الأب سيمون عساف: لوضع دستور… اتُّهِمنا بالطائفية ويمارسها المتَّهِمِون

61

لوضع دستور/اتُّهِمنا بالطائفية ويمارسها المتَّهِمِون
الأب سيمون عساف/02 شباط/19

اتُّهِمنا بالطائفية ويمارسها المتَّهِمِون.
يختزلون مراكزنا وكلَّ شغور مكان مسيحي فيعيِّنون مكانه من الطوائف الأخرى، ولو يتصرَّفون بالمثل في حال شغور احد من جماعتهم وتعيين شخص لنا لاعتصمنا بالصمت.
يرشقوننا بالتعصب وهم راضعونه مع الحليب فبات من دمهم والشحم واللحم.
اجبرونا على مخاطبتهم بلغتهم لأنهم يرفضون التحدُّث بلغتنا.
ما مرة اختزل المسيحي دورهم وحذفهم من اي معادلة.
لم يحذفهم او يأخذ دورهم بل بالعكس عنهم تماما، انهم يتطاولون على كل ما هو نحن، وكأنهم يريدون اعادتنا الى الذمِّية والذل والخضوع، وهذا امرٌ يتجاوز المعقول والمستحيل.
لماذا هذا الإبعاد والبلف وهضم الحقوق والتغاضي المقصود عن وجودنا؟
لم نتفاضل عنهم بشيء عهد كانت السُلطة بيدنا،
اما اليوم والواقع شاهد ملحوظ ملموس، فيتخطَّون الأعراف والنظم والأخلاقيات حتى بتنْحِيَتنا وتجريدنا من كراماتنا لو استطاعوا،
وكأنَّهم يلهفون لانتزاع الهويات منا والمعنويات التي تعصو حتى على احلامهم.
هذا هو العيب والابتزاز والصفاقة التي تصفق لإنجاز التعدي والافتراء واحتقار العدل والإنصاف.
قلناها لهم ونكرر: لن تتمكنوا ولن تتوصلوا وحدكم ان تحكموا البلد، فاطياف الطوائف الأخرى حاضرة للا

عتراض والرفض الحاسم والمعاكسة والمشاكسة ان اقتضى الأمر.
في زمن التطور لا يمكنكم ارجاعنا الى عصور الجاهلية فهذه ضرب محال.
عائلة واحدة يجب ان نكون لتسيير عجلة الارتقاء والمستويات.
طاولة التفاوض الهادىء العقلاني المترصِّن، يُحتمل ان تنتج تفاهما وصيغة جديدة باعتبار ان الدستور ما بين يدينا ممسوخ مغلوط مهلهل مجحف.
اليوم اشبه بجسد من دون رأس لذلك نطلق عليه اسم قزم او اقله صعلوك.
دستور لبنان لا يصلح لأن يكون لائقا…
املنا ان تصحو ضمائر القيادات لوضع دستور يتماشى مع ذهنية العصر والاجيال القادمة ..
ا.د. سيمون عساف 2/2/2019