القاضي شربل الحلو/لبنان: طريق المشكل وطريق الحل

177

لبنان: طريق المشكل وطريق الحل
القاضي شربل الحلو/17 أيار/2021

لبنان والطائف؟
أيهما الجنة؟ أيهما النار؟
كيف صرنا هنا؟ ولماذا؟
كيف نخرج من هنا؟ ولماذا؟
التوجه قبلة الجنة أو قبلة النار،
أهو خيار يقود؟ ام انسياق ينقاد؟
يختلف الجواب باختلاف ما قد تعتبره أنه: الجنة، او ما قد تعتبره أنه: النار!
ويختلف اختلافه في الجوهر وفي الصميم: أولاً بالنسبة: “لمن”؟ وثانياً بالنسبة: “لِمَ”؟

وما يستتبعه ويستسيغه كل من هذين الاختلافين من ظروف: اللماذا؟ والكيف؟ والأين؟ والمتى؟ وتحديداً من وجهة تحديد موقع وشخص مَن هو قارئ؟ ومَن هو غافل؟ ومَن هو فاعل؟ ومَن هو منفعل؟ وما هو غور سقطات كل من هؤلاء وأنواء أحماله التي يحملها؟ وما مدى حرية أو سقف حرية كل منهم ومرتجى آماله التي يرنو اليها؟

وهذا فضلاً عن مدى أبعاد التتابع والتناسل في ظروف “هذه” اللماذا؟ وهذه الكيف؟ والأين؟ والمتى؟ ومع ما تبطنه وتحويه من ثوابت ومن متغيرات، ناهيك عما بلغ اليه لغاية اللحظة مبلغ ترابطها وتراتبها أو مبلغ تناثرها وتعقدها، وما سيؤول اليه الحال طالما استمر على هذا المنوال.

اولا: بالنسبة “لمن”؟
يقع الاختلاف أول ما يقع بالنسبة لمن هو السائل؟ صاحب السؤال؟ وصاحب الطرح؟ صاحب التوجيه؟ وصاحب التأقيت؟ والكسب والمصلحة؟ الظاهرة أو الباطنة؟ المباشرة أو البعيدة؟
ثم، يقع بالنسبة لمن هو المجيب؟ أو المستجيب؟ الفاعل؟ او المنفعل؟ صاحب الرد؟ أو صاحب الفعل؟ والقدرة؟ والارادة؟ والعزم؟ والتصميم؟

إن جمع ودرس وتحليل وتفعيل هذه المعطيات وهذه المكونات، للصورة العامة، وإطارها الجامع، وبالتالي الواضح والمقروء والمعلوم والمفهوم، هو وحده القمين بتقديم اول مفتاح الفهم والوعي وحسن الاحتساب وحسن الاختيار، الواعي والصائب والفاعل والمنتج، خيراً من شجرة الخير، أو سوءاً من شجرة السوء.
ثانيا: بالنسبة “لم”؟

يقع الاختلاف تاليا بالنسبة لما هو الموضوع المطروح؟ وما هو إطار الطرح؟ ما هو الفعل؟ وما هو رد الفعل؟ ما هي أدواته؟ وما هي غاياته؟ وبالنتيجة، ما هي نتائجه؟ وما هي إنجازاته؟ أو إخفاقاته؟
بل ما هي الإنجازات، وما هي الإخفاقات، أصلا في المطلق؟ ما هي وقائع وقائعها؟ وما هي حقائق حقائقها؟ ثم ما هي في الواقع وبالملموس “هذه” الإنجازات و”هذه” الإخفاقات، هنا والان؟ أو ما قد يعتبره من “الإنجازات”، أو ما يعتبره من “الإخفاقات” هذا القارئ أو ذاك؟ من بين القارئين؟ والنابهين؟

الفاعلين؟ أو المنفعلين؟
وهل ينسجم لبنان، اليوم، ومصلحة لبنان، العليا والدنيا، وهل انسجمت بالأمس، أو ستنسجم غدا مع التمسك بواقع الاهتراء الأليم؟ كما هي حال منجزات الطائف؟ وروح الطائف؟ وإبداعات المبتدعين والعرابين، وإخفاقات البائعين والمشترين؟ وأفراح المنتفِعِين؟ وأتراح المنتَهَبين؟

أم ينسجم لبنان ومصلحة لبنان، في واقعه وفي تطلعه، مع النظام الدولي، والمناخ الدولي، والقرارات الدولية التي تخصه وتلتفت لأمره، كالقرارات ١٥٥٩، و١٧٠١ وسواها، كبادرة للخلاص والوئام واستعادة النظام والانتظام؟

هي إبرة بوصلة
هي إبرة مغناطيس تحمل اليوم خلاصة مؤثرات ومكونات وعناصر وظروف، دافعة أو معيقة لحركتها ووجهة قبلتها…
ان قوة هذا المغناطيس الجاذب أو الطارد، طرداً وعكساً، هو الذي يحدد وجهة البوصلة وإبرتها، هو الذي يحضن الواقع في قساوة فجواته وانهياراته، وفي منظر ذلك الطائر الذي من نار، ينفض رماده ليلتحق بالأحرار، ويشق طريق التغيير صعودا صوب العز والازدهار، بعدما طال ليل الامعان في الذل والانهيار.
فلأهل العقل الخيار والاختيار، وخير الفعل وخير الثمار…