محمد عبد الحميد بيضون للأنباء: الحريري لا ولن يسير بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهوريةوالسلة المتكاملة سلتان الأولى لخدمة سلاح حزب الله والثانية لضمان حصة برّي من النفط

126

د. محمد عبد الحميد بيضون لـ “الأنباء”: الحريري لا ولن يسير بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهوريةوالسلة المتكاملة سلتان الأولى لخدمة سلاح حزب الله والثانية لضمان حصة برّي من النفط

الأنباء/14 تشرين الأول/16

رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، أنه في الوقت الذي يبحث فيه الرئيس الحريري عن حلول لأزمة الرئاسة تحت عنوان “الإستشارات”، يصرّ الآخرون، بتوجيه من حزب الله، على إقفال الأبواب أمامه وقطع الطريق على محاولات الخروج من المأزق الرئاسي، معتبرا بالتالي أن المشهد اللبناني الراهن إن أكد شيئا، فهو يؤكد أن لبنان ليس في مرحلة انتاج رئيس للجمهورية، ما يعني من وجهة نظر بيضون أن لبننة الملف الرئاسي مستحيلة بوجود حزب الله، لا سيما وأن الأخير يتخذ من لبنان منصة عسكرية ومذهبية للإنطلاق بدوره الإقليمي الموكل اليه إيرانيا في كل من سوريا واليمن والبحرين.

ولفت بيضون في تصريح لـ “الأنباء” الى أن مواقف الرئيس برّي السلبية من استشارات الرئيس الحريري قائمة على مراعاة مصالح حزب الله من جهة ومصالحه الخاصة من جهة ثانية، لذلك يعتبر بيضون أن سلة الرئيس برّي هي في حقيقة الأمر سلتان متكاملتان، تحمل الأولى شروط حزب الله على رئيسي الجمهورية والحكومة المقبلين، فيما تحمل الثانية شروطه الخاصة التي تضمن له حصته من النفط خلال مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس العتيد، بمعنى آخر يعتبر بيضون أن أكثر ما يخشاه الرئيس برّي لجهة وصول عون الى الرئاسة، هو حرمانه من حصته النفطية نظرا للتنافس الشرس القائم بينه وبين المجموعة العونية بقيادة الصهر على الثروة النفطية.

وعليه يعتبر بيضون أن دعوة السيّد نصرالله في خطابه العاشورائي العماد عون للتفاهم مع الرئيس برّي، هو الدليل على أن حزب الله يسلم الشأن اللبناني الداخلي وفي طليعته الملف الرئاسي الى الرئيس برّي، معتبرا بالتالي أن الدعوة تندرج في سياق لعبة توزيع الأدوار بين عين التينة الحريصة على ضمان حصتها النفطية وغيرها من الحصص في عملية تقاسم الجبنة، وبين حارة حريك الحريصة على المجيء برئيس يخدم سلاح حزب الله والسياسة الإيرانية في لبنان والمنطقة.

وفي سياق متصل بالأزمة الرئاسية، أكد بيضون أن الرئيس الحريري وبالرغم من مساعيه الجدية لتحريك الملف الرئاسي، وبالرغم من وضعه كافة الإحتملات على الطاولة، إلا أنه لا ولن يسير بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية إنطلاقا من قناعته بأن ليس لدى الأخير ما يقدمه للسيادة اللبنانية، خصوصا أن لا مصلحة للرئيس الحريري بإعطاء ورقة لبنان لإيران أو الإعتراف بوصايتها على الدولة اللبنانية.

وعليه، ختم بيضون مؤكدا أن المرحلة الراهنة ليست مرحلة انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصا أن أحد أهم أوجه التصعيد الإيراني في المنطقة هو عدم السماح للرئيس الحريري بالاستحواذ ولو على هامش صغير من النفوذ في السياسة اللبنانية.