المحامي ادوار حشوة/ايران والفرصة الضائعه

87

ايران والفرصة الضائعه !
المحامي ادوار حشوة/02 شباط/2021

الخميني هو صاحب مخطط امتداد الثورة الإيرانية الى الجوار العربي وصاحب الحلم بالامبراطورية الفارسية. اعلن الحرب على العراق (بحجة السيطرة على المقامات الشيعية فيه) والتي امتدت لثمان سنوات اكتشف بعدها صعوبة اختراق الجدار العربي في الخليج الذي وقف الى جانب العراق مالا ونفطا وتسهيلات لا حدود لها واكتشف ان الانتصار مستحيل ولا انصار له في العالم وان الحرب تستنزف ايران وأضعفت وضعها الداخلي وهددت نظامه وثورته فاتخذ قرارا شجاعا بوقف الحرب والانسحاب الى حدود ايران الدولية وابتلع الهزيمة!.

الخامئني ركب على السلطة كخليفة للخميني ووعد بالسير على حلمه في امتداد الثورة ! استفاد الخامئني من الخطأ العراقي باحتلال الكويت الأمر الذي هدم جدار الدعم والتحالف مع دول الخليج والذي وفر للعراق الشروط العسكرية والاقتصادية لهزيمة ايران. واستفاد الخامئني من حرب الامم بقيادة اميركا لتحرير الكويت ثم من احتلال الاميركين للعراق وحل جيشه فذهب تحالف الغرب مع العراق في مهب الريح!. دفع الخامئني بميليشيات عراقية موالية شاركت الاميركان في الحرب وتولت جزءا من السلطة في العراق فصار امتداد الثورة الايرانية حقيقة وفر لها الاميركان والصهاينة سبل النجاح !

ذهب الخامئني باتجاه بناء قوة عسكرية متطورة مفاعلات نووية بمعونة فرنسية وروسية وصواريخ بعيدة المدى بمعونة كوريا الشمالية. ثم لمتابعة امتداد ثورته ركب على القضية الفلسطينية مدعيا تحرير فلسطين من النهر الى البحر وهدد بابادة اسرائيل بالصواريخ وبقنبلة نووية يجري اعدادها.

ولمتابعة هدم الجدار العربي ساند الحوثين في اليمن والطغاة في سوريا ودعم ومول ووجه دولة ايران في لبنان. هذا الوضع تم تسويقه داخليا كانتصار ولكن مع العقوبات ومع توجيه الموازنة للسلاح والحرب ازداد الفقر والبطالة وفقدت الثورة تحالفها حتى مع البازار التجاري !.
استئناف البناء النووي صار يمثل خطرا ودول العالم مجمعه على منع امتلاك ايران سلاحا نوويا على زناد لا تردعه حكمة ولا مؤسسات!
اسرائيل تملك اكثر من ٢٠٠ رأس نووي قد تضطر الى استعمال بعضها وقادرة على رد يمسح ايران من الوجود!.

صار نظام الملالي في مرمى الهدف الدولي وبدأ العد التنازلي للحرب الى درجة ان وزير الخارجية الاميركي الجديد حدد زمنها حين قال ان ايران مع زيادة التخصيب لليورانيوم قادرة ( خلال اسابيع) على انتاج سلاح نووي. مع الحرب المستمرة على الوجود الايراني في سوريا ومع الحشود الاسرائيلية ومع تضامن الادارة الاميركية مع اسرائيل كسياسة استراتيجية فان الحرب تقترب وتنتظر ساعة الصفر من الراعي الاميركي خلال اسابيع!!

انها الفرصة الضائعة امام الخامئني ان يقتدي بالخميني وينسحب من سوريا واليمن ولبنان وان يرتد الى حدوده بدون نووي وباليسي للمحافظة على نظامه!. فهل يفعل أم هو سوف ينتحر ولا فرصة انتصار جديد امامه كما يزعم ؟ هذا هو السؤال.