جويس كرم/عامٌ على داعش//الرئيس الإيراني يتعهد بالوقوف إلى جانب سورية «حتى النهاية

265

عامٌ على “داعش”
جويس كرم/الحياة/03 حزيران/15

في 6 حزيران (يونيو) 2014، يوم سقوط الموصل في يد “داعش”، سألتُ على هامش مؤتمر دولي في الدوحة المسؤول الاميركي الاستخباراتي السابق بروس ريدل عن قراءته وتوقعاته، فقال أنه اذا أبقى التنظيم سيطرته على الموصل لأكثر من عام “فهو هناك ليبقى”. عام مضى و”داعش” لم يبق فقط في الموصل، بل زاد إليها الرمادي وتدمر والرقة، وها هو يتوسع في اتجاه حلب، وينفذ عمليات في الفلوجة. وحشية التنظيم تتمدد تحت أعين طائرات تحالف من ستين دولة وأمام تفكك الجيشين العراقي والسوري، وفرار جنودهما فور السماع بأن مقاتلي التنظيم اقتربوا. وبعد عام يبدو ان العالم الغربي وعلى رأسه إدارة باراك أوباما بدأت تتأقلم مع الواقع الجديد، ومستعدة بعد تسعة أشهر من الضربات الجوية لقبول حرب ميليشياوية في الشرق الأدنى ضحيتها الاولى الدول والمجتمعات والحضارة، لكنها تبقى أقل الخيارات كلفة لواشنطن. داعش بات اليوم واقعاً في الملعب الشرق الاوسطي الجديد، لن تقوى على غطرسته الضربات الجوية، ولن تقدر عليه الميليشيات الطائفية والانظمة الفاقدة القوة والشرعية. وحشيته في الإعدامات الجماعية وقتل السوريين والعراقيين قبل غيرهم، هي لتخويف الرأي العام ونيل صدى أعلامي، أما أجندته السياسية والاقتصادية فتستفيد من عقود من الحرمان في سورية والعراق. في تدمر، وزع “داعش” الخبز على الأهالي في وقت كانت قواته تعدم عائلات وجنود في مسرح القلعة التاريخية. قوته في ضعف اي بديل حقيقي منه، وغياب استراتيجيات سياسية توقف آلة قتل النظام السوري وضعف وتآكل الحكومة العراقية.
واشنطن شاهدت قوافل “داعش” تنتقل مركبة تلو المركبة في صحراء تدمر وداخل الرمادي من دون ان توقف مدها. السبب في ذلك ليس مؤآمرة كونية بين الولايات المتحدة والتنظيم، بل إقرار أميركي بأنه من دون اتخاذ الحكومة العراقية خطوات حقيقية للمصالحة، فلا أمل في هزيمة “داعش”، ومن دون عودة نظام الأسد الى طاولة التفاوض وقيام قوة فعلية ضد “داعش”، فالضربات على تدمر لن تثني مقاتلي التنظيم. إدارة باراك أوباما  لن تعيد تجربة الـ 2003 – 2011 في العراق بإرسال جنودها للقتال في الشرق الاوسط، وهي تفضل اصدار مهمات المعارك إما من خلال تسليح المقاتلين الأكراد، او العمل على تسليح قبائل الأنبار على رغم معارضة بغداد، أو امتحان قدرات الميليشيات الشيعية في ساحات القتال حتى لو كان ذلك يجازف بخطر التطهير العرقي. أما في سورية، فالقيادة من الخلف وتحاشي الدخول في مواجهة مع ايران هناك هي استراتيجية اوباما، وفي الوقت نفسه يبقي تفادي دك عاصمة “الخلافة”، اي الرقة، الادارة مكبلة اليدين. التفكك الميليشياوي في سورية والعراق أهدانا “داعش”، وبعد عام على نشوئها فكل المؤشرات تدل الى بقاء التنظيم في البلدين لسنوات. سرُهُ في اقتناص الفراغ والتخبط الاقليمي والدولي في مناطق النزاع، وهو في ذلك لا ينتظر “جنيف 3” أو استراتيجية “الصحوات”، بل يمضي في تغيير الحدود السياسة والحضارية الى حين استفاقة بغداد ودمشق من الغيبوبة.

الرئيس الإيراني يتعهد بالوقوف إلى جانب سورية «حتى النهاية
دبي – رويترز //03 حزيران/15

نقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن الرئيس حسن روحاني قوله إن “إيران ستقف إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد حتى النهاية”، ما يشير إلى دعم إيراني لا يلين إلى سورية خصوصاً بعد المكاسب الكبيرة التي حققتها فصائل المعارضة المسلحة في الأسابيع الأخيرة. وذكرت وكالة “الأنباء الإيرانية” أن روحاني قال اليوم (الثلثاء) في اجتماع مع رئيس البرلمان السوري محمد اللحام في طهران، إن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعباً ستقف حتى النهاية إلى جانب الحكومة السورية وشعبها”، مضيفاً: “أن طهران لم تنس مسؤولياتها الأخلاقية تجاه سورية، وستستمر في تقديم المساعدة والدعم إلى حكومة سورية وشعبها”. وقال روحاني إنه “للأسف أخطأت بعض دول المنطقة حساباتها إذ تعتقد بأنه بإمكانها استخدام جماعات إرهابية لتحقيق أهدافها، ولكن الإرهاب سينقلب عليها عاجلاً أم آجلاً”.

وتعد زيارة اللحام الأحدث في سلسلة زيارات رفيعة المستوى بين دمشق وطهران تعكس التنسيق الوثيق مع تزايد الضغط على الأسد. وفقدت قوات حكومية وفصائل متحالفة معها الأسبوع الماضي السيطرة على معظم أجزاء محافظة إدلب في شمال غربي البلاد لمجموعة من فصائل المعارضة بما في ذلك جناح تنظيم “القاعدة” في سورية. ويتعرض الجيش السوري الآن إلى أقوى الضغوط  في الصراع المندلع منذ أربعة أعوام، في وقت سيطر “داعش” على مدينة تدمر الأثرية في وسط سورية والواقعة على مفترق طرق رئيسي يربط بين حمص والعاصمة دمشق. وكانت إيران تدعم بشار الأسد ومن قبله والده حافظ الأسد قبل الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في العام 2011، والتي تحولت إلى حرب أهلية بعد أن قمعت القوات الحكومية الاحتجاجات السلمية ضد الاسد. ومع ظهور الفصائل الجهادية السنية في الصراع في شكل أكبر، تصور حكومة الأسد وإيران المعارضة السورية على أنها “إرهابية” مدعومة من دول سنية في المنطقة.