في بداية سنة 1996 جرت أول انتخابات في الأراضي الفلسطينية بالضفة والقطاع حيث تقدم للانتخاب أكثر من ثلاثة ملايين وثلاث مئة ألف ناخب بدون مشاركة حركة حماس. ونالت فيها فتح أغلب المقاعد وسمي عرفات رئيس السلطة الفلسطينية، ما أقلق الأسد نوعا ما كون عرفات وسلامه بدأ يعمل على الأرض. من هنا كان يجب أن يسعى لخربطة هذا الوضع ولم يكن له أفضل من السيد وحزبه ومقاومته للقيام بمثل هذا العمل الذي سيأخذ بعدا اعلاميا يغطي على ما يجري في الأراضي الفلسطينية. وهكذا بدأت المناوشات تعود إلى ساحة الجنوب. ولكن السيد الذي طلب موافقة إيران على أي عمل كبير كونه التزم عدم المس بالمدنيين الاسرائيليين ولا قدرة له إلا على ذلك. فكان الجواب أن ينتظر إلى نيسان لتسهم عمليته بفوز الجناح المتشدد بالانتخابات الايرانية. وهذا ما حدث، ففي الحادي عشر من نيسان 1996 فتح حزب الله النار على المدن الاسرائيلية خاصة نهاريا وكريات شمونة مستدعيا اسرائيل للرد فردت بقصف إحدى الطائرات لمبنى في الضاحية الجنوبية وما كان منه إلا التصعيد كونه يريد هذا التصعيد لكي يفعل فعله في الانتخابات الايرانية ولا يهمه ما يجري في لبنان، وهو سيكسب دعم الشارع كونه يعرف كيف يديره، والسوريون هم من كان طلب التصعيد.
ولذا وعندما كثرت الاصابات في صفوفه وبدى وكأن الناس والحكومة اللبنانية لم تعد بقادرة على تحمل ما يجري ذهب إلى خلق مشكلة انسانية فنصب صواريخه بالقرب من مركز الأمم المتحدة في بلدة قانا حيث كان المدنيون يلتجؤون وكان الفيدجيون حاولوا ابعاد جماعة الحزب عن المكان فاشتبكوا معهم وجرح أحد الجنود عندها تلقوا امرا بالدخول إلى الملاجئ في حال بدأ القصف. وهذا ما جرى اليوم التالي (18 نيسان 1996) ولكن لتصيب إحدى الشظايا اسطوانة غاز تابعة لمطبخ الكتيبة وتنفجر مؤدية إلى مجزرة بين الأهالي لم تقدر الأمم المتحدة على تحملها فتحملتها اسرائيل وخرج السيد منتصرا مرة أخرى. وأجاد بالخطابات والتهديدات، ولو أنه وافق على وقف اطلاق النار، كون الانتخابات في إيران جرت في 19 نيسان 1996 أي في اليوم التالي للمجذرة وأعلنت فوز الخط المتشدد هناك.