الياس بجاني/طلالة جبران باسيل من دير القلعة: جريمة بحق الراهبين شرفان وأبي خليل المغيبين في سجون الأسد

520

إطلالة جبران باسيل من دير القلعة: جريمة بحق الراهبين شرفان وأبي خليل المغيبين في سجون الأسد
الياس بجاني/14 تشرين الأول/16

رابط المقالة المنشورة اليوم في جريدة السياسة/إطلالة جبران باسيل من دير القلعة: جريمة بحق الراهبين شرفان وأبي خليل المغيبين في سجون الأسد/16 تشرين الأول/16

إن إطلالة الصهر العوني جبران باسيل أمس من دير القلعة الأنطوني (في بلدة بيت مري_المتن الشمالي)، مع الإعلامي مرسال غانم (برنامج كلام الناس من ال بي سي) هي إطلالة مستنكرة وفيها الكثير من الكفر والجحود وقلة الوفاء والوقاحة والفجور، إن لم نقل العهر بأبشع صوره.

نسأل، كيف تناسى المسؤول في الرهبنة الأنطونية الذي سمح لجبران باسيل باستغلال دير القلعة للتشويه والاحتيال الإعلامي، كيف تناسى أنه في 13 تشرين الأول عام 1990 قام الجيش السوري بخطف الراهبين الأنطونيين البير شرفان وسليمان أبي خليل من الدير ذاته ونقلهما إلى السجون السورية ومن يومها ومصيرهما لا يزال مجهولاً…

كيف تناسى أن جبران باسيل وعمه العماد ميشال عون هما شركاء الخاطف السوري البعثي والأسدي المجرم وأدواته التدميرية والإرهابية والتعموية والإسخريوتية في لبنان؟

كيف سمح لنفسه هذا المسؤول الأنطوني أن يترك باسيل يطل من الدير ومصير الراهبين لا يزال مجهولاً، تماماً كما هو الحال المحزن للمئات والمئات من المعتقلين والمغيبين قسراً واعتباطاً من أهلنا، مدنيين وعسكريين في غياهب وأقبية وسراديب وزنزانات معتقلات وسجون النظام السوري الهتلري والستاليني المجرم.

لا ندري كيف حلل القيمين على دير القلعة من الرهبان الأنطونيين لأنفسهم السماح لجبران باسيل بأن يستغل ذكرى 13 تشرين الأول الحزينة والمأساوية ليطل من الدير ويدنس ترابه المقدس، في حين أن عمه النائب ميشال عون نكر وتنكر علناً للمعتقلين والمغيبين في السجون السورية ومنهم الراهبين شرفان وأبي خليل.

كيف سمح المسؤولين (او المسؤولين) عن الدير بإطلالة باسيل وهم يعرفون جيداً وبالإثباتات الموثقة أن ميشال عون هو الذي تسبب بمجزرة 13 تشرين على خلفية جنونه وأوهامه السلطوية والرئاسية وانسلاخه عن الواقع … وأنه هو المسؤول الأول مباشرة ومواربة عن خطف الراهبين وغيرهما من المخطوفين والمغيبين في 13 تشرين الأول 1990 .

كيف قفز الرهبان القيمين على الدير فوق ضمائرهم والتاريخ ومصير الراهبين من اخوانهم في الدعوة والرسالة والنذور، ووافقوا على إطلالة باسيل وهم يعلمون علم اليقين أن عمه عون تخلى عن مصير كل المعتقلين في السجون السورية ومنهم الراهبين، وذلك يوم ذهب بذل وتخاذل إلى سوريا على متن طائرة الرئيس السوري الخاصة وبمعيته الصهر جبران وكل أفراد عائلته وحل ضيفاً على قصر المهاجرين وصافح وقبل الأسد وطلب دون خجل أو وجل من اللبنانيين الاعتذار منه ومن نظامه.

ميشال عون هذا لم تكن لديه الجرأة ولا أي ذرة وفاء واحترام للذات ليسأل الأسد وهو في قصره وعلى مائدته وبمعيته عن مصير الراهبين الأنطونيين، ولا عن مصير أي من المعتقلين والمغيبين اللبنانيين في سجونه..

بل أن عون اللإسخريوتي هذا وبالصوت والصورة  في 13 تشرين الأول 2006 نكر وجودهم في إطلالة تلفزيونية، وذلك بعد أن باع نفسه لنظام الأسد وللملالي وقبل بدور الطروادي الخسيس والنجس.

إن إطلالة جبران باسيل من دير القلعة هي خطيئة وفعل تخلي ارتكبهما الرهبان الذين سمحوا له بذلك وتناسوا دوره ودور عمه عون الخياني بامتياز في وقوع واستمرار مأساة المعتقلين والمغيبين في السجون السورية. (في اسفل المقالة، الفيديو والتسجيل لشهادة نكران عون الإسخريوتية)

هذا وكان العماد ميشال عون يردد في منفاه تعليقاً على خطف الراهبين إن “مجرد برقية صغيرة من هيئة الأركان السورية إلى قائد الوحدة السورية التي هاجمت دير القلعة كفيل بكشف مصيرهما” لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.

