المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 05 آب /لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.august05.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

0000

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَحِينَ يُقَدِّمُونَكم إِلى المَجَامِعِ وَالرِّئَاسَاتِ والسُّلُطَات، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تُدَافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِكُم، أَوْ مَاذَا تَقُولُون. فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه».

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: حزب الله ومحور الشر الإيراني الأسدي هما وراء تفجير مرفأ بيروت وتعطيل مسار التحقيق بالقوة واغتيال الشهود

الياس بجاني/نص وفيديو: قراءة في قرار البرلمان الأوروبي الخاص بلبنان الذي تم التركيز على البند 13 وإغفال كل باقي بنوده ال 17/مع نص القرار ورزمة من التعليقات والتحاليل التي تناولته سلباً وإيجاباً

 

عناوين الأخبار اللبنانية

“تحتاج لأعجوبة”… تفاصيل إصابة ابنة الـ7 سنوات برصاصة طائشة!

“للكف عن إطلاق النار”… دعوة للصلاة على نيّة نايا حنا

ماكرون يخاطب اللبنانيين بالعربية بمناسبة 3 سنوات على انفجار المرفأ

السعودية تطالب مواطنيها بسرعة مغادرة الأراضي اللبنانية

تأكيدٌ فرنسي في الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت

 لودريان بذكرى 4 آب: لتحقيق العدالة بدون أي تدخل سياسي

روسيا بذكرى 4 آب: لعدالة غير مسيّسة

3 سنوات على 4 آب: ضغط للتعطيل وعزم على الحقيقة

في الذكرى الـ3 لانفجار المرفأ… البيطار لن يتراجع!

رايات سوداء… كلمات غاضبة ومؤثرة بذكرى 4 آب!

لبنان يحيي الذكرى الثالثة لانفجار المرفأ والعدالة معطلة

أسرار الصحف الصادرة اليوم الأربعاء 4 آب 2023

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 4 آب 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

ميقاتي و”الثنائي” يتقاذفان كرة نار الاقتراض من “المركزي”

هل يمرّ طريق قائد الجيش للرئاسة في “عين الحلوة”؟/منير الربيع/الجريدة الكويتية

مَن يعرقل إعادة إعمار مرفأ بيروت

ذخائر وأسلحة ثقيلة في المخيمات السورية؟

الحوار بين “الحزب” والتيار”: هل اقتربنا من انتخاب رئيس؟

4 آب 2023 على طريق 14 آذار 2005!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تعدم 17 شابا في 10 أشهر بتهم سياسية/تقرير يندد بارتفاع وتيرة الأحكام ويطالب المجتمع الدولي بعزل طهران

في جدة.. السعودية تستضيف اجتماعاً بشأن أوكرانيا

هجوم بزوارق أوكرانية مسيّرة يدمّر سفينة عسكرية روسية

الوكالة الذرية: لا ألغام أو متفجرات بمحطة زابوريجيا النووية

البرهان يشكل لجنة لحصر جرائم الدعم السريع في السودان

وزير الدفاع التشادي: لن نتدخل في انقلاب النيجر

إيكواس تضع خطة لتدخل عسكري في النيجر

يهود ولاية هندية في قلب أعمال العنف.. تعمّقت جذور الكراهية.. ومن تبقى سيسعى إلى إسرائيل

شهيد فلسطيني ثان وعشرات المصابين إثر اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل اغتيل لقمان سليم لأنه كشف حقيقة انفجار مرفأ بيروت؟/مريم سيف الدين/موقع جسور

استمرار تفلت حزب الله من العقاب يهدد بتفجير إقليمي كبير/اوردي كتري/مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية

هجمة ضغوط على لبنان: التسوية الصعبة أو الارتطام القاسي/منير الربيع/المدن

من يخفي جريمة تفجير مرفأ بيروت؟/طوني بولس/انديبندت عربية

تاريخ مرفأ بيروت منذ الفينيقيين حتى الانفجار/سوسن مهنا/انديبندت عربية

في ذكرى ٤ آب.. “القوات” تؤنب الضمائر/د. ميشال الشمّاعي/موقع القوات

انفجار مرفأ بيروت... كيف يحمي اللبنانيون أنفسهم من النسيان؟  ... رمت الكارثة أطنانا من اليأس والقنوط والخوف على معظم اللبنانيين/محمد أبي سمرا/المجلة

مصابون… يعيشون الرابع من آب كل لحظة/زيزي إسطفان/نداء الوطن

“دم المرفأ”… يطارد السلطات اللبنانية/وسام أبوحرفوش وليندا عازار/الراي” الكويتية

ألغام سياسية تحاصر المحقق في تفجير المرفأ/يوسف دياب/الشرق الأوسط

العدالة مطلبٌ ضائعٌ… ومصير التحقيق في عهدة القاضي رزق الله/طوني كرم/نداء الوطن

للقاء أحبائهم… أهالي ضحايا المرفأ “يطلبون الموت”/بولا اسطيح/الشرق الأوسط

الجيش يرصد تداعيات عين الحلوة: لا مخطّط مسبقاً/هيام القصيفي/الأخبار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

مسيرة حاشدة لاهالي ضحايا انفجار 4 اب من الكرنتينا الى تمثال المغترب

وليم نون:الارهابي هو كل مسؤول لم يقم بمهمته وترك شبابنا يموتون

ريفي: مشروع حزب الله - إيران سينتهي قريبا

هدوء في عين الحلوة… والأهالي يتفقدون الأضرار

إشكال بين أبي خليل ومشاركين بتحرك 4 آب

معوض: نخوض معركتَين متزامنتَين

وزير الأشغال يستفز اللبنانيين بذكرى 4 آب… “اخجلوا”!

سكاف بعد زيارته الراعي: الحلول ستفرض من الخارج وبتوقيت خارجي

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وَحِينَ يُقَدِّمُونَكم إِلى المَجَامِعِ وَالرِّئَاسَاتِ والسُّلُطَات، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تُدَافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِكُم، أَوْ مَاذَا تَقُولُون. فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه».

إنجيل القدّيس لوقا12/من10حتى12/:”قالَ الربُّ يَسوعُ: «كُلُّ مَنْ يَقُولُ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ الإِنْسانِ يُغْفَرُ لَهُ، أَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ.وَحِينَ يُقَدِّمُونَكم إِلى المَجَامِعِ وَالرِّئَاسَاتِ والسُّلُطَات، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تُدَافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِكُم، أَوْ مَاذَا تَقُولُون. فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه».

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: حزب الله ومحور الشر الإيراني الأسدي هما وراء تفجير مرفأ بيروت وتعطيل مسار التحقيق بالقوة واغتيال الشهود

الياس بجاني/03 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120694/120694/

طبقاً لكل المعطيات فإن المسؤول الأول والأساسي عن تفجير مرفأ بيروت عام في 04 آب/2020، هو حزب الله، ومن ورائه محور الكوارث والخراب المسمى محور الممانعة للأسباب والتقارير والوقائع المنطقية والواقعية التالية:

*نظام بشار الأسد هو من استعمل نترات الأمونيوم في قتل شعبه ببراميله التفجيرية، وحزب الله الذي يحتل لبنان منذ اندحار المحتل السوري سنة 2005 يجرجر الخيبة والانكسار، هو يهيمن على مرفأ بيروت، وكان ينقل النيترات هذه إلى سوريا عبر الطرق العسكرية التابعة له.

*حزب الله هو وطبقاً لكل الدراسات والتقارير الإستخبارتية المحلية والدولية والعربية والإقليمية، هو من استورد النيترات هذه وخزنها في مرفأ بيروت، وهو من استعملها في العشرات من عملياته الإرهابية داخل لبنان وخارجه. وعلى سبيل المثال لا الحصر اغتياله الرئيس رفيق الحريري بكمية كبيرة من هذه المادة وهذا ما أكدته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

*العديد من الدول صادرت كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم التي كان حزب الله نقلها إليها واستعملها في عمليات تفجير واغتيالات كما هو وارد في أسفل طبقاُ لتقرير لموقع العربية نشرته في 20 أب/2020  تحت عنوان "أطنان من نترات الأمونيوم شحنتها إيران إلى حزب الله"

* استعمل حزب الله النيترات في الكويت عام 2015 عبر خلية العبدلي.

*استعمل حزب الله النترات في اليمن والعراق وسوريا.

*ضبطت قبرص عام 2012 كمية من النترات تابعة لحزب الله.

*ضبطت بريطانيا عام 2015 كمية كبيرة من النترات تابعة لحزب الله.

*ضبطت بوليفيا عام 2017 كمية كبيرة من النترات تابعة لحزب الله.

*ضبطت ألمانيا في أيار الماضي كمية من النترات تابعة لحزب الله.

*ولأن الحزب اللاهي هذا هو المسؤول عن التفجير فجهد مستعملاً كل وسائل الإرهاب والإجرام، ومنذ اليوم الأول للتفجير على تعطيل التحقيق واغتيال كل الشهود الفعلين على الجريمة ومنهم جو بجاني ومنير ابو رجيلي والعقيد جوزيف سكاف.

*حزب الله يحتل لبنان ويسيطر على الدولة ومتحكم بالعابر البرية والجوية والبحرية.

*حزب الله يسيطر بشكل كامل على مرفأ بيروت ومخابراته متواجدة فيه على مدار الساعة، كما أن له طريق عسكرية بداخله يُدخّل من خلالها كل ما يستورده دون المرور على مراكز التفتيش وهو لا يدفع أية ضرائب.

*يسيطر حزب الله بنفس الطريقة على مطار بيروت وعلى المعابر البرية الرسمية والغير شرعية التي تربط لبنان بسوريا، وهنا أيضاً عنده معابر عسكرية لا سلطة للدولة عليها.

* إسرائيل غضت الطرف عن دخول النترات إلى مرفأ بيروت، كما غضت الطرف ولا تزال عن الطرق العسكرية التي يستعملها الحزب للدخول والخروج من سوريا.

*هناك تقارير كثيرة تؤكد أن إسرائيل قصفت مستودع للأسلحة تابع لحزب الله في مرفأ بيروت مما تسبب بتفجير العنبر 12 الذي كانت النيترات مخزنة فيه. أهم شهادة على هذا الأمر هو ما ورد من السيدة نائلة تويني حيث مكتبها في جريدة النهار يطل على المرفأ وقالت هي ومن معها من أسرة التحرير: "سمعنا أزيز طائرات فخرجنا إلى الشرفة نستطلع وفجأة رأينا وسمعنا الانفجار الأول الذي نشر غيمة سوداء فدخلنا إلى الداخل فكان الانفجار الهائل بعد اقل من دقيقة ونشر غمامة صفراء أو برتقالية وانتشرت روائح مواد كيماوية".

*فور الانفجار دفع حزب الله بعناصر من مليشياته إلى مكان الانفجار ومنعوا أي مسؤول لبناني امني أو عسكري من الاقتراب من محيط العنبرين ٥ و ١٢ وغيرهما.

*تفيد التقارير بأن إسرائيل كانت تهدف من الإغارة على مستودع أسلحة حزب الله الصاروخية في مرفأ بيروت، إرسال رسالة قوية للحزب الله تحذّره من خرق الاتفاقات المبرمة معه، ولم تتقصد العنبر ١٢ ، أو لم تتوقع انفجاره بفعل الحرارة، لذلك صمتت ولم تعلن مسؤوليتها بسبب الشهداء والدمار الهائل!

*الحكومة اللبنانية المسيطر على قرارها حزب الله، أول ما ادّعته أن الأمر لا يعدو انفجار مفرقعات ألعاب مخزنة.

*لا إسرائيل اعترفت ولا الحكومة اللبنانية ولا حزب الله اتهما إسرائيل في رسالة مضادة، تعني أن حزب الله لا يريد الرد ولا اختراق اتفاق السلام.

* محمد جعفر قصير المسؤول عن تحويل الأموال الإيرانية لنظام الأسد هو من هرب النترات بواسطة طيران مهان الإيراني، وهذا ما أكدته المخابرات الألمانية قبل أشهر قليلة.

الرئيس ترامب رجح أن الانفجار في مرفأ بيروت "ليس حادثاً عرضياً"  كما ذكرت قناة الميادين في  5 آب 2020)...."الرئيس الأميركي يعرب عن تعازيه العميقة لضحايا الانفجار الذي هز مرفأ بيروت، ويقول إنه استشار عدداً من القادة العسكريين الأميركيين الذين أعربوا عن اعتقادهم بأن الانفجار في بيروت ناجم عن هجوم. وأكّد في مؤتمر صحافي استعداد بلاده لتقديم المساعدة للبنان، مضيفاً أنه استشار عدداً من القادة العسكريين الأميركيين الذين أعربوا عن اعتقادهم بأنّ الانفجار في بيروت ناجم عن هجوم، وربما قنبلة معينة، وليس حادثاً عرضيا".

*اغتيال جو بجاني بقدرات فائدة من مراقبة وحرفية في 22 كانون الأول 2020 وطمس الملف كلياً ومنع التحقيق.

اغتيال العقيد المتقاعد في الجمارك منير أبو رجيلي – رئيس مكافحة التهريب في مرفأ بيروت في  2 كانون الأول/2020 وطمس التحقيق وتعطيله.

*اغتيال العقيد المتقاعد جوزف سكاف – رئاسة شعبة البحث عن التهريب – عام 2017 وهو الذي طالب رسمياً بإزالة نترات الأمونيوم من مرفأ بيروت؟

* وفي نفس السياق تم خطف الموظف في مطار بيروت المهندس جوزف صادر من مكان عمله في 12 شباط (فبراير) 2009 ولا يزال مختفياً حتى يومنا هذا.

في الخلاصة حزب الله هو من استورد نيترات الأمونيوم، وهو من استعملها في عملياته الإرهابية والإجرامية داخل لبنان وخارجه، وهو من كان ينقلها إلى نظام الأسد الذي استعملها في براميله المتفجرة. وحزب الله هو من عطل ويعطل التحقيق ويحمي كل المسؤولين المتورطين في الاستيراد والتخزين، وهو من يهدد القضاة والقضاء، وبالتالي هو وراء التفجير ونقطة ع السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: حزب الله ومحور الشر الإيراني الأسدي هما وراء تفجير مرفأ بيروت وتعطيل مسار التحقيق بالقوة واغتيال الشهود

https://www.youtube.com/watch?v=mlaFPUKj8bU

/03 آب/2023

 

الياس بجاني/نص وفيديو: قراءة في قرار البرلمان الأوروبي الخاص بلبنان الذي تم التركيز على البند 13 وإغفال كل باقي بنوده ال 17/مع نص القرار ورزمة من التعليقات والتحاليل التي تناولته سلباً وإيجاباً

الياس بجاني/31 تموز/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120239/120239/

القرار الذي أصدره البرلمان الأوروبي بتاريخ 12 تموز/2023 حول لبنان مكون من 17 بند، وكلها بنود سيادية واستقلالية بالمفهوم اللبناني، وتسمي الأشياء بأسمائها. القرار يحث الدول الأوروبية بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية بشقيه، ويطالب بتنفيذ القرارات الدولية كافة ومنها ال 1559 و1701، وبدعم قوات اليونيفل، ويحمّل الطبقة السياسية مسؤولية الوضع المتردي على الصعد كافة، ويطالب بتحقيق جدي وعادل فيما يتعلق بتفجير المرفأ، ويتناول الوضع المالي والمصرفي بالتفصيل. وهو لم يترك شأن لبناني لم يتناوله لجهة السيادة والاستقلال والديمقراطية واحترام القوانين.

ولكن حزب الله وكل من يدور في فلكه من قوى لبنانية طروادية، ومنهم وزير الخارجية ومرجعيته السياسية قد اغفلوا بخبث ال البنود ال 17 وركزوا في تضليلهم فقط على البند 13 المتعلق باللاجئين السورين، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد، وذلك لتشويه أهمة التقرير، وهذا تضليل ممنهج يجيده جماعة محور الشر الإيراني.

في الخلاصة فإن التقرير فيه 17 بند في غاية الأهمية يشخصون أزمة وكارثية الاحتلال الإيراني للبنان، وهذا ما يجب التركيز عليه، وبنفس الوقت التواصل مع الدول الأوروبية لنقل وجهة نظر اللبنانيين فيما يتعلق باللاجئين السورين وخطرهم الكياني والوجودي والديموغرافي على لبنان الكيان والهوية والتركيبة الديموغرافية.

نص البند رقم 13 من القرار

 يشدد على أن شروط عودة اللاجئين الطوعية الكريمة إلى المناطق المعرضة للنزاع في سوريا غير متوفرة؛

يشير إلى وضعية اللاجئين الضعيفة في لبنان ويشدد على الحاجة إلى توفير تمويل ملائم ومتعدد الطبقات للوكالات التي تعمل مع اللاجئين من أجل ضمان التوفير الكامل للخدمات الأساسية لمجتمعات اللاجئين في البلاد؛

يدعو المفوضية إلى العمل على تحسين الوضع الإنساني في سوريا من أجل معالجة الأسباب الجذرية لأزمة اللاجئين.

يشدد على أن عودة اللاجئين يجب أن تكون طوعية وكريمة وآمنة وفقا للمعايير الدولية.

يدعو إلى استمرار تقديم المساعدات الإنسانية للسكان اللبنانيين واللاجئين مع ضوابط صارمة؛

يدعو لبنان إلى الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين لعام 1951 وبروتوكولها لعام 1967.

يدعو إلى تشكيل فريق عمل دولي بمشاركة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والسلطات اللبنانية لمعالجة قضية اللاجئين.

يعرب عن قلقه إزاء تصعيد الأحزاب السياسية والوزراء اللبنانيين في الخطاب المناهض للاجئين.

يحث لبنان  في حالة اتخاذ أي إجراء بشأن الهجرة على الامتناع عن الترحيل وفرض إجراءات تمييزية والتحريض على الكراهية ضد اللاجئين السوريين. يدعو في هذا الصدد، الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى مواصلة تقديم التمويل للأونروا واللاجئين السوريين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

نص وفيديو: قراءة في قرار البرلمان الأوروبي الخاص بلبنان الذي تم التركيز على البند 13 وإغفال كل باقي بنوده ال 17/مع نص القرار ورزمة من التعليقات والتحاليل التي تناولته سلباً وإيجاباً

https://www.youtube.com/watch?v=gYTCSzqz1zg&t=34s

الياس بجاني/2023

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

“تحتاج لأعجوبة”… تفاصيل إصابة ابنة الـ7 سنوات برصاصة طائشة!

النهار/04 آب/2023

شكّل خبر إصابة الطفلة نايا حنّا، ابنة الـ7 سنوات، برصاصة طائشة أثناء تواجدها في المخيّم الصيفي لمدرسة القلبين الأقدسين – الحدث، صدمة لدى المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين عن أسباب تغاضي الدولة والأجهزة الأمنية المستمر عن السلاح المتفلّت الذي يهدد أرواحًا بريئة، كان آخرها ابنة الـ7 سنوات التي ترقد، منذ يوم الأربعاء، في العناية الفائقة بين الحياة والموت. وفي تفاصيل الحادثة، كشفت الزميلة إليان الحاج، وهي قريبة من العائلة، في حديث لـ”النهار” أنّ “نايا كانت تتناول طعامها خلال فترة الاستراحة مع أصدقائها في مدرسة القلبين الأقدسين عندما وقعت الكارثة. خلال ساعات الظهيرة، بدأ جنون الرصاص الطائش احتفالاً بنتائج الامتحانات، وفجأة بدأت نايا تبكي بألم، لم يكن هناك جرح بليغ ظاهر، نُقلت إلى أقرب مستشفى، “قلب يسوع”، لمعرفة حقيقة وضعها”. وهنا كانت الصدمة، الرصاصة اخترقت رأسها حسب ما أظهرت صورة الأشعّة، ووضعها دقيق وخطير. وبصوت مكسور تطلب الحاج “الصلاة من أجل نايا” حتّى “تقوم بالسلامة”، مشددة على أنّ “ابنة الـ7 سنوات اليوم في حاجة فقط إلى صلواتنا”. واوضحت الحاج أنّ مطلبها الوحيد “وضع حدّ للسلاح المتفلّت الذي يهدّد حياة نايا اليوم، والذي سرق أرواح الكثيرين في الماضي، من دون محاسبة”. وفي السياق، كشف طبيب العناية الفائقة في قسم الأطفال في مستشفى قلب يسوع الدكتور كمال قانصوه أنّ “حالة نايا حرجة جدّاً، هي اليوم موصولة على جهاز التنفّس الاصطناعيّ في العناية الفائقة ووضعها صعب جدّاً.” واشار إلى أنّ “الرصاصة موجودة في مركز حسّاس في الدماغ، ولا يمكن استئصالها جراحيّاً. هي في غيبوبة من الدرجة الرابعة وتحتاج إلى أعجوبة”.

 

“للكف عن إطلاق النار”… دعوة للصلاة على نيّة نايا حنا

 وكالة الانباء المركزية/04 آب/2023

دعا رئيس بلدية الحدث جورج عون كهنة رعايا الحدث إلى رفع الصلوات على نية شفاء الطفلة نايا حنا التي أصابتها رصاصة طائشة وهي في ملعب مدرسة القلبين الأقدسين في الحدث. وكشف عبر الـ”المركزية” عن أنّ “طبيًا الوضع الحالي للطفلة نايا بالغ الصعوبة، بعدما استقرت الرصاصة في رأسها، ننتظر رحمة إلهية لتستعيد الطفلة البريئة وعيها. حالتها خطرة جدًا”. وقال عون: “طلبت من كهنة الرعايا الصلاة بدءا من اليوم حتى الأحد على نية نايا الموجودة اليوم في غرفة العناية الفائقة في مستشفى قلب يسوع”. وأضاف عون: “أغتنمها مناسبة لإطلاق صرخة إلى ضمير كل إنسان في لبنان للكف عن إطلاق النار في المناسبات، بحيث يقضي الرصاص الطائش على أناس أبرياء اختاروا البقاء في لبنان”.

 

ماكرون يخاطب اللبنانيين بالعربية بمناسبة 3 سنوات على انفجار المرفأ

لندن- العربية.نت ووكالات/04 آب/2023

وجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، رسالة اليوم الجمعة إلى اللبنانيين باللغة العربية، بمناسبة الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت. وقال ماكرون في حسابه بمنصة X التويترية سابقا: "أيتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون. إنني أفكر بكن وبكم". كما أضاف: "بعد الانفجار في بيروت من ثلاث سنوات، كنت إلى جانبكم، وسوف أتذكر دوما الحوار الذي دار بيننا". وأردف ماكرون: "لبنان لم يكن وحيدا، وهو ليس وحيدا اليوم أيضا.. يمكنكم أن تعتمدوا على فرنسا، وعلى تضامننا وصداقتنا". وكان الانفجار أودى بحياة أكثر من 220 شخصا وتسبب بسقوط 6500 جريح، وما زال التحقيق في هذه الكارثة يواجه عراقيل عدة، حيث يتراجع معها الأمل بكشف الحقيقة.

 

السعودية تطالب مواطنيها بسرعة مغادرة الأراضي اللبنانية

القاهرة/رويترز/04 آب/2023

قالت السفارة السعودية في لبنان في بيان نُشر في وقت متأخر من مساء اليوم الجمعة على منصة إكس، المعروفة سابقا باسم تويتر، إن المملكة تدعو مواطنيها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية بسرعة وتجنب المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة. وقالت في المنشور “تود السفارة تحذير المواطنين الكرام من التواجد والاقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، كما تطالب المواطنين بسرعة مغادرة الأراضي اللبنانية، وأهمية التقيد بقرار منع سفر السعوديين إلى لبنان”.

 

تأكيدٌ فرنسي في الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت

مواقع الكترونية لبنانية/04 آب/2023

أكدت فرنسا، اليوم الجمعة، أنّها لا تنسى ضحايا انفجار الرابع من آب، معربةً عن تضامنها مع عائلاتهم وأحبائهم. وأملت الخارجية الفرنسية، في بيان، خلال الذكرى الثالثة لانفجار المرفأ، بأن “يمضي القضاء اللبناني في استكمال التحقيق بكل شفافية وبعيداً من التدخلات السياسية”، مشددةً على “استمرار فرنسا في الوقوف إلى جانب لبنان”.

 

 لودريان بذكرى 4 آب: لتحقيق العدالة بدون أي تدخل سياسي

تويتر/04 آب/2023

غرّد المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان – إيف لودريان، قائلًا: “تذهب افكاري الى الضحايا الذين أودى بهم الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت منذ 3 سنوات تحديدا”، مشددا على أنه “يجب تحقيق العدالة من دون أي تدخل سياسي. وكما هو الحال دائمًا في أوقات الشدة، تظل فرنسا متضامنة مع اللبنانيين”.

 

روسيا بذكرى 4 آب: لعدالة غير مسيّسة

مواقع الكترونية لبنانية/04 آب/2023

أشارت السفارة الروسية في لبنان في الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت، إلى أنه “يصادف اليوم يومًا مأساويًا في تاريخ لبنان. لا تزال آثار الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت قبل 3 سنوات قائمة”. وقالت في بيان: “قلوبنا وصلواتنا مع ضحايا هذه المأساة وعائلاتهم. يجب تحقيق عدالة نزيهة وشفافة وغير مسيسة”.

 

3 سنوات على 4 آب: ضغط للتعطيل وعزم على الحقيقة

لارا يزبك/المركزية/04 آب/2023

ثلاث سنوات مرت على فاجعة 4 آب ولا تزال التحقيقات تراوح مكانها وتتخبط تحت ضربات متوالية تلقتها من الطبقة السياسية الحاكمة التي استخدمت كل الوسائل المشروعة منها وغير المشروعة، كي تمنع كشف الحقيقة، ونجحت في تحقيق هدفها، فكانت النتيجة صفر موقوفين في جريمة ذهب ضحيتها 220 قتيلا آلاف الجرحى والمصابين والمشردين، وكلّفت الاقتصاد اللبناني ما كلّفته حتى بات يحتاج سنوات وعقودا كي يتعافى من ويلاتها. المنظومة، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” استخدمت الادوات القضائية والسياسية لتقويض التحقيق، الا انها لجأت ايضا الى سلاح من النوع الثقيل “المخيف” اكثر كي تردع مَن تجرّأ على مواجهتها وأصرّ على كشف الحقيقة. فنزل حزب الله، بشخص مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، الى قصر العدل، وهدد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار علنا ومن فوق السطح “منقبعك”. الاخير لم يخف واستمر صامدا في منصبه، غير ان الشبكة التي “حاكتها” حوله المنظومة، والمؤلفة من عشرات دعاوى الرد وكف اليد، كبّلته، وهي تمنعه من مواصلة اعماله وتحقيقاته كما يجب، وقد تمكّنت المنظومة من اخراج كل موقوفيها من السجن، وارتضت الرضوخَ لارادة “الاميركي الامبريالي” هنا. فواشنطن ضغطت لاطلاق سراح موقوف يحمل الجنسية الاميركية، فأتى موقفها “شحمة على فطيرة” الممانعين، الذين أخرجوا الاميركي ومعه كلَّ الموقوفين! في مقابل هذا القرار المبرم بمنع المحاسبة والتحقيق، تتابع المصادر، هناك قرار مضاد مُبرم ايضا ولا رجوع عنه لدى ذوي الضحايا اولا واللبنانيين كلّهم ثانيا، والقوى السياسية المعارضة للمنظومة ثالثا، يقول بإن الافلات من العقاب لن يحصل هذه المرة. وهنا، تتلاقى جهود الاطراف الثلاثة لرفع الصوت على الساحة الدولية والمطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية تتولى التحقيق في ظل التخبط القضائي الداخلي. هذه المساعي، بدأت تثمر بحسب المصادر. فهذه القضية باتت من الثوابت في الامم المتحدة وقد حضرت في تقرير المبعوثة الاممية الى لبنان يوانا فرونتسكا امام مجلس الامن، كما حضرت في البيان الاخير الصادر عن مجلس نواب الاتحاد الاوروبي، كما ان العواصم الكبرى في العالم، لا تنفك تدعو الى كشف الحقيقة وترك التحقيق يأخذ مداه. ومنذ ايام قليلة تقدّم حزب القوات اللبنانية ممثلاً بجورج سركيس من جهاز العلاقات الخارجية في جنيف، بعريضة نيابية حقوقية مشتركة وأودعها في سجل مجلس حقوق الإنسان العالمي التابع للأمم المتحدة. وصاغ تكتل الجمهورية القوية هذه العريضة، ووقعها ٣٥ نائباً في ٧ تموز الحالي؛ وهي تدعو مجلس حقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية في جريمة مرفأ بيروت. تكتل الجمهورية القوية وجهاز العلاقات الخارجية في “القوات” الى جانب أهالي الضحايا والشهداء ومنظمة هيومن رايتس واتش كانوا أعلنوا عن هذه العريضة في مؤتمر صحفي عُقد في تموز الحالي بحضور فعاليات بيروتية ونواب وديبلوماسيين وممثلين عن منظمات إنسانية وحقوقية دولية. مَن أدخل النيترات الى بيروت؟ مَن زرعه بين المدنيين في قلب العاصمة؟ مَن كان يستخدمه؟ مَن عرف به وسكت عنه؟ هذه الاسئلة ستجد أجوبتها.. والحساب آت ولو بعد حين. هذا هو وعد اللبنانيين الاحرار للضحايا وللعاصمة… تختم المصادر.

 

في الذكرى الـ3 لانفجار المرفأ… البيطار لن يتراجع!

المؤسسة اللبنانية للإرسال/04 آب/2023

أكدت مصادر في قصر العدل للـ”LBCI”، في الذكرى الثالثة لإنفجار مرفأ بيروت، أن المحقق العدلي القاضي طارق البيطار متمسك بالتحقيقات إلى حين إصدار القرار الظني.

 

رايات سوداء… كلمات غاضبة ومؤثرة بذكرى 4 آب!

الوكالة الوطنية للإعلام/04 آب/2023

أحيا مئات المواطنين ونشطاء المجتمع المدني وعدد من الشخصيات السياسية، الذكرى الثالثة على انفجار 4 آب، بمسيرة انطلقت من أمام فوج إطفاء بيروت باتجاه تمثال المغترب مقابل مرفأ بيروت. وتقدم أهالي الضحايا الذين رفعوا صور أبنائهم ولافتات تدعو الى “تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين”، الى جانب عدد من الشخصيات السياسية والنواب، من بينهم النائب مروان حمادة ممثلا كلا من رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط والنائب السابق وليد جنبلاط والنائب غسان حاصباني، وكذلك النواب: الياس حنكش، نديم الجميل، ميشال الدويهي، ميشال معوض ومارك ضو. ووصل الى المكان عشرات المواطنين، الى جانب توافد العديد من مناطق عدة سلكوا جسر فؤاد شهاب سيرا على الاقدام باتجاه نقطة الاحتفال، في حين قطعت القوى الامنية طريق فؤاد شهاب المؤدية الى وسط بيروت امام حركة السيارات، وابقت على المسلك المؤدي نحو الدورة مفتوحا وسالكا. ورفع المشاركون في المسيرة الرايات السوداء واتشحوا بدورهم باللباس الاسود، تعبيرا عن الحزن الشديد الذي تمثله الذكرى. وتقدمت المسيرة عدد من سيارات فوج اطفاء بيروت التي اطلقت زماميرها وسط تأثر بالغ من المشاركين، الذين رفعوا لافتات تتهم الدولة بارتكاب الجريمة وعرقلة التحقيق، ولافتات اخرى تحمل المسؤولية للاحتلال الايراني، الى جانب عدد من اللافتات التي تدعو الى تحقيق دولي في جريمة المرفأ. وما ان وصلت المسيرة الى نقطة المهرجان، حتى بدأت تلاوة الكلمات التي شددت على “ضرورة محاسبة المتورطين والمسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت”، وحملوا الدولة والسلطة السياسية “مسؤولية ما حصل من دمار، الى جانب إعاقة عملية التحقيق واصدار القرار الظني”.

 

لبنان يحيي الذكرى الثالثة لانفجار المرفأ والعدالة معطلة

انديبندت عربية/04 آب/2023

يحيي لبنان، اليوم الجمعة، الذكرى السنوية الثالثة لانفجار مرفأ بيروت المروع، أحد أكبر الانفجارات غير النووية في العالم، في وقت يجد فيه أهالي الضحايا أنفسهم أمام عدالة معطلة جراء تعليق التحقيق بفعل تدخلات قضائية وسياسية. في الرابع من أغسطس (آب) 2020، عند الساعة السادسة وسبع دقائق، دوى انفجار ضخم في بيروت، حصد أكثر من 220 قتيلاً وتسبب بإصابة أكثر من 6500 شخص بجروح، وتسبب بدمار واسع في المرفأ وعدد من أحياء العاصمة. ودعت جمعية أهالي ضحايا انفجار بيروت، أبرز المجموعات الممثلة لعائلات الضحايا، اللبنانيين إلى المشاركة في مسيرة بعنوان "العدالة على رغم عنهم، من أجل العدالة والمحاسبة... مستمرون" وإلى ارتداء اللون الأسود. وتنطلق المسيرة عند الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي (الواحدة بتوقيت غرينتش) من أمام مقر فوج إطفاء بيروت في الكرنتينا وصولاً إلى المرفأ عند الخامسة والنصف بعد الظهر. وقالت ريما الزاهد التي خسرت شقيقها أمين، الموظف في شركة داخل المرفأ، لوكالة الصحافة الفرنسية، "هذا اليوم هو ذكرى وحداد واحتجاج ضد الدولة اللبنانية التي تسيس قضيتنا وتتدخل في عمل القضاء". وأضافت، "إحساسنا بشع للغاية لأنه بعد ثلاث سنوات من تفجير مرفأ بيروت، لا يوجد مطلوب واحد في السجن"، بينما "القضاء مكبل والعدالة ضائعة والحقيقة مخبأة".

