محمد عبد الحميد بيضون: جمهورية عون

333

جمهورية عون
محمد عبد الحميد بيضون
12 حزيران/16/فايسبوك

حاكم البنك المركزي رياض سلامة قام بجهود كبيرة لمنع اي ضغوطات او عقوبات قد تطال القطاع المصرفي نتيجة القوانين الأميركية والدولية لمكافحة تمويل الارهاب وتبييض الأموال ومن ضمنها شبكات متعددة الوجوه والأذرع تابعة لحزب الله المصنف منظمة ارهابية مع بعض الاستثناءات اميركياً واوروبياً وعربياً ٠الحاكم ينطلق من ان واجبه الأساسي هو حماية القطاع المصرفي لأن ذلك يعني حماية الاقتصاد اي حماية المواطن وايضاً حماية الدولة وموظفيها ومؤسساتها من الانهيار والافلاس٠

لكن الحاكم أيضاً قدّم للحزب تطمينات واجراءات بأن العمليات القانونية والشرعية لن تطالها الإجراءات والاهم انه فرض على المصارف ان لا تغلق اي حساب وان لا ترفض فتح حساب جديد دون مراجعة البنك المركزي وهذا اجراء غير مسبوق تتحمل المصارف جرّاءه مخاطر ما يمكن ان يكون مغامرات وألاعيب من الحزب او مناصريه٠

رغم كل حسن النية من الحاكم والمصارف قام الحزب بهجمات قاسية بحق الحاكم من النوع غير المألوف وغير المقبول والذي يثير القلق الكبير لدى اللبنانيين وفي الخارج على سلامة القطاع المصرفي وهذا يعكس مرة جديدة ذهنية الاستهتار والتهور لدى الحزب في مقاربة الشأن الوطني والاقتصادي٠

اليوم نرى دفاعاً عن الحاكم يصدر عن جعجع مما يدفعنا الى السؤال عن موقف حليفه وتؤامه في اعلان النوايا ميشال عون٠لماذا لم يطرح اي موقف دفاعاً عن الحاكم والاقتصاد و لم يبرز اي اهتمام سوى المزيد من التفهم والحرص على مواقف الحليف الإقليمي وأدواته ؟

حزب الله ضرب السياحة وأعلن ان ” المقاومة” لا تحتمل السياحة وسكت عون٠

حزب الله وجّه ضربات للصناعة والزراعة بمعاداته لدول الخليج وبعزله لبنان عنه وسكت عون٠

حزب الله يأخذ البلد الى الانهيار الاقتصادي من خلال ربطه بمصالح ايران والاسد المعزولين دولياً ومن خلال ربطه بالحرب المذهبية الدائرة على خلفية تعزيز النفوذ الإيراني والامبريالية الايرانية الكاريكاتورية ووافق عون٠

اليوم يشعر الجميع بمخاطر الحزب على القطاع المصرفي ويصمت عون٠

يبدو ان حزب الله وعون لديهم مخططات مختلفة للاقتصاد اللبناني:
سياحة الحج المسلح الى المقامات او حمل السلاح دفاعاً في اي مكان بدلاً من سياحة الأماكن التاريخية والسياحة الحديثة٠

زراعة حشيشة الكيف والأفيون بدلاً من الخضر والفواكه والحمضيات وغيرها٠

صناعة الكابتاغون ومشتقاته وأخواته بدلاً من الصناعات الحالية التي يصدّرها لبنان الى الخليج العربي٠

اما القطاع المصرفي فيتم استبداله بشبكات تبييض المال العادي ليصبح مالاً طاهراً نظيفاً يستحق بجدارة ان يموّل التيارات والحركات والأحزاب والعائلات والأقارب والمحسوبين٠

هذا ما ينتظرنا اذا وصل عون الى الرئاسة وهذا سبب اصرار ايران عليه٠انه التجسيد الوحيد للاقتصاد “المقاوم”٠

كان يُقال عن البلد الفاشل جمهورية موز ٠غداً سيُقال جمهورية عون