د. توفق هندي: إتفاق معراب هو بالشكل بين جعجع وعون ولكنه هو بالمضمون رسالة من تحت الطاولة من جعجع إلى حزب الله

488

د. توفق هندي: إتفاق معراب هو بالشكل بين جعجع وعون ولكنه هو بالمضمون رسالة من تحت الطاولة من جعجع إلى حزب الله
د.توفيق هندي/فايسبوك/29 نيسان/2020

تعليقي على ما جاء على لسان الدكتور جعجع في مقابلته مع تلفزيون “العربية” على أنه غير نادم على توقيع إتفاق معراب الذي لعب دورا” أساسيا” في إنتخاب الجنرال عون رئيسا” للجمهورية هو كالتالي:
إتفاق معراب هو بالشكل إتفاق بين جعجع وعون ولكنه هو بالمضمون رسالة من تحت الطاولة من جعجع إلى حزب الله فحواها بناء الثقة بينهما من خلال تقديم أوراق إعتماد جعجع للحزب بالقبول بمرشحه عون لرئاسة الجمهورية بهدف أساسي هو أن لا يضع حزب الله الفيتو على ترشحه للرئاسة في المرحلة اللاحقة.وهو يعتقد واهما” بأن حزب الله قد يقبل به رئيسا” إذا ما هادنه في هذه المرحلة وأن الحزب في مطلق الأحوال سوف يكون له قدرة الفيتو هذه حتى في حال ضعفت سطوته على لبنان.
فطريق بعبدا بتقييمه تمر من الضاحية. هذا ما يفسر عدم ندمه على الدور المحوري الذي لعبه في إنتخاب عون رئيسا” للجمهورية.