عرقلة التحقيق

ومنذ اليوم الأول، عزت السلطات الانفجار إلى تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم داخل المرفأ من دون إجراءات وقاية إثر اندلاع حريق لم تعرف أسبابه. وتبين لاحقاً أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحركوا ساكناً. وإثر الانفجار، عينت السلطات القاضي فادي صوان محققاً عدلياً، لكن سرعان ما تمت تنحيته في فبراير (شباط) 2021 إثر ادعائه على رئيس الحكومة حينها حسان دياب وثلاثة وزراء سابقين بتهمة "الإهمال والتقصير والتسبب بوفاة" وجرح مئات الأشخاص. واصطدم خلفه القاضي طارق بيطار بالعراقيل ذاتها مع إعلان عزمه استجواب دياب، تزامناً مع إطلاقه مسار الادعاء على عدد من الوزراء السابقين، بينهم نواب، وعلى مسؤولين أمنيين وعسكريين. وامتنع البرلمان السابق عن رفع الحصانة عن النواب المذكورين، ورفضت وزارة الداخلية منحه إذناً لاستجواب قادة أمنيين ورفضت قوى الأمن كذلك تنفيذ مذكرات توقيف أصدرها. وغرق التحقيق بعدها في متاهات السياسة ثم في فوضى قضائية بعدما حاصرت بيطار عشرات الدعاوى لكف يده، تقدم بغالبيتها مسؤولون مدعى عليهم. وخلال عامين ونصف العام، تمكن بيطار من العمل رسمياً لقرابة ستة أشهر فقط، تعرض خلالها لضغوط أنذرت بأزمة غير مسبوقة في الجسم القضائي، خصوصاً بعدما أحبط مدعي عام التمييز غسان عويدات محاولته استئناف التحقيقات مطلع العام الحالي.

بيطار يتابع الملف

وكان بيطار استأنف تحقيقاته في 23 يناير (كانون الثاني) 2023 بعد 13 شهراً من تعليقها، وقرر الادعاء على ثمانية أشخاص جدد بينهم عويدات، وحدد مواعيد لاستجواب 13 شخصاً مدعى عليهم. لكن عويدات تصدى له بالادعاء عليه بـ"التمرد على القضاء واغتصاب السلطة"، وأصدر منع سفر في حقه، وأطلق سراح جميع الموقوفين. إزاء ذلك، تراجع بيطار عن المضي بقراراته. وقال مصدر قانوني مواكب للملف لوكالة الصحافة الفرنسية، من دون الكشف عن هويته، إن ملف التحقيق "قيد المتابعة" من بيطار، على رغم الدعاوى التي تلاحقه وتعلق عمله رسمياً. وأوضح أن رغم غيابه عن أروقة قصر العدل، يصر بيطار على استكمال مهمته حتى إصدار قراره الظني كما وعد عائلات الضحايا التي تعقد آمالها عليه من أجل بلوغ العدالة. واصطدمت مطالبة أهالي الضحايا الذين تظاهروا مراراً، بتحقيق دولي، برفض رسمي في لبنان. وقالت الزاهد، "تعبنا... ويزعجنا أنه بعد ثلاث سنوات، لم نتمكن من أن نفعل شيئاً (لمحاسبة) هؤلاء المجرمين"، لكن في الوقت ذاته "مؤمنون بأننا سنصل إلى الحقيقة، لأن الحق لا يموت".

مطالبات بلجنة تقصي حقائق

وجددت منظمات، بينها "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، وعائلات ضحايا في بيان الخميس، مطالبتها الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بدعم إنشاء بعثة دولية مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق. وشدد الباحث اللبناني لدى "هيومن رايتس ووتش" رمزي قيس على أنه "ثمة حاجة إلى تحرك دولي لكسر ثقافة الإفلات من العقاب في لبنان". وقالت نائبة المديرة الإقليمية في "العفو الدولية" آية مجذوب، "استخدمت السلطات كل السبل التي في متناولها لتقويض التحقيق المحلي وعرقلته بوقاحة لحماية نفسها من المسؤولية".

 

أسرار الصحف الصادرة اليوم الأربعاء 4 آب 2023

وطنية/04 آب/2023 

البناء:

خفايا

تساءلت مصادر فلسطينية عن كلام مسؤول لبناني مكلف بالملف الفلسطيني حول ثنائية حكومية تقوم على عنوان منح الفلسطينيين حق التملك والعمل وبالتوازي فتح ملف سلاح المخيمات وقالت انها سمعت ذات الكلام من الجهات الغربية وقالت هل هذا هو الموقف اللبناني المتفق عليه رغم أنه مقدمة للتوطين وهل هناك تناغم بين جهات دولية ولبنانية مع جهات فلسطينية واقليمية كل من موقعه لبلوغ هذا الهدف؟

كواليس

قال مصدر نيابي ان الترجمة الصادقة لكل كتلة نيابية ترفض التشريع وتقول الحل هو انتخاب رئيس جمهورية هي أن تكون أولويتها ملء الفراغ الرئاسي لا مواصفاتها للرئيس فتذهب لانتخاب المرشح الذي يرتب انضمامها لانتخابه فرصة لإنهاء الفراغ أما تمسكها بشروطها للانتخاب فيعني أن عليها أن تجيب عن كيفية تسيير شؤون الدولة في ظل الفراغ لأنها شريك بصناعة الفراغ عبر شروطها الرئاسية

النهار:

انخفض منسوب الحراك على خط الانتخابات البلدية في القرى والبلدات بشكل لافت، بعدما تراجع نسبياً إثر تأجيل هذا الاستحقاق، وإشارة نواب المناطق لناخبيهم بأن له صلة بالاستحقاق الرئاسي المتعثِّر

لوحظ هدوء الحركة السياحية بكامل قطاعاتها في منطقة صيدا والجوار، ربطاً بأحداث مخيم عين الحلوة، ومغادرة عائلات بأعداد كبيرة إلى مناطق اخرى بعيدة عن كل المخيمات الفلسطينية وايضا السورية

سجل غياب لافت لوزير الدفاع الوطني موريس سليم عن المعرض الذي نظمته قيادة الجيش وحضره رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء في حرم وزارة الدفاع

تنشط الاجهزة الامنية في غير مكان لتعقب المخلين بالأمن خوفاً من تفلت يتمدد ويخرج عن السيطرة لاحقا

الجمهورية:

موظفون دوليون لا يخفون تعاطفهم الشخصي مع رأي الدولة اللبنانية من النازحين لكنهم يقولون إنّ المجتمع الدولي يرفض بقوة حلّ هذه المسألة.

نُقل عن ديبلوماسي غربي قوله صدقوني إن لم تنتخبوا رئيساً: للجمهورية ضمن أسابيع قليلة، فلن تجدوا في العالم من ينظر اليكم، أو يساعدكم للخروج مما ستسقطون فيه.

تبيّن أنّ الخلاف بين مرجعين كبيرين حول ملف حسّاس لا يعدو كونه تبايناً في وجهات النظر حول هذا الملف الذي

سيتوافر له حل وشيك.

اللواء:

همس

يهتم ملحقون أمنيون في سفارات فاعلة بمعرفة المسار الذي سيسلكه الوضع في مخيم عين الحلوة..

وضعت قيادات لبنانية خطاً أحمر، في سياق معالجة اشتباكات عين الحلوة، بعدم السماح لأي جهة بإستقدام تعزيزات من مخيمات أخرى..

غمز

وضعت قيادات لبنانية خطاً أحمر، في سياق معالجة اشتباكات عين الحلوة، بعدم السماح لأي جهة بإستقدام تعزيزات من مخيمات أخرى..

لغز

عادت جهات قيد المتابعة بثّ فيديوهات تتحدث عن انفجارات خلال ساعات، ودعت الذين يستمعون للابتعاد عن أماكن بحدّ ذاتها..

نداء الوطن:

سُئل نائب شمالي عن موقفه في ما خص الرئاسة فكان جوابه: نسأل سفير دولة صديقة لكنه لا يعطينا جواباً واضحاً.

يحاول أحد رجال الدين الاتصال بمرجعيات أوروبية لتأمين الدعم لمؤسسات حيوية بعدما تقلص دعم دولة أوروبية صديقة للبنان.

تقول أوساط رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إنّ الدعوة لعقد لقاء تشاوري انطلقت من قضايا طرحها بعض المطارنة الموارنة عليه خلال اللقاء في الديمان

الأنباء الإلكترونية:

تطورات جديدة

تطورات جديدة يبدو أنها ستحصل على خط ملف قضائي أساسي وهذه المرة من الخارج.

تمرير قرارات

لوحظ ان قرارات عدة غير شعبوية تُمرَّر في زحمة التطورات والأحداث.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 4 آب 2023

وطنية/04 آب/2023 

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

يوم حزن وقهر وغضب في ذكرى تفجير المرفأ. أهالي الضحايا في حزن وقهر، الشعب في غضب. بين 4 آب 2020 و4 آب 2023، مازال الجميع يفتشون عن الحقيقة الضائعة تحت ركام الإهراءات ودمار المرفأ. لم يبق كلام لم يقل. لم يبق موقف لم يتخذ، ولكن ما الفائدة؟ على هذه الوتيرة، سيمضي أكثر من 4 آب، ولا حقيقة ستظهر، وإن ظهرت فلا عدالة ستتحقق.

غدا 5 آب، حزن وغضب وقهر اليوم، سيذهب مع اليوم، وغدا يوم آخر، ولكن هل يحق لنا السؤال: اين أصبح التحقيق؟ هل أنجز المحقق العدلي القاضي طارق البيطار القرار الظني؟ هل سينشره؟ جريمة المرفأ فيها ضحايا وجرحى ودمار هائل و" خراب بيوت" وليس فيها موقوف واحد. إنه هذا اللبنان الذي لا يريده هذا الجيل. هذا اللبنان الذي تغتصب الطفلة لين طالب إبنة الستة أعوام، على يد جدها وخالها. هذا اللبنان الذي ترقد فيه ابنة السبعة أعوام نايا حنا، في غيبوبة بعدما استقرت في رأسها رصاصة طائشة من مجرم أراد اطلاق النار لمناسبة النجاح في الشهادة الرسمية، ومازال المجرم طليقا. هذا اللبنان الفوضى والزعرنة والتشبيح ، ليكون هناك إجماع على رفضه وبناء دولة في هذا الوطن بديلا من "دولة اللادولة".

قبل التغطية الشاملة لذكرى جريمة العصر، لا بد من المرور على بعض الملفات التي بدأت تشكل معضلة في الكباش بين الحكومة والحاكمية: الحكومة تريد أموالا لدفع الرواتب ولسائر الإنفاق، نائب الحاكم لا يصرف إلا وفق قوانين، القوانين غير متوافرة! إذا نحن في دوامة لا ينفع معها تدوير الزوايا هذه المرة لأن الجميع باتوا محشورين في الزاوية.

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

4 آب 2020- 4 آب 2023. ثلاث سنوات على جريمة العصر، والحقيقة السوداء لم يظهر منها اي خيط ابيض بعد.   يوم حصول الجريمة المدوية وعد احد كبار المسؤولين في الدولة بأن التحقيق سينتهي في ثلاثة ايام، وان المجرمين سيلقى القبض عليهم بعد ثلاثة ايام. وها ان ثلاث سنوات انقضت على الجريمة، والقرارالظني لم يصدر بعد والمجرمون لا يزالون يسرحون ويمرحون، إما في مراكزهم الرسمية في الدولة او في بيوتهم وقصورهم. فايهما اكبر يا ترى: جريمة تفجير المرفأ، ام جريمة منع الوصول الى الحقيقة وتحريم تحقيق العدالة؟ وايهما اقسى يا ترى: سقوط  حوالى 230  ضحية والاف الجرحى والمصابين والمشردين، ام عدم وجود ولو موقوف واحد في السجون اللبنانية؟ قبل تفجير المرفأ كنا نعرف اننا في بلد السرقات وما من سارق واحد في السجون. اما بعد التفجير فأدركنا اننا ايضا في بلد القتلة، وما من قاتل واحد  وراء القضبان! فهنيئا لمنظومة فاسدة ومفسدة ارتكبت وترتكب بحقنا كل انواع القتل وتبقى في الحكم تبشر بالدولة وبالمؤسسات. حقا ما ابلغ المسؤولين عندنا حين يحاضرون في العفاف!

لكن مماطلة المنظومة لن تمنع الناس من المطالبة بالحقيقة. فمن كانوا اليوم امام تمثال المغترب اكدوا انهم لن يسكتوا، وهو موقف معظم اللبنانيين. فهم ونحن نريد ان نعرف من استورد النيترات ولمصلحة من وطنها بين بيوتنا ومؤسساتنا. وهم ونحن نريد ان نعرف من استفاد من قسم من هذا النيترات قبل ان ينفجر القسم الاخر بنا. وهم ونحن نريد ان نعرف من سكت ومن تواطأ ومن تآمر على ارواح ابناء بلدنا وعلى جسد عاصمتنا.  وهم ونحن نريد ان نعرف لماذا اتخذت قوى سياسية معينة، وفي طليعتها حزب الله، موقفا سلبيا من التحقيق، ولم تكتف بعدم التعاون معه بل وصل بها الامر الى حد تهديد القضاة في عقر دارهم، اي في قلب قصر العدل! انها اسئلة مشروعة لن نهدأ ولن نستكين قبل ان نتلقى  اجوبة وافية عنها. والامال لا تزال معقودة على القضاء اللبناني، وخصوصا على القضاة الشرفاء فيه وفي طليعتهم المحقق العدلي طارق البيطار. لكن ذلك لا يجب ان يحول دون اللجوء الى لجنة تقصي حقائق دولية. فمثل هذه المنظومة لا يكفيها نظام قضائي واحد، بل يلزمها اكثر من نظام واكثر من قضاء ليفتضح امرها وتظهر على حقيقتها. الم تسمعوا يوما بالحية ذات السبعة رؤوس؟

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

مازال الألم الذي ولده عصف إنفجار مرفأ بيروت طريا في ذاكرة اللبنانيين بعد ثلاثة أعوام مرت. ما خلفه الإنفجار من آثار مدمرة على وجه العاصمة وأحيائها، ما تركه من دم الشهداء الأبرياء الذين دفعوا ارواحهم على مذبح الوطن وما أورثه من ندوب على أجساد الجرحى، كل ذلك كفيل بأن يبقي الذاكرة عند رصيف المرفأ. هي ذكرى ما غابت لتعود من جديد  فالجرح لا يزال مفتوحا حتى تحقيق العدالة الحقة من دون تسييس هو مطلب رئيسي لكشف ملابسات الكارثة واحقاق الحق ومحاسبة المتورطين والمقصرين.

المكتب السياسي لحركة أمل توقف بإجلال في ذكرى إنفجار مرفأ بيروت أمام هول ما حصل ونتائجه المدمرة على العاصمة وأحيائها  معتبرا أن المسؤولية الأساس أمام كل المعنيين هي إنجاز التحقيقات وتصويب مسارها الدستوري والقانوني بما يؤمن تحقيق العدالة لأنفس وراحة الشهداء وعوائلهم  والتحلي بالمسؤولية الوطنية في إحترام الأصول بعيدا من التسييس وإستغلال مصائب الناس لغايات ومصالح فئوية.

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قال بدوره للبنانيين: يمكنكم ان تعتمدوا على فرنسا وعلى تضامننا وصداقتنا ولبنان ليس وحيدا. كذلك أكدت الخارجية الفرنسية أن اللبنانيين ينتظرون كشف جميع ملابسات انفجار المرفأ مشيرة إلى أن فرنسا تأمل أن يتمكن القضاء اللبناني من استئناف التحقيق والعمل بشفافية تامة بمنأى عن كل التدخلات السياسية.

داخليا لا يزال الهدوء التام يسود اجواء مخيم عين الحلوة لليوم الثاني على التوالي حيث تتواصل اللقاءات والاجتماعات لانهاء الاحداث في المخيم وتسليم المرتكبين ومحاكمتهم.

وبعيدا من الاجواء الامنية وردا على مطالعات بعض وسائل الاعلام حول الكتاب الموجه من النائب العام الليبي والذي يتضمن جملة من المغالطات توضيح ووضع للنقاط على الحروف من قبل وكيل عائلة الامام المغيب السيد موسى الصدر ودعوة السلطات الرسمية الليبية الى وضع الامور في نصابها والدفع باتجاه القيام بواجبها في قضية اخفاء الامام الصدر ورفقيه.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

في الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت، تسابق اركان المنظومة على التصريحات والتغريدات، فيما العدالة ضائعة، لأن جهات معروفة لا تريدها، وتفضل طمس الحقيقة وادخال الجريمة في غياهب النسيان، وكأن الزلزال لم يقع، والشهداء والضحايا لم يسقطوا، والدمار لم يحصل على الاطلاق، والمشاهد المرعبة التي يتناقلها الناس الى اليوم عن قنبلة هيروشيما البيروتية من نسج الخيال.

انها سياسة الافلات من العقاب اياها، التي تحاول المنظومة تعميمها، من دون ان تستثني منها بطبيعة الحال ودائع الناس، التي تواصل وصفها بالمقدسة، الى جانب كل ملفات الفساد التي تغرق الدولة اللبنانية منذ سنوات، فيما المرتكبون على اشكالهم وانواعهم وانتماءاتهم يتربعون على الكراسي منذ عقود ويبشرون بكل وقاحة كل يوم بالاصلاح.

فليوم واحد فقط، وفي اطار المزايدات السياسية والتجارة الشعبوية ليس إلا، كرس هؤلاء وقتهم لقضية العدالة في انفجار مرفأ بيروت.

أما غدا، فيوم آخر بالنسبة اليهم، يعودون فيه الى المناكفات المعتادة، واللامسؤولية التقليدية، التي أدت على مدى ثلاثين عاما الى انهيار اقتصادي ومالي شامل، والى انفراط عقد الدولة بمؤسساتها كاملة، والى تشريد الشعب في اصقاع الارض، والى ضرب المتبقين بالسياسات العشوائية، وآخر مظاهرها الزيادات العشوائية على اسعار الاتصالات والانترنت.

اما اخطر ما في الامر، فسياسة تعميم الاتهام والمساواة بين الضحية والجلاد. فالمجرم عند هؤلاء تماما كالبريء، والمقصر والمهمل كمن قام بواجبه كاملا، والمتهرب من المثول امام القضاء تماما كمن احترم السلطة الثالثة، او طالب بالخضوع لها.

في الذكرى الثالثة لانفجار المرفأ، الرحمة والصلاة للشهداء والضحايا، والمحبة للأهل والأحباء، والعزاء لشعب ضاق ذرعا بالحزن، ويعبر كل يوم اكثر من يوم، عن توقه الى الفرح.

مقدمة تلفزيون "المنار"

في مأساة الرابع من آب وذكراها الاليمة، الامل بان يقتنع اللبنانيون بأن العدالة لا تتحقق بسفاهة بعض الاعلام والسياسة، وأن الحقيقة لا تنال بالتضليل والتحريف، والتجارة بدماء الشهداء وعذابات المفجوعين. بعد سنين ثلاث على انفجار مرفإ بيروت لم يكن احياء الذكرى كغير سابقاتها، حيث تسابق سياسيون ممجوجون بالرقص على قبور الشهداء واوجاع الجرحى، والتستر خلف شعار المطالبة بالعدالة عبر التدويل والتهويل، فيما الحل معروف وهو رفع ايديهم عن القضاء اللبناني الذي جيروا بعضه في خدمة احقادهم، فاضاعوا الحقيقة ولطخوا العدالة، وقدسوا قضاة مشبوهين احتكروا القضية والتحقيق وكل مفاهيم العدالة.

والمفهوم للجميع أن الافراج عن القرار الظني المسجون في ادراج الغايات السياسية التي يريدها المحقق العدلي ورئيسه ومشغلوه المحليون وغير المحليين، هو اولى خطوات العدالة الممنوعة لحساب التسريبات الاعلامية والاتهامات السياسية، ولاسراب من الشائعات التي تأخذ اهالي الضحايا يمنة ويسرة، وتمنع عن المتضررين تعويضات شركات التأمين بفعل فاعلين.

وكما اهالي الشهداء وكل اللبنانيين، فان حزب الله حريص على معرفة الحقيقة بانفجار مرفإ بيروت، كما قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش، معتبرا ان ابقاء هذه القضية في دائرة التوظيف السياسي خيانة وطنية وجريمة اخرى بحق الضحايا وذويهم .. وهو ما أكد عليه المكتب السياسي لحركة أمل الذي دعا الى تصويب المسار الدستوري والقانوني بما يؤمن تحقيق العدالة.

في الحقائق السياسية والاقتصادية لا جديد، سوى تخبط رسمي بحثا عن ايرادات لموازنات جافة، وبدل التحرر من الاملاءات الاميركية التي تعيق كل فكرة حل داخلية او مساعدة خارجية، تشخص اعين المعنيين الى جيوب اللبنانيين عبر رفع للضرائب، وليس آخرها بدلات الانترنت.

في آخر التطورات الفلسطينية شهيد اليوم خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم نور شمس قرب طولكرم بالضفة الغربية، فيما تظاهرت غزة نصرة للضفة ومقاومتها ورفضا لحملة الاعتقالات التي تقوم بها السلطة بحق المقاومين.

مقدمة تلفزيون "الجديد"

يكللها الحزن على اغتيال العدالة، مرت الذكرى الثالثة لجريمة الرابع من آب التي لفت عامها بالسواد، وتقبلت العزاء بغياب الحقائق واقتصرت المناسبة على إحياء لحظات الألم في مكان عصفه، فبيروت في الرابع من آب ظهرت على صورة الأسى الذي لم يفارق قلوب أهالي الضحايا وحسرتهم على دفن التحقيق في العنبر السياسي القضائي المشترك، وبيروت مدينة التشريع ورجال العدل ومصدرة الافتاء في الحق بدت معزولة عن استعادة حقها واعادة الروح الى أهل لا يطلبون سوى الافراج عن التحقيق العدلي الذي زج به في المعسكر السياسي. ثلاث سنوات غالبت نفسها وقارعت أحزابا وتيارات ومواقف سياسية وعمليات قبع وقلع وارتيابا بالمشروع وغير المشروع، وكان الكف وراء الكف ينزل على الملف، من بداية القاضي فادي صوان وتحقيقه العدلي في شباط الفين وواحد وعشرين بعد ارتياب من توسيع تحقيقاته واستدعائه رئيس حكومة ووزراء سابقين ونواب حاليين ضرب فادي بحجر صوان سياسي رفيع أرداه معزولا عن الملف بقرار شاركت بصنعه كل الدولة، ولما تسلم القاضي طارق البيطار التحقيق من سلفه المخلوع وقبل أن يسطر قراره الظني هدد القاضي الثاني بالقبع عبر مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا وتم تنفيذ الحكم السياسي به في آخر العام الفين وواحد وعشرين، ومنذ ذلك الحين والتحقيقات متوقفة ومعلقة على نزاع لا أفق له، وقد تخللته حروب ودماء وسقوط ضحايا وحادثة الطيونة مثالا، ولليوم فإن لا إرادة سياسية في ختم التحقيق وتقديم المسؤولين عن الجريمة للعدالة لا بل إن من كانوا في السجن على ذمة التحقيق تم الافراج عنهم بلحظة تحد سياسية اتخذها القاضي غسان عويدات، وليس أمام أهالي الضحايا سوى الضغط لاستئناف التحقيق والذي في بريطانيا وحدها وصل الى نهايات وسطر قرارات، حيث صدر الحكم النهائي عن محكمة العدل العليا في لندن بحق شركة "سافارو"، التي فرغت حمولة نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت وكان هذا الإنجاز القضائي الوحيد في الملف، ملزما الشركة بالتعويض للضحايا وذويهم المدعين وحددت مبالغ التعويضات المستحقة لهم، وما خلا القضاء البريطاني فإن الدول الغربية توزع الكلام بالمجان وتبرق مستنكرة ومطالبة بنتائج التحقيق، ويغرينا الرئيس الفرنسي بأبيات من الرومانسية والحنين على أيام قضاها في بيروت. لكن أيا من الدول لم تستجب للطلبات اللبنانية المتكررة في تسليمنا داتا الاقمار الصناعية لما سبق وتلا من حراك جوي في الرابع من آب، وبالامتناع الدولي والارتياب المحلي تدخل الجريمة عامها الرابع بلا وعد في كشف الحقيقة وتحمل تبعاتها وحدهم الأهل يصارعون ويرفعون لواء العودة الى التحقيق ويقارعون شمس آب ويخرجون بحناجر مدوية لا تطلب سوى اعلان المسؤوليات رحمة بأرواح من رحلوا، فمئتان وعشرون ضحية ومئات الجرحى ينتظرون من ينصف رحيلهم أو التسبب في جعلهم بنصف روح، ولأجل هذه الحقيقة تهون الحصانات والحمايات ولتسقط عمليات الارتياب المصطنعة لأن المرتاب الاول هو كل ام فقدت إبنا كان اليوم سيحتفي بنتائج شهادته الثانوية، وكل أخ واخت وحفيد كانت الدنيا بانتظاره في اليوم التالي. هي حرب القضاء على القضاء الذي أصبح محفلا للسياسيين, يصادرونه من جريمة العصر الى جرائم بإسم القصر، وإحدى هذه الجرائم أن القوى السياسية لو انتخبت الدكتور سمير جعجع لما وقع انفجار في مرفأ بيروت أساسا، وهو توقع في مكانه لرئيس حزب القوات لان جعجع يعرف جغرافيا المكان , وله في الحوض الخامس صولات وجولات من الارتكابات التي دفنت مع حقيقتها وخرجت بالعفو العام. والرحمة على شهداء الحرب منذ خمسة واربعين عاما.. وضحايا المرفأ منذ ثلاثة اعوام.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

ميقاتي و”الثنائي” يتقاذفان كرة نار الاقتراض من “المركزي”

نداء الوطن/04 آب/2023

بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي و”الثنائي الشيعي” هذه الأيام لعبة «توم أند جيري» (القط والفأر) من باب الفكاهة، لكن الأمر أخطر من ذلك، لأنه يتعلق بمن يتحمل مسؤولية مشروع قانون اقتراض الحكومة، مما تبقى من دولارات للمودعين في مصرف لبنان! بدأ صباح أمس بتسريب من الحاكم (الجديد) وسيم منصوري بأن «المركزي» سيوقف أي تمويل للدولة اعتباراً من الإثنين المقبل. ما هي إلا ساعات قليلة حتى تسرب عن ميقاتي أنه طلب من وزير المالية يوسف خليل الجلوس مع نواب الحاكم لإعداد مشروع قانون يجيز الاقتراض من مصرف لبنان. ثم خرج التصريح الرسمي بعد جلسة مجلس الوزراء ليعود الغموض إلى الأجواء من جديد بعبارات مثل «أنه طلب من خليل إجراء الاتصالات اللازمة من أجل اتخاذ كل الإجراءات التي تسهّل عمل حاكمية مصرف لبنان وإيجاد الصيغة المناسبة لإقرار ما يجب إقراره في أسرع وقت، وان يوافي مجلس الوزراء بالنتيجة تباعاً». وبعد الجلسة نفى وزير المال رداً على سؤال ما قيل في شأن مناقشة قانون الاقتراض في مجلس الوزراء، فقال: «لم أكلّف بشيء، فهناك أخبار صدرت لا صحة لها. تمّ تكليفي فقط بالحوار مع الحاكم منصوري ونوابه، وهم لديهم أفكارهم، وسأجلس معهم لتداول الأمور المالية والاقتصادية». وعلى عادته، قال خليل أيضاً كلاماً «هلامياً»، مثل «أي مصرف مركزي في العالم يقترض ويسلّف، ويضخ سيولة أو يسحبها. فمن الطبيعي أن تتقارب وزارة المالية والمصرف المركزي في أي بلد ويتناقشا، ومن الطبيعي عندما يعيّن حاكم مركزي جديد أن يتكلم مع وزارة المالية، وكل همي ان نفهم العلاقة بين الإقتصاد والسياسة. والمطلوب أن نفهم في أي اتجاه يسير البلد»… إذاً، خلاصة الكلام «لاشيء»! وبذلك، يبقى الأمر معلقاً من دون معرفة الجهة التي ستتجرأ وتعلن أنها تتبنى ذلك المشروع الحساس والخطر، ما يشي بأنه حتى لو وصل المشروع الى البرلمان بطريقة ما، فحظوظ إقراره قليلة جداً، فما من أحد مستعد لأخذ كرة النار بين بيديه حتى الآن.

 

هل يمرّ طريق قائد الجيش للرئاسة في “عين الحلوة”؟

منير الربيع/الجريدة الكويتية/04 آب/2023

هل يمكن ربط أحداث وتطورات مخيم عين الحلوة بغيرها من الاستحقاقات اللبنانية، ومن ضمنها انتخابات رئاسة الجمهورية؟ يمثّل هذا السؤال أحد أكثر الأسئلة التي يطرحها اللبنانيون والمتابعون، لا سيما عندما يتم اللجوء إلى إجراء محاكاة لآليات سابقة أدت إلى انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، ولا سيما عندما كان الأمر يتصل بتوفير ظروف إيصال قائد الجيش إلى الرئاسة. ففي عام 1998 مهدت أحداث منطقة كفرحبو في الضنية والمعارك التي خاضها الجيش اللبناني الطريق أمام قائده إميل لحود للوصول إلى قصر بعبدا. كذلك حدث عام 2007، فإن المعارك التي خاضها الجيش ضد تنظيمات إرهابية في مخيم نهر البارد مهدت الطريق أمام وصول قائد الجيش حينذاك ميشال سليمان إلى الرئاسة. فهل يمكن أن يتكرر السيناريو مع جوزيف عون؟ لا بُد من الإشارة في البداية، إلى أن ميشال عون كان أيضاً قائداً سابقاً للجيش، وظروف انتخابه جاءت على وقع الكثير من التطورات التي لها صلة بأحداث أمنية في لبنان، وخصوصاً في عرسال وطرابلس، وارتكزت حملته الانتخابية على التحالف مع حزب الله في مواجهة الإرهاب الذي يهدد الوجود المسيحي، ويمثّل حزب الله عنصر حماية أساسيا له. أما حالياً، فإن الاشتباكات الدائرة في عين الحلوة، والتي من المرجّح بحسب مصادر متابعة أن تستمر تداعياتها، إذ فشلت مساعي تثبيت وقف إطلاق النار حتى الآن، مما دفع الجيش اللبناني إلى إرسال تعزيزات لوجستية وعسكرية تحسّباً لحصول أي تطورات.

وفي الوقت نفسه، تؤكد مصادر عسكرية أن الجيش لا يريد الدخول في أي عملية عسكرية داخل المخيم، واكتفى بتوجيه تحذيرات لجميع الأطراف بأنه سيرد على مصدر النيران التي قد تصيب أيا من مراكزه أو تتجاوز حدود المخيم.

وتبدي مصادر متابعة خشيتها من أن يكون هناك مسعى لتوريط الجيش أو استدراجه، فيما يعتبر آخرون أن دخول الجيش وحسم المعركة ووقف القتال والسيطرة على المخيم، من شأنه أن يرفع حظوظ قائده لرئاسة الجمهورية. إلا أنه وفق مقياس قيادة الجيش فإن الأهم هو توفير الاستقرار في المخيم ومحيطه، أي مدينة صيدا. ومما لا شك فيه أن أحداث عين الحلوة لن يكون بالإمكان فصلها على سلسلة تطورات، مثل ملف ترسيم الحدود البرية، ودخول لبنان في المرحلة الجدية من التنقيب عن النفط والغاز، والبحث عن صيغ قانونية لتوفير القدرة لدى الحكومة على صرف رواتب الموظفين وأموال لها علاقة بالطبابة والكهرباء، وربما تقود كلها في النهاية إلى إرساء نوع من التسوية الرئاسية. في هذا السياق، تشير المعلومات إلى أن باريس ستكثف من تحرّكها في الأيام المقبلة، عبر مراسلة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لمختلف القوى السياسية اللبنانية، طالباً منها تقديم مقترحاتها وطلباتها وتوقّعاتها من الاجتماعات التشاورية التي يعتزم عقدها في شهر سبتمبر المقبل، فيما تشير المعلومات إلى أن لودريان سيبدأ عمله من خلال عقد لقاءات له مع كل طرف على حدة، وبعدها سيتم البحث عن عقد لقاءات ثنائية، وفيما بعد يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن عقد طاولة عمل موسّعة في المجلس النيابي.

