لعام 2021 أن ميكولايف هو ثاني أكبر ميناء للحبوب في أوكرانيا، لذا فإن دخوله إلى الاتفاق سيسمح بشحن كمية أكبر من الحبوب والبذور الزيتية. وتقول روسيا إنها ترفض تجديد الاتفاق لفترة أطول حتى يتم اتخاذ خطوات ملموسة لإلغاء الحظر المفروض على صادراتها الزراعية. ولم تستهدف العقوبات الصادرات الزراعية لروسيا صراحة، لكن موسكو تقول إن الحظر المفروض على مدفوعاتها وخدماتها اللوجيستية وشركات التأمين يمثل عائقاً أمام تصدير الحبوب والأسمدة.

ويرى البعض أن روسيا ستطلب من الغرب أيضاً تخفيف القيود المفروضة على بنك روسيلخززبانك الزراعي الحكومي، مما سيسهل الصادرات الروسية.

* هل نجح الاتفاق في تخفيف أزمة الغذاء؟

تسبب تقليل حجم الشحنات القادمة من أوكرانيا في أزمة عالمية فيما يتعلق بأسعار المواد الغذائية. وتأثر الإنتاج الزراعي أيضاً بعوامل أخرى، مثل جائحة «كوفيد-19» والظروف المناخية مثل الجفاف في كل من الأرجنتين والولايات المتحدة.

وساهم الممر المائي في انتعاش جزئي بالنسبة للشحنات الغذائية التي تبحر من أوكرانيا، لكنها لا تزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الغزو، ومن الواضح أنها لن تتعافى كلية في المستقبل القريب. ويعد نقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية وإليها أمراً صعباً ومكلفاً، مما دعا المزارعين الأوكرانيين إلى تقليل زراعة المحاصيل مثل القمح والذرة بعد أن اضطر كثيرون منهم إلى بيع محاصيل العام الماضي بخسارة؛ نظراً لانخفاض الأسعار المحلية للغاية.

* هل ساعد الاتفاق على خفض أسعار القمح عالمياً؟

ارتفعت أسعار القمح في مجلس شيكاغو للتجارة بشدة بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022. ووصلت أسعار القمح الآن لمستويات ما قبل الصراع؛ إذ انخفضت الأسعار بسبب تصدير أوكرانيا ملايين الأطنان من القمح عبر الممر المائي.

ومن بين العوامل الأخرى التي أدت لتقليل الأسعار زيادة محصول روسيا من القمح العام الماضي، وبلوغه مستويات قياسية، إلى جانب التوقعات المتشائمة للاقتصادات العالمية، وارتفاع سعر الدولار. ولا تزال أسعار المواد الغذائية الأساسية القائمة على القمح، مثل الخبز والمعكرونة، أعلى بكثير من مستويات ما قبل الغزو في العديد من البلدان النامية على الرغم من انخفاض العقود الآجلة في شيكاغو. وأدى ضعف العملات المحلية وارتفاع أسعار الطاقة إلى زيادة تكاليف النقل والتعبئة.

* ماذا عن التأمين؟

نشر مركز التنسيق ومقره إسطنبول، والذي يشرف على الاتفاق، في أغسطس (آب) الإجراءات المتعلقة بالقناة المائية المخصصة للشحن؛ بهدف تهدئة مخاوف شركات التأمين ومالكي السفن. ويتألف هذا المركز من مسؤولين روس وأتراك وأوكرانيين، إلى جانب مسؤولين من الأمم المتحدة.

وقالت شركات التأمين في البداية إنها مستعدة لتوفير غطاء تأميني إذا كانت هناك ترتيبات لمرافقة السفن التي تمر عبر الممر، فضلاً عن وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع الألغام البحرية. ومنذ ذلك الوقت، وضعت شركات التأمين شروطاً لتوفير غطاء تأميني، بما في ذلك ضرورة بقاء السفن داخل الممر عند العبور، أو مواجهة خطر إلغاء اتفاقها. وعقب الاتفاق المبرم في 22 يوليو، أنشأت شركة «أسكوت» للتأمين التابعة لمجموعة «لويدز أوف لندن» وشركة «مارش» للوساطة التأمينية مرفقاً للتأمين على الشحنات البحرية في حالة الحرب في ما يتعلق بالحبوب والمنتجات الغذائية التي تخرج من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، ووضعت تغطية تأمينية مقدارها 50 مليون دولار للرحلة. ولا تزال التكلفة الإجمالية للتأمين على السفن المبحرة إلى الموانئ الأوكرانية باهظة للغاية؛ إذ إنها تشمل شرائح تأمينية خاصة. وقد زادت هذه التكلفة نظراً لتغطية شركات التأمين المزيد من المخاطر بعد أن استثنت شركات إعادة التأمين في بداية هذا العام روسيا البيضاء وروسيا وأوكرانيا، مما يزيد الخطر على شركات التأمين، ويقلل رغبتها في توفير تغطية تأمينية للشحنات.

ويطلب مالكو السفن دفع مبالغ تأمينية إضافية ضد مخاطر الحرب، والتي تتجدد كل 7 أيام بتكلفة آلاف الدولارات، نظير إبحار السفن إلى أي من الموانئ الأوكرانية الثلاثة المشمولة في الاتفاق. وإذا اقتصر تجديد الاتفاق على 60 يوماً، فقد يؤدي إلى عزوف المزيد من مالكي السفن عن تأجير سفنهم؛ نظراً للتكاليف الباهظة التي سيتكبدونها واحتمال تقطع السبل بسفنهم وسط البحر.

 

كييف تتهم بوتين بـ«توسيع النزاع»

اعتراض طائرة روسية قرب إستونيا... والأسد يدعم موسكو في «مواجهة النازية»

واشنطن: إيلي يوسف - موسكو: رائد جبر/«الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

اتَّهمت كييف أمس، الرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين بالسعي «لتوسيع النزاع» في أوكرانيا، وذلك غداة الحادث الذي وقع بين مقاتلتين روسيتين ومسيّرة أميركية فوق البحر الأسود. وكتب رئيس مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف في تغريدة «حادثة المسيّرة الأميركية (إم كيو - 9 ريبر) التي افتعلتها روسيا في البحر الأسود، تشكل إشارةً من بوتين إلى أنَّه مستعدٌ لتوسيع رقعة النزاع لإقحام أطراف أخرى فيه». وأبدت الولايات المتحدة تصميمَها على مواصلة الطيران والعمل «حيثما يسمح القانون الدولي»، فيما طالبت موسكو واشنطن بالابتعاد تماماً عن مجالها الجوي. كما اعترض سلاح الجو الملكي البريطاني وسلاح الجو الألماني، طائرةً روسية كانت تحلّق قرب المجال الجوي الإستوني، في أول مهمة لهما في إطار مهام الشرطة الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي. في سياق متصل، جدَّد الرئيس السوري بشار الأسد، دعم بلاده لروسيا في حرب أوكرانيا «في مواجهة النازية القديمة الجديدة»، وذلك خلال اجتماعه مع بوتين في الكرملين أمس. ورأى الأسد أنَّ موقفَ دمشق ينطلق من «حاجة العالم إلى إعادة التوازن، وإلا فسوف يذهب إلى الدمار». وقال الأسد إنَّ بلاده «ممتنةٌ للمواقف الروسية الثابتة التي تنطلق من الحفاظ على وحدة سيادة سوريا ونبذ الإرهاب، ورفض الوجود العسكري الأجنبي على أراضينا». وعقد بوتين والأسد جولة محادثات شاملة، أعربَ خلالها الطرفان عن ارتياحهما لـ«الاتصالات الوثيقة وجهود تطوير العلاقات بين البلدين». وقال الكرملين إنَّ الجانبين ركزا على ملفات التسوية السورية، مشيرا إلى أنَّ مسار دفع التطبيع بين دمشق وأنقرة شغل حيزاً مهما خلال المباحثات. أول مواجهة مباشرة بين أميركا وروسيا منذ الاجتياح الروسي لأوكرانيا

 

وزيرة الخزانة تؤكد أنّ النظام المصرفي الأميركي سليم رغم الفوضى

واشنطن/«الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

أكدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، أمام أعضاء الكونغرس، اليوم (الخميس)، أنّ النظام المصرفي الأميركي لا يزال سليماً على الرغم من قلق الأسواق بشأن انهيار «بنك سيليكون فالي (إس في بي)» و«بنك سيغنيتشر (Signature Bank)». ويعدّ انهيار هذين المصرفين من أكبر الخسائر التي شهدها القطاع منذ الأزمة المالية في العام 2008، مما دفع السلطات الأميركية إلى التدخّل بسرعة لحماية المودعين. ووسط مخاوف من العدوى، أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أنّه سيوفّر تمويلاً إضافياً للمصارف لمساعدتها على تلبية احتياجات المودعين، والتي تشمل عمليات السحب، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت يلين للجنة المالية في مجلس الشيوخ: «تُظهر إجراءات هذا الأسبوع التزامنا الراسخ بضمان بقاء نظامنا المالي قوياً، وأن تظلّ مدّخرات المودعين آمنة». وأضافت خلال جلسة الاستماع التي تتطرّق إلى المقترحات الأخيرة في ميزانية الرئيس جو بايدن: «يمكنني أن أُطمئن أعضاء اللجنة أنّ نظامنا المصرفي سليم». وانهار «بنك سيليكون فالي»، المقرض الرئيسي للشركات الناشئة في الولايات المتحدة منذ الثمانينات، بعد تهافت مفاجئ على سحب الودائع، ما دفع بالهيئات الناظمة لوضع اليد عليه، يوم الجمعة الماضي. وأعلنت وزارة الخزانة وبنك الاحتياطي الفيدرالي والمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، الأحد، أنها ستغطي جميع المودعين في «بنك سيليكون فالي»، بينما قدّم بنك الاحتياطي الفيدرالي أداة إقراض جديدة للمصارف، في محاولة لمنع تكرار سيناريو «بنك سيليكون فالي». وقالت يلين: «شعرنا بأنّ هناك خطراً جدياً من العدوى التي كان من الممكن أن تسبب التهافت للكثير من المصارف». ورداً على سؤال بشأن القضايا الكامنة وراء انهيار «بنك سيليكون فالي»، أشارت يلين إلى أنّ البنك اضطُرّ إلى بيع الأصول التي كان يُتوقّع الاحتفاظ بها حتى تاريخ استحقاقها، من أجل تلبية احتياجات السيولة. وقالت إنه بالنظر إلى زيادات أسعار الفائدة، فقدت الأصول، بما في ذلك سندات الخزانة، قيمتها السوقية. وأضافت: «ستكون هناك نظرة فاحصة إلى ما حصل في المصرف، وما الذي سبّب هذه المشكلة».

 

مقتل أربعة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في جنين

رام الله/«الشرق الأوسط»/17 آذار/2023

قُتل أربعة فلسطينيين بينهم مراهق برصاص قوات إسرائيلية، الخميس، في عملية شهدتها مدينة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، كما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن قواته «حيّدت عنصرين يشتبه بقيامهما بنشاط إرهابي كبير». وأكدت الوزارة في بيان مقتضب مقتل أربعة أشخاص «برصاص الاحتلال في جنين» بالإضافة إلى إصابة 23 آخرين بالرصاص الحي بينهم أربعة في خطر. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته قامت «حيّدت الرجلين المطلوبين في مدينة جنين بينما كانا مسلحين»، فيما قال محافظ المدينة أكرم رجوب في تصريح للتلفزيون الرسمي الفلسطيني «الذين قتلتهم إسرائيل مدنيون كانوا عزّلاً ولا يحملون أي سلاح». وبحسب وزارة الصحة، فإن القتلى هم «يوسف شريم (29 عاما)، ونضال أمين خازم (28 عاما)، وعمر عوادين (16 عاما)، ولؤي صغير (37 عاما)». وخازم هو قريب رعد خازم الذي نفّذ في أبريل (نيسان) من العام الماضي هجوما داميا في شارع ديزنجوف في تل أبيب قتل خلاله شخصين على الأقل. وأكد الجيش الإسرائيلي أن العملية الخميس في جنين كان هدفها اعتقال شريم وخازم، وذكر البيان أنهما كانا يقيمان في مخيم جنين حيث تمارس «عمليات إرهابية تشمل إنتاج متفجرات وإطلاق نار على قوات جيش الدفاع الإسرائيلي». وبحسب بيان الجيش تم «تحييد مشتبه به آخر بعد محاولته مهاجمة الجنود بمطرقة حديدية ثقيلة». ومنذ بداية العام الجاري، أدّت أعمال العنف إلى مقتل 84 فلسطينيا بينهم عناصر في فصائل مسلحة ومدنيون بينهم عدد من القصر، وفي الجانب الإسرائيلي قضى 13 اسرائيليا هم 12 مدنياً وشرطي واحد بالإضافة إلى امرأة أوكرانية.

 

الأسد يفتح أبوابه أمام التمدد العسكري الروسي... ويجدد شروطه للقاء إردوغان

الأسد رحب بإقامة قواعد جديدة لموسكو... واتهم واشنطن بإنشاء «معسكرات لآلاف الإرهابيين في سوريا»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/17 آذار/2023

رأى الرئيس بشار الأسد أن الوجود العسكري الروسي في سوريا يشكل ضمانة لإقامة «توازن دولي»، معلناً استعداد دمشق لاستقبال قواعد عسكرية روسية جديدة في البلاد، مع تزويدها بأحدث طرز الأسلحة.

في المقابل، لم يظهر ما يشي بأن مواقف دمشق مالت إلى المرونة بعد اللقاء الذي جرى الأربعاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيال ملف التطبيع مع أنقرة، إذ جدد الأسد شروطه لعقد لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وأشاد في مقابلة صحافية «بمستوى التنسيق مع موسكو»، وأكد مواجهة الطرفين «تحديات مشتركة»، وقال، إن تفشي وباء «كورونا» والحرب الأوكرانية، تركا أثراً في مجمل الوضع العام في العالم، و«الآن نرى أن التحالفات في العالم تغيرت، والاصطفافات في العالم تغيرت»، مشيراً إلى أن زيارته هدفت لـ«القيام بالنقاش لتحليل هذا الوضع لنضع تصوراً مشتركاً (سورياً روسياً)، نحدد فيه كيف نتعامل مع المرحلة المقبلة».

وجدد الأسد تأكيد دعم الموقف الروسي في الحرب الأوكرانية، ولم يستبعد توجه متطوعين من سوريا للقتال إلى جانب موسكو. وزاد: «إذا ذهب متطوعون، فلن يذهبوا عن طريق الدولة السورية، وإنما سوف يذهبون مباشرة للتواصل مع الأطراف الروسية المعنية بهذا الموضوع. بكل تأكيد هناك حماس شديد لصالح روسيا لدى الشعب السوري (...) فمن جانب، هذا نوع من الوفاء؛ لأن روسيا وقفت مع الشعب السوري ضد الإرهاب، ومن جانب آخر، هناك نظرة أكثر عالمية لهذه الحرب، بأن هذه الحرب ستبدأ بتغيير التوازن الدولي».ولفت الرئيس السوري إلى أن دمشق اعترفت بالمناطق الأوكرانية التي ضمتها روسيا في وقت مبكر. وقال: «إن اعترافنا جاء قبل أن تُضم المناطق إلى روسيا، عندما كان هناك استفتاء على الاستقلال (...) استقبلتُ وفداً من دونباس قبل الحرب بأشهر عدة، فقلت لهم (نحن مستعدون للاعتراف بكم منذ الآن)». وشدد الأسد على أن هذه المناطق «أراضٍ روسية، وحتى لو لم تحصل الحرب، فهي أراضٍ روسية تاريخياً».

وحول الوجود العسكري الأميركي في سوريا، قال إن حكومته «على صدام مباشر مع المجموعات الإرهابية القريبة من منطقة التنف، وطبعاً نعرف من خلال هذه الصدامات ومن الأشخاص الذين يُلقى القبض عليهم من أين أتوا. التنف عبارة عن معسكر كامل من الإرهابيين ولا يوجد له هدف آخر. ما الذي تستفيده الولايات المتحدة من وجودها في هذه المنطقة في قلب منطقة صحراوية؟ لا شك أن لديها معسكرات للإرهابيين فيها عشرات الآلاف مع عائلاتهم، وتقوم بإرسال هؤلاء الأشخاص من وقت لآخر للقيام بعمليات هجوم على الجيش السوري بهدف تشتيت التشكيلات السورية باتجاهات مختلفة. نحن متأكدون من هذا الشيء، والأدلة موجودة على أرض الواقع».

وتطرق إلى التعاون العسكري مع موسكو، وقال إن هذا الملف كان بين ملفات الحوار، وأعرب عن استعداد دمشق لتوسيع حضور القواعد الروسية على الأراضي السورية، وزاد: «القواعد العسكرية يجب ألا ترتبط بموضوع مكافحة الإرهاب. مكافحة الإرهاب أمر قائم حالياً، ولكنه سيكون مؤقتاً ولا يمكن للوجود العسكري الروسي في أي دولة أن يُبنى على شيء مؤقت، نحن نتحدث عن توازن دولي. وجود روسيا في سوريا له أهمية مرتبطة بتوازن القوى في العالم كدولة موجودة على البحر المتوسط، لا يمكن للدول العظمى اليوم أن تحمي نفسها أو أن تلعب دورها من داخل حدودها، لا بد أن تلعب الدور من خارج الحدود، من خلال حلفاء موجودين في العالم، أو من خلال قواعد، فنحن نفترض أنه إذا كانت هناك رغبة روسية في توسيع القواعد، أو زيادة عددها فإن هذا موضوع فني أو لوجيستي، (...) ونعتقد بأن توسيع الوجود الروسي في سوريا شيء جيد يخدم هذه الفكرة، كما ستكون الحال إذا كان هذا التوسع في دول أخرى، ربما في مناطق أخرى، ما سيخدم الفكرة نفسها... فنعم، نقول إن هذا شيء قد يكون ضرورياً في المستقبل».ورداً على سؤال حول أماكن نشر أسلحة فائقة التطور في سوريا، قال: «طبعاً إذا كنت ستبني قواعد، فليس الهدف أن تكون القواعد ضعيفة من الناحية العسكرية، يفترض أن تكون القواعد (كي يكون لها تأثير بالردع أو بالتوازن) مسلحةً بأفضل الأسلحة، هذا هو الشيء الطبيعي والمنطقي، سواء أكانت صواريخ فرط صوتية أم أية أسلحة أخرى أكثر تقدماً... الآن وفي المستقبل بكل تأكيد».

وفي ملف العلاقة مع تركيا، قال: «بسبب الدور التركي السلبي في هذه الحرب، ودعم تركيا الإرهابيين في سوريا، وبسبب دخول جزء من الجيش التركي الأراضي السورية، لم يكن من الممكن أن يكون هناك تواصل مباشر يجمعنا بالطرف التركي. بالنسبة لنا تركيا هي دولة محتلة، وهنا تكمن أهمية الدور الروسي باعتبار موسكو على علاقة مع الطرف التركي وعلى علاقة جيدة مع الطرف السوري، ونحن نثق بالطرف الروسي، فقد لعب دور الوسيط لتسهيل هذه الاتصالات ولكن ضمن الأسس التي تستند إليها السياسة الروسية، وهي احترام القانون الدولي، واحترام سيادة الدول، ونبذ الإرهاب، ووحدة الأراضي السورية، وسيادة الدولة السورية على أراضيها، وخروج القوات الأجنبية غير الشرعية من الأراضي السورية ضمن هذه المبادئ».

وزاد: «بالنسبة لنا أي شيء يمكن أن يغير مسار الحرب باتجاه إنهائها مع استعادة كامل الحقوق السورية، والأراضي المحتلة وسيادة الدولة السورية كاملة، نحن لا بد أن نسعى باتجاه تجريبه، وربما يكون لدينا أمل قليل أحياناً بأن تكون هناك نتائج حقيقية، أما بالنسبة للقاء مع الرئيس إردوغان، فهذا يرتبط بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح ودون أي التباس، للخروج الكامل من الأراضي السورية، والتوقف عن دعم الإرهاب، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بدء الحرب في سوريا. هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن عندها أن يكون هناك لقاء بيني وبين إردوغان... عدا ذلك، ما قيمة هذا اللقاء... ولماذا نقوم به إن لم يكن سيحقق نتائج نهائية بالنسبة للحرب في سوريا؟».

