الياس بجاني/لا فرق بين موقف الشيخ الذي رضخ للإرهاب واعتذر عن مشاركته في مراسيم تشييع الشهيد لقمان سليم وبين موقف المطران بولس عبد الساتر الذي تبرأ من الكاهن الذي رتل في التشييع طلبة أنا الأم الحزينة

189

لا فرق بين موقف الشيخ الذي رضخ للإرهاب واعتذر عن مشاركته في مراسيم تشييع الشهيد لقمان سليم وبين موقف المطران بولس عبد الساتر الذي تبرأ من الكاهن الذي رتل في التشييع طلبة “أنا الأم الحزينة”
الياس بجاني/12 شباط/2021

رِسَالَةُ بُولُسَ ٱلرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلَاطِيَّةَ01/10: “أَفَأَسْتَعْطِفُ ٱلْآنَ ٱلنَّاسَ أَمِ ٱللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ ٱلنَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي ٱلنَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ.”

ابرشية بيروت المارونية: الكاهن المشارك بترنيم طلبة الأم الحزينة في تشييع سليم لا ينتمي الى الأبرشية وعبد الساتر لم يفوضه تمثيله
وطنية – الخميس 11 شباط 2021
اعلنت دائرة التواصل في أبرشية بيروت المارونية في بيان، انه “بعد ورود اتصالات عدة تستنكر قيام أحد الكهنة بترنيم طلبة “أنا الأم الحزينة” في مراسم تشييع الناشط والمفكر لقمان سليم، يهم الدائرة أن توضح أن الكاهن المذكور لا ينتمي الى الأبرشية، كما أن صاحب السيادة المطران بولس عبد الساتر لم يفوضه بتمثيله في مراسم التشييع، لذلك اقتضى التوضيح”.

بداية، لم نصدق بأن المطران بولس عبد الساتر قد تبرأ من الكاهن الجليل الذي شارك في مراسيم تشييع الشهيد لقمان سليم ورتل خلالها رتبة، “أنا الأم الحزينة”، واعتبرنا أن ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي عن هذا الأمر هو غير صحيح ومفبرك ولا يمكن لمطران ماروني أن يأخذ هكذا موقف ذمي ومتجابن لأن إنجيلنا المقدس يقول: “لأنك لست ساخناً ولا بارداً، بل فاتراً سوف أبصقك من فمي”. (الرؤيا03/15و16)
ولكن في منتصف نهار أمس خابت آمالنا بالمطران عبد الساتر وأصبنا بحالة من الذهول والحيرة والغضب عندما قرأنا البيان الموجود في أعلى الصادر عن دائرة التواصل في أبرشية بيروت المارونية.

باختصار ودون تردد وعن إيمان وقناعة نقول بأن ما جاء في البيان هو معيب ومخجل وذمي ولا يمت لقيم وثوابت ومفاهيم كنيستنا المارونية بصلة.

إن موقف المطران هو حقيقة استنساخ لموقف بلاطس البنطي الذي تخلى عن واجباته واستسلم ورضخ للغوغائيين من الشعب والكتبة والفريسيين الحاقدين الذين أرادوا صلب سيدنا يسوع المسيح.

ترى هل المطران هذا مطلع على ما قاله بلاطس البنطي: “فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئا، بل بالحري يحدث شغب، أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا: إني بريء من دم هذا البار أبصروا أنتم”
(إنجيل القديس متى27/24):

عملياً ومنطقياً كان من المفترض أن يبرر المطران وهو راعي بيروت وجبل لبنان (ومنطقة حارة حريك تقع ضمن إبرشيته) لماذا لم يشارك هو شخصياً في مراسيم تشييع بطل لبناني شهيد قدم نفسه قرباناً على مذبح الحرية والسيادة والاستقلال وشهد للحق والحقيقة، ولا أن يتنصل ويتبرأ من موقف كاهن جليل مؤمن وشجاع قام تفرضه عليه رسالته الكهنوتية.

وهنا نسأل بغضب، هل من فرق بين ذلك الشيخ الشيعي الذي شارك في مراسيم التشييع ومن ثم وعلى خلفية التهديد والإرهاب اضطر للاعتذار العلني، وبين مطراننا الذي تبرأ من كاهن كل ذنبه أنه رتل في التشييع رتبة كنسية؟

نذكر المطران عبد الساتر بما قاله السيد المسيح لبعض الفريسيين من الجموع الذين طلبوا منه أن يُسكت تلاميذه الذين كانوا يهتفون قائلين: “تبارك الملك الآتي باسم الرب. السلام في السماء، والمجد في العلى”.. فأجابهم يسوع “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة”. (إنجيل القديس لوقا19/من38حتى40).

باختصار فإن موقف المطران عبد الساتر هو ذميي ومعيب ومخجل ولا يمت للمسيحية وللمسيح ولكنيستنا المارونية بصلة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com