في موازاة ذلك، يستمر التفاوض بين حزب الله ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل الذي يسعى بكل جهده لقطع طريق قائد الجيش إلى الرئاسة. ويعرض الحزب على باسيل مكاسب متعددة، وأن يكون صاحب الحصة الأكبر في العهد الجديد، في حال قرر دعم ترشيح سليمان فرنجية. وتشير المعلومات لدى حزب الله إلى أن التفاوض مع باسيل يسير بشكل إيجابي، وهناك تقاطع على بعض النقاط، فيما هناك نقاط أخرى تحتاج إلى المزيد من البحث وإلى موافقة الأطراف الأخرى.

 

مَن يعرقل إعادة إعمار مرفأ بيروت؟

الشرق الأوسط/04 آب/2023

على وقع سير التحقيقات المجّمدة في ملّف انفجار مرفأ بيروت، تخطو عملية إعادة إعماره بخجل ملحوظ رغم تحريك الموضوع بين الفترة والأخرى. ويبدو أن الاتفاق الذي جرى مع البنك الدولي لتأمين تمويل شركات استشارية لإعداد دفاتر شروط تمهيداً لإطلاق مناقصة عالمية لتلزيم إعادة الإعمار، لم يتقدّم حتى تاريخه كما هو مفترض، عشية إحياء الذكرى الثالثة للانفجار. وفي معلومات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، قدم البنك الدولي مخططاً توجيهياً حول الدور المرتقب من مرفأ بيروت، ويفرض شروطه انطلاقاً منه. وهو يتمحور حول تحويل الجزء الغربي للمرفأ ومن ضمنه محيط القاعدة البحرية إلى منطقة سكنية وسياحية. وفي الواقع تشمل هذه المنطقة مساحة للخدمات اللوجيستية استأجرتها شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية المسؤولة عن الحفر والتنقيب عن الغاز في البلوكين رقمي 4 و9 في المياه اللبنانية عند الحدود الجنوبية.

ملاحظات على المخطط التوجيهي

ويكتفي رئيس مجلس إدارة والمدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني، بالقول لـ«الشرق الأوسط»: «ما زال الإعداد لمخطط توجيهي جارياً بالتعاون مع البنك الدولي، وهذه الخطوات كما هو معروف يجب أن تُستكمل بإعداد دفاتر شروط. وقد تم إعطاء ملاحظات مرفأ بيروت على المخطط التوجيهي، كما يعمل المرفأ على إعداد دفاتر شروط بالتعاون مع خبراء دوليين من ذوي الخبرة والاختصاص في هذا المجال».

إعادة إعمار على مرحلتين

من جهته، يقول رئيس نقابة الوكلاء البحريين في لبنان مروان اليمن إن إعادة إعمار المرفأ تنقسم إلى مرحلتين؛ الأولى تتضمن المنطقة المخصصة للبضائع العامة والسيارات، والمنطقة اللوجيستية والمنطقة الحرة والتخزين، والأخرى مرتبطة بمبنى إهراءات الحبوب الذي دُمّر، علماً بأن دولة الكويت أبدت استعدادها لإعادة البناء بعدما موّلت الإنشاء عام 1969 بموجب قرض من الصندوق الكويتي للتنمية. ومن أجل ذلك، طلبت استعمال الأموال الموجودة في الصندوق والمحجوزة في المصارف اللبنانية اليوم، ما يعني استحالة تحرير المبلغ اللازم. ومن المفترض أن تكون الكلفة في حدود 30 مليون دولار، مع الإشارة إلى أن الإهراءات تقع تحت سلطة وصاية الاقتصاد. أما بالنسبة إلى محطة الحاويات التي هي محرّك أساسي في عمل المرفأ، فقد تم تلزيم إدارتها وتشغيلها إلى شركة CMA- CGM الفرنسية، حسبما يقول اليمن.

ترّقب المستثمرين

واجه الإعلان عن إرساء هذه المناقصة لمصلحة هذه الشركة التي يملكها رجل الأعمال اللبناني الأصل رودولف سعادة، سلسلة تساؤلات بعدما كانت الوحيدة التي تقدمت للمشروع. وربط البعض سبب تريّث الشركات العالمية الأخرى في دخول هذه المنافسة وتوظيف أي استثمار بحالة عدم الاستقرار في لبنان، ليصحّ القول: «رأس المال دائماً جبان». وربما ثمّة من ينتظر نتائج الحفر والتنقيب عن الغاز في البلوك رقم 9 في جنوب لبنان التي يُفترض أن تظهر أواخر العام الحالي للتشجّع وضخّ التوظيفات في بلد موعود بثروة نفطية. ودخل البنك الدولي على خط إعادة إعمار المرفأ من خلال شركة استشارية دولية جمعت معلوماتها ورفعت تقريرها بعدما اجتمعت مع كل المتعاملين مع المرفأ من إدارة، وهيئات اقتصادية، وغرف تجارة، ووكلاء بحريين وبلديات. وقد أبدى البعض ملاحظاتهم على المخطط التوجيهي الجديد الذي أغفل الدور التاريخي للمرفأ مع تشديد الوكلاء البحريين على أهمية المحافظة على دوره في الترانزيت البحري الدولي، لا سيما أن بعض الدول المجاورة يعمل على إنشاء خط سكك حديد يربط مرافئه بدول الخليج. وبعد الحماس الألماني والروسي والصيني والتركي وبالطبع الفرنسي، يبقى الأخير أكثر الفاعلين بفعل اهتمام الرئيس إيمانويل ماكرون بالملف اللبناني على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وقد بدأت ترجمته من خلال اتفاقية التعاون بين إدارة مرفأ بيروت ومرفأ مرسيليا التي جرى توقيعها في 8 يونيو (حزيران) 2022 للإفادة من الخبرات التقنية والفنية الفرنسية، التي تُعنى بالنقل البحري وتطوير عمل المرافئ. كما أن خبراء الشركة الفرنسية «Expertise France» التابعة لوزارة الخارجية والتجارة الفرنسية قد عملوا على ملف المرفأ كجزء من المساعدة التي قدمتها فرنسا حيث جرى تحديد متطلبات إعادة الإعمار واقتراح الحلول. وبالأمس القريب، أُعلن عن جهوزية مرفأ بيروت لمواكبة جميع أنشطة الحفر في البلوك رقم 9، كما سبق لوزير النقل والأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية أن لفت إلى «عدم إبقاء إعادة إعمار المرفأ رهينة لطلبات القروض التي يمكن ألا تأتي وبذرائع وتناقضات سياسية مختلفة، إنما ستتم إعادة إعماره بعد ما تمّت عملية تفعيله وزيادة إيراداته». ورأى أن «الوقت الذي استغرقه إعداد هذه الخطة كان لمواكبة التطور الحاصل في قطاع المرافئ العالمية. ومن أهم الإصلاحات، تقديم مشروع يلحظ الإطار القانوني الجديد لقطاع المرافئ في لبنان، الذي يجذب الاستثمار من القطاع الخاص مع الحفاظ على ملكية الدولة أصولها».

 

ذخائر وأسلحة ثقيلة في المخيمات السورية؟

اللواء/04 آب/2023”:

وفقاً لجهات أمنية فإن ثمة تحذيرات من تحركات لبعض الخلايا والمجموعات داخل مخيمات النزوح، ملمّحة إلى وجود ذخائر وأسلحة ثقيلة في بعض المخيمات السورية على غرار الأسلحة التي تملكها المجموعات التكفيرية داخل مخيم عين الحلوة، كاشفة عن أن الأيام المقبلة ستكون صعبة أمنياً ربطاً بكل المعطيات الخطيرة التي باتت بحوزة الأجهزة الأمنية والعسكرية في لبنان.

 

الحوار بين “الحزب” والتيار”: هل اقتربنا من انتخاب رئيس؟

 الجمهورية/04 آب/2023

أكّد مواكبون للحوار الدائر بعيداً من الاضواء بين حزب الله والتيار الوطني الحر أنّ الأمور تتقّدم جدّياً وانّ النقاش عقلاني ويمكن ان يحقّق اختراقات نوعية. ولفت هؤلاء لـ”الجمهورية” الى انّه تبيّن خلال النقاش الذي يدور بإيجابية انّ هناك كثيراً من الأشياء المشتركة البنيوية على مستوى بناء الدولة والأهداف الموحّدة التي كانت تطمسها احياناً الانفعالات الناتجة من الخلاف المستجد اخيراً. ورأت اوساط مواكبة لـ”الجمهورية” أنّ ما يجري حالياً بين “الحزب” و”التيار” هو أكثر من تقاطع، معتبرة أنّه اذا استمر هذا المنحى فمن الممكن أن يعزّز ذلك فرصة انتخاب رئيس للجمهورية، “علماً انّ إنجاز هذا الانتخاب يحتاج إلى توافقات أوسع”.

 

4 آب 2023 على طريق 14 آذار 2005!

نداء الوطن/04 آب/2023

لن يحيي لبنان اليوم الذكرى الثالثة لانفجار الرابع من آب 2020 فحسب، إنما يمضي قدماً على طريق سلَكه التجمع الشعبي الأكبر في تاريخ لبنان في 14 آذار 2005. وما يربط بين التاريخين هو العدالة التي ينشدها اليوم ذوو مئات الشهداء وآلاف الجرحى ومئات الألوف من المتضررين من انفجار مرفأ بيروت الذي عُدّ جريمة العصر. وستكون المشاركة الديبلوماسية الدولية اليوم في الذكرى تأكيداً على أنّ لبنان في أمسّ الحاجة الى المساعدة الخارجية الفاعلة كي يخرج من الحلقة الداخلية المفرغة للإجهاز على التحقيق المحلي.

وصار جلياً من سيل المواقف في هذه الذكرى المأساة، أن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، ومعهم المجتمع الدولي، ينشدون كشف الحقيقة. وفي المقابل، تسعى أقلية الى طمس الحقيقة، كما فعلت عام 2005، بشن حملة شعواء على التحقيق اللبناني الذي يجريه المحقق العدلي طارق البيطار. ومن بين هذه الأقلية من يتلطى وراء عبارة «عدم التسييس» كحق يراد به باطل.

لم تكن الدعوة الى التحقيق الدولي لمؤازرة التحقيق اللبناني «ابنة ساعتها»، إنما بلغت ذروة مطالبة بدأت يوم الانفجار الرهيب قبل ثلاثة أعوام. لذلك جاء تلاقي المرجعيتَين الروحيتَين البارزتَين المارونية والسنيّة، البطريرك بشارة الراعي ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، على صوغ موقف متكامل دعماً للتحقيق في الانفجار وصولاً الى الحقيقة. فالراعي خلال رئاسته أمس الذبيحة الالهية في كاتدرائية مار جرجس المارونية وسط بيروت على نية شهداء إنفجار المرفأ والجرحى، اعتبر مطالبة أهالي الضحايا بلجنة دولية لتقصي الحقائق تساعد المحقق العدلي في إنجاز مهمته «محقة». أما دريان فدعا أئمة المساجد وخطباءها في لبنان الى تخصيص خطبة الجمعة ظهر اليوم لانفجار مرفأ بيروت، وأن يتزامن إطلاق التكبيرات في المساجد مع وقت وقوع الانفجار عند الساعة السادسة والدقيقة العاشرة. وسأل: «ألا يستحق أهالي الضحايا والجرحى والمتضررين من انفجار مرفأ بيروت تخصيص جلسة لمجلس الوزراء في السراي الحكومي، لاطلاع الرأي العام على آخر ما توصلت إليه التحقيقات القضائية والمعطيات الأمنية في هذا المجال لإراحة كل اللبنانيين؟».

خارجياً، بعثت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي رسالة وقّعها رئيس اللجنة السيناتور جايمس ريتش الى الرئيس جو بايدن، جاء فيها: «مع اقترابنا من ذكرى ثالثة للانفجار الذي دمر مرفأ بيروت، أكتب إليكم للتعبير عن شكوكي العميقة في النهج الأميركي تجاه لبنان. لقد كانت المساءلة بطيئة للغاية وغارقة في التخويف. فالمحكمة الخاصة بلبنان التي أنشئت في أعقاب اغتيال رفيق الحريري عام 2005، أصدرت حكماً غير مرضٍ عام 2020 ضد أعضاء «حزب الله». علاوة على ذلك، لم نرَ أي مساءلة عن انفجار المرفأ المأسوي، أو وفاة جندي حفظ السلام الأيرلندي التابع للأمم المتحدة دون داعٍ، أو مقتل لقمان سليم، وهو خصم صريح لـ «حزب الله». لا يمكن للبنان أن ينتظر 15 عاماً للمساءلة، ويجب على الولايات المتحدة أن تعطيه الأولوية كركيزة للسياسة الأميركية اللبنانية».

وأضاف السيناتور ريتش في رسالته: «برز نبيه بري، رئيس البرلمان الحالي، كامتداد واضح لـ»حزب الله»، واستخدم بمفرده الإجراءات البرلمانية لتأخير اختيار رئيس جديد لصالح المرشح المدعوم من «حزب الله». اني أرحب بالتصريحات الأخيرة الصادرة عن أوروبا والتي تدعو إلى فرض عقوبات على بري، وعلى أولئك الذين يعرقلون اختيار الرئيس في الوقت المناسب. علاوة على ذلك، وعلى غرار المراسلات السابقة، أشدد على أهمية ممارسة السلطات القائمة لفرض عقوبات على أعضاء النخبة المالية والسياسية في لبنان من مختلف الأطياف السياسية والطائفية الذين ينخرطون في الفساد ويقوضون سيادة القانون».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تعدم 17 شابا في 10 أشهر بتهم سياسية/تقرير يندد بارتفاع وتيرة الأحكام ويطالب المجتمع الدولي بعزل طهران

اندبندنت فارسية /04 آب/2023

حذرت حملة حقوق الإنسان الإيرانية في تقرير لها اليوم الخميس من ارتفاع وتيرة الإعدامات في البلاد وطالبت باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة ضد عمليات الإعدام التي تنفذها طهران. وجاء في التقرير أن "وتيرة عمليات الإعدام في إيران ارتفعت بشكل كبير، حيث تم إعدام ما لا يقل عن 17 شاباً بشكل غير قانوني في الأشهر الـ10 الماضية"، مضيفاً أن "النظام منذ توليه الحكم أعدم أشخاصاً عدة بتهم سياسية لأنهم كانوا من المعارضين أو شاركوا في الاحتجاجات السلمية أو بسبب انتمائهم إلى أحزاب وجماعات معارضة. والآن كثف النظام من عمليات الإعدام العلنية والانتقامية كتكتيك لردع المعارضين وترهيبهم". وتصاعدت عمليات الإعدام بعد وفاة الفتاة الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) 2022 على يد شرطة الأخلاق في طهران، مما أدى إلى تحركات عارمة في عموم البلاد. وتحدث التقرير عن "انتهاكات جسيمة لقانون المحاكمات والمعاهدات الدولية في محاكمة الأشخاص"، كما أشار إلى "عمليات الإعدام التي طاولت 17 شخصاً بتهم سياسية وأيديولوجية، من بينهم سبعة أشخاص ممن اعتقلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في عموم البلاد". ومن بين السجناء الذين أعدموا محسن شكاري (23 سنة) ومحمد مهدي كرمي (22 سنة) ومحمد حسيني (41 سنة) ومجيد رضا رهنورد (23 سنة) وصالح مير هاشمي (36 سنة) ومجيد كاظمي (30 سنة) وسعيد يعقوبي (37 سنة)، وكانوا من بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الـ20 والـ40 سنة واعتقلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة، وأعدمتهم السلطات بعد انتزاع اعترافات منهم. وفي الفترة نفسها تم إعدام 10 أشخاص من بينهم يوسف مهرداد وصدر الله فاضلي زارع لأسباب سياسية ودينية أيضاً. كما تحدث التقرير عن ارتفاع حالات الإعدام المتعلقة بجرائم المخدرات، ووفقاً لتقرير أصدرته منظمة العفو الدولية أخيراً، فإن 20 في المئة على الأقل من حالات الإعدام في إيران نفذت بحق مواطنين بلوش. وبناءً على ما ورد في تقرير حملة حقوق الإنسان الإيرانية، فإنه منذ اليوم الأول لعام 2023 وحتى الآن أعدم ما لا يقل عن 423 شخصاً، مما يشير إلى أن عدد الإعدامات سيتجاوز الـ582 إعداماً مع نهاية هذا العام. وفي هذا السياق، قال مدير حملة حقوق الإنسان الإيرانية هادي قائمي إنه "يجب على المجتمع الدولي أن يخبر السلطات في طهران وبوضوح أن استمرار القتل الوحشي للمواطنين الإيرانيين سيؤدي إلى عزلة النظام سياسياً واقتصادياً"، مضيفاً أن "صمت المجتمع الدولي هذا أعطى الضوء الأخضر للنظام ليستمر في مجازره".

 

في جدة.. السعودية تستضيف اجتماعاً بشأن أوكرانيا

دبي - العربية.نت/04 آب/2023

تستضيف السعودية غداً السبت، اجتماعاً لمُستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول بشأن الأزمة الأوكرانية في مدينة جدة. روسيا و أوكرانياأوكرانيا: عقد اجتماع دولي بالسعودية بشأن خطة مقترحة للسلام مع روسيا وتأتي استضافة هذا الاجتماع استمراراً للمبادرات الإنسانية والجهود التي بذلها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، والاتصالات التي أجراها مع القيادتين الروسية والأوكرانية منذ الأيام الأولى للأزمة، مبديا استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم، ودعمها لجميع الجهود والمبادرات الرامية للتخفيف من آثار الأزمة وتداعياتها الإنسانية. وتتطلع حكومة المملكة أن يسهم هذا الاجتماع في تعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل الآراء والتنسيق والتباحث على المستوى الدولي حول السبل الكفيلة لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية وبما يعزز السلم والأمن الدوليين، ويجنب العالم المزيد من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية للأزمة.

 

هجوم بزوارق أوكرانية مسيّرة يدمّر سفينة عسكرية روسية

كييف/رويترز/04 آب/2023

 تعرضت سفينة حربية روسية لأضرار جسيمة في هجوم بزورق أوكراني مسير الليلة الماضية على قاعدة بحرية روسية في البحر الأسود في نوفوروسيسك، وهي المرة الأولى التي تستعرض فيها البحرية الأوكرانية قوتها بعيدا جدا عن شواطئ البلاد. ودفع الهجوم ميناء نوفوروسيسك، الذي يتعامل مع اثنين بالمئة من إمدادات النفط العالمية ويصدر أيضا الحبوب، إلى وقف حركة جميع السفن بصفة مؤقتة، وفقا لما ذكره كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين الذي يدير محطة نفطية هناك. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم التصدي لزورقين مسيرين أوكرانيين في المياه خارج القاعدة وتدميرهما. وقال مصدر في المخابرات الأوكرانية إن سفينة الإنزال أولينيجورسكي جورنياك التابعة للبحرية الروسية، التي تحمل نحو 100 جندي روسي على متنها، تعرضت لأضرار خلال هجوم بزورق مسير يحمل 450 كيلوغراما من مادة تي.إن.تي المتفجرة. وأضاف المصدر لرويترز “نتيجة الهجوم حدث صدع كبير في السفينة أولينيجورسكي جورنياك ولا يمكنها حاليا القيام بمهامها القتالية”. وتابع المصدر أن العملية نفذها جهاز الأمن الأوكراني وأن “كل التصريحات الروسية بشأن ’صد الهجوم’ كاذبة”. وأظهرت لقطات مصورة تمكنت رويترز من التحقق منها السفينة وهي تُسحب إلى الشاطئ بواسطة زورق قطر. وقال مصدر مطلع على عمليات الميناء إن عمليات تحميل النفط والحبوب لا تزال جارية في المرفأ الذي استأنف عملياته الطبيعية بعد ساعات من الهجوم. وأشارت أوكرانيا إلى السفينة أولينيجورسكي جورنياك دون أن تعلن مباشرة مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت ناتاليا هومينيوك المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية “لدينا معلومات… تفيد بأنها قد تضررت بالفعل”، مضيفة أنه “من القانوني تماما تدمير إمكانات العدو في وقت الحرب”. وعرض المصدر الأوكراني مقطعا مصورا تم التقاطه على ما يبدو من سطح زورق مسير في أثناء تحركه مباشرة نحو جانب سفينة ضخمة قبل أن ينقطع الفيديو فجأة.

كان مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الروس قد تداولوا أنباء عن سماع انفجارات وإطلاق نار صباح اليوم الجمعة قرب نوفوروسيسك. وقالت وزارة الدفاع في بيان “حاولت القوات المسلحة الأوكرانية مهاجمة قاعدة نوفوروسيسك البحرية بزورقين بحريين مسيرين”. وأضافت “أثناء صد الهجوم، تم رصد الزورقين المسيرين بصريا وتدميرهما بنيران أسلحة… السفن الروسية التي تحرس المياه الخارجية للقاعدة البحرية”. وقال كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين، المسؤول عن تحميل الناقلات بالنفط في ميناء نوفورسيسك، إن مرافقه لم تصب بأي أضرار وإن عمليات تحميل النفط مستمرة على الناقلات التي كانت راسية بالفعل في الميناء. ويعد الميناء من أكبر الموانئ في البحر الأسود ومحطة رئيسية لتصدير النفط والمنتجات النفطية. وكونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين هو المسؤول الرئيسي عن شحن الخام القازاخستاني. وتصاعدت الاشتباكات في البحر الأسود والموانئ المحاذية منذ أن رفضت روسيا الشهر الماضي تمديد اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية، إذ ضربت الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية عددا من منشآت الموانئ الأوكرانية وصوامع القمح في البحر الأسود أو بالقرب منه. وذكرت روسيا أيضا أن زوارق مسيرة أوكرانية هاجمت سفنا حربية روسية كانت ترافق سفينة مدنية. وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة إن الدفاعات الجوية صدت هجوما أوكرانيا على شبه جزيرة القرم استُخدمت فيه 13 طائرة مسيرة على الأقل.

 

الوكالة الذرية: لا ألغام أو متفجرات بمحطة زابوريجيا النووية

دبي - العربية.نت/04 آب/2023

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة أنها لم تعثر على أي ألغام أو متفجرات في موقع محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا بعدما تمكنت من الوصول إلى أسطح مبانيها وقاعات التوربينات. وسيطرت القوات الروسية على أكبر منشأة نووية في أوروبا بعد وقت قصير من غزو أوكرانيا في شباط/فبراير من العام الماضي، وتتبادل كييف وموسكو منذ ذلك الحين الاتهامات بالتخطيط للتسبب في حادث في الموقع. وادّعى الجيش الأوكراني أن "أجساما أشبه بمتفجرات ثُبّتت على السطح الخارجي للمفاعلين الثالث والرابع" في الموقع. كما أوضحت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان "لم يلاحظ خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود ألغام أو متفجرات على أسطح مباني المفاعلات في الوحدة 3 والوحدة 4 وقاعات التوربينات في محطة زابوريجيا، بعدما سُمح لهم بالدخول بعد ظهر أمس". ففي 23 تموز/يوليو، شاهد الخبراء بعض الألغام في منطقة عازلة بين الحواجز الداخلية والخارجية المحيطة بالموقع. وأضاف البيان "بعد الدعوات المتكررة إلى وصول غير مقيد إلى المحطة "تمكن الفريق من الوصول دون عوائق إلى أسطح وحدات المفاعلين وكان بإمكانه أيضا رؤية أسطح قاعات التوربينات بوضوح". وستواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية طلباتها للتحقق من أسطح الوحدات الأربع الأخرى في المحطة. من جهته، قال مدير عام الوكالة رافايل غروسي إن "الإبلاغ في الوقت المناسب وبشكل مستقل وموضوعي عن الوقائع على الأرض أمر مهم جدا لمواصلة جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدعم السلامة والأمن النوويين أثناء الصراع العسكري في البلاد". وتعرضت محطة زابوريجيا بعد وقوعها في أيدي القوات الروسية لإطلاق نار وفصلت عن شبكة الكهرباء مرات عدة، ما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية. وقبل أشهر، أغلقت المفاعلات الستة في أكبر محطة للطاقة في أوروبا التي كانت تولد نحو خمس إنتاج أوكرانيا من الكهرباء قبل الحرب.

 

البرهان يشكل لجنة لحصر جرائم الدعم السريع في السودان

دبي - العربية.نت/04 آب/2023

أصدر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الجمعة، قرارا بتشكيل لجنة لحصر "جرائم الحرب وانتهاكات وممارسات قوات الدعم السريع برئاسة ممثل النائب العام والخارجية وعضوية ممثلين لوزارة العدل والقوات المسلحة والشرطة وجهاز المخابرات العامة والمفوضية القومية لحقوق الإنسان. وأوضح البيان أن مهام اللجنة تتمثل في حصر كافة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع منذ ١٥ أبريل. كما أوضح أنه تم تكليف اللجنة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية في مواجهة قيادات وأفراد الدعم السريع داخلياً وخارجياً وكل من يثبت تورطه بالاشتراك أو التحريض أوالمعاونة. وكانت النيابة العامة في السودان قد بدأت إجراء تحقيقات واسعة حول انتهاكات ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق سودانيين منذ اندلاع الحرب بينها وبين الجيش السوداني في منتصف أبريل/نيسان الماضي، شملت 500 بلاغ مفقود وعشرين حالة اعتداء جنسي، وفقا لموقع "سودان تربيون". وأوضح التقرير أن النيابة العامة دونت دعاوى جنائية تتعلق بانتهاكات الاختفاء القسري والاعتداء الجنسي طالت النساء والفتيات. كذلك قيّدت بلاغات لأكثر من 500 مفقود تشمل انتهاكات الإخفاء القسري وأكثر من 20 بلاغ اعتداء جنسي تم تدوينها في مدن بولاية الجزيرة ومدن ولايات أخرى مطلع مايو الماضي. تحقيقات النيابة السودانية حول انتهاكات الدعم السريع

أيضاً لفتت إلى أن الاتهامات طالت قوات الدعم السريع في جميع البلاغات التي تجري فيها إجراءات تحر وتحقيق. ولفتت المصادر إلى استمرار إجراءات التحري والتحقيق حول تلك الانتهاكات، مؤكدة أن أبواب النيابة العامة مشرعة للتبليغ في أي مكان وزمان. وطالبت النيابة العامة أي شخص تتوفر لديه معلومة عن أي انتهاكات تتعلق بالاختفاء القسري أو الاعتداء الجنسي بالتبليغ الفوري واتخاذ الإجراءات القانونية. أتت هذه التطورات بعدما كشفت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان، عن تقارير وردتها تؤكد ازدياد حالات الاختفاء القسري للنساء في نيالا. كما قالت في تعميم صادر عن إفادات من ناجيات كن محتجزات في أماكن مختلفة وشهود عيان، إن هناك نساء وفتيات محتجزات في مخازن وفنادق في نيالا والخرطوم بغرض استغلالهن جنسيا. وتلاحق قوات الدعم السريع بسبب اتهامات بارتكاب انتهاكات منذ اندلاع الحرب، من بينها الخطف والعنف الجنسي الجماعي واحتلال المنازل والمرافق الصحية وتحويلها لثكنات عسكرية. يشار إلى أن قتالاً شرساً بين الجيش وقوات الدعم السريع كان اندلع في 15 أبريل المنصرم، تسبب في فرار 3.9 ملايين شخص من منازلهم، إلى جانب تدمير البنية التحتية والمصانع والشركات.

 

وزير الدفاع التشادي: لن نتدخل في انقلاب النيجر

العربية.نت - وكالات/04 آب/2023

أكد وزير الدفاع التشادي عبر التلفزيون الرسمي الجمعة أن بلاده لن تتدخل في الانقلاب الذي تشهده جارتها النيجر. جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" عبد الفتاح موسى الجمعة أن قادة الدفاع في دول غرب أفريقيا وضعوا خطة لتدخل عسكري محتمل في النيجر للتصدي لانقلاب الأسبوع الماضي وأن الخطة تتضمن كيفية وموعد نشر القوات، وفق رويترز. وأضاف موسى أن المجموعة لن تكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، مردفاً أن القرار سيتخذه رؤساء الدول. كما كشف في ختام اجتماع استمر 3 أيام في العاصمة النيجيرية أبوجا، أنه "جرى العمل هنا على جميع العناصر التي ستكون مشاركة في أي تدخل نهائي بما في ذلك الموارد المطلوبة وكيف ومتى سننشر القوات".كذلك ختم قائلاً: "نريد للدبلوماسية أن تنجح، ونريد أن تُنقل إليهم هذه الرسالة بوضوح ومفادها أننا نمنحهم كل فرصة للتراجع عما فعلوه". يشار إلى أن إيكواس فرضت بالفعل عقوبات على النيجر وأكدت أنها قد تجيز استخدام القوة إذا لم يقم قادة الانقلاب بإعادة السلطة للرئيس المنتخب محمد بازوم بحلول الأحد. وأرسلت إيكواس المؤلفة من 15 عضواً وفداً إلى نيامي سعياً للتوصل إلى "حل ودي". لكن مصدراً في الوفد قال إن اجتماعاً في المطار مع ممثلي المجلس العسكري لم يتمخض عن انفراجة.

 

إيكواس تضع خطة لتدخل عسكري في النيجر

أبوجا/رويترز/04 آب/2023

قال عبد الفتاح موسى مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، اليوم الجمعة، إن قادة الدفاع في دول غرب أفريقيا وضعوا خطة لتدخل عسكري محتمل في النيجر للتصدي لانقلاب الأسبوع الماضي وإن الخطة تتضمن كيفية وموعد نشر القوات.

وأضاف موسى أن المجموعة لن تكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، مضيفا أن القرار سيتخذه رؤساء الدول. وقال في ختام اجتماع استمر ثلاثة أيام في العاصمة النيجيرية أبوجا “جرى العمل هنا على جميع العناصر التي ستكون مشاركة في أي تدخل نهائي بما في ذلك الموارد المطلوبة وكيف ومتى سننشر القوات”. وفرضت إيكواس بالفعل عقوبات على النيجر وقالت إنها قد تجيز استخدام القوة اذا لم يقم قادة الانقلاب بإعادة السلطة للرئيس المنتخب محمد بازوم بحلول يوم الأحد. وأرسلت إيكواس المؤلفة من 15 عضوا وفدا إلى نيامي سعيا للتوصل إلى “حل ودي”، لكن مصدرا في الوفد قال إن اجتماعا في المطار مع ممثلي المجلس العسكري لم يتمخض عن انفراجة. وقال موسى “نريد للدبلوماسية أن تنجح، ونريد أن تُنقل إليهم هذه الرسالة بوضوح ومفادها أننا نمنحهم كل فرصة للتراجع عما فعلوه”.

 

يهود ولاية هندية في قلب أعمال العنف.. تعمّقت جذور الكراهية.. ومن تبقى سيسعى إلى إسرائيل

نيودلهي/أ ف ب/04 آب/2023

اضطُر المئات من أفراد قبيلة يهودية في ولاية مانيبور في شمال شرق الهند إلى الفرار، خلال شهور، من أعمال العنف الإثنية التي خلّفت قتيلًا واحدًا، على الأقل، بينهم، وشهدت إحراق عدد من معابدهم وقراهم. قال لالام هانغشينغ، رئيس مجلس قبيلة بني مناشيه، لوكالة فرانس برس إن عددًا من قراهم “دمرت تماماً”، كما تعرض معبدان يهوديان للدمار، وتأكد مقتل شخص من أبناء هذه القبيلة، التي تعد 5000 فرد، منذ اندلاع القتال في ولاية مانيبور، في أيار/مايو. تقول مجموعة بني مناشيه إنها واحدة من القبائل العشر، أو الأسباط العشرة، المفقودة التي كانت تنتمي إلى إسرائيل، ونفاها الآشوريون، عام 720 قبل الميلاد. يتناقل بنو مناشيه روايات تتحدث عن نزوح أبناء هذه الجماعة، على مدى قرون، عبر بلاد فارس وأفغانستان والتيبت والصين، مع مواصلة التزامهم بممارسات دينية يهودية معينة، مثل الختان. لكن هذه المجموعة تنتمي أيضًا إلى مجموعة كوكي العرقية الأوسع، التي تخوض في مانيبور مواجهات، منذ أيار/مايو، مع أغلبية ميتي، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 120 شخصًا. اندلع النزاع لعدة أسباب، بما فيها التنافس على الأراضي والوظائف العامة. وألقى كلا الجانبين باللوم على الدولة الهندية وحكومة الولاية لفشلهما في وقف العنف. يشكل الكوكي، وغالبيتهم من المسيحيين، نحو 16% من سكان مانيبور، البالغ عددهم 2,8 مليون نسمة، وفقًا لآخر تعداد سكاني أجري في الهند، في عام 2011 . أما جماعة الميتي، فمعظم أفرادها من الهندوس. وعلى الرغم من أنهم يشكلون جماعة صغيرة، كان بني مناشيه الأكثر تضررًا نسبيًا جراء أعمال العنف. قال هانغشينغ، الذي انتقل إلى مدينة بنغالور جنوب الهند، بعد أن دُمر منزله في مانيبور، إن “من بين 5000 من أبناء بني مناشيه، تقديري أن نصفهم على الأقل تضرروا على نحو خطير”. وأضاف: “كثيرون منهم يعيشون في ملاجئ.. إنهم قلقون حيال ما ينتظرهم”. وقال هانغشينغ، وهو موظف حكومي متقاعد، إن رجلاً من بني مناشيه قُتل خلال “أعمال الشغب”، وأصيب آخرون، لكن عدد القتلى قد يكون أعلى بكثير. وأضاف: “عندما يُقتل أحد أبناء أقلية الكوكي، فإنهم لا يذكرون إن كان يهوديًأ”. أقامت جماعة كوكي، يوم الخميس، نصبًا تذكاريًا لضحايا الاضطرابات، وتعتزم تنظيم مراسم دفن جماعي قريبًا، سيشارك فيها ممثل عن بني مناشيه إلى جانب القساوسة المسيحيين. لكن الميتي عارضوا تنظيم هذه المراسم، وهذا أدى إلى مواجهة، الخميس، بين أفراد من هذه الأغلبية وقوات الأمن بالقرب من عاصمة الولاية امفال.

