المحامي ادوار حشوة/نصرالله يهدد قاضي التحقيق، طارق البيطار ويطلب ترحيله

260

نصرالله يهدد قاضي التحقيق، طارق البيطار ويطلب ترحيله!
المحامي ادوار حشوة/فايسبوك/10 آب/2021

استمعت الى خطاب حسن نصرالله والذي هاجم فيه القاضي المحقق طارق البيطار ولم استغرب ما ورد فيه لأنه تكرار لموقفه من القاضي السابق صوان، والذي أدى الى استنكافه عن التحقيق!
حزب الله لا يريد أي تحقيق ومهمته تعطيله وتأجيله الى زمن يتم فيه دفنه!.
هناك جريمة ادخال مواد متفجرة خطيرة وهي بكميات كبيرة يهدد انفجارها كل بيروت.

هذه المواد تم اخراج اكثرها من المرفأ في ٩٠ شاحنة الى جهات يحقق القاضي الى أين وكيف خرجت وهي تحت النقل والحجز القضائي، ومن هي الجهة التي وافقت على النقل من عناصر الامن، ومن موظفي الادارة، وعلى هؤلاء ان يشرحوا للمحقق من أمرهم بذلك.

والمحقق ملزم بالتحقيق في وجود بوابات ومعابر خاصة بحزب الله لا تخضع لرقابة الادارة او الامن العام، واخيرا التحقيق ملزم بالبحث عن كيفية التفجير او الانفجار.

هناك احتمال ان طيران اسرائيلي اغار على مستودع لحزب الله مخصص لاسلحة ومواد متفجرة وصلت حديثا، وان انفجار المستودع رقم ١٢ كان بسبب وصول النار اليه من المستودع رقم ٥. ومن الاحتمالات ان الانفجار تم بسبب اهمال او تفجير مقصًود.

في موضوع التفجير يجب ويمكن ان يعمد الى خبرة فنية محلية او دولية مختصة.
القاضي المحقق من اولى مهماته مهما كانت الاحتمالات ان يستدعي للتحقيق كل المسؤلين عن امن المرفأ وكل الادارين فيه اولا وله ان يوقف هؤلاء.

على ضوء هذا التحقيق الاولي وصل القاضي الى وجود مسؤلين عن هؤلاء من وزراء وقيادات امنية هم الذين علموا مسبقا بوجود هذه المواد وخطرها ولم يبادروا الى اخراجها، وبعضهم امر عناصر الادارة والامن لتسهيل خروج كميات منها بواسطة حزب الله الى مصانع صواريخه في لبنان، والى مصانع سورية لصنع البراميل المتفجرة.
القاضي البيطار صار من واجبه استدعاء هولاء والتحقيق معهم وسماع اقوالهم فيما نسبه اليهم الفريق الاداري والفريق الامني في المرفأ وله ان يوقفهم او يخلي سبيلهم.!

ركز حسن نصرالله هجومه على القاضي بما يلي :
اولا : ان التحقيق مسيس وهي حجة معروفة لرفض التحقيق ونتائجه.

ثانيا: ان التحقيق يخدم شركات التأمين الملزمة بدفع التعويضات للناس مع انه لا علاقة للقضاء في موضوع التأمين الذي هو ضد كل المخاطر وواجب الدفع فورا ولا يتوقف على التحقيق ومثل هذا الزعم موجه ضد نزاهة القاضي الذي اجمع كل قضاة لبنان على نزاهته، ولغاية خبيثة لاجباره على الاستقالة.

ثالثا: ان القاضي لم يكن عادلا لأنه استدعى البعض واهمل استدعاء الكل، في هذا يتهم نصرالله القاضي بعدم العدالة متجاهلا ان اي محقق لا يستدعي احدا اذا لم تتوفر لديه ادلة. ان المسؤول هو الذي علم أو أمر ولا يمكن دعوة كل الرؤساء والوزراء جملة قبل ذلك وينطلق من امكانية ذلك ولا غطاء يحمي احدا او يمنع استدعاءه.

رابعا: يطالب القاضي باعلان نتائج تحقيقات امنية وفنية وان يقول الحقيقة للناس، وفي هذ يتناسى نصرالله ان التحقيق سري ولا يتم اعلان نتائجه الا بعد صدور القرار الظني. واذا كان لدى نصرالله نتاىج الخبرة فمن اوصلها اليه وهي جرم يعاقب عليه القانون ولا احد غير القاضي من يعرف محتواها وله حق اجراء خبرة جديدة محلية او خارجية جديدة.

خامسا: اعلن تاييده لعريضة النواب لرفع الحصانة، مع ان الهدف منها ليس تسهيل مهمة القاضي بل لتحويل التحقيق معهم من عند القاضي البيطار الى مجلس محاكمة الرؤوساء، وبالتالي منع المحقق من الوصول الى الحقيقة كجو كشف دور حزب الله في استيراد المواد وتصديرها والتسبب في الانفجار.

بعد كل هذا لا يبدو التباكي على الضحايا منطقيا، فقد سبق لحسن نصرالله ان تباكى على مقتل رفيق الحريري ثم تبين للمحكمة الدولية ان عناصر من حزبه هم الذين تولوا ذلك وما يزال يحمي بعضهم ولم يسلمهم للقضاء الدولي.
يبقي هل يغادر القاضي البيطار التحقيق كما فعل القاضي السابق صوان بعد رسالة التهديد في خطاب حزب الله أم تراه سيستمر متجاهلا ومتحديا؟

اعتقد ان على كل اهل الضحايا والشعب ان يردا على هذا التهديًد بتظاهرات لدعم القاضي واستقلال القضاء وسيادة لبنان، ولكي لا يتم دفن التحقيق، وهذا هو بيت القصيد من خطاب رئيس دويلة ايران في لبنان.