سلام على عهود الملائكة… تعصرني الأوضاع دموع أوجاع على ما ألينا اليه نحن المسيحيين وخاصة الموارنة.
لبوس الجردي/03 أيار/2022
تعصرني الأوضاع دموع أوجاع على ما ألينا اليه نحن المسيحيين وخاصة الموارنة.
كان لبنان فينا حياة عز وسؤدد، قبل هذه الحشرجات، وكان بنا منار الشرق ومُنْتَجَعٌ صِحِّيٌّ، يَقْصِدُهُ الْمَرْضَى وهُمْ فِي فَتْرَةِ النَّقَاهَةِ لِلرَّاحَةِ والسياحه. ثم كان دار ترفيه ومدار تفكيه ودياراً للتمتَّع به والتلذَّذ وفردوس اسْتِجْمَامِ اخَّاذ، عدا عن أنه ملجأ الأدمغة والشعراء الهاربين من القمع والمنع والسجون.
كانت لنا السلطة المطلقة نولّي على العرش ونُنحّي عنه من نشاء، وكم وقع شهداء للدفاع عنها، إلى أن باعها ماسك زمام الأمر والنهي، فعرَّانا وغدونا سرب نسور منتوفة الريش بعدما كنا روَّاد التحليق والطيران.
يعرف الجميع، من الذي بارك وباع وغطَّى وتمطَّى فكانت الصفقة رابحة للآخرين ولنا الخسارة الفضيحة الفادحة الفاجعة. لم يكترث صاحب الأقدام التهجيرية بما أحدث من تقهقر وتهجير في مجتمعنا بل يستمر في التلاعب علينا ويتزعم من دون ان يعقصه برغوت!
مساكين هم المسيحيين في لبنان، خان قضيتهم القادة االمغفلون الانانيون الملطخون بالدماء المجرمون.
وأعجب اليوم كيف يتناتش ابناؤنا على الساحه كأنهم لم يفقدوا اغلى ما كان لديهم. لم يراجعوا اين كانوا واين صاروا والى اين الاتجاه.
اتمزَّق حسرة عليهم، على النعرات التي يتناخس بها الفرقاء وما من قيادة باطشة تفرض هيبتها وتلم شملهم فيجتمعون.
انني اخجل من تراشق كلامي بزيق وخطابات نابية تدمّر لا تعمّر. نعم استحي بعد الذي بُلينا به، لم نقرأ تاريخ هزائمنا وأخطائنا، وهذا ما ينذر بالجهل والغُفول والتلاشي والزوال. عوض ان يتوحد الصف ويأتلف الجميع لأنهم عائدون من نكبة افلستهم وزجَّت بهم في قعور المهاوي السحيقة، اراهم كالدِيَكَة على المزابل يتناقرون ومن حولهم ثعالب يتربصون للانقضاض والافتراس.
مُعيبٌ امرنا مُهين مُشين. ثقافتنا الراقية جعلوها ممسحة تدوسها الأقدام والمعرفة نعاها البغض والتعصب والضغينة والغباء. آسف لأنهم لم يراجعوا ملاحم ومحطات في مقاومة ابطالهم البُسَّل وشهدائهم الميامين. عليهم وعود وعهود، حنثوا بها وضربوا شرف قضيتهم وإنجيلهم عرض الحائط.
ارثي لحالهم، إنهم رُعْنٌ هوجٌ فارغون. لا يقين ولا يمين ولا قَسَم يردع تماديهم في الغي الذي فيه يعمهون. لا يمكن ان تقوم لنا قيامة بهكذا نوعية وهكذا طاقم لا اصول له لا رؤية عنده لا قراءة في غده ولا اساس للعلم العريق بالقَبل والبعد اي بالأمس والغد. اننا بصراحة نحتاج الى قائد، وهو الآن غائب واكاد اقول مُغيَّب. من لا يعرف تاريخه وتاريخ الشرائح المتعايشة معه، وان لم يكن كليما له قوة جذب الحضور، لا يجوز ان يتنطح وينبري كانه سيِّد زمانه. اعتذر من كلمة صعاليك، غير انني لا ارى إِلا هم يتطاوسون حُسْناً وَزِينَةً ويتغندرون، ولكن ما من مارد او عملاق، عفوا ليسوا هم رجال الساعة ولا قوَّاد المرحلة. كنيستي مجتمعي بلدتي بلدي مناحات ومجاعات، اين المنقذ المخلص؟ اعتقد انه لم يأتِ بعد ولم يظهر.
بقي لنا بعد مبيع صلاحياتنا وسلاحنا ان نبيع حالنا للأبالسة وسلام على عهود الملائكة.
