خليل حلو: نحن إلى جانب الموحدين المعروفيين الدروز في هذا الوقت العصيب

147

نحن إلى جانب الموحدين المعروفيين الدروز في هذا الوقت العصيب

خليل حلو/03 تموز/2019

كتب صديقي الدكتور أنطوان قربان:”الموحّدون الدروز … أقليّة لا تمارس التبشير … بالرغم من تضاؤلها المستمرّ … هاجسهم هو البقاء … وهم ركن أساسي ومؤسّس من الكيان اللبناني والفكرة اللبنانيّة منذ 1516 عندما هزم العثمانيّون المماليك ونصّبوا أمراء آل معن وكلاء لهم على جبل الدروز وجبل لبنان ومقاطعات أخرى” .

وأضيف: لبنان الحديث الذي نعيش فيه أسسه الموحدون المعروفيون الدروز مع أمير لبنان فخر الدين المعني الثاني الكبير إبن قرقماز إبن فخر الدين الأول.

لبنان الذي نعيش فيه اليوم مع توازناته هم أسسوه مع هذه التوازنات أصلاً. لم يؤسسوه بمفردهم بل مع كافة الطوائف الحالية.

مرّ الزمن وانغمسنا بالحروب الأهلية وبقي لبنان الذي لا تفسير لبقائه سوى الفكرة التي ولدت مع فخر الدين والتي هي قابلة للحياة بالرغم من موجات الإجتياحات المتعددة التي زالت والتي ستزول …

وبالرغم من غباوة اللبنانيين في بعض المراحل!

أما الآن فتمر الطائفة الدرزية بأزمة حادة وخطرة للغاية تهددها من الداخل ولا خيارات لها سوى لبنان.

إنها تمر بالأزمة نفسها التي مرّ بها الموارنة قبل غيرهم عندما غلـّبوا صراع الزعماء le combat des chefs على مصلحة لبنان العليا الذي أسسه الموحدون المعروفيون الدروز وأوصلوه هم، أي الموارنة، إلى حدوده الحالية في العام 1920.

الموحدون الدروز يمرون بأزمة أشد من الأزمة التي يمر بها المسلمون السنة الذين لولاهم لما حصل لبنان على استقلاله ولولا تمسكهم بوحدته ووجوده، ولو لم يبذل المسلمون السنة الدماء لأجله لذاب منذ زمن بعيد أو تفتت شراذم تائهة.

الدروز يعيشون أزمة لا تقارن بالأزمة التي يعيشها المسلمون الشيعة الخائفين من المستقبل ولكن ليس على وجودهم.

إذن من واجب جميع اللبنانيين مساندة الموحدين الدروز في أزمتهم ووضع النقاط على الحروف:

حادثة 30 حزيران سببها الشحن غير المسؤول الذي مورس من قبل معالي وزير الخارجية …

وهذا لا يبرر إقفال الطرقات وإطلاق النار.

إن توقيف مطلقي النار في حادثة 30 حزيران الماضي هو واجب على الدولة كما هو واجب عليها توقيف مطلقي النار في حادثة الجاهلية السابقة وفي حادثة الشويفات السابقة.

من الجيد أن يطالب كل من السيد وئام وهاب والأمير طلال أرسلان بتطبيق القوانين على مطلقي النار ومن بينهم من هو محسوب على الأستاذ وليد جنبلاط وعلى المير طلال نفسه، ولكن من الجيد أيضاً توقيف المتهم أو المتهمين في حادثتي الشويفات والجاهلية …

وأن تستعمل حادثة 30 حزيران لتطويق وليد جنبلاط الذي يحظى بثقة وعطف الكثيرين من خارج الموحدين الدروز فهذا غير مسموح، إضافة إلى أن وليد جنبلاط سينال عطفاً وتأييداً أقوى في وجه هذه المحاولات.

وليد جنبلاط وقف إلى جانبنا يوم اجتياح جيش البعث السوري في 13 تشرين 1990 المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش.

إسألوا الضباط الذين استقبلهم في المختارة واسألوا بعض الرموز الذين كانوا إلى جانب العماد عون في حينه وما زالوا إلى جانبه أحياء يرزقون!

وليد جنبلاط قام بواجبه الأمني تجاه المعنيين عند اغتيال داني شمعون!

وليد جنبلاط كان رأس حربة في 14 آذار! والده كمال إغتاله النظام السوري …

ألا يكفي ذلك لنقف إلى جانبه وإلى جانب الموحدين المعروفيين الدروز في هذا الوقت العصيب؟