عملياً وواقعاً مأساوياً معاشاً على أرض الواقع هناك صفحة منسية اسمها “المعتقلون اللبنانيون في السجون السورية” الذين يحار أهاليهم والمحررون منهم في فهم وتفسير جريمة تخلي الدولة والمسؤولين والأحزاب وكبار رجال الدين في لبنان عن قضيتهم.

يبقى أنه وأياً تكن الأوضاع ومهما زاد فجور عون وصهره وغيرهما من القادة في لبنان فإن ذكرى 13 تشرين سوف تبقى حية في ذاكرة ووجدان شعبنا الذي لن ينسى ذلك اليوم الأسود ومن اعتقلوا قسراً واقتيدوا إلى المعتقلات البعثية السورية حيث ابتلعنهم الأرض وذابوا مثل الملح ولم يتركوا أي اثر.

حكاً لذاكرة من تناسى قضية الراهبين من الرهبان الأنطونيين وسمح لجبران باسيل بأن يطل من دير القلعة في ما يلي تقرير نشرته لجنة “سوليد” عام 2004، بعد مضي 14 عاماً على اختطاف الراهبين الانطونيين، وفيها شهادة للمعتقل السياسي السوري المفرج عنه من سجن تدمر هيثم نعال أقدم سجين سياسي في العالم (28 عاماً في الاعتقال)، الذي أكد لأعضاء “سوليد” انه شاهد الأبوين الانطونيين في الجناح الخامس (أو الباحة الخامسة حسب تسمية السجناء) مطلع التسعينات. وأشار نعال لفريق “سوليد” إلى أن الجناح المذكور يضم 28 زنزانة انفرادية فوق الأرض و 12 زنزانة انفرادية تحت الأرض وستة مهاجع إلى غرف للاعتقال الجماعي إحداها كانت تسمى “غرفة الكتائب” لكونها مخصصة للمعتقلين اللبنانيين(…).. واستناداً إلى التقرير لم يكن الأبوان شرفان وأبي خليل الكاهنين الوحيدين، بل كان ثمة كهنة آخرون من القامشلي في سوريا، وكان آمر المعتقل في تلك الفترة العميد غازي الجهني يساعده الرائد سليمان عدرة ومجموعة من الضباط. ويشرح تقرير “سوليد” أن الباحة الخامسة ظلت مليئة بالمعتقلين اللبنانيين حتى نهاية صيف 2001 حين صدر الأمر بنقلهم إلى معتقلات أخرى ومن ضمنهم الكهنة. وخلال العام 2005، بعد انسحاب الجيش السوري، تقدم سجين فلسطيني في سجن روميه يدعى صالح عبد الدايم بشهادة انه كان سجيناً مع الأبوين في معتقل الحسكة في سوريا.

في الخلاصة نحن في زمن قلة إيمان وخور رجاء ومحل وبؤس وتخلي حيث تسود ثقافة الأبواب الواسعة والغرائزية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى جهنم ونارها، وبالتالي إن كل ما نعيشه من عهر وتصحر ووقاحة ونرجسية في خطاب وتحالفات وممارسات وأجندات سياسيين وقادة أحزاب ورجال دين ورسميين يندرج في هذا السياق الإنحرافي والترابي…  إلا أن هذا زمن لن يطول، وهو إلى زوال حتمي مع رموزه كافة لأنه زمن الشر والأشرار الذين هم الشيطان.. والشيطان دائماً في النهاية ينكسر في مواجهة الخير الذي هو الله جل جلاله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com

الجيش السوري بعد دخول بعبدا في 13 تشرين الاول 1990

بالصوت/فورمات/MP3/تسجيل لفيديو نكران (رابط الفيديو في أسفل)عون للمعتقلين في سوريا وشهادة لعبد الحليم خدام تبين عمالته/13 تموز06/اضغط هنا

بالصوت في أعلى/فورماتMP3/تسجيل لفيديو نكران (رابط الفيديو في أسفل)عون للمعتقلين في سوريا وشهادة لعبد الحليم خدام تبين عمالته/13 تموز06/

بالصوت/فورماتWMA/تسجيل لفيديو نكران (رابط الفيديو في أسفل)عون للمعتقلين في سوريا وشهادة لعبد الحليم خدام تبين عمالته/13 تموز06/اضغط هنا
http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/aoun%20khadam13.july2006.wma

اضغط هنا لمشاهدة فيديو تنكر ميشال عون لأهلنا المخطوفين والمغيبين وانكار وجودهم في سجون نظام الأسد البراميلي والكيماوي والمجرم./13 تموز/06./وأيضاً شهادة لعبد الحليم خدام تبين عمالة عون وقوله إنه يريد أن يكون جندياً في جيش الأسد وعم سوري له في مواجهة القوات/

https://www.youtube.com/watch?v=SlPdszrDP2E