من أرشيف القائد أبو أرز لسنة 1978: لهذه الأسباب بدأت الحرب في لبنان

144

من أرشيف القائد أبو أرز لسنة 1978: لهذه الأسباب بدأت الحرب في لبنان
17 حزيران/2021

كتب أبو أرز بتاريخ ١٤/٥/١٩٧٨ يقول:
يقولون أن الحرب على لبنان بدأت عام 1975، والحقيقة أنها إنفجرت عام 1945
بدأت الحرب: عندما دخلنا جامعة الدول العربية فإستعرنا للبنان وجهاً غريباً، فدخلنا سياسة المحاور العربية، وخدعتنا رائحة البترول، فإرتبطنا بمصالح العروبة، وشرّعنا أبوابنا للغرباء، وتخليّنا عن السيادة للآجىء، فتساوى صاحب البيت بالضيف، فعقدنا معه إتفاقيات.
ثم تدخلوا لمساعدته. فسمينا التدخل مبادرة كريمة.
بدأت الحرب: عندما عقدوا إتفاقاً دعوه ميثاقاً وطنياً فقسّموا البلاد مناطق نفوذ، وجعلوا المناصب حقوق طوائف، وإشتروا النيابة كلّ أربع سنوات، ووزّعوا الإدارة على الازلام والمحاسيب.
بدأت الحرب: عندما غابت الدولة غياباً تاماً. وصارت القيادات المفلسة قيادات منقذة، وأصبحت السفارات الأجنبية ترسم السياسة اللبنانية وأصبح زعماء الجوار يتحكمون بمصيرنا. واللاجئون أصحاب حقوق مكتسبة والغرباء مواطنين والمواطنون غرباء.
بدأت الحرب: عندما أهملنا المحافظة على الكيان، بحجة المحافظة على النظام، فإنهارت المؤسسات الرسمية، وصار الجندي موظفاً لا مقاتلاً، والدركي مأموراً لا آمراً، والجمركي مهرّباً لا مانعاً للتهريب، ورجل الأمن رجل الفوضى العامة.
بدأت الحرب: عندما بالغ الأغنياء ببطرهم، فصار الغني نائباً، والمحتكر وزيراً، فبالغ الفقراء بكفرهم، وتحولوا إلى مواطنين بائسين، واليوم ( أيّ في العام ١٩٧٨) ماذا تغيّر ؟
زعماء المناطق ظلوا زعماء المناطق، والنيابة سلعة تباع في المزاد العلني، وتجدد لمن إشتراها، وتجيّر لمن دفع أكثر، وألإدارة طوّرت لتستوعب الجهل والكسل، والرشوة صارت أمراً طبيعياً، والإبتزاز صار على الكومبيوتر، والسيادة اللبنانية في خبر كان، وحياة المواطنين في مهبّ الريح، والمبادرات الأخوية ما تزال إياها،فهل من أجل هذا مات اللبنانيون ؟

الدكتور دال الحتي: المفارقة أن هذا المقال كُتب من ٤٨ سنة، ونحن اليوم في العام ٢٠٢١ …!!!
فبربكم … ماذا تغيّر؟؟ أما المفارقة الحقيقية فهي أن كاتب المقال هو أبو أرز ، إتيان صقر، “العميل” المحكوم بإلإعدام والمنفي عن وطنه، ومن أصدر الحكم عليه هم من يحكمون لبنان اليوم!!!!!!!!