 تائهون

يتناقل بنو مناشيه روايات، منذ القدم، تتحدث عن نزوح أبناء هذه الجماعة، على مدى قرون، عبر بلاد فارس وأفغانستان والتيبت والصين، مع مواصلة التزامهم بممارسات دينية يهودية معينة، مثل الختان. في الهند عمل مبشرون مسيحيون على إقناعهم باعتناق المسيحية في القرن التاسع عشر، لكنهم تعرفوا من خلال قراءة الإنجيل على قصص تروي تقاليدهم أقنعتهم بأنهم ينتمون بالفعل إلى اليهودية. منذ أواخر التسعينيات، تم نقل مجموعات من أبناء بني مناشيه إلى إسرائيل، حيث تحولوا رسميًا إلى الدين اليهودي واستقروا فيها. منذ أواخر التسعينيات، تم نقل مجموعات من أبناء بني مناشيه إلى إسرائيل، حيث تحولوا رسميًا إلى الدين اليهودي واستقروا فيها. قال هانغشينغ، البالغ من العمر 65 عاماً، والأمين العام لتحالف شعب الكوكي، وهو حزب سياسي في مانيبور، إن ما يحدث في الولاية هو “نزاع إثني”، وليس هجمات معادية للسامية. قال: “معظم الناس لا يعرفون حتى بوجودنا هنا حيث يُنظر إلينا على أننا جزء من مجتمع الكوكي. يمكن القول إننا ضحايا جانبيون”. لكنه أشار إلى أن بعض الغوغاء هتفوا بشعارات ضدهم على وجه التحديد بقوله إن “بعض الشعارات تقول.. إننا لا ننتمي إلى هذا المكان، وإننا يهود تائهون يجب أن نعود إلى إسرائيل”.

 السلام بعيد المنال

قال إسحق ثانغجوم، مدير مشروع منظمة ديغل مناشيه لدعم المجتمع، ومقرها في إسرائيل، إن المنظمة تعمل على تقديم المساعدات لما بين 650 و700 شخص. وقال ثانغجوم، الذي وُلد في مانيبور لكن يعيش اليوم في إسرائيل: “هؤلاء هم أشخاص نزحوا من قراهم، وليس لديهم مكان يأويهم بعد أن خسروا ممتلكاتهم وفقدوا وظائفهم ودُمرت منازلهم”. آساف رنتلي، البالغ من العمر 31 عامًا، هو طالب دكتوراه في علم الاجتماع، وأحد أبناء بني مناشيه. قال رنتلي المقيم في ولاية ميزورام المجاورة، حيث تطوع لمساعدة النازحين بسبب القتال: “هرب الناس ولم يتمكن معظمهم من حمل أي شيء عدا عن الملابس التي كانوا يرتدونها”. بدأ رنتلي بمساعدة النازحين من خلال توفير الخبز والشموع حتى يتمكن الناس من إقامة مراسم يوم السبت. ولكن بعد تلقي أموال تم جمعها في إسرائيل، يقوم الآن بتوزيع الأرز وزيت الطهي أيضًا عليهم. قال ثانغجوم إن المستقبل قاتم، ويعتقد أن من تبقى من أبناء هذه القبيلة سيسعون للمجيء إلى إسرائيل. قال ثانغجوم إن المستقبل قاتم، ويعتقد أن من تبقى من أبناء هذه القبيلة سيسعون للمجيء إلى إسرائيل. وقال “تعمقت جذور الكراهية. السلام بعيد المنال، ومعظم هؤلاء الخمسة آلاف لديهم أقارب هنا في إسرائيل، لذا فمن الطبيعي أن يسعى الناس للحصول على الأمان”. وبالمثل قال هانغشينغ إن الكثيرين يتحدثون عن المغادرة إلى إسرائيل، على الرغم من أن العديد منهم فقدوا وثائق هويتهم عندما أحرقت منازلهم. ولكنهم “يأملون في أن يتمكنوا من الذهاب إلى إسرائيل، حيث قد يتمكنون من إعادة بناء حياتهم”.

 

شهيد فلسطيني ثان وعشرات المصابين إثر اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية

“القدس العربي” ووكالات/04 آب/2023

 استشهد شاب فلسطيني وأصيب العشرات في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي ومستوطنين في الضفة الغربية، اليوم الجمعة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان مقتضب، “استشهاد الشاب قصي جمال معطان (19 عاما) برصاص مستوطنين في قرية برقة”.وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن الشاب أصيب بجروح خطيرة خلال مواجهات اندلعت عقب هجوم لمستوطنين على قرية برقة قبل أن يتم إعلان وفاته لاحقا. وذكرت الوكالة أن طفلا (4 أعوام) أصيب في وقت سابق اليوم جراء دهسه من قبل مستوطن في منطقة تل الرميدة في مدينة الخليل. وكان شاب فلسطيني (18 عاما) استشهد فجر اليوم برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مداهمته مدينة طولكرم ومخيمها. يأتي ذلك فيما رصدت الأمم المتحدة “ارتفاعا كبيرا” في الهجمات التي ينفذها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم مع تسجيل نحو 600 حادثة من هذا القبيل منذ بداية العام الجاري. وقالت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنها سجلت 591 حادثة على صلة بالمستوطنين في الأراضي الفلسطينية في الأشهر الستة الأولى من عام 2023 أسفرت عن إصابات بين الفلسطينيين أو أضرار في الممتلكات أو كليهما. وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، ذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب محمود ضراغمة خلال اقتحام بلدة العيزرية، شرق مدينة القدس المحتلة. وأضافت أن قوات الاحتلال اقتحمت كذلك مخيم العروب، شمال الخليل، واعتقلت الشاب آدم هشام طافش عقب اقتحام منزله في مخيم العروب. واقتحمت قوة من جيش الاحتلال قرية كفر اللبد، شرق مدينة طولكرم. ولوحظت تحركات لقوات الاحتلال في محيط بلدة جبع، جنوب جنين. ووفقا لمصادر فلسطينية استهدف مسلحون دورية لقوات الاحتلال على شارع نابلس بصليات من الرصاص. وفي الخليل، أصيب مواطن وزوجته برضوض وكسور، اليوم الجمعة، إثر اعتداء الاحتلال الإسرائيلي عليهما بالضرب، بمسافر يطا جنوب الخليل.

وقال الناشط في الهيئة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، أسامة مخامرة، إن المواطن هشام الهريني وزوجته أصيبا برضوض وكسور نتيجة اعتداء الاحتلال عليهما بالضرب المبرح، عند مدخل الكرمل- التوانة بمسافر يطا، حيث نقلا على إثرها إلى أحد المراكز الطبية القريبة.

وأشار الى أن قوات الاحتلال نصبت حاجزا على طريق الكرمل – مسافر يطا، وفتشت سيارات المواطنين ودققت في هوياتهم الشخصية. وفي نابلس، أصيب عدد من المواطنين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، اليوم الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة بيت دجن الأسبوعية المناهضة للاستيطان، شرق نابلس. وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، والغاز السام المسيل للدموع، صوب المشاركين في المسيرة، ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق، وفقا لما أفادت به مصادر في الهلال الأحمر بنابلس.

وفي قلقيلية، أصيب مواطنان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، اليوم الجمعة، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب انطلاق مسيرة كفر قدوم السلمية الأسبوعية شرق قلقيلية. وأكدت مصادر محلية أن جيش الاحتلال أطلق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، والغاز السام بكثافة صوب المشاركين بالمسيرة، ما أدى الى إصابة اثنين منهم بالرصاص، والعشرات بالاختناق، عولجوا ميدانيا. أما في سلفيت، فأصيب رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان برضوض في منطقة البطن والصدر، إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليه، اليوم الجمعة، في بلدة ديراستيا غرب سلفيت. وذكر الناشط في مجال الاستيطان ناظم السلمان أن قوات الاحتلال اعتدت على الوزير شعبان بالضرب المبرح، وأطلقت الغاز السام المسيل للدموع صوبه، وصوب المشاركين في المسيرة الأسبوعية التي تقام في ديراستيا، ضد البؤرة الاستيطانية الجديدة التي يحاول المستوطنون إقامتها في منطقة القعدة شمال البلدة. واستشهد أكثر من 200 فلسطيني منذ بداية عام 2023 الجاري بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية غالبيتهم العظمى في الضفة الغربية خلال عمليات مداهمة شبه يومية للجيش الإسرائيلي. وكان عام 2022 سجل استشهاد 230 فلسطينيا من بينهم 171 من الضفة الغربية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل اغتيل لقمان سليم لأنه كشف حقيقة انفجار مرفأ بيروت؟

مريم سيف الدين/موقع جسور/04 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120791/120791/

تأتي الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020، بينما يفتقد الكاتب والمفكر لقمان سليم. أبرز من رفع الصوت بُعيد وقوع الانفجار الذي هز العاصمة بيروت مطالباً بالحقيقة رافضاً حصر التحقيق "بالأطر القضائية والأمنية اللبنانية التي هي جزء من منظمة الفساد، وحصر المسؤوليات بموظفين صغار وتقزيم التحقيق". بمواجهة محاولات طمس الجريمة، أشار سليم بجرأة ووضوح إلى "ميليشيا حزب الله صاحب الدالة الكبرى على اللبنانيين كبيرهم وصغيرهم" وفق تعبير سليم. في اتهامه الحزب استند سليم إلى الوقائع والمنطق وتحليل المعطيات. فالتحقيق غير ممكن في زمن يستولي فيه المجرم على ساحات الجريمة ويعبث بالأدلة.

وبينما كان يعمل حزب الله على تطويق الحدث ومحاصرة التحقيق، استمرّ سليم في رفع صوته والحديث عن علاقة الحزب بنيترات الأمونيوم الذي انفجر باللبنانيين بالإضافة إلى ملف الاتجار بالمخدرات. ما استدعى غضب أمين عام الحزب، حسن نصرالله، وإن لم يسم لقمان سليم بالاسم. خصوصاً وأن تصريحات سليم  كانت تلقى صداً في المناطق التي يفرض عليها الحزب نفوذه في تلك الفترة، حيث كان الحزب أمام تحد تمثل بازدياد الأصوات الشيعية المعارضة والامتعاض منه. فبتاريخ 8-1-2021، أي قبل أقل من شهر على العثور على جثة لقمان سليم، بتاريخ 4 شباط 2021 ملقية بسيارته في أحد الطرق الفرعية، ومن شماتة نجله بسليم، كان نصرالله قد خرج بخطاب يحدد فيه خطوطاً حمراء أمام الإعلام اللبناني ويهدده فيه.  في الخطاب عبّر نصرالله عن انزعاجه مما اعتبره "استخدام" ملف المرفأ "ضد حزب الله" وكذلك من المقالات الصحفية والإعلام الذي تحدث عن دور الحزب في تجارة المخدرات. وهما ملفان كان لقمان سليم أبرع وأجرأ من تناولهما. يومها اتهم نصرالله الإعلام بالاعتداء على حزب الله قائلاً "أنتِ أيتها المحطة التلفزيونية الفلانية والإعلام الفلاني ‏والجريدة الفلانية والموقع الاخباري الفلاني أنتم تعتدون علينا، أنتم تعتدون على كراماتنا، ‏تتهموننا بأشياء بشعة ومستنكَرة ومسيئة جداً، هذا الأمر لا يجوز ان يستمر بهذه الطريقة". وهدد بأن "الناس" ستتصرف وقد تقوم بتسكير المحطات. وتابع "هذا الأمر لم يعد يحسن السكوت عنه ويجب أن يعالج". بالطبع لم يمتثل سليم لتهديدات نصرالله، كما لم يفعل من قبل رغم ما وصله من رسائل. ففي مقابلة له على قناة العربية بتاريخ 15-1-2021 صرح قائلاً: "بتنا نعرف جيداً من استورد ولكن أهم من الاستيراد بتنا نعرف جيداً من خزن ولمصلحة من خزنت هذه المواد .... كانت تصنع ليتم استخدامها فوق الشعب السوري... نحن اليوم أمام جريمة حرب أطرافها موسكو وبيروت ودمشق وكل من شارك- سواء بالصمت أو بتقديم التسهيلات- هو متهم وبحكم الساقط..."

ولم تكن صدفة أن يقتل لقمان بعد أقل من شهر من خطاب نصرالله، وبعد إصراره على مواقفه. ولا أن يعلن نصرالله بعد أقل من أسبوعين على مقتل سليم انتهاء التحقيق في جريمة المرفأ في خطاب ألقاه بتاريخ 16 شباط 2021. فإنهاء التحقيق لا يقتصر فقط على عرقلته قضائياً وإنما يستوجب إقصاء كل من يرفع لواءه ويتحدث عنه بجرأة وبمنطق.

وتظلّ فرضيّة اغتيال لقمان سليم بسبب مواقفه المؤثرة بقضية المرفأ قائمة حتى ينجز تحقيق مهني إما يؤكدها لتصبح حقيقة أو ينفيها. لكنّ عرقلة التحقيق في جريم اغتيال سليم ورفض التعاون مع التحقيق تحمل في ذاتها إجابة تؤكد الفرضية.

وكانت عائلة سليم قد طالبت، في الذكرى السنوية الثانية لاغتياله، بتشكيل لجنة تقصي حقائق لتضم كل الاغتيالات التي تلت الانفجار ومن بينها اغتيال سليم للتحقيق في ما إذا كان اغتياله مرتبطاً بقضية انفجار المرفأ. يومها رجحت رشا الأمير، شقيقة لقمان أن يكون تحليله السياسي في القضية هو الشعرة التي قصمت ظهر البعير. وبعيد انفجار المرفأ وقعت عدة عمليات اغتيال جرى توثيقها وشكل ملف المرفأ رابطاً مشتركاً بين جميع ضحاياها. لكنّ أياً منها لم يصل التحقيق فيها إلى نتيجة، وراح ضحيتها منير أبو رجيلي، العقيد المتقاعد في الجمارك، وجورج بجاني الذي عمل مصوراً مع الجيش والتقط صوراً للمرفأ، بالإضافة إلى لقمان سليم. وفيما تستمر عرقلة التحقيق في انفجار المرفأ وفي كل جرائم الاغتيال يبقى الحزب مداناً حتى يترك التحقيقات تأخذ مداها، إذ لا مبرر لأيّ عرقلة سوى الخوف مما قد تكشفه هذه التحقيقات.

 

استمرار تفلت حزب الله من العقاب يهدد بتفجير إقليمي كبير

اوردي كتري/مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية/04 آب/2023

(ترجمة موقع المنسقية)

https://eliasbejjaninews.com/archives/120774/120774/

قبل ثلاث سنوات في مثل هذا اليوم وقع انفجار مرفأ بيروت وألقي باللوم فيه على حزب الله على نطاق واسع. الإنفجار، أدى إلى أحد أكبر التفجيرات غير النووية في العالم وتسبب بمقتل أكثر من 220 شخصًا وإصابة 7000 آخرين وتدمير أو إتلاف 74000 منزل.

أدى الفشل في محاسبة حزب الله على هذا الانفجار واستمرار عدوان هذه الجماعة الإرهابية على إسرائيل، للأسف، إلى جعل الشرق الأوسط بأكمله على شفا صراع يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الخسائر والأضرار.

كان من المفترض أن يؤدي دور حزب الله في انفجار عام 2020 ، الناجم عن تخزينه مئات الأطنان من المتفجرات بشكل غير صحيح تحت وسيطرته، إلى إضعاف قبضته على لبنان. وبدلاً من ذلك، عرقل الحزب مرارا جهود القضاء اللبناني لمحاسبته ومحاسبة حلفائه ، بما في ذلك عن طريق اغتيال الشهود ومهاجمة المحققين والتخطيط للإفراج عن 17 مشتبها محتجزا.

في غضون ذلك، حذر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، في خطاب بتاريخ 27 يوليو إلى الأمم المتحدة من أن التوترات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية أعلى مما كانت عليه منذ سنوات نتيجة تصعيد حزب الله للعنيف، وللانتهاكات الإرهابية الصارخة لقرارات مجلس الأمن والتقدم العسكري الخطير “. ونتيجة لذلك ، قال إردان: “الشرق الأوسط برميل بارود على شفا الاشتعال”.

وأشار إردان إلى قيام 18 لبنانيا بعبور غير شرعي إلى إسرائيل في 15 يوليو / تموز ، وإطلاق صواريخ على إسرائيل ، وإقامة حزب الله لمنشآت عسكرية في الأراضي الإسرائيلية، لفت إردان أيضا إلى البناء في لبنان خلال العام الماضي لعشرات المواقع العسكرية على طول الحدود مع إسرائيل ، وعلى بعد أمتار قليلة من الحدود مع إسرائيل من قبل جماعة أمامية تابعة لحزب الله تُدعى  “أخضر بلا حدود ” (GWB).

هذا وتمكن البؤر الاستيطانية لحزب الله – المحظور من حيازة الأسلحة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701 – من إخفاء قواته الأسلحة بشكل غير قانوني على الحدود مع إسرائيل، كما تمنع هذه المواقع  وصول قوات حفظ السلام التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إلى الحدود.

وحذر إردان من أنه ما لم يتخذ مجلس الأمن إجراءات، بما في ذلك دعم اليونيفيل، فإن الوضع سيستمر في التدهور نحو صراع مباشر، وستكون عواقب مثل هذا الصراع كارثية على المنطقة بأكملها.

لم يكن إردان متفائلاً ، حيث أعرب عن أسفه قائلاً: لقد أصبح التقاعس عن العمل في مواجهة انتهاكات حزب الله نهجاً دائماً.

بدوره حذر السفير ريتشارد ميلز، نائب ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، من أن منظمة اخضر بلا حدود المسماة مجموعة بيئية … تعمل نيابة عن حزب الله وتعيق وصول اليونيفيل إلى الحدود وتصعيد التوترات.

ينتهي تفويض لليونيفيل في 31 آب الحالي حيث يحين عندما موعد التجديد لها، ولهذا يجب على الولايات المتحدة الإصرار على أن التفويض يحدد أن اليونيفيل لديها حق الوصول الكامل إلى جميع المواقع داخل منطقة عملياتها، بغض النظر عما إذا كانت منظمة  أخضر بلا حدود تدعي ملكيتها للمواقع هذه.

بالإضافة إلى ذلك ، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها الاستمرار في الضغط من أجل تحقيق مستقل ومحايد في انفجار بيروت حيث إن اكتشاف مسؤولية حزب الله عن التفجير يمكن أن يحقق العدالة ويقوض قوة هذه الجماعة الإرهابية في لبنان. كذلك يجب على الولايات المتحدة أن تفكر في نشر أي دليل لم يتم الكشف عنه لديها على تواطؤ حزب الله في التفجير.

كما ويجب على إدارة بايدن والكونغرس زيادة ضغط العقوبات على حزب الله، لإستخدامه الدروع البشرية ، ولشرائه للصواريخ، بالإضافة إلى ذلك يجب على واشنطن فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين الفاسدين الذين يحمون حزب الله أو يساعدونه بطرق أخرى.

أخيرًا ، يجب على واشنطن أن تشترط على تكون بعضاً من مساعداتها السنوية للبنان التي تبلغ مئات الملايين من الدولارات المخصصة للحكومة والجيش اللبنانيين ، على محاسبة حزب الله. على وجه الخصوص، يجب على بيروت التحقيق في انفجار عام 2020 وإزالة البؤر الاستيطانية لمنظمة أخضر بلا حدود ومواقع حزب الله الأخرى بالقرب من الحدود مع إسرائيل.

يجب أن ينتهي إفلات حزب الله من العقاب الآن  قبل أن يؤدي إلى انفجار إقليمي يمكن أن يتسبب بأضرار أكبر من التي سببها انفجار مرفأ بيروت عام 2020 الضرر الناجم عن انفجار بيروت عام 2020.

** Orde F. Kittrie هو زميل أقدم في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وأستاذ القانون بجامعة ولاية أريزونا. عمل سابقًا لأكثر من عقد في المناصب القانونية والسياسية في وزارة الخارجية الأمريكية. لمزيد من التحليل من Orde ، يرجى الاشتراك هنا. تابع Orde و FDD على TwitterOrdeFK وFDD. FDD هو معهد أبحاث غير حزبي مقره واشنطن العاصمة ويركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية

 

هجمة ضغوط على لبنان: التسوية الصعبة أو الارتطام القاسي

منير الربيع/المدن/05 آب/2023

تتسارع الخطى اللبنانية إلى شهر أيلول وما بعده. تتزاحم المؤشرات بين الضغوط الواقعية سياسياً، أمنياً وإقتصادياً.. وبين الضغوط السياسية والديبلوماسية، بانتظار عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، واستعداده لعقد جلسات التشاور بين القوى اللبنانية، التي ستبدأ ثنائية وربما تتحول إلى طاولة عمل موسعة. طلب لودريان من القوى المختلفة أن ترسل توقعاتها وأولوياتها من ورشة العمل هذه لتأطيرها. هناك تسابق بين إمكانية الوصول إلى حلّ وبين الانهيار على وقع جملة متغيرات، تشكل ضغوطاً متتالية. تبدأ من بيان اللجنة الخارجية في الكونغرس الأميركي، والتي تحمل مؤشراً ضاغطاً، بالإضافة إلى التخوف من انعدام القدرة على دفع الرواتب في نهاية شهر آب، وفق ما صرّح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أداء حاكم مصرف لبنان بالوكالة وسيم منصوري بعدم الدفع من الإحتياطي الإلزامي من دون إصدار قانون أو تشريع هذه العملية، في مقابل عدم القدرة على إصدار هذا القانون أو التشريع لا في مجلس النواب ولا في الحكومة.

الرسالة الأميركية

في حال استمر هذا المأزق المالي من دون إيجاد أي صيغة لتمويل الدولة ومصاريفها، فإن الضغوط ستتراكم أكثر، ما قد يؤشر إلى إمكانية ذهاب البلاد إلى الهاوية بسرعة، خصوصاً في حال استمر موقف منصوري على حاله. وعليه، فإن كل الأوراق تتجمع إما لانتخاب رئيس في الخريف المقبل أو الذهاب إلى انهيار أكبر، وهو ما يجعل القوى السياسية غير قادرة على الاستمرار في هذه اللعبة، بينما الحل الوحيد والأساسي هو انتخاب رئيس وإعادة تكوين السلطة بشكل يسمح بمنع تفاقم مسار الإنهيار والحدّ منه. في هذا السياق، يبرز دخول أميركي متجدد على الخطّ، من خلال رسالة تم ارسالها من مجلس النواب الأميركي إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، ورسالة أخرى من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إلى الرئيس الأميركي أيضاً، وفي كلا الرسالتين، يتم التصويب على رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بوصفه امتداداً لحزب الله، بالإستناد إلى ما جرى في جلسة 14 حزيران. ومن هنا تتبدى وجهتا نظر، الاولى تستبعد فرض أي عقوبات لا سيما أن بري وعشية الجلسة قد تلقى اتصالاً من فيكتوريا نولاند، وجرى التنسيق حول الجلسة. وهذا تأكيد بالحرص الأميركي على استمرار التواصل مع بري وعدم وضعه في نفس خانة حزب الله، بينما في المقابل هناك وجهة نظر أخرى تقول إن تعطيل النصاب من قبل حلفاء سليمان فرنجية سيكون له ارتداد سلبي على الموقف الأميركي من رئيس المجلس على الرغم من اتصال نولاند به.

التسوية الصعبة

كل ذلك يشير إلى استمرار الضغوط الاميركية من قبل الكونغرس على الإدارة لفرض عقوبات على رئيس المجلس، وهو أمر ترفضه الإدارة التي تتواصل مع رئيس المجلس، بينما هناك من يعتبر أن ما يمنع فرض عقوبات هو ملف الغاز في البحر، خصوصاً ان الإدارة لا تريد أي تعقيدات تطرأ على الملف اللبناني، إنما يريدون الحفاظ على التهدئة والإستقرار. لا يمكن إغفال وقائع هذه الضغوط عن ما يقابلها في سوريا والتي تعيش واقعاً إقتصادياً وسياسياً سيئاً إلى حدود بعيدة، على وقع وقف مسار التطبيع العربي مع دمشق، وهذا يعني أن الضغوط جدية، وأن البلدين يقفان على مفترق طرق أساسي.

في حال كانت التسوية صعبة، في لبنان، بينما يبدو من الواضح أنها شبه مستحيلة في سوريا، فلا بد من توقع ارتداداتها الصعبة والقاسية على المجتمعين، بالتزامن مع المزيد من الضغوط الدولية أو أي تصعيد قد تشهده المنطقة ما سيرخي بظلال قاسية على الواقعين الإقتصادي والإجتماعي، لن يكون بمنأى عنه أي طرف أو بيئة. في هذا السياق، ثمة من يستذكر تجربة لصلاح الدين الأيوبي مع الحروب والمواجهات، عندما كلّف قائد جيشه في الشام إلى إصدار قرار بإبقاء الأسواق مفتوحة دون حراسة وفي خلال تغيّب أصحابها عنها، فاستغرب المسؤول متسائلاً، ليطلب منه صلاح الدين الإستمرار بهذا الإجراء على مدى أيام متتالية، وفي كل يوم كان يسأل إذا ما سجّلت أي شكاوى أو حوادث سرقة، فيكون الجواب بالنفي، عندها قال صلاح الدين:" الآن بالإمكان خوض حرب أو معركة، طالما أن البيئة الداخلية محصّنة إجتماعيا وليس فيها أي حاجة أو دافع للإنحلال."

 

من يخفي جريمة تفجير مرفأ بيروت؟

طوني بولس/انديبندت عربية/04 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120783/120783/

أبلغ رئيس الحكومة آنذاك حسان دياب بمعلومات عن حراك أمني "مريب" في مرفأ بيروت لكنه تلقى اتصالاً من مسؤول أمني لثنيه عن زيارة المرفأ

في الذكرى الثالثة لتفجير مرفأ بيروت، غابت العدالة في ظل استمرار عرقلة مسار التحقيقات. واكتفت الحكومة اللبنانية بإعلان الرابع من أغسطس (آب) يوم عطلة رسمية، وإصدار طابع بريد تذكاري. من جهة أخرى سجل خرق إيجابي تمثل بتسلم لبنان رسالة من 15 سفيراً وقائماً بالأعمال من الدول الموقعة على البيان المشترك الخاص بانفجار مرفأ بيروت في مجلس حقوق الإنسان، يحثون فيها الجهات اللبنانية المختصة على الإسراع في التحقيقات القضائية، بخلاف المنحى البطيء الذي سلكته حتى تاريخه، معربين عن قلقهم من الاستمرار في إعاقتها.

وفي هذا السياق تكشف مصادر مقربة من المحقق العدلي طارق البيطار عن أن هناك "قراراً أمنياً وسياسياً وقضائياً حاسماً لمنع تحقيق العدالة واستكمال التحقيقات"، مؤكدة أن البيطار بات على قناعة تامة بهذا المنحى، متأسفاً على انخراط "قضاة كبار" بمؤامرة نسف التحقيقات.

وتؤكد هذه المصادر أن التحقيق شبه منجز لدى البيطار لكن التعقيدات المستمرة منذ عامين وعدم استجابة النيابة العامة لقراراته تقف حاجزاً بوجهه، كاشفة عن أن بيطار يمتلك أدلة وقرائن حاسمة على كل الأمنيين والسياسيين الذين أصدر مذكرات توقيف في حقهم، وأنه كان يحتاج إلى التحقيق معهم ومواجهتهم بالأدلة والبراهين، متأسفاً لوجود قضاء وأمن يمنع تحقيق العدالة ويقف إلى جانب المرتكبين بوجه الضحايا.

تهديد القضاء والجيش

سياسياً يعارض الثنائي الشيعي "حزب الله" وحركة "أمل" بشكل واضح مسار المحقق بيطار، وفي أكثر من إطلالة وجه أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله انتقادات لاذعة له واتهمه بأنه "منحاز ومسيس"، وطالبه بالتنحي عن الملف.

وكذلك أعلن نصر الله في بداية أغسطس (آب)2021 أن التحقيق الرسمي في ملف تفجير المرفأ انتهى، مطالباً قيادة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي أن تقوم بمسؤوليتها وتصارح الشعب اللبناني بنتيجة هذا التحقيق.

الأمر الذي اعتبرته مصادر القاضي طارق البيطار محاولة تدخل في التحقيقات ورسالة تهديد وضغط على الجيش اللبناني بإصدار تقرير تقني أجرته مديرية الاستخبارات عقب الانفجار، مشيرة إلى أن "هذا التهديد استكمل بتهديد آخر عبر مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في "حزب الله" وفيق صفا، الذي وجه تهديداً مباشراً وعبر الإعلام للقضاء وللبيطار".

عرقلة عبر القانون

في المقابل يشير أحد قضاة النيابة العامة التمييزية إلى أن التحقيق متوقف عند مرحلة البت بالنزاع بين البيطار والمدعي العام التمييزي غسان عويدات، معتبراً أن تصرفات البيطار المخالفة للأصول القانونية أدت إلى ضياع التحقيقات، وبرأيه لو سلك المسار القانوني لما وصلت الأمور إلى هذه التعقيدات.

ولم ينف وجود ضغوط سياسية بوجه البيطار والتحقيقات، إلا أنه اعتبر أن "المعرقلين" يستخدمون القوانين لحماية أنفسهم عبر دعاوى الرد ومخاصمة الدولة، مضيفاً "ليس القضاء من يرضخ للضغوطات، إنما بعض النصوص القانونية تتيح هذا المسار، وكان بإمكان القوى السياسية تجاوز كل تلك المراحل لو قامت بتشريع قوانين خاصة بقضية المرفأ".

ويؤكد مصدر أمني عمل سابقاً في وزارة الداخلية أنه تلقى اتصالاً من وزير الداخلية السابق محمد فهمي لتشكيل لجنة من أمنيين وإداريين والاستعانة بخبراء متفجرات، لإنجاز تحقيق ميداني خلال خمسة أيام في أبعد تقدير، إلا أنه بعد ساعات عاد وطلب حصر اللجنة بقوى الأمن الداخلي، وقال "فهمت أن هناك ضغوطاً تمنع الوزير من التوسع في التقرير أبعد من حدود توصيف ما جرى".

وكشف عن أنه في الأيام الأخيرة التي سبقت التفجير كان هناك حراك وتقاطع معلومات "مريب"، وضع رئيس الحكومة حسان دياب في جوها، الأمر الذي دفعه إلى اتخاذ قرار بزيارة المرفأ والاطلاع عن كثب عما يوجد، "قبل أن يتلقى اتصالاً من مسؤول أمني كبير يطلب منه إرجاء الزيارة"، وبرأيه "المسؤول الأمني الذي منع زيارة حسان دياب للمرفأ هو نفسه من منع الوزير فهمي من إنجاز التقرير الميداني".

من ناحيته يوضح وزير الداخلية السابق محمد فهمي أن ما قصده بمهلة الأيام الخمسة هو التحقيق التقني والإداري الذي يوضح للرأي العام حقيقة ما حصل، ويرسم المعالم الأولية للتحقيق الجنائي الذي يجريه القضاء بهدف تحديد المسؤوليات وملاحقة المتورطين ومحاكمتهم.

ويؤكد أنه كان مصمماً حينها على إصدار تقرير رسمي بالقضية إلا أن استقالة رئيس الحكومة حسان دياب ورفضه أن تتحمل حكومته مسؤولياتها حال دون إنجاز التقرير، معتبراً أن الانفجار هو نتيجة فساد وإهمال الدولة، مستبعداً تورط أياد إرهابية، وأن الحكومة بدلاً من الاستقالة كان عليها تحمل مسؤولياتها والتضامن ووضع كل إمكاناتها في إجراء تحقيق شفاف.

