من أرشيف المقاومة اللبنانية/المؤرّخ جواد بولس: حراس الأرز ردة فعل على الحرب لظالمة

136

من أرشيف المقاومة اللبنانية/المؤرّخ جواد بولس: حراس الأرز ردة فعل على الحرب لظالمة
المؤرّخ جواد بولس

جرت العادة، منذ أقدم العصور، وفي غالبية الدول، أن يعيّن كل بلد، يوماً في ألسنة، يتمّ فيه الإحتفال بذكرى حدث هام، حصل في مثل هذا اليوم من السنة أو السنين السابقة، سواء كانت هذه الذكرى مفرحة أو محزنة.
ففي الثالث عشر من نيسان، من كل سنة، يعيد لبنان ذكرى حدث كئيب في تاريخه المعاصر، هو بدء الحرب التي إنفجرت فيه سنة ١٩٧٥، نتيجة إستهتار حكّامه وقصر نظرهم، تلك الحرب التي هدمت الدولة اللبنانية والتي لم تنته فصولها بعد.
وفي التاريخ نفسه، وكردّة فعل على الحرب الظالمة، ظهرت مراكز مقاومة سياسية وعسكرية، نابعة من الشعب اللبناني للدفاع عن لبنان، ومنها حزب حراس الأرز.
وقد تميّز هذا الحزب بالمبادئ النبيلة التي بُني على أساسها والتي عمل ولا يزال يعمل بموجبها، نذكر منها:
١- بناء حركة الحزب على أسس عقائدية فكرية وتركيزها على مبادئ لها الأولوية على أي شأن آخر.
٢- تحديد المشاكل التي يتخبّط فيها الوطن وتشخيص أمراضه تشخيصاً صحيحاً.
٣- إعتاد دراسات علمية لكل الحلول التي من شأنها أن تُخْرِجْ الوطن من الدوامة التي يعيش فيها.
٤- تحلّي المسؤولين في الحزب والمقاتلين بأخلاق عالية وبالإنضباط الذي هو الأساس في المحافظة على البيئة الحزبية.
٥- الإقتناع بأن الدولة الجديدة يجب أن تقوم على أساس العنفوان الوطني المتجسّد في رجولة المسؤولين وفي صلابة مواقفهم، وعلى أساس الطموح، في إعتبار أن الأوطان الصغيرة لا تبنى بالأحلام الكبيرة، وأن الوطن الصغير لا يستمرّ إلا بالدور الكبير.
وان حزب حراس الأرز بقيادة القائد أبو أرز، لا يزال منذ نشوئه، متمسّكاً بهذه المبادئ وعاملاً بوحيها. وهو قام منذ بدء الحرب على لبنان، ولا يزال يقوم بما عليه من موجبات، بنشاط وفعالية وبطرق رزينة وبعيدة عن التبجّح.