نوح زعيتر.. من المخدرات الى مقاوم على “طريق القدس”/تفاصيل تواجد “سرايا المقاومة” في البقاعين: رجال دين يجنّدون مقابل المال والسلاح

750

 نوح زعيتر.. من المخدرات الى مقاوم على “طريق القدس”
طارق السيد/15 أيلول/15/موقع 14 آذار

كم من البيوت اختربت بسببك يا نوح؟ وكم من الدماء سالت بسببك أيضاً يا نوح؟. والأن تحوّلت إلى بطل وإلى رمز مقاوم؟ بئس هكذا زمن يتحوّل فيه القتلة وتجار المخدرات إلى رموز مقاومة وإلى مفخرة يتباهى بهم جمهور كان يصفق بالأمس لأبطال “الدبشة” و”علي الطاهر” و”طلوّسة”. جزء كبير من أبناء البقاع لم يرى في صور نوح زعيتر التي نشرت أمس الاول على مواقع التواصل الاجتماعي، سوى تتمة للهبوط نحو الهاوية التي بدأ يسير على دربها حزب الله منذ أن تحول إلى مليشيا تمتهن القتل وزرع الرعب بين الناس والى مجموعات رجعية لا تعرف للحوار سبيلا سوى بالرصاص والاغتيال ولا تجيد النقاش الا بالتهديد والوعيد ورفع الاصابع. “مبروك علينا مقاوم جديد في مقاومتنا”. ها ما قالته سيدة عجوز من ال حيدر لحظة رؤيتها “المقاوم” تاجر المخدرات نوح زعيتر على شاشات التلفزة وهو يمتشق سلاحه الى جانب قياديين وعناصر من حزب الله في القلمون. لم تكفي السيدة العجوز لعنات الدهر لتوجهها الى صاحب “الشعر الطويل” الذي قرر في لحظة “نشوة” أن يحسم معركة “الزبداني” بعدما عجزت قيادته عن تحقيق هذا الحسم وخسارتها اكثر من 300 عنصر في أقل من ثلاثة أشهر. تسرد العجوز ابنة حي “الشراونة” في بعلبك جملة روايات حول زعيتر وتخبر الكثير عن ممارساته المليشياوية و”زعرناته” وعن المال الحرام الذي جمعه وبنى منه قصوره. تقول “نعرف عنه الكثير ونعرف من يغطيه ومن يحميه ويسهل له تجارة المخدرات سواء داخل لبنان او خارجه. تحميه قيادات في حزب الله مقابل مبالغ شهرية يدفعها لهم وهم ايضا يسهلون له تجارة المخدرات ويفرزون له عناصر خاصة لحماية الحقول المزروعة بنبتة الحشيشة، وهم ايضا الذي هربّوه من المستشفى الى “القصير” يوم اصيب برجله بعد عملية مداهمة قامت بها القوى الامنية لمنطقة بعلبك”. وتضيف: كان يستضيف تجار مخدرات في منزله في الكنيسة لفترة ايام من لبنان ومن خارجه وبعد ان يحصل على مبالغ مالية كبيرة منهم مقابل بيعهم كميات من المخدرات كان يوشي بهم اما الى قطاع طرق تابعين له او لعناصر حزب الله وبالتالي كان يستعيد بضاعته بعد قتلهم او بعد اجبارهم على تركها ضمن مناطق محددة. والكل هنا يعلم انه مسؤول عن دماء ابرياء كثر وعن خراب بيوت ومع هذا رأينا كيف استقبله الحزب بالاحضان في امكنة كنا نعتبرها مقدسة خصوصا وان العديد من ابناء وشبان بعلبك استشهدوا فيه اثناء مواجهتهم الارهاب”. بدوره حاول حزب الله التعتيم على خبر زيارة نوح الى مواقعه المتقدمة في الداخل السوري، لكن اي من جمهوره لم يصدق بيان الحزب بعد ان نشر نوح نفسه صورا له في تلك المواقع. بعدها خرج بعض قيادي حزب الله العسكريين ليقولوا ان نوح وصل الى تلك المواقع من تلقاء نفسه ومن دون تنسيق مع جهاز امن الحزب. وهنا اوقع الحزب نفسه في مغالطات كبيرة امام بيئته التي سألت “شو القصة فلتانة فوق؟”. نوح زعيتر استحق أمس وسام من رتبة “اشرف الناس” وتحول من تاجر مخدرات يبيع الموت والسموم الى “مقاوم” وجندي في جيش السيد حسن نصرالله بحسب ما أعلن، ليعود ابناء البقاع ويسألونه مجدداً: كم من البيوت اختربت بسببك يا نوح؟ وكم من الدماء سالت بسببك أيضاً يا نوح؟، وهل بأمثالك سنحرر القدس يا نوح؟.