تصريح جعجع موضوع التعليق
جعجع: جبهة المعارضة ضرورة قصوى والقوات لن تمثل باي حكومة طلما حزب الله وحلفاؤه ممسكون بزمام الامور
وطنية – الإثنين 27 نيسان 2020
أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “المسألة لا تكمن في الرضا عن حكومة الرئيس حسان دياب، فإذا كان إسقاط حكومة دياب يؤدي إلى تحسن الوضع، فنحن غير متمسكين بها، بل المشكلة في مكان آخر مختلف تماما”. ولفت في حديث لقناة “العربية” إلى أن “هناك مجموعة سياسية متمسكة بالسلطة في لبنان منذ عشر سنوات تقريبا، كانت تمسك بالسلطة في لبنان حتى عندما كانت الحكومات مختلفة. وجاءت حكومة دياب، هي بالشكل مختلفة، وبصراحة لا نزال في الأشهر الثلاثة الأولى من عمرها، ونحن بانتظار ما يمكن أن تقوم به”.
وطرح جعجع نقطة حساسة جدا، مشيرا إلى أن “الوضع في لبنان دقيق جدا، صعب جدا، معقد جدا، وخطير جدا، لذلك علينا أن نحكم على الأمور تبعا لكل ملف بملفه. ولا يمكن أن نقول إننا مع حكومة حسان دياب أو ضدها بالمطلق، يمكننا القول إن هذه الخطوة جيدة أو سيئة، إذا، نحن بالانتظار”.
وأوضح أن “القوات اللبنانية غير ممثلة في هذه الحكومة والقوات لن تمثل بأي حكومة طالما أن حزب الله وحلفاءه هم الممسكون بزمام الأمور، ولو من خلف الستارة، لكن ذلك لا يمنع بأنه علينا المحاولة أن نأخذ من هذه الحكومة في الشأن العام أكثر ما يمكن أخذه”، مضيفا، “قبل هذه الحكومة كان لدينا حكومة ممثلة فيها كل مكونات 14 آذار كما بقية الفرقاء، ورأينا ما حدث. إذا، أن نقفز في المجهول ليس الحل”.
وأشار جعجع إلى “ألا شيء مهما حققته حكومة دياب لغاية الآن”، متسائلا، “لكن من سيحقق، من كانوا قبل؟ فقد انهار البلد على أيامهم، من سيأتي بعد حكومة دياب؟ لا أحد يعرف. من هنا علينا التعاطي مع الأمر بشكل براغماتي موضوعي رويدا رويدا. لكن هذا لا يعني أنه إذا قامت حكومة دياب بأخطاء جسيمة ألا نعارضها ونواجهها، فقد عارضنها بمواقف ومواقف، لكن هذا شيئا وأن نذهب في معارضة لا سقف لها شيئا آخر مختلف تماما”.
وأكد جعجع أن “جبهة المعارضة ضرورة قصوى، خصوصا في هذه المرحلة، لكن المشكلة لا نستطيع أن نشكل جبهة بنصف اتفاق. يجب أن نكون متفقين جميعا على تصور كامل واضح المعالم، ونقيم جبهة سياسية على هذا الأساس. أما أن تنصرف كما في السابق، أي أن نكون متفقين على نقطة ومختلفين على نقاط، وأن نسير خطوة إلى الأمام لكي نعود بعدها عشر خطوات إلى الوراء، فهذا ليس من مصلحة أحد. نحن صراحة بتواصل مستمر مع كل الفرقاء الذين بالإمكان إقامة جبهة معهم، وهما تيار المستقبل تحديدا، والحزب التقدمي الاشتراكي، لكننا لن نستعجل الأمر قبل أن تتوضح الأمور”.
وأضاف جعجع: “انطلاقا من هذه النقطة بالذات نحن متريثون هذه المرة في قيام جبهة لأننا نريد السير على ضوء، نريد جبهة بنظرة سياسية واضحة وبخطوات عملية تجسّد كل منها ما نكون قد اتفقنا عليه”.
أما في ما يتعلق بالشارع، فلفت جعجع إلى أنه “لم يسبقنا الشارع بل نحن في صلبه، والشارع متفق على أمور كلنا متفقون عليها، ولها علاقة بالأوضاع المالية والاقتصادية المتدهورة. لكن بعيدا قليلا من الأمور الاقتصادية والمالية، الشارع غير متفق على كل الأمور السياسية غير المتوافق عليها أساسا في البلد”.
ورأى جعجع أنه “طالما المجموعة المتحكمة بالسلطة لا تزال متحكمة بها لا أمل يرجى. وعلينا أن نعمل ليل نهار، ونكافح ونناضل من اجل أن تتغير المجموعة الحاكمة، ماذا وإلا عبثاً يحاول البناؤون”.
وأوضح جعجع أنني “لست نادما ولا لحظة على وصول ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية”، معتبرا أن “عون جزء من هذه المشكلة، لكن هناك مشكلة أكبر منه تكمن في حزب الله، أضف إلى مشاكل أخرى، كي لا نختبئ وراء إصبعنا، ليست مشكلة أو اثنتان أو ثلاث أدت بالبلد إلى ما وصل إليه، بل هي مجموعة مشاكل، وعلينا أن نحاول حلها مشكلة بعد أخرى”، مشيرا إلى أننا “خرجنا من الانتخابات النيابية منذ أقل من سنتين، وللأسف، كانت هذه النتيجة”.
وتناول جعجع موضوع الانتفاضة الشعبية، مؤكدا أن “المسألة ليس مباركة أو عدم مباركة التحركات على الأرض، طبعا لسنا نحن من بدأنا بهذه التظاهرات، ولسنا من دعينا إليها، وعندما نريد أن ندعو نقوم بذلك من دون حياء. لكنني لا أتصور أن المواطن اللبناني ينزل إلى الشارع بطيبة خاطر أو أنه لا يملك شيئا آخر يقوم به، بل انطلاقا من وجع معيّن، لذلك لا يمكننا إلا أن نكون معهم، وطبعا القوات اللبنانية من بين المواطنين وفي صلبهم، وهذا أمر طبيعي”.
ورأى جعجع أنه “لم يتخذ أي خطوة للمحاسبة لغاية الآن، صحيح، لذلك قلنا إننا في الانتظار”، مكررا، أنه “طالما أن المجموعة الحاكمة موجودة في السلطة طالما لا أمل يرجى، لكننا سنحاول”.
وشدد جعجع على الانتفاضة الشعبية التي بدأت في 17 تشرين 2019، لا بد أن تفرز بدائل مع من كانوا صالحين في العهود القديمة. ودائما الأمل موجود، لبنان في الأساسيات وضعه جيد، لكن المشكلة في إدارة الدولة، وإذا تصححت إدارة الدولة اليوم، يعود لبنان خلال ستة أشهر كما كان. لذلك علينا الحفاظ على الأمل والسعي الحثيث ليلا نهارا، بكل الوسائل السلمية والدستورية الممكنة لكي نتوصل إلى تغيير السلطة الحاكمة”.
وتوجه جعجع إلى اللبناني في الختام بالقول:”إن مصيرك بيدك، عند أول انتخابات تستطيع أنت أن تحدد من يكون في السلطة بعد كل هذه التجارب. أعتقد أنك أيقنت أو أصبح واضحا لديك الآن من هو صالح ومن هو غير صالح، وتصرف على هذا الأساس لنصل إلى الخلاص”، مؤكدا أن “القوات تدعو إلى انتخابات نيابية مبكرة”.