وعن سبب إعلانه الموافقة على طلب القاضي طارق البيطار بملاحقة مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم ومن ثم تراجعه، يلفت إلى أنه بداية الأمر وافق على الاستماع إلى إفادته، ولكن عندما تبين أن هناك ادعاء في حقه تراجع عن ذلك، لاسيما أنه كان واضحاً أن البيطار كان سيقوم بتوقيفه.

زيارة ماكرون

وبعد يومين على الانفجار وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، إذ استقبل بحفاوة من المواطنين الذين احتشدوا بأعداد كبيرة أثناء تفقده الأضرار الهائلة التي خلفها تفجير مرفأ بيروت، بالتوازي كانت الاستخبارات الفرنسية تعد تقريراً ميدانياً مفصلاً حول كل ما حصل.

وبرأي أوساط سياسية لبنانية فإن الرئيس الفرنسي كان صادقاً عندما أكد للبنانيين أنه سيعمل على دعم تحقيق شفاف للكشف عن المتورطين، إضافة إلى إعلانه أنه سيضع كل الإمكانات والمعلومات المتوفرة لدى الجهات الأمنية الفرنسية بتصرف القضاء اللبناني.

إلا أن تلك الوعود تبددت وتحولت إلى عملية احتواء للنقمة الشعبية التي كانت سائدة حينها ضد السلطة في البلاد، قبل أن تصبح صفقة سياسية بعد زيارته الثانية إلى بيروت في الأول من سبتمبر (أيلول) 2020، إذ اجتمع بالكتل السياسية واتفق معها على ما سمي حينها خريطة طريق، في حين أسقط أبرز مطلبين للانتفاضة الشعبية وهي الانتخابات النيابية المبكرة وتشكيل حكومة تكنوقراط مع صلاحيات تشريعية استثنائية.

تقويض التحقيق

وفي الذكرى السنوية الثالثة للانفجار قالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية آية مجذوب، إنه "أتيحت للسلطات اللبنانية ثلاث سنوات للتحقيق في أسباب الانفجار المدمر الذي وقع في مرفأ بيروت ولإخضاع المشتبه في مسؤوليتهم الجنائية للمحاسبة، ومع ذلك فإنه لغاية اليوم لم يحمل أحد بتاتاً المسؤولية عن المأساة"، مشيرة إلى أن السلطات استخدمت كل السبل التي في متناولها لتقويض التحقيق المحلي وعرقلته بوقاحة لحماية نفسها من المسؤولية وترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب في البلاد.

وأضافت "تناشد أكثر من 300 من منظمات المجتمع المدني اللبنانية والدولية والأفراد والناجين وأسر الضحايا مجلس حقوق الإنسان مجدداً بالمبادرة على وجه سرعة إلى إنشاء بعثة دولية لتقصي الحقائق للتحقيق في أسباب انفجار مرفأ بيروت، وتحديد هوية المسؤولين عن وقوع هذه الكارثة".

 

تاريخ مرفأ بيروت منذ الفينيقيين حتى الانفجار

سوسن مهنا/انديبندت عربية/04 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120783/120783/

كان مركزاً للأسطول العربي الأول وجسر عبور بين الشرق والغرب وتميز بكونه من أصلح الموانئ

على مر العصور نال مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت أهمية كبيرة، وفقاً لما جاء في عديد من التقارير القنصلية والدراسات التاريخية، وورد اسم المرفأ منذ القرن الـ15 قبل الميلاد في الرسائل المتبادلة بين الفراعنة والفينيقيين، وخلال العصر الروماني تطور إلى مركز تجاري واقتصادي.

ويعد مرفأ بيروت أحد المعالم التاريخية البارزة في لبنان، ويعود تاريخه إلى آلاف السنين، وطور على يد الحضارات التي نشأت في المنطقة، والدول التي حكمت لبنان لاحقاً، وذلك لأهداف تجارية وعسكرية، إذ اعتبر محطة مهمة لسلاسل الإمداد العالمية، نظراً إلى موقعه الجغرافي الاستراتيجي على ضفاف البحر المتوسط، مركز التقاء القارات الثلاث أوروبا وآسيا وأفريقيا، مما جعل من المرفأ ممراً حيوياً لعبور أساطيل السفن التجارية بين الشرق والغرب.

وتميز مرفأ بيروت منذ القدم بأنه من أصلح الموانئ لرسو السفن، وهو الميناء الذي تجد فيه المراكب الأمان في جميع الفصول. وكانت السفن ترسو قديماً داخله، فيضع أهل بيروت العاملون في المرفأ (الصقالات) وهي ألواح عريضة من الخشب، ليستعملها المسافرون جسراً للنزول إلى البر، وإنزال البضائع على الرصيف. أما السفن الكبيرة فكانت تقف في الصيف تجاه بيروت، في حين تضطر شتاء للالتجاء إلى "خليج الخضر" قرب الكرنتينا، أو عند مصب نهر بيروت.

موقعه ومساحته

يقع الميناء في الجزء الشرقي من خليج سان جورج على ساحل بيروت، شمال البحر الأبيض المتوسط وغرب نهر بيروت، على مساحة إجمالية تبلغ 1.2 كيلو متر مربع، نصفها منطقة حرة، وذلك ضمن خط طول 35 و57 درجة شرقاً، وخط عرض 35 و15 درجة شمالاً، مما يشكل نقطة الوسط بين ثلاث قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا. ويتكون من أربعة أحواض مقسمة إلى 16 رصيفاً مع أرصفة جديدة لحاويات المياه العميقة، يتراوح عمقها بين 20 و24 متراً و16 رصيفاً وأربعة مستودعات للبضائع العامة وثلاثة مستودعات لعمليات التجميع وثلاثة مستودعات للسيارات ومستودع واحد للبضائع الحرة، إضافة إلى عدد من صوامع تخزين القمح، ويعمل فيه 639 موظفاً.

يعتبر مرفأ بيروت من أكبر الموانئ البحرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إذ يستوعب أكبر السفن الحديثة، ويضم عديداً من الشركات والبنوك، وتعد مراسي الميناء من مناطق الجذب السياحي، إذ أدرجت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية المرفأ كأفضل مكان للزيارة عام 2009.

تاريخه

أصبح مرفأ بيروت مركزاً للأسطول العربي الأول ولصناعة السفن الإسلامية، وذلك خلال العصر الأموي، لا سيما في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان. أما في حقبة الصليبيين فكان له دور مهم في التجارة البحرية بين الشرق والغرب، بخاصة بين بيروت والمدن الإيطالية. تعزز هذا الدور خلال العصر المملوكي عندما تحول الميناء إلى مركز تجاري يزوره حجاج الأراضي المقدسة، وأصبح مركزاً رئيساً لتجار التوابل.

في القرن الـ18 بدأت بيروت تحتل مكانة اقتصادية بارزة، وأصبحت أكثر مدن الساحل الشامي تجارة وسكاناً، بفضل مينائها وعوامل اقتصادية أخرى، وهذا ما دفع التجار الأجانب، لا سيما الفرنسيين المقيمين في صيدا، إلى مراسلة حكومتهم عام 1753 مطالبين بإرسال بعض التجار والصناعيين إلى بيروت وجوارها من بين الذين يفهمون في غزل القطن لتوجيه الصناعة والتجارة بأسلوب مناسب.

وبحلول نهاية القرن الـ19، أعيد بناؤه على يد العثمانيين. في الـ19 من يونيو (حزيران) 1887، منحت السلطة العثمانية امتياز الميناء لشركة "مرفأ وأرصفة ومخازن بيروت" (Compagnie du Port، des Quais et des Entrepots de Beyrouth)، وذلك لمدة 60 عاماً، انتهت عام 1947. وعزز الامتياز في ما بعد عندما حصلت الشركة على الحقوق لتخزين وحمل جميع البضائع العابرة، التي تمر عبر الجمارك.

وبحلول نهاية عام 1894 احتُفل بانتهاء الأعمال الإنشائية لتوسيع وتطوير الميناء، إثر تطوير الأحواض في المرفأ وانتشارها بين منطقتي رأس الشامية ورأس المدور (مناطق بالقرب من المرفأ). وافتتح المرفأ لاستيراد المواد الأساسية من دول العالم، وتصديرها عبر الداخل اللبناني إلى دول الشرق الأوسط. وبحلول عام 1900 أحضرت المطابع إلى المرفأ لتحفيز صناعة النشر، إذ أصبحت بيروت مركزاً للصحافة العربية، وملجأ للمثقفين الذين يرغبون في إحياء الثقافة والقومية العربية الحديثة، وبذلك تضاعفت أهمية هذا الميناء البحري.

يقول رئيس جمعية "تراثنا بيروت" سهيل منيمنة، الذي يعد من أبرز الشخصيات التي تجري أبحاثاً تاريخية حول المعالم العثمانية المهمة في لبنان في حوار صحافي، إن تاريخ مرفأ بيروت "يمتد لآلاف السنوات، إلا أن أبرز أعمال التعديل والتطوير التي شهدها، بالتالي دخوله مسار الخطوط التجارية العالمية جرت في عهود السلاطين العثمانيين"، مضيفاً أن "الدولة العثمانية قررت اعتباراً من عام 1880 إعادة تشييد وتأهيل مرفأ بيروت، وكان الهدف من ذلك تعزيز الصلات التجارية بين بيروت وإسطنبول، إلى جانب اعتبار بيروت مرفأ نموذجياً".

بعد نحو خمس سنوات من وقوع لبنان تحت الاستعمار الفرنسي (1920-1943)، وتحديداً في الـ20 من مايو (أيار) 1925، أصبحت "شركة مرفأ وأرصفة ومخازن بيروت" تعمل تحت إدارة فرنسية. وفي الـ13 من أبريل (نيسان) 1960 غير اسم الشركة ومنح امتياز لمدة 30 عاماً لشركة لبنانية تسمى "شركة إدارة وتشغيل مرفأ بيروت"، التي عملت على توسيع الميناء. وخلال عام 1976 توقفت جميع عمليات الشحن في الميناء لمدة تسعة أشهر خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، وتضرر جزء كبير من الميناء إثر وقوع أجزاء منه تحت سيطرة مختلف الميليشيات المسلحة. وأعيد بناء الميناء البحري والمنطقة المحيطة به بعد الحرب، وفي الـ31 من ديسمبر (كانون الأول) 1990 انتهى الامتياز الخاص بشركة "إدارة وتشغيل مرفأ بيروت"، وأصبح المرفأ تحت الملكية المباشرة للحكومة اللبنانية، وأسند تشغيله لشركة "هيئة ميناء بيروت" (GEPB) التي ما زالت تديره حتى الآن.

أهميته

على رغم وجود أربعة موانئ أخرى في لبنان وهي طرابلس وصور وصيدا وجونية، فإن مرفأ بيروت يعد بوابة رئيسة لدخول لبنان. ويعتبر هذا المرفأ ركيزة أساسية للاقتصاد اللبناني، إذ إنه يلعب دوراً أساسياً في عملية الاستيراد والتصدير، بالتالي تحريك العجلة الاقتصادية. ويتعامل مع 300 مرفأ عالمي، ويقدر عدد السفن التي ترسو فيه بـ3 آلاف و100 سفينة سنوياً، ويستقبل نحو 70 في المئة من حاجات لبنان.

تشمل الصادرات الرئيسة الحبوب والفواكه والخضراوات والصوف والأسمنت والسلع المصنعة الأخرى، فيما تشمل الواردات السلع الصناعية والمصنعة والأخشاب والحديد والمنتجات النفطية. ويعد المرفأ محوراً أساسياً للاستيراد والتصدير لدول أخرى كسوريا والعراق والأردن، كما يعد منفذاً بحرياً أساسياً للدول العربية الآسيوية.

يتعامل المرفأ مع شحنات حاويات كبيرة، إذ نمت حركة المرور فيه من 945 ألفاً و143 حاوية عام 2008 إلى مليون و229 ألفاً و81 حاوية عام 2019، ويعد ممراً رئيساً لكثير من عمليات التجارة الدولية. واحتل لبنان عام 2018 المرتبة الـ38 من أصل 171 دولة برصيد 47.17 نقطة، أما إقليمياً فاحتل المرتبة السادسة، وفقاً لمؤشر "الأونكتاد" (UNCTAD)، لتقييم موصولية خطوط الشحن البحري، وذلك في دليل على أن مرفأ بيروت كان من أفضل الموانئ أداء على مستوى العالم والمنطقة.

وبحسب وزارة الزراعة الأميركية، يستورد نحو 80 في المئة من إمدادات القمح في لبنان من المرفأ. وخلال فترة السنوات الـ13 التي سبقت انفجاره، زادت إيرادات الموانئ من 89 مليون دولار عام 2005 إلى 313 مليون دولار عام 2017 مسجلة زيادة سنوية بنسبة 11.1 في المئة، بينما زادت النفقات التشغيلية من 52 مليون دولار أميركي في 2005 إلى 128 مليون دولار أميركي عام 2017، مسجلة معدل نمو سنوي مركب بنسبة 7.7 في المئة، مما يشير إلى أن نمو الإيرادات يتجاوز النمو في نفقات التشغيل، مما يعني ضمناً ارتفاع الإيرادات.

إلى ذلك فإن المرفأ مزود بأحدث أجهزة التفريغ والتحميل، كما يوفر تسهيلات لمناولة معظم أنواع السفن، بما في ذلك البضائع العامة والحاويات وناقلات البضائع السائبة، ويؤمن أفضل الشروط للتخزين. وكان بدأ العمل بمشروع تأهيل وتوسيع المرفأ وإنشاء الحوض الخامس المخصص لاستقبال المستوعبات، الذي تصل حدوده حتى مصب نهر الكلب.

المنطقة الحرة

تبلغ مساحة المنطقة الحرة في مرفأ بيروت 81 ألف متر مربع، وجرى العمل على توسيعها لتمتد على مساحة 124 ألف متر مربع، بإنشاء مبان جديدة افتتحت في الـ12 من يوليو (تموز) 2007، وتتكون من أربعة مبان حديثة، منها ثلاثة صناعية هي الثانية والخامسة والسادسة، مساحة كل منها 4 آلاف متر مربع، ويحتوي كل من مبنى الخامس والسادس على 52 مستودعاً، فيما يحتوي المبنى الثاني على 38 مستودعاً. تم إنشاء وتصميم هذه المباني الثلاثة وفق أساليب متطورة، مما سهل نقل البضائع إلى المستودعات الصناعية فيها، وجهز كل مبنى بمصعدين لنقل البضائع التي يمكن أن يصل وزن كل منها إلى ثلاثة أطنان، وبطرق داخلية واسعة تسمح بحرية حركة الرافعات الشوكية.

وتحتوي المستودعات على أنظمة إضاءة منفصلة، وينطبق الشيء نفسه على الطرق، إذ جهزت الأخيرة أيضاً بأجهزة الكشف عن الحريق الإلكترونية، ودرجين للطوارئ في كل مبنى. أما المبنى الرابع فهو مبنى السوق الحرة ويحمل الرقم 3، وأنشئ على مساحة 2800 متر، وصمم بحيث يضم محال السوق الحرة.

الأهراءات

بنيت عام 1968 وافتتحت عام 1970 بتمويل من دولة الكويت، وكانت صوامع أهراءات مرفأ بيروت الأكبر في الشرق الأوسط، بحسب غابريال أسيون المهندس المدني الذي كان مديراً تقنياً للورشة خلال إنشاء الأهراءات من مكتب رودولف إلياس وشركة البناء التشيكوسلوفاكية "برومستاف" (Prumstav).

كانت تتألف من برج في الجهة الشمالية الغربية للمرفأ، تتصل به 14 خلية على ثلاثة خطوط بعلو 50 متراً، أضيفت إليها خليتان عامي 1967 و1977 (أي ما مجموعه 48 خلية)، بقي منها حتى اليوم 12 خلية، وقد بناها عمال سوريون ولبنانيون. وكان لها القدرة على تخزين 120 ألف طن من الحبوب، واستطاعت الاحتفاظ بمخزون لبنان الاستراتيجي من القمح. فبين عامي 1964 و1968 كان لبنان يستهلك سنوياً ما يقارب 311 ألف طن من الحبوب وينتج 60 ألف طن، مما أظهر حاجة كبيرة إلى التخزين.

وخلال تفجير المرفأ وعلى رغم تضرر بعض الصوامع، حمت الأهراءات بخلاياها السميكة النصف الغربي لمدينة بيروت، لكن في الـ31 من يوليو (تموز) 2022، بدأ انهيار خلايا الأهراءات، ثم انهارت أجزاء أخرى بشكل متتال، إلى أن سقطت ثماني خلايا في الـ23 من أغسطس (آب) 2022. واليوم هناك 12 خلية صامدة قابلة للتدعيم، وعرضت في نقابة المهندسين آلية لتدعيمها، بحسب آخر التقارير الصحافية.

تفجير المرفأ

نهار الرابع من شهر أغسطس 2020 انفجر في أحد العنابر وتحديداً العنبر رقم 12 ما يقارب 2750 طن من نيترات الأمونيوم، بعد أن كانت مخزنة لمدة ست سنوات بشكل خاطئ وغير آمن في مخزن لا يتمتع بالمواصفات المطلوبة، ويعتبر التفجير الثالث من حيث الكبر بعد تفجيري هيروشيما وناغازاكي، وشعر الناس به في كل أنحاء لبنان وسوريا وفلسطين والأردن وتركيا وقبرص. وسجله المقياس الجيولوجي في الولايات المتحدة كهزة مقدارها 3.3 درجة، ويعتبر أحد أقوى التفجيرات غير الطبيعية وغير النووية في التاريخ، حتى إن خبراء في مجال الأسلحة اعتبروا أن قوة الانفجار تعادل مئات الأطنان من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار مما يجعله يفوق بكثيرة القوة التفجيرية للسلاح الأميركي الفتاك المعروف باسم "أم القنابل"، وذلك وفقاً لموقع "بزنس إنسايدر".

وقتل الانفجار أكثر من 218 شخصاً، وجرح أكثر من 7 آلاف، وهجر نحو 300 ألف من سكان المدينة. ودمر زجاج مباني وسيارات المنطقة الشرقية من بيروت بالكامل، وكذلك في بعض أحياء بيروت الغربية.

وفي بيان لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" في أغسطس 2021، قالت إن الأدلة تشير إلى تورط مسؤولين لبنانيين كبار في الانفجار. ووفقاً لمديرة قسم الأزمات والنزاعات في المنظمة لما فقيه، "تظهر الأدلة بشكل كاسح أن انفجار أغسطس 2020 في مرفأ بيروت نتج من أفعال كبار المسؤولين اللبنانيين وتقصيرهم، إذ لم يبلغوا بدقة عن المخاطر التي تشكلها نيترات الأمونيوم، وخزنوا المواد عن سابق علم في ظروف غير آمنة، وتقاعسوا عن حماية الناس. وبعد مرور عام (حينها)، ما زالت جراح ذلك اليوم المدمر محفورة في المدينة بينما تنتظر عائلات الضحايا الإجابات".

دمر الانفجار أجزاء كبيرة من الميناء وبنيته التحتية، بما في ذلك معظم احتياطات الحبوب، ولحقت أضرار بالمدينة قدرت بنحو 15 مليار دولار. وأجبر ميناء بيروت على الإغلاق بسبب الأضرار الواسعة النطاق التي سببتها الانفجارات، مع إعادة توجيه البضائع إلى موانئ أصغر مثل طرابلس وصور. قبل الكارثة ووفقاً لتقديرات "ستاندرد أند بورز" العالمية، كان نحو 60 في المئة من واردات لبنان تأتي عبر الميناء.

 

في ذكرى ٤ آب.. “القوات” تؤنب الضمائر

د. ميشال الشمّاعي/موقع القوات/04 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120787/120787/

بعد نيّف وسنتين على ثالث أكبر تفجير أو انفجار في العالم، الذي أصاب قلب مدينة بيروت في مرفئها في ذلك الرّابع من آب الأسود من العام 2020، لا زالت دماء الضحايا والشهداء تصرخ لربّ القوات السماوية من تحت التراب المضرّج لهذه السلطة: “مَاذَا فَعَلْتِ؟ صَوْتُ دماء أَبنائك صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ”.

تمّ تغييب الحقيقة المعروفة، وتعطيل التحقيق المتعثر، والمستفيد الوحيد هو دويتّو المنظومة الفاسدة والمنظمة المسلحة، الذي يتحكّم اليوم بمصير البلاد والعباد. ولا يزال حتى الساعة يعطّل الحياة في لبنان خدمةً لمشروع لا يمت إلى الكيانية اللبنانية بأي صلة.

وكي لا تموت هذه القضيّة، ولتبقى أصوات الشهداء حيّة في ضمائر العالم ووجدانهم، آل حزب القوّات اللبنانيّة على نفسه متابعة هذه القضيّة حتّى الوصول إلى النّهاية، وليس أي نهاية، بل النهاية التي تبلسم جرح أهالي الشهداء والضحايا، وتسكن آلام المصابين الذين يعانون حتّى اليوم. والأهم كي يرتاح الشهداء في مثواهم، عقد حزب القوات اللبنانيّة مؤتمراً صحفياً في 7 تموز من العام 2023 تحت عنوان “العدالة المعطلة في لبنان: حان الوقت لتحرك دوليّ”، بالتزامن مع اختتام الدورة 53 لمجلس حقوق الانسان العالمي، بهدف الإضاءة على التطورات الأخيرة في ملفّ التحقيق بانفجار مرفأ بيروت والخطوات العملية اللاحقة.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المؤتمر لم يكن الأول لـ”القوات” حول ملف انفجار 4 آب، حيث عقد مؤتمر في السابق في اليوم الذي تلا الاعلان الأممي الموقع من 32 دولة، خلال الدورة 52 لمجلس حقوق الانسان العالمي في آذار الماضي، والذي طالب “الدولة اللبنانية والحكومة والقضاء اللبناني بتحمّل مسؤولياتهم والقيام بواجباتهم من أجل كشف الحقيقة وإحقاق العدالة في موضوع انفجار مرفأ بيروت”.

ولا بدّ هنا من التذكير بالعرائض التي وجّهها حزب القوّات اللبنانيّة إلى البرلمان الأوروبي والمجتمع الدّولي بهدف الحدّ من عرقلة دويتّو الحكم لملفّ التحقيق وإصدار الحكم الظنّي في هذه القضيّة، فمقاربة “القوّات” لهذه القضيّة تأتي من منطلقات الواجب الوطني البحت للوصول إلى الحقيقة وإحقاق العدالة.

أمام هول هذه القضيّة، والظلم الذي لحق ذوي الضحايا والمصابين والمتضرّرين، لا يمكن إلا أن يكون حزب القوات اللبنانية صوت الذين لا صوت لهم، في خدمة ثالوث الحرّيّة والكلمة والحقيقة ليلتئم جرج بيروت وليتبلسم جرح أهلها. لذلك، ترى هذا الدويتّو منزعج من عدم استسلام القوات اللبنانية ومثابرتها في حمل هذه القضيّة وإبقائها حيّة في النّفوس، وهي الوحيدة التي استطاعت تبكيت ضمائر مرتكبي هذه الجريمة التي تعتبر جريمة حرب ضدّ الانسانية.

هذا التوصيف ليس توصيفاً إعلامياً، أو رشوة إعلامية ليُصَار إلى استخدامها لغايات سياسية أو مصلحية. إنّما يأتي من منطَلَق وضوح نيات الذين خزّنوا النيترات في مرفأ بيروت وسط العاصمة وأهلها، فضلاً عن نيّات الذين كانوا يعلمون ذلك وأنكروا كما نكر توما المسيح. ولم يكتفِ هؤلاء كلهم بما ارتكبته يديهم، بل تابعوا هذا الإنكار محاولين التنصّل من فعلتهم عبر ممارستهم هوايتهم المفضلة، أي تعطيل المؤسّسات.

ولا زال المتّهمون حتّى الساعة يمارسون محاضرات العفّة والطهارة عبر شاشات التلفزة والوسائل الإعلامية كلها، والقاتل الحقيقي يسرح ويمرح على مرأى من القضاء الذي يستدعي كلّ من تسوّله نفسه على تبكيب ضميره هو أيضاً. لكن في نهاية المطاف، فليعلم الكون كلّه أنّ حزب القوات اللبنانيّة هو الوكيل الأمين على هذه القضيّة، أمانة للتاريخ، وإكراماً لدماء الشهداء الأبطال والضحايا الأبرياء، ولكلّ دمعة ذُرِفَت فوق جرح بيروت.

إيماننا أكبر من حقدهم وتجاوزاتهم القضائيّة. ويقيننا أنّ قاضٍ واحداً نزيهاً كفيل بأن يعطي الحقّ لأصحابه، وأن يظهر الحقيقة التي لم تختفِ يوماً، بل هي واضحة وضوح شمس تمّوز. ولن يموت هذا الحقّ لأنّ القوات اللبنانيّة ستبقى تطالب به إلى دهر الداهرين. آمين.

 

انفجار مرفأ بيروت... كيف يحمي اللبنانيون أنفسهم من النسيان؟  ... رمت الكارثة أطنانا من اليأس والقنوط والخوف على معظم اللبنانيين

محمد أبي سمرا/المجلة/04 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120783/120783/

مضت اليوم سنوات ثلاث على انفجار مرفأ بيروت في السادسة من مساء 4 أغسطس/ آب 2020، حينما اهتزت المدينة اهتزازا شبه زلزالي أحدثه اشتعال 2750 طنا من نترات الأمنيوم المخزّنة في عنابر مرفئها منذ سنة 2013. قوة الانفجار المهول وصدمته أدتا إلى تسميته "بيروتشيما" في الإعلام العالمي، تشبيها له بالانفجار النووي في هيروشيما أواخر الحرب العالمية الثانية.

العصف الزلزالي الذي ضرب بيروت دمّر وصدّع الكثير من مباني أحيائها القريبة من المرفأ، وقتل 232 شخصا من سكانها، بينهم مفقودون لم يعثر لهم على أثر، وجرح أكثر من 7 آلاف شخص آخرين في المدينة، كانت مشاهدهم وصورهم مروعة في سيرهم نازفين وشبه مسرنمين وسط الحطام والدخان وحديد السيارات المنقورة والمدمرة، وعلى حقول الزجاج المتناثرة شظاياه في الشوارع، وفي الطرق إلى المستشفيات التي امتلأت بهم وتكدسوا في ردهاتها وعلى أبوابها في بيروت، وصولا إلى صيدا وجبيل على مسافة أكثر من 40 كلم من العاصمة.

تضرّر وتصدّع نتيجة الانفجار نحو 50 ألف وحدة سكنية، وصار 300 ألف شخص بلا مأوى. وقدرت الخسائر المادية بـ10 إلى 15 مليار دولار. ورمت الكارثة أطنانا من اليأس والقنوط والخوف على معظم بلاد اللبنانيين. وهي كانت مخيّمة أصلا على بلادهم منذ شهور، وربما بعض سنين.

وكان شطر كبير منهم يتجرعونها متذمرين من دخولهم المتدرج، اليومي والبطيء، في نفق مظلم. وهؤلاء هبوا فجأة ساخطين غاضبين فيما سمي "ثورة" 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، فتبرّأوا من زعمائهم السياسيين وأسمعوهم أبشع الصفات والشتائم طوال شهور في الشوارع وعلى الملأ العام.

رمت الكارثة أطنانا من اليأس والقنوط والخوف على معظم بلاد اللبنانيين. وهي كانت مخيّمة أصلا على بلادهم منذ شهور، وربما بعض سنين. وكان شطر كبير منهم يتجرعونها متذمرين من دخولهم المتدرج، اليومي والبطيء، في نفق مظلم

لكن تلك "الصحوة" المفاجئة تبددت، وعمل على تبديدها بالعنف اليومي أمير الحرب ورهطه المسلح ("حزب الله" مع حركة "أمل"). لذا أخذ أولئك اللبنانيين الخوفُ مجددا ورماهم في اليأس والقنوط، حتى فاجأهم الانفجار المهول في مدينتهم. وربما كانوا يستبعدون أن يتركهم العالم ينحدرون في هاوية ذاك النفق المظلم. لكنه تركهم، فتكدس شطر كبير من أجيالهم الشابة على أبواب سفارات الدول الغربية، طلبا للهجرة إليها.

ومنذ انفجار مرفأ بيروت وحتى اليوم هاجر عشرات ألوف من تلك الأجيال. وانضم لبنان إلى قائمة بلدان الهجرة السرية أو غير الشرعية في "قوارب الموت" في البحر المتوسط.

انفجاران وهاوية

يؤرخ كثيرون لبداية انحدار لبنان إلى الهاوية بانفجار شبه زلزالي في عاصمته، سبق بـ15 سنة انفجار مرفئها: شاحنة محملة بأكثر من طن من مواد شديدة الانفجار، وكان يقودها فتى "انتحاري" مغرر به. وانفجرت تلك الشاحنة ظهيرة 14 فبراير/شباط 2005 في طرف وسط بيروت، غير بعيد من مرفئها. قتل التفجير رفيق الحريري وعشرات سواه تصادف وجودهم في المكان. وكانت غايته اغتيال الحريري الذي كان رائد خروج لبنان من حروبه الأهلية (1975- 1990).

ولما أخرجت عملية الاغتيال ملايين اللبنانيين إلى الشوارع احتجاجا، وأُنشئت محكمة دولية للكشف عن القتلة ودوافعهم، تواصلت عمليات الاغتيال السياسي، فحصدت أكثر من 15 شخصية سياسية وأمنية لبنانية من معارضي "حزب الله" والنظام السوري الذي أخرج اغتيال الحريري جيشَه وأجهزة استخباراته من الديار اللبنانية، فودّعها أمير الحرب بتظاهرة من محازبيه وجمهوره عنوانها "شكرا سوريا" الأسد.

وبعد أيام على انفجار مرفأ بيروت، أي في 18 أغسطس/آب 2020، كان لبنان يترقب صدور قرار المحكمة الدولية النهائي في اغتيال الحريري، فأقرَّ بأن قائدا عسكريا في "حزب الله" يدعى سليم عياش "تواطأ" وشارك في عملية الاغتيال. وأخرجت المحكمة عددا من قادة الحزب إياه من قائمة "المتواطئين" والمشاركين في العملية، بسبب عدم توافر الأدلة والقرائن على ضلوعهم فيها. وطلبت المحكمة من السلطات اللبنانية تسليم عياش إلى العدالة الدولية. وهذا ما رفضه "حزب الله" واعتبره من سابع المستحيلات، بعدما كان اتهم إسرائيل وأميركا بعملية الاغتيال.

يؤرخ كثيرون لبداية انحدار لبنان إلى الهاوية بانفجار شبه زلزالي في عاصمته، سبق بـ15 سنة انفجار مرفئها: شاحنة محملة بأكثر من طن من مواد شديدة الانفجار، وكان يقودها فتى "انتحاري" مغرر به. وانفجرت تلك الشاحنة ظهيرة 14 فبراير/شباط 2005 في طرف وسط بيروت، غير بعيد من مرفئها. قتل التفجير رفيق الحريري وعشرات سواه تصادف وجودهم في المكان

وقبل نحو شهر من الذكرى السنوية الثالثة لانفجار مرفأ بيروت، قال عضو القيادة السابق في "تيار المستقبل"، والنائب السابق في البرلمان اللبناني، الدكتور الطبيب مصطفى علوش في مقابلة تلفزيونية: الأزمة السياسية والاقتصادية التي عصفت بلبنان منذ "ثورة" 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019- أي إفلاس ماليته العامة وانهياره الاقتصادي، قبل انفجار المرفأ وشغور منصب رئاسة الجمهورية منذ 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022، واعتبار الحكومة المستقيلة قانونيا ودستوريا حكومة تصريف أعمال- لا يمكن حلّها "إلا بتسوية مع حزب الله". قول علوش هذا مصدره عقلانية قانطة ويائسة. وعِماد هذه التسمية تنازل المطالبين اللبنانيين عن مطالبتهم بأي تحقيق محلي أو دولي في جريمة انفجار مرفأ بيروت، وتركها في ذمة التاريخ، شأن جريمة اغتيال الحريري التي كشفتها المحكمة الدولية.

والحق أن مصطفى علوش، بعقلانيته السياسية القانطة واليائسة، يحاول إيجاد سبيل مؤقت لانعتاق لبنان من أزمته الراهنة المستعصية، كي يلتقط أنفاسه ويخرج من أزمته الراهنة المستعصية واختناقه المدمر. وذلك بإضافة الكارثة الراهنة إلى سلسلة الكوارث والاغتيالات السابقة. وهي سلسلة لا أثر لها في صفحات تاريخ لبنان الخالية إلا من أمجاد "حزب الله" التي تعمُّ خيراتها بلاد اللبنانيين، منذ أذاع الحزب إياه بيانه التأسيسي "الخميني" سنة 1985، إلى "أمة المستضعفين في الأرض".

