الدكتورة رندا ماروني: هجمة الإحتلاليين السوري والإيراني وصحوة الموت

372

هجمة الإحتلاليين السوري والإيراني وصحوة الموت
الدكتورة رندا ماروني/12 آب/17

حدث ليس بالعابر في تاريخ لبنان له دلالات وأبعاد لما ستكون عليه المرحلة المقبلة، ويشكل مفترق طرق لوجهة لبنان ولوجهه المستقبلي، هل سيستطيع لبنان تجاوز ما يحاك له وحوله من مؤامرات خبيثة؟
ضجة سياسية مكتومة من بيان وضجة وإعلامية مجاهرة على المنابر رسمت سياسة واحدة، باستعادة إحياء ما قد دفن كشريط يدور في رأس محتضر شارف على الموت ليستعيد ذكريات مسجلة في الذاكرة ويحن لاسترجاع ما فات فيما هو لا يدري أنه ينازع وعلى شفير الموت.
يسترجع الشريط المسجل ليشعر فعلا أنه في ذاك الزمان منفصلا عن الواقع يعيش في غيبوبة، غيبوبة شارفت على النهاية.
من يقرأ منطقيا يرى أنه في حضور اللامنطق، حضور معمم في أفواه سياسيين وصحافيين وإعلاميين ورؤساء محطات تلفزيونية ومؤسسات إلكترونية كلها مجهزة لنطق اللامنطق، وكأن كلمة سر تحركها وساعة صفر تدفعها لتلوك ألسنتها نفس العبارات المحضرة للترويج، لتستعيد زمان فات كأن شيئا لم يحدث لعقارب الساعة، تسير إلى الوراء لتقف في زمان نشوتها، نشوة الموت، نشوة الدمار، نشوة الاستعلاء.
فالتنسيق عاد بأمر من الأعلى، ليجاهر به المأمور والاتفاقيات المدفونة تنبش من القبور لإعادة إحياءها، وكيف لا وقد دقت ساعة الصفر وصدرت الأوامر، مظنة أنها استعادت عصرها الذهبي.
فالغوغائية الحاضرة لمسامعنا اليوم ليست صدفة بل أتت نتيجة تقاعس طاقم سياسي خرج عن مطامح وتطلعات الإرادة الشعبية التي أولته ثقتها ليغرد بعيدا عما هدفت إليه هذه الإرادة.
وليس صدفة أن تتخم هذه الصحوة بالأماني والأمنيات باستعادة ما فات طالما أن من يواجهها هو في وضع المستسلم والمسلم بكامل إرادته أوراقه الرابحة وليس كما يدعي بأنه مستسلما بأمر الواقعية السياسية.
ولم تستثني هذه الصحوة الجيش اللبناني من مشاريعها المنتفخة، لترسم له خطة قتالية عليه أن يتبعها ويسير بها تسليما أيضا بالواقعية السياسية والإستراتيجية معا المروج لها، فالمعركة متداخلة وداعش محاصرة بين جيشين ثالثهما حزب الله وعلى الجيش اللبناني التنسيق.
في المعلومات البسيطة التي يدركها أي قارئ، حزب الله موضوع على لائحة الإرهاب كما نظام بشار الأسد الساريني مصنف بالنظام القاتل الواجب السقوط، وفي الوقت نفسه لبنان من الدول المشاركة في الحرب على الإرهاب، والجيش اللبناني هو الموكل بتنفيذ هذه الشراكة، فكيف يجوز الجمع بين من هو موكل بالحرب على الإرهاب وبين من هو مصنف بالإرهاب؟
فإذا كانت هذه الحسابات تجوز في منطق اللامنطقيين الداخليين فإنها لا تجوز ولن يسمح بها في المنطق الدولي، على الأقل علنا لأننا لا ندري ما يدور في الأروقة الداخلية للحسابات الخارجية.
لقد نشرت مؤسسة فورن بوليسي جدولا مفصلا بالأرقام والأنواع لمساهمات دول التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب التي قاربت عددها الستين دولة ووضعت جدولا للتطورات الرئيسية في التزامات الشركاء في التحالف بما في ذلك تاريخ الضربات الأولى من قبل كل دولة تشارك في الحملة الجوية ومجموع ما أعلن مؤخرا عن المساعدات العسكرية والإنسانية التي ساهم بها مختلف الشركاء .
وقد التزم لبنان بأن يقاتل داعش ضد التعدي على حدوده. وقد ورد في البيان الختامي للمجلس الأعلى للدفاع اللبناني بأنه عضو في هذا التحالف الدولي وملتزم بمحاربة الإرهاب.
فهل الإصرار على مشاركة الجيش في حربه ضد الإرهاب جنبه وخلفه وأمامه سيلغي التصنيف الدولي عن حزب الله ونظام بشار؟
لقد حذرت سفيرة واشنطن في لبنان إليزابيث ريتشارد المرجعيات اللبنانية من أي تعاون قد يحصل بين الجيش اللبناني وحزب الله بدلالة واضحة على توجهات السياسة الأميركية وموقفها الواضح من حزب الله، الذي أكده أيضا الاتصال الذي جرى بين قائد المنطقة الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل بقائد الجيش جوزف عون حيث فضل عدم التنسيق ميدانيا مع حزب الله أو الجيش السوري.
ومن ناحية أخرى أعلنت المندوبة الأميركية الدائمة في الأمم المتحدة نيكي هايلي عزم واشنطن على إدخال تعديلات على قوات حفظ السلام المؤقتة في جنوب لبنان لتشمل توسيع نقاط العمل من منطقة جنوب الليطاني حتى الحدود الشرقية.
هذه المواقف المتتالية تؤكد عزم الولايات المتحدة الأميركية على عزل حزب الله ومحاصرته وقطع طريق الإمدادات عنه، فهل ستسير الأمور حسب الرغبة الأميركية المعلنة أم هناك مفاجئات غير معلنة؟
من المؤكد إن الأحداث الأخيرة التي شهدها لبنان في جرود عرسال وما يتبعها من مواقف وتحضيرات سيقرر مصير لبنان ووجهة سيره، فإما أن يكون ملحقا بالنظام الإيراني وإما أن يكون محايدا بحمى قوات حفظ السلام الدولية، ولكن من المؤكد أيضا أن ما يدور لا دور فيه للمستسلمين الداخليين بحجة الواقعية السياسية، أما أنتم أيها الملحقين المغشوشين التابعين، نقول لكم اطمئنوا لقد اجتمعوا في اللقلوق.
صحوة الموت
واستذكار الذكريات
لزمن ولى
وزمان فات
أوهام إحيائها
بعد الوفاة
بأوامر علية
حاسمة الثبات
تتلى لأزلام
تابعة تقتات
ولائها مبرم
في وضع استمات
لنصرة احتلال
وكسر فئات
وطنية أبية
عاصية على
النيل منها
ولو حيك لها
أقوى المؤامرات
فهي في
صحوة الموت
تظن أنها
قادرة على
استعادة تاريخ
وعلى الإسكات.