على صعيد متصل، علق رئيس تحرير مجلة «الدفاع الوطني»، الخبير العسكري إيغور كوروتشينكو، على مسألة توسيع الوجود العسكري الروسي في سوريا ورأى أنه يجعل من الممكن درء التهديدات المتزايدة باستمرار من قبل «الناتو».

وقال الخبير العسكري البارز في مقابلة مع وكالة «نوفوستي»، إن الوجود العسكري الروسي في سوريا، يضمن لروسيا مراقبة البحر الأبيض المتوسط، وكذلك الجناح الجنوبي لحلف «الناتو»، وذلك للتصدي للتهديدات التي تستهدف أمن روسيا.

وتعليقاً على تأييد الأسد فكرة توسيع الوجود الروسي في البلاد، قال كوروتشينكو، إن تصريح الرئيس السوري «يتفق تماماً مع المصالح العسكرية والجيوسياسية الروسية في المنطقة وفي العالم». وأكد أنه «بغض النظر عن عملية مكافحة الإرهاب الجارية في سوريا، يجب أن تكون لروسيا قاعدتان عسكريتان في البلاد، مجهزتان بالكامل وتتمتعان بالوضع القانوني المناسب». وأوضح أنه «بالنسبة إلى طرطوس، هناك حاجة إلى قاعدة بحرية كاملة، وليس مجرد نقطة لوجيستية. وبناء عليه، يجب تنفيذ أعمال البناء والبنية التحتية اللازمة هناك. ومن المهم للغاية توفير غطاء دفاع جوي لكلتا القاعدتين (حميميم وطرطوس)، بالنظر إلى تزايد خطر وقوع هجمات بطائرات مسيرة اليوم». وأشار إلى أن حل المسائل القانونية والبنية التحتية اللازمة «يجب أن يضمن وجود روسيا في المنطقة لمدة 50 عاماً على الأقل مع تمديد تلقائي».

وشدد المتحدث على أن «القواعد الروسية في سوريا ستكون بمثابة عنصر للاستقرار، وتضمن القدرة على التنبؤ بتطور الوضع العسكري والسياسي الدولي».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجزء الثاني/مفاوضات سرية بين عون و14 آذار تسابق مفاوضات مار مخايل

د. توفيق هندي/النهار/16 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116591/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84-%d9%85%d9%81%d8%a7%d9%88%d8%b6%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%84/

ما كنت توقعته حدث. فالجنرال عون له شغف في السلطة وتطغى حساباته الشخصية على حساباته الوطنية، كغيره من المتعاطين في السياسة، إنما ب"دوز" أعلى؛ وكماروني حلمه تبوؤ كرسي رئاسة الجمهورية.

لذا، عملية عزله من قبل مجموعة 14 آذار، ولا سيما بعد تشكيل حكومة السنيورة الأولى، دفعته إلى بدء حوار جدي مع حزب الله بهدف التحالف معه لعل الظروف تتغير ويصبح الحزب قادرا" على مساعدته للوصول إلى رئاسة الجمهورية.

بالمقابل، بعد أن أمنت مجموعة 8 أذار كتلة وازنة في البرلمان ومشاركتها في الحكومة، كان من مصلحة حزب الله الإتفاق مع التيار العوني، كونه الأقوى بأشواط شعبيا" في الوسط المسيحي.

فقررتُ التحرك للحؤول دون توجه عون لعقد تحالف مع حزب الله، إنطلاقا" من مفاوضات بينه وبين تيار المستقبل.

لماذا تيار المستقبل؟ لأنه أكبر مكونات 14 أذار والأكثر إقتدارا". فإذا أفضت المفاوضات إلى إتفاق، يُعمم على باقي مكونات 14 أذار.

لذا، كان يتوجب أن تبقى هذه العملية التفاوضية طي الكتمان التام كما لو لم تكن لتأمين نجاحها. ولذا، سميتها بالفرنسية Processus Zinzano Mauve

فأعددت ما أسميتها "ورقة عمل لتحديد كافة مواضيع النقاش" (سوف تنشر في الجزء الثالث)، وهي عبارة عن المواضيع التي يجب مناقشتها والإتفاق عليها بين المتحاورين.

ومما جاء في آخر بند فيها:

آلية تنفيذ الاتفاق الخلاصي

• وضع النص النهائي للاتفاق وتوقيعه بأسرع وقت ممكن

• يجب أن يظل هذا الاتفاق سريا" تماما" كما هي المفاوضات التي تكون قد أنتجته لكي لا يخلق هذا الأمر لدى الأطراف الحليفة شعورا" بأنها أمام اتفاق مطبوخ سلفا" وأنها لم تشارك في عملية صياغته

• معالجة وضع الأطراف الحليفة أولا" بهدف إعادة العلاقات فيما بين أطراف 14 آذار إلى صفائها  وتبنيها الاتفاق المعقود

• التوجه مجتمعين لمعالجة وضع الأطراف الأخرى والسير قدما" موحدين نحو تنفيذ خطة الإنقاذ."

بتاريخ 23 كانون الأول 2005 توجهت إلى الرابية وإلتقيت عون. حضر اللقاء جبران باسيل. قلت له أن 14 أذار أخطأت في التعاطي معه وأن تموضعه الوطني الطبيعي هو مع القوى السيادية وأن المستقبل لها وأنها الأقوى وبالتالي هي القادرة على تحقيق طموحاته وتأمين مصلحته الذاتية أيضا" وليس حزب الله.

وقلت له أني عازم على إصلاح علاقاته معها وأن هذا الأمر ممكن عبر مفاوضات سرية تجري بداية" بينه وبين تيار المستقبل ومن ثم تعمم، إذا وصلت إلى نتائج إيجابية، على كافة مكونات 14 أذار وأن المطلوب منه تعيين شخص موثوق منه لإجرائها. فإقترح جبران باسيل كمفاوض. وكوني كنت أعرف أن باسيل هو الأقرب إليه وأنه يثق به، إعتبرت أن الجنرال جدي بقبوله بالإنخراط في العملية التفاوضية.

في اليوم التالي، أي في 24 كانون الأول، ليلة عيد الميلاد، إلتقيت فؤاد السنيورة في منزله في شارع بليس الساعة 6 مساء". فبادرته بالقول أن 14 أذار إقترفت خطء" جسيما" بتعاطيها مع الجنرال عون وأنه على قاب قوسين من عقد إتفاق مع حزب الله، مما سوف يحدث خللا" كبيرا" في ميزان القوى الإستراتيجي بين 14 و 8 أذار لصالح الأخيرة. فقال لي أنه مستعد فورا" لإجراء إتصال هاتفي معه. أجبته أن هذا بالضبط ما يجب أن لا يفعله، إذ أن الهواتف مراقبة ولأن ليس فقط لا مصلحة لحزب الله بهذا التقارب، إنما أغلبية أطراف 14 أذار ستتوجس منه أيضا".

عندها، عرضت عليه الحديث الذي دار بيني وبين عون وأنه وافق على إجراء المفاوضات السرية التي عرضتها عليه، وأنه يتوجب علينا التحرك سريعا". فطلبت منه تعيين شخص من قبله للمفاوضة. فبدأ يفكر لمن سوف يولي هذه المهمة. فإقترحت إسم نواف سلام الذي كنت أعرفه جيدا" منذ زمن بعيد وأعرف قربه منه. فقبل بذلك.

ولكن بعد أيام معدودة، إتصل بي نواف وقال لي أنهم سيعينون شخصا" آخر وأنه سوف يتصل بي لبدء المفاوضات. بعد بضعة أيام إتصل الدكتور محمد شطح لإبلاغي أنه كُلِف بالتفاوض. لم أن أكن أعرفه شخصيا" آنذاك. ولكن سرعان ما ربطتنا صداقة عميقة وتحولنا إلى توأم سياسي، وذلك حتى يوم إغتياله في 27 كانون الأول 2013.

فحددت مباشرة يوما" للتعارف وبدأت المفاوضات في منزلي وإستمرت فيه. وفي أول جلسة أُقرت ورقة العمل التي كنت قد أعددتها. وفي هذه الجلسة، أبلغنا باسيل أنه يجري مفاوضات موازية مع حزب الله.

وتتالت جلسات المفاوضات بوتيرة جلستين كل أسبوع. وأحرزنا تقدما" مقبولا" في الإتفاق على عدد من بنود ورقة العمل. ولم يكن دوري فيها حكما" فحسب، بل كنت أتعاطى معها كما لو كنت طرفا" ثالثا" فيها، وذلك بهدف إنجاحها.

آخر جلسة مثمرة كانت نهار الجمعة في 3 شباط 2006 حيث حددنا يوم الثلثاء والخميس في 7 و9 شباط. وكان بودي أن نبرم الإتفاق بنهاية هاتين الجلستين لحدثي أن المفاوضات مع حزب الله تتسارع وبات الإتفاق بين التيار والحزب وشيكا".

ولكن الأحد في 5 شباط 2005، دخل إسلاميون سُنة إلى منطقة التباريس ليحتجوا أمام السفارة الدنماركية بحجة الإعتراض على كاريكاتور للنبي محمد. وقد أحدث هذا الدخول إلى الأشرفية "خضة" في الأوساط المسيحية وأتساءل حتى اليوم إن كانت هذه الأحداث مفتعلة، حركتها مجموعة من وطاويط الليل علمت أو أُعلمت بوجود العملية التفاوضية؛ فأرادت إحباطها من جهة وتغطية "تفاهم مار مخايل" وتبريره شعبيا"، من جهة أخرى.

لم يتصل بي شطح نهار الإثنين. إتصل بي الثلثاء الساعة الثالثة ليعلمني أنه لن يتمكن من الحضور الساعة السادسة بسبب إنشغاله الطارئ مع السينيورة. فقلت له "هذا غير صحيح". فأجابني "شفت شو صار مبارح". فطلبت أن ألتقيه الأربعاء. وهكذا تم.

الثلثاء الساعة السادسة وصل باسيل إلى منزلي كما لو أن شيئا" لم يحدث. فقلت له أن محمد إنشغل مع السنيوره، ولكن إجتماعنا الخميس لا يزال قائما".

حاولت أن أقنع محمد بإستئناف المفاوضات نهار الخميس. فأجابني أنه مقتنع بعدم التسليم بفشل المفاوضات وبضرورة الوصول إلى إتفاق يكون بديلا" عن "تفاهم مار مخايل". وأضاف "ولكن عندي بيعتبرو أنو ما حدث هو خطير. فبنظرهم تم ضرب أساس الصيغة اللبنانية القائمة على الثنائية المارونية-السنية وإستبدلوها بالثنائية المارونية-الشيعية.".

فعرضت عليه أن يحضر نهار الخميس فقط لسماع  ما لباسيل أن يقوله لنا وتكون هي الجلسة الختامية.

وهكذا كان. شرح باسيل مضمون التفاهم محاولا" إقناعنا بإيجابياته. لم نقتنع بطبيعة الحال وإنتهت الجلسة ومعها إنتهت المفاوضات.

يتبع...

 

عندما وافق "حزب الله" على المحكمة الدولية... واغتالها

أحمد الأيوبي/نداء الوطن/16 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116658/116658/

عادت المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى الواجهة عندما طلبت غرفة الاستئناف فيها من القضاء اللبناني تنفيذ خلاصات الأحكام ومذكرات التوقيف الغيابية الصادرة عنها بحق أربعة من كوادر أمن «حزب الله». ودعت إلى توقيف كلّ من: سليم جميل عياش، حسن حبيب مرعي، حسين حسن عيسى وأسد حسن صبرا، الذين أدانتهم بالتدخل في العمل الإرهابي الذي وقع في 14 شباط 2005 وأسفر عن قتل رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري و21 آخرين. عمدت النيابة العامة التمييزية في لبنان، إلى تعليق هذه الأحكام ومذكرات التوقيف على اللوحة الخاصة بها لتبليغ الأحكام عند مدخلها الرئيسي، وقرّرت إبلاغ هؤلاء لصقاً بعد تعذّر القبض عليهم وقامت القوى الأمنية بتنفيذ مداهمات شكلية في أماكن إقامة هؤلاء في ضاحية بيروت الجنوبية وفي بلدة شحور في جنوب لبنان، لكن لم يعثر عليهم في هذه العناوين المعرّف عنها.

يَعبُر خبر المحكمة اليوم يتيماً فريداً لا يأبه له حتى بعض من حمل راية الشهيد وإرثه السياسي، فلا يترك تعليقاً ولا تعقيباً ولا ملاحظة...

كان يفترض أن تكون المحكمة تجربة نموذجية في تجارب مقاومة جرائم الاغتيال والجريمة المنظمة والنجاة من عقاب العدالة، لكنّنا نتأكّد اليوم أنّها تعرّضت للاغتيال منذ أيّامها الأولى على يد من كان يفترض أنّهم حُماة العدالة، وأوّلهم وزير العدل حينها شارل رزق الذي كشف في حديث تلفزيوني في 19 آب 2020 أنّه سلّم جميع مسودات قانونها الأساس بكلتي يديه إلى الأمين العام لـ»الحزب» حسن نصر الله في إطار عملية مكوكية بين مقرّ الأمم المتحدة والضاحية الجنوبية وخضعت تلك التعديلات لحفر سكين «الحزب» وموسكو قبل أن تمرّ في مجلس الأمن.

قالها شارل رزق بكلّ تفاخر إنّه «عندما تقرّر إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كان يفترض أن يُوضع نظامُها بالتنسيق بين وزارة العدل اللبنانية وبين الأمين العام للأمم المتحدة (...) واقترحنا اعتماد القانون اللبناني الذي يتضمّن الحكم الغيابي لأنّنا كنّا نعلم أنّ المتّهمين لن يحضروا»... وعند مباشرة كتابة نظام المحكمة الذي ينصّ على طريقة عملها قال رزق إنّه «عيّن قاضيين لبنانيّيَن هما: شكري صادر ورالف رياشي، وكانا يذهبان كلّ شهرين إلى نيويورك ليلتقيا المعنيين في الأمانة العامة للأمم المتحدة ويكتبا المسوّدة ويحضراها إليّ... ولأنّني أعرف الوضع السياسي كما هو كان واضحاً أنّني يجب أن أعطيها إلى المسؤولين اللبنانيين، ولكن من الحكمة أن أعطيها إلى الطرف اللبناني الأكثر نفوذاً في هذه العملية... وفور وصول المسودة كنت أتصل بصديقنا الحاج وفيق صفا وأذهب برفقته إلى السيد حسن وأسلّمه المسودة «زيّ ما هيّ»... أنا أريد أن أعملها بالتوافق لتكون عنصر توافق لا تفرقة بين اللبنانيين... وكنت مسروراً جداً بأنّه مطلع جداً على تفاصيل نظام المحكمة... لأبنيها في جوٍّ من الثقة... هناك فارق بين الموقف السياسي والاطلاع الوطني».

قدّمت المحكمة الدولية تخفيضات خاصة لـ»حزب الله» من خلال تخفيض عدد المتهمين الخاضعين للمحاكمة من أربعة إلى واحد، وكان على اللبنانيين والعالم أن يقتنعوا أنّ هذا الواحد تمكّن لوحده من قتل رفيق الحريري بأكثر من طنٍّ من المتفجِّرات.

الأرجح أنّ أغلب من كانوا في السلطة كانوا عارفين بمسار خنق المحكمة لحظة تأسيسها، ومنذ اللحظة الأولى كان لـ»حزب الله» الأفضلية باعتباره «الطرف الأكثر نفوذاً» وهذا ما عرّض العدالة لكمين هائل كانت خلاصته حكماً هزيلاً لكنّه كان كافياً لإدانة حزب القاتل، رغم تركيب المحكمة على أساس عدم محاكمة الدول والتنظيمات. لقد وافق «حزب الله» على المحكمة وبصم على قانونها، ورغم صدور حكم شديد التخفيف إلاّ أنّه أصرّ على اغتيالها وشيطنتها ليقول للبنانيين إنّهم سيبقون في دائرة العدالة الممنوعة.

 

الوضع يزداد غموضًا... بخاري يلغي لقائه بجعجع وفرنجية ينتظر!

وليد خوري/ليبانون ديبايت/الخميس 16 آذار 2023

أصبح عُرفاً أن يُسقط اللبنانيون أي اتفاقٍ خارجي على أزماتهم الداخلية، والرهان عليه لإيجاد مخرج، تماماً كحالة الإتفاق السعودي ـ الإيراني الأخير، إذ ضاع اللبنانيون في تفسيره: هل يؤتى منه حلولاً لمعضلة الرئاسة، أم أنه مجرّد اتفاق خارجي لا أفق داخلياً له؟ الضياع في التفسيرات ساد عند الجميع. ففي حين نشطت ماكينة قوى 8 آذار في تفسيره على نحو أنه يأتي بفائدة على مرشّحها لرئاسة الجمهورية رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية، عملت القوى المعارضة، على درس مدى احتمال شمول الإتفاق ملفات خارجية، قد يكون من ضمنها الملف اللبناني، وهو ما تسبب بضياع سياسي لديها، يمكن تفسيره بفقدانها القدرة على التواصل مع الطرف السعودي لاستبيان موقفه والبناء عليه. وما زاد الوضع غموضاً، إلغاء السفير السعودي في بيروت وليد بخاري، موعداً مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، كان محدداً الثلاثاء، ويتوخّى منه توفير بعض الإجابات، ثم سفره فجأة إلى الرياض, وشاع أن السفير غادر على وجه السرعة بعد استدعائه من قبل خلية الأزمة السعودية المعنية بمتابعة الملفات اللبنانية، وربما لاستفهامه حول الأجواء الداخلية اللبنانية، ومدى جدية ترشيح القوى الموالية للثامن من آذار لفرنجية.

غير أن الثابت في كلّ ما تقدم، وفقاً لما قالته مصادر واسعة الإطلاع لـ"ليبانون ديبايت"، إن الإتفاق السعودي ـ الإيراني، لم يرتقِ بعد إلى مرتبة التحوّل إلى "تسوية سياسية تُنشد حلاً لعدة ملفات من بينها الملف اللبناني"، وإن ما حصل مجرّد استعادة للعلاقات الديبلوماسية وتبادل السفراء في موعد أقصاه الشهرين، أي عملياً الإنتقال في المفاوضات من العواصم المحايدة إلى مربّع الرياض ـ طهران، من أجل فتح النقاشات في الملفات كافة، وعلى رأسها الملف اليمني المهم جداً بالنسبة إلى السعودية.

وعملاً بما تقدم، لا يمكن التماس أي حلول لبنانية داخلية، ربطًا بهذه المعلومات، إنما فقط تبريد للساحة اللبنانية عملاً بمبدأ التبريد المتبّع من قبل الجانبين السعودي والإيراني، حيث يستفيد لبنان من هذه الخطوة، لكن لا تسوية حتى الآن، وهو ما سبق وأشار إليه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

أصحاب مبدأ الإستفادة من الأجواء الإقليمية الباردة، كانوا قد عكسوا توقعاتهم وأسقطوها على لقاء السفير البخاري مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة خلال نهاية الأسبوع الماضي، وما تبعه من مواقف أطلقها بري خلال لقاءاته اللاحقة، لعلّ أهمها ما ورد خلال استقباله أعضاء نقابة المحرّرين، حيث أعاد التذكير بأدوار فرنجية، كمرشح رئاسي جامع، يجمع ولا يفرِّق، قادر على نسج علاقات مع قوى مختلفة، ويمكنه التخفيف من التوتر الإسلامي ـ المسيحي، وهو حريص على وحدة البلاد ويلتزم باتفاق الطائف والعلاقات مع الدول العربية، وقادر على التواصل مع الجميع، ملمّحين إلى كون برّي انطلق في سرد مواصفات فرنجية للإجابة على مواصفات كان قد أبلغه إياها البخاري، تجدها السعودية وشركائها ضرورية في تحديد هوية أي رئيس مقبل.

غير أن الصحيح، أن بري الذي سمع من البخاري كلاماً آخراً يتعلّق بالمواصفات دون الدخول في الأسماء، أراد من خلال ما قاله عن فرنجية، أن يُسقط عليه مواصفات السفير، لعلمٍ لديه أن تلك المواصفات ما هي سوى مواصفات مطلوبة دولياً، ويتولى السفير السعودي تسويقها في لبنان، لذا، اعتمدَ بري المبدأ ذاته في محاولته تسويق فرنجية أمام الخارج، للقول أنه يتمتع بمروحة علاقات واسعة مع مختلف القوى الداخلية، ومنفتح على العلاقة مع الدول العربية، لا سيما الخليجة منها، أو بكلام آخر لـ"دَفش" فرنجية إلى واجهة المفاوضات.