تفاصيل تواجد “سرايا المقاومة” في البقاعين: رجال دين يجنّدون مقابل المال والسلاح
خالد موسى/موقع 14 آذار/15 أيلول/15

بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها في الداخل السوري نتيجة المعارك الأخيرة لا سيما خلال معركة بلدة الزبداني القريبة من الحدود اللبنانية – السورية، ينشط “حزب الله” عبر “سرايا المقاومة” وحلفائه من الشخصيات الدينية والأحزاب التي تدور في فلكه في المناطق والبلدات السنية في كل من البقاعيين الغربي والأوسط في الأسابيع القليلة الماضية، في تجنيد عدد من الشباب داخل هذه البلدات عالـ “مكشوف” مستغلاً الأوضاع المالية والإجتماعية الصعبة التي يعيشها هؤلاء، مغرراً إياهم بالدعم بالسلاح وطاقات المواكبة الأمنية وتسهيل المرور ومعاشات شهرية وغيرها من الأمور التي تغري الشاب ما بين الخامسة عشر من العمر والعشرين عاماً، أي في “أول طلعته”، حيث يسعى الشاب إلى إثبات ذاته وتظهير رجوليته. هذا الأمر القديم الجديد، ظهر بعد الإنتفاضة الأخيرة التي شهدتها بلدة سعدنايل في البقاع الأوسط منذ نحو أسبوع، عقب الإشكال الذي وقع بين أهلها وإمام أحد المساجد هناك وهو مقرب من “حزب الله”، على خلفية تجنيده شبان البلدة لصالح “سرايا المقاومة”، وفي افضل الاحوال تغطيته من يجندون الشبان وتمهيد الأرضية أمامهم، وبانه يتحدث بلغة الحزب و8 آذار، ولا يتحدث بلسان حال البلدة خطيباً في مسجدها. هذا الإشكال الذي وقع على خلفية إختفاء 7 شبان من بلدة سعدنايل وهم : تامر الشحيمي، خضر معدراني، عبدالله الميس، محمد مرسل ومحمد هيثم، نحو عشرة أيام وتعذر التواصل معهم، ليتبين فيما بعد أنهم كانوا في دورة تدريبية في إحدى معسكرات التدريب التابعة لـ “حزب الله” الى جانب أكثر من 350 شابا من مختلف قرى وبلدات البقاعيين الغربي والأوسط. هذا الحال في سعدنايل والذي جوبه بالرفض من عائلات البلدة بمن فيهم عائلة الشيحيمي، إحدى أكبر العائلات في البلدة، ليس أفضل حالاً من باقي قرى البقاعيين الغربي والأوسط لا سيما في بلدات برالياس ومجدل عنجر وقب الياس وحوش الحريمة وغزة والمرج وخربة روحا والبيرة التي تنشط فيها السرايا بشكل كبير وبأعداد كبيرة، وذلك بحسب ما كشفت مصادر بقاعية لموقع “14 آذار”.
مواجهة الأهل والجيران في البلدة
واعتبرت المصادر أن “العصابة المسماة سرايا المقاومة هدفها الآني هو ليس لتعبئة الحزب بالمقاتلين من اجل حربه على الشعب السوري، بل على العكس فهؤلاء يجندون ويدربون وتغسل أدمغتهم من أجل أن يواجهوا اهلهم وجيرانهم واصدقائهم في البلدة نفسها”، مشيرة الى أن “المسؤولية لا تقع على عاتق الشباب الذين يتم تجنيدهم من “قوادي” التجنيد، فكثر منهم ضحايا اوضاعهم الاجتماعية والمادية اولاً، كذلك منهم من هو ضحية أب أو قريب جاهل اعمى بصيرته الطمع فرمى ابنه في حضن هؤلاء وشجعه على الالتحاق بهم، من أجل حفنة من المال الخبيث، وكذلك تقع المسؤولية على الدولة التي تغطي بعض أجهزتها هذا الأمر وتعمل على دعم وتغطية أعمال هؤلاء وتسهيل تغلغلهم في المجتمع والتغرير بشباننا وإقناعهم بمساندة من يخطط ويعمل من اجل