ادمون الشدياق/الذمية وخميرة عجين الوطن وشهر الشهادة

82

الذمية وخميرة عجين الوطن وشهر الشهادة
ادمون الشدياق/01 أيلول/2020

اثبتت زيارة ماكرون بتفاصيلها مدى عمق الاحتلال الايراني ومدى سيطرة حزب الله على كامل مفاصل الدولة اللبنانية، فقد تم تغطية وتشريع هيمنة حزب الله ومن كافة مستويات ومسؤولي الدولة اللبنانية بطريقة مهينة للكرامة الوطنية ضاربة بالحائط اقل مظاهر السيادة واستقلالية الدولة.

وتناسى كل مسؤولي الدولة الشهداء الذين سقطوا في انفجار ٤ آب وقبله منذ ١٩٨٢ وهم يمثلون اكثر من نصف المجتمع اللبناني على ايدي مجرمي حزب الله.

 في ٢٤ ساعة جرى تبييض صفحة حزب الله بالكامل فاصبح حزب قديسين يقاوم من اجل لبنان ووحدة لبنان. وتناسى مسؤولي لبنان الاشاوس والرئيس الفرنسي ماكرونيفللي تفجيرات سفارتي اميركا وفرنسا وذبح حزب الله مقاتلي حركة امل واغتيالاته لكل مقاوم من خارج حزب الله حتى سيطر على مسار المقاومة في لبنان.

تناسى مسؤولي الدولة اللبنانية والفرنسية رفيق الحريري وكل شهداء الوطن الذين ماتوا لأنهم كانوا يناهضون سوريا وحزب الله والذين قضوا على يد حزب الله وارهابييه.

وتناسى مسؤولي الدولة ٧ آيار وسيطرة حزب الله الكامل على قرار الدولة واصبح مكون لبناني شرعي يتخذ شرعيته من تمثيل شعبي وازن.  هذه ايام قلة فيها الكرامة والسيادة والشجاعة، قلة فيها الرجال واصبحت الذمية سياسة حكيمة وتكتيك مقاومة ومهادنة الهيمنة الغريبة على سيادتنا وتغطيتها سياسة صائبة وبرغماتية وحكمة.

 انا وقد شارفت على الستين من العمر لم اشهد في لبنان هذه الذمية والانبطاحية والإنكفائية والذل والانانية والتنازلات التي تكاد تقضي على اي مقاومة حقيقية لهيمنة حزب الله على سيادة لبنان وكافة مفاصل الدولة بتغطية كاملة من كامل  الطاقم السياسي العفن الانكفائي الفاسد  الذي من المفترض ان يكون مؤتمن على سيادة وكرامة الوطن.

لم نعد نسمع عن هيمنة حزب الله هذه الايام الا من قلة قليلة اخذت على عاتقها قول الحقيقة والمجاهرة بها اما بالنسبة لكل الطاقم السياسي المؤتمن على البلد والاحزاب فأن حزب الله هو مكون لبناني شرعي بتمثيله الشعبي وان كان تمثيله الشعبي جاء من خلال هيمنة حزب الله بارهابه على شريحته المجتمعية كما سيطر على ألسنة وضمائر الطبقة السياسية الخانعة.

لنصلي في شهر الشهداء و الشهادة أيلول لكي تبقى هذه القلة التي تجاهر بهيمنة حزب الله وسيطرته وتظهر الاحتلال الايراني للبنان على حقيقته خميرة حية كأخر دليل على سيادة فقدناها، وكرامة نحرناها، وحرية خنقناها، واستقلال استشهد مع اخر شهيد من شهداء ثورة الأرز التي نحرت على مذبح المصالح الذاتية والذمية المريرة والمحاصصة الماكيفلية الدنيئة  وشهوة الكراسي والإنكفائية المرضية.