وكان كلام بري، مدار تساؤلات من جانب العديد من السفراء المعتمدين في بيروت، وقوى سياسية أساسية، في محاولة منهم لقراءة محاولته وما يرمي إليه تحديداً، وهل هو منسّق مع قوى أخرى حليفة (حزب الله) أم لا؟ وهل تنمّ عن محاولة أخيرة لتسويق الرجل؟، أم أنه ينوي فتح بازار التفاوض على الأرض؟ وفي رأي المصادر، إن ما رمى إليه بري، هو توسيع حضور ودور فرنجية، بعدما لمس من أجواء السفراء، اقتراب مرحلة البحث الجدي عن الرئيس. وفي هذا الصدد، قالت مصادر متابعة، إن فرنجية بادر سريعاً إلى تهدئة خطوته المتمثلة في الإعلان عن ترشيحه بشكل رسمي وإطلاق مشروعه السياسي، حيث بات يفضل انتظار ما سيخرج من الإتصالات السعودية – الإيرانية، ومروحة الإتصالات الفرنسية، ونتائج المحاولات التي يتولاها بري بعيداً عن الإعلام.

 

بأي اتجاه سيستثمر باسيل “صوته التعطيلي”؟

كلير شكر/نداء الوطن/16 آذار/2023

لا يزال رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل عند موقفه: لا لسليمان فرنجية، لألف اعتبار واعتبار. لم يبدلّ إعلان الثنائي الشيعي، وتحديداً «حزب الله» دعمه الواضح والصريح لرئيس «تيار المردة» من موقف وزير الخارجية السابق، ولم يدفعه التبني العلني لكي يعيد حساباته. لا بل يواظب على ترميم العلاقة مع كلّ خصوم فرنجية، وتحديداً المسيحيين منهم، من خلال قنوات الكنيسة وبكركي، للاتفاق على مرشح ثالث من شأنه أن يعطّل ميثاقياً ترشيح القطب الزغرتاوي. وفي ذكرى 14 آذار، جدد «تكتل لبنان القوي» الدعوة «إلى حوار بين القوى السياسية حول هذا الإستحقاق على قاعدة الإتفاق على برنامجٍ انقاذي ينتهجه الرئيس المنتخب وتنفّذه الحكومة بالتعاون مع مجلس النواب على أن يتم انتخاب الرئيس الأنسب لهذا البرنامج الإصلاحي والإنقاذي. وفي هذا الاطار يتحمّل المسيحيون المسؤولية الأولى في الاتفاق بين الراغبين من بينهم على ذلك، لاختيار الشخص الأنسب». وفي بال رئيس «التكتل» إبقاء المبادرة بين أيدي القوى المسيحية، بعدما سحبها إعلان الثنائي الشيعي من تحت أقدام هذه الكتل، في محاولة منه لتأمين أغلبية 65 صوتاً تضمن وصول فرنجية إلى بعبدا. في الواقع، أمام رئيس «تيار المردة» عقبتان تبعدانه عن القصر: أولاً تأمين نصاب الثلثين لانطلاق الجلسة الانتخابية، وثانياً تأمين أغلبية الـ65 صوتاً لانتخابه رئيساً.

واذا كانت التقديرات حول تأمين 65 صوتاً، لا تزال موضع نقاش وأخذ ورد، بين مؤيدين لرئيس «تيار المردة» يجزمون أنّ هذه الأكثرية لم تعد مستحيلة وثمة نواب باتوا في الجيبة لكنهم يحاذرون الكشف عن اتجاه تصويتهم للحؤول دون الضغط عليهم، وبين معارضين له يؤكدون في المقابل أنّه لو أتيح لفرنجية تأمين 65 صوتاً لما تأخر رئيس مجلس النواب نبيه بري في الدعوة إلى جلسة انتخابية تثبت بالورقة والقلم أنّ مرشحه الرئاسي بات على مسافة أمتار من «القصر».

في مطلق الأحوال، تصير لعبة الأرقام هذه مجرّد تفصيل بسيط اذا ما وضعت الورقة اللبنانية على طاولة التسويات الكبيرة، وهي تبدو بعيدة في الزمن. لكنّ هذه اللعبة تستعيد أهميتها اذا ما تقلّص حجم الاهتمام الدولي بالملف اللبناني لتعود السيطرة إلى اللاعبين المحليين، هنا يصير لكل صوت ثمن وحسبة.

ومع ذلك، لن يكون بمقدور فرنجية أن يسلك طريق بعبدا، اذا لم يتأمن النصاب القانوني، اذا ما افترضنا أنّ داعميه قرروا تجاوز أسلاك الميثاقية المسيحية، الشائكة، خصوصاً وأنّ فرنجية بنفسه سبق له أن أكد أنّ «الميثاقية هي أن تكون كل طائفة ممثلة وبالتالي فإنّ الرئيس المنتخب بـ65 صوتاً وبحضور 86 نائباً هو رئيس شرعي وميثاقي»، وذلك في تناغم مع ما سبق وأدلى به النائب علي حسن خليل حين قال «اذا جمع فرنجية 65 صوتاً من دون الكتلتين المسيحيتين، سنمضي به، فأولويتنا التوافق لكن عندما تصبح المعركة معركة أرقام فكل طرف يقوم بمصلحته».

اذاً، لا مانع لدى هذا الفريق من القفز فوق حاجز الميثاقية. لكن ماذا لو اقترنت هذه الميثاقية بتعطيل للنصاب؟ حتى الآن، تبدو القوى المعارضة عاجزة عن جمع 43 صوتاً تمكّنها من كبح الجلسات الانتخابية. القوات والكتائب حسما موقفيهما بالمجاهرة في استخدام عصا التعطيل للحؤول دون تمكين الفريق الداعم لفرنجية من دخول البرلمان. ومع ذلك لا تزال ثمة حاجة ماسة لجرّ جبران باسيل إلى ملعب التعطيل.

حتى اللحظة، يعتصم رئيس «التيار الوطني الحر» بالصمت ازاء هذه الخطوة. لم يحسمها لا سلباً ولا ايجاباً ولو أنّ بعض نواب «التكتل» يلمحون الى امكانية البقاء خارج الجلسة الانتخابية اذا كان هدفها انتخاب فرنجية، فيما البعض الآخر من النواب العونيين يفضل ترك الباب مفتوحاً. وبالتفصيل، يتبيّن أنّ باسيل غير مستعجل لكشف أوراقه خصوصاً أنّ اشهار نيته بالتعطيل منذ الآن، في وقت تبدو فيه الجلسة الـ12 الانتخابية بعيدة الأمد، قد يرتد عليه سلباً لناحية تحميله، كما بقية المعارضين مسؤولية تعطيل الرئاسة والبلد وتعميق الانهيار… ولذا يبقي على تلك الورقة مستورة راهناً . والأرجح أنّ باسيل يترقب ملياً كيف سيستثمر هذا «الكارت»، يسرة أو يمنة، بمعنى أنّه لم يقفل الباب أمام التفاوض مع «حزب الله» كذلك لم يفعل الأخير ويترك نافذة للتشاور مع باسيل حول أكثر من سيناريو. كذلك يبقي باسيل على كوة التفاوض مع القوات حول التعطيل وما بعده، ولو أنّ معراب لم تعطه أي «ريق حلو» بعد. ولذا تراه يبقي ورقته مستورة، ويتجنّب الإفصاح أمام زواره عن مضامينها، مؤكداً أنّ المقاطعة ليست خياراً بالمطلق، كما المشاركة. الظروف هي التي ستحكم طبيعة قراره. ومع ذلك، لا يجوز فصل المشهدية اللبنانية عن تداعيات الاتفاق السعودي – الإيراني الذي ترك لبنان في ثلاجة الانتظار: فالفريق المؤيد لفرنجية يتصرف على أساس أنّ هذه التطورات تدعم وجهة نظره وستكون تداعيات الاتفاق الاقليمي لمصلحة مرشحه، وفي حال كان العكس، فهو ليس مستعجلاً للاقدام على أي خطوة نقيضة. فيما الفريق الخصم لا يجد نفسه مضطراً لاستباق التطورات من باب تقديم أي تنازل، ليس مطلوباً منه، حتى الآن.

 

بري: تداعيات كارثية.. ولن يَسْلم أحد

نذير رضا/الشرق الأوسط/16 آذار/2023

حملت تطورات الساعات الأخيرة مؤشرات لمحاولات لبنانية لتدعيم التسوية السياسية في الداخل بدفع خارجي، أسفرت حتى الآن عن «ملامح تحرك جدي في الاتصالات الداخلية في الملف الرئاسي»، رغم التعقيدات المرتبطة بالانقسام حول هوية الرئيس المقبل الذي تتفق معظم القوى السياسية على مواصفاته، وفي مقدمها الإنقاذ وتأمين الحد الأدنى من الاستقرار السياسي الذي يوقف التدهور المتسارع. وتصدرت الحراك الخارجي زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى روما والفاتيكان، حيث ينتظر أن يعقد محادثات ثنائية مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني ومع البابا فرنسيس.

وفي الداخل، سُجل لقاء رئيس البرلمان نبيه بري برئيس أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإسباني، بالتزامن مع لقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بوفد من «مجموعة العمل الأميركية لأجل لبنان»، أكد خلاله جعجع ضرورة انتخاب رئيس «صاحب مشروع سيادي وإصلاحي».

وقالت مصادر نيابية مواكبة للحراك الرئاسي إن الحراك الدبلوماسي الأخير في لبنان، أعاد التأكيد على ضرورة اتفاق اللبنانيين، وتمسكهم ببرنامج عمل الرئيس المقبل في ظل التردي المالي والمعيشي، بموازاة تضافر عوامل جديدة من أبرزها الارتفاع القياسي لسعر صرف الدولار، بالتزامن مع الشغور القائم بالمؤسسات والمواقع الإدارية الرئيسية، مما يعقد فرص الإنقاذ ووضع حد للتدهور.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الجولات الدبلوماسية «تدخل بالعمق في المواصفات والأسماء، واستمعت إلى شروحات حول مواقف الأطراف، لا سيما المهام المطلوبة من الرئيس المقبل». ولفتت إلى أن الطرفين الفرنسي والأميركي «على قناعة بضرورة التوافق، وأن تكون مواصفات الرئيس إنقاذية وعلى صلة مع جميع الأطراف الداخلية والإقليمية لحلحلة الملفات العالقة، وأن يلتزم بتطبيق اتفاق الطائف». وأمل بري، أمس، بأن يتمكن المجلس النيابي من إنجاز استحقاق رئاسة الجمهورية قريباً، معتبراً أن المطلوب من الجميع الإدراك بأن «ما من أحد يملك ترف هدر الوقت في ظل تردي الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية على النحو الذي يجري، خاصة بعد أن تخطى سعر صرف الدولار المائة ألف ليرة لبنانية». وأعرب بري عن قلقه «من إطالة أمد الشغور في موقع رئاسة الجمهورية والإمعان في تعطيل عمل المؤسسات»، محذراً من أنه «سيكون له تداعيات كارثية لن يسلم منها أحد حتى المعطلين». وجدد بري تأكيد أن انتخاب رئيس للجمهورية «هو مفتاح الحل الذي يمهد لسلوك مسار الإنقاذ»، معتبراً أن لبنان «يملك كل مقومات النهوض والتعافي من الأزمات التي يتخبط بها، وكل ذلك رهن بالاستثمار على النوايا الصادقة والإرادات الخيرة، والوعي بأن لبنان أصغر من أن يُقسم، وأن لا خيار لمقاربة كل القضايا إلا بالحوار والتوافق».

وتمثل الهواجس من تفاقم التردي المالي والمعيشي، أبرز الدوافع لتحركات سياسية باتجاه بلورة توافقات توقف التدهور القائم، وهو مسار لا يمكن بلوغه إلا بالتوافق الذي عبر عنه جنبلاط في لقائه مع الجالية اللبنانية في الكويت، حيث أكد حاجة لبنان لتنفيذ جدول أعمال مطلوب منه، في إشارة إلى «إصلاحات في قطاعات منها الكهرباء، المصارف»، وشدد على أنه «لا يمكن انتخاب رئيس تحد من أي فريق، بل رئيس توافقي»، موضحاً: «ليس توافقياً من أجل التوافق، بل من أجل الإصلاح».

من جهة أخرى، شرح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمام وفد «مجموعة العمل الأميركية لأجل لبنان»، «دقة المرحلة الحالية، وحاجة اللبنانيين الملحة إلى انتخاب رئيس فعلي لا صوري للبلاد، مؤكداً: «إننا أمام لحظة حاسمة ودقيقة، تتطلب منا انتخاب رئيس صاحب مشروع سيادي وإصلاحي، يمكنه تحمل أوزار البلاد ووضعها على سكة الإنقاذ، وليس الإتيان بذوي الصفات الحسنة وهم كثر».

 

الدّولار والرّئاسة.. والخطّة “ب” بحثاً عن مرشّح توافقي

محمد شقير/الشرق الأوسط/16 آذار/2023

يفترض أن يشكل انهيار العملة الوطنية، في ظل تحليق سعر صرف الدولار، حافزاً للكتل النيابية للبحث عن رئيس للجمهورية يحظى برعاية دولية وعربية تمكّنه من الانتقال بلبنان إلى مرحلة التعافي المالي، وهذا يتطلب منها، كما يقول مرجع سياسي لـ«الشرق الأوسط»، تعويم الحوار بحثاً عن رئيس توافقي يتم اختياره من خارج الانقسام العمودي في البرلمان. ويلفت المرجع السياسي الذي فضّل عدم ذكر اسمه إلى أن استمرار انهيار العملة الوطنية هو بمثابة إنذار للكتل النيابية لحضها على التلاقي بحثاً عن رئيس للجمهورية يتمتع بثقة الداخل والخارج، ويؤكد أن الاتفاق الذي أُنجز بين السعودية وإيران برعاية صينية سيضع لبنان أمام مرحلة جديدة. ويدعو المرجع السياسي إلى التأني في قراءة عناوين الاتفاق، وعدم استباق إصدار الأحكام عليه ريثما تنتهي المهلة لاستئناف تبادل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويتوقف أمام ما ورد في الاتفاق لجهة عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول، ويقول بأن ترجمته لبنانياً تعني انكفاء «حزب الله» إلى الداخل شرط أن يتصرف على أساس أنه بعد الاتفاق غير ما قبله، بدءاً بدخوله في تسوية رئاسية تمنع أي فريق من السيطرة على البلد. ويرى أن هناك ضرورة للتعامل مع المستجدات في المنطقة والتريُّث لما ستؤول إليه ومدى انعكاسها على الوضع الداخلي، ويقول إن فترة اختبار النيات يمكن أن تتيح للثنائي الشيعي من وجهة نظره اللعب في الوقت الضائع لعله يتمكن من توسيع مروحة التأييد النيابي لمرشحه زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، ولعله يكتشف بأن هناك ضرورة للانتقال بالملف الرئاسي إلى الخطة -ب- بحثاً عن مرشح توافقي.

ويعتبر المرجع السياسي أن قول مصدر نيابي في الثنائي الشيعي بأنه لا مشكلة في تأمين تصويت 65 نائباً لفرنجية ليس دقيقاً ويأتي في سياق التعبئة السياسية التي يراد منها تهبيط عزيمة المعارضة التي تستعد لطرح اسم بديل لمرشحها النائب ميشال معوض وبموافقته يمكن أن يحظى بأوسع تأييد نيابي، رغم أن الثنائي يراهن على إخفاقها بالتوافق على هذا المرشح.

ويؤكد أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يواصل اتصالاته لتأمين تأييد أوسع مروحة نيابية لفرنجية ويبدي حماسة وبدعم من حليفه «حزب الله» الذي أوكل إليه مهمة التحرك لإيصال فرنجية إلى سدة الرئاسة الأولى، ويقول بأن بري يعطي لنفسه فرصة لعله ينجح في جذب تأييد واحدة من الكتل المسيحية الكبرى.

ويكشف أن فرنجية يراهن على حليفه «حزب الله» الذي لم ينقطع عن التواصل مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لإقناعه بتنعيم موقفه، خصوصاً إذا استشعر بأن فرنجية بدأ يتقدم على منافسيه، وأن هناك ضرورة للانضمام إلى مؤيديه بحصوله على ضمانات سياسية من أمينه العام حسن نصر الله.

ويضيف المرجع السياسي أن فرنجية أوكل إلى الرئيس بري التواصل مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي لم ينقطع عن التواصل معه من دون أن يبدّل موقفه بأنه لا يمكن لفريق أن يملي مرشح تحدٍّ على الآخر ومن الأفضل التوافق على رئيس يملك بعداً اقتصادياً.

ويسأل المرجع السياسي: من أين تأمّن تأييد 65 نائباً فرنجية؟ ويقول إن هناك مبالغة في تكبير الرقم، خصوصاً أن المستقلين من النواب السنّة يميلون إلى تأييد مرشح توافقي، وإلا لماذا يتريث زعيم «المردة» في الإعلان عن برنامجه الرئاسي؟

وهل يعطي لنفسه فرصة لمراقبة ما ستؤول إليه المستجدات السياسية ما يعني بأن الظروف ليست ناضجة حتى الساعة؟ لذلك فإن الرئيس بري، وفق المرجع السياسي، يتحرك في كل الاتجاهات، ربما لإشعار فرنجية بأنه لم يوفر جهداً لرفع عدد مؤيديه من النواب ويكون بذلك قد برأ ذمته في حال لم يتأمن له التأييد المطلوب.

 

“التيار” بين تحدّي”الثنائي” وإطلاق تموضعه المستقبلي!

طوني كرم/نداء الوطن/16 آذار/2023

بعد رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصر الله، وضع الشيخ نعيم قاسم نقطة الحزب القاطعة للمداولات المشككة بموقف قوى الثامن من آذار، وقرارها الحاسم في خوض غمار معركة الوزير السابق سليمان فرنجية رئاسياً. وذلك، خلافاً لتوجه غالبيّة القوى السياسيّة، من خصومٍ سياسيين وحلفاء سابقين، يتحضرون بدورهم لوضع «نقاط قاطعة» على مسار المكاسب السلطوية المشتركة التي أرسى أسسها تفاهم مار مخايل منذ العام 2006.

إنها كرسي بعبدا ولا شيء سواها. فبعدما فرض الخطاب السياسي الذي رافق وصول العماد ميشال عون إلى بعبدا في العام 1988، تكوين «الحالة العونيّة»، يستعد «التيار الوطني الحرّ»، مجدداً، عبر رئيسه جبران باسيل المتريّث في إعلان خوضه السباق الرئاسي، إلى إطلاق مروحةٍ جديدة من المواقف «الباسيليّة – التأسيسيّة» والعالية السقف وفق أحد المقربين منه، والتي وضعها في أهميّة خطاب الرئيس المؤسس (العماد ميشال عون) في العام 1988، يوم قال: «خذوا الرئاسة واعطونا الجمهورية… عم نبحث عن وطن وليس عن رئاسة وطن». ويأتي التصعيد المرتقب لرئيس «التيار»، بعد إسقاطه العديد من المساعي الرئاسيّة التوفيقيّة، وبعد ما استشفّ من مبادرة بكركي الرئاسيّة، لجهة إرتفاع أسهم زميله في «التكتل العوني» النائب إبراهيم كنعان على غيره من الأسماء التي خَلُص إليها الموفد البطريركي المطران أنطوان بو نجم إثر جولاته على القوى السياسيّة، وقبل إعلان تنصله الإعلامي منها في وقت لاحق!.

ووفق أحد المقربين من باسيل، فإنّ «العشاء السنوي التمويلي» الذي سيقام الأسبوع المقبل، سيشكل «محطة مهمة للتعبير عن إستقلاليّته وقراره الحرّ والمطلق بعيداً عن الإملاءات والتمنيات الداخليّة والخارجيّة، كما الإنقسامات العمودية ما بين 8 و14 آذار»، بحيث من المرتقب أن يعمد النائب جبران باسيل وبحضور الرئيس السابق ميشال عون، إلى إطلاق خارطة النضال المستقبلية، والتي لن يغيب عنها التطرق جدياً لعلاقة «الوطني الحرّ» بجميع الأطراف اللبنانية، «الحلفاء» قبل الخصوم، وملامسة قضايا الناس الحياتيّة في هذه الظروف الصعبة، والتي تتطلب كلاماً مختلفاً في موضوع الفساد والقضاء والملفات الماليّة… إلى جانب التشديد على موضوع الشراكة والميثاقيّة اللتين تشكلان عنوان وركيزة النضال في المرحلة المقبلة، ما من شأنه أن يقطع الطريق على المحاولات الهادفة إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، مع تأكيد «التيار» على موقفه الرافض لتكرار تلك الحقبة».

