علي الأمين/سليماني يُسلم الروح.. دياب يُسلم الحكومة

79

سليماني يُسلم الروح.. دياب يُسلم «الحكومة»!
علي الأمين/جنوبية/07 كانون الثاني/2020

تبدو حظوظ استمرار الرئيس المكلف حسان دياب في تشكيل الحكومة الى تراجع ان لم تكن انتهت، هذا ما تردد لدى أوساط قريبة من حزب الله والثنائي الشيعي على وجه التحديد.

ليس الخلاف مع الوزير المستقيل جبران باسيل سبب التردد والانكفاء لدى صاحب القرار في تسمية حسان دياب لرئاسة الحكومة، ولا ملاحظات رئيس الجمهورية، او بعض تسميات المستوزرين من هذا الطرف او ذاك، ما تؤكد عليه هذه الاوساط ان مرحلة ما قبل اغتيال قاسم سليماني هي غير ما قبلها وهي التي تفرض البحث عن خيار اخر غير دياب.

تسمية حسان دياب
تسمية حسان دياب وتكليفه برئاسة الحكومة، كان استجابة لمطلب دولي طالبت به الانتفاضة بتشكيل حكومة تكنوقراط، وقد التقط حزب الله من المطلب الدولي حكومة غير سياسية، لكن من دون اي تغيير في منهج المحاصصة فتم تجاوز الصفة الاستقلالية التي طالب بها المحتجون في الشارع، وراهن حزب الله على وعود بدعم الحكومة خارجيا، ظنا منه ان مجرد تشكيل حكومة اختصاصيين فان في ذلك تقديم تنازل عن الحكومة السياسية، وهذا بحسب ما نقل عن رئيس الجمهورية يستجيب لمطلب دولي ملح بضرورة تشكيل الحكومة.

العوائق
لا شك تقول الاوساط ان العوائق التي كانت تحول دون تشكيل الحكومة، لا تتصل جوهرياً بأسماء الوزراء على اهمية هذا الملف، ولكن كان يمكن اعلان التشكيلة بعد اسبوع من التكليف، لكن حسابات تتصل بموضوع الحراك والانتفاضة الى جانب الاعتراض السني، سبب التأخير، باعتبار انه كان هناك حاجة لأن تظهر الحكومة الجديدة بصدمة ايجابية لا سلبية.
في ظل هذه الصورة المختصرة، بات حزب الله أمام خيار حكومة برئاسة دياب مترافقة مع اعتراض سني غير ملتبس.

التطور الخطير الذي سببه اغتيال سليماني، عقد الحسابات، في ظل معلومات عن عدم وجود سياسة ايرانية تتجه نحو المواجهة مع المجتمع الدولي، بعدما تفادت الدول الكبرى إدانة عملية الاغتيال وبعضها أيّد فيما واشنطن بدت في موقف تصعيدي.

في ظل هذه الصورة المختصرة، بات حزب الله أمام خيار حكومة برئاسة دياب مترافقة مع اعتراض سني غير ملتبس، في ظل تشدد دولي لن يجد مسوغا للتفاعل مع هكذا حكومة، فتسويق الرئيس حسان دياب وحكومته صعب ان لم يكن مستحيلا في ظل اعتراض سني واحتجاج شعبي.

البحث عن الغطاء السنّي
هذا ما دفع الثنائية الشيعية مجددا للبحث عن الغطاء السني، والذي يبدو مستحيلا بغير العودة الى شخصية تحظى بغطاء سني كالرئيس سعد الحريري او الرئيس نجيب ميقاتي. المعلومات تؤكد ان البحث جدي في مسار العودة الى خيار الحريري، لكن لم يؤخذ القرار بعد، في ظل تشبث حسان دياب بالرئاسة مع حرص حزب االه على تأمين خروج لائق له ليس متوفرا حتى الآن.

العودة الى خيار الحريري او ميقاتي هدفه سعي حزب الله للتخفف من اثقال المرحلة المقبلة التي بات مقتنعا ان الذهاب بخيار دياب يعني خيار المواجهة، وربما الانتحار السياسي والاقتصادي والمالي وهو ما لا طاقة لحزب الله على تحمل تبعاته طالما انه يحب الحياة ولا يرغب بالانتحار.