علي حماده/مسؤولية الحكام ومسؤولية الحاكم

108

مسؤولية الحكام ومسؤولية الحاكم!

علي حماده/النهار/25 نيسان/2020

كم هي سخيفة ومكشوفة ألاعيب “حزب الله” وبطانة الرئيس ميشال عون التي، وفي معرض تهرّبها من مسؤولياتها الهائلة على مر السنين عن الازمة المالية والاقتصادية والسياسية والكيانية التي يمر بها لبنان، تسعى الى تنفيذ انقلاب داخلي ليس بوجه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بل بوجه الموقف الأميركي الذي عبّر عنه أخيرا وزير الخارجية مايك بومبيو حول علاقة واشنطن وحكومة حسان دياب “الشغّالة” عند “حزب الله” والمحكومة في التفاصيل من الوزير السابق جبران باسيل، وذلك في اطار لعبة استدراج العروض التقليدية مع الاميركيين الذين اوضحوا بشكل حاسم تقييمهم للحكومة الحالية وللعهد بشكل عام، حيث النظرة الى ميشال عون انه جزء من منظومة تقودها ايران مباشرة عبر أداتها اللبنانية المتمثلة بـ”حزب الله”، وان حكومة حسان دياب هي حكومة إيرانية في الصميم، يقودها في المسائل الكبرى الحزب، وفي المسائل الصغرى والتفصيلية اليومية رئيس الجمهورية وصهره ومعهما البطانة المعروفة.

هؤلاء إن عدنا الى الأرقام وحدها مسؤولون عن عشرات المليارات من الهدر والخسائر والفساد المتنوع في كل القطاعات والمرافق، ولا سيما نتيجة الأضرار المخيفة على الاقتصاد، والتي تسببوا بها جراء قرارات أقحمت لبنان في حروب، ونزاعات، وصراعات، وعداوات محلية، إقليمية، عربية ودولية.

ولو أردنا الغوص في التفاصيل لاحتجنا الى صفحات وصفحات من الوقائع، والشواهد والأرقام التي تدل على حجم المسؤولية التي يتحملها الفريق الذي يقوده “حزب الله” ويضم في صفوفه الحالة العونية بتلاوينها ومستوياتها كافة، ومعهما بقية الجوقة المؤلفة من قوى وأحزاب وشخصيات ما قصَّرت في الإضرار بالبلد واسترهانه لنظام إقليمي متخلف ومتعصب والغائي.

هل هؤلاء وحدهم مسؤولون؟ بالطبع لا.

الكل مسؤول في مكان ما. حتى الحكام المنتمون سابقا الى جبهة 14 آذار يتحملون مسؤولية كبيرة جدا لجهة أدائهم السيىء، ومسؤوليتهم عن الهدر، والخسائر والفساد بأنواعه كلها.

هؤلاء ليسوا خارج اطار المحاسبة اطلاقا.

انما مَن يجب ان يكونوا في مقدم الصفوف لكي يحاسَبوا هم الفريق الأول، ومن ثم يأتي الموظفون أمثال حاكم مصرف لبنان، لانهم ما قالوا لا، وكان لهم كما يقال، في كل عرس قرص، ولانهم بالتواطؤ مع المصارف رهنوا أرزاق الناس وجنى أعمارهم، ومستوى عيشهم بألاعيب الحكام المالية.

مسؤولية الحاكم الذي وجّه “حزب الله” بعضا ممن يأتمرون به في الوسط الثائر نحوه لحرف الأنظار عن السوق الموازية التي يحكى انه يديرها من خلف الستارة حقيقية، ولكنه ليس المسؤول الأول.

المسؤولون هم الحكام جميعا بلا استثناء، واولهم قوة الوصاية الاحتلالية التي دمرت البلاد، وعزلتها بتواطؤ من البعض، او اذعان من البعض الآخر.

والتظاهرات التي سُيّرت قبل يومين بعد إشعال سوق العملات الأجنبية ما خفي على احد مدى تورط الحزب فيها وتواطؤ بطانة ميشال عون المتهافتة على مجد الرئاسة الزائل. والسؤال: هل من معنى بعد لموقع رئاسة كهذه؟

في الخلاصة، الكل مسؤول. الحكام أولاً ثم الحاكم.