النسيان.. روح الجماعة وغيابها

قد يكون النسيان من طبيعة حياة البشر ومقدرتهم على استمرارهم العيش في نهر الزمن الذي لا يكف عن الجريان، حسب الروائي ميلان كونديرا الراحل قبل أقل من شهر. فمن دون النسيان تتحول الحياة جحيما أبديا خالدا، وفق الروائي نفسه.

اليوم، ومنذ الحملات الشبابية الكبرى لإزالة الردم والركام بعد يومين أو ثلاثة على انفجار مرفأ بيروت ذهب اللبنانيون إراديا ومرغمين بعيدا في النسيان.

وكانت مشاهد الشبان والفتيات، حاملي الجرافات والمكانس وتدفقهم على شارعي الجميزة ومار مخايل القريبين من المرفأ لإزالة الردم والركام بعد الانفجار، تشبه مشاهد نزهة في الخراب، وطالعة من مناخ أغنية لفيروز والأخوين رحباني، في فرحها المتفائل والبريء.

لكن شابة ناشطة في "ثورة" 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، كان قد أذهلها مشهد أولئك المندفعين الفرِح في حملات إزالة الردم والركام في الأيام التي تلت الانفجار. وهي قالت إن تلك الحملات أرادت محو آثار الجريمة وطيها سريعا. واعتبرت ذلك جريمة أخرى: تبرئة المتسببين في الجريمة الأولى، أي مجرمي السياسة والحرب في لبنان، واقترحت إبقاء بيروت على حالها غارقة في الدم والجثث والردم والركام، حتى جلاء حقيقة الانفجار. ربما لم يكن كلامها سوى "هذيان" يريد توقيف الزمن وتأبيد الكارثة، وهذا يعاكس الطبيعة وطبائع البشر الذين لا علاج لكوارث حياتهم إلا بالنسيان.

وهذا ما كان اللبنانيون فعلوه حين طووا صفحات حروبهم الأهلية وخرجوا منها إلى زمن إعادة الإعمار والبناء في الحقبة الحريرية (1990-2005) منذ انطلقت الجرافات تعمل لإزالة الردم والركام في بيروت، كأنها تعلن: لا صوت يعلو فوق صوت الجرافات لطي صفحة الحروب.

وكانت روح الجماعة وروابطها التضامنية ومبادراتها في أحياء الجميزة ومار مخايل والأشرفية والكرنتينا (وهي أحياء بيروتية مسيحية قريبة من المرفأ) قد نشطت بقوة مع مبادرات دولية طوال السنوات الثلاث الماضية على الانفجار، فأعادت إعمار هذه الأحياء وجدّدتها ونشّطت الحياة فيها، رغم كثرة قتلى الانفجار فيها ونزيف الهجرات الواسعة منها إلى خارج لبنان. لكن من عايش حروب لبنان الأهلية، لا بد أن يستذكر روح الجماعة عينها، المنبعثة في تلك الأحياء وجيلها الشاب بين (1972-1975) واندفاعه إلى امتشاق السلاح بقيادة بشير الجميل، لخوض معارك الحرب والتدمير، دفاعا عن الجماعة وأحيائها السكنية.

كانت مشاهد الشبان والفتيات، حاملي الجرافات والمكانس وتدفقهم على شارعي الجميزة ومار مخايل القريبين من المرفأ لإزالة الردم والركام بعد الانفجار، تشبه مشاهد نزهةٍ في الخراب، وطالعة من مناخ أغنية لفيروز والأخوين رحباني، في فرحها المتفائل والبريء

وعلى الرغم من اختلاف نتائج انبعاث روح الجماعة في سني الحرب، عن نتائج انبعاثها بعد انفجار المرفأ، فإن الإرادة المنبعثة (حربيا في ذاك الجيل، وللإعمار وبعث الحياة من الركام في جيل أبناء المحاربين) هي نفسها: روح الجماعة وإرادتها، مرة للحرب وأخرى للإعمار.

أما وسط بيروت الذي أعيد إعماره بعد الحروب، وأصابه انفجار المرفأ بأضرار جسيمة- وهو مسكون بروح مشروع رفيق الحريري العمراني وطيفه وبروح جماعته السياسية منذ انتهاء الحرب- فلم يشهد لا حملات إزالة الردم والركام على مثال الأحياء المسيحية، ولا شهد نشاطا ومبادرات لإعادة إعماره وبعث الحياة فيه منذ انفجار المرفأ، بل منذ اغتيال رفيق الحريري، وتخييم "حزب الله" وجماعة ميشال عون ورهطه فيه، وإقفاله طوال نحو سنتين (2007-2008) احتجاجا على إنشاء محكمة دولية لكشف قتلة الحريري.

والأرجح أن وسط بيروت بقي على حاله منذ انفجار المرفأ، غارقا في الإهمال والعتمة، لأن شركة استثمارية (سوليدير) هي التي تولت إعادة إعماره وإدارته بعد الحرب. فمثل هذه الشركات للتطوير العقاري والإعمار والاستثمار، لا تحركها روح الجماعة وإرادتها وعصبيتها، بل تحركها الخطط الاستثمارية والتوقعات الاقتصادية.

نسي اللبنانيون اليوم، بعد 3 سنوات مريرة على الانفجار الكبير، أن تحقيقات قضائية في الجريمة حصلت أو قد تحصل. ولم يعد أحد يتذكر تلك التحقيقات إلا من باب التندّر والسخرية المرّة والعبث، في أثناء الكلام على الجهاز القضائي اللبناني الخاوي، والمقيد بولاءاته المزمنة، إما خوفا من أولياء الأمر والنهي في الدولة المنحلة والمتهاوية، وإما طاعة لأولياء نعمته من طغمة الزعماء السياسيين.

ورب من يتساءل: ماذا لو أصاب انفجار مرفأ بيروت مناطق وأحياء جماعة الولاء الحربي العصبي المرصوص في إمرة قائدها "المقدس"؟ هل كانت هذه الجماعة أقل من إنزال قصاص جماعي بالجماعات الأخرى؟

ماكرون والحريري وميقاتي

كانت مدوية أصداء انفجار بيروت عالميا وفي الإعلام الدولي، فيما كان ألمَّ باللبنانيين المنتفضين منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول يأسٌ من احتمال أن تغير انتفاضتهم شيئا من سلوك سلطة الفساد والإفلاس المالي والسياسي في بلدهم.

وما أضافه الانفجار الكارثي من ذهول وغضب إلى يأسهم، حملهم على انتظار ما قد تأتي به المبادرات الخارجية، الإقليمية والدولية، من مساعدات واحتمالات علاج مصابهم الكبير. وبما أن حكومات الدول والمنظمات والهيئات الدولية غير الحكومية، كانت قد فقدت ثقتها بالحكومة والهيئات السياسية اللبنانية، اشترطت لتقديم مساعداتها أن تتلقاها وتشرف على إدارة توزيعها المنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني في لبنان.

وحين زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت بعد يومين من الانفجار، أي في 6 أغسطس/آب، استقبله في جولته التفقدية للمرفأ والأحياء الأشد تضررا في المدينة حشد من الأهالي، فاستجاروا به غاضبين من طبقة سياسية فاسدة ومدمرة في بلدهم. بل إن بعضهم راح يطلب منه، عن يأس وقنوط، عودة الانتداب الفرنسي على لبنان علّه ينقذ البلاد مما أنزله بها زعماؤها السياسيون. وفي ختام زيارته، دعا ماكرون إلى إحداث "تغيير" في النظام اللبناني. وفي مؤتمره الصحافي البيروتي قرّع الطبقة السياسية. وحين رعى مؤتمرا دوليا لمساعدة لبنان، تعهد المجتمع الدولي بتقديم مساعدة طارئة بقيمة 300 مليون دولار، على أن لا تمر عبر المؤسسات الحكومية.

وفي 8 أغسطس/آب تظاهر ألوف من اللبنانيين ضد "الطغمة" اللبنانية الحاكمة. وواجهت القوى الأمنية المتظاهرين الغاضبين، فاستخدمت العنف المفرط ضدهم. وأعلن بعض الوزراء استقالتهم من الحكومة، قبل إعلان رئيسها حسان دياب استقالتها في 10 أغسطس/آب.

وبعد تكليف سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة في 22 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن بعد 9 أشهر، أي في 15 يوليو/تموز 2021، اعتذاره عن التشكيل والتكليف، بعدما حالت خلافاته مع رئيس الجمهورية ميشال عون دون تأليف الحكومة. وكان الحريري وعون أمضيا الأشهر الأخيرة في تبادلهما التهم بالتعطيل. وبعد تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة في 26 يوليو/تموز، لم يتمكن من تشكيلها إلا بعد مضي 13 شهرا، أي في 10 سبتمبر/أيلول 2022.

كانت مدوية أصداء انفجار بيروت عالميا وفي الإعلام الدولي، فيما كان ألمَّ باللبنانيين المنتفضين منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول يأسٌ من احتمال أن تغير انتفاضتهم شيئا من سلوك سلطة الفساد والإفلاس المالي والسياسي في بلدهم

على صعيد التحقيقات القضائية في جريمة المرفأ، كان المحقق العدلي فادي صوان قد كلّف رسميا بالتحقيق. وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2020 ادعى صوان على رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب وثلاثة من وزراء حكومته واتهمهم بـ"الإهمال والتقصير" في إجراءات إدارية تتعلق بتخزين نترات الأمنيوم في عنابر المرفأ. وفي 18 فبراير/شباط 2021 نُحي صوان عن التحقيق، وعُين القاضي طارق البيطار خلفا له، فأعلن في 2 يوليو/تموز عزمه على الادعاء على دياب ووزراء سابقين ومسؤولين أمنيين وعسكريين، ثم أصدر في 16 سبتمبر/أيلول مذكرة توقيف وزير الأشغال العامة والنقل السابق غازي زعيتر، وهو من حصة حركة "أمل" ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في الحكومة.

في 11 أكتوبر/تشرين الأول، ندّد أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله في إطلالته التلفزيونية بما وصفه بـ"استنسابية المحقق العدلي" طارق البيطار، واتهمه بـ"تسييس التحقيق". وهذا ما كان قد اتهم به المحكمة الدولية في اغتيال الحريري وعارض إنشاءها معارضة وجودية شرسة. هو استبق إصدار حكمه على البيطار في 12 أكتوبر/تشرين الأول، قبل إصدر البيطار مذكرة توقيف وزير المالية السابق علي حسن خليل المنتمي إلى حركة "أمل"، والمعاون الأول لنبيه بري.

وكان سبق صدور مذكرة توقيف علي حسن خليل وكلمة نصر الله، أن زار المسؤول الأمني في "حزب الله" وفيق صفا، قصر العدل في بيروت في 20 سبتمبر/أيلول، طالبا مقابلة رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود. وبعد دخول صفا مع مرافقيه قصر العدل، رفض عبود اللقاء به. لذا خرج صفا من القصر غاضبا، وقال لإعلامية يعرفها والتقاها على مدخل القصر أن تبلغ القاضي طارق البيطار عزمه وعزم حزبه على "قبعة" (اقتلاعه) من منصبه وكف يده عن التحقيق، إذا لم يعمد القضاة إلى فعل ذلك.

وفي خضم هذه الأحداث انطلقت في أوساط جمهور "الثنائي الشيعي: أمل وحزب الله" شائعات غاضبة من القاضي البيطار، مفادها أنه "يحيك" مؤامرة لاتهام "حزب الله" بأنه بالتعاون مع النظام السوري، جلب الباخرة المحملة بأطنان نترات الأمنيوم إلى مرفأ بيروت وخزّنها في عنابره، كي يستخدمها نظام الأسد في تعبئة البراميل المتفجرة التي قصف بها الشعب السوري الثائر. والحق أن هذه الشائعات كانت قد أمست الرواية الأكثر تداولا لدى الرأي العام اللبناني، وفي كثرة من التقارير الإعلامية العربية والدولية قبل إعلان جمهور "الثنائي الشيعي" غضبه من البيطار، وحتى قبل تعيينه للتحقيق في الجريمة.

وهكذا أعلن "الثنائي" عن حشد أنصاره للقيام بمظاهرة تطالب بـ"قبع" البيطار وتنحيته عن التحقيق، على أن تنطلق في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2021 من أحياء ضاحية بيروت الجنوبية، إلى طريق صيدا القديمة ومستديرة الطيونة- وهما الخط الفاصل بين الشياح (الشيعية) وعين الرمانة (المسيحية) في زمن الحروب الأهلية- لتسير إلى قصر العدل والمتحف الوطني. وفي الأيام القليلة التي سبقت المظاهرة، خيّم على بيروت جو من الترقّب والحذر والخوف.

وفي ظهيرة 14 أكتوبر/تشرين الأول احتشد ألوف المتظاهرين من "الثنائي الشيعي" في مستديرة الطيونة. وسرعان ما توغل متظاهرون غاضبون وفي حال من التوتر في شوارع منطقة عين الرمانة المسيحية، وشرعوا في استفزاز أهلها الخائفين وشتمهم وتحطيم مداخل بناياتهم السكنية، فأصيب الأهالي بالذعر، ولعلع الرصاص، فسقط عدد من الجرحى. وبعدما تراجع المتظاهرون إلى مستديرة الطيونة، واستقدموا مسلحين من أحيائهم الشيعية القريبة. وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو عددا كبيرا من المسلحين الذين راحوا يطلقون رشقات الرصاص من المستديرة في اتجاه عين الرمانة وفرن الشباك. وذكّرت تلك المشاهد على خط التماس بأولى جولات الحرب الأهلية سنة 1975. وكان القتلى الستة الذين سقطوا في تلك المعمعة من المتظاهرين والمسلحين الشيعة، إضافة إلى جرح عشرات.

أشاعت الحادثة الخوف في لبنان كله من ذكريات ومشاهد الحرب الأهلية. وجرى بين "حزب الله" وحركة "أمل" من جهة و"حزب القوات اللبنانية" من جهة أخرى، تبادل التهم بالإعداد للمقتلة. واعتقلت الأجهزة الأمنية الرسمية عددا من أنصار "القوات اللبنانية" من دون أن تعتقل أحدا من أنصار "الثنائي الشيعي" المسلحين والمتظاهرين.

وبعد مدة جرت "لفلفة" الحادثة وذيولها، كأن شيئا لم يكن. لكن إرادة "قبع" (اقتلاع) القاضي طارق البيطار، تحققت مواربة على الطريقة اللبنانية. فمدعي عام التمييز غسان عويدات الذي كان البيطار أورد اسمه في قائمة المدعى عليهم، اقتصَّ من البيطار بأن أعلن إحالته إلى هيئة التفتيش القضائي بتهمة "التمرد على القضاء" واغتصاب السلطة، فيما أكد الادعاء العام اللبناني أن التحقيق في جريمة المرفأ أصبح معلقا.

بيروت الأمنيوم والاغتيالات

في الأحياء الداخلية التي تضررت بالانفجار- وقد أعيد ترميم واجهاتها وتأهيلها مجددا في الأشرفية ومار مخايل والتباريس والجميزة- لا تزال اليوم، في الذكرى السنوية الثالثة للانفجار الكارثي، ماثلة على جدران عتيقة متهرئة عباراتٌ دوّنها بأيدٍ مرتجفة عابرون وعابرات، مجهولون ومجهولات. وهم على الأرجح من الشبان والشابات الذين واللواتي هاجروا وهاجرن، ولم يبق منهم ومنهن أحد في لبنان.

ننقل هنا بعضا من تلك العبارات:

"ما ضروري هيك تكون آخرتنا": ليس من الضروري أن تكون آخرتنا على هذه الصورة البائسة والمأساوية.

"صرنا ننتمي إلى الفقدان"، "كيف نلتئم" بعد الذي جرى؟

"أمنيوم"، "منكن لحالكن" (لستم وحدكم)، "لإيمتى رح نضل ناجين؟": إلى متى سوف نبقى من الناجين من المقتلة؟

"وتعطلت لغة الكلام"، "دخلنا في زمن الواقع/ة"، "مش فالة": لن أرحل أو أهاجر.

وعلى باب سيارة مهملة ومحطمة: "أنا هيك كمان": أنا مثل هذه السيارة.

إنها كلمات مختنقة، دوّنها عابرون وعابرات على جدران مهملة مهجورة. وهي مثلهم عابرة في يوميات بيروت والبلاد. وكأن هذه الكلمات دُوّنت وتُدون في لحظات صحوة مفاجئة تركت علاماتها على الجدران، لتشير إلى الغموض والقطيعة

كلمات قدرية، لا تخاطب أحدا ولا تطلب شيئا. بل تعترف وتشهد وتسأل وتتذمر أو تستغيث بخفوت من حال اليأس والقنوط.

أما تلك الكلمة المنفردة "أمنيوم" فتبدو كأنها شاهدة على مقبرة جماعية لبشر مجهولين. كالانتماء إلى الفقدان، إلى حاملي نجاتهم من زلزال بيروت كوصمة دائمة في قلوبهم وعلى صدورهم. كالسائرين في ليل موحش يقولون للموتى والراحلين: لستم وحدكم. ونحن هنا باقون في الأرض الخراب، حيث تعطلت لغة الكلام.

كلمات قليلة عابرة من بيروت الأمنيوم والقتل والاغتيالات والردم والركام في مسيرة لبنان الكبرى للقتل والاغتيالات.

 

مصابون… يعيشون الرابع من آب كل لحظة

زيزي إسطفان/نداء الوطن/04 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120783/120783/

في حياتهم لم تنته ساعات ذاك الليل الطويل ولم يبزغ فجره بعد. هو الرابع من آب ما زالوا يعيشونه كل يوم، ليس كذكرى بل كواقع يتعايشون مع تداعياته في كل لحظة. جرحى ومصابون غيرت الكارثة حياتهم، جعلتهم في منطقة وسطى بين الحياة والموت، الذي يتمنونه أحياناً. جريمة ضد حقوق الإنسان، ضد حقه بالعيش والأمان والرعاية، يحاولون تغطية خيوطها وإسكات كل من يحاول كشفها، فيقتلون الضحايا مرتين ويمنعون على المصابين شفاء جروح النفس والجسد.

6،07 لحظة بعثرت حياتهم، ولا يزالون حتى اليوم يحاولون لمّ شتاتها. مصابون، جرحى ومعاقون يموتون موتاً صغيراً كل يوم، في أجسادهم كما في أرواحهم ترك الانفجار الجريمة كلوماً، قليلون تخطوها وكثر يعانون ندوبها. حالات صعبة قاسية واكبنا معاناتها وعرفنا كم هو قاس الاستهتار بأرواح الناس وآلامهم وكم هو مؤلم أن تتغلب النقمة والحقد على الألم.

ليديا وفاة تأجلت

1057 يوماً عاشتها ليديا فرعون بعد انفجار الرابع من آب ورحلت بصمت في الثامن والعشرين من شهر حزيران الماضي. منذ اللحظة الأولى كانت مصرة على أن يسجل اسمها بين لائحة الضحايا وظلت حتى اللحظة الأخيرة تصر أن وفاتها حين تحصل لن تكون إلا موتاً مؤجلاً بعد ذاك اليوم المشؤوم. منزلها الكائن مباشرة تجاه العنبر رقم 12 في المرفاً والأقرب إليه انفجر من هول الانفجار وتشلعت جدرانه وتهدم فوق رأس ليديا وزوجها عصام. البيت الذي أمضى فيه الزوجان 57 عاماً من الحياة المشتركة واحتضن العائلة والأبناء والذكريات وكان يفترض به أن يحتضن أيام التقاعد الهادئة، هوى فوق رأسيهما وأصيب الإثنان إصابات بالغة.

1500 قطبة احتاجت ليديا فرعون بعد الانفجار لمداواة جراحها التي خلفها الزجاج المتناثر الذي انغرز في أنحاء جسمها. توفيت وزجاج بيروت لا يزال يملأ جسدها كما تقول ابنتها لارا. خسرت ليديا أكثر من 60% من سمعها بعد الانفجار واحتاجت الى عمليتين جراحيتين مباشرة إثر الإصابة في ساقيها لتستمر بعد ذلك رحلة الألم والعذاب مع عمليات متكررة لإزالة قطع الزجاج من المناطق الحساسة بعد أن باتت تهدد الوظائف الحيوية. أصيب زوجها عصام في رأسه وجسمه وإن كانت الإصابة أخف من إصابتها لكن الالم والحزن عادل بين الإصابتين. «الندوب التي خلفتها الجروح في جسدَي أمي وأبي لم تكن ألوانها طبيعية ككل الندوب، بل كانت غريبة بألوانها والباكتيريا الموجودة فيها وهو ما يشير الى المواد الكيميائية التي دخلت الجسم».

منذ الرابع من آب 2020 لم تعد ليديا تعرف يوماً هادئاً، أوجاع مستمرة غير مألوفة تكاد تتخطى الطبيعي، ومع كل يوم تتكشف انعكاسات جديدة للإصابة: قلة توازن، صعوبة في النوم مع توقف للنفس أحياناً. السيدة التي كانت تملأ حياة عائلتها حباً وحياة تغيرت صارت إنسانة مختلفة، مقهورة لا تشعر بذاك الرضى الذي كان يرافق حياتها، ما عادت مرتاحة لا في صحتها ولا في بيتها الذي تم ترميمه بعد جهود جبارة وبات بيتاً جديداً،غريباً، مختلفاً عن الحضن الدافئ الذي عاشت فيه 57 عاماً. «يا ريت رحت بهيداك اليوم» عبارة ظلت ليديا ترددها وأمنية كانت تتمناها في قرارة نفسها لكنها صمدت وجاهدت من أجل أبنائها لتبقى حاضرة أمامهم.

«الخسارة التي مني بها أهلي كانت أكبر من أن تعوض فهما لم يفقدا جدراناً واثاثاً ومقتنيات بل فقداً بيتاً شهد كل مراحل حياتهما الزوجية وكل ما فيها من ذكريات. كانا يعودان من أسفارهما بتذكارات صغيرة يجمعانها في البيت، وكان البيت بالنسبة إلينا نحن الأبناء محطة يومية إجبارية نزوره لنستمد منه البركة والحب لحياتنا اليومية. من هنا استمددت القوة لأكافح من أجل إعادة بناء البيت. سنة ونصف أمضاها الوالدان خارج بيتهما في بيت آخر، ورغم كل الحب والدعم الذي تلقياه من الأبناء إلا أنهما بدوا ضائعين وقد فقدا كل ما اعتادا عليه من معالم. وحين عادا الى البيت بدا كل شيء غريباً تم ترقيعه بالممكن وما عاد يذكرهما بحياتهما الماضية».

رجعت ليديا الى بيتها لكن لحظات الانفجار لم تغادر ذاكرتها، حتى ستارة النافذة التي تطل على المرفأ كانت ترفض أن ترفعها، لا تريد لها أن تذكرها بلحظة مرور الصاروخين اللذين تقول إنها رأتهما بأم العين ذاك اليوم وتخشى مرور غيرهما. تجلس على سريرها تتأمل بيتها بحرقة وتتذكر…ليديا رحلت الى مكان آخر علها تجد فيه العزاء و الراحة لكنها تركت خلفها زوجاً تائهاً وأبناء لا يستطيعون أن ينسوا…

«والدي – تقول لارا- خسر بيته ومقتنياته وسيارته الجديدة التي اشتراها قبل فترة بسيطة من الانفجار، وقد أحزنه فقدانها كما احزنه ذاك الشعور بانه فقد جنى عمره. واليوم بعد رحيل أمي تجرع كأس الفقدان التام حتى الثمالة. كلنا لم نعد كما كنا فأنا لا استطيع سماع صوت سيارة إسعاف او رؤية مستشفى لشدة ما عانيناه في هذه السنوات الثلاث، لكن الأسوأ أن أحداً لم يلتفت إلى أهلي أو يعوض عليهم صحتهم وبيتهم وسيارتهم وكأنهم تركوا لمصيرهم يتدبرونه كما يقدرون. حتى اليوم لا تزال حجارة البناية المجاورة مهددة بالسقوط في اية لحظة لذا نحن كأهالٍ سنزيلها على نفقتنا الخاصة لنحمي من تبقى من كارثة جديدة. نحن نعرف حقيقة ما حصل لكننا نكاد نموت واحداً بعد الآخر قبل أن يقروا بهذه الحقيقة»

ناجي إنسان آخر

لحظة دوى انفجار الرابع من آب أصيب ناجي مخلوف الذي يسكن منزلاً قريباً جداً من المرفأ إصابة مباشرة أدخلته في غيبوبة تامة لمدة اسبوع وحين استفاق كان لا بد أن يخضع لجراحة فورية لترميم الجمجمة. مشوار المعاناة لم يتوقف بعد خروج ناجي من المستشفى بل بدأت رحلة من نوع آخر شهدت تحول هذا الزوج والأب الى إنسان آخر مختلف بشكل كلي عن ذاك الرجل «السوبر القوي» الذي كانه قبل الإنفجار.

« بعد الجراحة، بدأ يتعرض لنوبات كهرباء قوية تهز كيانه كله وعلى أثرها تغيرت حياته وحياتنا كعائلة أنا وابنتنا تقول نيكول طربيه زوجة ناجي. فقد زوجي كل ما يرتبط بالمشاعر والأحاسيس والقدرة على التخطيط للمستقبل كما فقد حاستي الشم والذوق. لم يعد لديه اي اهتمام بالحياة واصيب بما يشبه الكآبة. غيرت الإصابة شخصيته وقد عرفنا بعد جهود مضنية وبحث طويل ان إصابته تركت آثاراً في الدماغ في المنطقة المسؤولة عن الشعور وفق ما شرح لنا طبيب مختص استطعنا الوصول إليه بصعوبة بعد « تبويس ألف يد».

لا يتذكر ناجي شيئاً عن الانفجار واللحظة التي حدث فيها. واليوم حين تسأله المعالجة النفسية بم يشعر يجيبها أنه لا يشعر بشيء أو بأن شيئاً ما قد تغير في حياته وحياة عائلته. «اشعر كأنني أعيش مع شخص آخر تقول نيكول، صحيح ان الضرر عليه كان كبيراً لكن الضرر الأكبر كان علي وعلى ابنتي. فالرجل «السوبر قوي» الذي كان سنداً لي ولابنتي هو اليوم لا يعمل، وبعد ان كان مدرباً رياضياً لم تعد لديه القدرة على القيام بهذا العمل».

ناجي لم يتخط الثامنة والأربعين من عمره ولا تزال ابنته نور وهي في الثالثة عشرة بحاجة الى والدها، كانت ترى فيه جبلاً تستند إليه وصار اليوم أمامها كحبة رمل. ربما تعاني في مدرستها من نظرة الرفاق وتشعر بما تمر به والدتها لإحاطتها بالأمان الذي تحتاجه وتشتاق الى والدها الذي تعرفه رجلاً آخر. معاناة ناجي الجسدية لم تتوقف فنوبات الكهرباء تباغته من وقت الى آخر وتطرحه بقوة على الأرض فينجرح راسه من جديد ويحتاج الى جراحة أخرى. الأطباء يتعاطفون مع حالته دون أن يبدوا أملاً كاذباً ويحاولون معه أدوية جديدة تحتاج الى اشهر حتى يبدأ مفعولها بالظهور.

«معاناتنا اتخذت أكثر من شكل تقول الزوجة، فالصعوبة الأبرز في إيجاد الطبيب المختص الذي يفهم الحالة ثم الحصول على موعد منه وبعدها انتظار مفعول الدواء. والصعوبة الثانية الوضع المادي الذي بات يشكل عبئاً علينا كما على كل العائلات، فأنا أعمل أكثر من عمل واحد وأجاهد بكل قدرتي لتأمين ما يحتاجه زوجي وابنتي، لكن الظلم الذي اشعر به يطغى على أية معاناة مادية. فأنا لا أتقبل ما حصل، أشعر أنهم اغتصبوا حياتنا داخل بيتنا نائمين على فراشنا..أقول في نفسي احياناً أن الذي توفي ورحل عن هذه الدنيا ربما ارتاح من معاناته. يقال أن الحزن مثل الصابون يذوب ويتلاشى مع الوقت لكن حزننا يكبر فيما وحدها جريمة المجرم هي التي تصغر وتكاد تتلاشى. الجريمة تذوب والظلم يكبر على الضحايا. هذا الإحساس بالغضب والوجع والخوف والحقد والكراهية يشلني ويجعلني أعيش تمرداً داخلياً لا أعرف كيف اعبر عنه. أحاول جاهدة ألا تنعكس هذه الأمور السلبية على ابنتي لكنني في النهاية من البشر ومهما حاولت لا أستطيع إخفاء هذه المشاعر السلبية عنها».

شعور الخوف لا يغيب عن نيكول، هي على يقين بأن ثمة ضربة أخرى آتية لا محالة. لمَ لا؟ تسأل نفسها، من نجح أول مرة في قتلنا ومرت جريمته من دون عقاب، اي رادع سيمنعه من تكرار جريمته؟ والثانية قد تكون اصعب واقسى لأن الأولى مرت دون مساءلة حتى أنهم قتلوا كل من وجد خيطاً لإدانة المجرم. «راس البيت قد ضرب وانكسر فما الذي يبقى لي بعد؟» تقولها بحرقة سيدة ارادت أن تمضي عمرها مع شريك احبته واختارته فإذا بجريمة العصر تحوله إنساناً آخر.

ظلم المعاناة ومعاناة الظلم

لم تدرك ليليان شعيتو أن فرحة شراء الهدية التي كانت سترسلها الى زوجها المسافر سوف تكون آخر فرحة في حياتها ومن بعدها ستكون أيامها كلها مغمسة بالألم والحزن ومكللة بالظلم واللاعدل. كانت في أحد المتاجر في مجمع أسواق بيروت حين دوى الانفجار. واجهة المتجر الزجاجية الكبيرة سقطت عليها ولسوء حظها كان ذاك الزجاج مزدوجاً وسميكاً ومن النوع الذي لا يتفتت. من وزن الزجاج هوت ليليان وارتطم راسها بعنف بالأرض واصيبت على الفور بكسر في الجمجمة ونزيف داخلي. الموجودون في المتجر ظنوها ميتة لكنهم رأوا الزجاج يتحرك فوق صدرها فحملوها الى مستشفى الجامعة الأميركية. حالتها كانت صعبة جداً، ترجى أهلها الأطباء والمستشفى لإجراء عملية جراحية لها لكن هؤلاء وإن لبوا الطلب حكموا بأنها لن تعيش إلا اياماً نظراً لصعوبة حالتها. لكن ليليان قاومت وبقيت على قيد الحياة، فتحت عينيها وسط دهشة من حولها إنما دون اية حركة أو كلام، ثم راحت تلاحقهم بحركة عينيها ليبدأ بعدها مشوار التطور البطيء والطويل. ستة أشهر قضتها ليليان في مستشفى الجامعة الأميركية وفق ما ترويه لنداء الوطن شقيقيتها نوال. لكنها كانت تحتاج الى مركز علاج فيزيائي يساعدها في استعادة النطق والحركة وهنا بدأت مأساة من نوع آخر أتت لتصب الزيت على نار المعاناة الأصلية.

لم تستطع ليليان الخروج من المستشفى والانتقال خارج البلد للمعالجة لأن جواز سفرها لم يكن معها، رفض زوجها إعطاءه لها وفق ما تخبر شقيقتها. ناشد أهلها المسؤولين وتحولت قضيتها الى قضية رأي عام وتحت ضغط الناس والجمعيات تدخل اللواء عباس ابراهيم واستخرج جواز سفر لليليان وإذناً بالسفر.

في هذه الأثناء حاول أهل ليليان نقلها الى مركز تأهيل لكن وزارة الصحة لم تؤمن تغطية التكاليف إلا في مؤسسات محمد خالد. وفي عز أزمتي كورونا والأزمة المالية كان وضع المؤسسة المذكورة صعباً لا أدوية ولا أطعمة خاصة كتلك التي تحتاجها ليليان التي تأكل عبر نربيش موصول الى خاصرتها، ولا اختصاصية نطق. حاول القيمون على المؤسسة مساعدتها لكن الوضع فيها لم يكن مناسباً لحالة ليليان المتقدمة.

أمضت الأم الشابة التي تحولت ايقونة ألم وظلم في مستشفى الجامعة الأميركية سنتين وثلاثة اشهر تكفلت فيها المستشفى بتكاليف العلاج فيما تكفل الأهل بالأدوية والاحتياجات اليومية. خضعت خلال هذه الفترة لأربع جراحات في راسها ووضعت تحت جهاز تنفس بعد أن تم ثقب قصبتها الهوائية لتستمد منه الأوكسجين.في الرابع من آب 2022 حصلت ليليان أخيراً على جواز سفرها واستغرق تأمين مركز خارج لبنان وإعداد تجهيزات السفر حوالى ثلاثة اشهر لتنتقل بعدها بواسطة طائرة إسعاف خاصة الى مركز تأهيل في تركيا.

