الأب سيمون عساف/الشاعر موريس عواد حمل عوده وتوارى كما البدر وراء الغيوم

62

الشاعر موريس عواد في ذمة الله
الأب سيمون عساف/10 كانون الأول/18

حمل عوده وتوارى كما البدر وراء الغيوم
تاركا بنات افكاره في كتب تحتاج صباياها الى قرّاءٍ عرائس
في سنين القحط ايفعت براعمه واينعت فطافت الغلال على بيادر البركه
له حِكَم العقلاء عودّنا عليها عهد كان التلاقي في الجامعه
« هيهات أن يعود ما مضى »
كنا انتظار لقدومه الأسبوعي وللإصغاء الى ابتكاراته
كنا نسبح في سماوات إلهاماته فيدنينا من قوائم العرش ونسبِّح الله
وكان مغزارا كالشالوف الجزيني الهادر، ينساب شعرُه متموجا الى النهر الكبير
طوّعها فَلانت له الكلمات بانقياد العبد للسلطان،
كتب ما لم يكتبه ابناء جيله، تميز باسلوب مغاير ونمط راقص على طرب.
عضه الفقر ومضَّه القهر فاعتصر القريحه للبدع
من هنا ولادة العبقريه والبلاغة والنبوغ
من رحم الأوجاع ينز النخاع الخلود في الحروف فتتكون المعجزة
منذ مطلع الشباب عرفته، ففُتِنت باللغة المتحركه الوثَّابة التي تنادي للبحث في المبنى عن المعنى
طريفٌ كلامه يعوزك القارب للنزول الى بحاره نعم هناك الياقوت واللؤلؤ في القاع
لا ضفاف ولا شطآن لأُوقيانوس موريس عواد
تعاودني ذكريات معك يوم كنا سوية نرفع علم القضية
كنت قيدوم التحرر والانعتاق من انيار العبوديه
نعم نحن الأفاضل وبقية الأمناء نناضل عن الهوية
وِظِلْنا بالمبادىء مؤمنين بتركتنا الثرية
تحت سنابك خيلنا تهوي الأعادي الأجنبية
ونحن الرسالة والبسالة في هَيْجا العنجهية
موريس عواد ايقونة في عنق ارزتنا اللبنانية
ستعرف الأجيال من بالحرف واللون وشَّى الأبجدية
صدى صوتك الصارخ للهَدْيِ في مجاهل البرِّيّة
يحيا صداه المُرِنِّ في سمع تاريخ الألسنية
موريس عواد يا وجعا في جسد امتي المُبتليَّة
بالفسق بالعار بالسلب بالنهب “بالعلَّة الزمنية”
عنيت بالرجعية والتخلف والجهالة الطائفية
يا خنجرا في صدر بائع وشاري دم الضحية
وحدك بين شعراء بلادي كدت تكون الوصية
ا.د. سيمون عساف