وعن إمكان الذهاب بعيداً في ملاقاة المطالبة بإعادة النظر في النظام، إعتبرت الأوساط المقربة من «التيار»، أنّ الموقف الراهن يكمن في المطالبة بتطبيق «الطائف» بكامل مندرجاته، بعيداً عن الإستنسابيّة، بعدما لحظ الإتفاق تطبيق اللامركزية الإدارية ومجلس الشيوخ، مع الإبقاء على إمكانية تصويب بعض الثغرات التي برزت مع التطبيق خلال السنوات السابقة.

أمّا بشأن الشقّ الرئاسي، فتجدد أوساط «التيار» موقف «التكتل» الداعي إلى التلاقي والحوار بين جميع القوى السياسيّة حول أولويات وبرنامج الرئيس لتحصين العهد القادم، إنطلاقاً من قناعتهم بأن أيّاً من الأسماء في حال وصولها، ستصطدم بعدم إمكانية تحقيق التغيير المطلوب، بعد الصعوبات التي واجهها عهد الرئيس عون، في ظلّ التركيبة السياسيّة القائمة والتي تمعن في عرقلة مسار الحكم في البلد. ومع حسم «الثنائي الشيعي» قراره الداعم لإنتخاب فرنجيّة رئاسياً، تشدد أوساط «التيار» على أّن خيار السير في دعم فرنجية غير وارد على الإطلاق بالنسبة لهم، رغم الإغراءات والضمانات التي عُرضت وتُعرض عليهم، والتي تم رفضها، إنطلاقاً من موقف «التيار» وسعيه الدؤوب إلى تحقيق الأهداف التي تليق بمستقبل لبنان وشعبه.

وفي موازاة التصعيد السياسي المرتقب لرئيس «التيار»، لا تزال أوساط مقربة من باسيل تعوّل على توافق القوى المسيحيّة حول إسم موحّد لا يشكّل إنتخابه تحدياً لأيٍّ من القوى السياسيّة، بعيداً من الدخول في لعبة الأسماء التي شهدتها مسرحيّة الترشيحات؛ تحديداً بعد إتسام مقاربة هذا الملف بجديّة أكبر على أثر التطورات المتسارعة في المنطقة، المترافقة أيضاً مع إعادة إستنهاض قنوات التواصل غير المباشرة بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، والتي يعوّل «التيار» عليها من أجل تعبيد الطريق مجدداً إلى معراب، واستئناف اللقاءات المباشرة بين قيادتي الحزبين المسيحيين الأكثر تمثيلاً وانتشاراً في لبنان، ما من شأنه أن يساهم حكماً في غربلة الأسماء الرئاسيّة المستقاة من اللقاءات التي قام بها الموفد البطريركي المطران أنطوان بو نجم، وتأمين الإجماع المسيحي حول مرشحٍ قادر على استكمال مشواره الرئاسي بتأمين التوافق الداخلي والخارجي حول انتخابه، بعيداً عن الترشيحات المفروضة على الآخرين والتي لا يمكن إطلاقاً «للتيار الوطني الحر» تقبلها.

 

الإحباط وفقدان الأمل يقضيان على اللبنانيين!

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/16 آذار/2023

يعيش الشارع اللبناني تحت صدمة الأزمات التي قلبت حياة المواطنين رأساً على عقب، فجعلتهم غير قادرين على التفكير إلا بتأمين لقمة عيشهم وأدويتهم وتعليم أبنائهم لمن كان قادراً منهم على ذلك.

هذا الانشغال المترافق مع الإحباط وفقدان الأمل بإمكانية التغيير، يأتي نتيجة الارتفاع الكبير للأسعار مع الانهيار غير المسبوق لليرة اللبنانية وانعكاسها على كل جوانب الحياة، وبعد انتفاضة شعبية شكلت أملاً بالنسبة إلى الكثيرين قبل أن يشعروا بالإحباط من نتائجها. من هنا فما كان من المواطنين إلا اللجوء إلى خيارات أخرى للبحث عن حلول لتمرير أيامهم في لبنان بأقل خسائر ممكنة، فيما اتخذ جزء كبير منهم خيار الهجرة، بعدما كان قد سبقه كثيرون إلى الخطوة نفسها.

وفي الأيام الأخيرة، مع تجاوز سعر صرف الدولار حاجز المئة ألف ليرة، وهو الرقم الذي كان وهماً بالنسبة إليهم، يكاد يكون لسان حال الجميع في لبنان: «كيف سنكمل حياتنا وماذا علينا أن نفعل؟»، هذا في وقت لم يسجل فيه أي تحركات شعبية لافتة على الأرض باستثناء تلك التي ينفذها بين يوم وآخر سائقو السيارات العمومية أو بعض الشبان في عدد قليل من المناطق لوقت محدود. هذا الواقع الذي ينعكس بشكل مباشر على الأمن الغذائي، ويسميه المختصون بـ«الجوع الخفي»، جعل كثيرين يطرحون سؤالاً أساسياً: لماذا لا يتحرك اللبنانيون وينتفضون على واقعهم؟ وهم الذين سبق أن انتفضوا رفضاً لقرارات يعتبر تأثيرها أقل بكثير من تأثير هذا الارتفاع الجنوني لسعر الدولار، والجواب عن هذا السؤال يكاد يكون واحداً من قبل الناس والمختصين، وهو أن السلطة نجحت في إشغال المواطنين بلقمة عيشهم، وتمكنت من قمع انتفاضاتهم السابقة فباتوا يتهيّبون تكرارها، أو لا يأملون من تجارب مماثلة أي تغيير. وهذا الأمر تتحدث عنه سناء، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «أنا كنت من أوائل المشاركين في الانتفاضات الشعبية السابقة وأبرزها التي حصلت في عام 2019، لكنني اليوم أشعر باليأس من كل ما حصل ويحصل». وتضيف: «كنا نطمح لإحداث تغيير لكن للأسف السلطة كانت أقوى منا، وها أنا أحضر نفسي للهجرة مع عائلتي بعدما خسرنا كل أموالنا في المصارف… وبدل أن نتقاعد أنا وزوجي بعد سنوات في بلدنا ونعتاش من الأموال التي كنا ندخرها بدأنا نخطط للانتقال إلى بلد آخر والبدء من نقطة الصفر».

كذلك ترى جمانة أن الناس ينتظرون من يدفعهم أو يشجعهم للتظاهر لخوفهم من النتيجة، لكنها تضيف: «المواطنون الذين خرجوا في السابق إلى الشارع قد لا يملكون اليوم ثمن أجرة الطريق للانتقال إلى مكان التجمع، ويفضلون دفع أموالهم لتأمين ربطة الخبز».

ولا يختلف كلام المواطنين عن وجهة النظر العلمية التي تعبر عنها الأستاذة في علم النفس الاجتماعي منى فياض، رابطةً الجمود الذي يسيطر على الشارع اللبناني بـ«فقدان الأمل في التغيير»، معتبرة في الوقت عينه أن الانفجار قد يحصل بين ليلة وضحاها بسبب شرارة معينة ناتجة عن تغيّر ما. وتقول فياض لـ«الشرق الأوسط»: «الشعب اللبناني مرّ في السنوات الأربع الأخيرة بتجارب عدة أبرزها انتفاضة تشرين الأول 2019، ومن ثم تحركات شعبية منها كبيرة ومنها محدودة بين عامي 2020 و2021، لكن المشكلة كانت في لامبالاة الطبقة السياسية والسلطة التي استمرت بسياساتها؛ لأن هناك من يحميها، وكأن شيئاً لم يكن، وهو ما أدى إلى ما وصلنا إليه اليوم».

وتوضح: «خطة السلطة كانت إشغال الناس بلقمة عيشهم، وهو ما نجحت في تحقيقه بحيث بات المواطنون وكأنهم تحت تأثير الصدمة المترافقة مع نوع من اليأس من إمكانية التغيير، وبالتالي عدم جدوى التحرك لقناعتهم أن هناك شيئاً ما أقوى منهم سيمنعهم من تحقيق مطالبهم». وتلفت فياض إلى أن «الناس في لبنان، ورغم كل الغلاء وفوضى الأسعار، قادرون على تأمين لقمة عيشهم بما تيسّر لهم أو من خلال المساعدات التي تقدمها الجمعيات والمجتمع الدولي أو عبر أموال المغتربين التي يرسلها الأبناء إلى عائلاتهم، لكن تبقى المشكلة في عدم قدرة معظم اللبنانيين على الاستشفاء حيث يموت المرضى على أبواب المستشفيات أو من دون معرفة السبب». لكن هذا لا يعني أن الوضع سيبقى على ما هو عليه، وقد يحصل الانفجار في أي لحظة إذا حصلت أي إشارة ما أو أي تغيّر قد يمنح الأمل للناس بالتغيير، عندها سيعودون إلى الشارع».

وتتفاقم الأزمات المعيشية والاجتماعية في لبنان في السنوات الأخيرة بشكل دراماتيكي، وهو ما ينعكس على كل الفئات الاجتماعية وبشكل أساسي على الأمن الغذائي، وهو ما كان محور طاولة مستديرة حول الأمن الغذائي في جامعة القديس يوسف، أمس الأربعاء، حيث كشفت الأستاذة في الجامعة اللبنانية وخبيرة الأغذية في المجلس الوطني للبحوث العلمية مهى حطيط، عن نتائج دراسات أظهرت أن 73 في المائة من الشعب اللبناني يعانون انعدام الأمن الغذائي، وعدم تنوع الغذاء. وأوضحت: «راقبنا تغير الهرم الغذائي في لبنان، ولاحظنا تربع الخبز والمعكرونة على رأس الهرم من ثم تتبعه السكريات، ويأتي في المرتبة الثالثة الزعتر، ورابعاً الحليب ومشتقاته، وخامساً اللحم والدجاج وأخيراً السمك»، مضيفة: «تغيرت نوعية الأكل في لبنان، وتبين معنا في إحدى الدراسات، ولأول مرة منذ 21 عاماً، ارتفاع معدل التقزم عند الأطفال ومعدل البدانة. هذا مرده إلى أن الأطفال لا يحصلون على الفيتامينات والمعادن اللازمة لنمو سليم، وهذا ما يسمى (الجوع الخفي)»، واصفة المرحلة التي يمر بها لبنان بـ«الخطيرة».

 

إمكان إلقاء القبض على سلامة/الدولة تدّعي للمرة الأولى لاستعادة الأموال المنهوبة

باتريسيا جلاد/نداء الوطن/16 آذار/2023

عدم حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس جلسة الإستجواب، التي طالبت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر من قاضي التحقيق الأول بالإنابة في بيروت شربل أبو سمرا الترخيص لها أو لأحد معاونيها ممن ينوب عنها بحضوره، وعدم قبول تبرير موكله بأن الإستدعاء انتهاك للسيادة اللبنانية، أدى الى ادّعاء الدولة اللبنانية ممثلة بالقاضية شخصياً على سلامة وشقيقه وماريان الحويك بجرائم الرشوة والتزوير وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع، وحجز أملاكهم العقارية وتجميد حساباتهم المصرفية وحسابات أزواجهم وأولادهم القاصرين.

وبذلك تكون الدولة ممثّلة بهيئة القضايا في وزارة العدل تدخّلت للمرة الأولى في ملف الادّعاء على سلامة، وبالتالي المطالبة باستعادة الأموال المنهوبة. ووصف المحامي والمدير التنفيذي لـ”المفكرة القانونية” نزار صاغية هذا التدخل بالحدث الأكبر وقال لـ»نداء الوطن»: «لم تتحرّك الدولة يوماً في استعادة الأموال المنهوبة، والأهمّ هو الإدّعاء بنفسها لاسترجاع تلك الأموال». مشيراً الى أهمية متابعة مسألة الاسترداد ليس من داخل لبنان فحسب بل من خارجه باعتبار ان أموال رياض سلامة مودعة في خارج البلاد، ونتكلّم هنا عن استعادة أموال بقيمة نصف مليار دولار، أي ما تعادل قيمة الموازنة السنوية للدولة اللبنانية».

إذاً ما يصحّ قوله في تلك الحالة إستناداً الى صاغية، أن ادعاء الدولة هو «بداية استعادة الاموال المنهوبة التي تعود لرياض سلامة، والعبرة في وضع عمل منهجي بغية التوصّل الى استعادتها». وهنا عاد صاغية الى السنوات السابقة وتحديداً الى دعوى الإثراء غير المشروع التي اقيمت في العام 2019 ضد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في ما يتعلق بالقروض السكنية، فكان مصير تلك الدعوى حفظها من قبل القاضي. كما هناك عدد كبير من الدعاوى التي ترفع في ما يتعلق بالإثراء غير المشروع ويتمّ التحرّك على اساسها كتلك التي تتعلق بالنافعة والدوائر العقارية وغيرها... الا أن عملية معالجة الأموال المنهوبة تتطلّب، بحسب صاغية، ادوات وأبرزها وجود قضاة مجهزين للقيام بهذا الدور، من دون ممانعة لمتابعة ذلك المسار وإجراء التحقيقات اللازمة».

والسؤال الذي يطرح نفسه برأي صاغية: «كيف يمكن للدولة ممثلة بهيئة القضايا الادعاء على سلامة وطلب الحجز على امواله فيما لا يزال بإمكانه التصرّف بأموال مصرف لبنان وبالتالي اللبنانيين؟». وارتكز صاغية في كلامه على أن وجود وثائق شبهات في حق شخص مدعى عليه، يستدعي كفّ يده وعدم إبقائه في مهامه ولو ثبتت براءته بعد حين. من هذا المنطلق شدّد على أنه «على الحكومة عدم الامتناع عن اتخاذ اجراءات لكفّ يده حمايةً للمال العام، وإلا يوجب عليها مسؤوليات جزائية وغيرها. مع ذكر انه بعدما دارت الشبهات حول سلامة، «طارت» مليارات من الدولارات، ما يحمّل رئيس الحكومة ميقاتي المسؤولية المباشرة». وحول جلسة اليوم إذ أعلن وكيل سلامة أن موكّله سيحضر الجلسة، أما اذا امتنع عن ذلك «فهو يضع الدولة أمام مسؤولية عدم التعاون كفاية مع الفريق الاوروبي. من هنا يترتّب على الدولة أن تتخذ إجراءات لإلزامه الحضور، وإلا تخلّ هي في مبدأ التعاون مع التحقيق الأوروبي»، كما أكّد صاغية.

وحول إمكانية توقيفه وهو في طريقه الى التحقيق أو خلال التحقيق أو بعد انتهاء جلسة التحقيق الأوروبي من قبل أجهزة الأمن اللبنانية، بسبب صدور مذكّرات سابقة من القضاء اللبناني، قال صاغية: «لا يوجد طلب بتوقيفه من القضاه الاوروبيين وانما فقط استجوابه. ولكن من الممكن اذا تحرّكت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض عليه تنفيذاً لمذكرة جلب سابقة صادرة بحقّه.

 

بحث حثيث عن مخارج إحتيالية آمنة... لكن الأوروبيّين بالمرصاد الشديد الوطأة/إقتراب ساعة حقيقة سلامة... والمنظومة مرتبكة جداً

باسمة عطوي/نداء الوطن/16 آذار/2023

*سياسيون أخذوا مسافة من القضية والرجل… وآخرون قد يكرّرون مشهد إجهاض تحقيق المرفأ

*هناك من بدأ يقتنع بأن سلامة كبش محرقة وأنه لا بد من محاكمة علنية تُفتح فيها ملفات 30 سنة

*المحاكمة في الداخل أهون الشرور بالنسبة للمتورّطين مع سلامة… فهنا يمكن ضبط إيقاع "الإعترافات"

*المحاكمة في الخارج غير مضمونة النتائج بالنسبة لزعماء وساسة ومصرفيين متورّطين… جدّاً

*هناك تقدير لثروات بنحو ملياري دولار يمكن استرجاعها لشعب فقير ينقصه الدواء والغذاء

*القضاة الأوروبيون فضحوا ألاعيب في القضاء المحلي الذي سارع لحفظ ماء الوجه ولو قليلاً

*مراجع في الخارج تتابع القضية عن كثب وتعتبر أن محاسبة المنظومة تبدأ من مفتاح سلامة

حضر القضاة الاوروبيون امس الى قاعة قصر العدل في بيروت لاستجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، تنفيذاً للاستنابة القضائية الأوروبية، كما حضر قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، ورئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، ولم يحضر سلامة.

وحدد القاضي أبو سمرا العاشرة والنصف من صباح اليوم الخميس، موعداً جديداً للاستماع الى رياض سلامة، بعدما رفضت النيابة العامة التمييزية وقاضي التحقيق أبو سمرا المذكرة التوضيحية التي تقدم بها سلامة، وأثار فيها أن حضوره امام قضاة دوليين في لبنان والتحقيق معه بملفات مالية يتعارض مع السيادة الوطنية، واعتبرا أن تنفيذ الاستنابات الدولية «لا يتعارض مع القانون اللبناني ولا ينتقص من السيادة اللبنانية». وبعد تغيّب حاكم «المركزي»، أعاد استدعاءه قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا ومن المرجح أن يحضر اليوم كما سربت مصادره، خصوصاً أن أبي سمرا أعلن «أنه في حال عدم حضور سلامة، سينفذ استنابة قضائية، بالتالي يعود للقضاء، اتخاذ القرارالمناسب»، والمقصود هنا القضاء المحلي كما الأوروبي.

تطور جديد

وشهدت محاولات محاسبة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تطوراً جديداً ايضاً يوم أمس الاربعاء تمثّل بتقدم الدولة اللبنانية بشخص رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر بادعاء شخصي بحقه، بجرائم الرشوة والتزوير وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرّب الضريبي. وفي تفصيل الادعاء، فهو شمل الى جانب سلامة، شقيقه رجا، ومساعدته ماريان الحويك، وكل من يظهره التحقيق. وطلبت القاضية بموجب الادعاء اتخاذ إجراءات عدة في حق المدعى عليهم، بينها «توقيفهم وحجز أملاكهم العقارية وتجميد حساباتهم المصرفية»، إضافة الى «تجميد حسابات أزواجهم وأولادهم القاصرين لدى المصارف اللبنانية والأجنبية» ومنعهم من التصرّف بعقاراتهم.

هناك سؤال

والسؤال هو: هل هناك من يجزم بأن هذه الخطوة ستؤدي فعلاً الى الاقتصاص منه أو تحويله الى «كبش محرقة» (كما يقول هو)، أم أنها وسيلة من وسائل اطراف في المنظومة السياسية (الشريكة له في ارتكاباته)، في تأمين مخرج ما آمن له؟

عدم امكانية حسم الجواب نابعة من أن هذه الخطوة تقع في إطار تحقيق محلي بطيء جداً وغير واضح المسار والمآل. وكان بدأ التحقيق قبل عامين بشأن ثروة سلامة ومصدرها، ويسير بشكل منفصل عن التحقيقات الأوروبية التي تركز على العلاقة بين مصرف لبنان وشركة «فوري»، المسجلة في الجزر العذراء والمستفيد الاقتصادي منها رجا سلامة شقيق الحاكم. ولعبت الشركة دور الوسيط لتسويق سندات خزينة ويوروبوندز مقابل عمولات جرى تحويلها من مصرف لبنان إلى حسابات رجا سلامة في الخارج. ثم عادت معظم تلك العمولات الى بيروت ويرجح انها عادت لتدخل او تحول الى حسابات رياض سلامة وآخرين في الداخل والخارج. مصادر تابعة أكدت لـ»نداء الوطن» أن هناك إرباكاً شديداً لدى عدد من رعاة سلامة في مواقع القرار. بعضهم يحاول التنصل منه لانهم يرون انفسهم براء مما هو منسوب اليه من تهم حتى الآن، والبعض الآخر متوجس جداً لأن هناك ما قد يصل اليه بشكل او بآخر اذا فتحت كل الملفات، فضلاً عن اطراف ترفض محاكمة سلامة لوحده لأنه كان خادم المنظومة كلها منذ 30 سنة. الى ذلك هناك اسئلة كثيرة عن ربط قضية سلامة بنظرة الاوروبيين الى المسؤولين اللبنانيين الساعين لطلب المساعدة من المجتمع الدولي للخروج من الازمة المالية الخانقة. وقال ديبلوماسي: «هناك تقدير لثروة سلامة ومتورطين معه بنحو ملياري دولار، فاسترداد هكذا مبلغ ليس تفصيلاً بالنسبة لبلد غارق في ازمات نقص دواء وقمح!». مصادر أخرى تقول: «بعض الصقور في المنظومة لا يعبأون بهكذا ملف مهما كان فضائحياً، فهم أمراء حرب كانوا ولا زالوا بنفس الذهنية رغم ربطات عنقهم. ولنا في تحقيق المرفأ المثال الذي قد نشهده من جديد وصولاً الى التهديد بالحرب الاهلية. الى ذلك، هناك من يفضل المحاكمة (اذا كان الرجل متهماً فعلاً) في الداخل لأنه أهون الشرور بالنسبة للمتورطين مع سلامة، فهنا يمكن ضبط ايقاع «الاعترافات»، أما المحاكمة في الخارج فغير مضمونة النتائج بالنسبة لزعماء وساسة ومصرفيين متورطين... جداً.