في رحلة الألم والمعاناة كانت عائلة ليليان وأخواتها الأربع حولها لم يتركنها دقيقة لا ليلاً ولا نهاراً يتناوبن الأدوار بتفان وحب مطلق. النوم المستمر على سرير المستشفى ساهم في تعقيد حالة ليليان ولو استطاعت الخروج الى مركز تأهيل بعد ستة أشهر لربما كانت حالتها قد تحسنت ولم تضعف عضلات ساقيها كما حصل معها. في تركيا احتاجت الصبية الى عملية جراحية في ساقيها لتستعيد بعض حركتهما وبدأت تخضع لعلاج فيزيائي مكثف وعلاج بالنطق من قبل إختصاصية لبنانية تتابعها أونلاين من بيروت وتؤمن لها الدعم النفسي. بدأت حالة ليليان الجسدية تتحسن نتيجة العلاجات، تحسن وعيها بنسبة 90% وصارت تستطيع تحريك يدها اليمنى وباتت قادرة على الوقوف مع مساعدة وعلى نطق بضع كلمات بسيطة… لكن حالتها النفسية لم تجد من يعالج جروحها أو يزيل الظلم الذي أصابها.

حرمت ليليان من رؤية ابنها الذي كان يبلغ يومه الأربعين وقت الكارثة ووفق ما تقوله شقيقتها نوال فرض عليها حجر صحي من قبل المحكمة الجعفرية لكن في الرابع من آب 2022 صدر حكم يعطيها الحق كما لعائلتها برؤية طفلها لكن الحكم لم ينفذ. وبعدها عقد صلح بين العائلتين وحظيت ليليان بفرحة رؤية وحيدها في الرابع من آب أيضاً وايضاً عل رؤيته تكسر مرارة ذلك التاريخ القاسي. ومن ثم فرحت به مرتين أخريين لتتوقف بعدها زيارات الصبي إليها وحتى الاتصالات المصورة عبر الفيديو.

في تركيا لا تزال ليليان حتى اليوم تعيش هذا الفراغ العاطفي بعيداً عن طفلها، وفي المركز حيث تتابع علاجها تنساب دموعها كلما سمعت بكاء طفل، وتتعامل مع الأطفال الموجودين في المركز بحنان بالغ وكأنها تعوض بهم عن غياب وحيدها.

نوال التي تركت بلدها وعملها وحياتها لتبقى مع شقيقتها تواكب تحسن حالة شقيقتها خطوة بخطوة كما واكبت مراحل معاناتها. تشكر ربها كل دقيقة على بقاء شقيقتها على قيد الحياة وهي مستعدة أن تبذل أكثر لتساعد اختها التي عانت كثيراً وصبرت كايوب وتحملت آلامها لتواجه مصيرها بإيمان. العائلة كلها وقفت الى جانب الابنة المتألمة والناس في لبنان وقفوا الى جانب ليليان وتعاطفوا مع قضيتها وساعدوا فيما مارسوه من ضغوط على حصولها على جواز سفرها. اللواء عباس ابراهيم كان له دور إنساني كبير ومثله أحد الأشخاص وقد تكفل بدفع ما تبقى من تكاليف علاج ليليان في تركيا بعد حملة تبرعات أنشأتها العائلة وكذلك اختصاصية النطق التي تساعدها من لبنان. وحدها الدولة اللبنانية بقيت غائبة عن مأساة مواطنة كانت ضحية إجرام انفجار المرفأ وظلم الأحوال الشخصية.

حالة ليليان الجسدية تشهد تحسناً وصل الى 50%. عبر ما أرسلته لنا شقيقتها من فيديوات لمسنا تطور حالتها لكن مشوار ليليان لا يزال طويلاً وجراحها المعنوية والنفسية أعمق من أن يبلسمها الوقت والنسيان…

قصة انتهت قبل أن تنتهي

في تمام الساعة السادسة وسبع دقائق انقلبت حياة لارا حايك وعائلتها الى الأبد. عشر دقائق فصلت بين حياة ملأى بالحياة وحياة تشبه الموت. اتصلت بها والدتها نجوى من منطقة الحمرا لتتسايرا وتتطمئن الأم الى تفاصيل يومها كما كل يوم وكانت تلك الكلمات الأخيرة التي سمعتها نجوى من ابنتها. أصيبت الشابة الجميلة وهي في غرفتها في منطقة الجعيتاوي سقط عليها «برطاش» الباب والنافذة وزحفت نحو الباب الخارجي لتطلب النجدة.على الفور انطفأت عينها وانكسر حنكها وأصيبت بنزيف دماغي. نقلت الى مستشفى الجامعة الأميركية لكن قلبها توقف في هذه الأثناء وريثما أعيد إسعافها وإحياء القلب كان الدماغ قد تأثر نتيجة عدم وصول الأوكسجين إليه.»هنا انتهت قصة لارا بحسب قول والدتها نجوى. 40 عاماً قضتها الصبية تجاهد لتقف على رجليها انتهت بلحظة».

شهران بقيت في المستشفى تخضع لعناية طبية وبدأ الأطباء يجرّعون والدتها الحقيقة المرة شيئاً فشيئاً. لا أمل يرجى من حالتها. ثقبت قصبتها الهوائية لتتنفس من جهاز عبرها وزودت بنربيش لإطعامها مباشرة في المعدة ونقلت الى مركز بحنس الطبي. رغم معرفتها بالحقيقة لم تستوعب والدتها الأمر وما زالت حتى اليوم تظنه فيلماً سيحمل نهاية سعيدة. لكنها تعرف في قرارة نفسها أن ابنتها رحلت الى عالم مواز. «تركوها لنا كومة عظام، في غيبوبة تامة، تفتح عينيها لكنها لا ترى وتدمع أحياناً. وحدها صلة الأمومة تجعلني أحس فيها وتجعلها تحس فيّ فتغرق أكثر في سريرها وكأنها تبحث عن ضمة. أزورها في عطلة نهاية الأسبوع وامضي يومين معها أداعب شعرها اتحدث معها أخبرها يومياتي هي التي كانت ابنتي ورفيقتي في البيت ومؤنسة أيامي بعد زواج أخيها».

لا تنكر الأم أفكاراً تمر في رأسها أحياناً تجعلها تتمنى لو تتخلص لارا من عذابها لكنها في الوقت ذاته بالكاد يمكنها انتظار نهاية الأسبوع لتزورها وتقبلها وتشمها كما تقول ولتضع رأسها على صدرها لتتأكد أنها لا تزال تتنفس. وما يواسيها ان ابنتها غير واعية على نفسها ولا تشعر بالألم.

حياة نجوى التي انقلبت راساً على عقب تسطرها أكثر من معاناة واحدة فكأن ما حدث لوحيدتها لا يكفي ليأتي معه عذاب من نوع آخر وهو تخلي الجميع عنها. «الإنسانية مفقودة تماماً، لا أحد سأل عنا من نواب او وزراء او إكليروس، لا مسؤولين طرقوا بابنا ليعرفوا قصتنا او ماذا حل بهذه المصابة بعد ثلاث سنوات. إهمال تام وضمير مفقود. هذا ما يحز في نفسي بقدر إصابة ابنتي. أنا في بيتي وبلدي لم يسأل علي أحد. اين الأمان والحماية والرعاية التي يجب أن تؤمنها لي دولتي. عمرك ما ترجعي هذا شعارهم».

وحدها مؤسسة الإمام الصدر وقفت الى جانب العائلة مادياً وتكفلت بتكاليف العلاج الى جانب بعض المؤسسات ومن جهته بنك عودة الذي كانت لارا موظفة فيه أكمل تسديد راتبها حتى اليوم. اما الوالدة نجوى فعزاؤها أنها لا تزال في عملها لتتمكن من الاستمرار مادياً. نقمتها كبيرة تكاد تفوق الألم والحزن ولكن من يسأل عن حزن الضحايا بعد؟

حياة في العتمة

كارمن الخوري صايغ السيدة الجميلة التي كانت تهوى الحياة والأناقة والجمال خسرت في لحظة بصرها حين اصيبت في منزلها إصابة مباشرة تضرر معها العصب البصري في عينيها الاثنتين. تغيرت حالها وانتقلت من الضوء الى الظلمة لكنها ما انهارت ولا استسلمت أصرت على إكمال حياتها كما كانت قبل الانفجار المشؤوم.

رغم صعوبة حالتها لم تفقد كارمن الأمل وما زالت تبحث عن علاج جديد وتتواصل مع مراكز أبحاث عالمية علها تجد اكتشافاً جديداً يعيد إليها ما فقدته. تتابع حياتها في بيتها بإصرار بطولي وبشكل شبه طبيعي، لا تقبل مساعدة من أحد حتى من أقرب الناس إليها وتصر على إنجاز الأمور التي كانت تنجزها سابقاً في بيتها وعلى الاهتمام بنفسها. في هذا تجد عزاء وقوة ولو فقدت اهتمامها لربما انهارت وخسرت مرتين وفق ما تقول شقيقتها لورا الخوري العضو في إحدى لجان أهالي الضحايا والجرحى.

لكن ما يحزّ في نفس كارمن ليس الإصابة الجسدية بل تداعياتها المعنوية فهي لم تر ابنتها عروساً، وقفت الى جانبها، ساندتها لكنها لم تستطع رؤية ثوبها ووجهها وتسريحتها وإن أحست بفرحتها. وحين أنجبت ابنتها طفلتها الأولى لم ترها بعينيها رأتها بقلبها. الى ذاكرة الأمس البعيد تعود كارمن لتكمل حياتها وربما لتنسى الأمس القريب الذي يحمل تاريخ 4 آب.

 

“دم المرفأ”… يطارد السلطات اللبنانية

وسام أبوحرفوش وليندا عازار/الراي” الكويتية/04 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120783/120783/

تستعيد بيروت اليوم الذكرى الثالثة للانفجار الهيروشيمي الذي ضرب مرفأها ودمّر نصف العاصمة تاركاً إياها تتخبّط بدماء أكثر من 200 ضحية و7 آلاف جريح، في ما وُصف بأنه «جريمة ضد الانسانية» ما زالت بعد 3 سنوات برسْم… مجهول معلوم.

وسط إقفالٍ عام، يَخْرُجُ الجَمْرُ مجدداً اليوم من تحت رمادٍ «من لحم ودم» سُفك في ذاك الرابع من اغسطس الذي زلْزل العالم حين انفجر أكثر من 500 طن من نيترات الأمونيوم (من أصل 2700) خُزّنت (منذ 2013) في العنبر رقم 12، فكان «بيروتشيما» الذي «هزّ» الكرةَ الأرضيةَ ولكن «صندوقَه الأسود» ما زال يستعصي على حقيقةٍ يُخشى أن تبقى سرّاً… دفيناً.

أمام المرفأ الذي «هوى» في 4 اغسطس سيحتشد الآلاف، من أهالي الـ 235 ضحية (بعضهم فارقوا الحياة بعد أيام وأسابيع على الانفجار) والجرحى والمتضررين، ومعهم مواطنون لا يصدّقون أن ثالث أقوى انفجار غير نووي عرفتْه البشرية قد يمرّ بلا «يوم حسابٍ» بعدما «استخدمت السلطات في لبنان كل السبل التي في متناولها لتقويض التحقيق المحلي وعرقلته بوقاحة لحماية نفسها من المسؤولية وترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب في البلاد» كما أعلنت أمس منظمة العفو الدولية.

وعشية الذكرى، لم تهدأ المخاوف من أن تبقى السياسة وحساباتها أقوى من «الصوت» الذي سيعبّر عنه حضور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا الوقفة التضامنية اليوم، في المرفأ مع ممثلي السفارات المعتمدة في بيروت والوكالات الدولية العاملة في العاصمة اللبنانية «لتأكيد عدم نسيان الضحايا وعائلاتهم والإصرار على مجراها للوصول إلى الحقيقة»، وأيضاً من مناشدات الأهالي تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية لمعرفة الحقيقة ووقف مسار طمْسها، وهو المطلب الذي تبنّاه أخيراً البرلمان الأوروبي وترفعه أكثر من 300 من منظمات المجتمع المدني اللبنانية والدولية.

ولم يكن عابراً أمس، بيان لـ «مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان» أعرب عن الأسف «لعدم إحراز تقدم في المسار القضائي»، داعياً «السلطات اللبنانية إلى ازالة جميع العقبات التي تحول دون تحقيق العدالة، وتسهيل استكمال تحقيق نزيه وشامل وشفاف».

وأضافت المجموعة «انّ ضمان المساءلة القضائية ومكافحة الإفلات من العقاب جزء لا يتجزأ من استعادة صدقية مؤسسات الدولة اللبنانية. والجمود الذي يكتنف التحقيق في انفجار المرفأ يؤكد الحاجة الملحة لحماية استقلالية القضاء اللبناني وحياده ونزاهته».

وسيشكّل الحشدُ المنتظر اليوم ما يشبه «الاستفتاء الشعبي» حول أولوية إحقاق العدالة وإخراج التحقيق من خلف قضبان السياسة التي التفّت على «عنقه» وعطّلته منذ ديسمبر 2021، فيما بدا تحرُّك نُظّم أمس داخل قصر العدل في بيروت الذي اقتحمه العشرات طبعوا على الأرض صور المسؤولين «المطلوبين للعدالة» للتذكير بوجوب محاكمتهم بقضية انفجار المرفأ، بمثابة عيّنة مما قد تشهده مرحلة ما بعد إحياء الذكرى اليوم في مؤشرٍ إضافي إلى أن ثلاثة أعوام من التسويف ومحاولاتِ تقويض الحقيقة لم تنجح في تطويع الأهالي ولا «تنويم» الملف رغم كل مساعي إبقائه… على الرف.

في موازاة ذلك، بقيت المعاينة لصيقةً للوضع في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الذي يُخشى أن يكون دخل مرحلةً على طريقة «معارك بين الحروب» تنطبع بفتراتِ هدوء نهاراً ثم انهيار لوقف إطلاق النار تحت جنح الظلام.

وإذ عاش المخيم نهار أمس أجواء من الهدوء الحذر، لم تسترح السيناريوهاتُ التي تحاول التقصّي عن خفايا «تحريك الصفيح الساخن» في عين الحلوة، وسط تقارير عن عودة قادة إسلاميين إليه أخيراً ودخول مسلحين وإرهابيين من سورية إليه في سياقِ محاولاتٍ لإغراق حركة «فتح» في وقائع ميدانية أشبه بـ «ترسيم نفوذ» جديد على حساب حضورها ومن خلفها السلطة الفلسطينية، وذلك بخلفيةٍ تتصل بتوسيع رقعة السيطرة على القرار الفلسطيني والإمساك بمفاتيحه من قوى إقليمية تحت سقف «وحدة الساحات».

وفي حين لم تَسقط من القراءات اعتباراتٌ ترتبط بنياتٍ لتوريطِ الجيش اللبناني في «ملعب نارٍ» حارق، هو الذي يتم استهداف مراكز له في محيط المخيم، واستطراداً لجرّ مجمل الوضع اللبناني إلى منزلق أمني في توقيت سياسي تتحّكم به الأزمة الرئاسية ومحاولات خرق الانسداد الكامل الذي يطبعها، فإن «أسراراً» كثيرة تنطوي عليها ملابسات تفجير «عين الحلوة» وهل كانت نتيجة تلقائية لمحاولة اغتيال المطلوب «ابو قتادة» (يوم السبت وهو من الإسلاميين) ما أدى لمقتل شاب كان برفقته (عبد فرهود)، أم أن هذا التطور وما أعقبه من اغتيالٍ لرأس الهرم الأمني في المخيم القيادي الفتحاوي أبواشرف العرموشي خلال محاولته إنجاز التسوية لتسليم مطلق النار على ابو قتادة، هو «رأس جبلِ جليدِ» مخطط متعدد البُعد و… اللاعبين.

 

ألغام سياسية تحاصر المحقق في تفجير المرفأ

يوسف دياب/الشرق الأوسط/04 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120783/120783/

عاماً بعد عام، تضيق مساحة الأمل لدى اللبنانيين بالوصول إلى معرفة الحقيقة الكاملة وراء انفجار مرفأ بيروت أو تفجيره، فيما يكبر الحزن والأسى لدى أهالي الضحايا والمصابين الذين لم تبرأ جراحهم، ولا أولئك الذين دُمّرت بيوتهم أو فقدوا مصدر رزقهم جرّاء هذه الكارثة. ومع حلول الذكرى الثالثة للتفجير المدمّر يرتفع منسوب الغضب لدى هؤلاء جميعاً، جرّاء الحصار السياسي الذي يلفّ التحقيق العدلي المتوقف كليّاً منذ 19 شهراً بفعل عشرات دعاوى الردّ والمخاصمة المقامة ضد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، وقطع الطريق على كلّ محاولات فتح الباب أمام مسار العدالة من جديد.

كل المعطيات المتوفرّة، تفيد بأن قاضي التحقيق العدلي أنجز ما يزيد عن 70 في المائة من مهمّته، وبات قاب قوسين أو أدنى من إعلان حقيقة ما حصل في الرابع من أغسطس (آب) 2020، لكن ذلك لا يكفي، طالما أن عجلة التحقيق متوقفة منذ أصدر البيطار لائحة الادعاء وضمّنها أسماء سياسيين كبار، أبرزهم رئيس الحكومة السابق حسان دياب، ووزير المال السابق علي حسن خليل، ووزيرا الأشغال السابقان غازي زعيتر ويوسف فنيانوس، بالإضافة إلى المدير العام للأمن العام (السابق) اللواء عباس إبراهيم، والمدير العام لأمن الدولة الحالي اللواء طوني صليبا، وقائد الجيش السابق العماد جان قهوجي.

الفريق المتضرر من التحقيق بجريمة المرفأ لم يقف عند محاصرة المحقق العدلي وتقويض دوره فحسب، بل تمادى أكثر ونجح في شقّ صفّ أهالي الضحايا الباحثين عند العدالة، وبدل أن يصوّب هؤلاء الأهالي على ملاحقة المتسببين بالانفجار وقتل أبنائهم، حولوا هجومهم على المحقق العدلي وطالبوه بالتنحّي، متهمين إياه بـ«تسييس القضية وتضييع الحقيقة».

مطلع العام الحالي، وبعد 12 شهراً على تعطيل التحقيق، تمكّن البيطار من تحريك المياه الراكدة، فأصدر اجتهاداً قانونياً اعتبر فيه أن «المحقق العدلي لا يخضع لدعاوى الرد طالما أنه ينظر في جريمة تطال أمن الدولة والسلم الأهلي، ولأن مهمته تختلف عن مهمة قاضي التحقيق العادي». وقرر إصدار لائحة ادعاء جديدة ضمنها أسماء: النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، والمحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري، والقاضيين في أمور العجلة كارلا شواح وجاد معلوف، وحدد مواعيد لاستجوابهم مع السياسيين المدعى عليهم والقادة الأمنيين المذكورين.

هذا القرار المفاجئ أحدث صدمة كبرى لدى الأوساط القانونية والسياسية. لم يتأخر ردّ القاضي غسان عويدات عليه، فسارع إلى رفض تسلم أي ورقة من المحقق العدلي أو تنفيذ المذكرات التي تصدر عنه، واتخذ قراراً يقضي بالإفراج الفوري عن جميع الموقوفين بالملف دفعة واحدة، واتبعها بالادعاء على البيطار بجرم «انتحال صفة محقق عدلي واغتصاب سلطة، ومنعه من السفر، ولوّح عويدات بإصدار مذكرة إحضار بحقه وتكليف جهاز أمن الدولة بتنفيذها، وكانت الخطة تقضي باعتقال المحقق العدلي فور حضوره إلى مكتبه في قصر العدل، غير أن المساعي التي بذلها رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، والاتصالات واللقاءات التي أجراها مع عويدات والبيطار، ومع وزير العدل القاضي هنري الخوري، نجحت بنزع فتيل تفجير القضاء من الداخل، وترجم ذلك بإعلان البيطار تأجيل جلسات التحقيق التي كان مقرراً انطلاقها اعتبار من 6 فبراير (شباط) الماضي، إلى مواعيد تحدد لاحقاً، وعزا أسباب التأجيل إلى أمرين: الأول البت بدعوى عويدات ضده، والثاني تسوية النزاع مع النيابة العامة التمييزية التي تشكل ممراً إلزامياً لتنفيذ مذكراته، إلا أنه لم يتحقق شيء منهما حتى الآن، رغم قرار رئيس مجلس القضاء بتعيين الرئيس الأول لمحاكم الاستئناف في بيروت القاضي حبيب رزق الله، قاضي تحقيق وتكليفه مهمة استجواب البيطار؛ لتبيان حقيقة ما إذا كان منتحل صفة محقق عدلي أم لا.

حالة الترقّب والقلق من تجميد المسار القضائي لا تقف عند أهالي الضحايا وغالبية الشعب اللبناني المتضامنة معهم فحسب، بل تقع تحت المجهر الدولي، فثمة دول غربية سقط لها ضحايا وعلى رأسها فرنسا، تضع القضاء اللبناني برمته تحت المجهر، ولا تتوقف عن إرسال المذكرات التي تستفسر فيها عن أسباب تعطيل التحقيق، وتسأل عمّا يفعله البيطار بانتظار البتّ بالدعاوى المقامة ضدّه، فتردّ أوساط مطلعة في قصر العدل بأن المحقق العدلي الذي يلازم منزله «ينكب على دراسة أوراق الملف». وتحاول هذه الأوساط تبديد الأجواء القاتمة، وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «التحقيق سيستكمل وسيصل إلى النهاية التي يتوخاها أهالي الضحايا وكلّ اللبنانيين». وتشير إلى أن البيطار «وصل إلى مرحلة متقدمة، وهو مقتنع بأن الملفّ سيبلغ خواتيمه، ولو كان لديه شكّ باستحالة إنجاز مهمته لكان تنحّى عن الملفّ منذ أشهر طويلة». وبرأي هذه الأوساط فإن البيطار «يدرك أنه يتسلّم ملفاً كبيراً وخطيراً، وأن مهمته محفوفة بالألغام، ورغم ذلك قَبِل المهمّة التي كلفته بها الدولة اللبنانية ومؤسسة القضاء، ويعتبر أن العراقيل التي تواجهه ليست مستغربة في بلدٍ فيه هذا الكمّ من التعقيدات السياسية»، لكن الأوساط استغربت «أن يتحوّل البيطار من محقق باحث عن العدالة، إلى مدعى عليه ومتهم باغتصاب سلطة، وأن تعمد جهة قضائية إلى ملاحقته وإطلاق سراح الموقوفين خلافاً للقانون». وقالت: «البيطار رجل يتبع لمؤسسة قضائية عليها أن تتخذ موقفاً حاسماً مما يجري، وأن تضع الأمور في نصابها حتى يستقيم مسار العدالة ويعرف اللبنانيون حقيقة ما حصل في 4 آب ومن سبب نكبتهم».

 

العدالة مطلبٌ ضائعٌ… ومصير التحقيق في عهدة القاضي رزق الله

طوني كرم/نداء الوطن/04 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120783/120783/

تحلّ الذكرى الثالثة لتفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020، على وقع إحتدام نزاعٍ خفيّ بين المؤتمنين على تحقيق العدالة في لبنان؛ أدّى إلى إقحام السلطة القضائية في خضمّ الشرخ السياسي ما بين مؤيّدٍ لمسار المحقّق العدلي طارق البيطار، ويحظى بدعم أهالي الضحايا، وبين رافضٍ له بعد تحويل المحقّق العدلي مدّعى عليه بجرم «إغتصاب السلطة»، خصوصاً بعدما وصل به الأمر إلى الإدعاء على المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات وآخرين.

بعد تعليق التحقيق في 23 كانون الأول 2021، وانتظارٍ دام ما يقارب 13 شهراً من دون تمكن القضاء من بتّ طلبات الردّ والمخاصمة المقامة في وجه المحقّق العدلي طارق البيطار، وبروز محاولات جمّة لتعيين قاضٍ رديف يأخذ على عاتقه بتّ طلبات إخلاء سبيل الموقوفين والمدّعى عليهم في الملف، إرتكز القاضي البيطار على اجتهادٍ قانوني أعدّه، خوّله الإعلان في 23 كانون الثاني الفائت، عن استئناف عمله وتخطّي التعثّر في التحقيق. وذلك، إستناداً إلى تحليل قانوني، قال فيه «إن القواعد التي تحكم عزل القضاة المنصوص عليها في المادة 357 من القانون 328 لا تنطبق على دوره، وإن محاولات عزله قد تكون انتهكت المبدأ الدستوري لفصل السلطات»، وفق ما ورد في تقريرٍ صادر عن «هيومن رايتس ووتش» و»منظمة العفو الدوليّة».

ولم يقف البيطار عند هذا الحدّ، بل عمد إلى الادّعاء على المدّعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، والمدير العام السابق للأمن العام عباس إبراهيم، والمدير العام لأمن الدولة طوني صليبا، وقائد الجيش السابق جان قهوجي، وضابطي المخابرات السابقين جودت عويدات وكميل ضاهر، ورئيس المجلس الأعلى للجمارك أسعد الطفيلي، وعضو المجلس غراسيا القزي، والقضاة: غسان خوري، وكارلا الشواح، وجاد معلوف؛ وتحديد مواعيد لمثولهم أمامه ضمن مهلة لا تتعدى الشهر الواحد. وبذلك انضمّت تلك الأسماء إلى القائمة السابقة للمدّعى عليهم، ومن بينهم رئيس مجلس الوزراء السابق حسان دياب، والوزراء السابقون نهاد المشنوق وعلي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس.

إلّا أنّ الردّ على البيطار لم يتأخّر، وأتى سريعاً فأمر القاضي عويدات بإطلاق جميع الموقوفين في قضيّة تفجير المرفأ، والادّعاء على المحقّق العدلي البيطار بارتكاب «جرائم عدة»، منها «إغتصاب السلطة»، ومنعه من السفر، وتحديد 26 كانون الثاني 2023 موعداً لاستجوابه. وذلك قبل أن تؤدي الإتصالات داخل مجلس القضاء الأعلى إلى وقف هذه الإجراءات مع تعليق كلا الطرفين مواعيد مثول المدعى عليهم أمام المرجع القضائي المعني في الادّعاء.

في غضون ذلك، ورغم رهان البعض على أنّ إطلاق الموقوفين يعدّ محاولة متقدّمة لإفراغ الملفّ من جديّته، ويبدّد الآمال المعقودة على إعادة استئناف التحقيق المحلي، إلى جانب المطالبات النيابيّة والشعبيّة الهادفة إلى تأمين التأييد الدولي عبر «مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة» من أجل إنشاء بعثة محايدة لتقصي الحقائق في تفجير مرفأ بيروت؛ فإنّ تكليف رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، قبل ما يقارب الشهرين، للرئيس الأول لمحكمة الاستئناف القاضي حبيب رزق الله، مهمة الإستماع إلى القاضي البيطار في الادّعاء المقام في وجهه من المدّعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، ترك الباب مشرعاً أمام عدة خيارات، تتمحور على تعزيز مشروعيّة الإجتهاد الذي إرتكز عليه المحقّق العدلي القاضي البيطار من أجل تخطي طلبات الردّ في حقه، أو إطلاق رصاصة الرحمة القاضية على الآمال في تحقيق العدالة، ومن خلالها القضاء على السلطة القضائيّة في لبنان.

3 احتمالات أمام القاضي رزق الله

وفي هذا السياق، يوضح المحامي نزار صاغيّة لـ»نداء الوطن»، أنّ تعيين محقّق للإستماع إلى القاضي البيطار من شأنه أن يحمي التحقيق، بعد أن كان المدّعي العام التمييزي يستطيع استكمال خطواته التصعيديّة بإصدار مذكرة جلب في حق المحقّق البيطار وصولاً إلى توقيفه. في حين أنّ القاضي رزق الله وبعد الاستماع إلى البيطار قد يعمد إلى إعادة إطلاق المسار القانوني للتحقيق، وتجنيبه المزيد من العراقيل.

ورغم استغراب أوساط قضائيّة سرعة تسريب خبر تعيين الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف للاستماع إلى البيطار، نظراً إلى السريّة المطلقة التي ترعى التحقيق مع القضاة، فقد كشفت أن بتّ الادّعاء على البيطار لا يتطلّب الكثير من الوقت، ويتمحور على 3 خيارات:

1- حفظ الشكوى المقامة في حق القاضي البيطار، واعتبار أنّ ما قام به لا يندرج في خانة «اغتصاب السلطة» واستغلال مركزه. وهذا ما يؤدّي حكماً إلى الإفراج عن التحقيق وصولاً إلى إصدار القرار الإتهامي بعد تخطي كل العراقيل وطلبات الردّ المقامة والتي قد يلجأ البعض إليها في وقت لاحق من أجل الإمعان في تعطيل التحقيق.

2- إعتبار القاضي رزق الله أنّ ما اجتهده البيطار لنفسه من أجل تخطي طلبات الردّ ووضع يده من جديد على الملف غير قانوني، وتجاوز للصلاحيات المنوطة به. وهذا ما يؤدي إلى بتّ الشكوى لمصلحة عويدات، واتهام البيطار بـ»اغتصاب السلطة»، وتالياً محاكمته.

3- ترجمة المساعي التوفيقيّة التي يدأب رئيس مجلس القضاء الأعلى في القيام بها للحدّ من الشرخ وضرب السلطة القضائية في قرار رزق الله، واعتبار الطرفين على بينّة من الحقيقة، وأن لا خلفيات جرميّة تستدعي محاكمة البيطار أو كسر عويدات. وهذا ما يكفل للبيطار العودة إلى استكمال التحقيق وإصدار قراره الإتهامي ووضع الكرة في ملعب النيابة العامة التمييزيّة لإبداء الرأي في حال ارتأت الاطّلاع على قرار البيطار، وسط ترجيحات تشي برفض استلامه من الأساس.

تخوّف من تحلّل ما تبقّى من السلطة القضائية

وإذ حلّت الذكرى الثانية لتفجير المرفأ على وقع مراقبة انهيار الأجزاء المتبقّية من أهراءات المرفأ، الشاهد الحيّ على جريمة العصر، فإن التخوّف من تحلّل ما تبقّى من سلطة قضائيّة في لبنان يطغى خلال إحياء الذكرى الثالثة لهذا التفجير، وسط تشديد الأهالي على وجوب العمل على إبطال مفاعيل الإنقلاب على المحقّق العدلي، والسعي إلى إنشاء لجنة تقصّي حقائق دولية.

وفي هذا السياق، كشف المحامي نزار صاغيّة أنّ تكليف القاضي رزق الله، التحقيق مع القاضي البيطار أزال الخطر عن إمكان توقيف الأخير، جرّاء تنفيذ مذكرة الجلب الصادرة عن القاضي عويدات في حقه. وأعاد التأكيد على إمكان أن يساهم قرار القاضي رزق الله في تحسين مشروعية الإجتهاد الجريء أي «اجتهاد الضرورة» الذي ارتكز عليه البيطار من أجل تخطي الثغر التي تعوق استكمال المسار القضائي للملف، وإثبات أنّ البيطار فعلاً صاحب سلطة ولا يعمد إلى اغتصابها. ويكرّس بذلك، تحريره من دعاوى الردّ والمخاصمة التي تحوّلت كيديّة، ويعطيه مشروعية تخوّله الوقوف في وجه هذه «الترسانة» أي المنظومة التي تعمد إلى مهاجمته.

وإلى جانب ترك صاغيّة الباب مشرعاً أمام إمكان الضغط من جديد على قاضي التحقيق رزق الله من أجل اتخاذ القرار الذي يضمن استكمال التحقيق، كما مناشدة البيطار استكمال عمله وإصدار تقريره الظني في حال عدم بتّ رزق الله الملف؛ رأى أن إمكان لجوء القاضي رزق الله إلى اتخاذ قرار سلبي في حق البيطار من شأنه أن يضع قضية التحقيق في تفجير المرفأ في مكان بالغ الحرج، وصعب للغاية، ويدلّ الى أنّ تعطيل الدعوى أصبح أبدياً والوصول إلى الحقيقة أصبح عبثياً… قبل أن يستطرد واضعاً إمكان اعتبار القاضي البيطار مغتصباً للسلطة، و»كأنّه إعلان من القضاء نفسه على إنهاء السلطة القضائية في لبنان، وإعطاء أحقيّة ووسيلة لتشريع الحواجز التي تساهم في نسف العدالة، أكان في هذه القضيّة أوما سينطبق لاحقاً على العديد من القضايا المشابهة». وعن المطالبة بتحقيق دولي، رأى صاغيّة أنّ هذا الخيار غير متاح جرّاء غياب الإرادة الدوليّة بذلك، ما دفع الأهالي إلى الإستعاضة عن المطالبة بتشكيل محكمة دوليّة، بإنشاء لجنة تقصي حقائق عبر مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، لتعمل تحت إشراف القاضي والمحاكم اللبنانيّة، إلا أنّ هذا الأمر أيضاً لا يزال بعيد المنال، وسط نقل تقرير صادر عن «هيومن رايتس ووتش» أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفض هذا الخيار.

رالف طنوّس

إلى ذلك، وبعد إطلاق الموقوفين في الملف، ومحاولة ترهيب أهالي الشهداء عبر الشكاوى المقامة في حقهم، إعتبر المحامي رالف طنّوس أنه رغم التبعات الخطيرة للإعتداء على التحقيق، أو الإنقلاب عليه، إلّا أن إطلاق الموقوفين لا يعدّ مانعاً أمام استمرار التحقيق، لكون تحديد المسؤوليات غير مرتبط حصراً بالمشتبه فيهم أو الموقوفين السابقين.

