بين فلسطين والدامور: رسالة الى رئيس النادي العلماني شربل شعيا من جوزيف بولس شعيا.

301

بين فلسطين والدامور: رسالة الى رئيس النادي العلماني شربل شعيا من جوزيف بولس شعيا.

الكلمة اونلاينول/07 كانون الأول/2020

عزيزي شربل، لم أتفاجأ بتصريحاتك الإعلاميّة بعد فوز النادي العلماني في انتخابات جامعة القدّيس يوسف أنت ابن الدامور البلدة الشهيدة على طريق مشروع الوطن البديل، لن أعود برسالتي الى أيّام الحرب يوم اجتاحت الفصائل الفلسطينيّة بلدتك وعاثت بالبلاد والعباد خراباً وقتلاً حيث لم تسلم عائلتك ومنزلك من الدمار.

رسالتي عبارة عن أسئلة سأترك لك إن تجرأت شرف الإجابة عليها.

هل تعلم أنّ منزلك لم تكتمل إعادة إعماره بعد أن وضعت الحرب أوزارها؟

هل تعلم أنّك في وطنٍ يعطي اللاجئين حقوقاً يمنعها عنك؟

هل تعلم يا شربل أنّه يوم حُجِزت أموال شعبك في البنوك، لم يُمنع فلسطينيّ أو سوريّ في وطنك من سحب أموال المساعدات التيّ تأتيه من المنظّمات الدوليّة بالدولار الأميركي؟

هل تعلم يا شربل أنّ الطالب الفلسطيني والسوري يدخل الى الصروح التعليميّة الخاصّة في لبنان بأقساط رمزيّة في حين يعاني أهلك الأمرّين لتأمين تكاليف تعليمك؟

هل تعلم يا شربل أنّ اللاجئ الذي تطالب بحقوقٍ له يدخل المستشفيات الحكوميّة والخاصّة بتعرفةٍ شبه مجانيّة يوم يموت أطفال شعبك على أبواب المستشفيات؟

هل تعلم يا شربل أنّ مخيّمات الفلسطينيّين لا تخضع لسلطة الدولة اللبنانيّة وهي أوكار لمعظم الآفات التي يعاني منها مجتمعنا من تجارة سلاح ومخدّرات وملاذٍ آمن لكلّ خارج عن القانون؟

هل تعلم يا شربل أنّ فضل شاكر و أحمد الأسير و فلول داعش و النصرة تجد بين من تطالب بحقوقهم الملجأ و المأكل و المشرب و المنامة يوم يموت عجزة شعبك على أرصفة الطرقات؟

هل تعلم يا شربل أنّ من تطالب بحقوقهم يعملون ويسرحون ويمرحون يوم أصبحت أكثريّة شعبك عاطلة عن العمل؟

هل تعلم أن معظم الأراضي السوريّة أصبحت آمنة من المعارك وبالتالي لم يعد من مبرّر لبقاء معظم السورييّن تحت غطاء اللجوء في ربوع بلادك؟

هل تعلم يا شربل أن من تطالب بحقوقهم ينتظمون في تنظيمات عسكريّة مسلّحة تمتهن التهريب والجريمة المنظّمة وبينهم قلّة قليلة لا علاقة لها بهذه الممارسات؟

عزيزي شربل، إنّ أساس القضيّة الفلسطينيّة يتمحور حول حق اللجوء وأيّ بحث أو تصريح لا يبالي بهذا الحقّ هو تكملةٌ لمشروع التوطين ونسيان القضيّة الأساس، نحن يا شربل ندعم حقّ لجوء الفلسطينيّين والسوريين الى بلادهم كي لا تتحوّل القلّة الصامدة من شعبنا الى لاجئين في بلادنا.

عريزي شربل، إن كنت تعلم كلّ ما سبق فأنت تماديت في تصريحاتك لتصبح خادماً للمشروع الاسرائيلي في ابقاء الفلسطينيين في الشتات خارج فلسطين وبالتالي أضحيت بلغة وتعابير رموز تلك القضيّة عميلاً، وإن لم تكن تعلم فاعلم يا ابن بلدتي وعائلتي أنّك دخلت في دوّامة لا تفقه زواريبها وبالتالي أصبحت تاجراً لاهثاً خلف أضواء اعلاميّة دون بعد استراتيجيّ ولا نظرة مستقبليّة.

ختاماً يا شربل، تصريحاتك لا تتعدّى كونها فاتورة تدفعها لمن صوّت لك ولناديك من فتات وبقايا اليسارالضائع بين الديكتاتوريات والعمالة، لذلك لم أستغربها، ولكن تبقى فاتورة غير مسدّدة لمن آمن بطروحاتك من مزاجٍ لبنانيّ توّاق الى ثورة تطالب بحقوقه قبل حقوق الغريب، تطالب بمواطنيّته قبل جنسيّة اللاجئين وتطالب بوطنٍ دُفِع ثمنه دمار بلدتنا ومنازلنا ودماء أهلنا وأقاربنا.

حبّذا يا شربل لو تعود لخطابك وتنقّحه لأنّك رسبت في امتحان الوطنيّة قبل أن تستثمر النجاح الذي حصدته في صناديق الاقتراع الطالبيّة.

التاريخ مقصلة يا ابن بلدتي وانت في امتحان التاريخ راسب لا محالة، لأن محور النضال في لبنان هو شعبنا لا اللاجئين فاذهب لتحرير فلسطين من غزّة والضفة فمشروع الوطن البديل جرفه والدك مع أنقاض منزلك الذي لا تعرفه لغير عودة، ولن يبقى من فتاته في لبنان سوى عودة من تطالب بحقوقٍ لهم الى أوطانهم عسانا حينها نبني وطناً يتّسع لك ولنا مواطنين أعزاء في دولة قانونٍ يعطيك ويعطينا حقّ أهل البيت ويعطي كلّ غريبٍ حقّ أيّ ضيف في بلادنا.