تدمير البيئة المواجهة لمشروع ايران وأداتها حزب الله من الداخل”. ولفتت الى أن “هناك ثورة حقيقية في سعدنايل ضد هذا الموضوع، والعائلات متكاتفة مع بعضها وهي تنسق مع بعضها حيال هذا الموضوع، من أجل مواجهة أي شخص يعمل على تجنيد الشباب لصالح سرايا المقاومة في البلدة”، معتبرة أن “بعد هذه الإحتجاجات، كان هناك تراجع واضح للاشخاص الذين يعملون على موضوع التجنيد داخل البلدة، فهم في الفترة السابقة كانوا وقحين جداً، وهذه الوقاحة خفة تدريجياً نتيجة الخوف بعد ردات الفعل هذه”.
التجنيد يتم عبر أحزاب موالية ورجال دين
وشددت المصادر عن أن “هناك حزبا يملك مؤسسات تعليمية في المنطقة وهو معروف أنه في خندق واحد مع الحزب، يجاهر في بعض هذه القرى وخصوصاً في سعدنايل ومجدل عنجر وحوش الحريمة وغزة الى التنسيق مع هؤلاء وعقد إجتماعات معهم بمشاركة مسؤولين من هذا الحزب بإيعاز من نجل رئيس الحزب”، لافتة الى أنه “لا تواجد للحزب في مناطقنا وبالتالي فإن من يتوكل هذه المهمة هو هذا الحزب إضافة الى شخصيات دينية سنية كما هو حاصل في بلدة برالياس”.
دورات تدريبية و400 دولار شهرياً
وأشارت المصادر الى أن “هذا الحزب يقوم بدورات تدريبية للمجندين في معسكرات تابعة لحزب الله وتحت إشراف قيادات من الحزب تعمل على تدريبهم لمدة شهر تقريباً بين فترة وأخرى على استعمال كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة مقابل مبلغ مادي قدره 450 دولار أميركي على الدورة وراتب شهري يصل الى حدود 750 ألف ليرة ودعم لا محدود على الأرض وبطاقات لسلاح مرخص وتسهيل مرور على الحواجز العسكرية والأمنية وبطاقة مواكبة لموكب”، كاشفة عن أن “هناك أكثر من 150 شخصا تابعون للسرايا في بلدة برالياس وكذلك في بلدة مجدل عنجر ونحو 20 شاباً من بلدة غزة في البقاع الغربي وهي بلدة رئيس حزب “الإتحاد” النائب والوزير السابق عبد الرحيم مراد، بحسب الشاب محمد مرسل المنشق عن السرايا في بلدة سعدنايل، والذي أعلن كذلك عن وجود شباب واحد من بلدة المنصورة والعشرات من شباب بلدة حوش الحريمة”. وعلم موقع “14 آذار” من مصادر داخل بلدة المرج البقاعية أن “هناك أكثر من 35 شابا من أبناء البلدة مفقودين منذ أيام ومقطوع معهم الإتصال ومن المتوقع أن يكونوا منضوين تحت لواء سرايا المقاومة وهم في إحدى دورات التدريب الحالية الذي انشق عنها شباب سعدنايل بعد الإشكال الأخير في البلدة، وأن إمام بلدة المرج الشيخ خالد كنعان أعطى مهلة للاشخاص الذين عملوا على تجنيد هؤلاء الشباب لصالح السرايا حتى صباح نهار الجمعة المقبل لعودة الشباب، وإلا سيفضح هؤلاء الأشخاص على الملء من على المنبر في خطبة الجمعة”. من جهتها، كشفت مصادر في المعارضة السورية، في حديث لموقع “14 آذار” أن “هناك ثلاثة إصابات في صفوف شباب برالياس، كانوا يقاتلون الى جانب حزب الله في سوريا، إصابة إحداهم خطيرة، وهم يتلقون العلاج في إحدى المستشفيات التابعة لحزب الله في منطقة بعلبك- الهرمل”، لافتة الى ان “هؤلاء الشباب يتقاضون رواتبهم من نجل رئيس حزب الإتحاد اللبناني الشاب حسن مراد وليس من الحزب مباشرة”.