ولفت طنّوس إلى وجوب أن يعمد مجلس القضاء الأعلى إلى انتداب قضاة لرئاسة محكمة التمييز تمهيداً لبتّ هيئتها العامة طلبات الردّ، وعدم انتظار مآل الشكوى المرفوعة في حق القاضي البيطار. وذلك وسط تشديده على محاولات الضغط على أهالي الشهداء التي لم تردعهم عن المطالبة بإحقاق العدالة.

المدّعى عليهم: لإعادة تصويب المسار القضائي

وفي سياق متصل، ومع التخبّط القضائي الطاغي على هذا الملفّ، اعتبرت أوساط المدّعى عليهم في هذه القضيّة أن تعطيل المسار القضائي فاقم الضرر اللاحق بهم، وسط تشديدهم على اتّباع الأطر القانونية التي يكفلها القانون من أجل تبيان براءتهم والدفاع عنهم منذ اليوم الأول.

ورغم وضع طلبات الردّ في خانة التعطيل الممنهج للمسار القضائي، رأت الأوساط نفسها أنّ القضاء لم يتح لهم حتى الآن حق الدفاع عن الإدعاءات المساقة في حقهم، تحديداً وأنّ الأصول التي اتبعها القاضي البيطار في حقهم تعدّ مخالفة للقانون، جرّاء إمعانه في ردّ الطلبات شكلاً دون إفساح المجال أمام البحث في مضمون تلك الطلبات، قبل رمي المسؤوليات من جديد ما بين محكمتي الاستئناف والتمييز. ووسط تأكيدهم على الشوائب التي تعتري المسار القانوني لمقاربة هذا الملف، ومنها وضع اجتهادات البيطار الخاطئة في خانة التزوير الجنائي، شدّدت الأوساط نفسها على وجوب استكمال التحقيق وتصويب مساره الذي دفع بعض أهالي الضحايا، كما الموقوفين والمدّعى عليهم إلى الإعتراض عليه قبل أن يتحوّل هذا الإعتراض إلى مشكلة داخل السلطة القضائية نفسها.

وحتى جلاء الصورة النهائيّة للتخبّط السياسي القضائي المسيطر على هذا الملف، تبقى المطالبة بكشف الحقيقة وإحقاق العدالة مطلباً مشتركاً بين أهالي الضحايا، كما بين المشتبه في ضلوعهم في هذه القضيّة، التي تتطلب مواكبةً من الرأي العام والدفع باتجاه إعلاء صوت الحق والعدالة ولو لمرة واحدة في تاريخ لبنان.

 

للقاء أحبائهم… أهالي ضحايا المرفأ “يطلبون الموت”

بولا اسطيح/الشرق الأوسط/04 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120783/120783/

قبل 3 أشهر فقدت ماريا زيتون (38 عاماً)، ابنة منطقة الأشرفية في العاصمة بيروت، والدها إثر أزمة قلبية. عادت من عملها لتجده ملقى على الأرض. نادته فوجدته ميتاً. ماريا كانت قد بدأت تتعايش مع فكرة الموت الذي هزها بقوة في أغسطس (آب) 2020 حين انهار منزلهم المتاخم لمؤسسة كهرباء لبنان والمواجه للمرفأ على رؤوسهم؛ ما أدى إلى وفاة والدتها التي كان تقف قربها، فوراً. هي أصيبت إصابات بالغة ووالدها فقد إحدى عينيه.

خضعت الصبية لعلاج جسدي ونفسي طويل. وهي تقرّ أنها لم تشف بعد خاصة أن جرحها الذي لم يلتئم بعد فُتح من جديد مع موت والدها وتحولها يتيمة الأم والأب ووحيدة من دون أشقاء. هي تعيش اليوم في منزل والديها الذي أعادت إحدى الجمعيات ترميم نصفه. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا أحتاج أصلاً إلى القسم المدمر. فالوحدة قاتلة وأنا بت أعدّ هذا المنزل بمثابة مقبرة. ففيه ماتت أمي وأبي».

ماريا كما كل أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت لا تزال تعول على أن تتحقق العدالة في يوم من الأيام، قائلة: «صحيح أن تحقيق العدالة لا يعيد الميت إلى الحياة، لكنه على الأقل يعطي الميت حقه كما يعطينا نحن كضحايا أصبنا وعانينا ما عانيناه حقنا». وتضيف: «أتمنى شيئين في هذه الحياة. إما أن أذهب للقاء أمي وأبي مجدداً لأن لا شيء أعيش لأجله اليوم أو أن أتمكن من تأسيس عائلة عسى ذلك يخفف قليلاً من أوجاعي».

أوجاع ماريا تماماً كأوجاع ميراي خوري والدة الشاب الضحية إلياس خوري والذي توفي عن عمر ناهز الـ17 عاماً نتيجة إصابات بالغة تعرّض لها جراء انفجار المرفأ أثناء تواجده في غرفته. تقول خوري لـ«الشرق الأوسط»: «الوجع لا يخف مع مرور السنوات. هو إما يبقى كما هو أو يزيد في بعض الأحيان». تخون ميراي دموعها قبل أن تضيف بغصة: «كلما فكرت أنه في مثل هذا اليوم كان ليتخرج مع أصدقائه أو أن في هذا التاريخ ذكرى مولده، وغيرها كثير من المناسبات التي كان يفترض أن تكون مناسبات سعيدة، يعود الجرح لينزف بقوة والوجع ليشتد».

وتشير خوري إلى أن «الشعور بالوجع لا يوازيه إلا الشعور بالظلم نتيجة عدم تحقيق العدالة حتى اليوم»، قائلة: «أنا أصلاً أعيش على هذا الأمل. وإذا كنت أتنفس وأقف على قدمي لضمان تحقيق العدالة لابني». وتُعدّ خوري من أبرز أهالي الضحايا الذين يتابعون من كثب الملف القضائي داخل لبنان وخارجه. وهي ترى أن أبرز ما أنجزه الأهالي هو «منع تحويل الملف إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، كما منع تعيين قاضٍ رديف لقاضي التحقيق العدلي (الموقوف عن عمله بسبب دعاوى رفعها سياسيون ولم يتم البت فيها بسبب تعطيل المناقلات القضائية)، لافتة إلى أن «المجتمع الدولي بات أقرب ليقتنع بأن لا أمل بالتحقيق المحلي، وأن المطلوب إطلاق تحقيق دولي بهذه الجريمة». وتضيف: «المهم أن يدرك الشعب اللبناني أن هذه القضية ليست قضية 200 عائلة فقط. نحن حياتنا انتهت. عدم تحقيق العدالة اليوم يعني أنه لن يكون هناك أي أمل ببناء بلد حقيقي. فهل هذا ما يريده اللبنانيون؟».

تماماً كجروح الأهالي التي لم تشف، لا يزال مرفأ بيروت يحمل تشوه الرابع من أغسطس. الإهراءات المشلّعة والتي انهار قسم منها عام 2022 تذكّر يومياً آلاف من يسلكون الأوتوستراد المواجه للمرفأ بحجم الكارثة التي ألمّت بالعاصمة قبل 3 سنوات. أما من يقترب أكثر من موقع المرفأ أو من تسنح له فرصة التنقل داخله فقد يصدمه بعض الدخان المتصاعد قرب مبنى الإهراءات، ليتبين أنه نتيجة تخمر القمح المتناثر بسبب درجات الحرارة المرتفعة. كذلك تستوقفه سيارة لدفن الموتى محطمة ومركونة مع مئات السيارات التي تحولت لـ«الكسر». كما أن كميات هائلة من الحطام والردميات تم تجميعها في القسم المتاخم للإهراءات.

وقد طلب وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية من إدارة المرفأ في 11 يوليو (تموز) الماضي إعداد دفاتر الشروط اللازمة لملفات التلزيم الخاصة بأعمال التأهيل والصيانة لبعض مرافق مرفأ بيروت على أساس دراسات تفصيلية وفقاً لأحكام قانون الشراء العام، وذلك ضمن خطة إعادة إعمار المرفأ. على أن تلحظ أعمال: تعزيل وصيانة الأحواض، صيانة الأرصفة، وإزالة الردميات. كما طلب إعداد دفتر شروط لزوم تلزيم مزايدة عمومية لتأهيل وتشغيل وإدارة محطة المسافرين. ويقول حمية لـ«الشرق الأوسط»: «بهذا يمكن القول إن عملية إعادة الإعمار انطلقت فعلياً وبأن مرفأ بيروت يعيد إعمار نفسه بنفسه بعدما ذهبت كل الوعود الدولية بالمساعدة بإعادة الإعمار أدراج الرياح». ويرد ما قد يعدّه البعض تأخيراً بهذه العملية للانكباب على «زيادة إيرادات المرفأ بشكل يمكّن من إعادة الإعمار وبالوقت نفسه من تأمين مداخيل لخزينة الدولة لتأمين مصاريف القطاع العام».

ووفق أحدث الأرقام، ارتفعت إيرادات مرفأ بيروت في العامين الماضيين بشكل كبير مقارنة بالأعوام التي تلت الانفجار. ففي حين كانت الإيرادات نحو 181 مليون دولار عام 2019، انخفضت بعيد الانفجار لتبلغ نحو 42 مليون دولار عام 2020 و15 مليون دولار عام 2021 قبل أن تعاود الارتفاع لتبلغ نحو 69 مليوناً عام 2022 و64 مليونا خلال الأشهر الـ6 الأولى من عام 2023.

هذه الأرقام تعكسها الحركة الكبيرة في محطة الحاويات التي يديرها ويشغّلها القطاع الخاص لمدة محددة، كما الأشغال في قسم الـ«كارغو»، حيث يتم تحميل وتفريغ الأخشاب والحديد وكل المواد التي لا تحتاج إلى أن توضع في صناديق كبيرة. ولعل أبرز ما يتوجب التوقف عنده في مجال النهضة التي يشهدها المرفأ هي حركة المسافنة التي تعدّ بحسب حمية، «معياراً أساسياً لثقة الشركات العالمية بالمرفأ»، فبعد أن انخفضت في الأعوام الماضية عادت لترتفع بشكل كبير بالعام الحالي لتبلغ 86.12 في المائة.

 

الجيش يرصد تداعيات عين الحلوة: لا مخطّط مسبقاً

هيام القصيفي/الأخبار/04 آب/2023

يرصد الجيش تداعيات أحداث عين الحلوة، بما هو أبعد من اليوميات العسكرية. وهو إذ لا يتوقف عند سيناريوهات ما قبل المعركة، ينتظر زيارة وفد من حركة فتح، ويتخوّف من تمدّد التفلّت الأمني وتجدّد ظاهرة التنظيمات الأصولية

يتعاطى الجيش بواقعية مع أحداث عين الحلوة. الخطورة في ما جرى تكمن في مستويات عدة، لا تنحصر بالوقائع الأمنية اليومية التي جرت، من اغتيالات متبادلة وقصف وتهجير وتدمير. والإطار السياسي – الأمني الأوسع، يتعلق بقراءة سياسية أمنية، لما قبل وما بعد أحداث عين الحلوة. علماً أن وفداً سياسياً رفيع المستوى من حركة فتح سيزور بيروت قريباً لمواكبة مرحلة ما بعد وقف النار وتثبيته والعمل على محاصرة تداعياته.

كان جلياً أنه لم يتم التعامل سياسياً مع انفجار الوضع الأمني بالاهتمام اللازم مع بدء الاشتباكات. القوى السياسية الرئيسية من الصف الأول، والمسؤولة مباشرة، تصرّفت وكأنّ الحدث الأمني محصور في حدود مخيم عين الحلوة والفصائل الفلسطينية، ولا انعكاس مباشراً له على مجمل الوضع الداخلي. وحكومة تصريف الأعمال تحرّكت لاحقاً، فيما أخذ الموضوع الأمني صداه على قاعدة المطالبين بلجم التدهور من جهة والراصدين لخلفية ما جرى وتداعياته، بما هو أبعد من الساحة اللبنانية ليطاول الضفة الغربية وغزة. ومع تصاعد حدة الاشتباكات وتوسّعها وحجم التهجير الذي رزحت تحته صيدا، انتقل التحرك إلى مستوى أكثر فاعلية.

رغم أن الجيش عمل منذ اللحظة الأولى على محاولة وقف الاشتباكات، إلا أن ثغرة أساسية تعيقه، فهو لا يتواصل إلا مع فتح، ولا صلة مع التنظيمات الأصولية التي عمل وسطاء على التواصل معها. في المقابل فإن ما يُتوقف عنده اليوم أمران، تثبيت وقف النار وعدم الانزلاق مجدداً إلى الاشتباكات، وتسليم «جميع» المطلوبين بالاغتيالات، ولا سيما لمعرفة خلفيات وحقيقة الدوافع التي أملت ما جرى. ومع ذلك، يُنتظر مجيء وفد فتح لوضع الأمور في نصابها ومعرفة حقائق المرحلة المقبلة.

فتحت اشتباكات عين الحلوة العيون على أن مشكلات المخيمات لا تزال قائمة وتحمل جذوراً خطرة في حال قرّر أي من الأطراف استخدامها. فالانشغال اللبناني بالنزوح السوري وبمخيمات النازحين، حجب لأشهر طويلة النظر عن قضايا المخيمات الفلسطينية الاجتماعية والسياسية والأمنية. وبالكاد كان الاهتمام بما يجري فيها من خلافات داخلية، وارتباطها في أحيان كثيرة بما يحصل من مواجهات في الضفة الغربية وغزة مع السلطة الفلسطينية وضدها. لكنّ حجم المشكلات الاجتماعية يضاف إليها تحوّل مناطق في المخيم إلى ملاذ آمن لهاربين من القانون، وتفاقم الخلافات داخل فتح التي أظهرت الأيام الأخيرة عدم تماسكها، وبينها وبين القوى الفلسطينية الأخرى، كلّ ذلك يجعل من أي ساحة عرضة للانفجار في أي لحظة.

لا يتصرف الجيش على أن الحدث الأمني مخطّط له مسبقاً، ولا يتعامل مع أي سيناريو متداول من هذا القبيل، ولا مع الاتهامات لأي فريق لبناني بالدخول على خط الاشتباكات. وزيارة مدير الاستخبارات الفلسطينية ماجد فرج للجيش التي قيل الكثير عنها في ما يتعلق بالتنسيق مع الجيش داخل المخيم، علماً أنه زار أجهزة أمنية ورسمية أخرى، بعد جولة له في المنطقة، كان محضّراً لها منذ أكثر من سنة. والجيش كان يعبّر دوماً عن قلقه من أحداث متتالية وقعت في المخيم مسجّلاً 260 حالة إطلاق نار منذ آب 2022، وحرص مراراً على مطالبة القوى الأمنية الفلسطينية بالتحرك لضبط الوضع وتوحيد قواها لمواجهة الأحداث المتفلّتة. انطلاقاً من ذلك، حملت زيارة المسؤول الفلسطيني، إضافة إلى معالجة مشكلات فلسطينية داخلية بين السفارة الفلسطينية ولجنة الحوار الفلسطيني اللبناني وخلافات داخل أجهزة فتحاوية، ترتيب وضع القوى الفلسطينية المشتركة. وتبعاً لذلك لا توضع زيارة فرج في خانة تحريك ساحة المخيم. ولو كان ذلك صحيحاً لكان فريق فتح أكثر استعداداً لوجيستياً للمواجهة، على عكس ما أظهرته الوقائع الميدانية من عدم قدرة على الحسم في الأيام الماضية .

كلّ ذلك لا يعني في المقابل أن أي توقيت للحدث لا يستدعي المتابعة، أو أن حجم ما حصل ونوعية المشاركين وانتماءاتهم، لا تتطلب حصر التداعيات مع البدء جدياً العمل لمواكبة ما سيجري من الآن وصاعداً. لذا يتم رصد دقيق لما جرى من جوانب مختلفة. فمهما كانت خلفية الذين اتهموا حركة فتح بإشعال نار المعركة، وربط مدير الاستخبارات باتجاهات إسرائيلية، فإن حصيلة المواجهة تفترض التنبه لها، إذ إنها أعادت إلى الواجهة الأمنية والعسكرية، الفصائل المتشدّدة والأصولية، ومعظم المشاركين في الاشتباكات من المطلوبين للجيش والعدالة. فما هي مصلحة أي فريق لبناني بتعويم التنظيمات الأصولية مع كل ما ارتكبته في لبنان، وليس الفصائل الفلسطينية المعارضة لفتح وذات الوجه السياسي، وإعادة شد العصب لدى شريحة لا يستهان بها من الشباب الفلسطيني والسوري الذي سبق أن لجأ إلى المخيم بعد حرب سوريا. وتنشيط العامل الأصولي بعد انحساره وفي مرحلة لبنانية حساسة، لا يبشر بالخير ويستدعي نظرة مختلفة من قوى سياسية معنية، كي لا تتكرر تجربة نهر البارد. في موازاة ذلك، يبرز التخوف الأساسي، في تنشيط هذه الجبهات واستمرار المعارك، من احتمال تمدد ما يحصل إلى مخيمات أخرى، إذا ما استفاد أي طرف من التطورات لتعزيز وجوده في المخيمات الأخرى. وأي حدث مماثل في مخيم آخر، سيكون من الصعب على القوى الأمنية والجيش تحديداً مواجهته في ظل انفلاش التوتر على مساحات أخرى. من الواضح أنه لا يتم التعامل مع عين الحلوة كحدث معزول عن مقاربة وضعية كل الأطراف المتورّطة فيه وأهدافها. والخشية ليس في تكرار الاشتباكات فحسب، بل في أمرين، التعامل مع الحدث الأمني موسمياً، بمعنى عدم معالجة جذوره وتركه يتفاقم، وتكاثر أدوات الصراعات الداخلية، بما يجعل من الصعب تجاوز تداعياتها ولا سيما أن الجيش مُقيّد إلى حد كبير في التعامل مع الوضع الأمني داخل المخيم. فهذا قرار سياسي كبير يتعدّى الإدارة العسكرية مهما كان حجم الصراع، ولا يبدو أن أحداً مستعدّ لأخذه لا حاضراً ولا مستقبلاً.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

مسيرة حاشدة لاهالي ضحايا انفجار 4 اب من الكرنتينا الى تمثال المغترب

وليم نون:الارهابي هو كل مسؤول لم يقم بمهمته وترك شبابنا يموتون

وطنية/04 آب/2023  

انطلقت مسيرة حاشدة عصر اليوم من امام فوج الاطفاء في الكرنتينا، وصولا الى تمثال المغترب مقابل الاهراءات، في الذكرى الثالثة لانفجار المرفأ تحت شعار "من أجل العدالة والمحاسبة.. مستمرون"، بدعوة من جمعية أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت. شارك فيها عدد من النواب والشخصيات السياسية وحشد كبير من المتضامنين. ورفعت صور الشهداء والضحايا الذين سقطوا نتيجة الانفجار، كما رفعت الرايات المطالبة بالعدالة ومحاسبة المتورطين في جريمة انفجار المرفأ.وحمل المشاركون في المسيرة علما عملاقا وقع عليه مئات المطالبين بتحقيق العدالة. وعند تمثال المغترب قبالة اهراءات بيروت التي دمرها الانفجار القيت كلمات استهلت بدقيقة صمت على ارواح الشهداء، وعلى وقع آذان المساجد واجراس الكنائس، بعده تمت قراءة اسماء الشهداء والضحايا.

فودوليان:

ثم القت ماريان فودوليان كلمة ذكرت فيها بمسيرة التحقيق وما يواجهها من عرقلات وتعطيل للعدالة، هذه الجريمة التي أودت بحياة 235 شهيدا والعشرات من المصابين باعاقات دائمة، دمرت بيروت. والجريمة الثانية التي تلت الانفجار هي قتل العدالة ومنع التحقيق، مذكرة بتعهدات "الرؤساء الثلاثة الكاذبة من اجل العدالة، فأين انتم ايها الرؤساء من تعهداتكم. منذ ثلاث سنوات وأهالي الشهداء على الطرق يطالبون بالعدالة المعرقلة من السياسيين والاحزاب. وشعارنا هذا العام، من اجل العدالة والمحاسبة ... مستمرون". وقالت: "سنسمي كل المعرقلين من هذه السلطة السياسية التي لم تعط الاذن بالتحقيق وملاحقة المسؤولين المتهمين كما عزلت القاضي فادي صوان ثم راحت تعرقل وتمنع القاضي بيطار من القيام بمهمته.

روكز

ثم القت سيسيل روكز  كلمة قالت فيها: "لأن التحقيق المحلي يهمنا، ولأن القانون يجب أن لا يصل لحائط مسدود، سأتوجه الى الجسم القضائي وجسم المحامين.وتوجهت ب"الشكر لكل قاض شريف وقف بوجه السلطة الفاسدة، وليس كبعض قضاة السلطة الذين تصرفوا بشكل معيب مع قضيتنا".

وقالت: "كل ما نطلبه هو العدالة لا غير"، وانتقدت القاضي عويدات آملة من القضاة العودة الى ضميرهم وانسانيتهم.

خوري:

ثم تحدثت ميراي خوري فالقت كلمة بالانكليزية هي عبارة عن رسالة الى المجتمع الدولي قالت فيها: "نحن هنا لمناشدة الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان مرارًا وجميع البلدان التي تؤمن بحقوق الإنسان لاصدار قرار من أجل اجراء تحقيق مستقل ومحايد في إطار الأمم المتحدة".

وتابعت: "هذه الجريمة ليست قضية لبنانية فقط ، فالضحايا من جميع الجنسيات ، ولو حدثت هذه الجريمة في بلادكم ، فهل كنتم ستنتظرون كل هذا الوقت ؟".اضافت: "إن انفجار مرفأ بيروت يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان. والتحقيق في بلادنا غير فعال، وسوف يسجل التاريخ أسماء أولئك الذين لا يتحملون مسؤولياتهم. من فضلكم حان وقت العمل. العدالة المتأخرة هي حرمان من العدالة".

نجار:

ثم تكلم بول نجار والدة الطفلة الشهيدة الكسندرا نجار اصغر ضحية لبنانية بتفجير المرفأ، والتي صارت مع الشهداء ملائكة في السماء، متعهدا باكمال المسيرة في المطالبة بالتحقيق، متذكرا اللحظات الرهيبة التي مرت عليهم لحظة الانفجار، واعدا بتحقيق العدالة مهما كثرت الصعاب، والمطالبة بالعدالة مستمرة فبدون عدالة لن يكون لدينا وطن".

نون:

ثم القى وليم نون كلمة قال فيها: "كلنا لبنانيون ونسعى للعدالة في قضية 4 آب، الارهابي معروف، هو الذي قتل منذ 2005 وحتى اليوم الارهابي هو الذي خزن الامونيوم، الارهابي هو كل مسؤول في الدولة لم يقم بمهمته وترك شبابنا يموتون، الارهابي كل من يتعاون مع الارهابي، من سياسيين ووزراء ونواب وأمنيين، ولكن لا يزال يوجد قضاة اصحاب ضمير حي، وقفوا ولم يرضخوا لحزب الله، نحن على حق، ونطالب بحقوقنا وبحق دماء ابنائنا، الكل يجب أن يكون تحت القانون، ومن يظن نفسه قويا اليوم لن تستمر قوته وستتم محاسبته."

ثم القي قسم شهداء المرفأ بعد ذلك تمت تلاوة قسم شهداء المرفأ. وكانت كلمة للمصابين في انفجار المرفأ ومعاناتهم، "حيث لا عناية ولا اهتمام".

 

ريفي: مشروع حزب الله - إيران سينتهي قريبا

وطنية /04 آب/2023

توجه النائب اللواء أشرف ريفي لأهالي الشهداء، قائلا: "حركتكم تبقي هذه القضية حية ونحن نرافقكم حتى النهاية وأطمئنكم أنه سيحصل كما حصل في قضية الرئيس رفيق الحريري حيث أثبتنا أن هذه الجريمة منظمة وليست جريمة فردية، وأثبتنا أن حزب الله هو القاتل وأنا كنت أقول دوما ان القرار هو سوري - إيراني باغتيال كل قيادات 14 آذار". وأضاف في حديث الى "لبنان الحر": "نحن إلى جانبكم إذهبوا باتجاه التحقيق الدولي وأنا أضع كل خبرتي وامكاناتي حكما بيدكم ورح نوصل"، مشيرا إلى أنه "في مرفأ بيروت كان هناك مربع أمني وكانت السياسة خاضعة لحزب الله".

 وتابع: "في جريمة رفيق الحريري حزب الله كان أقوى من اليوم وأثبتنا أنه هو القاتل، وهنا أريد أن أقول للأهالي إن حزب الله لم يعد بالقوة التي كان فيها سابقا. فلا يمكن لأي جهة أن تستقدم نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت وتبقى محفوظة فيه لفترة طويلة سوى حزب الله والنظام السوري وهما حكما من استعمل هذه النيترات"، لافتا إلى أن "هناك سلطة سياسية خاضعة لحزب الله لا تريد أن يستمر التحقيق ولا أن تظهر الحقيقة، وهذه السلطة هي سلطة دمى لحزب الله لتغطيته".  أضاف: "أريد أن أطمئن كل اللبنانيين: مهما رأيتم حزب الله قويا بالظاهر الخارجي فإن الجسم بدأ "يفوخر" ويتآكل من الداخل، فحزب الله يضعف ولا يقوى". ولفت الى أن "أغبى مشروع ركب هو مشروع حزب الله -  إيران، وهو مشروع غبي سينتهي قريبا. واليوم هناك وحدة سنية ومارونية ودرزية مع الشيعة الأحرار في لبنان لإقامة دولة تجمعنا فقط وليس دويلة حزب الله نهائيا".  وختم ريفي مؤكدا أن "المراكز الرسمية تمثل بدمى وهذه الدمى ستسقط مع حزب الله، ومن يأتي وراء البندقية غير الشرعية سيذهب مع البندقية غير الشرعية، وبالتالي ستذهب بندقية حزب الله قريبا إن شاء الله".

 

هدوء في عين الحلوة… والأهالي يتفقدون الأضرار

الوكالة الوطنية للإعلام/04 آب/2023

يخيّم الهدوء على مخيم عين الحلوة، صباح اليوم الجمعة، بعد سريان مفاعيل اتفاق وقف اطلاق النار ولم تسجل أي خروق تذكر على الرغم من الإعلان مساء أمس الخميس عن وفاة أحد الناشطين الاسلاميين في حي الطوارىء، متأثرا بجروح اصيب بها في وقت سابق نتيجة رصاص القنص.

وأفسح الهدوء داخل المخيم للأهالي بالدخول لتفقد ممتلكاتهم ومنازلهم، فتكشفت أضرار جسيمة خصوصا في الاحياء والمناطق التي كانت مسرحًا للاشتباكات. وينتظر الأهالي تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق القوى الفلسطينية وهيئة العمل الفلسطيني المشترك من خلال تأمين بيئة آمنة لضمان عودتهم الى المخيم واستكمال سحب المسلحين بشكل نهائي ودخول الهيئات الاغاثية والانسانية ومعاودة “الاونروا” عملها لاغاثة العائلات المتضررة.

 

إشكال بين أبي خليل ومشاركين بتحرك 4 آب

 إم تي في اللبنانية/04 آب/2023

حصل توتر وتضارب بين المشاركين في المسيرة التي وصلت الى أمام مرفأ بيروت خلال التحرك بذكرى 4 آب. وبحسب الـmtv فإن الإشكال حصل بين مناصري الكتلة الوطنية والنائب سيزار أبي خليل. وأفادت معلومات الـ”mtv” بأن “بعض المعتصمين أمام المرفأ رشق النائب سيزار أبي خليل بعبوات المياه مع هتافات مندّدة بوجوده بينهم”.

 

معوض: نخوض معركتَين متزامنتَين

مواقع الكترونية لبنانية/04 آب/2023

أكد رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض من تحرك 4 آب اليوم الجمعة أن “قضية انفجار مرفأ بيروت ليست فقط قضية البيروتيين بل كل اللبنانيين فهي قضية وطنية ونحن نخوض معركة العدالة المتزامنة مع قضية رفع الهيمنة عن الدولة وطالما المنظومة موجودة لن نرى محاسبة”.

وتابع معوض: “سنكمل معركتنا حتى النهاية لتحقيق العدالة وتسليم وطن آمن لأولادنا ونحن لا نثق بأحد إلا بنفسنا وسنستخدم كل الوسائل المتاحة أمامنا لتحقيق العدالة، ومررنا بتجربة المحكمة الدولية سابقًا التي علمنا بفضلها من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالأسماء”.

 

وزير الأشغال يستفز اللبنانيين بذكرى 4 آب… “اخجلوا”!

تويتر/04 آب/2023

استفز وزير الأشغال علي حمية التابع لحزب الله في الحكومة، اللبنانيين عامةً والمتضررين من انفجار مرفأ بيروت خاصةً، بعدما نشر عبر تويتر صورة حديثة لمرفأ بيروت تُظهر الأعمال الناشطة في المكان يوم 3 آب من العام 2023 بالرغم من الانفجار الكبير الذي حصل منذ 3 سنوات.

وعبّر اللبنانيون عن غضبهم من هذه الصورة، معتبرين أن بالرغم من عودة الأعمال في المرفأ كما كانت سابقًا، فهم لن ينسوا ما حصل ومن قُتل في انفجار مرفأ بيروت، مطالبين بظهور الحقيقة بسرعة وبأن يشعر المسؤولون بالخجل بدل الفخر بما يقومون به.

 

سكاف بعد زيارته الراعي: الحلول ستفرض من الخارج وبتوقيت خارجي

وطنية/04 آب/2023  

إستقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في المقر البطريركي الصيفي في الديمان النائب غسان سكاف، وعرض معه الأوضاع العامة وتداعيات تفجير الرابع من آب، إضافة إلى موضوع الاستحقاق الرئاسي.

 وقال سكاف بعد اللقاء: "قمت اليوم بزيارة صاحب الغبطة في هذه الذكرى الأليمة وتفجير العصر الذي أودى بحياة آلاف القتلى والجرحى ودمر العاصمة، وبالمناسبة نشعر بألم مزدوج، اولا الألم جراء التفجير الرهيب الذي زعزع أركان الدولة وثانيا لتغييب الحقيقة وتسييس العدالة، وأرواح الشهداء لن تعرف الراحة الأبدية الا اذا إنجلت الحقيقة".  وتابع: "تطرقنا مع غبطته أيضا الى موضوع الاستحقاق الرئاسي وتم التوافق  على أن هناك اضاعة للوقت بطريقة مستغربة لكننا لن نستكين حتى نعيد ملف الاستحقاق الرئاسي الى الداخل اللبناني. نحن في نظام ديموقراطي لن نقبل ان يعين رئيس للجمهورية بل نعمل لانتخاب رئيس ونصر ان يكون هذا الاستحقاق صنع في لبنان، مع الأخذ بعين الاعتبار التفاهمات الخارجية، واسأل لماذا نقبل بإعطاء الأولوية للمبادرات الخارجية طالما نحن لسنا أولوية بالنسبة لهم".  وقال سكاف: "استغربنا مع غبطته لماذا التأجيل الى أيلول بعد ان يكون البلد وصل إلى أعمق منزلق وسنصبح في انهيار مؤكد، ونستغرب أيضا لماذا لم نسمع اي اعتراض من الافرقاء الداخليين على التوقيت. نحن نصر على مواصلة السعي من أجل لبننة الاستحقاق الرئاسي، وخصوصا اننا ندرك ان العقم الداخلي هو الذي أودى بالاستحقاق الى الخارج  الذي بات اهتمامه عقلانيا وليس عاطفيا كما في السابق". وختم: "لبنان لم يعد مصيف العرب ولا مصرف العرب ولا الجامعة ولا المستشفى، كنا نستدرج الخارج الى أزماتنا الداخلية والدستورية ونفتعلها لاستدراج الخارج من أجل ايجاد الحلول  وتمويلها، اما اليوم فزمن افتعال الأزمات مضى واعتقد ان الحلول ستفرض من الخارج بتوقيت خارجي ولن تمول".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 04-05 آب/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها. من يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was suspended by twitter for reasons that I am not aware of. For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 04 آب/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/120769/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1747/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For August 04/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/120771/120771/

 

 

Continued Hezbollah Impunity Risks Regional Explosion/Orde Kittrie/FDD/August 04/2023

استمرار تفلت حزب الله من العقاب يهدد بتفجير إقليمي كبير/اوردي كتري/مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية/04 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120774/120774/

Three years ago this week, in a Beirut blast widely blamed on Hezbollah, one of the world’s largest-ever non-nuclear explosions killed over 220 people, wounded 7,000, and destroyed or damaged 74,000 homes. The failure to hold Hezbollah accountable for both the blast and the terrorist group’s continuing aggression toward Israel has unfortunately now brought the entire Middle East to the brink of a conflict that could result in far more casualties and damage.