ادمون الشدياق/الى متى الهروب إلى الأمام…اللبناني خلقه الله بلا ركب حتى لا يركع …التذاكي الرياشي الفلسفي والهروب الى الأمام والتعامل مع الاحتلال وعملائه في الداخل على الملف لم يعد ينفع

65

الى متى الهروب إلى الأمام…اللبناني خلقه الله بلا ركب حتى لا يركع
ادمون الشدياق/30 تموز/2024

*التذاكي الرياشي الفلسفي والهروب الى الأمام والتعامل مع الاحتلال وعملائه في الداخل على الملف لم يعد ينفع في إنقاذ الوطن وقد عفى عليه الزمن

*ما يحتاجه اللبنانيون اليوم هو خطة واضحة معلنة لمواجهة للاحتلال الايراني المباشر وليس خطط لمواجهة ميشال عون وباسيل وبري ووهاب وحردان وباقي الاذناب وخيالات الصحراء والدمى المتحركة التي هي مجرد الظل والصدى.

الى متى التوصيف والتحليل بدون خطة عمل فعلية منطقية فاعلة لتغيير الوضع…
لقد قلنا وكررنا من قبل ان الترقيع من الداخل ومن خلال مجلس النواب لم يعد ممكن فالنظام كله أصبح في حالة اهتراء كامل لا مجال فيه للترقيع…
الى متى الهروب إلى الأمام… ولم يعد هناك من كبير أو خطوط حمر تردع المحتل وتحمي الاحرار ومن يمثلهم في هذا البلد اياً كان ومهما علا شأنه ومهما قدم وضحى من اجل ما يسمى السلم الاهلي، حتى وصلت السكين الى رقبته ورقبة انصاره ومجتمعه وشعبه من كل الطوائف والفئات.

الى متى ستظل أصوات النشاز هي الغالبة على مجتمعنا ، إلى متى سنهادن ونوصف ونحث بدون إعلانها ثورة فعلية لوضع الشارع المسيحي واللبناني امام خياراته…هذا الشعب الذي يموت كالكلاب والفئران من الأفضل اذا كان لا بد من التضحية ان يموت ليحقق سيادة واستقلال وكرامة.

اللبناني خلقه الله بلا ركب حتى لا يركع وهو لا يريد من أحد ان يحامي ويداري عنه ويهادن باسمه ويقترح خطط سلام لا تؤدي الا الى تأجيل المحظور. ما يحتاجه اللبنانيون اليوم هو خطة واضحة معلنة لمواجهة للاحتلال الايراني المباشر وليس خطط لمواجهة ميشال عون وباسيل وبري ووهاب وحردان وباقي الاذناب وخيالات الصحراء والدمى المتحركة التي هي مجرد الظل والصدى.

المجتمع الذي كان دائماً يخربط معادلات القوى العظمى بصموده لن يرضى بانصاف الحلول او الهروب إلى الأمام او انتظار قوى الخارج لتخوض معاركه فالاستقلال اما يوخذ عنوة من قبل اهل البلد او يغتصب عنوة من قبل المحتل.

اللبناني يهاجر ليس خوفاً من المواجهة او لأنه يهاب حزب الله وبهاليله ولكن لأنه لا يرى فرصة أمامه للمواجهة الواضحة، المنظمة، الفاعلة الفعالة الخالية من الاثمان الشخصية الطامحة ومن انصاف الحلول والترقيع.

يجب ان تكون أفعالنا ومواقفنا متقدمة على شعبنا وليس لاهثة خلفه ولاحقة به ومختبئة وراءه، القيادة الفاعلة تكون من الامام وليس من الخلف فهذه هي القيادة التي اعتاد عليها مجتمعنا ويثق بها وان كان العكس ممكن ان ينفع في بعض المجتمعات الثانية.

الى متى الهروب إلى الأمام… وقد اكتملت فصول المؤامرة، وقد أصبح المظلوم متهم والظالم والمحتل هو من يحكم ويحاكم ويقاضي.
التذاكي الرياشي الفلسفي والهروب الى الأمام والتعامل مع الاحتلال وعملائه في الداخل على الملف لم يعد ينفع في إنقاذ الوطن وقد عفى عليه الزمن، فالقارب يحترق والبصرة خربت وتدمرت بيروت وزهقت الأرواح وتبدد الأمل وانهار الاقتصاد واقتحمت قلعة الصمود وتشردت اشرفية البشير وبات أولادها او من بقي منهم حي او بدون إعاقة يلتحفون السماء ويفترشون الارض وعيونهم تنظر إلى ماضي كانت فيه العزة طريقة عيش والاكتفاء الذاتي قدر يعيشونه بلا منة او معروف من دول أو منظمات إنسانية ، ونحن نخطط ونفلسف ونهادن ونوصف ونناوش ونتأهب للوثوب ولكن بلا وثوب، نقارع الغاصب ولكن بلا سلاح معنوي او خطة مبدئية فاعلة. نقاطعه ولكن نتعامل معه على الملف ولمصلحة البلد ( وكان هناك أي مصلحة للبلد تأتي من متسلط جزار وعميل يعترف بعمالته لدولة خارجية تحتل لبنان ).

في الطبيعة ليس هناك من نصف حبل الا في مخيلة من لا يريد الولادة …
ان حالة الحبل النصفي التي نعاني منها لن تجدي الا في تعميق الاحتلال وتمكين المحتل وزمرة ذمييه واذنابه من الأطباق اكثر على عنق لبنان لخنق اخر نفس في جسده الواهن، الحبل النصفي لا يلد الا الأحلام الميتة ومعارك طواحين الهوا التي لا تحصد الا الرياح الواهية التي لا تنقذ أوطان ولا تخلص شعوب ولا تسترد حرية.

الى متى الهروب إلى الأمام…
مجتمعنا ينتظر منا ان نبادر وان نقود وان نمنع عنه سكين الجلاد وجزمة المحتل وذل الفوقية بان نقطع يد المحتل لا ان نسلم عليها وندعي عليها بالكسر ونتعامل معها على الملف.

اما ان نبادر ونستعيد زمام المبادرة الفاعلة في مقاومة الاحتلال بطريقة فاعلة وفعالة وجريئة بطريقة تليق بماضينا وتضحية شهادئنا والا ان الفراغ الذي سنتركه سيملئه غيرنا ممن سيبادر ويلتقط المشعل وسنصبح نحن مجرد صفحة من صفحات الماضي والتاريخ فالطبيعة تكره الفراغ خاصة في قضايا السيادة والاستقلال والحرية وتقرير مصائر الشعوب. والسلام.