رد من ايلي الياس على مزور التاريخ والجغرفيا بدر الحاج/أيضًا في قراءة التاريخ: تزوير وكراهية

89

رد من ايلي الياس على مزور التاريخ والجغرفيا بدر الحاج

أيضًا في قراءة التاريخ: تزوير وكراهية
ايلي الياس/موقع أكس/01 أيلول/2024
في الرد على مقال “الأخبار” الذي يدّعي أن الفرنسيين خططوا منذ عام 1860 لإنشاء “دولة مسيحية” في لبنان، يجب تصحيح عدة مغالطات تاريخية.
أولاً، الخريطة التي يستند إليها المقال لم تكن خطة لإنشاء كيان طائفي، بل كانت تحديدًا لمناطق انتشار المسيحيين في لبنان والولايات السورية، خاصة في دمشق وحلب، خلال مجازر 1860، التي جاءت انتقامًا للصلاحيات التي حصلت عليها الجماعات غير المسلمة في إدارة شؤون الولايات التي يقيمون فيها. أما الخريطة الثانية فهي خريطة عسكرية للجيش الفرنسي بعد تمركز قواته في البقاع وصولًا إلى حدود دمشق بعد إنهاء حمام الدم الذي استمر لمدة عام. هذه الخرائط لا تعدو أكثر من كونها خرائط عسكرية.
ثانيًا، التغاضي عن المجازر التي استهدفت المسيحيين في لبنان وسوريا عام 1860 يفتقر إلى الأمانة العلمية. هذه المجازر أودت بحياة عشرات الآلاف، وأدت إلى تدمير الكنائس والمنازل، مما أثار تدخل القوى الأوروبية لحماية المسيحيين. الإخوة المسابكيون استشهدوا خلال هذه الأعمال العنيفة.
ثالثًا، مشروع إنشاء كيان مستقل في لبنان نجد كتابات لمؤرخين لبنانيين حوله، أقله منذ القرن الثامن عشر بحسب كمال الصليبي، وبدأ يتحقق منذ عام 1840، ونشأ مع المتصرفية وتبلور نهائيًا في ظل الحرب العالمية الأولى. هذا المشروع لم يكن مجرد نتاج لإرادة استعمارية بل نتيجة تفاعل عوامل محلية ودولية وإصرار جماعة لم تقبل بواقع واحد، وهو البقاء كمواطنين من الدرجة الثانية في السلطنة العثمانية.
رابعًا، تصوير القوى المحلية كأدوات بيد المستعمر يغفل (عن قصد وعن كراهية) دور الكنيسة المارونية من بطاركة ومطارنة وعلمانيين في تشكيل نواة مشروع قومي ووطني بالمفاهيم والأفكار السياسية المعروفة في تلك القرون.
ختامًا، يجب قراءة التاريخ بموضوعية بعيدًا عن السرديات الأحادية والمختزلة والكراهية الشوفينية. فالواقع التاريخي معقد ومتداخل، ويتطلب فهمًا شاملًا لكل العوامل المؤثرة.

اضغط هنا لقراءة مقالة مزور التاريخ بدر الحاج