على صعيد متصل، أكد قانونيون أن القضاة الأوروبيين فضحوا ألاعيب في القضاء المحلي الذي سارع لحفظ ماء الوجه ولو قليلاً عندما اصر على حضور سلامة اليوم، كما ان مراجع في الخارج تتابع القضية عن كثب وتعتبر ان محاسبة المنظومة تبدأ من مفتاح سلامة ربما.

الكك: سيستخدم أساليب لكسب الوقت وحفظ الهالة... لكن الحقيقة ستظهر

من جهتها تؤكد أستاذة القانون المتخصّصة بالشأن المصرفي سابين الكك لـ»نداء الوطن» أن «ملف سلامة فتح ولن يتم اقفاله بسهولة»، شارحة أنه «في المسار القضائي هناك دفوع شكلية يتمّ اللجوء اليها، وشهود ومهل وطلبات اخلاء سبيل، والمختصون في القانون يعرفون ان هذه الاجراءات بديهية، وهي تستغل وتستثمر في لبنان، مثل دعاوى الرد لإطالة أمد الدعوى والتهرب من المثول امام القضاء». وتشدد على أنه «في النهاية، في أي ملف قضائي سواء في لبنان أو خارجه هناك دفوع شكلية يمكن للمتهم استعمالها وهي من وسائل الدفاع، لكن برأيي يمكن للحاكم القيام بالخطوات القانونية التي يريدها، لكن اذا كان ملفه في عهدة أياد أمينة على تحقيق العدالة لللبنانيين، يجب أن تظهر الحقيقة».تضيف: «يمكن أن لا يحضر اليوم الخميس، وسيحاول المستحيل كي لا يمثل أمام القضاء اللبناني، لأن حضوره يكسر الهالة التي يحيط بها نفسه. سلامة يريد ان يكمل ولايته تحت هالة معينة ومثوله أمام القضاء كسر لهذه الهالة، وهناك كثر لا  يريدون كسرها ايضاً وليس هو فقط خصوصاً في هذا التوقيت. والأكيد انه يتم التفتيش عن طريقة للخروج الآمن له وللمتورطين معه». توضح الكك أنها «ليست متابعة لسير التحقيقات الاوروبية حول تورط سلامة بجرم تبييض الاموال، لكن ردة فعل الوفد الاوروبي في حال رفض سلامة المثول أمامهم، ستكون أقسى من ردة فعل القضاء اللبناني، لأنهم يعملون بجدية واستقلالية اكبر ويضعون حداً للأمور»، مشيرة الى «أنهم يعلمون بأن وسائل الدفوع التي يمكن أن تستعمل بتعسف، الا انها تبقى دليل ادانة للشخص. الوفد الاوروبي لن يتعامل بالليونة نفسها التي تعامل بها القضاء اللبناني مع سلامة».

وتختم: «الأكيد ان ذلك ليس مؤشراً صحياً وليس لصالح سلامة، وهو لا يملك الكثير من وسائل الدفوع بالاساس، لهذا سيكون التركيز على وسائل الدفوع الشكلية لأنها تؤخر الغوص بأساس الملف».

ضاهر: محاكمة كل المنظومة «المجرمة» التي نهبت 100 مليار دولار

من جهته يسأل المحامي الدكتور باسكال ضاهر عبر»نداء الوطن»، «هل سلامة هو وحده المرتكب، وهل هذا الجرم والتعويضات المقدرة التي ستحددها الدولة اللبنانية لاحقاً ستكفي لرد ما نهب من الشعب؟»، لافتاً الى أن «ما يدعو الى طرح هذا السؤال هو أن المنظومة المرتكبة هي من تحاكم حاكم المركزي، وهي من يجب ملاحقة أعضائها برمتهم مع سلامة، كما ان السؤال الثاني الذي يطرح هو: هل سيتم رد ما تم نهبه من مبلغ يفوق 100 مليار دولار، أم أن الدعوى التي رفعتها الدولة اللبنانية ضده هي وسيلة لوقف الملاحقات الخارجية (لدى القضاء الاوروبي)، لأنه من الناحية القانونية لا يجوز ملاحقة أي شخص عن الجرم الا مرة واحدة؟».

أكثر من سيناريو اليوم

يرى ضاهر أن «عدم حضور سلامة أمام التحقيق اللبناني امس (الاربعاء)، والتسريب أنه سيحضر اليوم الخميس، يدل على أن لا انتظام قانونياً في البلد، لا سيما وانه بمجرد عدم الحضور يتم اصدار مذكرة توقيف، وهذا ما لم يحصل». يضيف: «نحن إذ نعول على القضاء والحكم بالعدل، الا ان المتهم في الحقيقة هي المنظومة السياسية بكاملها، التي حكمت منذ تسعينات القرن الماضي الى الآن، وشريكها هو اللوبي المصرفي والسلطات الحاكمة هم جميعهم المجرمون، وبالتالي لا يجوز اختصار الكل بواحد»، لافتاً الى «انه في حال حضور سلامة اليوم أمام القضاء اللبناني، هناك أكثر من سيناريو يمكن أن يحصل، أوله الاستماع اليه ويترك، وثانيه أن يتم توقيفه، وثالثه، يمكن أن تتابع جلسات الاستماع، لأننا ما زلنا أمام القضاء الواقف أو قضاء الملاحقة او الادعاء، والمحاكمة امام القضاء الجالس تحصل لاحقاً».

مراكز مسؤولية

ويوضح أن «للقضاء الواقف الحق بتوقيف شخص ما بناء على الشبهة والظن، اما القضاء الجالس فيمكن أن يبرئ المشتبه به بناء على الشك، وبالتالي أي شخص يتم الاشتباه به بريء حتى تثبت ادانته»، شارحاً أن «هذا الامر ينطبق ايضاً على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، المشتبه به هو الآخر أمام القضاء في امارة موناكو، وبغض النظر عن مبدأ البراءة الا ان هناك مراكز مسؤولية لا سيما العامة منها، لا تحتمل ان يكون من يتولاها موضع شبهة، ومنها رئاسة الحكومة وحاكمية مصرف لبنان وسوى ذلك من مناصب حكومية، لأنها تفترض النزاهة التامة والعمل الشفاف التام، مما يقتضي اقالتهم وتعيين رجال غير متصلين باللوبي السياسي والمالي الحاكم».

العبرة في كشف كل الأوراق

يضيف: «بما ان الملفات التي يتم تناولها وصلت الى مرحلة الملاحقة في أوروبا، فانه من المفترض أن يكون صاحب المنصب منزّهاً عن ارتكاب اي فعل، أو ان يعمد الى الاستقالة من تلقاء نفسه كما يحصل في الدول الغربية». يشدد ضاهر على انه لا يمكن التكهن بردة فعل المحققين القضائيين الاوروبيين على مماطلة سلامة وعدم تجاوبه مع دعوتهم للاستماع اليه. لكن العبرة تبقى في ان يكشف الحاكم كل أوراقه المخبأة، والتي تدين جميع من تعاقب على الحكم من المتآمرين على حقوق واموال الشعب اللبناني واعادتها عبر مصادرتها في لبنان والخارج، لأنها ملك اللبنانيين جميعاً والحق يعود اليهم»، مشدداً على أن «هذا ما يثبت ان سلامة ليس المرتكب بمفرده، والدليل قول المنظومة انه لا يمكن تغيير «جنرال في أرض المعركة»، كما سبق وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عندما سئل عن امكانية اقالته من منصبه».

 

الاتفاق السعودي الإيراني: لكي ينتج الشرق الأوسط الطاقة وتصديرها بسلام

 أحمد عياش/موقع أولاً/16 آذار/2023

الحدث الذي تصدر الاهتمام العالمي في العاشر من آذار/مارس الحالي والذي تمثل بالاتفاق السعودي الإيراني الذي أبرم في بكين، لم ينل بعد التقييم الاقتصادي الكافي، فبقيّ الاتفاق ولا يزال، تحت أضواء الابعاد الجيوإستراتيجية في السياسة والامن. فهل من ملامح لإبعاد الاتفاق إقتصادياً على المستويات الدولية والإقليمية؟ أسرع جواب على هذا السؤال جاء من طهران غداة إبرام الاتفاق، إذ عوّض الريال الإيراني، بعض الخسائر التي تكبّدها في الآونة الأخيرة مسجلاً ارتفاعاً تجاوز 6 في المئة وسط احتمالات تقلص التوترات الإقليمية بعد اتفاق إيران والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية.

على الضفة الأخرى من الاتفاق، أي المملكة العربية السعودية، فقد ظهر مؤشر لا ينتمي الى إتفاق بكين، ولو انه أتى غداة إعلان الاتفاق. فقد سجّلت شركة النفط الوطنية السعودية (أرامكو) أرباحاً قياسية مع بقاء الوقود الأحفوري "ضروريا". وكسبت الشركة 161 مليار دولار العام الماضي، بزيادة تقارب 50 في المئة عن 2021، وقالت إن الطلب على النفط سيستمر. وبحسب ما كتبه ستانلي ريد في النيويورك تايمز، فإن أكبر شركة نفط في العالم، هي أحدث عملاق للطاقة يعلن عن أرباح قياسية، وهي تراهن على أن الطلب العالمي على نفطها سيظل قوياً على الرغم من المخاوف بشأن تغير المناخ. حتى الآن، هذه الرهانات تؤتي ثمارها. وقال أمين حسن الناصر، الرئيس التنفيذي لـ "أرامكو"، في بيان: "نتوقع أن يظل النفط والغاز ضروريين في المستقبل المنظور".

الاتفاق وصورة الشرق الأوسط

 تحت عنوان "الاتفاق السعودي الإيراني يمكن أن يحوّل الشرق الأوسط"، كتبت فيفيان نيريم في النيويورك تايمز أيضاً ان لدى كلا البلدين (السعودية وإيران)، وكذلك المنطقة الأوسع، الكثير لتكسبه من إعادة ضبط العلاقات - إذا صمد الاتفاق حقاً. وجاء في التقرير:"كان التقارب الدبلوماسي بين المملكة العربية السعودية وإيران بعد سنوات من المواجهة في صراعات بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط بمثابة انقلاب للصين، ما سهل الاتفاق، وكان ذلك مصدر ارتياح لإيران، التي تتصارع مع الاضطرابات الداخلية والاقتصاد الذي تعاني من العقوبات القاسية".

لكن المملكة العربية السعودية أيضاً لديها الكثير لتكسبه،  إذا ترسخ التعاون الجديد حقاً. وقد يساعد الاتفاق في تهدئة التوترات الإقليمية التي أججت الحروب والحملات الإعلامية وأرسلت صواريخ وطائرات من دون طيار تحلق عبر شبه الجزيرة العربية"، وأضاف التقرير: "أصبح حل النزاعات أولوية قصوى لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث يقوم بإصلاح اقتصاد المملكة، على أمل جعلها مركزاً عالمياً للأعمال والثقافة". وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، على تويتر بعد الإعلان عن الاتفاق في بكين :"دول المنطقة تتقاسم مصيراً واحداً، وهذا يجعل من الضروري بالنسبة لنا العمل معاً لبناء نماذج للازدهار والاستقرار".

كيف تبدو الصورة على الجانب الصيني؟ تحت عنوان " بكين هل تنهي نزاع 40 عاماً؟"  كتب عبد الرحمن الراشد في صحيفة "الشرق الأوسط" يقول: "الصين تستورد مليوني برميل يومياً من السعودية وحدَها، وستزداد. وأميركا تستورد منها 300 ألف برميل خام يومياً فقط، نحو 7 في المئة من حاجتها، وستتناقص، وهي نسبة قليلة إذا قارناها بأكثر من 50 في المئة تستوردها أميركا من جارتها كندا. واشنطن تستطيع أن تعيشَ من دون نفطِ السعودية والخليج. الصين لن تستطيعَ. نظرياً، يفترض ألا يشكل النجاح الصيني في التقريب بين الرياض وطهران أزمة". وخلص الراشد الى القول :" الأهمُّ للسعودية، أنَّ الصين شريكٌ تجاريٌّ كبيرٌ لها ولدول المنطقة، والصين نفسُها متضررةٌ من النزاع. أمَّا واشنطن فليس بوسعها أن تكونَ البديلَ للصين، تحديداً في شراء النفط، ولا أن تلعبَ دورَ الوسيط مع إيران. مع هذا، ستظلُّ الولاياتُ المتحدة لاعباً مهماً... الأخ الأكبر والشريك العسكري لدول الخليج، الذي سيمدُّ في عمر نفوذِها إلى عقد آخر، على الأقل".

كيف يبدو الاتفاق السعودي الإيراني خلال شهرين من توقيعه؟

 كيف تبدو صورة اتفاق بكين خلال شهرين منذ توقيعه، وهي الفترة المعطاة لإستئناف العلاقات الديبلوماسية بين الرياض وطهران؟ بحسب تشارلز كينيدي Oilprice.com، فإن الخلاف بين المملكة العربية السعودية وإيران شكّل السياسة الإقليمية في الشرق الأوسط في السنوات والعقود الأخيرة. وكلا البلدين عضوان في أوبك وهما من كبار منتجي النفط فيها، على الرغم من انخفاض إنتاج إيران منذ العام 2018 عندما انسحب الرئيس دونالد ترامب مما يسمى بالاتفاق النووي الإيراني وأعاد فرض العقوبات على صناعة النفط الإيرانية وصادراتها. كما تقود المملكة العربية السعودية، أكبر منتج في أوبك، اتفاقية أوبك+ مع روسيا بشأن حصص إنتاج النفط، أما إيران فمعفاة من الحصص بسبب العقوبات المفروضة عليها".  يعود عبد الرحمن الراشد الى منتدى نظَّمه أخيراً مركز THINK عن الدبلوماسية والشؤون العسكرية، والاقتصادية، والتقنية، والثقافية، تناقشت فيه شخصيات من الجانبين. ويلفت النظر الى "جملة واحدة بسيطة ومهمة" ترددت في المنتدى، وهي: "المملكة العربية السعودية اليوم ليست السعودية قبل خمس سنوات، والولايات المتحدة اليوم ليست أميركا الأمس، وفي الوقت نفسه القيادة السعودية والحزب الديمقراطي باقيان معنا". وقال: "من الواضح أنَّ خسارة العلاقة الخاصة مع واشنطن لن تقود إلى انهيار المملكة، هذه خرافة ينقضها نحو مئةِ عام من الحكم السعودي الحديث الأطول والأكثر استقراراً. والعلاقة مع الصين ليست عاطفيةً، بل ستقوم على المصالح، علاقة مشترٍ وبائع للنفط والسيارات والهواتف وغيرها، حتى لو خفضت العلاقة، سيستمر السعوديون يستمتعون بالفرجة على أفلام "نتفليكس" الأميركية، من دون الحاجة إلى التزامات سياسية كبرى، وستقوم الصين لاحقاً بحماية طريق تجارتِها، ومناطقِ البترول سواء من خلال موفديها الدبلوماسيين، أو تضطر مستقبلاً إلى بعث بوارجِها، كما فعلَ مِن قبل البرتغاليون والإنجليز والأميركان لحماية مسارات تجارتِهم في منطقتنا".

تساؤلات خطيرة حول عائدات التصدير المستقبلية للنفط والغاز

 في تقرير خاص حمل عنوان: "صادرات النفط والغاز واعتماد بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على عائداتها"، جاء فيه: "ان النمو الاقتصادي في الصين والهند والعالم النامي يعني زيادات هائلة في الطلب على الطاقة، وفي تدفق الواردات من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحول نمو استهلاك الطاقة إلى الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية". وفي الوقت نفسه، يظهر التقرير أن "عدداً قليلاً من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لديها موارد نفط وغاز كبيرة بما يكفي لتوفير عائدات التصدير لتلبية احتياجاتها الداخلية للتنمية الاقتصادية الشاملة، وتوفير وظائف حقيقية لمعظم سكانها والتي تحقق إيرادات للفرد الواحد توفر شكلاً حقيقياً من ثروة النفط والغاز. وتظهر البيانات أيضاً أن بعض الدول الرئيسية المصدرة للنفط والغاز قد تعرضت لسوء إدارة مزمن لعقود، وتساعد في تفسير سبب استمرارها في عدم الاستقرار الداخلي. وهذا يثير تساؤلات خطيرة حول عائدات التصدير المستقبلية في الفترة ما بين 2023 و 2050. ومع ذلك، لم تستغل دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد جميع المناطق التي يمكن أن تضيف إلى احتياطاتها النفطية، في حين تشير الشكوك في البيانات المتعلقة باحتياطات الغاز وإنتاجه في دول أخرى إلى أن عدداً منها قد يكون قادراً على تحقيق زيادات كبيرة في إنتاجها وصادراتها من الغاز الطبيعي - الوقود الأحفوري الأقل تأثيراً على ظاهرة الاحتباس الحراري والذي يكون استخدامه أكثر أماناً من النفط وأكثر أماناً من الفحم الحجري، " ثم يدرس التقرير تقديرات الطلب المستقبلي على النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويبيّن التقرير "أن الاتجاهات الحالية في الاقتصاد العالمي تدعو إلى زيادة استخدام صادرات النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى العام 2050 على الأقل، ولاسيما في آسيا وفي الدول الأقل نمواً غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي - إذا لم تحدث تخفيضات كبيرة في الطلب على الوقود الأحفوري للتعامل مع تغير المناخ والاحترار العالمي". الى أي مدى يمكن إعتبار الاتفاق السعودي الإيراني عاملاً مساعداً في ملاقاة الحاجات المتزايدة لمنتجات الطاقة التقليدية التي يصدّرها الشرق الأوسط الى العالم عموماً وآسيا خصوصاً ؟ إعتماداً على ما سبق من معطيات، يبدو الجواب كامناً في توفير الاستقرار في المنطقة كي يقوم الشرق الأوسط بدوره في انتاج الطاقة وتصديرها بسلام.

 

بالوقائع والأدلّة والقانون الدوليّ: إليكم منظومة الخيانة العظمى

جان عزيز/أساس ميديا/الجمعة 17 آذار 2023

بعد أكثر من 70 عاماً من الصراع، نجحت إسرائيل في انتزاع اعتراف أممي قانوني دولي بها، من لبنان، وبها على أنّها "دولة".

في 14 شباط الماضي نشرت الأمم المتحدة وثيقة تصديق أمينها العام على تبادل رسائل "اتفاقية دولية بين دولة إسرائيل والجمهورية اللبنانية". مسألة خطيرة جداً. دفعت منظومة بيروت إلى الردّ بالتالي:

- "ما فعلته إسرائيل قامت به من طرف واحد.

- وهو لا يعني شيئاً لنا ولم نكن على علم به أو نتوقّعه.

- علماً أنّه أصلاً، لم يكن بالإمكان القيام بغير ما فعلنا أو أكثر ممّا فعلنا، في موضوع الترسيم البحري.

- في النهاية، لماذا هذه الضجّة الآن؟ علماً أنّ بين لبنان وإسرائيل اتفاقية دولية سابقة عمرها 74 عاماً، هي اتفاقية الهدنة".

اتفاق تثبيت حدود دولة لبنان، أو اتفاق بوليه نيوكومب الشهير لعام 1923، الذي كرّس ولا يزال جغرافيا دولتنا الراهنة، هو نفسه تبادل رسائل منفصلة. وهو اتفاقية دولية يعتدّ بها لبنان في كلّ المحافل

أربع حجج ذرائعية ردّت بها المنظومة، تشكّل في كلّ حرف منها نموذجاً لتزاوج الدجل والجهل.

فلنبدأ بتفنيدهما:

أولاً، القول إنّ ما قامت به إسرائيل مجرّد خطوة أحاديّة من طرفها، وإنّها استكمال لعملية إيداع وثائق إحداثيات البحر التي قمنا بها معاً في 27 تشرين الأول الماضي، وإنّه لا معنى أو مفاعيل لها بالقانون الدولي، فهذه هذه سلسلة كذبات فاقعة فاضحة أولى. ذلك أنّ تصديق الأمم المتحدة على اتفاقية دولية، يختلف كليّاً عن مجرّد إيداع وثيقة، مثل وثيقة الإحداثيات المذكورة.

صحيح أنّه عند إيداع وثيقة عادية أحاديّة تكتفي المنظمة الأممية بتسجيلها ونشرها إذا لزم. أمّا طلب تصديق اتفاقية دولية فيخضع لآليّة مختلفة، إذ تسجَّل لدى الأمانة العامة أوّلاً، ثمّ تقوم هذه الأخيرة بالتدقيق في الطلب ودرسه وتقويمه ثانياً، ثمّ تعلن قرار التصديق أو عدمه ثالثاً.

هذا ما يفسّر بأنّ طلب التصديق الإسرائيلي سُجّل في 22 كانون الأول الماضي، بينما صدر التصديق نفسه في 14 شباط، وهو ما يعني أنّه استوجب الدرس نحو 50 يوماً قبل قبول الطلب وإعلانه.

فإلامَ استندت الأمم المتحدة لتعتبر "تهريبة" كاريش اتفاقية دولية؟

طبعاً على نصّ الاتفاق الموقّع من "الدولتين"، وتحديداً من رئيسي الدولتين، والذي يذكر أكثر من 16 مرّة أنّ هذا "اتفاق"، وأنّه بموجبه "اتفق الطرفان". وهذا ما ارتكبه بأعين مفتوحة الذين سوّقوا ووقّعوا وصفّقوا وهرّبوا.

كذبة.. في ضواحي بيروت

ثانياً، أمّا ذريعة أنّنا وقّعنا على نصّين منفصلين، فهذه مزحة لا تتخطّى ضواحي بيروت. ذلك أنّ الأمم المتحدة تعتمد في التقويم والتدقيق على معاهدة فيينا للاتفاقيات الدولية التي تنصّ في مادّتها الثانية بشكل حرفي على أنّه "يُقصد "بالمعاهدة" الاتفاق الدولي المعقود بين الدول في صيغة مكتوبة والذي ينظّمه القانون الدولي، سواء تضمّنته وثيقة واحدة أو وثيقتان متّصلتان أو أكثر، ومهما كانت تسميته الخاصة". وبالتالي يمكن لدجّالي بيروت أن يسمّوا تهريبتهم ما شاؤوا. لكنّها بموجب معاهدة فيينا التي وقّع عليها لبنان، تظلّ "معاهدة دولية".

حتى تذرُّع هؤلاء بأنّهم قدّموا رسالتهم إلى الوسيط الأميركي، لا إلى الأمم المتحدة مباشرة، هو كذبة فاضحة أخرى. أوّلاً، لأنّهم عادوا وراسلوا نيويورك مباشرة وأودعوها وثيقتين منفصلتين متطابقتين. (وهو ما لنا عودة إلى فضيحة أكبر فيه لاحقاً). وثانياً، لأنّهم كانوا يعرفون اجتهاد القانون الدولي في هذا المجال لجهة أنّ تبادل الرسائل المنفصلة هو اتفاقية دولية، بدليل سابقة الاتفاقية الدولية بين قطر والبحرين سنة 1987. يومها وجّه الطرفان رسائلهما المنفصلة إلى الوسيط السعودي عبر مراسلات ثنائية بينيّة: الرياض – الدوحة، والرياض – المنامة. وهو ما أقرّته لاحقاً محكمة العدل الدولية على أنّه معاهدة دولية.

بعد أكثر من 70 عاماً من الصراع، نجحت إسرائيل في انتزاع اعتراف أممي قانوني دولي بها، من لبنان، وبها على أنّها "دولة"

لا بل أكثر، فهم يعرفون، لا شكّ، أنّ اتفاق تثبيت حدود دولة لبنان، أو اتفاق بوليه نيوكومب الشهير لعام 1923، الذي كرّس ولا يزال جغرافيا دولتنا الراهنة، هو نفسه تبادل رسائل منفصلة. وهو اتفاقية دولية يعتدّ بها لبنان في كلّ المحافل. وبالتالي فمسؤولو منظومتنا يعرفون ذلك. وهو ما يرفع منسوب الدجل على الجهل في القضية.

ثالثاً، ادّعاء المنظومة أنّه لم يكن من سبيل للترسيم غير ما ارتكبوا، وبالتالي ما كان بالإمكان تجنّب "أضراره الجانبية"، لهو نموذج آخر للدجل والجهل معاً. فالمنظومة كانت تدرك منذ أعوام أنّ ما يريده لبنان من ملف الترسيم هو مجرّد إلزام الكيان الإسرائيلي باحترام الخطّ الفاصل، وجعل هذا الإلزام جزءاً من موجبات القانون الدولي، بلا اعتراف ولا تطبيع. وهذه المنظومة كانت تعرف أنّ القانون الدولي يجيز بأن ينبثق الموجب القانوني إمّا من معاهدة دولية كما ارتكبوا، وإمّا من إعلان أحاديّ الجانب، على مثال تفاهم وقف التجارب النووية بين فرنسا وأستراليا ونيوزيلندا. وهو ما شكّل إلزاماً للدول المعنية، بموجب مفاعيل القانون الدولي، استناداً إلى إعلانات أحادية الجانب من كلّ طرف. وهو ما تبنّته محكمة العدل الدولية. أي في حالة لبنان، كان يكفي أن يعلن لبنان أحاديّاً عن إحداثيات منطقته الخاصة، ويعلن الكيان الأمر نفسه، بلا نصّ مشترك يذكر 16 مرّة أنّ الحكومتين "اتّفقتا".

لكنّ ما ارتُكب كان عن قصد. ولأسباب فردية مصلحية صغيرة وضيّقة... ستُكشف تباعاً ولاحقاً.

رابعاً، تساءل أهل المنظومة عن أسباب الضجة، فيما هناك سابقة في اتفاق الهدنة بيننا وبين إسرائيل منذ عام 1949. هنا يبلغ الدجل والجهل حدّاً أقصى للأسباب السريعة التالية:

- اتفاق 1949 حمل عنوان: "اتفاق هدنة بين لبنان وإسرائيل". حتى توقيعه كان "عن حكومة لبنان وحكومة إسرائيل". وهناك فرق أساسي في القانون الدولي بين هاتين الصيغتين، وبين صيغة "جمهورية لبنان ودولة إسرائيل" التي ارتكبتها المنظومة في صفقة ترسيمها. لأنّه بموجب فقه القانون الدولي، عندما تتحدّث عن "دولة" يعني أنّك تعترف بهذه "الدولة". وأنّك تعترف بأرض هذه "الدولة". وبالتالي فأنت تعترف بسيادة هذه "الدولة" على تلك الأرض. وهذه أرض فلسطين بالنسبة إلى لبنان. إلا إذا غيّر أهل المنظومة ذلك.

- إلى ذلك، أصرّ الجانب اللبناني يومئذٍ على تضمين اتفاق الهدنة نصّاً صريحاً يؤكّد أنّ هدف الاتفاق هو "تصفية النزاع وإعادة السلم إلى فلسطين"، وأنّ توقيع لبنان على الاتفاق لا يمسّ "مطالبه أو مواقفه في التسوية السلمية النهائية لقضية فلسطين".

كما حرص لبنان يومذاك على التأكيد أنّه "يتبع الخط الفاصل للهدنة الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين".

هذا يوم كان للبنان قضية وطنية اؤتُمنت عليها مؤسّسته الوطنية الأولى، الجيش، لا منظومة سمسرة وعمولات.

اتفاقية دولية.. وفق معاهدة فيينا

خامساً، وعلى قاعدة "ربّ ضارّة نافعة"، ماذا بعد إقرار الأمم المتحدة باعتراف منظومتنا بدولة إسرائيل، وفق اعتبارها ومنطقها؟

الإيجابية الوحيدة الممكن اقتناصها ممّا حصل أنّ تهريبة كاريش باتت بمفهوم القانون الدولي اتفاقية دولية. وباتت بالتالي خاضعة بالكامل لمندرجات معاهدة فيينا. وهي المعاهدة التي تؤكّد في مادّتها 46 أنّه لا يحقّ للدولة الطرف في معاهدة دولية التذرّع بأنّ إقرار هذه المعاهدة شكّل خرقاً "لحكم في قانونها الداخلي يتعلّق بالاختصاص بعقد المعاهدات (...) إلا إذا كانت المخالفة بيّنة وتعلّقت بقاعدة أساسية من قواعد القانون الداخلي". كما نصّت على أنّه "تُعتبر المخالفة بيّنة إذا كانت واضحة بصورة موضوعية لأيّة دولة تتصرّف في هذا الشأن وفق التعامل المعتاد وبحسن نيّة". ومخالفة تهريبة كاريش لأحكام المادة 52 من الدستور اللبناني، مخالفة أكثر من "بيّنة"، بل صارخة.

الآن، وقد باتت التهريبة معاهدة دولية، صار بالإمكان، استناداً إلى معاهدة فيينا بالذت، العودة عنها.

وهو ما يقتضي انتظار زمن دولة ومسؤولين قادرين على تصحيح ما يقع في الدستور والقوانين اللبنانية في موقع الخيانة العظمى.

تبقى ملاحظة جوهرية: بعد انكشاف التصديق الأممي على اعتبار التهريبة اتفاقية دولية، لوحظ أنّ موقع الأمم المتحدة عاد وأخفى قرار التصديق عن صفحته على الإنترنت. وهو سلوك مريب مشبوه بات متكرّراً في هذه القضية. علماً أنّ الإخفاء هو تهريجة إلكترونية لا غير، إذ لا يلغي حصول التصديق ولا مفاعيله، لكنّه يشير إلى مدى إزعاج المعنيين وإحراجهم حيال ارتكابهم، وإلى قدرة عرّابيهم وتأثير مشغّليهم ومحرّكيهم، من منظومة بيروت إلى نظام معلوماتية نيويورك.

إنّه ربط نزاع لن ينتهي إلا بانتزاع الحقّ من نصّابيه. بالإذن ممّن لا يزال يكابر بأنّه لم يُخدع، وبأنّ كلّ كلام عن فضح الخديعة، كلام مشبوه!!

لمتابعة الكاتب على تويتر: JeanAziz1@

 

بكركي تحضّر "لائحة مرشّحين".. لا تضمّ فرنجية

غوى حلاّل/أساس ميديا/الجمعة 17 آذار 2023

في عزّ الأزمة الرئاسية، وقع اتّفاق بكين بين السعودية وطهران كالصاعقة على فريق المعارضة، بينما تلقّفته قوى الممانعة بتفاؤل يصبّ في مصلحة مرشّحها سليمان فرنجية. لكن حتّى الساعة لم يظهر أنّ هذا الاتفاق سيُرخي بظلاله على انتخابات الرئاسة في لبنان.

على عجل غادر السفير السعودي وليد البخاري إلى الرياض، وهو أحد المسؤولين عن متابعة ملف لبنان في المملكة. لا شكّ أنّه حمل معه نتائج لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين. خلال زيارته عين التينة لم يتردّد في التعبير عن موقف بلاده غير المؤيّد لترشيح فرنجية. وهو استفسر من رئيس المجلس عمّا إذا كان لديه اسم مرشّح ثانٍ للنقاش بشأنه.

ينوي البخاري استكمال جولته لتشمل قوى مسيحية أساسية. وفُهم أنّ هدفه فرملة حظوظ فرنجية بوصفه مرشّح حزب الله من وجهة نظر المملكة السعودية.

تتّجه الأنظار نحو حركة البخاري وما سيُبنى على عودته وما سيتّخذه ممثّلو الدول الخمس خلال اجتماعهم المرتقب أواخر الأسبوع في فرنسا. لكن ليس معروفاً حتى الآن هل يُعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، كما كان مقرّراً سابقاً، أم يستمرّ على المستوى السابق.

تكشف مصادر مسيحية وازنة لـ"أساس" أنّ تواصلاً غير مباشر حصل بين الكتل المسيحية الأساسية، أي القوات والتيار والكتائب، لبلورة موقف مسيحي رافض لترشيح رئيس تيار المردة

بلوك مسيحيّ واستحالة

مرّ أكثر من أسبوع على إعلان الثنائي الشيعي ترشيح رئيس تيار المردة. لم يسجّل أيّ تطوّر إيجابي يمكن البناء عليه، بل ازداد تسويقه صعوبة، وكذلك شروط المعركة على المرشّح. وليس من مؤشّرات إلى قرب دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة انتخاب قريبة. لا توحي أجواء النواب بذلك، وكذلك الانقسام الحادّ في الرأي حول المرشّحين. فكيف يدعو بري إلى جلسة إذا كان المرشّح الرئاسي الذي يعمل لأجله الثنائي عاجزاً عن ترتيب موعد إعلان ترشيحه؟

إذ للمرّة الثانية أو ربّما الثالثة يتحضّر فرنجية لإعلان ترشيحه ثمّ يتريّث.

إن عُقدت جلسة انتخاب فلن يملك أيّ فريق غالبية تؤمّن انتخاب مرشّحه إلا بناء على تسويات داخلية. حسب الدستور يحتاج فرنجية أو أيّ مرشّح غيره إلى أغلبية الثلثين للفوز في الجولة الأولى من التصويت، ثمّ يمكن انتخابه بالأغلبية المطلقة البالغة 65 صوتاً. فمن يجرؤ على المخاطرة بالدعوة إلى جلسة غير مضمونة النتائج له؟

وفق حسبة "الثنائي" لن يحصل فرنجية على ما يتعدّى 45 صوتاً... حتى اليوم. وضع فريق المعارضة المنقسم على نفسه والذي يعاني ما يعانيه، ليس أفضل حالاً. ويبحث الثنائي عن مخرج لمرشّحه الرئاسي، بعدما أُقفلت أبواب المسيحيين في وجه ترشيحه.

أيّ جلسة لن تكون مضمونة النتائج. يتعدّى الأمر هذه المرّة المقاطعة واعتبار الجلسة مخالفة دستورياً. فالترشيح يصطدم برفض مسيحي في مواجهة الثنائي المصرّ على ترشيح لا يحظى بإجماع المسيحيين أو قسم كبير منهم.

تكشف مصادر مسيحية وازنة لـ"أساس" أنّ تواصلاً غير مباشر حصل بين الكتل المسيحية الأساسية، أي القوات والتيار والكتائب، لبلورة موقف مسيحي رافض لترشيح رئيس تيار المردة. تقاطع ذلك مع أجواء بكركي التي تعدّ العدّة للائحة مرشّحين لم يُدرج اسم فرنجية في عدادها. وبذلك يتكوّن بلوك مسيحي قوامه قرابة 45 نائباً يُضاف إليهم النواب المسيحيون المستقلّون، فيرتفع العدد إلى 50 نائباً.

يدرك حزب الله صعوبة تعبيد طريق مرشّحه باتجاه بعبدا، وأنّ حليفه رئيس المجلس استعجل الخطوة وجرّه إليها. كلاهما أحرج فرنجية وأضعف موقفه أمام المسيحيين وفي الخارج، وقد ثبت أنّه مرشّح الثنائي

احتمال أزعور يتقدّم

من وجهة نظر التيار الوطني الحر سيكون المطلوب في هذا الجو أن يتراجع "الثنائي" عن ترشيح فرنجية. وهذا ما تصفه مصادر "الثنائي" بأنّه "مستحيل"، إلا في حال تراجع فرنجية من تلقاء نفسه.

حتى الآن يرفض حزب الله الحديث عن خطة "باء" رئاسية. تكشف مصادر موثوقة أنّ أصدقاء قائد الجيش جوزف عون سألوا حزب الله عن الخطة "باء" في حال فشل ترشيح فرنجية، فكان الجواب أنّ حزب الله لديه خطة ألف ولا يتحضّر لغيرها.

لكنّ أوساطاً مغايرة كشفت عن حديث يدور في الكواليس يتعلّق بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، باعتباره خطة "باء" تحظى بموافقة مسيحية، ولن يعارضها فريق من الثنائي، أي نبيه بري، وإن عارضها حزب الله.

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أوّل من سمّى أزعور علناً بين لائحة مرشحيه. والسعودية لمّحت إلى مواصفاته، وأدرجته بكركي ضمن المرشّحين. أزعور الذي يزور لبنان بين وقت وآخر يعقد بعيداً عن الإعلام لقاءات تشاورية. وقالت مصادر ترصد حركته من بعيد إنّ بكركي تفضّل تسلّمه حاكمية المصرف المركزي في الوقت الحاضر. لكنّ تعيين الحاكم عصيّ على البتّ في المرحلة الراهنة.

عمرة برّي السعوديّة

يدرك حزب الله صعوبة تعبيد طريق مرشّحه باتجاه بعبدا، وأنّ حليفه رئيس المجلس استعجل الخطوة وجرّه إليها. كلاهما أحرج فرنجية وأضعف موقفه أمام المسيحيين وفي الخارج، وقد ثبت أنّه مرشّح الثنائي.

لغاية ما في نفسه أعلن برّي خطوته وأصرّ عليها في مواجهة تشكُّك المقرّبين من فرنجية في نوايا الثنائي، وتلافياً لموقفه المحرج أمام النواب والمجتمع الدولي. أمّا فرنجية فقد بات ملزماً ترك مسافة زمنية بين إعلانه وإعلان حليفيه، على سبيل التمايز. وهو أعدّ كتيّباً عن برنامج عمله الرئاسي لإعلانه في الوقت المناسب.

أعلن "الثنائي" الشقّ النظري من الخطوة، فيما الشقّ العملي المتعلّق بتأمين غالبية 86 صوتاً للنصاب فمن غير الممكن تأمينه. خاصة أنّ جنبلاط "خارج الحسبة ما" دام الضوء الأخضر السعودي لم يظهر بعد. ومع ذلك لم ييأس بري من محاولاته. وهو يسعى إلى زيارة المملكة السعودية من بوّابة زيارة دينية لأداء العمرة تكون مناسبة للقاء المسؤولين السعوديين. لكنّ الموضوع لم ينضج بعد ولا جدول مواعيد مع وليّ العهد السعودي.

إلى أن تتوضّح الصورة لن يغامر برّي بتحديد جلسة قريبة لانتخاب الرئيس، ولو شبيهة بجلسات فقدان النصاب السابقة. فـ"الثنائي" لم يعد بمقدوره التصويت بورقة بيضاء. وفي تقدير مصادر نيابية مقرّبة من الثنائي فإنّ الاحتمالات مفتوحة وحظوظ فرنجية لا تزال قائمة. وفي ضوء ما يجري والاتفاق الإيراني السعودي قد نستخلص أنّ فرنجية ضعف أو بات قوياً. وهو ما يعني أنّه ما زال في مكانه.

لا يضعفه إلا المرشّح المقابل: فمن سيكون هذا المرشّح؟

ثمّة احتمالان: إمّا مواجهة أو تسوية.

المواجهة مستحيلة، فماذا عن التسوية؟

تختم المصادر بالقول: "هناك أوراق لم تُستخدم بعد لدى فريق الممانعة. والوقت لم يُستنفد. وإذا كان اليمن أولوية في اتفاق بكين ومن بعده العراق، فسوريا ثمّ لبنان سينتظران. المسألة مسألة وقت".

 

فرنسيس.. بابا الفقراء: لبنان الفقير يحتاجُه

د. فادي الأحمر/أساس ميديا/ الجمعة 17 آذار 2023

الأربعاء 13 آذار 2013: كانت أنظار العالم موجّهة نحو عاصمة الكثلكة. بعد أكثر من 24 ساعة من الاجتماعات وخمس دورات تصويت، تصاعد الدخان الأبيض. في تمام الساعة السابعة وستّ دقائق أُعلن اسم البابا الجديد. بدأ عهد جديد في الفاتيكان.

الإثنين 13 آذار 2023: دخل الرجل الثمانينيّ كنيسة القدّيسة مرتا الصغيرة. احتُفل بالقدّاس بحضور عدد قليل من الكرادلة العاملين في الفاتيكان. قدّاس عادي في مناسبة مميّزة: عشر سنوات على اعتلاء البابا فرنسيس السدّة البطرسيّة. إحياء الذكرى يعكس ميزة الرجل وحبريّته: البساطة، التواضع، والفقر. فمنذ عشر سنوات طلب رئيس أساقفة بوينس أيرس السابق من أبناء أبرشيته، بدل المجيء إلى الفاتيكان للمشاركة في حفل تنصيبه، التبرّع بالمال للفقراء. وما أكثرهم في بلاده. فهو يعرفهم. كان يعيش معهم. ومثلهم. يصلح ثقب حذائه لدى الإسكافي. ويعيد خياطة ثوبه الكهنوتي إذا ما تمزّق.

الأربعاء 13 آذار 2013: كانت أنظار العالم موجّهة نحو عاصمة الكثلكة. بعد أكثر من 24 ساعة من الاجتماعات وخمس دورات تصويت، تصاعد الدخان الأبيض. في تمام الساعة السابعة وستّ دقائق أُعلن اسم البابا الجديد. بدأ عهد جديد في الفاتيكان

منذ عشر سنوات اختار الكاردينال خورخي ماريو برغوغليو اسم "فرنسيس" تيمّناً بقديس الفقراء والسلام. وفي ذكرى انتخابه بالأمس قال: "لم أكن أعتقد أنّني سأكون البابا الذي سيشهد الحرب العالمية الثالثة"، حرب ضاعفت عدد الفقراء في العالم وجعلت السلام العالمي صعب المنال.

الإصلاح الكنسيّ

ميزتان طبعتا السنوات العشر الأولى من حبرية البابا فرنسيس: الإصلاح الكنسيّ وتطوير الحوار المسكوني والحوار بين الأديان.

قبل انتخابه، أعلن الكاردينال برغوغليو حاجة الكنيسة إلى الإصلاح. فهو آتٍ من خبرة رعوية جعلته يلمس أنّ الكنيسة ابتعدت عن معاناة الناس وغدت أسيرة تنظيمها. لا عجب في ذلك. ولا عيب في إعلانه. فالكنيسة بشريّة إلى جانب كونها إلهيّة، حسب الإيمان الكاثوليكي. والبشر معرّضون للخطأ والخطيئة. في خطابه إلى "الكوريّا الرومانيّة" (الإدارة الفاتيكانيّة) في عام 2014، تحدّث البابا فرنسيس عن أمراض الإكليروس الخمسة عشر، ومنها التحجّر في الأطر التنظيميّة، والتنظيم الخاطئ، والألزهايمر الروحي، والمجد الباطل، والعداوة، والثرثرة، وتأليه الرؤساء، واللامبالاة تجاه الآخرين، والتعلّق بالأشياء المادّيّة، والربح العالمي، ودعا إلى العودة إلى خبرة روحيّة مثمرة للشفاء من كلّ تلك الأمراض.

لم يكتفِ البابا بالخطابات. إنّما عمل على الإصلاح. بعد أيام على انتخابه شكّل فريق عمل من الكرادلة والأساقفة المؤمنين بهذا الإصلاح. بدأه في إدارة الفاتيكان وبيت المال ووسائل الإعلام. وكان هدفه كنيسة أكثر قرباً من الناس وموجّهة لخدمتهم.

الحوار المسكونيّ وحوار الأديان

على خطى أسلافه طوّر البابا فرنسيس خلال السنوات العشر الأولى من حبريّته الحوار المسكوني بين الكنائس. عانق البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل خلال زيارته للأراضي المقدّسة في فلسطين، ووقّعا معاً وثيقة تاريخيّة. والتقى في الفاتيكان رئيس الكنيسة الأنغليكانية أسقف كانتربري جاستن ويلبي. كما زار الكنيسة الأنغليكانية في روما لمناسبة 200 عام على تشييدها.

فرنسيس هو "قديس الفقراء والسلام"، والبابا سمّى نفسه فرنسيس، ولبنان اليوم واحد من أكثر دول العالم فقراً، وأكثر من يحتاج إلى السلام... وهو ينتظر البابا

وكان للحوار بين الأديان، وبخاصة مع الإسلام، النصيب الأكبر في حبريّته. وقد تجسّد ذلك في لقاءاته مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيّب شيخ الأزهر وتوقيعهما "وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" في الإمارات في عام 2019. كما تجسّد في زياراته دولاً إسلامية لم يزُرها حبر روماني من قبل، ومنها الإمارات والعراق والبحرين والسودان. وهو ما أسفر عن فتح سفارة للفاتيكان في الإمارات، هي الثانية في الخليج العربي بعد الكويت. ويبدو أنّ الحوار أصبح متقدّماً مع المملكة العربيّة السعوديّة، خاصّة أنّ المملكة تعتمد سياسة انفتاح غير مسبوقة في تاريخها.

تقاعس أم عجز؟!

منذ اعتلاء البابا فرنسيس السدّة البطرسيّة كثرت الحروب في العالم، بخاصّة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أدّى إلى تراجع الحضور المسيحي التاريخيّ الذي يوليه الفاتيكان أهميّة خاصّة واستثنائيّة لأسباب عدّة: فالمسيح ولد وعاش وصُلب وقام في المنطقة، ورسالة التبشير المسيحي انطلقت من الشرق الأوسط إلى العالم، وفي أورشليم وأنطاكية والإسكندرية والقسطنطينية أُسّست أولى الكنائس، وفي صحراء مصر بدأت الحياة الرهبانيّة. كما تختصر المنطقة الحوار والتلاقي بين الأديان اللذين ينبثق عنهما حوار وتلاقٍ بين الحضارات والثقافات لِما للأديان من تأثير عليهما.

انطلاقاً من هذه الأهمية للمنطقة، دعا البابا فرنسيس أكثر من مرّة إلى وضع حدّ للحروب فيها. دعا إلى إنهاء الحرب في سوريا. لكنّ أصوات انفجارات براميل بشار الأسد كانت أقوى. ودعا إلى وضع حدّ لمآسي العراق والعراقيين. إلا أنّ التطرّف الديني ومصالح الدول السياسية ونفوذ الميليشيات كانت أقوى. وهو يدعو اليوم إلى إيقاف "الحرب العالمية الثالثة" في أوكرانيا. لكنّ مصالح الدول الجيوسياسيّة تتقدّم على صوت الضمير الإنساني. لم يتقاعس الفاتيكان عن الدعوة إلى السلام، لكنّه بدا عاجزاً في مواجهة آلات الحرب الشيطانيّة.

الفاتيكان مُطالَب بمبادرة من أجل لبنان!

أمّا في لبنان المنكوب، ففي كلّ مرّة نتواصل مع مسؤولين في الفاتيكان أو مقرّبين منه نسمع أنّ الفاتيكان قلق ومستاء. هو قلق على بلد انهارت كلّ قطاعاته وجاع شعبه ومهدّد بوجوده، ومستاء من طبقة سياسيّة لم تحسن إدارة البلاد ولم تقُم بالإصلاحات المطلوبة منها منذ سنوات لتفادي السقوط المريع. لكنّ اليوم التعبير عن القلق والاستياء لم يعُد يكفي. المطلوب مبادرة فاتيكانية من أجل لبنان، مبادرة تؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة يصالح لبنان مع محيطه العربيّ والمجتمع الدوليّ، وتشكيل حكومة قادرة على الإصلاح وعلى التواصل مع المؤسّسات الدوليّة التي ستساعد البلاد للخروج من الأزمة الاقتصادية والماليّة. وأصبح معروفاً أنّ مفاتيح الحلّ للمأزق والأزمة اللبنانيَّين إقليميّة أكثر ممّا هي دوليّة. وهي تحديداً في إيران والسعودية. بعد اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في بكين أصبحت إمكانية نجاح مبادرة للفاتيكان أكبر لِما له من علاقات جيّدة مع إيران ومتطوّرة مع السعوديّة.

بالأمس استقبل البابا فرنسيس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. سمع منه هموم لبنان واللبنانيين. لكنّ الكلام الأعمق دار في لقاء ميقاتي بالكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة الفاتيكان، الذي استُكمل حول مائدة العشاء التي دعا إليها سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الخازن، وشارك فيها وزير خارجية الفاتيكان المطران بول ريتشارد غلاغير. فهل يتحرّك الفاتيكان بمبادرة لإحلال السلام في بلد افتقد السلام منذ عقود، ولإعطاء الأمن لشعب تحوّل من باحث عن الأمن إلى باحث عن كسرة خبز في مستوعبات القمامة، فلا يجدها فينتحر؟!

فرنسيس هو "قديس الفقراء والسلام"، والبابا سمّى نفسه فرنسيس، ولبنان اليوم واحد من أكثر دول العالم فقراً، وأكثر من يحتاج إلى السلام... وهو ينتظر البابا.

لمتابعة الكاتب على تويتر: Fadi_ahmar@

 

بانتظار لغة الحزب.. الصينية

أيمن جزيني/أساس ميديا/الجمعة 17 آذار 2023

الحديث السائد في البلد.. هو عن التعطيل. المنابر تضجّ بالحديث عن معطّلين لا تُعلَن هويّاتهم. في الأثناء نجتهد، نحن اللبنانيين، في محاولة معرفة الطرف المعطّل ونوازعه. لكنّ هذا الاجتهاد لا يصل إلى شيء، ولا يغيّر في الوقائع أيّ شيء. ذلك أنّ حدوداً صفيقة ومعازل صارت تفصل بين القوى المتنازعة. أمّا محاولات كسر الدائرة المفرغة التي تبادر إليها خطابات التحذير من الحال القائمة لا تبدو مجدية على الإطلاق. مجموع القوى هذه كانت متشاركة في الحكم، وستعيد ذلك مستقبلاً، لكن حتى الآن لا يبدو شيءٌ مجدياً.

ولاءات وإخضاع

أكثر المنابر ضجيجاً هي منابر حزب الله التي صمّت آذان اللبنانيين بالحديث عن "وحدة وطنية" هي كانت قد صدّعتها، وأساساً لا جمهور لها راهناً في ظلّ غلبة أمنيّة وعسكرية وسياسية يمارسها حزب الله نفسه.

سياسات الحزب منذ عام 2005 حتى اليوم جعلت القوى السياسية وجماهيرها رافضةً للرأي الآخر. هذه القوى لم تعُد ترى في الآخر شريكاً في الوطن. وما يحصل فعليّاً الآن هو تعطيل عميق للعيش المشترك. وإيصاله إلى هذا المفترق الخطير ستكون نتائجه وخيمة على الجميع وعلى فكرة الشراكة الوطنية، وحتى على لبنان.

لا أحد منع "حزب الله" وبيئته من الانقلاب على لبنان. أساساً لا أحد يجرؤ على ذلك، ولا أحد أراد ركوب مغامرات عسكرية تأتي على ما بقي من سلم أهليّ. فالحزب على ما كان يردّد على الدوام النائب السابق إميل رحمة "قادر ومقتدر"

هل يتغيّر هذا كلّه بعد اتفاق بكّين بين إيران والسعودية برعاية صينية؟

ما لم يكن حزب الله يريد أن يراه هو أنّ البلد في مأزق واضح للجميع. سلوك كهذا يضع البلد أمام محن صعبة يختبرها اللبنانيون يوميّاً. ذلك أنّه، بما يملك من موارد ومصادر قوّة ونفوذ أمنيّ وقدرات عسكرية يسخّرها للتعاطي مع "الآخر" بوصفه خصماً لدوداً، يريد من اللبنانيين العيش بموجب توجيهاته وولاءاته، وهي إيرانية بالتعريف. وسلوك كهذا يُسقط كلّ جدّية كلامه عن رغبته في تجسير الهوّة مع الطرف المقابل، لأنّ حراكه مصحوب دائماً بمسبقات ومطلقات، لا قِبل لأحد بتذليلها إلا في حالة واحدة: أن يتراجع هو نهائياً عن سياسة الاستقواء وأن يستوي مع سائر اللبنانيين .

فهل تدخل الرياح الإقليمية الجديدة وتضفي بعض البرودة على منطقه هذا؟

مساواة مستحيلة

والحقّ أنّ هذا مطلب عزيز المنال على اللبنانيين، إذا ما أُخذ على المحمل السياسي. ذلك أنّ جلوس الجميع كمتساوين هو أمر لم يكن وارداً عند الحزب. واليوم لا أحد يأمل عقد أيّ تسوية سريعة. لكن بالطبع لن تبقى النتيجة هي نفسها كما كانت: فالشراكة في الإقليم تستوجب العودة إلى الاعتراف بحقّ للّبنانيين في إعادة الاعتبار "لديمقراطيّتهم المُقيّدة"، وحقّهم في إعادة الوصل مع المجتمعَين العربي والدولي.

حتى الأمس كان الحزب عبئاً وثقلاً على لبنان. فقد راكم مصادر قوّته من ضعف الآخرين، وهو ما أنتج مشهداً بالغ القتامة. وكانت أقسى تجلّياته ابتداع الثلث المعطّل في مؤتمر الدوحة بعد 7 أيار 2008، ثمّ نقل ميشال عون من الرابية إلى القصر الجمهوري في بعبدا. وعلى هذه المعادلة نشأ ميزان دقيق أظهر الدولة عاجزة وغير قابلة للحياة.

التعطيل الذي صنعه حزب الله لم يكن كما بدا في بداياته أنه ضدّ قرارات حكومية بعينها. فلسان حاله يقول نحن نملك القوة الأمنية والعسكرية والسياسية لنعطّل البلد كلّه: فإمّا أن يسير لبنان كما نريد ويتحوّل أرضاً معادية للغرب وللعرب، وإمّا أنّه لن يخطو خطوة واحدة إلا إلى الوراء.

أكثر المنابر ضجيجاً هي منابر حزب الله التي صمّت آذان اللبنانيين بالحديث عن "وحدة وطنية" هي كانت قد صدّعتها، وأساساً لا جمهور لها راهناً في ظلّ غلبة أمنيّة وعسكرية وسياسية يمارسها حزب الله نفسه

العالم هو إيران وسوريا

لا أحد منع "حزب الله" وبيئته من الانقلاب على لبنان. أساساً لا أحد يجرؤ على ذلك، ولا أحد أراد ركوب مغامرات عسكرية تأتي على ما بقي من سلم أهليّ. فالحزب على ما كان يردّد على الدوام النائب السابق إميل رحمة "قادر ومقتدر". وهو إن التزم بعدم تفجير البلد فمنّة منه للمحافظة على بعض ماء الوجه. وإن لم يلتزم كما فعل مراراً فهو يفعل ما يفعله عملاً بمقتضيات "الصراع الكيفيّ مع إسرائيل".

أما اليوم فاحتلف المنطق الإقليمي.

المنطق يقول إنّ الأمين العام للحزب سيتوقف عن إلقاء الخطب الخلافية مع كلّ العالم، وإكثار الثناء والحمد لإيران وسوريا قد يضاف إليهم شكر السعودية، على هوى "شكراً" قطر ذات 2008.

لبنان في الأصل والأساس لا يحتمل أعداء إضافيين. أحياناً يدفع غُرْم صداقاته. الصداقات اللبنانية مكلفة مثلها مثل العداوات. هل من إساءة حين نقول إنّه بلد صغير، ثانوي ومسالم. اللبنانيون أنفسهم مصابون بلعنة ثانويّتهم. وهم يبحثون دائماً عن أدوار أكبر من طاقة البلد على احتمالها. ذات مرّة نصّبوا أنفسهم دولة محاربة نيابة عن كلّ العرب. حصل ذلك باتفاق القاهرة.

السيّء في الحال اللبنانية أنّ الممانعين، ومن دون أن يرفّ لهم جفن، كانوا يعلنون ليل نهار أنّ الولايات المتحدة الأميركية مهزومة ومربَكة من لبنان إلى أفغانستان. لقد بلغت البلاهة السياسية حدّ تسيير تظاهرة سيّارة في شوارع بيروت ترفع الأعلام الروسيّة. حسناً أميركا مهزومة ولبنان منتصر: الولايات المتحدة التي تتفوّق قوّةً واقتصاداً على قارّات صارت مهزومة!

الممانعون مقتنعون بأنّ أميركا مهزومة. والأمين العام للحزب مقتنع بأنّه منتصر على أميركا ومعها كلّ الغرب، مقتنع بأنّ لبنان يستطيع تحمّل كلفة هذا النصر، وأنّ المقبل من أيّام هو للصين حيث معدّل الدخل الفردي يكاد يتماثل مع مثيله في لبنان وسوريا وإيران .

اليوم وصلت الصين إلى ديارنا السياسية.

وها نحن ننتظر لغة حزب الله الجديدة.

 

كي يسلم لبنان

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/17 آذار/2023

كان بمثابة صاعقة نزلت قبل أيام على أدبيات التخاطب بين رموز العمل السياسي في لبنان؛ كون أطراف هذا التخاطب يشغلون المكانات السياسية والدينية والمجتمعية. ولقد أظهرت أنواع التخاطب بين هؤلاء الرموز أن كلاً منهم ليس بالحرص الكافي على إخراج الوطن من الهوة السحيقة التي بات عليها معيشياً ووطنياً، وإنما الذي يعنيه مقامه، حتى إذا كان على حساب كرامات الآخرين. وعندما تكون هذه أدبيات التخاطب، وبالصوت الأعلى، مقروءاً في صحيفة أو مبثوثاً عبْر الأثير أو الشاشة أو مواقع التواصل، لا يعود مستغرباً أن الأزمة التي يعيشها لبنان طالت وتعقدت نتيجة مواقف تتسم بعض كلماتها بالتجريح، وأن كثرة التلاوم المتبادل؛ حيث هذا يلوم ذاك وأولئك يلومون هذا، لا تجدي نفعاً. كما أن كثرة التذكير، في مناسبات خطابية أو من خلال تصريحات، بفائض القوة، تتسبب بتباعد المشاعر الوطنية. ونجد أنفسنا نرى أنه لولا الكلام الذي يقال بعضه أسبوعياً وبعضه الآخر في مناسبات من المرجعيات الروحية، لكان الميدان السياسي أشبه بحلقات مصارعة كلامية. ومع أن ما نسمعه من رموز المرجعيات الروحية يتسم بالنصح والحكمة والقول اللين، فإن هذه المرجعيات باتت، وقد تجاوز التعطيل المتعمد من جانب رموز العمل السياسي والحزبي حده، ترى، على ما تجوز قراءة النيات، اتخاذ وقفة تتجاوز النصح إلى الحزم، بل وما هو أكثر من ذلك؛ أي بما يجوز افتراضه تنعقد قمة روحية جامعة حاسمة تنتهي بما يشبه البلاغ رقم واحد في ظاهرة الانقلابات العسكرية، ويستتبع هذا البلاغ الحامل تواقيع المرجعيات، ما دام يطالب بتأدية الواجب وانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، استيلاد رئيس لها.

هذا مع الأخذ في الاعتبار أن بعض العبارات جاءت حازمة، مثل تلك التي صدرت من هذه المرجعيات على مدى أشهر سبقت خلو الرئاسة من شاغل، ثم بعد أن انصرف الرئيس الجنرال ميشال عون خاسراً التطلع إلى تمديد لرئاسته يحقق فيها مبتغاه بترئيس صهره الذي استمر يعيش 4 سنوات رئاسية في حلم أنه هو مَن سيزكيه «حزب الله» وليس سليمان فرنجية. ومن العبارات تلك قول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة قداس يوم الأحد، 19 فبراير (شباط) 2023، وبما يمكن اعتبار الكلمات بمثابة مفردات بلاغ روحي رقم واحد: «أيها المسؤولون السياسيون والنواب والنافذون والمعطلون بوجه أو بآخر؛ لقد حولتم عرس لبنان وشعبه وجمال طبيعته وغنى موارده إلى مأتم كبير، ووشحتموه برداء أسود من الفقر والجوع والحرمان والتهجير؛ تهجرونه من وطنه، وتفتحون أبوابه لمليونين وثلاثمائة ألف نازح سوري؛ ما بدا يفوق نصف الشعب اللبناني. ترفضون أي نصيحة من الدول الصديقة والحريصة على استقرار لبنان واستعادة قواه وكل دعوة ملحة لانتخاب رئيس للجمهورية، فتدعون ذلك تدخلاً ومساً بكرامتكم. إنهم يريدون حماية لبنان منكم؛ من كل عدو له يأتيه من الداخل، وانتشال الشعب من براثن أنانيتكم وكبريائكم ومشاريعكم الهدامة؛ فلا لبنان خاصتكم، بل خاصة شعبه، ولا الشعب غنيمة بين أيديكم، بل غنى لوطنه لبنان؛ فارفعوا أيديكم عن لبنان وشعبه. هذه الصرخة نستودعها رحمة الله... الإله العادل...».

ويندرج الكلام الجديد من حيث التحذير والخشية مع لاءات أطلقها البطريرك الراعي قبل بضعة أشهر (قداس يوم الأحد 11 سبتمبر/ أيلول 2022، في مقره الصيفي - الديمان)، وبدت من حيث الضغط النفسي الموجب لإعلانها بالصوت الأعلى كثيرة الشبه بلاءات القمة العربية الاستثنائية في الخرطوم (أواخر سبتمبر 1967). وأما اللاءات الراعية التي انتهت صرخة في وادٍ عكس لاءات القمة التي أبقت الوضع السياسي العربي على درجة من التماسك، فإنها «لا نسكت بل نرفض شل البلاد. لا نسكت بل نرفض تعطيل الدستور. لا نسكت بل نرفض استباحة رئاسة الجمهورية. لا نسكت بل نرفض الإجهاز على دولة لبنان وميزاتها ونموذجيتها ورسالتها في هذا الشرق وفي العالم...».

ما يجوز قوله إن الرمز الروحي للطائفة المارونية... طائفة رئيس الجمهورية، جعل من عظات القداديس في معظمها موقفاً سياسياً حازماً، وذلك نتيجة أن سياسيي الطائفة وزعماء أحزابها يغردون على أغصان أشجار حدائق تطلعاتهم الحافلة بكل أنواع ثمرات التحدي، غير هيابين أي حال بات عليها لبنان، التي أوجزها مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان (ومصادفة في اليوم السابق للبلاغ رقم واحد الروحي للبطريرك الراعي)، وبمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، بعبارة: «كل خدمات الدولة الوطنية وميزاتها سقطت في الأعوام الثلاثة الأخيرة. لقد صرنا أعجوبة العالم وفضيحته...». كما مصادفة قول متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة قبل ذلك: «ما نشهده تنازُع على السُلطة؛ يتبادلون الاتهامات، والكل متهم، والكل بريء».

كما أنه ما يجوز قوله إن سياسيي الطائفة وزعماء أحزابها يطرقون أبواب الصرح البطريركي من أجْل التقاط صورة مع سيد الصرح يوظفونها في أوساط جمهورهم أو تمييزهم بتناول الغداء إلى مائدته، وهذا توظيف مضاف من جانبهم لمكانتهم الانتخابية. وحتى إن حضورهم القداديس موسميّ. وعندما بدأ رمز المرجعية الروحية للطائفة يوجه النصح تلو النصح والتحذير تلو التحذير، فإنهم لم يقفوا إلى جانبه، معتبرين أنه فقط يستهدف بتحذيراته وتنبيهاته من الأعظم الآتي الطيف اللبناني الذي يوالي إيران، وفي الوقت نفسه يعكر العلاقة مع الدول العربية، مع أن مضمون التحذير يشمل رموز الطيف السياسي الماروني الذين في بقاء تحديات بعضهم لبعض، فارتهان بعض آخر لمشاريع لا تقتصر على الاستحقاق الرئاسي، ما يجعل الأزمة تزداد تعقيداً. وعلى هذا الأساس، فإن مضمون ما حوته مفردات ما يُعتبر البلاغ رقم واحد الروحي، قد ينتهي إما إلى أن يأخذ الطيف السياسي والحزبي الماروني برؤى المرجعية الروحية، فيسلم لبنان، وإما سترفد المرجعية واجباً واضطراراً بلاغها الأول بالبلاغ الرقم الثاني مسمياً التعطيل بمسببه الممانع والمعاند. عسى ولعل يأخذ النواب المسيحيون (الموارنة بشكل خاص) بما أبدى البطريرك الراعي في عظة قداس لاحق (الأحد 12 مارس/ آذار 2023) «الأمل منهم تأدية يوم رياضة روحية يكون صوماً وصلاة وتوبة ومصالحة...». وقصده أن يكون إفطار هذا اليوم اجتراح معجزة الاتفاق على انتخاب رئيس ينجي الوطن من الحالة غير الكريمة التي يعيشها في دنياه وينجيهم من العقاب الإلهي في آخرتهم. والسلام على مَن اتبع الهدى.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

ميقاتي اجرى محادثات مع أمين سرّ الفاتيكان ووزير الخارجية وشدد على اهمية مساعدة لبنان لاتمام انتخابات رئاسة الجمهورية

وطنية /17 آذار/2023

أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، عقب اجتماعه مع البابا فرنسيس، محادثات مع أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغير،في حضور السفير اللبناني لدى الفاتيكان فريد الخازن، والمستشار  الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.

وجرى خلال الاجتماع  عرض للوضع اللبناني من جوانبه كافة، حيث شدد رئيس الحكومة على" أهمية مساعدة الفاتيكان لدى المجتمع الدولي لاتمام انتخابات رئاسة الجمهورية".

بدوره أكد الكاردينال بارولين" الاستعداد لدعم لبنان في المجالات كافة".

 

بري استقبل نظيره الايرلندي ودعا الى جلسة للجان المشتركة قبل ظهر الاربعاء المقبل

وطنية /17 آذار/2023

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، نظيره الايرلندي شون أو فرغيل والوفد المرافق حيث تناول اللقاء الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وسبل التعاون التشريعي بين برلماني البلدين .

وكانت الزيارة مناسبة إستهلها الرئيس  بري بتوجيه التهنئة للشعب الإيرلندي ولضباط وافراد الكتيبة الايرلندية العاملة في إطار قوات اليونيفل بمناسبة العيد الوطني لجمهورية إيرلندا، منوهاً "بالجهود التي يبذلها إفراد الكتيبه في تأدية مهامهم وفي تعزيز أواصر علاقات الصداقة التاريخية بين لبنان وإيرلندا ."

وبعد الظهر استقبل الرئيس بري الوزير السابق العميد محمد فهمي .

على صعيد آخر دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لجان المال والموازنة، الادارة والعدل، الصحة العامة، العمل والشؤون الاجتماعية، الشؤون الخارجية والمغتربين، الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، الاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، الزراعة والسياحة والبيئة الى جلسة مشتركة في تمام الساعة 10:30 من قبل ظهر يوم الاربعاء الواقع في 22 اذار 2023 وذلك لدرس جدول الاعمال التالي : 

1-  متابعة درس مشروع القانون الوارد بالمرسوم 13760 الرامي الى تعديل بعض احكام  قانون الضمان الاجتماعي وانشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية .

2-  مشروع القانون الوارد بالمرسوم 10960 الرامي الى تجديد اتفاق بيع مادة زيت الوقود بين حكومة  جمهورية العراق وحكومة الجمهورية اللبنانية .

3- مرسوم رقم 8040 الرامي الى إعادة القانون المتعلق بإلزام شركات الضمان العاملة في لبنان على تسديد جزء من الاموال الناتجة عن كافة عقود الضمان كاموال جديدة( fresh money) .

4-  مشروع القانون الوارد بالمرسوم 9907 الرامي الى احداث محمية انفة البحرية الطبيعية .

5- مشروع القانون الوارد بالمرسوم 9908 الرامي لاحداث محمية جبيل البحرية الطبيعية .

6- إقتراح القانون الرامي الى إسترداد الأموال النقدية والمحافظ المالية المحولة الى الخارج بعد تاريخ 17/10/2019.

 

الجبهة المسيحية رحبت بالإتفاق السعودي الإيراني:  نتأمل أن تلتزم إيران وقف دعمها  لحزب الله

وطنية/17 آذار/2023

أعلنت "الجبهة المسيحية" ببيان،  إثر اجتماعها الأسبوعي في مقرها في الأشرفية ،  ترحيبها "بالإتفاق السعودي الإيراني إذا كان لمصلحة دول المنطقة وشعوبها ويهدف إلى وقف الحروب العبثية والتدخل في شؤون الدول والعبث بأمنها وإفقار وتهجير شعوبها"، معتبرة أن "لا حل للأزمات والحروب سوى باحترام خصوصية الدول وشعوبها".  وتمنت "أن يثمر هذا الاتفاق خيرا في وطننا لبنان ونتأمل أن تلتزم إيران وقف دعمها العسكري والمالي والسياسي لحزب الله ووقف تدخلاتها الساعية دوماً لتغيير وجه لبنان وخصوصيته والتوقف عن ضربها الدولة لصالح الدويلة التي أوصلت لبنان إلى مصاف الدول الفاشلة". وأكدت الجبهة "ان الاستمرار في تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية بخطة ممنهجة لعدم السماح بوصول رئيس سيادي يتمتع بمصداقية وعلاقات عربية ودولية تعيد للبنان عافيته وحضوره بسبب تعنت الثنائي الشيعي  ومحاولة فرض مرشح رئاسي يساهم في إستمرار قبضتهم على لبنان، يستوجب من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جمع النواب المسيحيين كافة في خلوة تهدف لطرح مصير المسيحيين وكيفية وجودهم في حال إستمرار التعنت من البعض والبقاء في اصطفافهم خلف محاور تعادي المجتمعين العربي والدولي ولا ترضخ لأكثرية الشعب المسيحي الذي يرفض هذا الاصطفاف"، مطالبة "بعدم الخروج من الخلوة الا بالاتفاق على اسم مرشح يساهم في اعادة الإعتبار للمسيحيين ولبنان، وفي حالة الفشل على البطريرك والكنيسة الجامعة إخبار المسيحيين صراحة من الذي ساهم ويساهم في ضرب الحضور المسيحي وحريته ووجوده وحقوقه".

من جهة اخرى رحبت الجبهة "بوعي بعض النواب والأحزاب وإعلانهم صراحة بأن النظام المركزي فشل ومات ويجب التوجه نحو نظام عصري متطور قاصدين تارة  اللامركزية السياسية الموسعة وتارة النظام الفدرالي"، معتبرة "أنها خطوة ممتازة تبرهن عن وعي الكثير من اللبنانيين بأن خلاصنا من الأزمات والتعطيل لا يحل إلا بهكذا توجهات شرط أن تكون جدية ونابعة عن قناعة تامة". وجددت دعوتها "الكنائس والأحزاب والمنظمات المسيحية كافة للتعاون في ترسيخ صمود المسيحيين معيشيا وإنمائيا عبر دعم وتأسيس هيئات ولجان شعبية بالتعاون مع البلديات وإقامة مشاريع هادفة لتخطي الأزمات المستمرة".

 

القضاة الأوروبيون يستكملون استجواب حاكم «المركزي» اللبناني اليوم/جلسة «هادئة» وسلامة أجاب عن مائة سؤال

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/17 آذار/2023

على مدى 6 ساعات، استمعت الوفود القضائية الأوروبية إلى إفادة حاكم «مصرف لبنان»، رياض سلامة، حول التحويلات المالية العائدة له إلى الخارج، وذلك تنفيذاً للاستنابات القضائية الأوروبية، بحضور قاضي التحقيق الأول في بيروت، شربل أبو سمرا، الذي أدار الجلسة، ورئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل، القاضية هيلانة إسكندر، ولم يحضر أي محامٍ مع سلامة. ورغم أن المتابعين لمجريات مهمة الوفود الأوروبية توقعوا جلسة صعبة ومتشنجة، وربطوا هذا الأمر بتردد سلامة في المثول أمام محققين أوروبيين، فإن مصدراً قضائياً لبنانياً وصف الجلسة بأنها «كانت هادئة، وأن الحاكم أجاب عن 100 سؤال طُرِحت عليه، وقدم شرحاً مستفيضاً حولها، كما رد على كل الشبهات التي تتهمه بغسل الأموال». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن سلامة «سيمثل عند الساعة العاشرة من صباح الجمعة (اليوم) أيضاً لاستكمال التحقيق معه، حيث تستعد الوفود الأوروبية إلى طرح 100 سؤال إضافي، وتكون بذلك أنهت مهمتها فيما يتعلق بسلامة شخصياً». ورجح المصدر أن «يغادر الأوروبيون بيروت، صباح السبت (غداً) إلى بلادهم، على أن يعودوا في موعد يُحدَّد لاحقاً للاستماع إلى إفادتي شقيقه رجا سلامة ومساعدته ماريان الحويك، وقد يُستدعى أشخاص آخرون للغاية نفسها».

وكانت جلسة استجواب سلامة بدأت عند العاشرة والنصف صباحاً، وفور وصول سلامة دخل إلى القاعة المخصصة للاستجواب في مقر «مجلس شورى الدولة» التي سبقه إليها القضاة الأوروبيون وقاضي التحقيق اللبناني، حيث انطلقت جلسة التحقيق على الفور. وأكد المصدر القضائي أن «الأسئلة طُرِحت على سلامة باللغة العربية، وجرت ترجمتها إلى اللغات الفرنسية والألمانية والبلجيكية».

وترافق التحقيق مع ضخ كثير من الشائعات، بعضها تحدث عن تقديم رياض سلامة استقالته من حاكمية «البنك المركزي»، وبعضها الآخر سرب معلومات مفادها أن القاضي أبو سمرا أصدر مذكرة توقيف بحقه خلال خضوعه للتحقيق، إلا أن المصدر القضائي وضع هذه المعلومات في «خانة التشويش على التحقيق». وشدد على أن سلامة «يمثل أمام الوفود الأوروبية بصفة شاهد، ولا يمكن توقيفه». وأوضح أن «التحقيق الآن محصور بتنفيذ الاستنابات القضائية الأوروبية وليس بالدعوى العامة المقامة ضده في لبنان». وقال: «عملاً بمفهوم الاستنابة القضائية الدولية، وهي تعني توكيل جهة قضائية لدولة جهة قضائية لدولة أخرى بإجراء قضائي معين تحت إشرافها، وذلك في معرض تحقيق تقوم به الأولى». وشهد قصر العدل في بيروت إجراءات أمنية مشددة، منذ ساعات صباح أمس، وامتدت إلى محيطه، وذلك لتوفير الظروف الأمنية الملائمة للوفود الأجنبية، ولمنع أي تحركات شعبية خلال مجيء سلامة إلى الجلسة ومغادرته. ولم يحدد القاضي أبو سمرا جلسة لاستجواب سلامة في ادعاء النيابة العامة ضده بجرائم «تبييض الأموال والاختلاس والإثراء غير المشروع». وأفاد مصدر مقرب من أبو سمرا بأن الأخير «سيعطي الوقت اللازم لتنفيذ الاستنابات الأوروبية، وبعدها يتفرغ للتحقيق اللبناني الذي يخضع لمعايير قانونية مختلفة عن الاستنابات». وأشار إلى أن «الملف اللبناني يبقى الأساس بالنسبة للقضاء، باعتبار سلامة مسؤولاً لبنانياً، وأن الجرم المدعى به في حال صحته يكون واقعاً على الأراضي اللبنانية». وكانت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل اللبنانية القاضية هيلانة إسكندر طالبت، أول من أمس (الأربعاء)، بالقبض على حاكم «مصرف لبنان»، وشقيقه رجا، ومساعدته ماريان الحويك. وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن المطالبة بالقبض على حاكم «المصرف المركزي» تأتي بموجب اتهامات بالتورط في جرائم رِشا وغسل أموال واختلاس وتهرب ضريبي وتزوير وإثراء غير مشروع.

وأضافت الوكالة الرسمية أن القرار يتضمن تجميد الحسابات المصرفية وحجز الأملاك العقارية للمتهمين وأزواجهم والأولاد القاصرين «لمنعهم من التصرف بها، حفاظاً على حقوق الدولة اللبنانية».

 

“هناك حوار بين الخليج وايران”… جنبلاط: فرنجية يمثل تحدٍ!

القبس الكويتية/الخميس 16 آذار 2023

أكد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على ضرورة الاستفادة من اتفاق دول الخليج مع إيران من خلال إنجاز انتخاب رئيس توافقي لا رئيس تحدٍّ، مفضلاً أن يتمتع بمواصفات اختصاص مالي. وجدد جنبلاط في حديث لـ”القبس” دعوته الى وجوب التوجّه نحو الحوار من أجل إنجاز هذا الاستحقاق، مستشهداً بالتقارب الإيراني السعودي الذي حصل، لأن التسوية هي التي تحكم السياسة وخلاصتها: لا لرئيس تحد بل رئيس توافقي يتمتع بمؤهلات معينة. ورأى أن هناك جيلا جديدا وأسماء كبيرة ومتنوعة أميزهم الوزير السابق جهاد أزعور، وأنه آن الأوان أن نخرج من القوقعة في الاسماء التقليدية لمرشحي الرئاسة. وعن امكانية دعم وصول النائب السابق سليمان فرنجية أكد جنبلاط أن الأخير يمثل تحدٍ، وأنه لا معنى لافتعال جو تحد في ظل وجود جو توافق سياسي اقليمي. وعن الاصلاحات المطلوبة للنهوض الاقتصادي رأى جنبلاط ان الاتفاق مع صندوق النقد جيد لكنه غير كاف، فهناك دور لدول الخليج، لكن مطلب السعودية والخليج اليوم هو اجراء اصلاحات بنيوية وهذا مطلب حق. كما لفت إلى أن أهم الاصلاحات المطلوبة هي في الكهرباء، وللأسف “بعضنا تفلسف” ورفضنا العرض الكويتي. وحول تطورات ملف النفط في لبنان قال جنبلاط انه من المهم الاقتداء بما فعلته الكويت منذ عقود حيث أنشأت الصندوق السيادي وهذا هو الاساس كي تحفظ هذه الاموال للاجيال المقبلة ولا تهدر في زواريب الادارات اللبنانية. وعن التحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت أبدى جنبلاط اعتقاده بأن الملف انتهى وأقفل نتيجة الاضداد اللبنانية ونتيجة ربما لتدخل محاور معينة. أما عن التطبيع العربي مع النظام السوري، فقال جنبلاط ان البعض يتحدث عن تطبيع العلاقات لكن ماذا عن الشعب السوري المشرد في الداخل والخارج، من سيعطيهم ضمانا أمنية واجتماعية. وأشار جنبلاط إلى أن هناك حواراً أكبر من الحوار اللبناني هو بين الخليج وإيران، واذا بقينا على مواقفنا نخسر الفرصة. وختم: “لبنان لم ينته، لدينا طاقات هائلة ونستطيع تثبيت الاقتصاد والمؤسسات، وبالتعاون مع أهل الخليج “بيرجع لبنان”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 16-17 آذار/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 16 آذار/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/116648/%d9%86/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For March 16/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/116653/116653/

 

بعض جديد موقعي الألكتروني لليوم الأربعاء

New LCCC Postings for today 15 March/2023

جهاز مخابرات يقف وراء أعمال الشغب في جونية

الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/15 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116629/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%b2-%d9%85%d8%ae%d8%a7%d8%a8/

في ما يلي نموذج صارخ يوضح كيف يتمّ التكامل بين تركيبات أجهزة المخابرات وتلفيقات المنجّمين، بغاية إدارة وعي الجماهير. وصلني عصر اليوم فيديو يبيّن بالصوت والصورة ميشال حايك متنبّئًا عشية رأس السنة بوقوع أحداث شغب في مجمّع فؤاد شهاب الرياضي بجونية، وبحسب حايك إنّها “الانطلاقة”.هل هذا يدلّ على أنّ حايك يُجيد قراءة الغيب، أم أنّ جهازًا أمنيًّا زوّده بالمعلومة لغاية في نفس يعقوب؟

 

مايكل يونغ/ذا ناشيونال: ترشيح حزب الله فرنجية لموقع الرئاسة جعل منه ورقة مساومة

Hezbollah’s vote for Franjieh as Lebanon’s president has made him a bargaining chip

Michael Young/The National/March 15/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116612/116612/

 

الملسوع» من حليب إيران «ينفخ» على لبن الإتفاق!

علي الأمين/جنوبية/15 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116605/116605/

 

سقوط مقولة "لا يخلع صاحبه"

الياس الزغبي/فايسبوك/15 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116620/116620/

 

برّي إلى الرياض... على بركات بكين

أحمد عياش/أساس ميديا/الأربعاء 15 آذار 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116609/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%b4-%d8%a8%d8%b1%d9%91%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d9%83%d9%8a/

 

رابط فيديو مقابلة من اذاعة صوت لبنان مع الكاتب والصحافي علي حمادة يقرأ من خلالها في آخر التطورات على الساحة اللبنانية/لا اصلاح ولا تغيير مع رئيس جمهورية تابع لحزب الله

https://eliasbejjaninews.com/archives/116623/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%b0%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85-2/